ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﺢ ﻣﻦ اﻷﻛﺎذﻳﺐ ﻳﺨﺘﻠﻘﻮﻧﻪ ﻣﻦ وﻏﺎب اﻷﻧﺪاد واﻵﻟﻬﺔ أﻧﻘﺎﺿﺎً ﺑﻌﺪ ﻓﺘﻠﻬﺎ ﺿﺎﻣﻨﺎً وﺷﺎﻫﺪاً اﻟﻈﻠﻢ واﻟﺘﻌﺪي أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ًﻻ وﻣﻨﻔﻌ ًﺔ ﺧﺪﻳﻌ ًﺔ وﻣﻜﺮاً ﲡﻌﻠﻮن اﳌﻄﺮود ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ ﻳﺬﻫﺐ وﻳﻔﻨﻰ أﻫﻞ دﻳﻦ واﺣﺪ، ﻛﺎذب ،ﻣﺨﺘﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﷲ وﻫﻮ اﻹﺳﻼم ﻳﺘﺨﺬوﻧﻪ وﻟﻴﺎً ﻣﻄﺎﻋﺎً ﺧﺘﻢ ﺗﺴﻠﻂ ﻳﻨﺴﺒﻮن إﻟﻴﻪ أﻧﻪ وﺗُﻌﻄﻰ اﳉﺰاء واﻓﻴﺎً ﻋﻠﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻫﻮ اﻟﺪم اﳌﺴﻔﻮح ﻣﻦ ُﻋﺬﺑﻮا ،واﺑﺘﻠﻮا ﺣﻘﺎً اﳌﺌــــــــﻮن اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺬﺑﺢ ﻣﺎ ﻣﺎت ﺑﻐﻴﺮ ﻫﻨﻴﺌﺎً ﺳﻬ ًﻼ وﻏﻴﺮ ﻣﺘﺠﺎوز ﺣﺪ ﺗﺬﻛﻴﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ اﻟﻀﺮورة ﳑﺎ ﻳ ُﺴ ﱡﺪ اﻟ ﱠﺮﻣﻖ ذﻛﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺬﺑﺢ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻳﺪ وﻻ اﺳﻢ ﻏﻴﺮ اﷲ إﻣﺎﻣﺎً ،ﺟﺎﻣﻌﺎً ﻃﺎﻟﺐ ﻟﻠﻤﺤﺮم ﳋﺼﺎل اﳋﻴﺮ ﻟﺘﺨﺘﻠﻘﻮا ﺑﺴﻔﻪ ،وﺟﻬﻞ ﻟﻌﺎﻗﺒﺘﻬﺎ اﺧﺘﺎره ﺧﺎﺿﻌﺎً ،ﻣﺪاوﻣﺎً ﻣﺎﺋ ًﻼ ﻋﻦ اﻟﺸﺮك ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻗﺼﺪاً دﻳﻦ رﺑﻚ ،وﻃﺮﻳﻘﻪ اﳌﺴﺘﻘﻴﻢ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي ﻓﻬﺬا ﺷﺄن اﻻﻧﺘﻘﺎل ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ إﻟﻰ ﺑﻠﺪ، ﻓﻜﻴﻒ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ إﻟﻰ دار اﻟﻘﺮار! اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وﰲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ أدل دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻷﺳﺒﺎب اﺑﻦ رﺟﺐ ﻣﺮ اﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻛﲔ ﻳﺄﻛﻠﻮن ﻓﺪﻋﻮه؛ اﻟﺴﻌﺪي ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻢ وأﻛﻞ ﻣﻌﻬﻢ ،وﺗﻼ: ﺛﻢ دﻋﺎﻫﻢ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﺄﻃﻌﻤﻬﻢ وأﻛﺮﻣﻬﻢ ﰲ ﻫﺬا ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻷﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ،وأﻧﻬﻢ اﻟﻨﺎﻃﻘﻮن ﺑﺎﳊﻖ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻳﻮم ﻳﻘﻮم اﻷﺷﻬﺎد ،وأن ﻟﻘﻮﻟﻬﻢ اﻋﺘﺒﺎراً ﻋﻨﺪ اﷲ وﻋﻨﺪ ﺧﻠﻘﻪ ٩٦
اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺼﺒﺮ ﺑﺎﳌﺎﺿﻲ ،وﰲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﻮﻛﻞ ﺑﺎﳌﻀﺎرع إﳝﺎء إﻟﻰ أن ﺻﺒﺮﻫﻢ ﻗﺪ آذن ﺑﺎﻻﻧﻘﻀﺎء؛ ﻻﻧﻘﻀﺎء أﺳﺒﺎﺑﻪ ،وأن اﷲ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻟﻬﻢ ﻓﺮﺟﺎً ﺑﺎﻟﻬﺠﺮة اﻟﻮاﻗﻌﺔ ،واﻟﻬﺠﺮة اﳌﺘﺮﻗﺒﺔ ،ﻓﻬﺬا ﺑﺸﺎرة ﻟﻬﻢ وأن اﻟﺘﻮﻛﻞ دﻳﺪﻧﻬﻢ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮن أﻋﻤﺎ ًﻻ ﺟﻠﻴﻠﺔ ﺗﺘﻢ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ اﷲ ﰲ أﻣﻮرﻫﻢ؛ ﻓﻬﻢ ﻳﻜﺮروﻧﻪ، وﰲ ﻫﺬا ﺑﺸﺎرة ﺑﻀﻤﺎن اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻄﻨﻄﺎوي إن رزﻗﻚ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أﺣﺪ أن ﻳﺼﺮﻓﻪ ﻋﻨﻚ ،ورزق ﻏﻴﺮك ﻻ ﻳﻘﺪر أﺣﺪ أن ﻳﻮﺻﻠﻪ إﻟﻴﻚ ،ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻚ ،ﻓﺴﻮف ﻳﺄﺗﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻚ ،وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻐﻴﺮك ،ﻟﻦ ﺗﻨﺎﻟﻪ ﺑﻘﻮﺗﻚ، ُر ِﻓ َﻌﺖ اﻷﻗﻼم وﺟﻔﺖ اﻟﺼﺤﻒ اﳌﺌــــــــﻮن اﺑﻦ ﺟﺰي ﻣﺜ ٌﻞ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻟﻸﺻﻨﺎم؛ ﻓﺎﻷﺻﻨﺎم ﻛﺎﻟﻌﺒﺪ اﳌﻤﻠﻮك اﻟﺬي ﻻ ﻳﻘﺪر ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ،واﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ اﳌﻠﻚ ،وﺑﻴﺪه اﻟﺮزق وﻳﺘﺼﺮف ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺎء ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺴﻮي ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﻷﺻﻨﺎم اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﺟﻤﻊ اﻵﻳﺎت ﻷن ﰲ اﻟﻄﻴﺮ دﻻﺋﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ :ﺧﻠﻘﺔ اﻟﻬﻮاء، وﺧﻠﻘﺔ أﺟﺴﺎد اﻟﻄﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻄﻴﺮان ﰲ اﻟﻬﻮاء ،وﺧﻠﻖ اﻹﻟﻬﺎم ﻟﻠﻄﻴﺮ ﺑﺄن ﻳﺴﺒﺢ ﰲ اﳉﻮ ،وﺑﺄن ﻻ ﻳﺴﻘﻂ إﻟﻰ اﻷرض إﻻ ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﺴﻌﺪي ﻫﺬا ﻣﻦ ﻛﻤﺎل ﻋﺪل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ أن ﻛﻞ رﺳﻮل ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ أﻣﺘﻪ؛ ﻷﻧﻪ أﻋﻈﻢ اﻃﻼﻋﺎً ﻣﻦ ﻏﻴﺮه ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل أﻣﺘﻪ ،وأﻋﺪل وأﺷﻔﻖ ﻣﻦ أن ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ إﻻ ﲟﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن اﻟﻌﺰ ﺑﻦ أﺟﻤﻊ آﻳﺔ ﰲ اﻟﻘﺮآن ﻟﻠﺤ ﱢﺚ ﻋﻠﻰ اﳌﺼﺎﻟﺢ ﻛﻠﻬﺎ ،واﻟﺰﺟﺮ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﳌﻔﺎﺳﺪ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ؛ ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ دﻗﻴﻖ اﻟﻌﺪل وﺟﻠﻴﻠﻪ إﻻ اﻧﺪرج ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: اﻟﻐﺰاﻟﻲ اﻟﻐﺪر ﻳﻨﺰع اﻟﺜﻘﺔ ،وﻳﺜﻴﺮ اﻟﻔﻮﺿﻰ ،وﳝﺰق اﻷواﺻﺮ، وﻳﺮد اﻷﻗﻮﻳﺎء ﺿﻌﺎﻓﺎً واﻫﻨﲔ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ إن ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺪ ﻟﻠﻘﺎء اﷲ؛ اﻧﻘﻄﻊ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ وﻣﻄﺎﻟﺒﻬﺎ ،وﺧﻤﺪت ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﻴﺮان اﻟﺸﻬﻮات ،وأﺧﺒﺖ ﻗﻠﺒﻪ إﻟﻰ اﷲ ،وﻋﻜﻔﺖ ﻫﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﷲ وﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒﺘﻪ وإﻳﺜﺎر ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ اﳌﻌﻨﻰ ﰲ اﻻﺳﺘﻌﺎذة ﻋﻨﺪ اﺑﺘﺪاء اﻟﻘﺮاءة :ﻟﺌﻼ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ ﻗﺮاءﺗﻪ ،وﻳﺨﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ ،وﳝﻨﻌﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺑﺮ واﻟﺘﻔﻜﺮ ٩٧
اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أُﻛﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺮ ﻓﺎﺧﺘﺎر اﻟﻘﺘﻞ؛ أﻧﻪ أﻋﻈﻢ أﺟﺮاً ﻋﻨﺪ اﷲ ﳑﻦ اﺧﺘﺎر اﻟﺮﺧﺼﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻗﺪم اﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ؛ إذ ﻻ ﲢﺼﻞ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺑﺪوﻧﻪ ،ﻛﻤﺎ أن اﳋﻮف ﻳﺴﺒﺐ اﻻﻧﺰﻋﺎج ،واﻟﻘﻠﻖ اﳌﺌــــــــﻮن ٩٨
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ١٧ اﳌﺌــــــــﻮن ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﻨﺰول ٥٠ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﺬﻛﺮ ﻗﺼﺔ إﺳﺮاء وﺟﻪ اﳌﺼﻄﻔﻰ ﷺ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ اﳌﻘﺪس ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻷﻧﻬﺎ ُذﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﺣﻮال ﺑﻨﻲ وﺟﻪ ﺳﻮرة ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﻴﺎن ﻛﻤﺎل اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﶈﻤﺪﻳﺔ ،وﻓﻴﻬﺎ إﺷﺎرات وﺑﺸﺎرات ﻟﻠﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺎً وﻣﺴﺘﻘﺒ ًﻼ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت إﻛﺮام ﻧﺒﻲ اﷲ ﻣﻮﺳﻰ ٩٩ ﻗﺼﺔ اﻹﺳﺮاء إﻋﺎدة اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻐﻠﺒﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ أﺣﻮال ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻨﻌﻢ اﷲ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ودﻻﺋﻞ اﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ أﻫﺪاف اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺣﻖ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ أراد اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﻦ أراد اﻵﺧﺮة ﻣﻦ ﺛﻮاﺑﺖ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺣﻖ ذوي اﻟﻘﺮﺑﻰ واﳌﺴﺎﻛﲔ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﻴﻞ إﺑﻄﺎل دﻋﻮى اﻟﺸﺮﻳﻚ ﷲ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت رﺑﺎﻧﻴﺔ ﰲ اﳌﻌﺎﻣﻼت واﻷﺧﻼق إﻧﻜﺎر اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﻠﺒﻌﺚ ﺑﻌﺪ اﳌﻮت واﻟﺮد ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﺮ ﰲ ﻛﻔﺮ اﳌﺸﺮﻛﲔ وﻋﻨﺎدﻫﻢ اﳊﺴﺪ أﺻﻞ اﻟﺪاء ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﰲ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ اﻟﻔﺎﺳﺪة
اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أواﻣﺮ وإرﺷﺎدات ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ اﻗﺘﺮاح ﻣﺸﺮﻛﻲ ﻣﻜﺔ اﻵﻳﺎت اﳊﺴﻴﺔ ﻣﻦ إﻋﺠﺎز اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ آﻳﺎت ﻣﻮﺳﻰ وﺻﻔﺔ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ﺑﻌﺾ ﺷﺒﻬﺎت اﳌﺸﺮﻛﲔ واﻟﺮد ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺪﻋﺎء ﺑﺄﺳﻤﺎء اﷲ اﳊﺴﻨﻰ أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺌــــــــﻮن ﻋﺮﺿﺖ اﻟﺴﻮرة ﻣﻌﺠﺰة اﻹﺳﺮاء اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻈﻬﺮاً ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻜﺮﱘ اﻹﻟﻬﻲ ،ﳋﺎﰎ اﻷﻧﺒﻴﺎء واﳌﺮﺳﻠﲔ ﷺ ،وآﻳﺔ ﺑﺎﻫﺮة ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﰲ ﺻﻨﻊ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ واﻟﻐﺮاﺋﺐ ،وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ،وﻣﺎ ﻛﺘﺐ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺮد ﰲ اﻷرض ﻣﺮﺗﲔ؛ ﺑﺴﺒﺐ ﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ وإﻓﺴﺎدﻫﻢ ،وﺗﻨﺎوﻟﺖ ﺑﻌﺾ اﻵﻳﺎت اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺔ اﳋﺎﻟﻖ وﻗﺪرﺗﻪ ووﺣﺪاﻧﻴﺘﻪ ،وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻵداب اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،واﻷﺧﻼق اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ اﻟﻜﺮﳝﺔ ،ﻓﺤﺜﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ودﻋﺖ إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﻬﺎ ،ﺛﻢ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻋﻦ ﺿﻼﻻت اﳌﺸﺮﻛﲔ ،ﺣﻴﺚ ﻧﺴﺒﻮا إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺼﺎﺣﺒﺔ واﻟﻮﻟﺪ ،واﻟﻌﺠﻴﺐ ﰲ أﻣﺮﻫﻢ أﻧﻬﻢ ﻳﻜﺮﻫﻮن اﻟﺒﻨﺎت ،ﺛﻢ ﻳﻨﺴﺒﻮﻧﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،اﳌﻨ ﱠﺰه ﻋﻦ اﻟﺸﺒﻴﻪ واﻟﻨﻈﻴﺮ ،ﺛﻢ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻟﺒﻌﺚ واﻟﻨﺸﻮر ،واﳌﻌﺎد واﳉﺰاء ،اﻟﺬي ﻛﺜﺮ ﺣﻮﻟﻪ اﳉﺪل ،وأﻗﺎﻣﺖ اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﻗﻮﻋﻪ ،ﺛﻢ ﺗﻄﺮﻗﺖ إﻟﻰ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ ،وذﻛﺮت ﺗﻌﻨﱡﺖ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﰲ اﻗﺘﺮاﺣﺎﺗﻬﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻃﻠﺒﻮا ﻣﻌﺠﺰة أﺧﺮى ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺘﻨﺰﻳﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻳﻚ واﻟﻮﻟﺪ ،وﻋﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻨﻘﺺ واﻟﻌﺠﺰ ،واﺗﺼﺎﻓﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻌﺰة واﻟﻜﺒﺮﻳﺎء ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء ﺑﺎﻟﺘﺴﺒﻴﺢ وﺧﺘﻤﺖ ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ،وﻫﻤﺎ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺎن ﺣﺘﻰ ﰲ ﻟﻠﺮﺳﻮل ﷺ؛ وﻛﺄﻧﻪ ﲤﻬﻴﺪ ﳌﺎ ﺳﻴﻼﻗﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮ ﻧﻘﻮل :ﺳﺒﺤﺎن اﷲ وﺑﺤﻤﺪه ﻣﺸﻘﺔ ﰲ رﺣﻠﺔ اﻹﺳﺮاء وﻣﺎ ﺳﻴﻼﻗﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ﺑﻌﺪ رﺟﻮﻋﻪ ١٠٠
ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ أﺧﺒﺮﻧﺎ ،وأوﺣﻴﻨﺎ ﻣﻌﺒﻮداً ﺗُﻔ ﱢﻮﺿﻮن ﺗﻨﺰﻳﻬﺎً ﷲ ،وﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻟﺸﺄﻧﻪ أﻣﻮرﻛﻢ إﻟﻴﻪ ﻓﻄﺎﻓﻮا ذوي ﺷﺠﺎﻋﺔ وﻗﻮة ﻣﻮﻋﺪ أوﻟﻰ ﻋﺪداً ﻣ ﱠﺮﺗﻲ اﻹﻓﺴﺎد ﺑﻴﺖ اﳌﻘﺪس اﻟﻐﻠﺒﺔ واﻟﻈﻬﻮر وﺳﻄﻬﺎ ﻟﻴﺬﻟﱡﻮا ،وﻳﻬﻴﻨﻮا ﻣﻮﻋﺪ اﻹﻓﺴﺎد اﻟﺜﺎﻧﻲ اﳌﺌــــــــﻮن ﺗﺪﻣﻴﺮاً ﻛﺎﻣ ًﻼ ﻣﺎ وﻗﻊ ﲢﺖ أﻳﺪﻳﻬﻢ وﻟﻴﺪﻣﺮوا ﺳﺠﻨﺎً ﻻ ﺧﺮوج ﻣﻨﻪ أﺑﺪاً إﻟﻰ ﻋﻘﺎﺑﻜﻢ وﻣﺬ ﱠﻟﺘﻜﻢ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻃﻤﺴﻨﺎ إﻟﻰ اﻹﻓﺴﺎد أﻋﺪل ،وأﺻﻮب وﻻ ﲢﻤﻞ ﻣﺤﺎﺳﺒﺎً ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ وﺷﺮ وﻛﺜﻴﺮاً ﻣﺎ أﻫﻠﻜﻨﺎ ﻧﻔﺲ آﺛﻤﺔ اﻷﱈ اﳌﻜﺬﺑﺔ ﻣﻠﻮﻣﺎً ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ،وﻳﻘﺎﺳﻲ ﺣﺮﻫﺎ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﳑﻨﻮﻋﺎً ﻧﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻄﺎء ﻣﻄﺮوداً ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻀﺠﺮ وﺗﺒ ﱡﺮم أﻣﺮ ،وأﻟﺰم ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺼﻮر ،وﻻ اﳌﺴﺎﻓﺮ اﳌﻨﻘﻄﻊ ﰲ ﺳﻔﺮه ﻣﻌﺎن ﻣﻦ اﷲ ﻟﻠ ﱠﺮاﺟﻌﲔ إﻟﻴﻪ ﺗﻮاﺿﻊ ﻟﻬﻤﺎ ﻟﻴﻨﺎً ﻟﻄﻴﻔﺎً ﰲ ﻛﻞ وﻗﺖ وﻳﻀﻴﻖ ﻻ ﺗﻨﻔﻖ ﻣﺎﻟﻚ ﰲ ﻏﻴﺮ ﻃﺎﻋﺔ، ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻃﻠﺒﺎً ﻟﺮزق ﺗﻨﺘﻈﺮه أو ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻹﺳﺮاف ﻳﻠﻮﻣﻚ اﻟﻨﺎس، ﻣﻦ ﻣﺎت أﺑﻮه ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻠﻮغ ﻓﺎرغ اﻟﻴﺪ ﻧﺎدﻣﺎً، وﻳﺬﻣﻮﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺬﻳﺮك وﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﻓﻘﺮ اﳌﻨﻬ ﱠﻴﺎت ذﻧﺒﺎً ﻣﻦ ﺗﻮﻟﻰ أﻣﺮ اﻟﻘﺘﻴﻞ أﻓﺨ ﱠﺼﻜﻢ؟ ﺣﺠﺔ ﻣﻦ وارث ،أو ﺣﺎﻛﻢ ﻟﻄﻠﺒﻮا ﻋﺎﻗﺒ ًﺔ ﻋﻨﺪ اﷲ ﺑﺎﳌﻴﺰان اﻟﺴﻮي ﰲ اﻵﺧﺮة ﻳﻨﺰﻫﻪ ﺗﻨﺰﻳﻬﺎً ﻣﻘﺮوﻧﺎً ﻣﺨﺘﺎ ًﻻ ﻣﺘﻜﺒﺮاً ﺑﺎﻟﺜﻨﺎء ،واﳊﻤﺪ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ذﻛﺮه ﻣﻦ اﻷواﻣﺮ واﻟﻨﻮاﻫﻲ ﻳﻠﻮﻣﻚ اﻟﻨﺎس وﻧﻔﺴﻚ ﺻﻤﻤﺎً وﺛﻘ ًﻼ ﰲ اﻟﺴﻤﻊ ﻣﻄﺮوداً ﻣﺒﻌﺪاً ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ ﻧ ﱠﻮﻋﻨﺎ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ،وو ﱠﺿﺤﻨﺎﻫﺎ ﺷﺒﻬﻮك ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﺳﺎﺣﺮ، ﺑُﻌﺪاً ﻋﻦ اﳊﻖ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﺮش، وﺷﺎﻋﺮ ،وﻣﺠﻨﻮن وﻫﻮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﳌﻐﺎﻟﺒﺘﻪ ﺳﺎﺗﺮاً أﻏﻄﻴﺔ ﻧﺎﻓﺮﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎﺟﻮن ،وﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ١٠١
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳُﺤ ﱢﺮﻛﻮن ﻣﺴﺘﻬﺰﺋﲔ أﺟﺰاء ﻣﻔ ﱠﺘﺘﺔ ﻓﺎﻧﺤﺮﻓﻮا اﻟ ُﻘﺮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻳﻄﻠﺒﻮن ﻳُﻔ ِﺴﺪ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎً اﻟﻠﻮح اﶈﻔﻮظ ﻣﻌﺠﺰة واﺿﺤﺔ ﻋﻠﻤﺎً وﻗﺪر ًة ﻓﻜﻔﺮوا ﺑﻬﺎ ﻣﺎ رأﻳﺘﻪ ﻟﻴﻠﺔ اﻹﺳﺮاء واﳌﻌﺮاج ﺑﻌﻴﻨﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ أﺧﺒﺮﻧﻲ ﺷﺠﺮة اﻟﺰﻗﻮم واﻓﺮاً ﻷﺳﺘﻮﻟ ﱠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻹﻏﻮاء اﺳﺘﺨ ﱠﻒ ،واﺳﺘﻌﺠﻞ اﳌﺌــــــــﻮن اﺟﻤﻊ ،وﺻﺢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺪﻋﺎﺋﻚ إﻳﺎﻫﻢ ﻟﻠﻤﻌﺎﺻﻲ، ﺑﺠﻨﻮدك اﻟﺮاﻛﺒﲔ، وﺑﺎﻟﻐﻨﺎء واﳌﺰاﻣﻴﺮ واﻟﺮاﺟﻠﲔ ﰲ ﻣﻌﺼﻴﺔ اﷲ ﺑﺎﻃ ًﻼ وﺧﺪاﻋﺎً اﻟﺴﻔﻦ ﻏﺎب ﻳُﺴ ﱢﻴﺮ ،وﻳُﺠ ِﺮي ﺣﺎﻓﻈﺎً ﻳﺤﻔﻈﻜﻢ رﻳﺤﺎً ﺷﺪﻳﺪة ﻻ ﲤﺮ رﻳﺤﺎً ﺷﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ ﺷﻲء إﻻ ﻛﺴﺮﺗﻪ ﲟﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﺘﺪون ﺗﺮﻣﻴﻜﻢ ﺑﺎﳊﺼﺒﺎء ﺑﻪ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻻ ﻳُﻨﻘﺼﻮن ﺗﺎﺑﻌﺎً ،وﻣﻄﺎﻟﺒﺎً ﻗﺎرﺑﻮا ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺜﺄر ﻣ ﱠﻨﺎ ﻟﻴﺼﺮﻓﻮﻧﻚ ،وﻳﻮﻗﻌﻮﻧﻚ ﰲ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﺣﺒﻴﺒﺎً ﺧﺎﻟﺼﺎً ﻗﺪر اﳋﻴﻂ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﰲ ﺷﻖ اﻟﻨﻮاة ﲤﻴﻞ وﻋﺬاﺑﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺎً ﰲ اﻵﺧﺮة ﻟﺘﺨﺘﻠﻖ ،وﺗﻜﺬب ﻗﺎرﺑﻮا ﺑﻌﺪك ﻋﺬاﺑﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺎً ﺗﻐﻴﻴﺮاً ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻇﻠﻤﺘﻪ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎل ﻓﻘﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻚ أن ﻳﺨﺮﺟﻮك ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن ﰲ اﻟﻠﻴﻞ ﻟﻠﺼﻼة ﻣﻜﺔ ،ﺑﺈزﻋﺎﺟﻬﻢ إﻳﺎك إدﺧﺎ ًﻻ ﻣﺮﺿﻴﺎً زﻳﺎدة ﻟﻚ ﰲ ﻋﻠﻮ اﻟﻘﺪر، ﻣﻦ وﻗﺖ زوال اﻟﺸﻤﺲ ورﻓﻊ اﻟﺪرﺟﺎت ﻧﺎﺻﺮاً وﻣﻌﻴﻨﺎً ﻋﻨﺪ اﻟﻈﻬﻴﺮة إﺧﺮاﺟﺎً ﻣﺮﺿﻴﺎً ﺿﻼ ًﻻ وﻫﻼﻛﺎً ﲢﻀﺮﻫﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر ﺑﻄﻞ ،واﺿﻤﺤ ﱠﻞ ﻣﻘﺎم اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻔﺼﻞ اﻟﻘﻀﺎء ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ رﺑﻪ ﻛﺒﺮاً ،وﻋﻨﺎداً ﺣﺠﺔ ،وﻗﻮة ُﻣﻌﻴﻨﺎً ﻻ ﺑﻘﺎء ﻟﻪ ،وﻻ ﺛﺒﺎت ﻗﻄﻌﺎً ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ،وﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ ﻗﻨﻮﻃﺎً ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ ﻋﻴﻨﺎً ﺟﺎرﻳﺔ ﻧ ﱠﻮﻋﻨﺎ وﺑ ﱠﻴ ﱠﻨﺎ ﻻ ﻳﻨﻄﻘﻮن ذﻫﺐ ﻧﺸﺎﻫﺪﻫﻢ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ وﻋﻴﺎﻧﺎً اﻟﻌﺼﺎ واﻟﻴﺪ واﳉﺪب وﻧﻘﺺ اﻟﺜﻤﺮات وﻣﺎ ذﻛﺮ ﰲ ﺳﻮرة اﻷﻋﺮاف ُﻣﺒﺎ ِﻟﻐﺎً ﰲ اﻟﺒﺨﻞ ﺳﻜﻦ ﻟﻬﻴﺒﻬﺎ ﻷُو ِﻗﻦ أﻧﻚ دﻻﺋﻞ ﺗﺪل أﻫﻞ اﻟﺒﺼﻴﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﻐﻠﻮﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻚ وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ وﺻﺪق رﺳﻮﻟﻪ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ ﻣﻦ أرض ﻣﺼﺮ ﻳُﺨ ِﺮﺟﻬﻢ ﻫﺎﻟﻜﺎً ﻣﻐﻠﻮﺑﺎً ﻣﻠﻌﻮﻧﺎً ١٠٢
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺑ ﱠﻴ ﱠﻨﺎه ،وﻓ ﱠﺼﻠﻨﺎه ﻓﺎرﻗﺎً ﺟﻤﻴﻌﺎً اﺳﻜﻨﻮا أرض اﻟﺸﺎم ﺑﲔ اﻟﻬﺪى واﻟﻀﻼل أﻧﺰﻟﻨﺎه ﺷﻴﺌﺎً ﺑﻌﺪ ﺷﻲء ﺗﺆدة ،وﲤﻬﻞ ﻳﺴﺠﺪون ﻋﻠﻰ وﺟﻮﻫﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ اﳌﺼﺎﻟﺢ ﺑﻘﺮاءﺗﻚ ﰲ اﻟﺼﻼة ﻛﻦ وﺳﻄﺎً ﰲ اﻟﻘﺮاءة وﻻ ﺗُ ِﺴ ﱠﺮ ﺑﻬﺎ ﺑﲔ اﳉﻬﺮ ،واﳌﺨﺎﻓﺘﺔ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﺌــــــــﻮن اﻻﻓﺘﺘﺎح ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻣﻦ دون ﺳﺒﻖ ﻛﻼم ﻣﺘﻀﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺗﻨﺰﻳﻪ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﺆذن ﺑﺄن ﺧﺒﺮاً ﻋﺠﻴﺒﺎً ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻪ اﻟﺴﺎﻣﻌﻮن؛ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر دا ًﻻ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻴﻢ اﻟﻘﺪرة ﻣﻦ اﳌﺘﻜﻠﻢ ،ورﻓﻴﻊ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﳌﺘﺤﺪث ﻋﻨﻪ اﺑﻦ ﺟﺰي ذ ٌم وﻋﺘﺎب ﳌﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ اﻟﻐﻀﺐ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻨﻄﺎوي أﻧﻔﺴﻬﻢ ،وأﻣﻮاﻟﻬﻢ ،وأوﻻدﻫﻢ ،وأﻧﻬﻢ ﻳﺪﻋﻮن ﺑﺎﻟﺸﺮ ﰲ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮن ﺑﺎﳋﻴﺮ ﰲ وﻗﺖ اﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﺑﻌﺪ اﳌﻮت اﳊﺴﺎب اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻠﻨﺎه، أﺣﺼﺎه اﷲ وﻧﺴﻮه ،ﰲ ﻛﺘﺎب ﻻ ﻳﺪع ﺻﻐﻴﺮة وﻻ ﻛﺒﻴﺮة إﻻ أﺣﺼﺎﻫﺎ ﻳﻔﺎﺟﺄ ﺑﻪ اﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،وﻳﻮﺿﻊ ﲢﺖ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ: ﺧﺺ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻟﻴﺘﺬﻛﺮ اﻟﻌﺒﺪ ﺷﻔﻘﺔ اﻷﺑﻮﻳﻦ، وﺗﻌﺒﻬﻤﺎ ﰲ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ؛ ﻓﻴﺰﻳﺪه ذﻟﻚ إﺷﻔﺎﻗﺎً ﻟﻬﻤﺎ، وﺣﻨﺎﻧﺎً ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﳝﺔ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أرﺣﻢ ﺑﻌﺒﺎده ﻣﻦ اﻟﻮاﻟﺪ ﺑﻮﻟﺪه اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻟﻴﺲ ﰲ اﻟﺬﻧﻮب أﻓﺴﺪ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎ واﻟﻠﻮاط، وﻟﻬﻤﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﰲ ﺗﺒﻌﻴﺪ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ اﷲ، ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﳋﺒﺎﺋﺚ! اﺑﻦ اﳉﻮزي اﳉﻮارح ﻛﺎﻟﺴﻮاﻗﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺼﺎﰲ واﻟﻜ ِﺪر، ﻓﻤﻦ ﻛﻔﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﺮ ،ﺟﻠﺖ ﻣﻌﺪة اﻟﻘﻠﺐ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﺧﻼط ،ﻓﺄذاﺑﺘﻬﺎ وﻛﻔﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻤﻴﺔ ،ﻓﺈذا ﺟﺎء اﻟﺪواء ﺻﺎدف ﻣﺤ ًﻼ ﻗﺎﺑ ًﻼ ،وﻣﻦ أﻃﻠﻘﻬﺎ ﰲ اﻟﺬﻧﻮب أوﺻﻠﺖ إﻟﻰ اﻟﻘﻠﺐ وﺳﺦ اﳋﻄﺎﻳﺎ وﻇﻠﻢ اﳌﻌﺎﺻﻲ ١٠٣
اﻟﻐﺰاﻟﻲ إن اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻣﺘﺮﺑﺺ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻮﻗﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﻌﺪاوة اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر واﻟﺒﻐﻀﺎء ،وأن ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺘﺎﻓﻪ ﻋﺮاﻛﺎً داﻣﻴﺎً ،وﻟﻦ ﻳﺴﺪ اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣﺎﻣﻪ ﻛﺎﻟﻘﻮل اﳉﻤﻴﻞ وﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺛﻤﻮد وآﻳﺘﻬﺎ ﻟﺸﻬﺮة أﻣﺮﻫﻢ ﺑﲔ اﻟﻌﺮب، وﻷن آﺛﺎر ﻫﻼﻛﻬﻢ ﰲ ﺑﻼد اﻟﻌﺮب ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ أﻫﻞ ﻣﻜﺔ؛ ﻳﺒﺼﺮﻫﺎ ﺻﺎدرﻫﻢ وواردﻫﻢ ﰲ رﺣﻼﺗﻬﻢ ﺑﲔ ﻣﻜﺔ واﻟﺸﺎم اﺑﻦ اﻟﺼﻼح ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن ﻛﺮاﻣﺔ أﻛﺮم اﷲ ﺑﻬﺎ اﻟﺒﺸﺮ ،واﳌﻼﺋﻜﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻮا ذﻟﻚ ،وﻫﻲ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻤﺎﻋﻪ ﻣﻦ اﻹﻧﺲ اﳌﺌــــــــﻮن اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ذاك ﻫﻮ اﳌﺪﺧﻞ واﳌﺨﺮج اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﺿﺎﻣﻨﺎً، ﻋﻠﻰ اﷲ وﻫﻮ دﺧﻮل وﺧﺮوج ﺑﺎﷲ وﷲ ،وﻫﺬه اﻟﺪﻋﻮة ﻣﻦ أﻧﻔﻊ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻠﻌﺒﺪ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺰال داﺧ ًﻼ ﰲ أﻣﺮ وﺧﺎرﺟﺎً ﻣﻦ أﻣﺮ ،ﻓﻤﺘﻰ ﻛﺎن دﺧﻮﻟﻪ ﷲ وﺑﺎﷲ وﺧﺮوﺟﻪ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻛﺎن ﻗﺪ أدﺧﻞ ﻣﺪﺧﻞ ﺻﺪق وأﺧﺮج ﻣﺨﺮج ﺻﺪق ﻓﺎﻟﻘﺮآن ﻣﻌﺠﺰة ﰲ اﻟﻨﻈﻢ واﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ،واﻹﺧﺒﺎر ﻋﻦ اﻟﻐﻴﻮب، وﻫﻮ ﰲ أﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺒﻼﻏﺔ ،ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﻛﻼم اﳋﻠﻖ؛ اﻟﺒﻐﻮي ﻷﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮق ،وﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﺨﻠﻮﻗﺎً ﻷﺗﻮا ﲟﺜﻠﻪ ﻣﻦ أوﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺒﻜﻴﻪ ﻓﻘﺪ أوﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻪ اﻵﺟﺮي ١٠٤
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ١٨ اﳌﺌــــــــﻮن ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ وﺟﻪ ﻟﺘﻀﻤﻨﻬﺎ اﻵﻳﺔ اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻗﺼﺔ اﻟﻨﺰول ٦٩ اﻟﺴﻮرة أﺻﺤﺎب اﻟﻜﻬﻒ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﺗﻬﺎ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺘﻔﺼﻴﻠﻬﺎ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻻﺷﺘﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺔ وﺟﻪ ﺳﻮرة أﺻﺤﺎب اﻟﻜﻬﻒ أﺻﺤﺎب اﻟﻜﻬﻒ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺑﻴﺎن ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﻟﻔﱳ ،وﺿﺮب اﻟﻨﻤﺎذج ﺳﻮرة اﳊﺎﺋﻠﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﲢﻮل ﺑﲔ ﻗﺎرﺋﻬﺎ وﺟﻪ ﻟﺬﻟﻚ وﺑﲔ اﻟﻨﺎر اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﻗﺼﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﻜﻬﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻛﺘﺎب اﷲ ،وﺗﺜﺒﻴﺖ ﻗﻠﺐ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﰲ اﻟﻨﺠﺎة ﻣﻦ اﻟﻔﱳ وﺑﻴﺎن ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﻘﻴﻢ اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻓﺘﻨﺔ اﳌﺎل اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﻗﺼﺔ ﺻﺎﺣﺐ اﳉﻨﺘﲔ ﻓﺘﻨﺔ إﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ واﳋﻀﺮ اﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺼﺔ ذي اﻟﻘﺮﻧﲔ ﻣﺴﻚ اﳋﺘﺎم ﻓﺘﻨﺔ اﻷﻫﻮاء ١٠٥
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺌــــــــﻮن ﺗﻌﺮﺿﺖ اﻟﺴﻮرة ﻟﺜﻼث ﻗﺼﺺ ﻣﻦ رواﺋﻊ ﻗﺼﺺ اﻟﻘﺮآن ،ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻘﺮﻳﺮ أﻫﺪاﻓﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ اﻟﻌﻘﻴﺪة ،واﻹﳝﺎن ﺑﺎﷲ أﻣﺎ اﻷوﻟﻰ :ﻓﻬﻲ ﻗﺼﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﻜﻬﻒ :وﻫﻲ ﻗﺼﺔ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻌﻘﻴﺪة ،وﻫﻢ اﻟﻔﺘﻴﺔ اﳌﺆﻣﻨﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮا ﻣﻦ ﺑﻼدﻫﻢ ﻓﺮاراً ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ،وﳉﺄوا إﻟﻰ ﻏﺎر ﰲ اﳉﺒﻞ ،ﺛﻢ ﻣﻜﺜﻮا ﻓﻴﻪ ﻧﻴﺎﻣﺎً ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ وﺗﺴﻊ ﺳﻨﲔ ،ﺛﻢ ﺑﻌﺜﻬﻢ اﷲ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﳌﺪة اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ. اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻊ اﳋﻀﺮ :وﻫﻲ ﻗﺼﺔ اﻟﺘﻮاﺿﻊ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ،وﻣﺎ ﺟﺮى ﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻐﻴﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻊ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ )اﳋﻀﺮ( ،وﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺣﺘﻰ أﻋﻠﻤﻪ ﺑﻬﺎ اﳋﻀﺮ. اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻗﺼﺔ ذي اﻟﻘﺮﻧﲔ :وﻫﻮ ﻣﻠﻚ ﻣ ﱠﻜﻦ اﷲ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮى واﻟﻌﺪل أن ﻳﺒﺴﻂ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﻤﻮرة، وأن ﳝﻠﻚ ﻣﺸﺎرق اﻷرض وﻣﻐﺎرﺑﻬﺎ ،وﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ أﻣﺮه ﰲ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ. ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة أﻣﺜﻠﺔ واﻗﻌﻴﺔ ﻟﺒﻴﺎن أن اﳊﻖ ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻜﺜﺮة اﳌﺎل واﻟﺴﻠﻄﺎن ،وإﳕﺎ ﻫﻮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪة، ﻓﺎﳌﺜﻞ اﻷول :ﻟﻠﻐﻨﻲ اﳌﺰﻫﻮ ﲟﺎﻟﻪ ،واﻟﻔﻘﻴﺮ اﳌﻌﺘﺰ ﺑﻌﻘﻴﺪﺗﻪ وإﳝﺎﻧﻪ ،ﰲ ﻗﺼﺔ أﺻﺤﺎب اﳉﻨﺘﲔ .واﳌﺜﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﺎ ﻳﻠﺤﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻨﺎء وزوال .واﳌﺜﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻜﺒﺮ واﻟﻐﺮور ﻣﺼﻮراً ﰲ ﺣﺎدﺛﺔ اﻣﺘﻨﺎع إﺑﻠﻴﺲ ﻋﻦ اﻟﺴﺠﻮد ﻵدم ،وﻣﺎ ﻧﺎﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻄﺮد واﳊﺮﻣﺎن ،وﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ واﻷﻣﺜﺎل ﺑﻘﺼﺪ اﻟﻌﻈﺔ واﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﰲ ﺑﺪاﻳﺘﻬﺎ ﺟﺎءت اﻟﺒﺸﺎرة ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء ﺑﺎﳊﻤﺪ، ﺑﺎﻷﺟﺮ اﳊﺴﻦ: وﺑﺪأت ﺑﻪ ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ ،وﰲ ﺧﺎﲤﺘﻬﺎ ﻓ ﱠﺼﻞ ﻫﺬا اﻷﺟﺮ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺬاﺑﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎً ﻣﻌﺘﺪ ًﻻ ﻣﻴ ًﻼ ﻋﻦ اﳊﻖ ُﻣﻬﻠﻚ ﻋ ُﻈﻤﺖ ﰲ اﻟﺸﻨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪه واﻟﻘﺒﺢ ١٠٦
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻟﻨﺨﺘﺒﺮﻫﻢ ﺣﺰﻧﺎً ،وﻏﻤﺎً اﻟﻘﺮآن ﺗﺮاﺑﺎً ﻻ ﻧﺒﺎت ﻓﻴﻪ اﻟﺘﺠﺄ اﻟﻠﻮح اﻟﺬي ﻛﺘﺒﺖ ﻓﻴﻪ أﺳﻤﺎؤﻫﻢ اﻫﺘﺪاء إﻟﻰ اﳊﻖ أﻳﻘﻈﻨﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﻢ أﻟﻘﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻄﺎﺋﻔﺘﲔ اﳌﺘﻨﺎزﻋﺘﲔ ﻗﻮ ﱠﻳﻨﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﺎﻹﳝﺎن، اﻟﻨﻮم اﻟﻌﻤﻴﻖ وﺷﺪدﻧﺎ ﻋﺰﳝﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﰲ ﻣﺪة ﻟﺒﺜﻬﻢ ﻣﺪة ،وﻏﺎﻳﺔ ﺟﺎﺋﺮاً ،ﺑﻌﻴﺪاً ﻋﻦ اﳊﻖ اﺧﺘﻠﻖ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﻔﻌﻮن ﺑﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ ﺑﺤﺠﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﺎرﻗﺘﻢ ﻗﻮﻣﻜﻢ؛ ﻓﺮاراً ﺑﺪﻳﻨﻜﻢ اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﻌﻴﺶ ﻳﺒﺴﻂ ﲤﻴﻞ ﻣ ﱠﺘﺴﻊ ﺗﺘﺮﻛﻬﻢ ،وﺗﺘﺠﺎوز ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻔﻨﺎء اﻟﻜﻬﻒ وﻛﻤﺎ أﳕﻨﺎﻫﻢ وﺣﻔﻈﻨﺎﻫﻢ ﻫﺮﺑﺎً ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻨﻘﻮدﻛﻢ اﻟﻔﻀﻴﺔ أﻳﻘﻈﻨﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﻢ أ ﱡي أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻳﻄﻠﻌﻮا وﻟﻴﺘﻜﻠﱠﻒ اﻟﻠﻄﻒ ﰲ اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ أﺣ ﱠﻞ ،وأﻃﻴﺐ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﻜﺸﻒ أﻣﺮﻧﺎ أﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻻ ﺷﻚ أﻫﻞ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﻔﻮذ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪدﻫﻢ إﻻ أن ﺗُﻌﻠﱢﻖ ﻗﻮﻟﻚ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ، ﻗﻮﻻً ﺑﺎﻟﻈﻦ ﻣﻦ ﻓﻼ ﲡﺎدل ﰲ ﻋ ﱠﺪﺗﻬﻢ ﻏﻴﺮ دﻟﻴﻞ ﻓﺘﻘﻮل :إن ﺷﺎء اﷲ وﻣﻜﺚ اﻟﻔﺘﻴﺎن ﻓﻴﻪ ﻧﻴﺎﻣﺎً ﻣﻠﺠ ًﺄ ﺗﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ إﻻ ﺟﺪا ًﻻ ﻇﺎﻫﺮاً ﻻ ﻋﻤﻖ ﻓﻴﻪ ﺑﺄن ﺗﺘﻠﻮ ﻣﺎ أوﺣﻲ إﻟﻴﻚ واﺣﺒﺴﻬﺎ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ وﻻ ﺗﺼﺮف ﻧﻈﺮك ﻣﺎ أﺷﺪ ﺑﺼﺮ اﷲ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء وﺳﻤﻌﻪ ﻟﻜﻞ ﺷﻲء ﺟﻌﻠﻨﺎه ﻏﺎﻓ ًﻼ ﻣﺎ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺑﻪ ﻫﻮ اﳊﻖ ﻗﺒﺤﺖ ﻣﻨﺰ ًﻻ وﻣﻘﺎﻣﺎً ﰲ اﻟﺼﺒﺎح واﳌﺴﺎء ُﺳﻮ ُرﻫﺎ ﻏﻠﻴﻆ اﳊﺮﻳﺮ ﻫﻼﻛﺎً ،وﺿﻴﺎﻋﺎً إﻗﺎﻣﺔ اﻷﺳ ﱠﺮة اﳌﺰﻳﻨﺔ وأﺣﻄﻨﺎﻫﻤﺎ ﻛﺎﻟﺰﻳﺖ اﻟﻌﻜﺮ ﺑﺎﻟﺴﺘﻮر اﳉﻤﻴﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ رﻗﻴﻖ اﳊﺮﻳﺮ أﺛﻤﺮت ﺛﻤﺮﻫﺎ ﺣﺪﻳﻘﺘﲔ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﺗﻨ ُﻘﺺ ﺛﻤﺎر ،وأﻣﻮال أﺧﺮى ﻛﺜﻴﺮة واﻗﻌﺔ أﻧﺼﺎراً ،وأﻋﻮاﻧﺎً ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ﻋﺬاﺑﺎً ﺗﻬﻠﻚ وﺗﻔﻨﻰ ﻣﺮﺟﻌﺎً وﻣﺮداً أُﻫ ِﻠﻜﺖ أﻣﻮاﻟﻪ ،وﺣﺪﻳﻘﺘﻪ أرﺿﺎً ﻣﻠﺴﺎء ﺟﺮداء ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﻟﻜﻦ أﻧﺎ أﻗﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺪم ،وﻻ ﺗُﻨ ِﺒﺖ ﺷﻴﺌﺎً ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺪاﻣﺔ ﻏﺎﺋﺮاً ذاﻫﺒﺎً ﰲ ﻋﻤﻖ اﻷرض واﳊﺴﺮة ﺳﺎﻗﻄﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ١٠٧
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻟﻨﺨﺘﺒﺮﻫﻢ ﺣﺰﻧﺎً ،وﻏﻤﺎً اﻟﻘﺮآن ﺗﺮاﺑﺎً ﻻ ﻧﺒﺎت ﻓﻴﻪ اﻟﺘﺠﺄ اﻟﻠﻮح اﻟﺬي ﻛﺘﺒﺖ ﻓﻴﻪ أﺳﻤﺎؤﻫﻢ اﻫﺘﺪاء إﻟﻰ اﳊﻖ أﻳﻘﻈﻨﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﻢ أﻟﻘﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻄﺎﺋﻔﺘﲔ اﳌﺘﻨﺎزﻋﺘﲔ ﻗﻮ ﱠﻳﻨﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﺎﻹﳝﺎن، اﻟﻨﻮم اﻟﻌﻤﻴﻖ وﺷﺪدﻧﺎ ﻋﺰﳝﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﰲ ﻣﺪة ﻟﺒﺜﻬﻢ ﻣﺪة ،وﻏﺎﻳﺔ ﺟﺎﺋﺮاً ،ﺑﻌﻴﺪاً ﻋﻦ اﳊﻖ اﺧﺘﻠﻖ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﻔﻌﻮن ﺑﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ ﺑﺤﺠﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﺎرﻗﺘﻢ ﻗﻮﻣﻜﻢ؛ ﻓﺮاراً ﺑﺪﻳﻨﻜﻢ اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﻌﻴﺶ ﻳﺒﺴﻂ ﲤﻴﻞ ﻣ ﱠﺘﺴﻊ ﺗﺘﺮﻛﻬﻢ ،وﺗﺘﺠﺎوز ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻔﻨﺎء اﻟﻜﻬﻒ وﻛﻤﺎ أﳕﻨﺎﻫﻢ وﺣﻔﻈﻨﺎﻫﻢ ﻫﺮﺑﺎً ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻨﻘﻮدﻛﻢ اﻟﻔﻀﻴﺔ أﻳﻘﻈﻨﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﻢ أ ﱡي أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻳﻄﻠﻌﻮا وﻟﻴﺘﻜﻠﱠﻒ اﻟﻠﻄﻒ ﰲ اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ أﺣ ﱠﻞ ،وأﻃﻴﺐ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﻜﺸﻒ أﻣﺮﻧﺎ أﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻻ ﺷﻚ أﻫﻞ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﻔﻮذ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪدﻫﻢ إﻻ أن ﺗُﻌﻠﱢﻖ ﻗﻮﻟﻚ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ، ﻗﻮﻻً ﺑﺎﻟﻈﻦ ﻣﻦ ﻓﻼ ﲡﺎدل ﰲ ﻋ ﱠﺪﺗﻬﻢ ﻏﻴﺮ دﻟﻴﻞ ﻓﺘﻘﻮل :إن ﺷﺎء اﷲ وﻣﻜﺚ اﻟﻔﺘﻴﺎن ﻓﻴﻪ ﻧﻴﺎﻣﺎً ﻣﻠﺠ ًﺄ ﺗﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ إﻻ ﺟﺪا ًﻻ ﻇﺎﻫﺮاً ﻻ ﻋﻤﻖ ﻓﻴﻪ ﺑﺄن ﺗﺘﻠﻮ ﻣﺎ أوﺣﻲ إﻟﻴﻚ واﺣﺒﺴﻬﺎ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ وﻻ ﺗﺼﺮف ﻧﻈﺮك ﻣﺎ أﺷﺪ ﺑﺼﺮ اﷲ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء وﺳﻤﻌﻪ ﻟﻜﻞ ﺷﻲء ﺟﻌﻠﻨﺎه ﻏﺎﻓ ًﻼ ﻣﺎ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺑﻪ ﻫﻮ اﳊﻖ ﻗﺒﺤﺖ ﻣﻨﺰ ًﻻ وﻣﻘﺎﻣﺎً ﰲ اﻟﺼﺒﺎح واﳌﺴﺎء ُﺳﻮ ُرﻫﺎ ﻏﻠﻴﻆ اﳊﺮﻳﺮ ﻫﻼﻛﺎً ،وﺿﻴﺎﻋﺎً إﻗﺎﻣﺔ اﻷﺳ ﱠﺮة اﳌﺰﻳﻨﺔ وأﺣﻄﻨﺎﻫﻤﺎ ﻛﺎﻟﺰﻳﺖ اﻟﻌﻜﺮ ﺑﺎﻟﺴﺘﻮر اﳉﻤﻴﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ رﻗﻴﻖ اﳊﺮﻳﺮ أﺛﻤﺮت ﺛﻤﺮﻫﺎ ﺣﺪﻳﻘﺘﲔ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﺗﻨ ُﻘﺺ ﺛﻤﺎر ،وأﻣﻮال أﺧﺮى ﻛﺜﻴﺮة واﻗﻌﺔ أﻧﺼﺎراً ،وأﻋﻮاﻧﺎً ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ﻋﺬاﺑﺎً ﺗﻬﻠﻚ وﺗﻔﻨﻰ ﻣﺮﺟﻌﺎً وﻣﺮداً أُﻫ ِﻠﻜﺖ أﻣﻮاﻟﻪ ،وﺣﺪﻳﻘﺘﻪ أرﺿﺎً ﻣﻠﺴﺎء ﺟﺮداء ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﻟﻜﻦ أﻧﺎ أﻗﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺪم ،وﻻ ﺗُﻨ ِﺒﺖ ﺷﻴﺌﺎً ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺪاﻣﺔ ﻏﺎﺋﺮاً ذاﻫﺒﺎً ﰲ ﻋﻤﻖ اﻷرض واﳊﺴﺮة ﺳﺎﻗﻄﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ١٠٧
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻋﺎﻗﺒﺔ اﻟﻨﺼﺮة ﷲ وﺣﺪه ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﳌﺌــــــــﻮن اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﳊﺔ ﻇﺎﻫﺮة ﻟﻸﻋﲔ ﻻ ﺗﻨﺴﻔﻪ اﻟﺮﻳﺎح ﻳﺎﺑﺴﺎً ﻣﺘﻜﺴﺮاً إﻟﻰ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﻳﺴﺘﺮﻫﺎ ﺷﻲء ﻧﺰﻳﻠﻬﺎ ﻋﻦ أﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻰ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻣﺼﻄﻔﲔ ﻓﻠﻢ ﻧﺘﺮك وﺟﻤﻌﻨﺎﻫﻢ ﻳﺎ ﻫﻼﻛﻨﺎ ُﻣﺜﺒﺘﺎً ﻛﺘﺎب أﻋﻤﺎل ﻛﻞ واﺣﺪ ﻟﺒﻌﺜﻜﻢ وﻣﺠﺎزاﺗﻜﻢ أﻋﻮاﻧﺎً ﰲ ﳝﻴﻨﻪ ،أو ﺷﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻻ ﻳﺘﺮك واﻗﻌﻮن ﻓﻴﻬﺎ وداﺧﻠﻮﻫﺎ ﻋ ﱠﺪﻫﺎ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﰲ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻓﺨﺮج أﻋﻮاﻧﺎً ﺗﻄﻴﻌﻮﻧﻬﻢ ﻣﻬﻠﻜﺎً ﰲ ﺟﻬﻨﻢ ﻟﻴُ ِﺰﻳﻠﻮا ﻳﻬﻠﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺻﻤﻤﺎً وﺛﻘ ًﻼ ﰲ اﻟﺴﻤﻊ ﻓﺄﻳﻘﻨﻮا ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻳﻨﺼﺮﻓﻮن ﳋﺎدﻣﻪ ﻳﻮﺷﻊ ﺑﻦ ﻧﻮن و ﱠﺿﺤﻨﺎ ،وﻧ ﱠﻮﻋﻨﺎ إﻟﻰ ﻏﻴﺮه زﻣﻨﺎً ﻃﻮﻳ ًﻼ ﻋﻴﺎﻧﺎً إﻫﻼك اﳌﻜﺬﺑﲔ ﻓﺎرﻗﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ أﻏﻄﻴﺔ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﳉﺄﻧﺎ ﻟﻬﻼﻛﻬﻢ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻣﻠﺠ ًﺄ ،وﻣﺨﻠﺼﺎً ﻳﺘﺘﺒﻌﺎن آﺛﺎر ﻣﺸﻴﻬﻤﺎ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﰲ اﳌﺎء أﺗﺬﻛﺮ؟ ﻻ أزال أﺗﺎﺑﻊ اﳌﺴﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻋﻠﻤﻪ ﻓﺮﺟﻌﺎ ﻓﺄﺻﺒﺢ اﳊﻮت ﺣﻴﺎً، وﻻ ﺗﻜﻠﻔﻨﻲ واﺗﺨﺬ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﰲ اﻟﺒﺤﺮ إﻟﻰ اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﺬرك ﺗﻌﺒﺎً ﰲ ﻓﺮاﻗﻲ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﲟﺂل ،وﻋﺎﻗﺒﺔ ﻧﻄﻠﺐ ﻗﻬﺮاً وﻇﻠﻤﺎً ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻫﻮ اﳋﻀﺮ ﺑﺮاً ﺑﻬﻤﺎ ،ورﺣﻤ ًﺔ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻠﻚ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﺎدل ﻣﻠﻚ أﻣﺮاً ﻣﻨﻜﺮاً ﻗﻠﻊ ﻟﻮﺣﺎً ﻣﻦ أﻟﻮاﺣﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﲔ اﳌﺸﺮق واﳌﻐﺮب أﺧﺬ ﺟﺎداً ﺑﺎﻷﺳﺒﺎب واﻟﻄﺮق ﻣﻨﻜﺮاً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻃﺎﻫﺮة ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻎ اﳌﻮﺻﻠﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺠﺪ ﻳﻮﺷﻚ أن ﺣﺪ اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﺴ ﱠﻮاه ﻃﻠﺒﺎ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻛﻞ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺻﺎﳊﺔ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺻﻼﺣﺎً ،وﻃﻬﺎر ًة أﻣﺎﻣﻬﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻳُﻜﻠﱢﻔﻬﻤﺎ ،وﻳُﺤ ﱢﻤﻠﻬﻤﺎ أﺳﺒﺎﺑﺎً وﻃﺮﻗﺎً ﺗﻮﺻﻠﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻳﻜﺒﺮا ،وﻳﺒﻠﻐﺎ ﻗﻮﺗﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ اﳌﺪن ،وﻗﻬﺮ اﻷﻋﺪاء ﺣﺎرة ذات ﻃﲔ أﺳﻮد ﺧﺒﺮاً ﻧﺒﻊ ﺟﺎرﻳﺔ ﺑﺎﳌﺎء أو ﻏﻴﺮه ١٠٨
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﳌﺌــــــــﻮن ﺳﺎﺗﺮاً ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء ﺳﻬ ًﻼ ﻻ ﻣﺸﻘﺔ ﻓﻴﻪ اﳉﻨﺔ أو اﻷﺷﺠﺎر ﻋﻠﻤﺎً وﻣﻌﺮﻓ ًﺔ اﳉﺒﻠﲔ اﳊﺎﺟﺰﻳﻦ أﻣﺘﺎن ﻋﻈﻴﻤﺘﺎن ﻛﺜﻴﺮﺗﺎ ﳌﺎ وراءﻫﻤﺎ أﺟﺮاً اﻟﻌﺪد ﻣﻦ ﺑﻨﻲ آدم ﺳﺪاً ﺟﺎﻧﺒﻲ اﳉﺒﻠﲔ ِﻗﻄﻊ اﳊﺪﻳﺪ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻧﺤﺎﺳﺎً ﻣﺬاﺑﺎً ﺧﺮﻗﺎً ﻳﺼﻌﺪوا ﻓﻮق اﻟﺴﺪ ُﻣﻨﻬﺪﻣﺎً ﻣﺴﺘﻮﻳﺎً ﺑﺎﻷرض اﻟﻨﻔﺨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ؛ اﻟﻘﺮن اﻟﺬي ﻳﻨﻔﺦ وﻫﻲ :ﻧﻔﺨﺔ اﻟﺒﻌﺚ ﻳﺨﺘﻠﻂ وﻳﻀﻄﺮب ﻓﻴﻪ إﺳﺮاﻓﻴﻞ أﻋﺪدﻧﺎ وأﺣﻀﺮﻧﺎ ﻣﻨﺰ ًﻻ وأﺑﺮزﻧﺎ ﻓﺒﻄﻠﺖ ﻗﺪراً ﺿﺎع ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻫﻲ أﻋﻠﻰ اﳉﻨﺔ، ﻻ ﻳﺮﻳﺪون ﲢﻮ ًﻻ وأوﺳﻄﻬﺎ ،وأﻓﻀﻠﻬﺎ ﺣﺒﺮاً ﻟﻸﻗﻼم ﻟﻔﻨﻲ وﻓﺮغ زﻳﺎدة ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﺴﻌﺪي ﻟﻘﺪ اﻏﺘﺮ ﺑﺰﺧﺮف اﻟﺪﻧﻴﺎ وزﻳﻨﺘﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻈﺮوا إﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ دون ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ،ﻓﺼﺤﺒﻮا اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺻﺤﺒﺔ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ، وﲤﺘﻌﻮا ﺑﻬﺎ ﲤﺘﻊ اﻟﺴﻮاﺋﻢ ،ﻫﻤﻬﻢ ﺗﻨﺎول اﻟﺸﻬﻮات ﻣﻦ أي وﺟﻪ ﺣﺼﻠﺖ ،ﻓﻬﺆﻻء إذا ﺣﻀﺮ أﺣﺪﻫﻢ اﳌﻮت ،ﻗﻠﻖ ﳋﺮاب ذاﺗﻪ ،وﻓﻮات ﻟ ﱠﺬاﺗﻪ ،ﻻ ﳌﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻳﺪاه ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺮﻳﻂ واﻟﺴﻴﺌﺎت اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﰲ اﻟﻔﺮار ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ،وﻫﺠﺮ اﻷﻫﻞ واﻟﺒﻨﲔ ،واﻟﻘﺮﺑﺎت واﻷﺻﺪﻗﺎء ،واﻷوﻃﺎن ،واﻷﻣﻮال ﺧﻮف اﻟﻔﺘﻨﺔ وﻣﺎ ﻳﻠﻘﺎه اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﶈﻨﺔ ،وﻗﺪ ﺧﺮج اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﺎراً ﺑﺪﻳﻨﻪ وﻛﺬﻟﻚ أﺻﺤﺎﺑﻪ ،وﻫﺠﺮوا أوﻃﺎﻧﻬﻢ ،وﺗﺮﻛﻮا أرﺿﻬﻢ، ودﻳﺎرﻫﻢ وأﻫﺎﻟﻴﻬﻢ ،وأوﻻدﻫﻢ ،وﻗﺮاﺑﺎﺗﻬﻢ وإﺧﻮاﻧﻬﻢ رﺟﺎء اﻟﺴﻼﻣﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ واﻟﻨﺠﺎة ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ذﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻧﻬﻢ ﻓﺘﻴﺔ ،وﻫﻢ اﻟﺸﺒﺎب ،وﻫﻢ أﻗﺒﻞ ﻟﻠﺤﻖ، وأﻫﺪى ﻟﻠﺴﺒﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻮخ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﻋﺘﻮا واﻧﻐﻤﺴﻮا ﰲ دﻳﻦ اﻟﺒﺎﻃﻞ ،وﻟﻬﺬا ﻛﺎن أﻛﺜﺮ اﳌﺴﺘﺠﻴﺒﲔ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﷺ ﺷﺒﺎﺑﺎً ،وأﻣﺎ اﻟﺸﻴﻮخ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻌﺎﻣﺘﻬﻢ ﺑﻘﻮا ﻋﻠﻰ دﻳﻨﻬﻢ ،وﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺮﺑﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻜﺲ اﳋﺬﻻن؛ ﻓﺎﳋﺬﻻن ﺣﻠﱡﻪ ﻣﻦ رﺑﺎط اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ؛ ﻓﻴﻐﻔﻞ ﻋﻦ ذﻛﺮ رﺑﻪ وﻳﺘﺒﻊ ﻫﻮاه ،وﻳﺼﻴﺮ أﻣﺮه ﻓﺮﻃﺎً، واﻟﺮﺑﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﺐ ﺷ ﱡﺪه ﺑﺮﺑﺎط اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ؛ ﻓﻴﺘﺼﻞ ﺑﺬﻛﺮ رﺑﻪ، وﻳﺘﺒﻊ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ ،وﻳﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻤﻠﻪ ١٠٩
اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ إذا ﻛﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻼب ﻗﺪ ﻧﺎل ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺼﺤﺒﺘﻪ وﻣﺨﺎﻟﻄﺘﻪ اﻟﺼﻠﺤﺎء واﻷوﻟﻴﺎء -ﺣﺘﻰ أﺧﺒﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ-؛ ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﺎﳌﺆﻣﻨﲔ اﳌﻮﺣﺪﻳﻦ اﳌﺨﺎﻟﻄﲔ ﻟﻸوﻟﻴﺎء واﻟﺼﺎﳊﲔ؟ ﺑﻞ ﰲ ﻫﺬا ﺗﺴﻠﻴﺔ وأﻧﺲ ﻟﻠﻤﻘﺼﺮﻳﻦ اﶈﺒﲔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ وآﻟﻪ ﺧﻴﺮ آل اﻟﺴﻌﺪي اﻷدب ﻓﻴﻤﻦ اﺷﺘﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﻠﻢ أن ﻳﺮده إﻟﻰ ﻋﺎﳌﻪ، وأن ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪه اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ اﻋﻠﻢ أ ﱠن أﻛﺜﺮ أﻫﻞ اﻟﻘﺒﻮر ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء واﻟﺼﺎﳊﲔ ﻳﻜﺮﻫﻮن ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﻮرﻫﻢ ﻛﻞ اﻟﻜﺮاﻫﺔ؛ ﻓﺘﺠﺪ أﻛﺜﺮ ﻫﺆﻻء اﻟﻌﺎﻛﻔﲔ اﳌﺌــــــــﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر ﻣﻌﺮﺿﲔ ﻋﻦ ﺳﻨﺔ ذﻟﻚ اﳌﻘﺒﻮر وﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻣﺸﺘﻐﻠﲔ ﺑﻘﺒﺮه ﻋﻤﺎ أﻣﺮ ﺑﻪ ودﻋﺎ إﻟﻴﻪ ﻋﺸﺮة اﳌﺆﻣﻨﲔ واﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻮدﺗﻬﻢ واﻹﻏﻀﺎء ﻋﻦ اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﻫﻔﻮاﺗﻬﻢ ،ﺧﺼﺎل ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﺮ اﳉﻤﻴﻞ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻗﺎل ﻗﺘﺎدة :ﺗﻠﻚ واﷲ أﻣﻨﻴﺔ اﻟﻔﺎﺟﺮ :ﻛﺜﺮة اﳌﺎل ،وﻋﺰة اﻟﻨﻔﺮ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻣﻦ ﻇﻦ ﺑﺎﷲ أﻧﻪ ﻳﻨﺎل ﻣﺎ ﻋﻨﺪه ﲟﻌﺼﻴﺘﻪ وﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ واﻟﺘﻘﺮب إﻟﻴﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻦ ﺑﻪ ﺧﻼف ﺣﻜﻤﺘﻪ! اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وأﺣﺎط ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺎب ﻻ ﳌﺠﺮد اﻟﻜﻔﺮ؛ ﻷن اﷲ ﻗﺪ ﳝﺘﻊ ﻛﺎﻓﺮﻳﻦ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،وﳝﻠﻲ ﻟﻬﻢ ،وﻳﺴﺘﺪرﺟﻬﻢ ،وإﳕﺎ أﺣﺎط ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺎب ﺟﺰاء ﻋﻠﻰ ﻃﻐﻴﺎﻧﻪ ،وﺟﻌﻠﻪ ﺛﺮوﺗﻪ وﻣﺎﻟﻪ وﺳﻴﻠﺔ إﻟﻰ اﺣﺘﻘﺎر اﳌﺆﻣﻦ اﻟﻔﻘﻴﺮ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﺗﻘﺪﱘ اﳌﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﲔ ﰲ اﻟﺬﻛﺮ؛ ﻷﻧﻪ أﺳﺒﻖ ﻷذﻫﺎن اﻟﻨﺎس، وﻷﻧﻪ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻴﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮ واﻟﻜﺒﻴﺮ ،واﻟﺸﺎب واﻟﺸﻴﺦ، وﻣﻦ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻷوﻻد ﻣﺎ ﻗﺪ ﻛﻔﺎه اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻗﺎل ﻗﺘﺎدة :اﺷﺘﻜﻰ اﻟﻘﻮم اﻹﺣﺼﺎء ،وﻣﺎ اﺷﺘﻜﻰ أﺣﺪ ﻇﻠﻤﺎً ،ﻓﺈﻳﺎﻛﻢ وﻣﺤﻘﺮات اﻟﺬﻧﻮب؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﲡﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻬﻠﻜﻪ اﳋﻄﻴﺐ إ ﱠن ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺎﻧﺎه ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ اﻟ ﱠﺪأب واﻟﺴﻔﺮ واﻟﺼﺒﺮ اﻟﺒﻐﺪادي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻣﻊ ﻣﺤﻞ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ اﷲ وﻣﻮﺿﻌﻪ ﻣﻦ ﻛﺮاﻣﺘﻪ وﺷﺮف ﻧﺒﻮﺗﻪ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع ﻗﺪر اﻟﻌﻠﻢ ،وﻋﻠﻮ ﻣﻨﺰﻟﺔ أﻫﻠﻪ ،وﺣﺴﻦ اﻟﺘﻮاﺿﻊ ﳌﻦ ﻳُﻠﺘﻤﺲ ﻣﻨﻪ ١١٠
اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وﰲ ﻫﺬا دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﻹﺧﺒﺎر ﲟﺎ ﻳﺠﺪه اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻷﻟﻢ واﻷﻣﺮاض ،وأن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﺪح ﰲ اﻟﺮﺿﺎ ،وﻻ ﰲ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻟﻠﻘﻀﺎء ،ﻟﻜﻦ إذا ﻟﻢ ﻳﺼﺪر ذﻟﻚ ﻋﻦ ﺿﺠﺮ وﻻ ﺳﺨﻂ ﺑﺪأه ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻼم ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﺬان ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ،وأﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺒﻌﻪ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻳﺒﲔ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺄ ِت ﻟﻴﻤﺘﺤﻦ إﻻ ﺑﺈذﻧﻪ ،وﻗﻮﻟﻪ: وﻻ ﻟﻴﺘﻌ ﱠﻨﺖ إﳕﺎ ﺟﺎء ﻣﺘﻌﻠﻤﺎً ﻣﺴﺘﺰﻳﺪاً اﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺎدة اﳋﻠﻖ ﰲ ﻋﺪم اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﻻﻋﺘﻴﺎد ،وﻫﻮ أﺻﻞ ﰲ اﳊﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺎدة اﳌﺌــــــــﻮن وﻫﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺬر ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﻴﺎن :إﻣﺎ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﺴﻲ ،وﻟﻜﻨﻪ رﺟﺢ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﳌﻨﻜﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ -وﻫﻮ ﻗﺘﻞ اﻟﻨﻔﺲ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﺑﺪون ﻣﻮﺟﺐ -ﻋﻠﻰ واﺟﺐ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام؛ وإﻣﺎ ﻷﻧﻪ ﻧﺴﻲ وأﻋﺮض ﻋﻦ اﻻﻋﺘﺬار ﺑﺎﻟﻨﺴﻴﺎن ﻟﺴﻤﺎﺟﺔ ﺗﻜﺮر اﻻﻋﺘﺬار ﺑﻪ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺗﻬﻮﻳﻦ اﳌﺼﺎﺋﺐ ﺑﻔﻘﺪ اﻷوﻻد وإن ﻛﺎﻧﻮا ﻗﻄﻌﺎً ﻣﻦ اﻷﻛﺒﺎد، وﻣﻦ ﺳﻠﱠﻢ ﻟﻠﻘﻀﺎء أﺳﻔﺮت ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﻴﺪ اﻟﺒﻴﻀﺎء اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻴﻪ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺤﻔﻆ ﰲ ذرﻳﺘﻪ ،وﺗﺸﻤﻞ ﺑﺮﻛﺔ ﻋﺒﺎدﺗﻪ ﻟﻬﻢ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻪ ﻓﻴﻬﻢ ،ورﻓﻊ درﺟﺘﻬﻢ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﰲ اﳉﻨﺔ ﻟﺘﻘﺮ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﻬﻢ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ ﺗﻌﻄﻲ ﺻﻔﺎت ﻻ ﻣﺤﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ :إﺣﺪاﻫﺎ: اﻟﻌﺰ ﺑﻦ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻠﻜﺎً ﺻﺎﳊﺎً ﻋﺎد ًﻻ .اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻠﻬﻤﺎً ﻣﻦ اﷲ. ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :أن ﻣﻠﻜﻪ ﺷﻤﻞ أﻗﻄﺎراً ﺷﺎﺳﻌﺔ .اﻟﺮاﺑﻌﺔ :أﻧﻪ ﺑﻠﻎ ﰲ اﺑﻦ اﳉﻮزي ﻓﺘﻮﺣﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﳌﻐﺮب ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻛﺎن ﻣﺠﻬﻮ ًﻻ؛ وﻫﻮ ﻋﲔ ﺣﻤﺌﺔ. ﻛﻢ ﻣﻦ راﻛﻊ وﺳﺎﺟﺪ ،وﻧﺎﺳﻚ وﻋﺎﺑﺪ ،ﻳﻈﻦ أﻧﻪ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﷲ وﻫﻮ ﻫﺎرب ﻣﻨﻪ ،وﺳﺎﺋﺮ إﻟﻴﻪ وﻫﻮ راﺣﻞ ﻋﻨﻪ! وذﻟﻚ ﻟﺴﻮء ﻗﺼﺪه وﺧﺒﺚ ﻃﻮﻳﺘﻪ ،وﻓﺴﺎد ﺳﺮﻳﺮﺗﻪ ،ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﻐﺎﺿﻰ ﻋﻨﻪ ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻨﻪ ذﻟﻚ ﻟﻌﻈﻢ ﺟﻬﺎﻟﺘﻪ ،وﻓﺮط ﻏﺒﺎوﺗﻪ ﻓﺈن ﻗﻴﻞ :ﻗﺪ ُﻋﻠﻢ أن اﳉﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮة اﳋﻴﺮ ،ﻓﻤﺎ وﺟﻪ ﻣﺪﺣﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺒﻐﻮن ﻋﻨﻬﺎ ﺣﻮﻻً؟ ﻓﺎﳉﻮاب :أن اﻹﻧﺴﺎن ﻗﺪ ﻳﺠﺪ ﰲ اﻟﺪار اﻷﻧﻴﻘﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﻻ ﻳﻮاﻓﻘﻪ ،ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ دار أﺧﺮى ،وﻗﺪ ﳝﻞ ،واﳉﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟﻚ ١١١
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ١٩ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﳌﺌــــــــﻮن اﻟﻨﺰول ٤٤ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة ﻣﺮﱘ ﻻﺷﺘﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺔ ﻣﺮﱘ وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة ﻛﻬﻴﻌﺺ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺑﻴﺎن ﻣﻈﺎﻫﺮ رﺣﻤﺔ اﷲ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﺑﺄوﻟﻴﺎﺋﻪ؛ ﻛﻬﺒﺔ اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ، وﺑﻴﺎن ﺗﻨ ﱡﺰﻫﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ اﻟﻮﻟﺪ واﳌﻌﲔ ،رداً ﻋﻠﻰ اﳌﻔﺘﺮﻳﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﻗﺼﺔ ﻣﺮﱘ وﺣﻤﻠﻬﺎ ﺑﻌﻴﺴﻰ رﺣﻤﺔ اﷲ ﺑﺰﻛﺮﻳﺎ وﻳﺤﻴﻰ ﺿﻼل اﻟﻨﺼﺎرى ﰲ ﺷﺄن ﻋﻴﺴﻰ ﻗﺼﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺼﺔ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ وﻫﺎرون اﻷﻧﺒﻴﺎء وأﺣﻮال اﻷﱈ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ وﺑﻴﺎن ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﺠﺎة ﻗﺼﺔ إدرﻳﺲ ﺟﺰاء اﳌﻬﺘﺪﻳﻦ واﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﻓﺘﺮاءات اﳌﺸﺮﻛﲔ اﳌﻨﻜﺮون ﻟﻠﺒﻌﺚ وﺟﺰاؤﻫﻢ وﺻﻔﺎﺗﻬﻢ ١١٢
اﳌﺌــــــــﻮن أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﺳﻮرة ﻣﺮﱘ رﺣﻤﺔ اﷲ ﺑﺄوﻟﻴﺎﺋﻪ ،وأﺑﺮزت ﺣﺮص اﳌﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻼح أﺳﺮﺗﻪ وأﻫﻠﻪ وذرﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﻣﻦ ﺧﻼل ﳕﺎذج اﻟﺮﺳﻞ اﻟﺬﻳﻦ ذﻛﺮﺗﻬﻢ ﻫﺬ اﻟﺴﻮرة اﻟﻜﺮﳝﺔ ،وﻗﺪ ﺑﺪﺋﺖ ﺑﻘﺼﺔ زﻛﺮﻳﺎ ووﻟﺪه ﻳﺤﻴﻰ اﻟﺬي وﻫﺒﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺒــــﺮ ﻣﻦ اﻣﺮأٍة ﻋﺎﻗـــﺮ ﻻ ﺗﻠـﺪ ،وﻟﻜﻦ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﻳـــﺮ ،ﻳﺴﻤﻊ دﻋــﺎء اﳌﻜﺮوب، وﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻨﺪاء اﳌﻠﻬﻮف ،ﺛﻢ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻘﺼﺔ أﻋﺠﺐ وأﻏﺮب ،ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﺮﱘ اﻟﻌﺬراء وإﳒﺎﺑﻬﺎ ﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أب ،ﺛﻢ ﺗﻄﺮﻗﺖ ﻟﻘﺼﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ،وذﻛﺮت ﺑﺎﻟﺜﻨﺎء واﻟﺘﺒﺠﻴﻞ رﺳﻞ اﷲ اﻟﻜﺮام) :إﺳﺤﺎق، وﻳﻌﻘﻮب ،وﻣﻮﺳﻰ ،وﻫﺎرون ،وإﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ،وإدرﻳﺲ ،وﻧﻮح( ،ﺛﻢ ذﻛﺮت ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وأﻫﻮاﻟﻬﺎ، وﺧﺘﻤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺘﻨﺰﻳﻪ اﷲ ﻋﻦ اﻟﻮﻟﺪ واﻟﺸﺮﻳﻚ ،ور ﱠدت ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻻت اﳌﺸﺮﻛﲔ ﺑﺄﻧﺼﻊ ﺑﻴﺎن ،وأﻗﻮى ﺑﺮﻫﺎن ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺳﻮرة ﻣﺮﱘ ﺑﺎﻷﺣﺮف اﳌﻘﻄﻌﺔ وﻓﻴﻪ إﺷﺎرة ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ ﲟﺎ أﻋﺪ اﷲ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ، إﻟﻰ أن اﻟﻘﺮآن ﻋﺮﺑﻲ ﰲ ﺣﺮوﻓﻪ وﺑﻴﺎﻧﻪ ،وﰲ وﻛﺬﻟﻚ ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة ﻣﺮﱘ ﺑﻪ ﺧﺘﺎﻣﻬﺎ ذﻛﺮ اﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﺰوﻟﻪ: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺿﻌﻒ دﻋﺎ ﺳﺮاً أﻗﺎرﺑﻲ وﻋﺼﺒﺘﻲ ﻣﺤﺮوﻣﺎً ﻣﻦ إﺟﺎﺑﺔ اﻧﺘﺸﺮ اﻟﺸﻴﺐ ﰲ رأﺳﻲ ﻳﺮث ﻧﺒ ﱠﻮﺗﻲ اﻟﺪﻋﺎء ﻻ ﺗﻠﺪ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﰲ ﻛﺒﺮ اﻟﺴﻦ وﻟﺪاً وارﺛﺎً ،وﻣﻌﻴﻨﺎً ﻳﻠﻲ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪي ﻣﺴﻤﻰ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻛﻴﻒ؟ ١١٣
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﳌﺼﻠﻰ اﻟﺬي ﻳﺘﻌﺒﺪ ﻓﻴﻪ ﺻﺤﻴﺤﺎً ،ﻣﻌﺎﻓﻰ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻖ ﻣﺎ ﺑﺸﺮﺗﻨﻲ ﺑﻪ اﳌﻼﺋﻜﺔ اﻟﺘﻮراة ﺻﺒﺎﺣﺎً ،وﻣﺴﺎ ًء اﳊﻜﻤﺔ وﺣﺴﻦ أﺷﺎر إﻟﻴﻬﻢ رﺣﻤ ًﺔ وﻣﺤﺒ ًﺔ اﻟﻔﻬﻢ واﻟﻌﻤﻞ ﻣﺘﻜﺒﺮاً ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺧﺎﺋﻔﺎً ﻣﻦ اﷲ وﻣﻄﻴﻌﺎً ﻟﻪ ﺑﺠﺪ ،واﺟﺘﻬﺎد؛ ﺣﻔﻈﺎً ،وﻓﻬﻤﺎً ،وﻋﻤ ًﻼ اﷲ وواﻟﺪﻳﻪ اﻋﺘﺰﻟﺖ واﺑﺘﻌﺪت ﻃﻬﺎر ًة ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب ﺟﺒﺮﻳﻞ وﺑﺮﻛﺔ ﻃﺎﻫﺮاً ﻣﻦ ﺗﺎم اﳋﻠﻖ اﳌﺌــــــــﻮن اﻟﺬﻧﻮب ﻣﺒﺎرﻛﺎً زاﻧﻴﺔ ﻋﺎﺻﻴﺎً ﻟﺮﺑﻪ وﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ ﻓﺄﳉﺄﻫﺎ ﻃﻠﻖ اﳊﻤﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﻻ ﻳﻌﺮف وﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺗﺼﻮر ﻟﻬﺎ ﰲ وﻃﻴﺒﻲ ﻧﻔﺴﺎً ﺻﻮرة إﻧﺴﺎن ﺟﺪول ﻣﺎء زاﻧﻴﺔ وﻟﻢ ﳝﺴﻨﻲ ﺑﺸﺮ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺑﻨﻜﺎح ﺣﻼل ﺳﻜﻮﺗﺎً اﳊﻤﻞ ﻋﻈﻴﻢ اﳋﻴﺮ واﻟﻨﻔﻊ ﻏﻀﺎً ﺟﻨﻲ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻪ اﻟﻔﺮق ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎب أﻣﺮاً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻣﻔﺘﺮى ﻣﺎ أﺷﺪ ﺳﻤﻌﻬﻢ ﻳﺸﻜﻮن وﺑﺼﺮﻫﻢ! وﻻ ﻳﺪﻓﻊ ﺷﻬﻮد ﻓﻬﻼك ﻗﺮﻳﻨﺎً ﰲ اﻟﻨﺎر ﻋﻈﻴﻢ اﻟﺼﺪق ﻻ ﻳﻜﺬب اﻟﻨﺪاﻣﺔ رﺣﻴﻤﺎً ﺑﺤﺎﻟﻲ ﻳﻜﺮﻣﻨﻲ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻻ ﻋﻮج ﻓﻴﻪ وﻳﺠﻴﺒﻨﻲ إذا دﻋﻮﺗﻪ ﻻ ﺗﻄﻊ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﰲ ﻋﺒﺎدة اﻷﺻﻨﺎم أﻣﻌﺮض ذﻛﺮاً ﺣﺴﻨﺎً ،وﺛﻨﺎ ًء ﺑﺎﻗﻴﺎً ﰲ اﻟﻨﺎس زﻣﻨﺎً ﻃﻮﻳ ًﻼ وأﻓﺎرﻗﻜﻢ ﻣﻨﺎﺟﻴﺎً ﻟﻨﺎ ﻣﺤﺮوﻣﺎً ﻣﻦ إﺟﺎﺑﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺨﺘﺎراً اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻈﻴﻢ اﻟﺼﺪق رﻓﻴﻊ اﻟﻘﺪر ﰲ ﻗﻮﻟﻪ وﻋﻤﻠﻪ ﺟﺒﻞ ﺑﺴﻴﻨﺎء وﻗﻌﻮا ﻳﻌﻘﻮب ذﻛﺮه وﻣﻨﺰﻟﺘﻪ آﺗﻴﺎً ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ واﺻﻄﻔﻴﻨﺎ أﺗﺒﺎع ﺳﻮء ﺷﺮاً وﺧﻴﺒ ًﺔ ﰲ ﺟﻬﻨﻢ ﻧﺤﻦ اﳌﻼﺋﻜﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء إﻟﻰ اﻷرض ﻧﻌﻄﻲ ﻛﻼﻣﺎً ﺑﺎﻃ ًﻼ وﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة وﳑﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﳑﺎ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﻣﺜﻴ ًﻼ ،وﻣﻀﺎﻫﻴﺎً، أﻣﻮر اﻟﺪﻧﻴﺎ أﻣﻮر اﻵﺧﺮة ﰲ ذاﺗﻪ ،وﺻﻔﺎﺗﻪ ﲤﺮداً وﻋﺼﻴﺎﻧﺎً اﻟﺰم اﻟﺼﺒﺮ ﻧﺎﺳﻴﺎً ﻟﺸﻲء ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء ﻣﺤﺘﻮﻣﺎً ﻻزﻣﺎً ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺑﺎرﻛﲔ ﻋﻠﻰ رﻛﺒﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻬﻮل ﻣﺎراً ﺑﺎﻟﺼﺮاط اﳌﻨﺼﻮب ﻋﻠﻰ ﻣﱳ ﺟﻬﻨﻢ دﺧﻮ ًﻻ ،وﻣﻘﺎﺳﺎ ًة ﳊﺮﻫﺎ ١١٤
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻨﺰ ًﻻ ﺑﺎرﻛﲔ ﻋﻠﻰ رﻛﺒﻬﻢ وﻧﺘﺮك ﻣﺘﺎﻋﺎً اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﳊﺎت أﻣﺔ ﻣﺠﻠﺴﺎً ﻷُﻋﻄ ﱠﲔ ﰲ اﻵﺧﺮة ﺷﻔﻌﺎ ًء ،وأﻧﺼﺎراً ﻓﻠﻴﻤﻬﻠﻪ ،وﻟﻴﻤﻞ ﻣﻨﻈﺮاً ،وﻣﺮأ ًى ﳒﻤﻊ ﻟﻪ؛ اﺳﺘﺪراﺟﺎً ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻣﻨﻜﺮاً ﻣﺮﺟﻌﺎً ،وﻋﺎﻗﺒ ًﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ،وﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ أﻋﻠﻤﺖ؟ أﻣﺔ وﻧﺰﻳﺪ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﻫﻼﻛﻪ ﻓﻴﺼﻴﺮ ﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻟﻨﺎ ﻣﺎﻟﻪ ووﻟﺪه وﺗﻐﺮﻳﻬﻢ ﺑﺎﳌﻌﺼﻴﺔ ﻧﺤﺼﻲ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ وﻓﻮداً ﻣﻜﺮﻣﲔ ﻋﻠﻰ وأﻋﻤﺎرﻫﻢ اﻟﺮﻛﺎب واﻟﺮواﺣﻞ ﻣﺸﺎ ًة ﻋﻄﺎﺷﺎً ﻳﺘﺸ ﱠﻘﻘﻦ ﺗﺴﻘﻂ ﺳﻘﻮﻃﺎً ﺷﺪﻳﺪاً ﻣﺤﺒﺔ ﰲ ﻗﻠﻮب ﻋﺒﺎده ﺷﺪﻳﺪي اﳋﺼﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﺻﻮﺗﺎً ﺧﻔﻴﺎً ﺗﺮى ،وﲡﺪ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﺴﻌﺪي ﺗﻮﺳﻞ إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻀﻌﻔﻪ وﻋﺠﺰه ،وﻫﺬا ﻣﻦ أﺣﺐ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ إﻟﻰ اﷲ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﺮئ ﻣﻦ اﳊﻮل واﻟﻘﻮة، وﺗﻌﻠﻖ اﻟﻘﻠﺐ ﺑﺤﻮل اﷲ وﻗﻮﺗﻪ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻓﺘﻀﻤﻨﺖ ﻫﺬه اﻟﺒﺸﺮى ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻴﺎء :أﺣﺪﻫﺎ :إﺟﺎﺑﺔ دﻋﺎﺋﻪ، وﻫﻲ ﻛﺮاﻣﺔ .اﻟﺜﺎﻧﻲ :إﻋﻄﺎؤه اﻟﻮﻟﺪ؛ وﻫﻮ ﻗﻮة .اﻟﺜﺎﻟﺚ: أن ﻳﻔﺮد ﺑﺘﺴﻤﻴﺘﻪ. اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻗﺎل ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ :أوﺣﺶ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﳌﺮء ﰲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮاﻃﻦ :ﻳﻮم ﻳﻮﻟﺪ؛ ﻓﻴﺮى ﻧﻔﺴﻪ ﺧﺎرﺟﺎً ﳑﺎ ﻛﺎن ﻓﻴﻪ ،وﻳﻮم ﳝﻮت؛ ﻓﻴﺮى ﻗﻮﻣﺎً ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻳﻨﻬﻢ ،وﻳﻮم ﻳﺒﻌﺚ؛ ﻓﻴﺮى ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻣﺤﺸﺮ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻓﺄﻛﺮم اﷲ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ زﻛﺮﻳﺎ ،ﻓﺨﺼﻪ ﺑﺎﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ وﻗﺪ أﺧﺬ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ أن ﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﺗﻄﻌﻤﻪ اﻟﻨﻔﺴﺎء اﻟﺮﻃﺐ؛ ﻗﺎﻟﻮا :ﻟﻮ ﻛﺎن ﺷﻲء أﺣﺴﻦ ﻟﻠﻨﻔﺴﺎء ﻣﻦ اﻟﺮﻃﺐ ﻷﻃﻌﻤﻪ اﷲ ﻣﺮﱘ وﻗﺖ ﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺑﻌﻴﺴﻰ ١١٥
اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﻔﺎت اﻹﻧﺴﺎن اﳌﺒﺎرك ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻚ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ إﺧﺒﺎراً ﻋﻦ اﳌﺴﻴﺢ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ : أي :ﻣﻌﻠﻤﺎً ﻟﻠﺨﻴﺮ داﻋﻴﺎً إﻟﻰ اﷲ ،ﻣﺬﻛﺮاً ﺑﻪ ،ﻣﺮﻏﺒﺎً ﰲ ﻃﺎﻋﺘﻪ، ﻓﻬﺬا ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺔ اﻟﻌﺒﺪ ،وﻣﻦ ﺧﻼ ﻣﻦ ﻫﺬا ،ﻓﻘﺪ ﺧﻼ ﻣﻦ اﻟﺒﺮﻛﺔ، وﻣﺤﻘﺖ ﺑﺮﻛﺔ ﻟﻘﺎﺋﻪ واﻻﺟﺘﻤﺎع ﺑﻪ ،ﺑﻞ ﲤﺤﻘﺒﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﻟﻘﻴﻪ واﺟﺘﻤﻊ ﺑﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻗﺪ ﺧﺼﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﲔ ﻗﻮﻣﻪ؛ ﻷن ﺑﺮ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻛﺎن ﺿﻌﻴﻔﺎً ﰲ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻳﻮﻣﺌﺬ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻟﻮاﻟﺪة؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻀﻌﻒ؛ ﻷن ﻓﺮط ﺣﻨﺎﻧﻬﺎ وﻣﺸﻘﺘﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﺠﺮﺋﺎن اﻟﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﰲ اﻟﺒﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻄﺒﺮي ﻳﻮم ﺣﺴﺮﺗﻬﻢ وﻧﺪﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﻮا ﰲ ﺟﻨﺐ اﷲ، اﳌﺌــــــــﻮن وﺣﺴﺮﺗﻬﻢ ﻳﻮم أورﺛﺖ ﻣﺴﺎﻛﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﳉﻨﺔ أﻫﻞ اﻹﳝﺎن ﺑﺎﷲ واﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻪ ،وﺣﺴﺮﺗﻬﻢ ﻳﻮم أدﺧﻠﻮا اﻟﻨﺎر ،وأﻳﻘﻦ اﻟﻔﺮﻳﻘﺎن ﺑﺎﳋﻠﻮد اﻟﺪاﺋﻢ ،واﳊﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻮت ﺑﻌﺪﻫﺎ ،ﻓﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺴﺮة وﻧﺪاﻣﺔ اﻟﺴﻌﺪي ﻓﺘﺪرج اﳋﻠﻴﻞ ﺑﺪﻋﻮة أﺑﻴﻪ ﺑﺎﻷﺳﻬﻞ ﻓﺎﻷﺳﻬﻞ؛ ﻓﺄﺧﺒﺮه ﺑﻌﻠﻤﻪ وأن ذﻟﻚ ﻣﻮﺟﺐ ﻻﺗﺒﺎﻋﻚ إﻳﺎي ،وأﻧﻚ إن أﻃﻌﺘﻨﻲ اﻫﺘﺪﻳﺖ إﻟﻰ ﺻﺮاط ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﺛﻢ ﻧﻬﺎه ﻋﻦ ﻋﺒﺎدة اﻟﺸﻴﻄﺎن، وأﺧﺒﺮه ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﻀﺎر ،ﺛﻢ ﺣﺬره ﻋﻘﺎب اﷲ وﻧﻘﻤﺘﻪ إن أﻗﺎم ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ،وأﻧﻪ ﻳﻜﻮن وﻟﻴﺎً ﻟﻠﺸﻴﻄﺎن اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ وإذا أﺿﺎﻋﻮﻫﺎ ﻓﻬﻢ ﳌﺎ ﺳﻮاﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺒﺎت أﺿﻴﻊ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﻤﺎد اﻟﺪﻳﻦ ،وﻗﻮاﻣﻪ ،وﺧﻴﺮ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﺒﺎد اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻋﻄﻒ اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﻴﺮ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﻘﺼﺪ ﲢﻘﻴﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺤﺸﺮون ﻣﻊ أﺣﻘﺮ ﺟﻨﺲ وأﻓﺴﺪه ،وﻟﻺﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻫﻢ ﺳﺒﺐ ﺿﻼﻟﻬﻢ اﳌﻮﺟﺐ ﻟﻬﻢ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻖ اﻟﻌﺒﺪ رﺟﺎءه وﺗﻮﻛﻠﻪ ﺑﻐﻴﺮ اﷲ إﻻ ﺧﺎب ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳉﻬﺔ ،وﻻ اﺳﺘﻨﺼﺮ ﺑﻐﻴﺮ اﷲ إﻻ ﺧﺬل اﺑﻦ اﳉﻮزي ﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﺗﺮى ﻋﻴﻮن اﳋﻠﻖ ﺗﻌﻈﻤﻪ وأﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﲤﺪﺣﻪ ،وﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن ِﻟ َﻢ؟ وﻻ ﻳﻘﺪرون ﻋﻠﻰ وﺻﻔﻪ ١١٦
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٢٠ اﳌﺌــــــــﻮن ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة ﻃﻪ ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٤٥ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻷن ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺟﺎء ﰲ وﺟﻪ ﺳﻮرة ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﳊﻤﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮرة اﻟﻜﻠﻴﻢ ﻷن ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺟﺎء ﰲ ﻗﺼﺔ وﺟﻪ اﻟﻜﻠﻴﻢ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﻣﺸﻬﺪ ﻣﻨﺎﺟﺎة ﻣﻮﺳﻰ ﻟﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﻮادي اﳌﻘﺪس ﻣﻬﻤﺔ اﻟﻘﺮآن وﺻﻔﺎت ﻣﻦ أﻧﺰﻟﻪ ﺣﻮار دار ﺑﲔ ﻣﻮﺳﻰ وﻓﺮﻋﻮن ﻣﺸﻬﺪ اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺧﺮوج ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺒﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻋﺎﻗﺒﺔ ﻓﺮﻋﻮن وﺟﻨﻮده ﻣﺎ دار ﺑﲔ ﻣﻮﺳﻰ وﺳﺤﺮة ﻓﺮﻋﻮن ﺟﺰاء اﳌﻌﺮﺿﲔ ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ اﳌﻨﺎﺟﺎة إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﻮر اﻷﳝﻦ وﻣﻮﻗﻒ ﻣﻮﺳﻰ ﳑﺎ أﺣﺪث ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه آدم وﻋﺪاوة إﺑﻠﻴﺲ ﻟﻪ وﻟﺬرﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ إﻧﺬار ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﲔ وإﻋﺬار ،وﺗﻮﺟﻴﻪ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ وإرﺷﺎد ١١٧
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺌــــــــﻮن ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻊ ﻓﺮﻋﻮن اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ اﳉﺒﺎر ،ﻣﺘﻀﻤﻨﺔ ﳌﻮﻗﻒ اﳌﻨﺎﺟﺎة ﺑﲔ ﻣﻮﺳﻰ ورﺑﻪ، وﻣﻮﻗﻒ ﺗﻜﻠﻴﻔﻪ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﺛﻢ اﳉﺪال ﺑﲔ ﻣﻮﺳﻰ وﻓﺮﻋﻮن ،وﻣﻮﻗﻒ اﳌﺒﺎرزة ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﻟﺴﺤﺮة ،وﺗﺘﺠﻠﻰ ﰲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺔ رﻋﺎﻳﺔ اﷲ ﳌﻮﺳﻰ ،ﻧﺒﻴﻪ وﻛﻠﻴﻤﻪ ،وذﻟﻚ ﺑﺈﻫﻼك أﻋﺪاﺋﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮة اﳌﺠﺮﻣﲔ ،ﺛﻢ ﺗﻌﺮﺿﺖ اﻟﺴﻮرة ﻟﻘﺼﺔ آدم ﺑﺈﻳﺠﺎز ،ﺗﺒﺮز ﻓﻴﻬﺎ رﺣﻤﺔ اﷲ ﻵدم ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻴﺌﺘﻪ ،وﻫﺪاﻳﺘﻪ ﻟﻪ ،ﺛﻢ ﺗﻌﺮﺿﺖ اﻟﺴﻮرة ﻟﻴﻮم اﳊﺸﺮ ﺣﻴﺚ اﳊﺴﺎب اﻟﻌﺎدل ،ﻓﻴﻌﻮد اﻟﻄﺎﺋﻌﻮن إﻟﻰ ﺟﻨﺔ ورﺿﻮان ،وﻳﺤﺸﺮ اﻟﻌﺼﺎة إﻟﻰ ﻧﺎر وﺧﺴﺮان ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮل ﷺ ﰲ اﻟﺼﺒﺮ وﲢﻤﻞ اﻷذى ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻧﺼﺮه ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺳﻮرة ﻃﻪ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب، ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة ﻣﺮﱘ ﺑﺒﻴﺎن ﺣﺎل اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻊ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: اﻟﻘﺮآن ﺑﻘﻮﻟﻪ: ،وﺑﺪأت ﺳﻮرة ﻃﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ارﺗﻔﻊ ،وﻋﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮش، ﻋﻈﺔ وﻋﺒﺮة ﻟﺘﺘﻌﺐ ﺑﻔﺮط ﺗﺄﺳﻔﻚ اﺳﺘﻮاء ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ وﻋﻈﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻣﺎ ﺣ ﱠﺪث اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻪ وﻣﺎ ﻫﻮ أﺧﻔﻰ ﻣﻦ اﻟﺴﺮ ﻏﻴﺮه ﰲ اﳋﻔﺎء ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﳑﺎ ﲢﺪث ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺸﻌﻠﺔ ﺗﺴﺘﺪﻓﺌﻮن ﺑﻬﺎ أﺑﺼﺮت ﻫﺎدﻳﺎً ﻳﺪﻟﻨﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺘﺬﻛﺮﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻢ اﻟﻮادي اﳌﻘﺪس اﳌﺒﺎرك اﳌﻄﻬﺮ ١١٨
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ أﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺸﻲ ﻓﺘﻬﻠﻚ أﻗﺮب أن أﺳﺘﺮﻫﺎ ﲤﺸﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﺧﻔﺔ ﻣﻨﺎﻓﻊ ،وﺣﺎﺟﺎت ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺮ ٍص أﻫﺰ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﺠﺮ ﻟﺘﺮﻋﻰ ﻗ ﱢﻮﻧﻲ ﺑﻪ ،وﺷ ﱠﺪ ﺑﻪ ﻇﻬﺮي ﻏﻨﻤﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻨﻬﺎ أﻟﻬﻤﻨﺎ ﻧﻬﺮ اﻟﻨﻴﻞ ﺟﻨﺒﻚ ﲢﺖ اﻟﻌﻀﺪ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎً ﰲ إﺑﻼغ رﺳﺎﻟﺘﻚ واﺑﺘﻠﻴﻨﺎك اﺑﺘﻼ ًء أُﻋ ِﻄﻴﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺖ أﻃﻠﻖ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﻻ ﺗﻔﺘﺮا وﻻ ﺗﻀﻌﻔﺎ ﺑﻔﺼﻴﺢ اﳌﻨﻄﻖ اﻷﱈ اﳌﺎﺿﻴﺔ اﻟﻨﺒﻮة ﻃﺮﻗﺎً اﳌﺌــــــــﻮن اﻟﺼﻨﺪوق اﳋﺸﺒﻲ ﺿﻌﻴﻪ واﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﻗﺒﻮل اﳊﻖ ﺗﻄﻴﺐ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻳُﺠﻤﻊ ﻳﺮﺑﻴﻪ ،وﻳﺮﺿﻌﻪ واﺻﻄﻔﻴﺘﻚ ﻟﺮﺳﺎﻟﺘﻲ ﻓﻴﺴﺘﺄﺻﻠﻜﻢ وﻳُﺒﻴﺪﻛﻢ ﻋﻠﻰ وﻓﻖ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﺄﺣﻜﻤﻮا ﻛﻴﺪﻛﻢ ،واﻋﺰﻣﻮا ﺻﻮرﺗﻪ اﻟﻼﺋﻘﺔ اﳌﻘﺪر ﻹرﺳﺎﻟﻚ ﺑﺨﺎﺻﺘﻪ وﻣﻨﻔﻌﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻻ ﺗﺨﺘﻠﻔﻮا ﻣﻴﺴﺮة ﻟﻼﻧﺘﻔﺎع ﺑﻬﺎ ﻳﻌﺎﺟﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺧﻮﻓﺎً وأدوم ﻟﺬوي اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ اﻟﻠﻮح اﶈﻔﻮظ أﻧﻮاﻋﺎً ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺎﻓﻌﻞ واﺣﻜﻢ اﺧﺮج ﻟﻴ ًﻼ ﻳﻮم اﻟﻌﻴﺪ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎً ﻣﻌﺘﺪ ًﻻ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻘﻮا إدراﻛﺎً ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﺤﺮ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺳﺤﺮﺗﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﻴﺪ ﺑﻬﻢ اﻟﺒﺤﺮ ﻃﻴﺮاً؛ ﻛﺎﻟ ﱡﺴﻤﺎﻧﻰ ﻓﺸﻌﺮ ،وأﺣﺲ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﲢﺎدث اﻟﺴﺤﺮة ﺧﺴﺮ ،وﻫﻠﻚ ﺑﺄن ﻳﻘﻄﻊ ﻳﺪاً ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﺳﺮاً ﰲ ﺧﻔﺎء ﺧﻠﻔﻲ ﺳﻮف ﻳﻠﺤﻘﻮن ﺑﻲ ورﺟ ًﻼ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﺣﺰﻳﻨﺎً ﺧﻠﻘﻨﺎ وأﺑﺪﻋﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎرﻧﺎ وﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻓﻐﻠﺒﻪ وﻗﻬﺮه ﻣﻦ ﺗﻄﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮ واﳌﻌﺎﺻﻲ ﺗﺒﺘﻠﻊ ﻳﺎﺑﺴﺎً ﻧﻔﻀﻠﻚ ﻓﻐﻤﺮﻫﻢ ،وﻏﻄﺎﻫﻢ ﻻ ﳝﻮت ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻓﻴﺴﺘﺮﻳﺢ، وﻻ ﻳﺤﻴﺎ ﺣﻴﺎ ًة ﻳﻬﻨﺄ ﺑﻬﺎ ﻃﻌﺎﻣﺎً؛ ﻛﺎﻟﻌﺴﻞ ﻓﺎﺗﺨﺬ ﻓﻴﻨﺰل ﻫﺆﻻء وﻻ ﺗﺨﺸﻰ ﻣﻦ دﻋﺎﻫﻢ إﻟﻰ ﻋﺒﺎدة اﻟﻌﺠﻞ اﻟﻐﺮق ﰲ اﻟﺒﺤﺮ ﺟﺎﻧﺐ ﺟﺒﻞ اﻟﻄﻮر ﻻ ﺗﻌﺘﺪوا ﺑﺄن ﻳﻈﻠﻢ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﺛﻢ اﻟﺘﺰم اﻟﻬﺪاﻳﺔ واﺳﺘﻘﺎم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺪ اﺑﺘﻠﻴﻨﺎ اﻟﺰﻣﺎن اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺈﻧﺰال اﻟﺘﻮراة ١١٩
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻓﺄﻟﻘﻴﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﻣﻦ ُﺣﻠ ﱢﻲ ﻗﻮم ﻓﺮﻋﻮن أﺛﻘﺎﻻً ﺣﻔﺮة ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺎر ُﻣﺠ ﱠﺴﺪاً ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ ﻓﺼﻨﻊ ﻟﻪ ﺻﻮت ﻛﺼﻮت اﻟﺒﻘﺮ ﻟﻦ ﻧﺰال اﺧﺘﺒﺮﰎ ﺑﻪ أﻻ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻮاﺑﺎً ﻣﻘﻴﻤﲔ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎدﺗﻪ ﻓﻤﺎ ﺷﺄﻧﻚ اﳋﻄﻴﺮ؟ وﻟﻢ ﲢﻔﻆ وﺻﻴﺘﻲ ﺑﺤﺴﻦ رﻋﺎﻳﺘﻬﻢ رأﻳﺖ أو ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺒﺼﻴﺮﺗﻲ ﻣﻦ أﺛﺮ ﺣﺎﻓﺮ ﻓﺮس ﺟﺒﺮﻳﻞ أﺧﺬت ﺑﻜﻔﻲ ﺗﺮاﺑﺎً ﻻ ﳝ ﱠﺴﻚ أﺣﺪ وﻻ ﲤ ﱠﺲ أﺣﺪاً ز ﱠﻳﻨﺖ ﻓﺄﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ا ُﳊﻠ ﱢﻲ اﳌﺌــــــــﻮن ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺘﻌﻴﺶ ﻣﻨﺒﻮذاً ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ أﻗﻤﺖ اﻟﻘﺮآن اﻟﻘﺮن اﻟﺬي ﻳﻨﻔﺦ إﺛﻤﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً وﻧﺴﻮق ﻓﻴﻪ إﺳﺮاﻓﻴﻞ زرق اﻟﻌﻴﻮن ﻣﻊ ﺳﻮاد وﺟﻮﻫﻬﻢ أﻋﻠﻤﻬﻢ ،وأﻛﻤﻠﻬﻢ ﻋﻘ ًﻼ ﻳﺘﺴﺎ ﱡرون ،وﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻮن ﻳﺰﻳﻠﻬﺎ ﻋﻦ أﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﻓﻴﺘﺮﻛﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻧﺨﻔﺎﺿﺎً أرﺿﺎً ﻣﻠﺴﺎء ﻻ ﻧﺒﺎت ﺑﻬﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻫﺒﺎ ًء ﻣﻨﺒﺜﺎً ﺳﻜﻨﺖ ﺧﻀﻮﻋﺎً ارﺗﻔﺎﻋﺎً زﻳﺎد ًة ﰲ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ ﻣﺴﺘﻮﻳﺔ ﺗﺬﻛﺮ ًة ،وﻋﻈ ًﺔ ﺧﻀﻌﺖ ،وذ ﱠﻟﺖ ﻻ ﻣﺤﻴﺪ ﻋﻦ و ﱠﺻﻴﻨﺎ دﻋﻮة اﻟﺪاﻋﻲ ﻧﻘﺼﺎً ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ وﻻ ﻳُﺼﻴﺒﻚ ﺣ ﱡﺮ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺆون ﺧﻠﻘﻪ ﻓﺘﻨ ﱠﺰه ،وارﺗﻔﻊ ،وﺗﻘ ﱠﺪس ﻋﻮراﺗﻬﻤﺎ وﻓ ﱠﺼﻠﻨﺎ ﻓﻴﻪ أﻧﻮاﻋﺎً ﻋﻦ ﻛﻞ ﻧﻘﺺ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻴﺪ ﺣﻔﻈﺎً ﳌﺎ أُ ِﻣﺮ ﺑﻪ وﻻ ﺗﺴﺎرع ﺑﻘﺮاءﺗﻪ اﻟﺸﺠﺮة اﻟﺘﻲ ﻣﻦ أﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﳝﺖ وﻻ ﺗﻌﺮى ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ اﳌﻼﺑﺲ وأﺧﺬا ﻻ ﻳﻨﻘﻀﻲ ،وﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ اﻧﺰﻻ ﻣﻦ اﳉﻨﺔ اﺻﻄﻔﺎه ﻳﻠﺼﻘﺎن إﻟﻰ اﻷرض ﺗﺘﺮك ﰲ اﻟﻨﺎر ﻓﺄﻋﺮﺿﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺿﻴﻘ ًﺔ ﺷﺎﻗ ًﺔ ﻳﺪﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﱈ اﳌﻜﺬﺑﺔ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺮﺷﺎد ﲡﺎوز ﺣﺪود ﻣﺎ ﺷﺮع اﷲ ﺳﺎﻋﺎت ﻟﻜﺎن اﻟﻬﻼك ﻋﺎﺟ ًﻼ ﻻزﻣﺎً ﻟﺬوي اﻟﻌﻘﻮل أﺻﻨﺎﻓﺎً ﻣﻦ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻻ ﺗﻨﻈﺮ ،وﻻ ﺗﻠﺘﻔﺖ وﺗُﻌﺠﺐ ﺗﺜﺎب ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻚ داوم ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﲟﺎ ﻳﺮﺿﻴﻚ اﻟﺼﻼة ﺑﺼﺒﺮ ﻟﻨﺒﺘﻠﻴﻬﻢ زﻳﻨﺘﻬﺎ وﺑﻬﺠﺘﻬﺎ ﻣﻨﺘﻈ ٌﺮ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺪوم ﻫ ﱠﻼ اﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ١٢٠
ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ واﻟﺘﺬﻛﺮة :اﳌﻮﻋﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﲔ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﻠﻮب ،ﻓﺘﻤﺘﺜﻞ أﻣﺮ اﷲ، وﲡﺘﻨﺐ ﻧﻬﻴﻪ ،وﺧﺺ ﺑﺎﻟﺘﺬﻛﺮة ﻣﻦ ﻳﺨﺸﻰ دون ﻏﻴﺮﻫﻢ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻫﻢ اﳌﻨﺘﻔﻌﻮن ﺑﻬﺎ اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ وﰲ ذﻛﺮ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ ﻋﻤﺎ ﻟﻘﻲ ﰲ ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﻣﻦ اﳌﺸﻘﺎت وﻛﻔﺮ اﻟﻨﺎس؛ ﻓﺈﳕﺎ ﻫﻲ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﰲ أﻣﺮه اﳌﺌــــــــﻮن اﺑﻦ ﺟﺰي إﳕﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﻟﻴﺮﻳﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﰲ اﻟﻌﺼﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺣﻴﺔ؛ ﻓﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﺆال :ﺗﻘﺮﻳﺮ أﻧﻬﺎ ﻋﺼﺎ ،ﻓﻴﺘﺒﲔ ﻟﻪ اﻟﻔﺮق ﺑﲔ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﻠﺒﻬﺎ ،وﺑﻌﺪ أن ﻗﻠﺒﻬﺎ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﳌﺎ ﻋﻠﻢ ﻣﻮﺳﻰ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺒﺎدر ﺑﺎﳌﺮاﺟﻌﺔ ﰲ اﳋﻮف ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﻓﺮﻋﻮن ،ﺑﻞ ﺗﻠﻘﻰ اﻷﻣﺮ ،وﺳﺄل اﷲ اﻹﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﲟﺎ ﻳﺆول إﻟﻰ رﺑﺎﻃﺔ ﺟﺄﺷﻪ وﺧﻠﻖ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ، وإﻋﻄﺎﺋﻪ ﻓﺼﺎﺣﺔ اﻟﻘﻮل ﻟﻺﺳﺮاع ﺑﺎﻹﻗﻨﺎع ﺑﺎﳊﺠﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺄوﻟﻲ اﻟﻘﺮﺑﻰ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻨﺴﺐ، أو اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ،أو اﻟﺼﺤﺒﺔ اﻟﻘﺪﳝﺔ ﻛﺎﻧﺖ أﻛﻤﻞ؛ ﳌﺎ ﻳﻘﻊ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻧﺴﺔ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﳋﻠﻘﻪ ،ﻓﺘﺘﻢ اﳌﺸﺎﻛﻠﺔ ﰲ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ اﻟﺴﻌﺪي إذا ﻛﺎن اﳊﺒﻴﺐ إذا أراد اﺻﻄﻨﺎع ﺣﺒﻴﺒﻪ ﻣﻦ اﳌﺨﻠﻮﻗﲔ، اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وأراد أن ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻜﻤﺎل اﳌﻄﻠﻮب ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ ،ﻳﺒﺬل ﻏﺎﻳﺔ ﺟﻬﺪه ،وﻳﺴﻌﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﳝﻜﻨﻪ ﰲ إﻳﺼﺎﻟﻪ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﺼﻨﺎﺋﻊ اﻟﺮب اﻟﻘﺎدر اﻟﻜﺮﱘ وﻣﺎ ﲢﺴﺒﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﲟﻦ أراده ﻟﻨﻔﺴﻪ، واﺻﻄﻔﺎه ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ! وأﻋﺮض ﻋﻦ أن ﻳﻘﻮل :ﻓﻤﻦ رﺑﻲ؟ إﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ: إﻋﺮاﺿﺎً ﻋﻦ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﳌﺮﺑﻮﺑﻴﺔ وﻟﻮ ﺑﺤﻜﺎﻳﺔ ﻗﻮﻟﻬﻤﺎ؛ ﻟﺌﻼ ﻳﻘﻊ ذﻟﻚ ﰲ ﺳﻤﻊ أﺗﺒﺎﻋﻪ وﻗﻮﻣﻪ ،ﻓﻴﺤﺴﺒﻮا أﻧﻪ ﻣﺘﺮدد ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ رﺑﻪ ،أوأﻧﻪ اﻋﺘﺮف ﺑﺄن ﻟﻪ رﺑﺎً اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻫﺬا ﻋﻠﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،أﻣﺎ ﻋﻠﻢ اﳌﺨﻠﻮق ﻓﻴﻌﺘﺮﻳﻪ ﻧُﻘﺼﺎﻧﺎن؛ أﺣﺪﻫﻤﺎ :ﻋﺪم اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﺸﻲء ،واﻵﺧﺮ ﻧﺴﻴﺎﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻤﻪ، ﻓﻨﺰه ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ذﻟﻚ! اﺑﻦ ﺟﺰي واﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ وﺻﻒ ﻣﻮﺳﻰ رﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺄوﺻﺎف ﻻ ﳝﻜﻦ ﻓﺮﻋﻮن أن ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻬﺎ؛ ﻻ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳊﻘﻴﻘﺔ ،وﻻ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳌﺠﺎز ،وﻟﻮ ﻗﺎل ﻟﻪ :ﻫﻮ اﻟﻘﺎدر ،أو اﻟﺮزاق ،وﺷﺒﻪ ذﻟﻚ؛ ﻷﻣﻜﻦ ﻓﺮﻋﻮن أن ﻳﻐﺎﻟﻄﻪ ،وﻳﺪﻋﻲ ذﻟﻚ ﻟﻨﻔﺴﻪ ١٢١
اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وإﳕﺎ واﻋﺪﻫﻢ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻟﻴﻜﻮن ﻋﻠﻮ ﻛﻠﻤﺔ اﷲ ،وﻇﻬﻮر دﻳﻨﻪ ،وﻛﺒﺖ اﻟﻜﺎﻓﺮ ،وزﻫﻮق اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﻠﻰ رءوس اﻷﺷﻬﺎد ،وﰲ اﳌﺠﻤﻊ اﻟﻐﺎص؛ ﻟﺘﻘﻮى رﻏﺒﺔ ﻣﻦ رﻏﺐ ﰲ اﳊﻖ ،وﻳﻜﻞ ﺣﺪ اﳌﺒﻄﻠﲔ وأﺷﻴﺎﻋﻬﻢ ،وﻳﻜﺜﺮ اﶈﺪث ﺑﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ اﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﻛﻞ ﺑﺪو وﺣﻀﺮ ،وﻳﺸﻴﻊ ﰲ أﻫﻞ اﻟﻮﺑﺮ واﳌﺪر اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻣﻌﻨﻰ ﺟﻤﻊ اﻟﻜﻴﺪ :ﺗﺪﺑﻴﺮ أﺳﻠﻮب ﻣﻨﺎﻇﺮة ﻣﻮﺳﻰ ، وإﻋﺪاد اﳊﻴﻞ ﻹﻇﻬﺎر ﻏﻠﺒﺔ اﻟﺴﺤﺮة ﻋﻠﻴﻪ ،وإﻗﻨﺎع اﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﺑﺄن ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ،وﻫﺬا أﺳﻠﻮب ﻗﺪﱘ ﰲ اﳌﻨﺎﻇﺮات :أن ﻳﺴﻌﻰ اﳌﻨﺎﻇﺮ ﺟﻬﺪه ﻟﻠﺘﺸﻬﻴﺮ ﺑﺒﻄﻼن ﺣﺠﺔ ﺧﺼﻤﻪ ﺑﻜﻞ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻠﺒﻴﺲ واﻟﺘﺸﻨﻴﻊ واﻟﺘﺸﻬﻴﺮ وﻣﺒﺎدأﺗﻪ ﲟﺎ ﻳﻔﺖ ﰲ ﻋﻀﺪه، وﻳﺸﻮش رأﻳﻪ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻨﻪ ﺗﺪﺑﻴﺮه ﻳﻌﻢ ﻧﻔﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع اﻟﻔﻼح ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺣﺮ ،وأﻛﺪ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﻢ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ،وذﻟﻚ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮه؛ ﻷن اﻟﻔﻼح ﰲ اﻷﻣﻜﻨﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ: اﳌﺌــــــــﻮن ﻻ ﻳﻨﻔﻰ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻧﻔﻴﺎً ﻋﺎﻣﺎً إﻻ ﻋﻤﻦ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻪ؛ وﻫﻮ اﻟﻜﺎﻓﺮ اﺑﻦ رﺟﺐ ﳌﺎ ﺳﻜﻨﺖ ﻣﺤﺒﺔ اﷲ ﻗﻠﻮب ﺳﺤﺮة ﻓﺮﻋﻮن ﺳﻤﺤﻮا ﺑﺒﺬل ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ! وﻣﺘﻰ ﲤﻜﻨﺖ اﶈﺒﺔ ﰲ اﻟﻘﻠﺐ ﻟﻢ ﺗﻨﺒﻌﺚ اﳉﻮارح إﻻ إﻟﻰ ﻃﺎﻋﺔ اﻟﺮب! اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻓﻼ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ،وﻻ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﲟﻮﺗﻪ ،وﻗﻴﻞ :ﻧﻔﺲ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﰲ ﺣﻨﺠﺮﺗﻪ ،ﻛﻤﺎ أﺧﺒﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻼ ﳝﻮت ﺑﻔﺮاﻗﻬﺎ ،وﻻ ﻳﺤﻴﺎ ﺑﺎﺳﺘﻘﺮارﻫﺎ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر اﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ وﻋﺪه دون ﻗﻮﻣﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺪوﺗﻬﻢ ،ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﺨﻒ ﻫﻮ ﺗﺸﺠﻌﻮا وﻗﻮي ﻳﻘﻴﻨﻬﻢ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ إن رﺿﺎ اﻟﺮب ﰲ اﻟﻌﺠﻠﺔ إﻟﻰ أواﻣﺮه اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ وﺣﺎﺻﻞ ﻣﺎ اﻋﺘﺬر ﺑﻪ ﻫﺆﻻء اﳉﻬﻠﺔ :أﻧﻬﻢ ﺗﻮرﻋﻮا ﻋﻦ زﻳﻨﺔ اﻟﻘﺒﻂ؛ ﻓﺄﻟﻘﻮه ﻋﻨﻬﻢ ،وﻋﺒﺪوا اﻟﻌﺠﻞ؛ ﻓﺘﻮرﻋﻮا ﻋﻦ اﳊﻘﻴﺮ ،وﻓﻌﻠﻮا اﻷﻣﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻗﺪم اﻟﻀﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻊ ﻗﻄﻌﺎً ﻟ ُﻌﺬرﻫﻢ ﰲ اﻋﺘﻘﺎد إﻟﻬﻴﺘﻪ؛ ﻷن ﻋﺬر اﳋﺎﺋﻒ ﻣﻦ اﻟﻀﺮ أﻗﻮى ﻣﻦ ﻋﺬر اﻟﺮاﻏﺐ ﰲ اﻟﻨﻔﻊ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺗﺮﻗﻖ ﻟﻪ ﺑﺬﻛﺮ اﻷم ،ﻣﻊ أﻧﻪ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻷﺑﻮﻳﻪ؛ ﻷن ذﻛﺮ اﻷم ﻫﻬﻨﺎ أرق وأﺑﻠﻎ ﰲ اﳊﻨﻮ واﻟﻌﻄﻒ ١٢٢
اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ أﺻﻞ ﰲ ﻧﻔﻲ أﻫﻞ اﻟﺒﺪع واﳌﻌﺎﺻﻲ وﻫﺠﺮاﻧﻬﻢ، اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وأﻻ ﻳﺨﺎﻟﻄﻮا ،وﻗﺪ ﻓﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ذﻟﻚ ﺑﻜﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، واﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺧﻠﻔﻮا رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﺺ ﻣﻦ أﺧﺒﺎر اﻷﱈ ﻟﻴﺲ ﺑﻪ ﻗﻄﻊ ﺣﺼﺔ اﻟﺰﻣﺎن، وﻻ إﻳﻨﺎس اﻟﺴﺎﻣﻌﲔ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ،إﳕﺎ اﳌﻘﺼﻮد ﻣﻨﻪ اﻟﻌﺒﺮة، واﻟﺘﺬﻛﺮة ،وإﻳﻘﺎظ ﻟﺒﺼﺎﺋﺮ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وﻛﻨﻰ ﻋﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻮﺟﻮه؛ ﻷن آﺛﺎر اﻟﺬل إﳕﺎ ﺗﺘﺒﲔ ﰲ اﻟﻮﺟﻪ اﳌﺌــــــــﻮن وﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﳝﺔ :اﻷدب ﰲ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻠﻢ ،وأن اﳌﺴﺘﻤﻊ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ أن ﻳﺘﺄﻧﻰ وﻳﺼﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﺮغ اﳌﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﺪي ﻛﻼﻣﻪ اﳌﺘﺼﻞ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﺒﻌﺾ ،ﻓﺈذا ﻓﺮغ ﻣﻨﻪ ﺳﺄل إن ﻛﺎن ﻋﻨﺪه اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺳﺆال ،وﻻ ﻳﺒﺎدر ﺑﺎﻟﺴﺆال وﻗﻄﻊ ﻛﻼم ُﻣﻠ ِﻘﻲ اﻟﻌﻠﻢ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﺒﺐ ﻟﻠﺤﺮﻣﺎن ﻓﻼ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻟﻪ ،وﻻ اﻧﺸﺮاح ﻟﺼﺪره ،ﺑﻞ ﺻﺪره ﺿﻴﻖ، ﺣﺮج ﻟﻀﻼﻟﻪ وإن ﺗﻨﻌﻢ ﻇﺎﻫﺮه ،وﻟﺒﺲ ﻣﺎ ﺷﺎء ،وأﻛﻞ ﻣﺎ ﺷﺎء، وﺳﻜﻦ ﺣﻴﺚ ﺷﺎء؛ ﻓﺈن ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﺺ إﻟﻰ اﻟﻴﻘﲔ واﻟﻬﺪى ﻓﻬﻮ ﰲ ﻗﻠﻖ ،وﺣﻴﺮة ،وﺷﻚ ﻓﻼ ﻳﺰال ﰲ رﻳﺒﺔ ﻳﺘﺮدد ،ﻓﻬﺬا ﻣﻦ ﺿﻨﻚ اﳌﻌﻴﺸﺔ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻻ ﻧﺴﺄﻟﻚ أن ﺗﺮزق ﻧﻔﺴﻚ وإﻳﺎﻫﻢ ،وﺗﺸﺘﻐﻞ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺮزق ،ﺑﻞ ﻧﺤﻦ ﻧﺘﻜﻔﻞ ﺑﺮزﻗﻚ وإﻳﺎﻫﻢ ،ﻓﻜﺎن ﷺ إذا ﻧﺰل ﺑﺄﻫﻠﻪ ﺿﻴﻖ أﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺼﻼة ١٢٣
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٢١ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﳌﺌــــــــﻮن اﻟﻨﺰول ٧٣ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻷﻧﺒﻴﺎء وﺟﻪ ﻻﺷﺘﻤﺎﻟﻬﺎ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺟﻬﺎد اﻷﻧﺒﻴﺎء اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ واﳌﺮﺳﻠﲔ ﻣﻊ أﻗﻮاﻣﻬﻢ اﻟﻮﺛﻨﻴﲔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻗﺘﺮب اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺑﻴﺎن وﺣﺪة اﻟﺮﺳﺎﻻت ﻣﻦ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﺧﻼل اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺤﺎل اﻟﺮﺳﻞ ودﻋﻮﺗﻬﻢ اﻟﻮاﺣﺪة ﻟﻌﺒﺎدة اﷲ وﺣﺪه ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت اﻹﻧﺬار ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﺳﻤﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﲔ اﻟﺮﺳﻞ ﻏﻔﻠﺔ اﻟﻨﺎس ﻋﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ وإﻋﺮاﺿﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن اﳌﺼﻴﺮ اﶈﺘﻮم وﻋﻨﺎﻳﺔ اﷲ ﺑﺨﻠﻘﻪ دﻻﺋﻞ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ واﻟﻘﺪرة وﺗﻨﺰﻳﻪ أﻓﻌﺎل اﷲ ﻋﻦ اﻟﻌﺒﺚ ﻗﺼﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﳋﻠﻴﻞ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ وﻫﺎرون وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﻮراة ﺑﺎﻟﻘﺮآن ﻗﺼﺔ ﻧﻮح ﻗﺼﺔ ﻟﻮط ﻗﺼﺔ أﻳﻮب ﻗﺼﺔ داود وﺳﻠﻴﻤﺎن ﻗﺼﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﻗﺼﺔ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ وإدرﻳﺲ وذي اﻟﻜﻔﻞ ﻗﺼﺔ ﻣﺮﱘ واﺑﻨﻬﺎ ﻗﺼﺔ زﻛﺮﻳﺎ وﻳﺤﻴﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ وﻣﻬﻤﺘﻪ ،وﺗﻬﺪﻳﺪ اﳌﻌﺮﺿﲔ ﻋﻨﻪ وﺣﺪة اﳌﻠﺔ وﻋﺪل اﳉﺰاء ١٢٤
اﳌﺌــــــــﻮن أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﺑﺘﺪأت اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻏﻔﻠﺔ اﻟﻨﺎس ﻋﻦ اﻵﺧﺮة ،ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺗﻠﻮح ﻟﻬﻢ ،وﻫﻢ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺮﻫﻴﺐ ﻏﺎﻓﻠﻮن ،ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳌﻜﺬﺑﲔ ،وﻫﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪون ﻣﺼﺎرع اﻟﻐﺎﺑﺮﻳﻦ ،وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻌﻈﻮن ،وﺗﻄﺮﻗﺖ إﻟﻰ دﻻﺋﻞ اﻟﻘﺪرة ﰲ اﻷﻧﻔﺲ واﻵﻓﺎق اﻟﺸﺎﻫﺪة ﻋﻠﻰ وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﺛﻢ ذﻛﺮت ﺣﺎل اﳌﺸﺮﻛﲔ وﻫﻢ ﻳﺘﻠﻘﻮن اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺑﺎﻻﺳﺘﻬﺰاء واﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ،ﺛﻢ ﺗﻄﺮﻗﺖ إﻟﻰ ﻗﺼﺺ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻞ )إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،وإﺳﺤﺎق وﻳﻌﻘﻮب ،وﻟﻮط ،وﻧﻮح ،وداود ،وﺳﻠﻴﻤﺎن ،وأﻳﻮب ،وإﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ،وإدرﻳﺲ ،وذي اﻟﻜﻔﻞ، وﻳﻮﻧﺲ ،وﻣﻮﺳﻰ ،وﻫﺎرون ،وزﻛﺮﻳﺎ ،وﻋﻴﺴﻰ( ،ﰲ أﺳﻠﻮب ﻣﺸﻮق ،ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﻗﺼﺼﻬﻢ ﻣﻦ أﻫﻮال وﺷﺪاﺋﺪ ،وﻋﺒﺮ وﻋﻈﺎت ،ﳌﻦ ﻛﺎن ﻟﻪ ﻗﻠﺐ وﻓﻜﺮ ﺳﻠﻴﻢ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺒﻴﺎن رﺳﺎﻟﺔ ﺳﻴﺪ اﻷوﻟﲔ واﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﲢﺪث ﰲ ﺑﺪاﻳﺘﻬﺎ ﻋﻦ اﻗﺘﺮاب اﳊﺴﺎب، ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة ﻃﻪ ﺑﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ وﺗﻮﻋﺪﻫﻢ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻘﺮب اﻟﻮﻋﺪ اﳊﻖ: ﺑﻴﻮم اﳊﺴﺎب، : وﺑﺪأت ﺳﻮرة اﻷﻧﺒﻴﺎء ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻗﺮب اﳊﺴﺎب ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ وﺑﺎﻟﻐﻮا ﰲ إﺧﻔﺎء ﻏﺎﻓﻠﺔ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ﻳﺠﺪد ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﺟﻮن ﺑﻪ اﻟﺬﻛﺮى ﻟﻬﻢ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ أﺧﻼط ﻣﻨﺎﻣﺎت اﻟﻘﺮآن -ﻋﻠﻰ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻬﺎ زﻋﻢ اﻟﻜﻔﺎر- وﻛﺜﻴﺮاً أﻫﻠﻜﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﺰﻛﻢ ،وﺷﺮﻓﻜﻢ أﺟﺴﺎداً ﺧﺎرﺟﺔ ﻳﺴﺮﻋﻮن ﻫﺎرﺑﲔ إن ﻋﻤﻠﺘﻢ ﲟﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻃﺒﺎع اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ﻋﺬاﺑﻨﺎ رأوا ١٢٥
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳﺎ ﻫﻼﻛﻨﺎ ﻧُ ﱢﻌﻤﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﻻ ﺗﻬﺮﺑﻮا ﻓﺒﻄﺮﰎ واﺳﺘﻜﺒﺮﰎ ﻋﺒﺜﺎً وﻟﻬﻮاً وﺑﺎﻃ ًﻼ ﻧﺮﻣﻲ ﺑﻪ ،وﻧﺒ ﱢﻴﻨﻪ ﻣﻴﺘﲔ ﻛﺎﻟﺰرع اﶈﺼﻮد ﻓﻨﺮد ﺑﻪ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﺎ ﻳُﺘﻠ ﱠﻬﻰ ﺑﻪ اﻟﻌﺬاب ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ أﻫﻞ ﻣﻦ زوﺟﺔ ووﻟﺪ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻦ اﳊﻮر اﻟﻌﲔ ﻫﻢ ﻳﺤﻴﻮن اﳌﻮﺗﻰ؟ ﻛﻼ! ﻓﻴﻤﺤﻘﻪ ،وﻳﺪﺣﻀﻪ ذاﻫﺐ ،وﻣﻀﻤﺤﻞ ﺑﻞ اﺗﺨﺬوا ﻻ ﻳﻀﻌﻔﻮن ،وﻻ ﻳﺴﺄﻣﻮن وﻻ ﳝﻠﻮن اﳌﺌــــــــﻮن أﻛﺮﻣﻬﻢ اﷲ ﺑﻌﺒﺎدﺗﻪ ﺗﻨ ﱠﺰه ،وﺗﻘ ﱠﺪس ﻣﻠﺘﺼﻘﺘﲔ ﻻ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻏﻴﺮ اﷲ ﻻﺧﺘ ﱠﻞ ﻧﻈﺎﻣﻬﻤﺎ، ﻓﺎﺻﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ وﺧﺮﺑﺘﺎ؛ ﳊﺼﻮل اﻟﺘﻨﺎزع ﻟﺌﻼ ﺗﻀﻄﺮب ﺣﺬرون أن ﻳﻌﺼﻮه اﻟﻘﺮآن ﰲ ﻣﺪار ﻳﺠﺮي ﻓﻴﻪ ﺟﺒﺎﻻً ﺗﺜﺒﺘﻬﺎ ﻻ ﻳﺤﻴﺪ ﻋﻨﻪ ﺳﻘﻔﺎً ﻟﻸرض ﻻ ﺗﺴﻘﻂ، ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮن إﻻ ﲟﺎ وﻻ ﺗﺨﺘﺮﻗﻬﺎ اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﻪ رﺑﻬﻢ ﻟﻜﺜﺮة اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻪ ﰲ أﺣﻮاﻟﻪ ،ﻛﺄﻧﻪ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﻋﺠﻞ ﻳ ِﻌﻴﺒُﻬﺎ ﻓﻔﺼﻠﻨﺎﻫﻤﺎ ﺑﻘﺪرﺗﻨﺎ ﻓﺠﺄ ًة ﻻ ﻳﺪﻓﻌﻮن ﻃﺮﻗﺎً واﺳﻌ ًﺔ ﻣﺴﻠﻮﻛ ًﺔ ﻓﺤ ﱠﻞ ،وأﺣﺎط ُﳝﻬﻠﻮن وﻧﺨﺘﺒﺮﻛﻢ ﻣﻊ ﻧﻨﻘﺺ أرض اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﺤﺎﻟﻜﻢ ﺑﺎﻟﻈﻬﻮر واﻟﻐﻠﺒﺔ واﻟﻔﺘﺢ ﻳﺠﺎرون ،وﳝﻨﻌﻮن اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﻌﺬاب أﺻﺎﺑﺘﻬﻢ اﻟﻨﺪاء ﻓﺘُﺤﻴﺮﻫﻢ وزن ذرة اﳌﻮازﻳﻦ اﻟﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﻮراة اﻟﻔﺎرﻗﺔ ﺑﲔ ﻳﺤﻔﻈﻜﻢ ،وﻳﺤﺮﺳﻜﻢ ﻳﺨﺎﻓﻮن ﻋﺬاﺑﻪ أُﺧ ﱢﻮﻓﻜﻢ اﳊﻖ واﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺳﻰ وﻫﺎرون ﻫﺪاه ﻧﺼﻴﺐ ﻳﺴﻴﺮ أﺟﺎ ﱞد أﻧﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﻮل؟ ﻣﻘﻴﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎدﺗﻬﺎ أﺻﻐﺮ اﳊﺒﻮب ﻣﻼزﻣﻮن ﻟﻬﺎ ﻷﻣﻜﺮ ﱠن ،وأﻛﺴﺮ ﱠن ﺧﻠﻘﻬ ﱠﻦ ﰲ ﺣﺎل ﻏﻴﺎﺑﻬﻢ ﻋﻦ أﻋﲔ اﻟﻨﺎس ﻳﻌﻴﺒﻬﻢ ﻗﻄﻌﺎً ﺻﻐﻴﺮ ًة اﻷﺻﻨﺎم اﻟﺘﻲ ﻗﺒﺤﺎً ﻟﻜﻢ ﺻﻨﻌﺘﻤﻮﻫﺎ زﻳﺎد ًة ﻋﻤﺎ ﺳﺄل ﻣﻦ اﻟﻬﺎزﻟﲔ أﻓﻌﺎﻟﻬﻢ اﳌﻨﻜﺮة ﻣﻦ إﺗﻴﺎﻧﻬﻢ اﻟﺮﺟﺎل ،وﻗﻄﻊ اﻟﺴﺒﻴﻞ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ذاﻫﺒﲔ اﻟﻐﺮق ﺑﺎﻟﻄﻮﻓﺎن رﺟﻌﻮا إﻟﻰ ﻋﻨﺎدﻫﻢ ﲟﺮأى ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أرض اﻟﺸﺎم ﻣﻜﺮاً ﻟﻬﻼﻛﻪ ﻗﺮﻳﺔ ﺳﺪوم ﻧﺒ ﱠﻮة ﺧﺎرﺟﲔ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ أﻫﻞ ﻓﺴﺎد وﻗﺒﺢ ١٢٦
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻧﺘﺸﺮت ﻓﻴﻪ ﻟﻴ ًﻼ ﺑﻼ را ٍع اﻟﺰرع ﻳﻘﻀﻴﺎن ﺑﲔ ﺧﺼﻤﲔ ﻋﺪت ﻏﻨﻢ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ زرع اﻵﺧﺮ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪروع ﻳﻌﻤﻠﻬﺎ ﺗﺴﺒﺢ اﳉﺒﺎل ِﺣﻠﻘﺎً ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﻣﻌﻪ إذا ﺳﺒﺢ وﻃ ﱠﻮﻋﻨﺎ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻬﺒﻮب ﺣﺮﺑﻜﻢ ﻟﺘﺤﻤﻴﻜﻢ وﲢﻔﻈﻜﻢ وﺻﺎﺣﺐ اﳊﻮت، ﻳﻐﻮﺻﻮن ﰲ اﻟﺒﺤﺎر؛ أرض ﺑﻴﺖ اﳌﻘﺪس ﺑﺎﻟﺸﺎم وﻫﻮ ﻳﻮﻧﺲ ﻻﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻶﻟﺊ اﳌﺌــــــــﻮن أن ﻟﻦ ﻧُﻀ ﱢﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻏﻀﺒﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ؛ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ ،وﻇﻠﻤﺔ اﻟﺒﺤﺮ، ﺑﻄﻦ اﳊﻮت ،وﻧﺆاﺧﺬه ﻟﻜﻔﺮﻫﻢ وﻇﻠﻤﺔ ﺑﻄﻦ اﳊﻮت ﺧﻴﺮ اﻟﺒﺎﻗﲔ ،وﺧﻴﺮ رﺟﺎ ًء ﰲ اﻟﺜﻮاب، ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻨﻲ ﺑﺨﻴﺮ ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ وﺣﻴﺪاً ﻻ ﻋﻘﺐ ﻟﻲ وﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب ﺣﻔﻈﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺣﺶ ﻓﻨﻔﺦ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﰲ ﺟﻴﺐ ﻗﻤﻴﺼﻬﺎ، ﺧﺎﺿﻌﲔ ،ﻣﺘﺬﻟﻠﲔ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة اﷲ ﻓﻮﺻﻠﺖ اﻟﻨﻔﺨﺔ إﻟﻰ رﺣﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ روﺣﻨﺎ، ﻓﻼ ﺟﺤﻮد ﻟﻌﻤﻠﻪ وﻫﻮ :ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻣﻠﺘﻜﻢ ﻣﻠﺔ واﺣﺪة، وﻫﻲ :اﻹﺳﻼم ﻳﻔﺘﺢ اﻟﺴﺪ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻴﻨﻄﻠﻘﻮن رﺳﻠﻬﻢ ،وﺗﻔﺮﻗﻮا وﳑﺘﻨﻊ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ؛ ﻟﻴﺴﺘﺪرﻛﻮا ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ اﻷرض ﻣﺎ ﻓﺮﻃﻮا ﻓﻴﻪ داﺧﻠﻮن ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﻄﺮف ﻳُﺴ ِﺮﻋﻮن ﻻ ﻳُﺨﻴﻔﻬﻢ ﺗﻨﻔ ٌﺲ ﺷﺪﻳ ٌﺪ ﺗﻨﺘﻔﺦ ﻣﻨﻪ وﻗﻮدﻫﺎ ،وﺣﻄﺒﻬﺎ اﻟﻀﻠﻮع ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﺷﺪة ﻋﺬاﺑﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻄﻮى اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮت ﻟﻬﻴﺒﻬﺎ ،واﺣﺘﺮاق اﻟﻬﻮل اﻷﻋﻈﻢ اﻷﺟﺴﺎد ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺘﻠُ ﱢﻮ ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﻣﻬﻨﺌﲔ اﻟﻜﺘﺐ اﳌﻨﺰﻟﺔ أﻧﺎ وأﻧﺖ ﻣﺴﺘﻮون ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﰲ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ اﻟﻠﻮح اﶈﻔﻮظ أﻋﻠﻤﺘﻜﻢ ﻣﺎ أﻣﺮت ﺑﻪ وﺻﻮ ًﻻ إﻟﻰ اﻟﺒﻐﻴﺔ ﻟﺴﺖ أدري اﻓﺼﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،وﺑﲔ ﻟﻌﻞ ﺗﺄﺧﻴﺮ اﻟﻌﺬاب اﻟﺬي اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء اﳊﻖ اﺳﺘﻌﺠﻠﺘﻤﻮه اﺳﺘﺪراج ﻟﻜﻢ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻗﺘﺮاب اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﺼﺮ أﻣﻠﻪ ،وﻃﺎﺑﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ،وﻟﻢ ﻳﺮﻛﻦ إﻟﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﻜﺄن ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إذا ذﻫﺐ، وﻛﻞ آت ﻗﺮﻳﺐ ،واﳌﻮت ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ آت ،وﻣﻮت ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻗﻴﺎم ﺳﺎﻋﺘﻪ ،واﻟﻘﻴﺎﻣﺔ أﻳﻀﺎً ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن، ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ أﻗﻞ ﳑﺎ ﻣﻀﻰ اﻟﺴﻌﺪي وﻫﺬا ﻋﺎم ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ؛ ﻻ ﻳﻮرد ﻣﺒﻄﻞ ﺷﺒﻬﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ وﻻ ﻧﻘﻠﻴﺔ ﰲ إﺣﻘﺎق ﺑﺎﻃﻞ ،أو رد ﺣﻖ ،إﻻ ﰲ أدﻟﺔ اﷲ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻃﻊ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻘﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﻳُﺬﻫﺐ ذﻟﻚ اﻟﻘﻮل اﻟﺒﺎﻃﻞ، وﻳﻘﻤﻌﻪ ،ﻓﺈذا ﻫﻮ ﻣﺘﺒﲔ ﺑﻄﻼﻧﻪ ﻟﻜﻞ أﺣﺪ ١٢٧
اﺑﻦ ﺟﺰي ﻓﺎﻗﺘﻀﻰ اﻟﻜﻼم أﻣﺮﻳﻦ :أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻧﻔﻲ ﻛﺜﺮة اﻵﻟﻬﺔ ،ووﺟﻮب اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ أن ﻳﻜﻮن اﻹﻟﻪ واﺣﺪاً ،واﻷﻣﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ :أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ اﻟﻮاﺣﺪ ﻫﻮ اﷲ دون ﻏﻴﺮه واﳊﻜﻤﺔ ﰲ ذﻛﺮ اﻟﻌﺠﻠﺔ ﻫﻬﻨﺎ :أﻧﻪ ﳌﺎ ذﻛﺮ اﳌﺴﺘﻬﺰﺋﲔ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮل ﷺ وﻗﻊ ﰲ اﻟﻨﻔﻮس ﺳﺮﻋﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎم ﻣﻨﻬﻢ، واﺳﺘﻌﺠﻠﺖ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ، : ﻷﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﳝﻠﻲ ﻟﻠﻈﺎﻟﻢ ،ﺣﺘﻰ إذا أﺧﺬه ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺘﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻗﺪم اﻟﻠﻴﻞ؛ ﻷﻧﻪ زﻣﻦ اﳌﺨﺎوف؛ ﻷن اﻟﻈﻼم ﻳﻌﲔ أﺳﺒﺎب اﻟﻀﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺒﺘﻐﺎﻫﺎ ﻣﻦ إﻧﺴﺎن ،وﺣﻴﻮان ،وﻋﻠﻞ اﻷﺟﺴﺎم ووﺻﻒ اﻟﻘﺮآن ﺑﺎﳌﺒﺎرك ﻳﻌﻢ ﻧﻮاﺣﻲ اﳋﻴﺮ ﻛﻠﻬﺎ؛ ﻷن اﳌﺌــــــــﻮن اﻟﺒﺮﻛﺔ زﻳﺎدة اﳋﻴﺮ ،ﻓﺎﻟﻘﺮآن ﻛﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺑﻼﻏﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر أﻟﻔﺎﻇﻪ ،وﺣﺴﻨﻬﺎ ،وﺳﺮﻋﺔ ﺣﻔﻈﻪ ،وﺳﻬﻮﻟﺔ ﺗﻼوﺗﻪ ،وﻫﻮ أﻳﻀﺎً ﺧﻴﺮ ﳌﺎ اﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﻓﻨﺎن اﻟﻜﻼم واﳊﻜﻤﺔ ،واﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، واﻟﻠﻄﺎﺋﻒ اﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ،وﺑﺬﻟﻚ اﻫﺘﺪت ﺑﻪ أﱈ ﻛﺜﻴﺮة ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷزﻣﺎن ،واﻧﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ آﻣﻨﻮا ﺑﻪ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ وإﳕﺎ أراد ﺑﻬﺬا أن ﻳﺒﺎدروا ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء أﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻓﻴﻌﺘﺮﻓﻮا أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻨﻄﻘﻮن ،وأن ﻫﺬا ﻻ ﻳﺼﺪر ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺼﻨﻢ؛ ﻷﻧﻪ ﺟﻤﺎد اﺑﻦ ﺟﺰي ﻫﻲ اﻟﺸﺎم؛ ﺧﺮج إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق ،وﺑﺮﻛﺘﻬﺎ ﺑﺨﺼﺒﻬﺎ، وﻛﺜﺮة اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﺷﻜﺮ اﻟﻌﺒﺪ ﻟﺮﺑﻪ :ﻫﻮ أن ﻳﺴﺘﻌﲔ ﺑﻨﻌﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻪ ،وﺷﻜﺮ اﻟﺮب ﻟﻌﺒﺪه :ﻫﻮ أن ﻳﺜﻴﺒﻪ اﻟﺜﻮاب اﳉﺰﻳﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ اﻟﻘﻠﻴﻞ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻫﻜﺬا ﻳﺬﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺼﺔ ﻣﺮﱘ واﺑﻨﻬﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﻘﺮوﻧﺔ ﺑﻘﺼﺔ زﻛﺮﻳﺎ واﺑﻨﻪ ﻳﺤﻴﻰ ﻓﻴﺬﻛﺮ أوﻻً ﻗﺼﺔ زﻛﺮﻳﺎ ﺛﻢ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﻣﺮﱘ؛ ﻷن ﺗﻠﻚ ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ ﺑﻬﺬه؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ إﻳﺠﺎد وﻟﺪ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻗﺪ ﻃﻌﻦ ﰲ اﻟﺴﻦ ،وﻣﻦ اﻣﺮأة ﻋﺠﻮز ﻋﺎﻗﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﺪ ﰲ ﺣﺎل ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ، ﺛﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻗﺼﺔ ﻣﺮﱘ وﻫﻲ أﻋﺠﺐ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ إﻳﺠﺎد وﻟﺪ ﻣﻦ أﻧﺜﻰ ﺑﻼ ذﻛﺮ، ﻫﻜﺬا وﻗﻊ ﰲ ﺳﻮرة آل ﻋﻤﺮان ،وﰲ ﺳﻮرة ﻣﺮﱘ ،وﻫﻬﻨﺎ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻣﻌﻨﻰ ﻛﻮﻧﻬﺎ واﺣﺪة :أﻧﻬﺎ ﺗﻮﺣﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻓﻠﻴﺲ دوﻧﻪ إﻟﻪ، اﺑﻦ ﺟﺰي وﻫﺬا ﺣﺎل ﺷﺮاﺋﻊ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،وﺑﺨﻼﻓﻬﺎ أدﻳﺎن اﻟﺸﺮك؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﺘﻌﺪد آﻟﻬﺘﻬﺎ ﺗﺘﺸﻌﺐ إﻟﻰ ﻋﺪة أدﻳﺎن؛ ﻷن ﻟﻜﻞ ﺻﻨﻢ ﻋﺒﺎدة وأﺗﺒﺎﻋﺎً، وإن ﻛﺎن ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ وﺻﻒ اﻟﺸﺮك واﳌﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ وﺟﻪ أن اﷲ رﺣﻢ اﻟﻌﺎﳌﲔ ﺑﺈرﺳﺎل ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻷﻧﻪ ﺟﺎءﻫﻢ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻜﺒﺮى ،واﻟﻨﺠﺎة ﻣﻦ اﻟﺸﻘﺎوة اﻟﻌﻈﻤﻰ ،وﻧﺎﻟﻮا ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ اﳋﻴﺮات اﻟﻜﺜﻴﺮة ﰲ اﻵﺧﺮة واﻷوﻟﻰ، وﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﻌﺪ اﳉﻬﺎﻟﺔ ،وﻫﺪاﻫﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻀﻼﻟﺔ ١٢٨
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﳊﺞ وﺟﻪ ﻷﻧﻬﺎ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﳊﺞ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﻧﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ٢٢ ذﻛﺮ اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ واﻻﺳﺘﺴﻼم ﷲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﻨﺰول ١٠٣ اﻟﺴﻮرة واﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﺟﺪال اﳌﺸﺮﻛﲔ وﻋﺒﺎدة اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ أﻫﻮال ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ واﻟﺒﻌﺚ اﻟﺼﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ واﳌﺴﺠﺪ اﳊﺮام اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺑﻬﻼك اﻷﱈ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﲔ اﻷﱈ واﻻﻋﺘﺒﺎر ﺑﻬﻢ اﻹذن ﺑﺎﻟﻘﺘﺎل واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻦ دﻻﺋﻞ ﻗﺪرة اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ إﺣﻜﺎم اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ أواﻣﺮ اﷲ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﺑﻄﻼن ﺷﺮﻳﻌﺔ وﻣﻨﻬﺎج اﳌﺸﺮﻛﲔ ١٢٩
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺌــــــــﻮن ﺑُﺪﺋﺖ اﻟﺴﻮرة ﲟﻄﻠﻊ ﻋﻨﻴﻒ ﻣﺨﻴﻒ ،ﺗﺮﲡﻒ ﻟﻪ اﻟﻘﻠﻮب ،وﺗﻄﻴﺶ ﻟﻬﻮﻟﻪ اﻟﻌﻘﻮل ،ذﻟﻜﻢ ﻫﻮ اﻟﺰﻟﺰال اﻟﻌﻨﻴﻒ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﺑﲔ ﻳﺪي اﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﺛﻢ ﻋﺮﺿﺖ دﻻﺋﻞ اﻟﺒﻌﺚ وأﻗﺎﻣﺖ اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،ﺛﻢ ذﻛﺮت ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﻷﺑﺮار ﰲ دار اﻟﻨﻌﻴﻢ ،واﻟﻔﺠﺎر ﰲ دار اﳉﺤﻴﻢ ،ﺛﻢ ﺑﻴﻨﺖ ﺣﺮﻣﺔ اﻟﺒﻴﺖ اﳊﺮام وﻓﺮﺿﻴﺔ اﳊﺞ ،وﻣﻨﺎﻓﻌﻪ وﺣﺮﻣﺎﺗﻪ وﺷﻌﺎﺋﺮه وﻣﻨﺎﺳﻜﻪ وذﺑﺎﺋﺤﻪ ،ﺛﻢ ﺗﻄﺮﻗﺖ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ اﻹذن ﺑﻘﺘﺎل اﻟﻜﻔﺎر ،وﺗﻨﺎوﻟﺖ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﺮى اﳌﺪﻣﺮة ﺑﺴﺒﺐ ﻇﻠﻤﻬﺎ وﻃﻐﻴﺎﻧﻬﺎ ،وذﻟﻚ ﻟﺒﻴﺎن ﺳﻨﺔ اﷲ ﰲ اﳌﻜﺬﺑﲔ، وﺗﻄﻤﻴﻨﺎً ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﺑﺎﻟﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ ،وﺿﺮﺑﺖ ﰲ اﳋﺘﺎم ﻣﺜ ًﻼ ﻟﻌﺒﺎدة اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﻸﺻﻨﺎم، وﺑﻴﻨﺖ أن ﻫﺬه اﳌﻌﺒﻮدات أﻋﺠﺰ وأﺣﻘﺮ ﻣﻦ أن ﺗﺨﻠﻖ ذﺑﺎﺑﺔ ،ﻓﻀ ًﻼ ﻋﻦ أن ﺗﺨﻠﻖ إﻧﺴﺎﻧﺎً ﻳﺴﻤﻊ وﻳﺒﺼﺮ، وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﺗﺒﺎع ﻣﻠﺔ ﺳﻴﺪ اﳊﻨﻔﺎء اﳋﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻷﻧﺒﻴﺎء ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ: ، ،وﺑﺪأت ﺳﻮرة اﳊﺞ ﺑﻪ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻟﻘﻤﺖ ﺗﻐﻔﻞ ،وﺗﻨﺸﻐﻞ أﻫﻮال اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،واﺿﻄﺮاب وﻟﻴﺪﻫﺎ ﺛﺪﻳﻬﺎ اﻷرض ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺷﻚ اﺗﺨﺬه وﻟﻴﺎً وﺗﺒﻌﻪ ﻣﺘﻤﺮد ﺗﺎﻣﺔ اﳋﻠﻖ ﻗﻄﻌﺔ ﳊﻢ ﺻﻐﻴﺮة دم أﺣﻤﺮ ﻏﻠﻴﻆ ﺗﻌﻠﱠﻖ ﰲ اﻟﺮﺣﻢ ﻗﺪر ﻣﺎ ﳝﻀﻎ ﻧﺜﺒﺖ وﻧﺒﻘﻲ ﺳﻦ اﻟﻬﺮم ،وﺿﻌﻒ اﻟﻌﻘﻞ وﻗﺖ ﺷﺒﺎﺑﻜﻢ، واﻛﺘﻤﺎل ﻗﻮﺗﻜﻢ ارﺗﻔﻌﺖ ،وزادت ﻻرﺗﻮاﺋﻬﺎ ﲢﺮﻛﺖ ﺑﺎﻟﻨﺒﺎت ﻳﺎﺑﺴ ًﺔ ﻣﻴﺘ ًﺔ ﻻوﻳﺎً ﻋﻨﻘﻪ ﰲ ﺗﻜﺒﺮ ﺣﺴﻦ ﻳﺴ ﱡﺮ اﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻨﺒﺎت ١٣٠
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﺑﺘﻼء ﲟﻜﺮوه وﺷﺪة ﺻﺤﺔ ،وﺳﻌﺔ رزق ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ، اﻟﺼﺎﺣﺐ اﳌﻌﺎﺷﺮ وﺷﻚ ،وﺗﺮدد اﻟﻨﺎﺻﺮ رﺟﻊ ﻋﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺑﺤﺒﻞ إﻟﻰ ﺳﻘﻒ ﺛﻢ ﻟﻴﻘﻄﻊ ذﻟﻚ اﳊﺒﻞ ﺑﻴﺘﻪ؛ ﻟﻴﺨﻨﻖ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻠﻴﺸﺪد رﻗﻴﺐ ﻳﺤﺼﻲ ﻋﺒﺪة اﻟﻨﺎر ﻫﻢ ﻗﻮم ﺑﺎﻗﻮن أﻋﻤﺎل ﺧﻠﻘﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺮﺗﻬﻢ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﰲ دﻳﻦ رﺑﻬﻢ وﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ُﺟ ِﻌﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﺛﻴﺎب اﳌﺎء اﳌﺘﻨﺎﻫﻲ ﰲ ﺣﺮه ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ﻳﻠﺒﺴﻮﻧﻬﺎ ﻓﺮﻳﻘﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔﺎن ،وﻫﻢ أﻫﻞ إﳝﺎن ،وأﻫﻞ ﻛﻔﺮان اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻦ ﺷﺪة ﻏﻤﻬﻢ ،وﻛﺮﺑﻬﻢ ﻣﻄﺎرق ﻳﺬاب ﺑﻪ ﻫﺪاﻫﻢ اﷲ ووﻓﻘﻬﻢ ﻳُﺰ ﱠﻳﻨﻮن وﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ :ذوﻗﻮا ﻣﺴﺘﻮﻳﺎً ﻳﻬ ﱠﻢ اﻃﻟﺮﺬﻳﻖﻦ اﻻﻹﻳﺳﺘﻜﻠﻼمﻤﻮانﶈﻤﻮد إﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻧﺎد وأﻋﻠﻢ راﻓﻌﺎً ﺻﻮﺗﻚ واﻟﻘﺎدم إﻟﻴﻪ اﳌﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﻫ ﱠﻴﺄﻧﺎ ،وﺑ ﱠﻴﻨﺎ ﲟﻴﻞ ﻋﻦ اﳊﻖ ﻇﻠﻤﺎً ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﺒﻌﻴﺮ ﺧﻔﻴﻒ اﻟﻠﺤﻢ ﳝﺸﻮن ﻋﻠﻰ أﻗﺪاﻣﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل ﻻ ﻣﻦ اﻟﻬﺰال ﻟﻴﻜﻤﻠﻮا ﺣﺠﻬﻢ ﺑﺈﺣﻼﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ذي اﳊﺠﺔ، إﺣﺮاﻣﻬﻢ وإزاﻟﺔ وﺳﺦ أﺑﺪاﻧﻬﻢ اﻟﺬي اﺷﺘﺪ ﻓﻘﺮه وﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﺑﻌﺪه ﺷﻌﺎﺋﺮ اﻟﺪﻳﻦ، اﻟﻘﺪﱘ اﻟﺬي أﻋﺘﻘﻪ اﷲ، اﳊﺞ ،واﻟﻌﻤﺮة ،واﻟﻬﺪاﻳﺎ وﻣﻨﺎﺳﻚ اﳊﺞ ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻂ اﳉﺒﺎرﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﺬب واﻻﻓﺘﺮاء اﻟﻘﺬارة اﻟﺘﻲ ﻫﻲ :اﻷوﺛﺎن ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﲔ ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼص ﻣﺎﺋﻠﲔ ﻋﻦ اﻟﺸﺮك ﻋﻠﻰ اﷲ ﺳﻘﻂ ﺗﺮﻣﻲ ﺑﻪ ﻓﺘﺴﻠﺒﻪ وﺗﺬﻫﺐ ﺑﻪ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻬﻠﻚ ﻳﺤ ﱡﻞ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﻬﺎ ﻣﻌﺎﻟﻢ دﻳﻨﻪ ،وﻣﻨﻬﺎ وﻗﺖ ذﺑﺤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻛﻮب ،وﺷﺮب اﻟﻠﱭ ﺷﻌﻴﺮة اﳊﺞ اﳋﺎﺿﻌﲔ اﳌﺘﻮاﺿﻌﲔ ﻧﺴﻜﺎً وﻋﺒﺎد ًة؛ ﺑﺬﺑﺢ اﳊﺮم اﻷﻧﻌﺎم ﺗﻘﺮﺑﺎً ﷲ أﻋﻼم دﻳﻨﻪ ﺧﺎﻓﺖ واﻹﺑﻞ اﻟﻔﻘﻴﺮ اﻟﺬي ﻗﺎﺋﻤﺎت؛ ﻗﺪ ﺻ ﱠﻔﺖ ﺛﻼث ﻟﻢ ﻳﺴﺄل ﺗﻌﻔﻔﺎً ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﻮاﺋﻤﻬﺎ ،وﻗﻴﺪت اﻟﺮاﺑﻌﺔ اﻷرض ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺤﺮ إﺧﻼﺻﻜﻢ ﷲ واﻟﺬي ﻳﺴﺄل ﳊﺎﺟﺘﻪ وﺧﺸﻴﺘﻜﻢ ﻣﻨﻪ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﷲ ُﺷ ِﺮع ﺟﺤﻮد ﻟﻨﻌﻢ اﷲ ﻛﺜﻴﺮ اﳋﻴﺎﻧﺔ ﻷﻣﺎﻧﺔ رﺑﻪ وﻣﻌﺎﺑﺪ اﻟﻴﻬﻮد وﻛﻨﺎﺋﺲ اﻟﻨﺼﺎرى ﻣﻌﺎﺑﺪ رﻫﺒﺎن اﻟﻨﺼﺎرى إﻧﻜﺎري ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻓﺄﻣﻬﻠﺖ وﻟﻢ ﺑﺎﻟﻌﺬاب واﻟﻬﻼك أﻋﺎﺟﻞ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ١٣١
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﺑﺘﻼء ﲟﻜﺮوه وﺷﺪة ﺻﺤﺔ ،وﺳﻌﺔ رزق ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ، اﻟﺼﺎﺣﺐ اﳌﻌﺎﺷﺮ وﺷﻚ ،وﺗﺮدد اﻟﻨﺎﺻﺮ رﺟﻊ ﻋﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺑﺤﺒﻞ إﻟﻰ ﺳﻘﻒ ﺛﻢ ﻟﻴﻘﻄﻊ ذﻟﻚ اﳊﺒﻞ ﺑﻴﺘﻪ؛ ﻟﻴﺨﻨﻖ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻠﻴﺸﺪد رﻗﻴﺐ ﻳﺤﺼﻲ ﻋﺒﺪة اﻟﻨﺎر ﻫﻢ ﻗﻮم ﺑﺎﻗﻮن أﻋﻤﺎل ﺧﻠﻘﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺮﺗﻬﻢ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﰲ دﻳﻦ رﺑﻬﻢ وﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ُﺟ ِﻌﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﺛﻴﺎب اﳌﺎء اﳌﺘﻨﺎﻫﻲ ﰲ ﺣﺮه ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ﻳﻠﺒﺴﻮﻧﻬﺎ ﻓﺮﻳﻘﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔﺎن ،وﻫﻢ أﻫﻞ إﳝﺎن ،وأﻫﻞ ﻛﻔﺮان اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻦ ﺷﺪة ﻏﻤﻬﻢ ،وﻛﺮﺑﻬﻢ ﻣﻄﺎرق ﻳﺬاب ﺑﻪ ﻫﺪاﻫﻢ اﷲ ووﻓﻘﻬﻢ ﻳُﺰ ﱠﻳﻨﻮن وﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ :ذوﻗﻮا ﻣﺴﺘﻮﻳﺎً ﻳﻬ ﱠﻢ اﻃﻟﺮﺬﻳﻖﻦ اﻻﻹﻳﺳﺘﻜﻠﻼمﻤﻮانﶈﻤﻮد إﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻧﺎد وأﻋﻠﻢ راﻓﻌﺎً ﺻﻮﺗﻚ واﻟﻘﺎدم إﻟﻴﻪ اﳌﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﻫ ﱠﻴﺄﻧﺎ ،وﺑ ﱠﻴﻨﺎ ﲟﻴﻞ ﻋﻦ اﳊﻖ ﻇﻠﻤﺎً ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﺒﻌﻴﺮ ﺧﻔﻴﻒ اﻟﻠﺤﻢ ﳝﺸﻮن ﻋﻠﻰ أﻗﺪاﻣﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل ﻻ ﻣﻦ اﻟﻬﺰال ﻟﻴﻜﻤﻠﻮا ﺣﺠﻬﻢ ﺑﺈﺣﻼﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ذي اﳊﺠﺔ، إﺣﺮاﻣﻬﻢ وإزاﻟﺔ وﺳﺦ أﺑﺪاﻧﻬﻢ اﻟﺬي اﺷﺘﺪ ﻓﻘﺮه وﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﺑﻌﺪه ﺷﻌﺎﺋﺮ اﻟﺪﻳﻦ، اﻟﻘﺪﱘ اﻟﺬي أﻋﺘﻘﻪ اﷲ، اﳊﺞ ،واﻟﻌﻤﺮة ،واﻟﻬﺪاﻳﺎ وﻣﻨﺎﺳﻚ اﳊﺞ ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻂ اﳉﺒﺎرﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﺬب واﻻﻓﺘﺮاء اﻟﻘﺬارة اﻟﺘﻲ ﻫﻲ :اﻷوﺛﺎن ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﲔ ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼص ﻣﺎﺋﻠﲔ ﻋﻦ اﻟﺸﺮك ﻋﻠﻰ اﷲ ﺳﻘﻂ ﺗﺮﻣﻲ ﺑﻪ ﻓﺘﺴﻠﺒﻪ وﺗﺬﻫﺐ ﺑﻪ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻬﻠﻚ ﻳﺤ ﱡﻞ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﻬﺎ ﻣﻌﺎﻟﻢ دﻳﻨﻪ ،وﻣﻨﻬﺎ وﻗﺖ ذﺑﺤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻛﻮب ،وﺷﺮب اﻟﻠﱭ ﺷﻌﻴﺮة اﳊﺞ اﳋﺎﺿﻌﲔ اﳌﺘﻮاﺿﻌﲔ ﻧﺴﻜﺎً وﻋﺒﺎد ًة؛ ﺑﺬﺑﺢ اﳊﺮم اﻷﻧﻌﺎم ﺗﻘﺮﺑﺎً ﷲ أﻋﻼم دﻳﻨﻪ ﺧﺎﻓﺖ واﻹﺑﻞ اﻟﻔﻘﻴﺮ اﻟﺬي ﻗﺎﺋﻤﺎت؛ ﻗﺪ ﺻ ﱠﻔﺖ ﺛﻼث ﻟﻢ ﻳﺴﺄل ﺗﻌﻔﻔﺎً ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﻮاﺋﻤﻬﺎ ،وﻗﻴﺪت اﻟﺮاﺑﻌﺔ اﻷرض ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺤﺮ إﺧﻼﺻﻜﻢ ﷲ واﻟﺬي ﻳﺴﺄل ﳊﺎﺟﺘﻪ وﺧﺸﻴﺘﻜﻢ ﻣﻨﻪ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﷲ ُﺷ ِﺮع ﺟﺤﻮد ﻟﻨﻌﻢ اﷲ ﻛﺜﻴﺮ اﳋﻴﺎﻧﺔ ﻷﻣﺎﻧﺔ رﺑﻪ وﻣﻌﺎﺑﺪ اﻟﻴﻬﻮد وﻛﻨﺎﺋﺲ اﻟﻨﺼﺎرى ﻣﻌﺎﺑﺪ رﻫﺒﺎن اﻟﻨﺼﺎرى إﻧﻜﺎري ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻓﺄﻣﻬﻠﺖ وﻟﻢ ﺑﺎﻟﻌﺬاب واﻟﻬﻼك أﻋﺎﺟﻞ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ١٣١
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﺘﻬﺪﻣﺔ ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ وﺑﺌﺮ ﻣﻬﺠﻮرة ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮى ﺣﻴﻄﺎﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻘﻮﻓﻬﺎ ﲟﻮت أﻫﻠﻬﺎ أﻣﻬﻠﺘﻬﺎ ،وﻟﻢ أﻋﺎﺟﻠﻬﺎ ﳑﺎ ﲢﺴﺒﻮن ﻣﻦ ﻣﺮﻓﻮع اﻟﺒﻨﻴﺎن ﻣﺰﺧﺮف ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺳﻨﲔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺪ ﺧﻼ ﻣﻦ ﺳﺎﻛﻨﻴﻪ ﻣﻐﺎﻟﺒﲔ ﻇﺎﻧﲔ اﺟﺘﻬﺪوا ﰲ اﻟﻜﻴﺪ؛ اﳉﻨﺔ أﻧﻬﻢ ﻳﻌﺠﺰوﻧﻨﺎ ﻹﺑﻄﺎل اﻟﻘﺮآن ﻗﺮأ اﻵﻳﺎت اﳌﻨﺰﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻗﺮاءﺗﻪ وﺿﻊ ﰲ ﻗﻠﻮب أوﻟﻴﺎﺋﻪ اﻟﻮﺳﺎوس ،واﻟ ﱡﺸﺒﻪ اﺧﺘﺒﺎراً ﻟﻠﺬﻳﻦ ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﺮض ﻳُﺜ ِﺒﺖ ﻓﻴﺒﻄﻞ ،وﻳﺰﻳﻞ ﺷﻚ اﻟﺬﻳﻓﺘﻦﺨﻻﻀﻳﻊﺘ،ﻜﻠوﻤﺗﻮﺴنﻜﻦ ﻋﺪاوة ﺷﺪﻳﺪة ،وﺧﻼف اﳌﺌــــــــﻮن ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺼﻮاب ﻣﺨ ٍﺰ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻪ ،وﻻ ﻳﻮم ﺑﻌﺪه ،وﻫﻮ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﺠﺄ ًة ﻳُﺪ ِﺧﻞ اُﻋﺘﺪي ﻋﻠﻴﻪ اﳉﻨﺔ ﺷﺮﻳﻌ ًﺔ ،وﻋﺒﺎد ًة وﻳﺤﻔﻆ اﻟﺴﻤﺎء واﻟﺴﻔﻦ ﺣﺠ ًﺔ ،وﺑﺮﻫﺎﻧﺎً اﻟﻠﻮح اﶈﻔﻮظ ﻫﻢ ﻋﺎﻣﻠﻮن ﺑﻪ اﳌﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﺮﺟﻌﻮن إﻟﻴﻪ ﻳﺒﻄﺸﻮن اﻟﻜﺮاﻫﺔ ﻇﺎﻫﺮة ﻋﻠﻰ وﺟﻮﻫﻬﻢ ﻣﺎ ﻋ ﱠﻈﻤﻮا واﻟﺬﺑﺎب اﳌﻌﺒﻮد ﻣﻦ دون اﷲ ﺿﻴﻖ ،وﺷﺪة اﺻﻄﻔﺎﻛﻢ اﻟﺬي أﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء وﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن اﷲ ﺳ ﱠﻤﺎﻛﻢ اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻳﺨﺘﺎر ﰲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻫﺬه اﳌﻠﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻣﺎﻟﻜﻜﻢ ،وﻧﺎﺻﺮﻛﻢ، ﻣﻠﺔ أﺑﻴﻜﻢ وﻣﺘﻮﻟﻲ أﻣﻮرﻛﻢ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ ﺟﺰي إﳕﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻣﺮﺿﻊ؛ ﻷن اﳌﺮﺿﻌﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﰲ ﺣﺎل اﻹرﺿﺎع ﻣﻠﻘﻤﺔ ﺛﺪﻳﻬﺎ ﻟﻠﺼﺒﻲ؛ واﳌﺮﺿﻊ اﻟﺘﻲ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺮﺿﻊ وإن ﻟﻢ ﺗﺒﺎﺷﺮ اﻹرﺿﺎع ﰲ ﺣﺎل وﺻﻔﻬﺎ ﺑﻪ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻴﻜﻮن ذﻟﻚ أﻋﻈﻢ ﰲ اﻟﺬﻫﻮل؛ إذ ﺗﻨﺰع ﺛﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻢ اﻟﺼﺒﻲ ﺣﻴﻨﺌﺬ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻨﺪه ﻋﻠﻢ ﺿﺮوري ،وﻻ ﻋﻠﻢ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻌﻘﻠﻲ ،وﻻ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ وﺣﻲ ،ﻓﻬﻮ ﺟﺎﻫﻞ ﻣﺤﺾ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﳉﻬﺎت ١٣٢
اﺑﻦ رﺟﺐ ﻳﺎ ﻫﺬا! اﻋﺒﺪ اﷲ ﳌﺎ أراده ﻣﻨﻚ ﻻ ﳌﺮادك ﻣﻨﻪ؛ ﻓﻤﻦ ﻋﺒﺪه ﳌﺮاد ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻪ؛ ﻓﻬﻮ ﳑﻦ ﻳﻌﺒﺪ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺣﺮف ،وﻣﺘﻰ ﻗﻮﻳﺖ اﳌﻌﺮﻓﺔ واﶈﺒﺔ ،ﻟﻢ ﻳﺮد ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ إﻻ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪه ﻣﻮﻻه اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻷن ﺷﺄن اﳌﻮﻟﻰ ﺟﻠﺐ اﻟﻨﻔﻊ ﳌﻮﻻه ،وﺷﺄن اﻟﻌﺸﻴﺮ ﺟﻠﺐ اﳋﻴﺮ ﻟﻌﺸﻴﺮه ،ﻓﺈذا ﺗﺨﻠﻒ ذﻟﻚ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻧﺎدراً ﻛﺎن ﻣﺬﻣﺔ وﻏﻀﺎﺿﺔ ،ﻓﺄﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﻣﻄﺮداً ﻓﺬاك ﺷﺮ اﳌﻮاﻟﻲ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﺎد إﻻ وﻫﻮ ﻣﻄﻴﻊ ﷲ ،ﺧﺎﺷﻊ ﷲ ،ﻣﺴﺒﺢ ﻟﻪ، اﻟﺒﻐﻮي ﻛﻤﺎ أﺧﺒﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض اﳌﺌــــــــﻮن ﻓﺈﻧﻬﻢ ﳌﺎ ﻫﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﺠﻮد ﻟﻪ ،واﺳﺘﺨﻔﻮا ﺑﻪ وﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮه؛ أﻫﺎﻧﻬﻢ اﷲ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺮم ﺑﻌﺪ أن أﻫﺎﻧﻬﻢ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﷲ ،وﻣﻦ ذا ﻳﻜﺮم ﻣﻦ أﻫﺎﻧﻪ اﷲ؟ أو ﻳﻬﻦ ﻣﻦ أﻛﺮﻣﻪ اﷲ؟ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻗﺎل ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ :ﺛﻴﺎب ﻣﻦ ﻧﺤﺎس ﻣﺬاب ،وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻵﻧﻴﺔ ﺷﻲء إذا ﺣﻤﻲ أﺷﺪ ﺣﺮاً ﻣﻨﻪ ،وﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺜﻴﺎب؛ ﻷﻧﻬﺎ ﲢﻴﻂ ﺑﻬﻢ ﻛﺈﺣﺎﻃﺔ اﻟﺜﻴﺎب اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻋﻠﻘﺖ اﻟﻘﻠﻮب ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻜﻌﺒﺔ اﻟﺒﻴﺖ اﳊﺮام؛ ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻄﺎب اﶈ ﱡﺒﻮن ﰲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ َﻫ ْﺠ َﺮ اﻷوﻃﺎن واﻷﺣﺒﺎب، وﻟ ﱠﺬ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻔ ُﺮ اﻟﺬي ﻫﻮ ِﻗﻄﻌ ٌﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ،ﻓﺮﻛﺒﻮا اﻷﺧﻄﺎر ،وﺟﺎﺑﻮا اﳌﻔﺎوز واﻟ ِﻘﻔﺎر ،واﺣﺘﻤﻠﻮا ﰲ اﻟﻮﺻﻮل ﻏﺎﻳﺔ اﳌﺸﺎق وﻟﻮ أﻣﻜﻨﻬﻢ ﻟﺴ َﻌﻮا إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳉﻔﻮن واﻷﺣﺪاق: ﻧَ َﻌ ْﻢ أَ ْﺳ َﻌﻰ ِإﻟْﻴَ ِﻚ َﻋﻠَﻰ ُﺟ ُﻔﻮ ِﻧﻲ َو ِإ ْن ﺑَ ُﻌ َﺪ ْت ِﳌَ ْﺴ َﺮا ِك اﻟ ﱠﻄ ِﺮﻳﻖ و ِﺳ ﱡﺮ ﻫﺬه اﶈﺒﺔ ﻫﻮ إﺿﺎﻓﺔ اﻟﺮب ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻪ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﻣﺸﺮوﻋﻴﺘﻪ ﺗﻠﻘﻲ ﻋﻘﻴﺪة ﺗﻮﺣﻴﺪ اﷲ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﳌﺸﺎﻫﺪة ﻟﻠﻬﻴﻜﻞ اﻟﺬي أﻗﻴﻢ ﻟﺬﻟﻚ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺳﺦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﰲ اﻟﻨﻔﻮس؛ ﻷن ﻟﻠﻨﻔﻮس ﻣﻴ ًﻼ إﻟﻰ اﶈﺴﻮﺳﺎت؛ ﻟﻴﺘﻘﻮى اﻹدراك اﻟﻌﻘﻠﻲ ﲟﺸﺎﻫﺪة اﶈﺴﻮس اﻟﺴﻌﺪي اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻮ واﻟﺸﺮك ﺳﻘﻮط: اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ اﳌﺸﺮك إذا ﺗﺮك اﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺎﻹﳝﺎن ،ﺗﺨ ﱠﻄﻔﺘﻪ اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ،وﻣﺰﻗﻮه وأذﻫﺒﻮا ﻋﻠﻴﻪ دﻳﻨﻪ ودﻧﻴﺎه ﻓﺎﳌﻘﺼﻮد ﺗﻘﻮى اﻟﻘﻠﻮب ﷲ؛ وﻫﻮ :ﻋﺒﺎدﺗﻬﺎ ﻟﻪ وﺣﺪه دون ﻣﺎ ﺳﻮاه ﺑﻐﺎﻳﺔ اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ﻟﻪ ،واﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺎﻳﺔ اﶈﺒﺔ، وﻏﺎﻳﺔ اﻟﺬل واﻹﺧﻼص ،وﻫﺬه ﻣﻠﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﳋﻠﻴﻞ، وﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﳑﺎ ﻳﺒﲔ أن ﻋﺒﺎدة اﻟﻘﻠﻮب ﻫﻲ اﻷﺻﻞ ١٣٣
اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻀﻞ اﻷﻋﻤﺎل وﺛﻮاﺑﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﳌﺠﺮد ﺻﻮرﻫﺎ اﻟﻈﺎﻫﺮة، ﺑﻞ ﳊﻘﺎﺋﻘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﰲ اﻟﻘﻠﻮب ،واﻟ ﱠﻨﺎس ﻳﺘﻔﺎﺿﻠﻮن ﰲ ذﻟﻚ ﺗﻔﺎﺿ ًﻼ ﻋﻈﻴﻤﺎً اﺑﻦ ﺟﺰي اﻵﻳﺔ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻟﻺذن ﰲ اﻟﻘﺘﺎل ،وإﻇﻬﺎر ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻪ؛ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮل :ﻟﻮﻻ اﻟﻘﺘﺎل واﳉﻬﺎد ﻻﺳﺘﻮﻟﻰ اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻤﲔ وذﻫﺐ اﻟﺪﻳﻦ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ اﳊﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ أﺳﺒﺎب ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺪول، ﻛﻤﺎ ﺟﺮى ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﻣﺮة ﺑﻌﺪ ﻣﺮة ﰲ زﻣﺎﻧﻨﺎ وﻏﻴﺮ زﻣﺎﻧﻨﺎ ،وﻣﻦ أراد اﷲ ﺳﻌﺎدﺗﻪ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﲟﺎ أﺻﺎب ﻏﻴﺮه ،ﻓﻴﺴﻠﻚ ﻣﺴﻠﻚ ﻣﻦ اﳌﺌــــــــﻮن أﻳﺪه اﷲ وﻧﺼﺮه ،وﻳﺠﺘﻨﺐ ﻣﺴﻠﻚ ﻣﻦ ﺧﺬﻟﻪ اﷲ وأﻫﺎﻧﻪ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻤﻦ ﻗﺎم ﺑﻬﺬه اﻷﻣﻮر ﻧﺼﺮه اﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺪوه اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺟﻌﻞ اﷲ اﻟﻘﻠﻮب ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم :ﻗﺎﺳﻴﺔ ،وذات ﻣﺮض ،وﻣﺆﻣﻨﺔ ﻣﺨﺒﺘﻪ اﺑﻦ ﺟﺰي ﻳﻌﻨﻲ ﻳﻮم ﺑﺪر ،ووﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﻢ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪه ،وﻻ ﻳﻮم؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻘﺘﻠﻮن ﻓﻴﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻓﺈن اﻟﻨﺼﺮ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺗﻐﻠﻴﺐ أﺣﺪ اﻟﻀﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺿﺪه ،وإﻗﺤﺎم اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ اﳉﻴﺶ ﰲ اﳉﻴﺶ اﻵﺧﺮ ﰲ اﳌﻠﺤﻤﺔ ،ﻓﻀﺮب ﻟﻪ ﻣﺜ ًﻼ ﺑﺘﻐﻠﻴﺐ ﻣﺪة اﻟﻨﻬﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﺪة اﻟﻠﻴﻞ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻨﺔ ،وﺗﻐﻠﻴﺐ ﻣﺪة اﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺪة اﻟﻨﻬﺎر ﰲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ أدب ﺣﺴﻦ ﻋﻠﻤﻪ اﷲ ﻋﺒﺎده ﰲ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺟﺎدل ﺗﻌﻨﺘﺎً وﻣﺮا ًء :أﻻ ﻳﺠﺎب ،وﻻ ﻳﻨﺎﻇﺮ ،وﻳﺪﻓﻊ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﻮل اﻟﺬي ﻋﻠﻤﻪ اﷲ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﷺ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻓﻌﻨﺪ اﺳﺘﻴﻔﺎء ﻣﺎ ﺳﻴﻖ إﻟﻰ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ اﳊﺠﺞ واﻟﻘﻮارع اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ واﻟﻨﺪاء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎوئ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ُﺧﺘﻤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎب اﳌﺆﻣﻨﲔ ﲟﺎ ﻳُﺼﻠﺢ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ،وﻳﻨﻮه ﺑﺸﺄﻧﻬﻢ ،وﰲ ﻫﺬا اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ إﳝﺎء إﻟﻰ أن اﻻﺷﺘﻐﺎل ﺑﺈﺻﻼح اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻣﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﻻﺷﺘﻐﺎل ﺑﺈﺻﻼح اﻷﻋﻤﺎل أﺧﺒﺮ أﻧﻪ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﺮج ﻧﻔﻴﺎً ﻋﺎﻣﺎً ﻣﺆﻛﺪاً ،ﻓﻤﻦ اﻋﺘﻘﺪ أن ﻓﻴﻤﺎ أﻣﺮ اﷲ ﺑﻪ ﻣﺜﻘﺎل ذرة ﻣﻦ ﺣﺮج ﻓﻘﺪ ﻛﺬب اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﷺ ،ﻓﻜﻴﻒ ﲟﻦ اﻋﺘﻘﺪ أن اﳌﺄﻣﻮر ﺑﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓﺴﺎداً وﺿﺮراً ﻻ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻓﻴﻪ ،وﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻨﺎ ١٣٤
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٢٣ اﳌﺌــــــــﻮن ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﻨﺰول ٧٤ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﳌﺆﻣﻨﻮن وﺟﻪ ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻔﺎﰌ اﳌﺆﻣﻨﲔ واﺷﺘﻤﺎﻟﻬﺎ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ أوﺻﺎﻓﻬﻢ وﺟﺰاﺋﻬﻢ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة ﻗﺪ أﻓﻠﺢ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ذﻛﺮ اﻹﳝﺎن وﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ وﺛﻤﺎره وﻋﻮاﻗﺐ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ وذم اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ،وﻟﺬﻟﻚ اﻓﺘﺘﺤﺖ ﺑﻔﻼح اﳌﺆﻣﻨﲔ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺨﺴﺎرة اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ اﳌﻮﺿﻮع ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﻵﻳﺎت أدﻟﺔ وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﺗﻔﺮق اﻷﱈ ﺑﻌﺪ رﺳﻠﻬﻢ ﺻﻔﺎت اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﻹﳝﺎن ﺑﺎﻟﺮﺳﻞ وﻣﻮﻗﻒ أﻗﻮاﻣﻬﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ أدﻟﺔ إﺛﺒﺎت وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ وﻗﺪرﺗﻪ ١٣٥
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺌــــــــﻮن ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺳﻮرة اﳌﺆﻣﻨﻮن ﺣﻮل ﲢﻘﻴﻖ وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وإﺑﻄﺎل اﻟﺸﺮك وﻧﻘﺾ ﻗﻮاﻋﺪه ،واﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﺑﺎﻹﳝﺎن وﺷﺮاﺋﻌﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺟﺎءت ﺑﺎﻟﺒﺸﺎرة ﻷﻫﻞ اﻹﳝﺎن ﺑﺎﻟﻔﻼح ﺗﺨﻠﻴﺪاً ﻟﻬﻢ ،وإرﺷﺎداً إﻟﻰ ﻣﺂﺛﺮﻫﻢ وﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ اﻟﻜﺮﳝﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺤﻘﻮا ﺑﻬﺎ ﻣﻴﺮاث اﻟﻔﺮدوس اﻷﻋﻠﻰ ﰲ ﺟﻨﺎت اﻟﻨﻌﻴﻢ ،ﻛﻤﺎ أﺷﺎرت إﻟﻰ دﻻﺋﻞ ﻗﺪرة اﷲ ،وﻋﺮﺿﺖ ﻗﺼﺼﺎً ﻟﺒﻌﺾ اﻷﻧﺒﻴﺎء؛ ﺗﺴﻠﻴ ًﺔ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﷺ ،وأﻗﺎﻣﺖ اﻟﺒﺮاﻫﲔ واﳊﺠﺞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺚ اﻟﻨﺎس ﺑﻌﺪ اﳌﻮت، ﻓﻘﺼﻤﺖ ﺑﺒﻴﺎﻧﻬﺎ اﻟﺴﺎﻃﻊ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﺎﻃﻞ ،وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻷﻫﻮال واﻟﺸﺪاﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﺎﻫﺎ اﻟﻜﻔﺎر وﻗﺖ اﻻﺣﺘﻀﺎر ،وﻫﻢ ﰲ ﺳﻜﺮات اﳌﻮت ،ﻓﻘﺪ اﻧﺘﻬﻰ اﻷﺟﻞ ،وﺿﺎع اﻷﻣﻞ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﻓﺮﻳﻘﲔ :ﺳﻌﺪاء ،وأﺷﻘﻴﺎء ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، : ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﳊﺞ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺮﻛﻮع وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻀﺪه: واﻟﺴﺠﻮد واﻟﻔﻼح ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ، وﺑﺪأت ﺳﻮرة اﳌﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻔﻼح واﻟﺼﻼة ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻹﻣﺎء ﻣﺎ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﺎز اﻷﻗﻮال واﻷﻓﻌﺎل ﺣﺎﻓﻈﻮن اﳌﺠﺎوزون ﺣﺪود اﷲ ﻃﻠﺐ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﻨﻲ اﻟﺮﺟﺎل ﻳﺨﺮج ﻣﺎ أﺣﻠﻪ اﷲ ﻣﻦ أﺻﻼﺑﻬﻢ ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷرض أﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎزل اﳉﻨﺔ، ﻗﻄﻌﺔ ﳊﻢ ﻗﺪر دﻣﺎً أﺣﻤﺮ ﻣﻠﺘﺼﻘﺎً ﺑﺎﻟﺮﺣﻢ وأوﺳﻄﻬﺎ ،وﻫﻮ أﻓﻀﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﳝﻀﻎ اﻟﺮﺣﻢ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻄﻔﺔ ١٣٦
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺷﺠﺮة اﻟﺰﻳﺘﻮن ﲟﻘﺪار ﺣﺎﺟﺔ اﳋﻠﻖ ﺳﻤﺎوات ﺑﻌﻀﻬﺎ إدام ﻳُﻐﻤﺲ ﻓﻴﻪ اﳋﺒﺰ ﻓﻮق ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻔﻦ أن ﻳﺘﺮ ﱠأس ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ ﻣ ﱞﺲ ﻣﻦ اﳉﻨﻮن وﻧﺒﻊ اﳌﺎء ﻣﻦ أﺷﺮاف اﻟﻘﻮم اﻟﺘﻨﻮر اﳌﻌﺮوف ﺑﻌﺬاﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﻮﻓﺎن ﺑﺤﻔﻈﻨﺎ وﻣﺮأى ﻣ ﱠﻨﺎ ﳌﺨﺘﺒﺮﻳﻦ اﺳﺘﺤﻖ اﻟﻌﺬاب ﻓﺄدﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪاً ﺣﻘﺎً أﺷﺮاف ﻗﻮم ﻫﻮد ،ووﺟﻬﺎؤﻫﻢ ﺟﻴ ًﻼ اﳌﺌــــــــﻮن ﻛﻐﺜﺎء اﻟﺴﻴﻞ اﻟﺬي ﺻﻮت ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻬﻠﻚ ﺑﻌﺪ زﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻳﻄﻔﻮ ﻋﻠﻰ اﳌﺎء أﳑﺎً وأﺟﻴﺎ ًﻻ ﻓﻬﻼﻛﺎً وإﺑﻌﺎداً ﻣﺎ ﺗﺘﻘﺪم ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻳﺘﺒﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً أﺧﺒﺎراً ﳌﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﺘﻜﺒﺮﻳﻦ ﻣﺘﻄﺎوﻟﲔ ﻣﻮﻋﺪ ﻫﻼﻛﻬﺎ اﶈﺪد ﻣﺘﺬﻟﻠﻮن ﻣﻄﻴﻌﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس اﻟﻌﺼﺎ واﻟﻴﺪ واﳉﺪب وﻧﻘﺺ اﻟﺜﻤﺮات ﻣﻜﺎن ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ اﻷرض وﺑﻘﻴﺔ ﻣﺎ ذﻛﺮ ﰲ ﺳﻮرة اﻷﻋﺮاف ﻣﺴﺘ ٍﻮ ﻟﻼﺳﺘﻘﺮار ﻋﻠﻴﻪ وﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻬﻤﺎ دﻳﻨﻜﻢ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻣﺄوى وﻣﺴﻜﻨﺎً دﻳﻨﺎً واﺣﺪاً ﻫﻮ :اﻹﺳﻼم وﻣﺎ ٍء ﺟﺎ ٍر ﻇﺎﻫ ٍﺮ ﻟﻠﻌﻴﻮن ﺿﻼﻟﺘﻬﻢ ،وﺟﻬﻠﻬﻢ ﺷﻴﻌﺎً ،وأﺣﺰاﺑﺎً ﻓﺘﻔ ﱠﺮق اﻷﺗﺒﺎع ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ﻧﻌﻄﻴﻬﻢ اﺳﺘﺪراﺟﺎً أﻳﻈﻨﻮن إﻟﻰ وﻗﺖ ﻧﺰول ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻘﺒﻮل اﻟﻌﺬاب ﺑﻬﻢ ﺗﻨﻔﺮون ﻣﻦ ﺳﻤﺎع اﻵﻳﺎت ﻳﻌﻄﻮن ﻣﺎ أﻋﻄﻮا ﻛﺎﻟﺬي ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻮراء ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻗﺎت وﺟﻠﻮن ﺣﺬرون ﻳﺮﻓﻌﻮن أﺻﻮاﺗﻬﻢ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ ﻋ ﱡﺰﻫﻢ ﻣﺘﻀﺮﻋﲔ ﻏﻔﻠﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن وﺷﺮﻓﻬﻢ ،وﻫﻮ اﻟﻘﺮآن ﳌﺎﺋﻠﻮن وﻣﻨﺤﺮﻓﻮن ﻋﻨﻪ ﺗﺘﺴﺎﻣﺮون ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺣﻮل ﺗﻘﻮﻟﻮن :ﻧﺤﻦ أﻫﻞ اﳊﺮم ﺑﺎﻟﺴﻴﺊ ﻣﻦ اﻟﻘﻮل اﳊﺮم ﻻ ﻧﻐﻠﺐ ﻓﻴﻪ ﺧﻀﻌﻮا ﻓﺜﻮاﺑﻪ ،وﻋﻄﺎؤه أﺟﺮاً ﻣﻦ اﳌﺎل ﻳﺤﻤﻲ وﻳﻐﻴﺚ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻳﺘﺤﻴﺮون وﻳﺘﺨﺒﻄﻮن ﻟﺘﻤﺎدوا وﻟﻐﻠﺐ ﺧﻠﻘﻜﻢ ،وﺑﺜﻜﻢ آﻳﺴﻮن ﻣﻦ ﻛﻞ اﳊﺎﺟﺰ ﺑﲔ اﳌﻮت واﻟﺒﻌﺚ ﺧﻴﺮ ﻣﺘﺤﻴﺮون ﻋﺎﺑﺴﻮن ﺗﻘﻠﱠﺼﺖ ﺷﻔﺎﻫﻬﻢ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺬﻫﺐ ﻋﻘﻮﻟﻜﻢ! وﺑﺮزت أﺳﻨﺎﻧﻬﻢ وﺗﺨﺪﻋﻮن ﻋﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪه؟ ﻻ ﻳُﻐﺎث أﺣﺪ وﻳُﺤﻤﻰ ﻣﻨﻪ ﻓﺎﺷﺘﻐﻠﺘﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻬﺰاء ﺑﻬﻢ وﺳﺎوﺳﻬﻢ ،وﻧﺰﻏﺎﺗﻬﻢ ﻋﻦ وﺻﻔﻬﻢ إﻳﺎه ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻚ ،واﻟﻮﻟﺪ ُﲢ ِﺮق ﻛﺜﺮت ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ اﻣﻜﺜﻮا أذﻻء اﳌﻠ ﱠﺬات واﻟﺸﻬﻮات ا ُﳊ ﱠﺴﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌ ﱡﺪون اﻷﻳﺎم ١٣٧
ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﺰﻣﺨﺸﺮي ،وآﺧﺮﻫﺎ: ﺳﻮرة اﳌﺆﻣﻨﻮن أوﻟﻬﺎ: ،ﻓﺸﺘﺎن ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﻔﺎﲢﺔ واﳋﺎﲤﺔ! اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﰲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﳝﺔ أن ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﳌﺆﻣﻨﲔ اﳌﻔﻠﺤﲔ اﳌﺌــــــــﻮن اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ إﻋﺮاﺿﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻠﻐﻮ ،وأﺻﻞ اﻟﻠﻐﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﻗﻮال واﻷﻓﻌﺎل ،ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻠﻌﺐ واﻟﻠﻬﻮ واﻟﻬﺰل ،وﻣﺎ ﺗﻮﺟﺐ اﳌﺮوءة ﺗﺮﻛﻪ واﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﻌﻬﺪ ﻳﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ أﻣﺮ دﻳﻨﻪ ودﻧﻴﺎه ،ﻗﻮﻻً وﻓﻌ ًﻼ ،وﻫﺬا ﻳﻌﻢ ﻣﻌﺎﺷﺮة اﻟﻨﺎس واﳌﻮاﻋﻴﺪ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ،وﻏﺎﻳﺔ ذﻟﻚ ﺣﻔﻈﻪ واﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﺧﻠﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ اﳊﻨﺎﺟﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﺷﻜﺎل :ﰲ اﻟﻀﻴﻖ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر واﻟﺴﻌﺔ واﳋﺸﻮﻧﺔ واﳌﻼﺳﺔ واﻟﺼﻼﺑﺔ واﻟﻠﲔ واﻟﻄﻮل واﻟﻘﺼﺮ؛ ﻓﺎﺧﺘﻠﻔﺖ ﺑﺬﻟﻚ اﻷﺻﻮات أﻋﻈﻢ اﺧﺘﻼف ،وﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺸﺘﺒﻪ ﺻﻮﺗﺎن إﻻ ﻧﺎدراً ﺳﺎدة اﻟﻘﻮم ﻇﻨﻮا أﻧﻪ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮة إﻻ ﺣﺒﺎً ﰲ أن ﻳﺴﻮد ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ؛ ﻓﺨﺸﻮا أن ﺗﺰول ﺳﻴﺎدﺗﻬﻢ ،وﻫﻢ ﺑﺠﻬﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﺪﺑﺮون أﺣﻮال اﻟﻨﻔﻮس ،وﻻ ﻳﻨﻈﺮون ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨﺎس، وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻘﻴﺴﻮن ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺎس أﻧﻔﺴﻬﻢ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﻓﺎﻵﻳﺔ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ اﷲ ﻟﻌﺒﺎده إذا رﻛﺒﻮا وإذا ﻧﺰﻟﻮا أن ﻳﻘﻮﻟﻮا ﻫﺬا ،ﺑﻞ وإذا دﺧﻠﻮا ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ وﺳﻠﻤﻮا اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺟﻌﻠﻮا دﻳﻨﻬﻢ أدﻳﺎﻧﺎً ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻣﺮوا ﺑﺎﻻﺟﺘﻤﺎع ،ﺛﻢ ذﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﻛ ًﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﺠﺐ ﺑﺮأﻳﻪ وﺿﻼﻟﺘﻪ ،وﻫﺬا ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻀﻼل اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ إن اﷲ إذا أراد ﺑﻌﺒﺪ ﺧﻴﺮاً ،ﺳﻠﺐ رؤﻳﺔ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﳊﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ،واﻹﺧﺒﺎر ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻧﻪ ،وﺷﻐﻠﻪ ﺑﺮؤﻳﺔ ذﻧﺒﻪ ،ﻓﻼ ﻳﺰال ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺧﻞ اﳉﻨﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وإﳕﺎ أﺳﻨﺪت ﻛﺮاﻫﻴﺔ اﳊﻖ إﻟﻰ أﻛﺜﺮﻫﻢ دون ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ؛ إﻧﺼﺎﻓﺎً ﳌﻦ ﻛﺎن ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻷﺣﻼم اﻟﺮاﺟﺤﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻤﻮا ﺑﻄﻼن اﻟﺸﺮك ،وﻛﺎﻧﻮا ﻳﺠﻨﺤﻮن إﻟﻰ اﳊﻖ ،وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺸﺎﻳﻌﻮن ﻃﻐﺎة ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻣﺼﺎﻧﻌﺔ ﻟﻬﻢ ،واﺳﺘﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺔ أﻧﻔﺴﻬﻢ ١٣٨
اﻟﺒﺸﻴﺮ أﻫﻮاء اﻟﻨﻔﻮس إذا ﻏﻠﺒﺖ ﻏ ﱠﻄﺖ اﳊﻘﺎﺋﻖ ،وأﺣﺎﻟﺖ اﻹﺑﺮاﻫﻴﻤﻲ اﻟﻨﻮر ﻇﻼﻣﺎً ،واﻟﻴﻘﲔ وﻫﻤﺎً ،واﳊﻖ ﺑﺎﻃ ًﻼ اﺑﻦ ﺟﺰي وذﻛﺮ اﻟﺴﻤﻊ ،واﻟﺒﺼﺮ ،واﻷﻓﺌﺪة -وﻫﻲ اﻟﻘﻠﻮب -ﻟﻌﻈﻢ اﳌﻨﺎﻓﻊ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻴﺠﺐ ﺷﻜﺮ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ،وﻣﻦ ﺷﻜﺮه ﺗﻮﺣﻴﺪه، واﺗﺒﺎع رﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،ﻓﻔﻲ ذﻛﺮﻫﺎ ﺗﻌﺪﻳﺪ ﻧﻌﻤﺔ ،وإﻗﺎﻣﺔ ﺣﺠﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر واﻟﺘﺨﻠﻖ ﺑﻬﺬه اﻵﻳﺔ ﻫﻮ أن اﳌﺆﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ أن ﻳﻔﻮض أﻣﺮ اﳌﻌﺘﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ إﻟﻰ اﷲ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻮﻟﻰ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﳌﻦ اﳌﺌــــــــﻮن ﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ ،وأﻧﻪ إن ﻗﺎﺑﻞ اﻟﺴﻴﺌﺔ ﺑﺎﳊﺴﻨﺔ ﻛﺎن اﻧﺘﺼﺎر اﷲ أﺷﻔﻰ ﻟﺼﺪره وأرﺳﺦ ﰲ ﻧﺼﺮه ،وﻣﺎذا ﺗﺒﻠﻎ ﻗﺪرة اﳌﺨﻠﻮق ﲡﺎه ﻗﺪرة اﳋﺎﻟﻖ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻫﺰم اﻷﺣﺰاب ﺑﻼ ﺟﻴﻮش وﻻ ﻓﻴﺎﻟﻖ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ أﻣﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﷺ واﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮذ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﰲ ﻫﻤﺰاﺗﻪ؛ وﻫﻲ ﺳﻮرات اﻟﻐﻀﺐ اﻟﺘﻲ ﻻ ﳝﻠﻚ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ،واﻻﺳﺘﻬﺰاء ﺑﺎﻟﻀﻌﻔﺎء واﳌﺴﺎﻛﲔ ،واﻻﺣﺘﻘﺎر ﻟﻬﻢ ،واﻹزراء ﻋﻠﻴﻬﻢ ،واﻻﺷﺘﻐﺎل ﺑﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ،وأن ذﻟﻚ ﻣﺒﻌﺪ ﻣﻦ اﷲ اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ واﻟﻐﺮض ﻣﻦ ﻫﺬا ﺗﻮﻗﻴﻔﻬﻢ ﻋﻠﻰ أن أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻗﺼﻴﺮة ،أداﻫﻢ اﻟﻜﻔﺮ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﺬاب ﻃﻮﻳﻞ ١٣٩
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر ﻟﻜﺜﺮة ذﻛﺮ اﻟﻨﻮر ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﻧﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ٢٤ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻌﻔﺎف واﻟﺴﺘﺮ وﺻﻔﺎء اﳌﺠﺘﻤﻊ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﻨﺰول ١٠٢ اﻟﺴﻮرة اﳌﺴﻠﻢ وﲢﺼﻴﻨﻪ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ وﻛﻴﺪ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﰲ ﻧﺸﺮه ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﺣﺪ اﻟﻘﺬف ١٤٠ اﻟﺰﻧﺎ واﻷﺣﻜﺎم اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﺣﺎدﺛﺔ اﻹﻓﻚ ﻏﺾ اﻟﺒﺼﺮ اﻟﻠﻌﺎن ﻧﻮر اﻹﳝﺎن وﻇﻼم اﻟﻜﻔﺮ آداب اﻻﺳﺘﺌﺬان اﳌﻨﺎﻓﻘﻮن ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻔﻌﻮا ﺑﺂﻳﺎت اﷲ اﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﰲ اﻟﺰواج آداب اﻻﺳﺘﺌﺬان داﺧﻞ اﻟﺒﻴﻮت ﻣﻦ آﺛﺎر ﻗﺪرة اﷲ وﻋﻈﻤﺘﻪ أدب اﳌﺆﻣﻦ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ﷺ ﺟﺰاء اﻟﻄﺎﻋﺔ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة إﺑﺎﺣﺔ اﻷﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻮت اﻷﻗﺮﺑﺎء
اﳌﺌــــــــﻮن أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﻫﺘﻤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﳋﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳُﺮ ﱠﺑﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺴﻠﻤﻮن ،أﻓﺮاداً وﺟﻤﺎﻋﺎت ،وﻗﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﻋﻠﻰ أﺣﻜﺎم ﻫﺎﻣﺔ وﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺳﺮة اﻟﺘﻲ ﻫﻲ اﻟﻨﻮاة اﻷوﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎء اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﻛﺒﺮ ،وﻗﺪ ﻋﺎﳉﺖ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ أﺧﻄﺮ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ )ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻷﺳﺮة( وﻣﺎ ﻳﺤﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ، وﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮض ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﺒﺎت وﻣﺸﺎﻛﻞ ،ﺗﺆدي ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻻﻧﻬﻴﺎر ﺛﻢ اﻟﺪﻣﺎر ،ﻫﺬا ﻋﺪا ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ آداب ﺳﺎﻣﻴﺔ ،وﺣﻜﻢ ﻋﺎﻟﻴﺔ ،وﺗﻮﺟﻴﻬﺎت رﺷﻴﺪة ،إﻟﻰ أﺳﺲ اﳊﻴﺎة اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ اﻟﻜﺮﳝﺔ ،وﻟﻬﺬا ﻛﺘﺐ أﻣﻴﺮ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳋﻄﺎب إﻟﻰ أﻫﻞ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ :ﻋﻠﻤﻮا ﻧﺴﺎءﻛﻢ ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر. ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﺴﻮرة ﺣﺪوداً ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻛﺤﺪ اﻟﺰﻧﻰ ،وﺣﺪ اﻟﻘﺬف ،وﺣﺪ اﻟﻠﻌﺎن ،وﺗﻄﺮﻗﺖ إﻟﻰ آداب وأﺣﻜﺎم ﺷﺮﻋﻴﺔ ،ﻛﺎﻻﺳﺘﺌﺬان ﻋﻨﺪ دﺧﻮل اﻟﺒﻴﻮت ،وﻏﺾ اﻷﺑﺼﺎر ،وﺣﻔﻆ اﻟﻔﺮوج ،وﺣﺮﻣﺔ اﺧﺘﻼط اﻟﺮﺟﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء اﻷﺟﻨﺒﻴﺎت ،وﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺳﺮة اﳌﺴﻠﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻔﺎف واﻟﺴﺘﺮ ،واﻟﻨﺰاﻫﺔ واﻟﻄﻬﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﳌﺎ ﻗﺎل ﰲ ﺑﺪاﻳﺘﻬﺎ: ﰲ ﺧﺎﲤﺔ ﺳﻮرة اﳌﺆﻣﻨﻮن ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: ،وﻫﻮ إﻋﻼن ﻗﻮي ﻋﻦ ﻧﺰوﻟﻬﺎ ،وﻓﺮﺿﻬﺎ ﻟﻸﺣﻜﺎم اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻴﻬﺎ ،ﺟﺎء ﰲ ﺧﺘﺎﻣﻬﺎ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻌﻠﻢ اﷲ وﺑﺪأت ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر ﲟﺎ ﻳﺒﲔ أن اﷲ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻖ اﻟﻨﺎس ﺑﺄﺣﻮال اﻟﻌﺒﺎد وأﻋﻤﺎﻟﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺤﺎﺳﺒﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮم ﻳﺮﺟﻌﻮن إﻟﻴﻪ ﻋﺒﺜﺎً ﺑﻞ ﺧﻠﻘﻬﻢ وأﻧﺰل ﻟﻬﻢ ﺷﺮاﺋﻊ وأﺣﻜﺎم ﻳﻌﻤﻠﻮن ﺑﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﻓﻘﺎل: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ وﻟﻴﺤﻀﺮ وأوﺟﺒﻨﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻳﻘﺬﻓﻮن زوﺟﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰﻧﻰ اﻟﻌﻔﻴﻔﺎت ،وﻣﺜﻠﻬ ﱠﻦ ﻳﻘﺬﻓﻮن ﺑﺎﻟﺰﻧﻰ اﻟﻌﻔﻴﻔﻮن أﺷﻨﻊ اﻟﻜﺬب ،وﻫﻮ رﻣﻲ أم اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺰﻧﻰ وﻳﺪﻓﻊ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ واﻟﺸﻬﺎدة اﳋﺎﻣﺴﺔ ﺧﻀﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﲢ ﱠﻤﻞ ﻣﻌﻈﻢ اﻹﻓﻚ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻨﻜﻢ ﺣﺪﻳﺚ اﻹﻓﻚ ١٤١
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻛﺬب واﻓﺘﺮاء ﻣﺎ ﻳﺤ ﱠﻞ ﻟﻨﺎ ﺗﺘﻠﻘﻔﻮﻧﻪ ،وﺗﻨﻘﻠﻮﻧﻪ ﻳﻨﻬﺎﻛﻢ ﻣﺎ ﺗﻄ ﱠﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب ﻃﺮﻗﻪ ،وﻣﺬاﻫﺒﻪ وﻻ ﻳﺤﻠﻒ اﻟﻌﻔﻴﻔﺎت اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻟﻢ أﻫﻞ اﻟﻔﻀﻞ ﺗﺨﻄﺮ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﺑﻘﻠﻮﺑﻬﻦ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ،واﳌﺎل ﻃﺮدوا وأﺑﻌﺪوا ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ ﺗﺴﺘﺄذﻧﻮا أﻫﻞ اﻟﺒﻴﻮت ﺟﺰاءﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪل أﻃﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺜﻴﺎب اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺮت اﻟﻌﺎدة ﺑﻠﺒﺴﻬﺎ وﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻜﻢ وﻟﻴُﻠﻘﲔ اﳌﺌــــــــﻮن ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺤﺎت ﺻﺪورﻫ ﱠﻦ، ﻷزواﺟﻬ ﱠﻦ ﻓﻴﻐﻄﲔ وﺟﻮﻫﻬ ﱠﻦ ﺑﺄﻏﻄﻴﺔ رؤوﺳﻬ ﱠﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻐﻮا ﺣﺪ اﻟﺸﻬﻮة اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻏﺮض ﻟﻬﻢ ﰲ اﻟﻨﺴﺎء؛ ﻛﺎﻟﺒُﻠﻪ اﳌﺴﻠﻤﺎت ،وﻗﻴﻞ :اﳌﺨﺘ ﱠﺼﺎت ﻣﻦ ﻻ زوج ﻟﻪ ﺑﻬﻦ ﺑﺎﻟﺼﺤﺒﺔ واﳋﺪﻣﺔ وزوﺟﻮا ﻛﺎﳋﻼﺧﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺒﻮن ﺗﻠﺒﺲ ﰲ اﻷرﺟﻞ رﺷﺪاً وﻗﺪر ًة وﺟﻮارﻳﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺴﺐ ﻋﺒﻴﺪﻛﻢ ﻓﺎﻛﺘﺒﻮا ﻣﻌﻬﻢ ﺗﻌﻔﻔﺎً ﻋﻘﺪ اﳌﻜﺎﺗﺒﺔ اﳌﻜﺎﺗﺒﺔ ،ﺑﺄن ﻳﺸﺘﺮوا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ أﺳﻴﺎدﻫﻢ ﲟﺎل ﻣﻘ ﱠﺴﻂ ﻳﺆدوﻧﻪ إﻟﻴﻬﻢ اﻟ ُﻜ ﱠﻮة ﰲ اﳊﺎﺋﻂ اﻟﺰﻧﻰ ﻏﻴﺮ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﺟﻮارﻳﻜﻢ ﻫﻮ ﻧﻮر ،وﻛﺘﺎﺑﻪ ﻧﻮر ،وﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﻨﻮر ﰲ ﻣﺴﺎﺟﺪ اﺳﺘﻨﺎرت اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض ﻣﻀﻮا أول اﻟﻨﻬﺎر ،وآﺧﺮه ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب ﻣﻀﻲءٌ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻃﻴﻠﺔ اﻟﻨﻬﺎر ﻣﺎ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻛﺎﳌﺎء ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻗﻀﻰ اﳌﺴﺘﻮﻳﺔ ﰲ اﻟﻈﻬﻴﺮة ﺗﻌﻈﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ،واﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﻳﻌﻠﻮه ﺑﲔ اﻟﺮﺟﺎء ،واﳋﻮف ﺑﻼ ﻋ ﱟﺪ ،وﻳﻌﻄﻰ ﻣﻦ اﻷﺟﺮ ﻳﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﻋﻤﻞ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷرض اﳌﻨﺨﻔﻀﺔ اﳌﺴﺘﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻪ ﻋﻤﻴﻖ ﺑﺎﺳﻄﺎت أﺟﻨﺤﺘﻬ ﱠﻦ ﻳﺴﻮق ﰲ اﻟﻬﻮاء اﳌﻄﺮ ﻣﺘﺮاﻛﻤﺎً ﺿﻮء اﻟﺒﺮق ﻣﺜﻞ اﳉﺒﺎل ﰲ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﺷ ﱡﻜﻮا ﰲ اﻟﻨﺒﻮة ﻧﻔﺎق ﻃﺎﺋﻌﲔ ﻣﻨﻘﺎدﻳﻦ ﻟﻠﺠﻬﺎد ﻣﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﰲ ﻳ ُﺠﻮر اﳊﻠﻒ واﻷﳝﺎن وﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻃﺎﻋﺘﻜﻢ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻛﻠﻔﺘﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻻﻣﺘﺜﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻮل ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎن ﻓﻘﻂ أﻣﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺛﻼث أوﻗﺎت ﻳﺨﺘ ﱡﻞ ﻓﺎﺋﺘﲔ ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﺘﺮ وﻳﻘ ﱡﻞ دون ﺳﻦ اﻟﻌﺬاب ﺑﺎﻟﻬﺮب واﻟﻌﺠﺎﺋﺰ اﻟﻼﺗﻲ ﻗﻌﺪن ﻋﻦ اﻻﺣﺘﻼم ،واﻟﺒﻠﻮغ اﳊﻴﺾ واﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﻟﻜﺒﺮﻫﻦ ﺣﺮج ﻛﺜﻴﺮو اﻟﺘﺮدد ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ وﻗﻀﺎء اﳌﺼﺎﻟﺢ ١٤٢
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻛﺬب واﻓﺘﺮاء ﻣﺎ ﻳﺤ ﱠﻞ ﻟﻨﺎ ﺗﺘﻠﻘﻔﻮﻧﻪ ،وﺗﻨﻘﻠﻮﻧﻪ ﻳﻨﻬﺎﻛﻢ ﻣﺎ ﺗﻄ ﱠﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب ﻃﺮﻗﻪ ،وﻣﺬاﻫﺒﻪ وﻻ ﻳﺤﻠﻒ اﻟﻌﻔﻴﻔﺎت اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻟﻢ أﻫﻞ اﻟﻔﻀﻞ ﺗﺨﻄﺮ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﺑﻘﻠﻮﺑﻬﻦ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ،واﳌﺎل ﻃﺮدوا وأﺑﻌﺪوا ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ ﺗﺴﺘﺄذﻧﻮا أﻫﻞ اﻟﺒﻴﻮت ﺟﺰاءﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪل أﻃﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺜﻴﺎب اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺮت اﻟﻌﺎدة ﺑﻠﺒﺴﻬﺎ وﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻜﻢ وﻟﻴُﻠﻘﲔ اﳌﺌــــــــﻮن ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺤﺎت ﺻﺪورﻫ ﱠﻦ، ﻷزواﺟﻬ ﱠﻦ ﻓﻴﻐﻄﲔ وﺟﻮﻫﻬ ﱠﻦ ﺑﺄﻏﻄﻴﺔ رؤوﺳﻬ ﱠﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻐﻮا ﺣﺪ اﻟﺸﻬﻮة اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻏﺮض ﻟﻬﻢ ﰲ اﻟﻨﺴﺎء؛ ﻛﺎﻟﺒُﻠﻪ اﳌﺴﻠﻤﺎت ،وﻗﻴﻞ :اﳌﺨﺘ ﱠﺼﺎت ﻣﻦ ﻻ زوج ﻟﻪ ﺑﻬﻦ ﺑﺎﻟﺼﺤﺒﺔ واﳋﺪﻣﺔ وزوﺟﻮا ﻛﺎﳋﻼﺧﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺒﻮن ﺗﻠﺒﺲ ﰲ اﻷرﺟﻞ رﺷﺪاً وﻗﺪر ًة وﺟﻮارﻳﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺴﺐ ﻋﺒﻴﺪﻛﻢ ﻓﺎﻛﺘﺒﻮا ﻣﻌﻬﻢ ﺗﻌﻔﻔﺎً ﻋﻘﺪ اﳌﻜﺎﺗﺒﺔ اﳌﻜﺎﺗﺒﺔ ،ﺑﺄن ﻳﺸﺘﺮوا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ أﺳﻴﺎدﻫﻢ ﲟﺎل ﻣﻘ ﱠﺴﻂ ﻳﺆدوﻧﻪ إﻟﻴﻬﻢ اﻟ ُﻜ ﱠﻮة ﰲ اﳊﺎﺋﻂ اﻟﺰﻧﻰ ﻏﻴﺮ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﺟﻮارﻳﻜﻢ ﻫﻮ ﻧﻮر ،وﻛﺘﺎﺑﻪ ﻧﻮر ،وﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﻨﻮر ﰲ ﻣﺴﺎﺟﺪ اﺳﺘﻨﺎرت اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض ﻣﻀﻮا أول اﻟﻨﻬﺎر ،وآﺧﺮه ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب ﻣﻀﻲءٌ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻃﻴﻠﺔ اﻟﻨﻬﺎر ﻣﺎ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻛﺎﳌﺎء ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻗﻀﻰ اﳌﺴﺘﻮﻳﺔ ﰲ اﻟﻈﻬﻴﺮة ﺗﻌﻈﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ،واﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﻳﻌﻠﻮه ﺑﲔ اﻟﺮﺟﺎء ،واﳋﻮف ﺑﻼ ﻋ ﱟﺪ ،وﻳﻌﻄﻰ ﻣﻦ اﻷﺟﺮ ﻳﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﻋﻤﻞ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷرض اﳌﻨﺨﻔﻀﺔ اﳌﺴﺘﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻪ ﻋﻤﻴﻖ ﺑﺎﺳﻄﺎت أﺟﻨﺤﺘﻬ ﱠﻦ ﻳﺴﻮق ﰲ اﻟﻬﻮاء اﳌﻄﺮ ﻣﺘﺮاﻛﻤﺎً ﺿﻮء اﻟﺒﺮق ﻣﺜﻞ اﳉﺒﺎل ﰲ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﺷ ﱡﻜﻮا ﰲ اﻟﻨﺒﻮة ﻧﻔﺎق ﻃﺎﺋﻌﲔ ﻣﻨﻘﺎدﻳﻦ ﻟﻠﺠﻬﺎد ﻣﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﰲ ﻳ ُﺠﻮر اﳊﻠﻒ واﻷﳝﺎن وﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻃﺎﻋﺘﻜﻢ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻛﻠﻔﺘﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻻﻣﺘﺜﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻮل ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎن ﻓﻘﻂ أﻣﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺛﻼث أوﻗﺎت ﻳﺨﺘ ﱡﻞ ﻓﺎﺋﺘﲔ ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﺘﺮ وﻳﻘ ﱡﻞ دون ﺳﻦ اﻟﻌﺬاب ﺑﺎﻟﻬﺮب واﻟﻌﺠﺎﺋﺰ اﻟﻼﺗﻲ ﻗﻌﺪن ﻋﻦ اﻻﺣﺘﻼم ،واﻟﺒﻠﻮغ اﳊﻴﺾ واﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﻟﻜﺒﺮﻫﻦ ﺣﺮج ﻛﺜﻴﺮو اﻟﺘﺮدد ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ وﻗﻀﺎء اﳌﺼﺎﻟﺢ ١٤٢
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 496
Pages:
