اﺑﻦ ﺟﺰي ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس :ﻧﺰﻟﺖ ﰲ ﻗﻮم ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﺤﻴﻨﻮن ﻃﻌﺎم اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﻴﺪﺧﻠﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﻄﻌﺎم ،ﻓﻴﻘﻌﺪون إﻟﻰ أن ﻳﻄﺒﺦ ،ﺛﻢ ﻳﺄﻛﻠﻮن وﻻ ﻳﺨﺮﺟﻮن ،ﻓﺄﻣﺮوا أن ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻮا ﺣﺘﻰ ﻳﺆذن ﻟﻬﻢ، أي :اﻧﺼﺮﻓﻮا ،ﻗﺎل وأن ﻳﻨﺼﺮﻓﻮا إذا أﻛﻠﻮا ﺑﻌﻀﻬﻢ :ﻫﺬا أدب أ ﱠدب اﷲ ﺑﻪ اﻟﺜﻘﻼء اﻟﻌﺰ ﺑﻦ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻈﺎن اﻟﺮﻳﺐ ﺣﺰم دﻳﻨﻲ ،وﻗﺪ ﻳﺠﺐ ﰲ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺑﻌﺾ اﳌﻮاﻃﻦ ،وﻳﺴﺘﺤﺐ ﰲ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺧﺺ اﻟﻨﺴﺎء ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ،وﻋﻴﻨﻬﻦ ﰲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ؛ ﻟﻘﻠﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﲢﻔﻈﻬﻦ ،وﻛﺜﺮة اﺳﺘﺮﺳﺎﻟﻬﻦ ،واﷲ أﻋﻠﻢ وﺗﺨﺼﻴﺺ اﻟﻮﺟﻮه ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻋﻀﺎء؛ ﻷن ﺣﺮ اﻟﻨﺎر ﻳﺆذي اﻟﻮﺟﻮه أﺷﺪ ﳑﺎ ﻳﺆذي ﺑﻘﻴﺔ اﳉﻠﺪ؛ ﻷن اﻟﻮﺟﻮه ﻣﻘﺮ اﳊﻮاس اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ :اﻟﻌﻴﻮن ،واﻷﻓﻮاه ،واﻵذان ،واﳌﻨﺎﻓﺲ؛ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ إن اﻟﻠﺴﺎن ﺣﺒﻞ ﻣﺮﺧﻲ ﰲ ﻳﺪ اﻟﺸﻴﻄﺎن، اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﻳﺼﺮف ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻛﻴﻒ ﺷﺎء! اﺑﻦ ﺟﺰي اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ :اﻟﺘﺰام اﻟﻄﺎﻋﺎت وﺗﺮك اﳌﻌﺎﺻﻲ ،وﻗﻴﻞ :ﻫﻲ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﰲ اﻷﻣﻮال ،وﻗﻴﻞ :ﻏﺴﻞ اﳉﻨﺎﺑﺔ، واﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻌﻤﻮم ﰲ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ١٩٣
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة ﺳﺒﺄ ﻟﻮرود ﻗﺼﺔ أﻫﻞ ﺳﺒﺄ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ٣٤ ﺑﻴﺎن ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺪﻳﻞ اﻷﺣﻮال ،وأﺣﻮال ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﳋﻠﻖ ﰲ اﻟﻨﻌﻢ ﺑﲔ اﻟﺸﻜﺮ اﻟﻨﺰول ٥٨ اﻟﺴﻮرة واﻟﻜﻔﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺒﻌﺚ واﳉﺰاء اﻻﺳﺘﻔﺘﺎح ﺑﺎﳊﻤﺪ ﻗﺼﺔ ﻗﻮم ﺳﺒﺄ وﺳﻴﻞ اﻟﻌﺮم ﻧﻌﻢ اﷲ ﻋﻠﻰ داود وﺳﻠﻴﻤﺎن ﺷﺒﻪ وﻣﺂل اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺿﺤﺎﻳﺎ إﺑﻠﻴﺲ اﻟﺘﺮف واﳌﺘﺮﻓﲔ رﻓﺾ اﳌﺸﺮﻛﲔ اﻹﳝﺎن ﺑﺎﻟﻘﺮآن وﺣﻮار ﺣﺎل اﳌﺸﺮﻛﲔ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻀﺎﻟﲔ واﳌﻀﻠﲔ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ دﻋﻮة ﺗﻔﻜﺮ وﻧﻈﺮ ١٩٤
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﲢﺪﺛﺖ اﻟﺴﻮرة ﻋﻦ إﺑﻄﺎل ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺸﺮك ،واﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﳌﺸﺮﻛﲔ واﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﺑﻌﺪ اﳌﻮت ،وﺗﻀﻤﻨﺖ ﻗﺼﺺ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺳﻞ ﻓﺬﻛﺮت داود وﺳﻠﻴﻤﺎن ،وﻣﺎ ﺳﺨﺮه اﷲ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ ،وﺻﻮرت ﻗﺼﺔ ﻗﻮم ﺳﺒﺄ ﳌﺎ ﻛﻔﺮوا ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ،ﺧ ﱠﺮب اﷲ ﻣﻠﻜﻬﻢ ،وﺷ ﱠﺘﺖ ﺷﻤﻠﻬﻢ ،وﻣ ﱠﺰﻗﻬﻢ ﺷﺮ ﳑ ﱠﺰق ،وﺟﻌﻠﻬﻢ ﻋﺒﺮ ًة ﳌﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ،وﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﻌﺾ ﺷﺒﻬﺎت اﳌﺸﺮﻛﲔ ،ﺣﻮل رﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎﰎ اﳌﺮﺳﻠﲔ ﷺ ﻓﻔﻨﺪﺗﻬﺎ ﺑﺎﳊﺠﺞ اﻟﺪاﻣﻐﺔ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺪﻋﻮة اﳌﺸﺮﻛﲔ إﻟﻰ اﻹﳝﺎن ﺑﺎﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻘﻬﺎر اﻟﺬي ﺑﻴﺪه أﻣﻮر اﳋﻠﻖ أﺟﻤﻌﲔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺒﻴﺎن إﻧﻜﺎر اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﻠﺒﻌﺚ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻷﺣﺰاب ﺑﻌﺬاب اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﺑﺒﻴﺎن إﻗﺮارﻫﻢ ﺑﻪ ،وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻓﻮات اﻷوان: واﳌﺸﺮﻛﲔ ،وﺑﺪأت ﺳﻮرة ﺳﺒﺄ ﺑﺄن ﻟﻪ ﻣﺎ ﰲ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض ،وﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ ﻻﺋﻖ ﺑﺬﻟﻚ اﳊﻜﻢ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻳﺼﻌﺪ ﻳﺪﺧﻞ اﳉﻨﺔ ﻣﺸﺎﻗﲔ اﷲ، وزن ﳕﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻐﺎﻟﺒﲔ أﻣﺮه ﻃﺮﻳﻖ أﺳﻮأ اﻟﻌﺬاب، ﻣﺘﱡﻢ ،وﺗﻔﺮﻗﺖ ﺟﻨﻮن وأﺷﺪه أﳌﺎً أﺟﺴﺎدﻛﻢ ﰲ اﻷرض راﺟﻊ إﻟﻰ رﺑﻪ أﺧﺘﻠﻖ؟ ﻧُﻐﻴﺒﻬﻢ ﰲ اﻷرض ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟﻄﺎﻋﺔ ﻧﺒﻮ ًة ،وﻋﻠﻤﺎً ،وﻛﺘﺎﺑﺎً وﻣﻠﻜﺎً ِﻗﻄﻌﺎً ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ١٩٥
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻗﺪر اﳌﺴﺎﻣﻴﺮ ﰲ ﺣﻠﻖ دروﻋﺎً ﺗﺎﻣﺎت واﺳﻌﺎت ﺳﺒﺤﻲ ﻣﻌﻪ اﻟﺪروع ﺑﺄن ﺗﻜﻮن ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ وﺳﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎر ﺳﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ أول اﻟﻨﻬﺎر وأذﺑﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻠﻴﻞ ﻣﺴﻴﺮة ﺷﻬﺮ إﻟﻰ ﻣﻨﺘﺼﻔﻪ ﻣﺴﻴﺮة ﺷﻬﺮ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻌﺒﺎدة ﻳﻌﺪل ،وﳝﻞ ﻋﲔ اﻟﻨﺤﺎس ،ﻓﻴﺴﻴﻞ ﻟﻪ اﻟﻨﺤﺎس ﻛﺎﳌﺎء ﻗﺪور ﺛﺎﺑﺘﺎت ﻻ ﺗﺘﺤﺮك ﻗﺼﺎع ﻛﺒﻴﺮة؛ ﻛﺎﻷﺣﻮاض ﻣﻦ أﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﻟﻌﻈﻤﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺎء ﺻﻮر ﻣﻦ ﻧﺤﺎس وزﺟﺎج وﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﻴﺘﺎً ﻋﺼﺎه اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﺘﻜﺌﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷرﺿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﻛﻞ اﳋﺸﺐ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﺳﻤﻮا ﺑﺎﺳﻢ ﺟﺪﻫﻢ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﺎق اﻟﺬي اﻟﺴﻴﻞ اﳉﺎرف اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻛﺮﳝﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ، ﻛﻠﻔﻬﻢ ﺑﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺧ ﱠﺮب اﻟﺴﺪ ،وأﻏﺮق اﻟﺒﺴﺎﺗﲔ ﻃﻴﺒﺔ اﻟﻬﻮاء ﺑﺴﺘﺎﻧﺎن ﺷﺠﺮ ﻣﻌﺮوف ﺷﺒﻴﻪ ﺛﻤﺮ ﻣﺮ ،ﻛﺮﻳﻪ اﻟﻄﻌﻢ ﺑﺎﻟ ﱠﻄﺮﻓﺎء ،ﻻ ﺛﻤﺮ ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒﺘﻲ ﻣﺪﻧﺎً ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻳُﺮى ﻗﺮى اﻟﺸﺎم ﺷﺠﺮ اﻟ ﱠﻨﺒﻖ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺟﻌﻠﻨﺎﻫﻢ ِﻋﺒﺮاً وأﺣﺎدﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮ اﻟﺸﻮك ﳌﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻫﻢ وﻓﺮﻗﻨﺎﻫﻢ ﰲ اﻟﺒﻼد ﺟﻌﻠﻨﺎ اﻟﺴﻴﺮ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ ﻗﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺮ ﺣ ﱠﻘﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻌﲔ ﺷﺮاﻛﺔ ﰲ اﳋﻠﻖ وزن ﳕﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻳﻘﻀﻲ اﻛﺘﺴﺒﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب زال اﻟﻔﺰع ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ وﻻ ﺑﺎﻟﺬي ﺗﻘ ﱠﺪﻣﻪ ﻣﻦ اﳊﺎﻛﻢ ﺑﲔ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻌﺪل اﻟﺘﻮراة واﻹﳒﻴﻞ واﻟﺰﺑﻮر ﻣﺤﺒﻮﺳﻮن ﰲ ﻳﺮد ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻮﻗﻒ اﳊﺴﺎب ﺑﻞ ﺗﺪﺑﻴﺮ اﻟﺸﺮ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ واﻟﻨﻬﺎر ﻫﻮ اﻟﺬي أﻫﻠﻜﻨﺎ اﻟﺘﺤﺴﺮ ﻳُﻮ ِﺳﻊ وﻳُﻀ ﱢﻴﻖ ﻗﺮﺑﻰ اﻟﺜﻮاب اﳌﻀﺎﻋﻒ اﳌﻨﺎزل اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻳﺠﻬﺪون ﰲ ﰲ اﳉﻨﺔ ﻣﺸﺎﻗﲔ ﻳﻈﻨﻮن إﺑﻄﺎل ﺣﺠﺠﻨﺎ أﻧﻬﻢ ﻳﻔﻮﺗﻮﻧﻨﺎ وﻳﻀ ﱢﻴﻘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ُﲢﻀﺮﻫﻢ اﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ ﺟﻬﻨﻢ ﻧﻨﺰﻫﻚ ﻛﺬب ﻣﺨﺘﻠﻖ أﻧﺖ اﻟﺬي ﻧﻮاﻟﻴﻪ وﻧﻌﺒﺪه ﻳﻘﺮؤوﻧﻬﺎ إﻧﻜﺎري ﻋﻠﻴﻬﻢ ُﻋﺸﺮ ﻣﺎ أﻋﻄﻴﻨﺎﻫﻢ ﺑﺨﺼﻠﺔ واﺣﺪة ﺟﻨﻮن ﻣﻦ اﻟﻘﻮة واﻟﻨﻌﻢ ﻳﺮﻣﻲ ﺑﺤﺠﺞ اﳊﻖ ﻓﻼ ﳒﺎة ﻟﻬﻢ، ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ؛ ﻓﻴﺪﻣﻐﻪ اﺛﻨﲔ اﺛﻨﲔ وﻛﻴﻒ ﻟﻬﻢ ﺗﻨﺎول وﻻ ﻣﻬﺮب اﻹﳝﺎن ،وﻫﻢ ﰲ اﻵﺧﺮة؟ ﺧﺎﻓﻮا ﻋﻨﺪ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ اﻟﻌﺬاب ﻳﺮﻣﻮن ﺑﺎﻟﻈﻨﻮن اﻟﻜﺎذﺑﺔ ُﻣﺤ ِﺪث ﻟﻠﺮﻳﺒﺔ واﻟﻘﻠﻖ أﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻔﺎر اﻷﱈ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ١٩٦
ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي ﻟﻠﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺴﻮرة اﻓﺘﺘﺤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑـــــ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻦ دﻻﺋﻞ ﺗﻔﺮده ﺑﺎﻹﻟﻬﻴﺔ واﺗﺼﺎﻓﻪ ﺑﺼﻔﺎت اﻟﻌﻈﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ إﻧﺸﺎء اﳊﻤﺪ ﻟﻪ ،واﻹﺧﺒﺎر ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻﻪ ﺑﻪ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ أﻋﻠﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن اﻟﺬي ﻗﺪر ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض وﻣﺎ ﻓﻴﻬﻦ؛ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻌﺚ ،وﻋﻠﻰ ﺗﻌﺠﻴﻞ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﺎﺳﺘﺪل ﺑﻘﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،وأن اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض ﻣﻠﻜﻪ ،وأﻧﻬﻤﺎ ﻣﺤﻴﻄﺘﺎن ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺄﻣﻨﻮن اﳋﺴﻒ واﻟﻜﺴﻒ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻘﺎرون وأﺻﺤﺎب اﻷﻳﻜﺔ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﺗﺄﻣﻞ ﰲ ﻗﻮل اﷲ ﰲ ﻗﺼﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎن : ،وﻟﻢ ﻳﻘﻞ) :ﻏﺪوﻫﺎ ورواﺣﻬﺎ ﺷﻬﺮان(..؟ ﻟﻌﻞ اﻟﺴ ﱠﺮ ﰲ ذﻟﻚ -واﷲ أﻋﻠﻢ :-أ ﱠن ﰲ ﻫﺬا ﲢﺪﻳﺪاً ﳌﺪة ﺳﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ أول اﻟﻨﻬﺎر إﻟﻰ ﻣﻨﺘﺼﻔﻪ ،وﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻔﻪ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻮ ﻗﻴﻞ: ﻏﺪ ﱡوﻫﺎ ورواﺣﻬﺎ ﺷﻬﺮان ،ﻟﻢ ﻳﺘﻀﺢ ﻫﺬا اﻟﻔﺮق اﻟﺪﻗﻴﻖ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺼﻪ اﷲ -ﰲ ﺳﻮرة ﺳﺒﺄ -ﻣﻦ ﺷﺄن داود واﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺎت ﻋﺒﺮة! ذﻟﻚ أن اﻟﻔﻘﻪ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺸﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﻔﻘﻪ اﻵﺧﺮة ،وﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﺼﺮة اﻹﳝﺎن أﺑﻠﻪ وﻻ ﻗﺎﻋﺪ! اﻹﺑﺮاﻫﻴﻤﻲ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﲢﻮل اﳌﺴﻠﻤﻮن إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺛﺎﻟﺚ أو راﺑﻊ ،ﻧﺎل ﻣﻨﻬﻢ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ،وأﻣﺴﻮا ﻣﻌﺮة ﻟﺪﻳﻨﻬﻢ! إﻧﻬﺎ واﷲ ﻋﺒﺮة اﻟﻌﺒﺮ ،ﰲ وﺻﻞ اﳌﺒﺘﺪأ ﺑﺎﳋﺒﺮ ،أﻳﻦ اﳉﻨﺘﺎن ﻋﻦ ﳝﲔ وﺷﻤﺎل؟ وأﻳﻦ اﻟﺒﻠﺪة اﻟﻄﻴﺒﺔ؟ إﻧﻬﺎ رﻣﺎل! وأﻳﻦ اﻟﻘﺮى اﻟﻈﺎﻫﺮة واﻟﻌﻤﺎرة اﳌﺘﻜﺎﺛﺮة؟ إﻧﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﻗﻔﺎر! وأﻳﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﺴﻴﺮ ﺑﺎﻷﻣﻴﺎل ﻟﺘﻴﺴﻴﺮ اﻻﺗﺼﺎل؟ إﻧﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﻣﺠﺎﻫﻞ ﻳﻀﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻄﺎ، أﺟﺪﺑﺖ اﳋﻤﻂ واﻷﺛﻞ ،ﻓﻀ ًﻼ ﻋﻦ اﻟﻌﻨﺐ واﻟﻨﺨﻞ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وﻫﺬا ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وإﺧﺒﺎر أن اﳌﻼﺋﻜﺔ ﻣﻊ اﺻﻄﻔﺎﺋﻬﻢ ورﻓﻌﺘﻬﻢ ﻻ ﳝﻜﻨﻬﻢ أن ﻳﺸﻔﻌﻮا ﻷﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﺆذن ﻟﻬﻢ ،ﻓﺈذا أذن ﻟﻬﻢ وﺳﻤﻌﻮا ﺻﻌﻘﻮا ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﺣﺎﻟﻬﻢ؛ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺸﻔﻊ اﻷﺻﻨﺎم؟! أو ﻛﻴﻒ ﺗﺆﻣﻠﻮن أﻧﺘﻢ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ وﻻ ﺗﻌﺘﺮﻓﻮن ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؟ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺣﻜﻤﻪ ﺑـــــ وإﳕﺎ أﺗﺒﻊ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻋ ْﺪ ُل َﻣﺤﺾ؛ ﻷﻧﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﻻ ﲢ ﱡﻒ ﺑﺤﻜﻤﻪ أﺳﺒﺎب اﳋﻄﺄ واﳉﻮر اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ اﳉﻬﻞ واﻟﻌﺠﺰ واﺗﺒﺎع اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻲ اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻋﻦ اﳉﻬﻞ ﺑﺎﻷﺣﻮال واﻟﻌﻮاﻗﺐ اﺑﻦ ﺟﺰي إﺧﺒﺎر ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺮد ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄن ﺑﺴﻂ اﻟﺮزق وﻗﺒﻀﻪ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻌﻠﻖ ﲟﺸﻴﺌﺔ اﷲ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﻮﺳﻊ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮ وﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺻﻲ، وﻳﻀﻴﻖ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﻣﻦ واﳌﻄﻴﻊ ،وﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ،ﻓﻠﻴﺲ ﰲ ذﻟﻚ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﻣﺮ اﻵﺧﺮة اﻟﻌﺰ ﺑﻦ ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻊ أن ﺗﺨﻠﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻔﻘﺘﻪ ،ﺳﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻬﺎ، ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺳﻮاء وﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ إﺧﻼﻓﻬﺎ ﻋﺎﺟ ًﻼ أو آﺟ ًﻼ ١٩٧
اﺑﻦ ﺟﺰي وﻣﻌﻨﺎه :أن ﺗﻘﻮﻣﻮا ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ أﻣﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻗﻴﺎﻣﺎً ﺧﺎﻟﺼﺎً ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ اﺗﺒﺎع ﻫﻮى وﻻ ﻣﻴﻞ .وﻟﻴﺲ اﳌﺮاد ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ﻫﻨﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻠﲔ ،وإﳕﺎ اﳌﺮاد اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻷﻣﺮ واﳉﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﲔ اﻷوﺻﺎف وﺗﺨﺼﻴﺺ وﺻﻒ: اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر اﻹﻟﻬﻴﺔ؛ ﻟﻺﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻨﻮاﻳﺎ ،وأن اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻳﻌﻠﻢ ذﻟﻚ، ﻓﺎﻟﺬي ﻳﻌﻠﻢ ﻫﺬا ﻻ ﻳﺠﺘﺮئ ﻋﻠﻰ اﷲ ﺑﺎدﻋﺎﺋﻪ ﺑﺎﻃ ًﻼ أﻧﻪ أرﺳﻠﻪ إﻟﻴﻜﻢ اﺑﻦ رﺟﺐ ﻓﺴﺮﻫﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻒ :ﺑﺄﻧﻬﻢ اﺷﺘﻬﻮا اﻟﺘﻮﺑﺔ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺮﺣﻴﻞ، ﻗﺎل اﳊﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮي) :اﺗﻖ اﷲ ﻳﺎ اﺑﻦ آدم ،ﻻ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﺧﺼﻠﺘﺎن :ﺳﻜﺮة اﳌﻮت ،وﺣﺴﺮة اﻟﻔﻮت( اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ١٩٨
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٣٥ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة ﻓﺎﻃﺮ وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٤٣ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﻮﺻﻒ ﷲ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻟﻮرود وﺻﻒ اﳌﻼﺋﻜﺔ ﰲ أوﻟﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﳌﻼﺋﻜﺔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﺮض ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻗﺪرة اﷲ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ واﻹﺑﺪاع ﰲ اﳋﻠﻖ ،وﺑﻮاﻋﺚ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ وﺧﺸﻴﺘﻪ واﻹﳝﺎن ﺑﻪ وﺗﺬﻛﺮ آﻻﺋﻪ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﺗﺬﻛﻴﺮ وﺗﺴﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎح ﺑﺎﳊﻤﺪ آﻳﺎت اﷲ ﰲ اﻟﻜﻮن أﺳﺒﺎب اﻟﻐﺮور اﺧﺘﻼف اﻷﻟﻮان ﻣﻦ رواﺋﻊ اﻷﻛﻮان ﻛﺘﺎب اﷲ اﳌﺴﻄﻮر ﻏﻨﻰ اﷲ ﻋﻦ ﺧﻠﻘﻪ وﻋﺪﻟﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻘﺮآن وﻣﺼﻴﺮ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﺼﻴﺮ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻦ دﻻﺋﻞ اﻟﻌﻈﻤﺔ وﺷﻮاﻫﺪ اﻟﻘﺪرة ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﺼﺪود دﻋﻮة ﻟﻠﺴﻴﺮ واﻟﻨﻈﺮ ١٩٩
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻜﺒﺮى ﰲ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﷲ ،وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﺒﺮاﻫﲔ ﻋﻠﻰ وﺟﻮده ،وﻫﺪم ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺸﺮك ،واﳊﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻬﻴﺮ اﻟﻘﻠﻮب ﻣﻦ اﻟﺮذاﺋﻞ ،واﻟﺘﺤﻠﻲ ﲟﻜﺎرم اﻷﺧﻼق واﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ،وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻟﻔﺎرق اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﲔ اﳌﺆﻣﻦ واﻟﻜﺎﻓﺮ ،وﺿﺮﺑﺖ ﻟﻬﻤﺎ اﻷﻣﺜﺎل ﺑﺎﻷﻋﻤﻰ واﻟﺒﺼﻴﺮ ،واﻟﻈﻠﻤﺎت واﻟﻨﻮر ،واﻟﻈﻞ واﳊﺮور ،وأﺷﺎدت ﲟﻦ ﻳﺘﻠﻮ اﻟﻘﺮآن ،وﻳﻘﻴﻢ اﻟﺼﻼة ،وﻳﻨﻔﻖ ﻣﻦ رزق اﷲ ﺳﺮاً وﻋﻼﻧﻴ ًﺔ ،وأﺑﺎﻧﺖ أن اﻟﻘﺮآن ﻣﺼﺪق ﻟﻠﻜﺘﺐ اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﺑﻴﻨﺖ اﻧﻘﺴﺎم اﻷﻣﺔ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم :ﻇﺎﻟﻢ ﻣﻘﺼﺮ ،وﻣﺤﺴﻦ ﻣﻘﺘﺼﺪ، وﺳﺎﺑﻖ ﺑﺎﳋﻴﺮات ،وذﻛﺮت ﺟﺰاء ﻛﻞ ﻧﻮع ﰲ اﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺘﻘﺮﻳﻊ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﰲ ﻋﺒﺎدﺗﻬﻢ ﻟﻸوﺛﺎن واﻷﺻﻨﺎم وأﻧﺬرﺗﻬﻢ وﺣﺬرﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺔ ﻓﻌﻠﻬﻢ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺒﻴﺎن ﺣﺎل أﻫﻞ اﳌﻜﺮ وﻋﺎﻗﺒﺔ أﻣﺮﻫﻢ ﻗﺎل ﰲ ﺳﻮرة ﺳﺒﺄ: وﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ،وﻗﺎل ﰲ ﺳﻮرة ﻓﺎﻃﺮ: ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﺳﻞ أﺻﺤﺎب ﺧﺎﻟﻖ ،وﻣﺒﺪع ﻣﻌﻄﻲ ﻣﺎﻧﻊ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻓﻼ ﺗﺨﺪﻋ ﱠﻨﻜﻢ، ﻛﻴﻒ ﺗﺼﺮﻓﻮن ﺣﺰﻧﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮ وﻻ ﺗﻠﻬﻴ ﱠﻨﻜﻢ ﻋﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪه؟! ﻫﺆﻻء اﻟﻀﺎﻟﲔ اﻟﺸﺮف ،واﳌﻨﻌﺔ ﻓﻼ ﺗﻬﻠﻜﻬﺎ أﺗﺒﺎﻋﻪ ُﻣﺠﺪب ﻓﺘﺤﺮك ٢٠٠
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳﻔﺴﺪ ،وﻳﺒﻄﻞ اﻟﻜﻼم اﳊﺴﻦ؛ ﻳﺮﺗﻘﻲ وﻫﻮ ذﻛﺮ اﷲ ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛﺎً اﻟﻠﻮح اﶈﻔﻮظ ﻃﻮﻳﻞ اﻟﻌﻤﺮ ﺷﺪﻳﺪ اﳌﻠﻮﺣﺔ ﺳﻬﻞ ﻣﺮوره ﰲ اﳊﻠﻖ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻌﺬوﺑﺔ اﻟﺴﻔﻦ اﻟﻠﺆﻟﺆ ،واﳌﺮﺟﺎن اﻟﺴﻤﻚ وذﻟﻞ ﺗﺸ ﱡﻖ اﳌﻴﺎه ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻠﻴﻞ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻳﺘﺒﺮؤون ﻣﻨﻜﻢ ﰲ اﻟﻨﻬﺎر واﻟﻌﻜﺲ ﻟﻮﻗﺖ ﻣﻌﻠﻮم ﻣﻘﺪر ذﻧﺐ ﻧﻔﺲ أﺧﺮى اﻟﻘﺸﺮة اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ وﻻ ﲢﻤﻞ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮاة ذﻧﻮﺑﻬﺎ اﻟﺘﻲ أﺛﻘﻠﺘﻬﺎ ﺗﺴﺄل ﻧﻔﺲ ﻣﺬﻧﺒﺔ اﻟﺮﻳﺢ اﳊﺎرة ﺗﻄﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺮك ﻧﻔﺲ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﳋﻄﺎﻳﺎ واﳌﻌﺎﺻﻲ ذات ﻃﺮاﺋﻖ وﺧﻄﻮط ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﻟﻮان اﳌﺂل واﳌﺮﺟﻊ وﺑﺎﻟﻜﺘﺐ اﳌﺠﻤﻮع ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم ﻳﺆدي اﻟﻮاﺟﺒﺎت، إﻧﻜﺎري ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺴﻮاد؛ وﻋﻘﻮﺑﺘﻲ ﻟﻬﻢ وﻳﺠﺘﻨﺐ اﶈﺮﻣﺎت ﻛﺎﻷﻏﺮﺑﺔ أﻧﺰﻟﻨﺎ ﻟﻦ ﺗﻜﺴﺪ ،وﺗﻬﻠﻚ أﻋﻄﻴﻨﺎ إﻋﻴﺎء وﺗﻌﺐ ﺑﻔﻌﻞ ﺑﻌﺾ اﳌﻌﺎﺻﻲ ﻳﺨﻠﻒ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻣﺠﺘﻬﺪ ﰲ ﻋﻤﻞ اﻟﺼﺎﳊﺎت: ﺑﻌﻀﺎً ﰲ اﻷرض إﻗﺎﻣﺔ ﻓﺮﺿﻬﺎ وﻧﻔﻠﻬﺎ ﺗﻌﺐ ،وﻣﺸﻘﺔ ﺣﺠﺔ ﻣﻨﻪ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ دار اﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ رﺳﻮل ﻣﻦ ﻋﻨﺪ أﺧﺒﺮوﻧﻲ ﻳﺼﻴﺤﻮن ﺑﺸﺪة، اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻳﺴﺘﻐﻴﺜﻮن ﻣﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﰲ اﳊﻠﻒ اﻟﻌﺬاب اﻟﺬي ﺑﺄﻏﻠﻆ اﻷﳝﺎن ﺑﻐﻀﺎً وﻏﻀﺒﺎً ﻧﺰل ﺑﺄﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮون ﺧﺪاﻋﺎً وﺑﺎﻃ ًﻼ ﻳُﺤﻴﻂ ،وﻳﻨﺰل ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي ﻣﺆذن ﺑﺄن ﺻﻔﺎت ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ اﷲ اﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑــــ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﺳﺘﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،وإﺟﺮاء ﺻﻔﺎت اﻷﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ اﺳﻢ اﳉﻼﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض ،وأﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﻼﺋﻜﺔ واﳌﺮﺳﻠﲔ ﻣﺆذن ﺑﺄن اﻟﺴﻮرة ﺟﺎءت ِﻹﺛﺒﺎت اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ وﺗﺼﺪﻳﻖ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ٢٠١
اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻳﻨﺒﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺒﺎده وﻳﺮﺷﺪﻫﻢ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﺪﻻل ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪه ﰲ إﻓﺮاد اﻟﻌﺒﺎدة ﻟﻪ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ اﳌﺴﺘﻘﻞ ﺑﺎﳋﻠﻖ واﻟﺮزق ،ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﻔﺮد ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة وﻻ ﻳُﺸ َﺮك ﺑﻪ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻷﺻﻨﺎم واﻷﻧﺪاد واﻷوﺛﺎن اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻗﺪ ﺗﻀﻤﻨﺖ اﻵﻳﺔ ﻏﺮورﻳﻦ :ﻏﺮوراً ﻳﻐﺘَ ﱡﺮه اﳌﺮء ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﻪ ،وﻳﺰ ﱢﻳﻦ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﳌﻈﺎﻫﺮ اﻟﻔﺎﺗﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻮح ﻟﻪ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻫﻤﻪ ﺧﻴﺮاً ،وﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﻋﻮاﻗﺒﻪ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺨﻔﻰ ﻣﻀﺎره ﰲ ﺑﺎدئ اﻟﺮأي ،وﻻ ﻳﻈﻦ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن، وﻏﺮوراً ﻳﺘﻠﻘﺎه ﳑﻦ ﻳﻐ ﱡﺮه وﻫﻮ اﻟﺸﻴﻄﺎن .وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻐﺮور ﻛﻠﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ :ﺑﻌﻀﻪ ﳝﻠﻴﻪ اﳌﺮء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ،وﺑﻌﻀﻪ ﻳﺘﻠﻘﺎه ﻣﻦ ﺷﻴﺎﻃﲔ اﻹﻧﺲ واﳉﻦ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﺗﺨﺎذه ﻋﺪوا ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻔﺮغ اﻟﻮﺳﻊ ﰲ ﻣﺤﺎرﺑﺘﻪ وﻣﺠﺎﻫﺪﺗﻪ ،ﻛﺄﻧﻪ ﻋﺪو ﻻ ﻳﻔﺘﺮ وﻻ ﻳﻘﺼﺮ ﻋﻦ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻷﻧﻔﺎس ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس :ﻳﻠﻘﻰ اﻷب واﻷم اﺑﻨﻪ ﻓﻴﻘﻮل :ﻳﺎ ﺑﻨﻲ اﺣﻤﻞ ﻋﻨﻲ ﺑﻌﺾ ذﻧﻮﺑﻲ ،ﻓﻴﻘﻮل :ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ؛ ﺣﺴﺒﻲ ﻣﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺒﻐﻮي اﺑﻦ ﺟﺰي ﲤﺜﻴﻞ ﳌﻦ آﻣﻦ؛ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﳊﻲ ،وﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﳌﻴﺖ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻫﺪاﻳﺔ اﷲ ﳌﻦ ﻳﺸﺎء ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻋﺪم ﺳﻤﺎع اﻟﻜﻔﺎر ﻟﻠﺒﺮاﻫﲔ واﳌﻮاﻋﻆ ،ﻓﺸﺒﻬﻬﻢ ﺑﺎﳌﻮﺗﻰ ﰲ ﻋﺪم إﺣﺴﺎﺳﻬﻢ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻗﺎل اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ أﻧﺲ) :ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺨﺶ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻌﺎﻟﻢ( وﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ) :ﻛﻔﻰ ﺑﺨﺸﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎً ،وﺑﺎﻻﻏﺘﺮار ﺑﻪ ﺟﻬ ًﻼ( ،وﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻗﺎل) :إﳕﺎ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺨﺎف اﷲ ( اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﰲ اﻵﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺸﻤﻞ ﺛﻮاب ُﻗ ﱠﺮاء اﻟﻘﺮآن؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺼﺪق ﻋﻨﻬﻢ أﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻠﻮن ﻛﺘﺎب اﷲ ،وﻳﻘﻴﻤﻮن اﻟﺼﻼة، وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺼﺎﺣﺒﻬﻢ اﻟﺘﺪﺑﺮ ﰲ اﻟﻘﺮآن؛ ﻓﺈن ﻟﻠﺘﻼوة ﺣﻈﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻮاب واﻟﺘﻨ ﱡﻮر ﺑﺄﻧﻮار ﻛﻼم اﷲ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻗﻴﻞ ﰲ ﺳﺒﺐ ﺗﻘﺪﱘ اﻟﻈﺎﻟﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎﳋﻴﺮات ﻣﻊ أن اﻟﺴﺎﺑﻖ أﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﻨﻪ -ﻟﺌﻼ ﻳﻴﺄس اﻟﻈﺎﻟﻢ- ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ ،وأ ﱠﺧﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺌﻼ ﻳﻌﺠﺐ ﺑﻌﻤﻠﻪ اﺑﻦ ﺟﺰي :ﻫﻲ اﳉﻨﺔ ،واﳌﻘﺎﻣﺔ :ﻫﻲ اﻹﻗﺎﻣﺔ واﳌﻮﺿﻊ، اﺑﻦ اﳉﻮزي وإﳕﺎ ﺳﻤﻴﺖ اﳉﻨﺔ دار اﳌﻘﺎﻣﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﻳﺨﺮﺟﻮن ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺮف ﺷﺮف اﻟﻌﻤﺮ وﻗﻴﻤﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﺮط ﰲ ﳊﻈﺔ ﻣﻨﻪ، ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ اﻟﺸﺎب ﰲ ﺣﺮاﺳﺔ ﺑﻀﺎﻋﺘﻪ ،وﻟﻴﺤﺘﻔﻆ اﻟﻜﻬﻞ ﺑﻘﺪر اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ،وﻟﻴﺘﺰود اﻟﺸﻴﺦ ﻟﻠﺤﺎق ﺟﻤﺎﻋﺘﻪ ،وﻟﻴﻨﻈﺮ اﻟﻬﺮم أن ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻪ ٢٠٢
اﻟﺴﻌﺪي وﻟﻴﺲ إﻗﺴﺎﻣﻬﻢ اﳌﺬﻛﻮر ﻟﻘﺼﺪ ﺣﺴﻦ ،وﻃﻠﺐ ﻟﻠﺤﻖ ،وإﻻ ﻟﻮ ﱢﻓﻘﻮا ﻟﻪ ،وﻟﻜﻨﻪ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﺳﺘﻜﺒﺎر ﰲ اﻷرض ﻋﻠﻰ اﳋﻠﻖ وﻋﻠﻰ اﳊﻖ ،وﺑﻬﺮﺟﺔ ﰲ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻫﺬا؛ ﻳﺮﻳﺪون ﺑﻪ اﳌﻜﺮ واﳋﺪاع، وأﻧﻬﻢ أﻫﻞ اﳊﻖ اﳊﺮﻳﺼﻮن ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻪ ،ﻓﻴﻐﺘﺮ ﺑﻪ اﳌﻐﺘﺮون، وﳝﺸﻲ ﺧﻠﻔﻬﻢ اﳌﻘﺘﺪون اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﺄﻣﻦ أﻓﺮاد اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً؛ ﺗﻨ ﱠﻜﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ،وﺗﺒﺎدروا اﻹﺿﺮار واﻹﻫﻼك؛ ﻟﻴﻔﻮز ﻛﻞ واﺣﺪ ﺑﻜﻴﺪ اﻵﺧﺮ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ؛ ﻓﻴﻔﻀﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻓﺴﺎد ﻛﺒﻴﺮ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ واﷲ ﻻ ﻳﺤﺐ اﻟﻔﺴﺎد اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻗﺎل اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد :ﻛﺎد اﳉﻌﻞ أن ﻳﻌﺬب ﰲ ﺟﺤﺮه ﺑﺬﻧﺐ اﺑﻦ آدم ،وﻗﺎل ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻛﺜﻴﺮ :أﻣﺮ رﺟﻞ ﺑﺎﳌﻌﺮوف وﻧﻬﻰ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ رﺟﻞ :ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ؛ ﻓﺈن اﻟﻈﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﻀﺮ إﻻ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮة :ﻛﺬﺑﺖ واﷲ اﻟﺬي ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﻫﻮ، ﺛﻢ ﻗﺎل :واﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪه إن اﳊﺒﺎرى ﻟﺘﻤﻮت ﻫﺰﻻً ﰲ وﻛﺮﻫﺎ ﺑﻈﻠﻢ اﻟﻈﺎﻟﻢ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ٢٠٣
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ ﺳﻮرة ﻳﺲ ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ اﳌﺼﺤﻒ ٣٦ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﻨﺰول ٤١ اﻟﺴﻮرة ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺮرت أﺻﻮل اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﺳﻮرة ﻗﻠﺐ اﻟﻘﺮآن أﻛﻤﻞ وﺟﻪ وأﲤﻪ ﻣﻦ إﺛﺒﺎت اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻟﺒﻌﺚ واﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﳌﻌﻤﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﻢ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺑﺨﻴﺮي وﺟﻪ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ إﺛﺒﺎت اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ واﻟﺒﻌﺚ ودﻻﺋﻠﻬﻤﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻛﻞ ﺳﻮء، وﺟﻪ ﺳﻮرة وﺗﻘﻀﻲ ﻟﻪ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻟﺪاﻓﻌﺔ اﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﻗﺼﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ،وﺣﺎل اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﻌﺾ اﻵﻳﺎت ﻣﻦ ﻗﺪرة اﷲ إﻧﻜﺎر اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﻠﺒﻌﺚ واﺳﺘﺒﻌﺎدﻫﻢ ﻗﻴﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮﺟﻞ اﳌﺆﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﻗﻮﻣﻪ ﻻﺗﺒﺎع اﳌﺮﺳﻠﲔ ﺟﺰاء اﳌﺠﺮﻣﲔ اﻷﺷﻘﻴﺎء إﻋﺮاض اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻦ اﳊﻖ وﺗﻌﺎﻣﻴﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻬﺪى إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﺒﻌﺚ ﺟﺰاء اﻷﺑﺮار اﳌﺘﻘﲔ إﺛﺒﺎت وﺟﻮد اﷲ ووﺣﺪاﻧﻴﺘﻪ ٢٠٤
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺑُﺪﺋﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﻮﺣﻲ ،وﺻﺪق رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ،ﺛﻢ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﻛﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ،اﻟﺬﻳﻦ ﲤﺎدوا ﰲ اﻟﻐﻲ واﻟﻀﻼل ،ﻓﺤﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺬاب اﷲ واﻧﺘﻘﺎﻣﻪ ،وﺳﺎﻗﺖ ﻗﺼﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻟﺘﺤﺬر ﻣﻦ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺗﻜﺬﻳﺐ اﷲ ورﺳﻠﻪ ،وذﻛﺮت ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺪاﻋﻴﺔ اﳌﺆﻣﻦ اﻟﺬي ﻧﺼﺢ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻘﺘﻠﻮه ﻓﺄدﺧﻠﻪ اﷲ اﳉﻨﺔ ،وﻟﻢ ﳝﻬﻞ اﳌﺠﺮﻣﲔ ﺑﻞ أﺧﺬﻫﻢ ﺑﺼﻴﺤﺔ اﻟﻬﻼك واﻟﺪﻣﺎر ،وﺗﻀﻤﻨﺖ دﻻﺋﻞ ﻗﺪرة اﷲ ،وﺗﻨﺎوﻟﺖ أﻫﻮال ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺒﻌﺚ واﳊﺴﺎب ،وأﻗﺎﻣﺖ اﻷدﻟﺔ واﻟﺒﺮاﻫﲔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪوﺛﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت اﻟﺴﻮرة ﺑﻮﺻﻒ اﻟﻘﺮآن ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة ﻓﺎﻃﺮ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻗﺪرة اﷲ اﳌﻄﻠﻘﺔ: ،وﺑ ﱠﲔ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺳﻮرة ﻳﺲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻗﺪرﺗﻪ وﻫﻮ إﺣﻴﺎء اﳌﻮﺗﻰ: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ وﺟﺐ اﻟﻌﺬاب ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻌﺘﺪل ﻻ ﻋﻮج اﻟﻘﺮآن ﻣﻜﻮن ﻣﻦ ﻫﺬه اﳊﺮوف، ﻓﻴﻪ؛ وﻫﻮ اﻹﺳﻼم وﻣﻊ ﻫﺬا ﻓﻬﻮ ﻣﻌﺠﺰ ﺣﺎﺟﺰاً ،وﻣﺎﻧﻌﺎً ﻣﺎ ﺳﻨﱡﻮه ،وأﺑﻘﻮه راﻓﻌﻮن رؤوﺳﻬﻢ، ﺟﻤﻌﺖ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ وﺷﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺧﻔﻀﻬﺎ إﻟﻰ أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ﺗﺸﺎءﻣﻨﺎ ﺑﻜﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﻓﺄﻋﻤﻴﻨﺎ أﺑﺼﺎرﻫﻢ اﻟﻨﺎس ،ﻻ ﻳﺮاه إﻻ اﷲ ﻳﺴﺮع ﰲ ﻣﺸﻴﻪ أﻳﺪﻧﺎ ،وﻗﻮﻳﻨﺎ ﻛﺘﺎب واﺿﺢ؛ وﻫﻮ: اﻟﻠﻮح اﶈﻔﻮظ أإن ُو ِﻋﻈﺘﻢ ﺗﺸﺎءﻣﺘﻢ؟! ﺷﺆﻣﻜﻢ وأﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺮك ﻣﺮدودة ﻋﻠﻴﻜﻢ ٢٠٥
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻷﱈ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻴﺘﻮن ،ﻫﺎﻣﺪون ﺧﻠﻘﻨﻲ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﻷﺻﻨﺎف ،واﻷﻧﻮاع ﻧﺤﻀﺮﻫﻢ ﻟﻠﺠﺰاء إﻻ واﳊﺴﺎب ﻛﻌﺬق اﻟﻨﺨﻠﺔ اﳌﺘﻘﻮس ﰲ ﻧﻨﺰع اﻻﻧﺤﻨﺎء واﻟﺼﻔﺮة ﻟﻘﺪﻣﻪ ﻗﺪرﻧﺎ ﺳﻴﺮه ﻣﻦ أول اﻟﺸﻬﺮ إﻟﻰ آﺧﺮه ﰲ ﻣﻨﺎزل ﻳﺠﺮون اﳌﻤﻠﻮء ﺣﻤﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﳒﺎ ﻣﻦ وﻟﺪ ﻧﻔﺨﺔ اﻟﻔﺰع ﻋﻨﺪ آدم ﰲ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮح ﻓﻼ ﻣﻐﻴﺚ ﻳﺨﺘﺼﻤﻮن ﰲ ﻗﻴﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮون ﺷﺆون ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻳﺴﺮﻋﻮن ﰲ اﳋﺮوج اﻟﻘﺒﻮر اﻟﻘﺮن اﻟﺬي ﻳﻨﻔﺦ ﻓﻴﻪ إﺳﺮاﻓﻴﻞ ﻣﺎﺛﻠﻮن ﻟﻠﺤﺴﺎب ﻧﻔﺨﺔ واﺣﺪة ﰲ اﻟﻘﺮن ﻗﺒﻮرﻧﺎ اﻷﺳ ﱠﺮة اﳌﺰﻳﻨﺔ ﻣﺘﻠﺬذون ﻋﺒﺎدﺗﻲ وﻣﻌﺼﻴﺔ ﲤﻴﺰوا واﻧﻔﺼﻠﻮا ﻣﺸﻐﻮﻟﻮن ﺑﺎﻟﻨﻌﻴﻢ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻃﺮﻳﻖ ﻗﻮﱘ ﻋﻤﺎ ﺳﻮاه ﻓﺒﺎدروا إﻟﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ؛ ﻋﻦ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻧﻄﺒﻊ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮن ﻟﻴﺠﺘﺎزوه أن ﳝﻀﻮا أﻣﺎﻣﻬﻢ أﻣﺎﻛﻨﻬﻢ ﺧﻠﻘﺎً ﻧُ ِﻌﺪه إﻟﻰ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ وﺳﺨﺮﻧﺎﻫﺎ اﺑﺘﺪأﻫﺎ؛ وﻫﻲ اﻟﻀﻌﻒ ﻟﻐﻴﺮﻧﺎ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮ اﳋﺼﺎم ﻧُﻄﻞ ﻋﻤﺮه ﻣﺎ ﻳﺮﻛﻧُﺒﻄﻮﻧﻞﻪﻋﰲﻤﺮاهﻷﺳﻔﺎر اﳌﻠﻚ اﻟﺘﺎم ﻟﻸﺷﻴﺎء ﺑﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﺘﻔﺘﺘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﺴﻌﺪي اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ أﻗﻮى اﻷدﻟﺔ اﳌﺘﺼﻠﺔ اﳌﺴﺘﻤﺮة ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺮﺳﻮل؛ ﻓﺄدﻟﺔ اﻟﻘﺮآن ﻛﻠﻬﺎ أدﻟﺔ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻣﻌﻨﺎه :ﺣﻈﻜﻢ وﻣﺎ ﺻﺎر إﻟﻴﻪ وﻗﻮﻟﻬﻢ : اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ وﺷﺮ ﻣﻌﻜﻢ؛ أي :ﻣﻦ أﻓﻌﺎﻟﻜﻢ وﻣﻦ ﺗﻜﺴﺒﺎﺗﻜﻢ ،ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻣﻦ أﺟﻠﻨﺎ وﻻ ﺑﺴﺒﺒﻨﺎ ،ﺑﻞ ﺑﺒﻐﻴﻜﻢ وﻛﻔﺮﻛﻢ ،وﺑﻬﺬا ﻓﺴﺮ اﻟﻨﺎس. وﺳﻤﻲ اﳊﻆ واﻟﻨﺼﻴﺐ ﻃﺎﺋﺮاً اﺳﺘﻌﺎرة؛ أي :ﻫﻮ ﳑﺎ ﲢﺼﻞ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﻄﺎﺋﺮ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ووﺻ ُﻒ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ ﻳﻔﻴﺪ أﻧﻪ ﺟﺎء ﻣﺴﺮﻋﺎً ،وأﻧﻪ ﺑﻠﻐﻪ ﻫ ﱡﻢ أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﺮﺟﻢ اﻟﺮﺳﻞ أو ﺗﻌﺬﻳﺒﻬﻢ ،ﻓﺄراد أن ﻳﻨﺼﺤﻬﻢ ﺧﺸﻴ ًﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻞ ،وﻫﺬا ﺛﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻔﻴﺪ أﻧﻪ ﳑﻦ ﻳُﻘﺘﺪى ﺑﻪ ﰲ اﻹﺳﺮاع إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﳌﻨﻜﺮ ٢٠٦
اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وﰲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻋﻈﻴﻢ ،ودﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻮب ﻛﻈﻢ اﻟﻐﻴﻆ ،واﳊﻠﻢ ﻋﻦ أﻫﻞ اﳉﻬﻞ ،واﻟﺘﺮؤف ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أدﺧﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻏﻤﺎر اﻷﺷﺮار وأﻫﻞ اﻟﺒﻐﻲ ،واﻟﺘﺸﻤﺮ ﰲ ﺗﺨﻠﻴﺼﻪ، واﻟﺘﻠﻄﻒ ﰲ اﻓﺘﺪاﺋﻪ ،واﻻﺷﺘﻐﺎل ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﺸﻤﺎﺗﺔ ﺑﻪ واﻟﺪﻋﺎء ﻋﻠﻴﻪ ،أﻻ ﺗﺮى ﻛﻴﻒ ﲤﻨﻰ اﳋﻴﺮ ﻟﻘﺘﻠﺘﻪ واﻟﺒﺎﻏﲔ ﻟﻪ اﻟﻐﻮاﺋﻞ ،وﻫﻢ ﻛﻔﺮة ﻋﺒﺪة أﺻﻨﺎم اﺑﻦ ﺟﺰي اﳌﻌﻨﻰ أن اﷲ أﻫﻠﻜﻬﻢ ﺑﺼﻴﺤﺔ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ ،وﻟﻢ ﻳﺤﺘﺞ ﰲ ﺗﻌﺬﻳﺒﻬﻢ إﻟﻰ إﻧﺰال ﺟﻨﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء؛ ﻷﻧﻬﻢ أﻫﻮن ﻣﻦ ذﻟﻚ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﻤﺎ ﻟﻠﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻈﺎم وذﻛﺮ ﺻﻔﺘﻲ ﺳﻴﺮ اﻟﻜﻮاﻛﺐ؛ ﻓﺎﻟﻌﺰة ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺗﺴﺨﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﻜﻮﻛﺐ اﻟﻌﻈﻴﻢ، واﻟﻌﻠﻢ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﺪﻳﻊ اﻟﺪﻗﻴﻖ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﻐﺰاﻟﻲ أﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻲ ﻣﻦ اﺳﺘﺒﻄﺎﺋﻚ ﻫﺠﻮم اﳌﻮت اﻗﺘﺪاء ﺑﺮﻋﺎع اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ اﻟﻐﺎﻓﻠﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻴﺄﺗﻴﻬﻢ اﳌﺮض ﻧﺬﻳﺮاً ﻣﻦ اﳌﻮت ﻓﻼ ﻳﻨﺰﺟﺮون ،وﻳﺄﺗﻴﻬﻢ اﻟﺸﻴﺐ رﺳﻮ ًﻻ ﻣﻨﻪ ﻓﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮون ﻳﻌﻨﻮن :ﻗﺒﻮرﻫﻢ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺘﻘﺪون ﰲ اﻟﺪار اﻟﺪﻧﻴﺎ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺒﻌﺜﻮن ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺎﻳﻨﻮا ﻣﺎ ﻛﺬﺑﻮا ﺑﻪ ﰲ ﻣﺤﺸﺮﻫﻢ ﻗﺎﻟﻮا: ،وﻫﺬا ﻻ ﻳﻨﻔﻲ ﻋﺬاﺑﻬﻢ ﰲ ﻗﺒﻮرﻫﻢ؛ ﻷﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪه ﰲ اﻟﺸﺪة ﻛﺎﻟﺮﻗﺎد اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻫﺬا ﻳﺆذن ﺑﺄن أﻫﻞ اﳉﻨﺔ ﻋﺠﻞ ﺑﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻨﻌﻴﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺒﻌﺚ إﻟﻰ اﻟﻨﺎر أﻫﻠﻬﺎ ،وأن أﻫﻞ اﳉﻨﺔ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ ذﻟﻚ اﶈﻀﺮ اﻟﺴﻌﺪي وﻫﺬا اﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع اﻟﻜﻔﺮ واﳌﻌﺎﺻﻲ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎن وﻋﺒﺎدة ﻟﻪ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻗﻴﻞ :ﻷن اﻟﻴﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻌﻤﻠﻪ ،واﻟﺮﺟﻞ ﺣﺎﺿﺮة ،وﻗﻮل اﳊﺎﺿﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮه ﺷﻬﺎدة ،وﻗﻮل اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ إﻗﺮار ﲟﺎ ﻗﺎل أو ﻓﻌﻞ ،ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﺻﺪر ﻣﻦ اﻷﻳﺪي ﺑﺎﻟﻘﻮل، وﻋﻤﺎ ﺻﺪر ﻣﻦ اﻷرﺟﻞ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدة اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻓﺮع ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ واﻻﻣﺘﻨﺎن ﻗﻮﻟﻪ: اﺳﺘﻔﻬﺎﻣﺎً ﺗﻌﺠﺒﻴﺎً؛ ﻟﺘﺮﻛﻬﻢ ﺗﻜﺮﻳﺮ اﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻨﻌﻢ اﻟ ِﻌ ﱠﺪة، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺟﻲء ﺑﺎﳌﻀﺎرع اﳌﻔﻴﺪ ﻟﻠﺘﺠﺪﻳﺪ واﻻﺳﺘﻤﺮار؛ ﻷن ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻌﻢ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺣﲔ اﻟﻄﺒﺮي إﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ أن اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ إﻟﻰ ﻗﻴﻞ ذﻟﻚ اﳊﺴﺪ ،وﻫﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮن أن اﻟﺬي ﺟﺌﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻌﺮ ،وﻻ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺸﻌﺮ، وأﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﺑﻜﺬاب ،ﻓﻨﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺮون ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ إﻟﻴﻪ ،وﻣﺎ ﻳﻌﻠﻨﻮن ﻣﻦ ﺟﺤﻮدﻫﻢ ذﻟﻚ ﺑﺄﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﻋﻼﻧﻴﺔ ٢٠٧
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﺼﺎﻓﺎت ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ٣٧ ﺗﻨﺰﻳﻪ اﷲ ﻋﻤﺎ ﻧﺴﺒﻪ إﻟﻴﻪ اﳌﺸﺮﻛﻮن ،وإﺑﻄﺎل ﻣﺰاﻋﻤﻬﻢ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﻨﺰول ٥٦ اﻟﺴﻮرة ﰲ اﳌﻼﺋﻜﺔ واﳉﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت إﻧﻜﺎر اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﻠﺒﻌﺚ وﺟﺰاؤﻫﻢ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ إﻋﻼن وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻮل ﻣﻨﻜﺮ اﻟﺒﻌﺚ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻧﻌﻴﻢ أﺻﺤﺎب اﳉﻨﺔ وﺗﺬﻛﺮﻫﻢ ﻟﻘﺮﻳﻦ اﻟﺴﻮء ﺟﺰاء اﻟﻈﺎﳌﲔ وأﻟﻮان ﻋﺬاب ﺟﻬﻨﻢ ﺷﻜﺮ اﳌﺆﻣﻦ ﻟﺮﺑﻪ ﻗﺼﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺼﺔ ﻧﻮح ودﻋﺎؤه ﻗﺼﺔ إﻟﻴﺎس ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ وﻫﺎرون ٢٠٨
اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﻗﺼﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﻗﺼﺔ ﻟﻮط ﻧﺼﺮ ﺟﻨﺪ اﷲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪ اﳌﺸﺮﻛﲔ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﺴﻮرة اﻹﺧﺒﺎر ﻋﻦ ﺻ ﱢﻒ اﳌﻼﺋﻜﺔ واﳌﺼﻠﱢﲔ ﻟﻠﻌﺒﺎدة ،ودﻻﺋﻞ وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ ،ورﺟﻢ اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، وذل اﻟﻈﺎﳌﲔ ،وﻋﺰ اﳌﻄﻴﻌﲔ ﰲ اﳉﻨﺎن ،وﻗﻬﺮ اﳌﺠﺮﻣﲔ ﰲ اﻟﻨﻴﺮان ،وآﻳﺔ ﻧﻮح ،وﺣﺪﻳﺚ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ، وﻓﺪاء إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﰲ ﺟﺰاء اﻻﻧﻘﻴﺎد ،وﺑﺸﺎرة إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﺈﺳﺤﺎق ،واﳌ ﱠﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ وﻫﺎرون ﺑﺈﻳﺘﺎء اﻟﻜﺘﺎب ،وﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﻨﺎس ﰲ ﺣﺎل اﻟﺪﻋﻮة ،وﻫﻼك ﻗﻮم ﻟﻮط ،وﺣﺒﺲ ﻳﻮﻧﺲ ﰲ ﺑﻄﻦ اﳊﻮت ،وﺑﻴﺎن ﻓﺴﺎد ﻋﻘﻴﺪة اﳌﺸﺮﻛﲔ ﰲ ﻧﺴﺒﺔ اﳉﻦ إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ودرﺟﺎت اﳌﻼﺋﻜﺔ ﰲ ﻣﻘﺎم اﻟﻌﺒﺎدة ،وﻣﺎ ﻣﻨﺢ اﷲ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻣﻦ اﻟﻨﱡﺼﺮة واﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ،وﺗﻨﺰﻳﻪ رب اﻟﻌﺰة واﳉﻼل ﻋﻦ اﻟﻀﺪ واﻟﻨﺪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، : ذﻛﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﰲ آﺧﺮ ﺳﻮرة ﻳﺲ ﻗﺪرﺗﻪ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎء اﳌﻮﺗﻰ: ،ﺛﻢ ﺑ ﱠﲔ ذﻟﻚ أﻳﻀﺎً ﰲ أول ﺳﻮرة اﻟﺼﺎﻓﺎت: ٢٠٩
ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻗﺴﻢ ﺑﺎﳌﻼﺋﻜﺔ ﺣﲔ ﺗﺘﻠﻮ ﻗﺴﻢ ﺑﺎﳌﻼﺋﻜﺔ ﺣﲔ ﺗﺰﺟﺮ ﻗﺴﻢ ﺑﺎﳌﻼﺋﻜﺔ ﺣﲔ ذﻛﺮ اﷲ ،وﻛﻼﻣﻪ اﻟﺴﺤﺎب ،وﺗﺴﻮﻗﻪ ﺗﺼﻒ ﰲ ﻋﺒﺎدﺗﻬﺎ وﻳُﺮﺟﻤﻮن ﺟﻨﻲ ﻣﺘﻤﺮد ،ﺧﺎرج اﻟﻘﺮآن ﻋﻦ اﻟﻄﺎﻋﺔ اﺧﺘﻠﺲ اﻟﻜﻠﻤﺔ؛ ﻣﺴﺎرﻗﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ داﺋﻢ ﻣﻮﺟﻊ ﻃﺮداً ﻟﻠﺸﻴﺎﻃﲔ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﺧﻠﻘﻨﺎ أﺑﺎﻫﻢ آدم ﻣﻀﻲء ﻣﺎ ﻳُﺮى ﻛﺎﻟﻜﻮﻛﺐ ﻳﻨﻘﺾ ﻧﻔﺨﺔ ﺻﺎﻏﺮون ،أذﻻء ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻧﻈﺮاءﻫﻢ ،وﻗﺮﻧﺎءﻫﻢ ﻟﺰج ﻳﻠﺘﺼﻖ ﺑﻌﻀﻪ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺒﻌﺾ ُﺳﻮ ُﻗﻮ ُﻫﻢ ﺳﻮﻗﺎً ﻋﻨﻴﻔﺎً ﻣﻦ ِﻗﺒﻞ اﳊﻖ واﻟﺪﻳﻦ اﺟﻤﻌﻮا ﺣﺠﺔ ،أو ﻗﻮة وﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﺣﺒﺴﻮﻫﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻠﻮا إﻟﻰ ﺟﻬﻨﻢ اﻟﺬﻳﻦ أﺧﻠﺼﻮا ﰲ ﻋﺒﺎدة اﷲ؛ ﻣﻦ أﻧﻬﺎر ﺟﺎرﻳﺔ ﻻ ﻓﺄﺧﻠﺼﻬﻢ ،واﺧﺘﺼﻬﻢ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻳﺨﺎﻓﻮن اﻧﻘﻄﺎﻋﻬﺎ ﻣﺠﺎوزﻳﻦ اﳊﺪ ﻋﻔﻴﻔﺎت ﻻ ﻳﻨﻈﺮن ﰲ اﻟﻌﺼﻴﺎن ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ إﻟﻰ ﻏﻴﺮ أزواﺟﻬﻦ ﻳﻐﺘﺎل ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﺨﻤﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻼزم ﻟﻲ ﺣﺴﺎن اﻷﻋﲔ ﻻ ﻳﺴﻜﺮون ،وﻻ ﻟﺘﻬﻠﻜﻨﻲ ﺑﻀﻼﻟﻚ، ﺗﻀﺮ أﺑﺪاﻧﻬﻢ وإﻏﻮاﺋﻚ ﳌﺠﺰﻳﻮن ،وﻣﺤﺎﺳﺒﻮن ﻟﻢ ﲤﺴﻪ اﻷﻳﺪي اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺷﺠﺮة ﺧﺒﻴﺜﺔ ،ﻣﻠﻌﻮﻧﺔ، ﻣﻦ أﺣﻀﺮوا ﰲ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم أﻫﻞ اﻟﻨﺎر إﻧﻚ ﻗﺎرﺑﺖ اﻟﻌﺬاب ﻣﻌﻚ ﺛﻤﺮﻫﺎ ﺿﻴﺎﻓﺔ اﺑﺘﻼ ًء ﻟﻬﻢ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺬﺑﻮا ﺑﻮﺟﻮد ﺷﺠﺮة ﰲ اﻟﻨﺎر وﺟﺪوا ﻗﻌﺮ ﺟﻬﻨﻢ ﳋﻠﻄﺎً ،وﻣﺰاﺟﺎً ﻓﻴﻤﻦ ﺟﺎء ﺑﻌﺪه ﻣﻦ ﻣﺎء ﺣﺎر ﺑﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﳊﺮارة ﻳﺴﺮﻋﻮن ﰲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻼل أﺗﺮﻳﺪون آﻟﻬﺔ وأﺑﻘﻴﻨﺎ ﻟﻪ ذﻛﺮاً ﺟﻤﻴ ًﻼ ﻣﺨﺘﻠﻘﺔ ﺗﻌﺒﺪوﻧﻬﺎ؟! ﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺮيء ﻣﻦ ﻛﻞ اﻋﺘﻘﺎد دﻳﻨﻪ ،وﻣﻨﻬﺎﺟﻪ ﻣﺎل ﺑﺨﻔﻴﺔ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﺑﺎﻃﻞ ،وﺧﻠﻖ ذﻣﻴﻢ إﻟﻰ اﻷﺻﻨﺎم رﻓﻊ ﺑﺼﺮه إﻟﻰ اﻟﻨﺠﻮم ﻣﺘﻔﻜﺮاً ﻣﺮﻳﺾ؛ وﻫﺬا ﺗﻌﺮﻳﺾ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺘﺬر ﺑﻪ ﻣﻦ اﳋﺮوج ﻣﻌﻬﻢ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻳﻌﺪون ﻣﺴﺮﻋﲔ ﺑﻴﺪه اﻟﻴﻤﻨﻰ أﻟﻘﺎه ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻏﺎﺿﺒﲔ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺻﻞ درﺟﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﺳﺘﺴﻠﻤﺎً ﻷﻣﺮ اﷲ ﻣﻌﻪ ،وﻗﻀﺎء ﺣﻮاﺋﺠﻪ ﺑﻜﺒﺶ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺑﺪﻳ ًﻼ ﻋﻨﻪ اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﺸﺎق اﻟﺬي أﺗﻌﺒﺪون اﻟﺼﻨﻢ أﺑﺎن ﻋﻦ ﺻﺪق إﳝﺎﻧﻪ اﳌﺴﻤﻰ» :ﺑﻌ ًﻼ« اﻟﻐﺮق ﰲ اﻟﺒﺤﺮ، واﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ﻟﻔﺮﻋﻮن وأﺑﻘﻴﻨﺎ ﻟﻪ ذﻛﺮاً ﺣﺴﻨﺎً اﻟﺒﺎﻗﲔ ﰲ اﻟﻌﺬاب ﻓﻴﻤﻦ ﺟﺎء ﺑﻌﺪه ﻫﻮ :إﻟﻴﺎس ﻧﻔﺴﻪ، اﳌﻤﻠﻮء أﻣﺘﻌ ًﺔ ،ورﻛﺎﺑﺎً أو :ﻫﻮ وأﺗﺒﺎﻋﻪ ﳌﺠﻤﻮﻋﻮن ﻟﻠﺤﺴﺎب، واﻟﻌﻘﺎب ٢١٠ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻫﺮب ﻣﻦ ﺑﻠﺪه ﻣﻦ ﻏﻴﺮ إذن رﺑﻪ ﻓﺎﻗﺘﺮع رﻛﺎب اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ؛ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﳊﻤﻮﻟﺔ ﺧﻮف اﻟﻐﺮق
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ آت ﲟﺎ ﻳﻼم ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﺑﺘﻠﻌﻪ اﳌﻐﻠﻮﺑﲔ ﺑﺎﻟﻘﺮﻋﺔ ﺑﺎﻷرض اﳋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻄﺮﺣﻨﺎه ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ اﻟﺬاﻛﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮ واﻟﺒﻨﺎء ﺑﻄﻦ اﳊﻮت ﺿﻌﻴﻒ اﻟﺒﺪن ﺑﻞ ﻳﺰﻳﺪون ﻗﺮع أﻳﺨﺘﺎر؟! ﻛﺬﺑﻬﻢ أﺑﻘﻴﻨﺎﻫﻢ أﺣﻴﺎء ﻣﺘﻤﺘﻌﲔ إﻟﻰ ﺑﻠﻮغ آﺟﺎﻟﻬﻢ اﳌﻼﺋﻜﺔ ،ﺳﻤﻮا ﺑﺬﻟﻚ؛ ﺣﺠﺔ ﻻﺟﺘﻨﺎﻧﻬﻢ ﻋﻦ اﻷﺑﺼﺎر ﺑﺌﺲ اﳊﻜﻢ إن اﻟﻜﻔﺎر ﺳﻴﺤﻀﺮون ﻣﺎ ﲢﻜﻤﻮﻧﻪ ﺗﻨﺰﻳﻬﺎً ﷲ ﻟﻠﻌﺬاب ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻳﺼﻠﻰ اﳉﺤﻴﻢ ﻗﺮاﺑ ًﺔ اﻟﻮاﻗﻔﻮن ﺻﻔﻮﻓﺎً ﺑﺪﺧﻮﻟﻬﺎ وﻣﻘﺎﺳﺎة ﺣﺮﻫﺎ ﰲ ﻋﺒﺎدة اﷲ ﲟﻀﻠﲔ أﺣﺪاً ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻣﻦ ﻛﺘﺐ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻓﺄﻋﺮض ﻋﻤﻦ ﻋﺎﻧﺪ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ اﳌﻨﺰﻫﻮن اﷲ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ ﻓﺒﺌﺲ ﺑﻔﻨﺎﺋﻬﻢ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺗﺼﻒ ﰲ اﻟﺴﻤﺎء ﻛﺼﻔﻮف اﳋﻠﻖ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻠﺼﻼة ،وﻗﻴﻞ: ﺗﺼﻒ أﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﻬﻮاء واﻗﻔﺔ ﻓﻴﻪ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﻣﺮﻫﺎ اﷲ ﲟﺎ ﻳﺮﻳﺪ اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﺧﺺ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ؛ ﻷﻧﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎﺷﺮ ﺑﺄﺑﺼﺎرﻧﺎ ،وأﻳﻀﺎ ﻓﺎﳊﻔﻆ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن إﳕﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ وﺣﺪﻫﺎ اﻟﺴﻌﺪي ﻓﻜﺄﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺠﻴﺒﻮن ﻫﺬا اﻟﺴﺆال؛ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻋﻼﻫﻢ اﻟﺬل اﻟﻄﺒﺮي واﻟﺼﻐﺎر ،واﺳﺘﺴﻠﻤﻮا ﻟﻌﺬاب اﻟﻨﺎر ،وﺧﺸﻌﻮا وﺧﻀﻌﻮا وأﺑﻠﺴﻮا ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻄﻘﻮا إﻧﺎ ﻫﻜﺬا ﻧﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ اﺧﺘﺎروا ﻣﻌﺎﺻﻲ اﷲ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻪ ،واﻟﻜﻔﺮ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﳝﺎن؛ ﻓﻨﺬﻳﻘﻬﻢ اﻟﻌﺬاب اﻷﻟﻴﻢ ،وﳒﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑﲔ ﻗﺮﻧﺎﺋﻬﻢ ﰲ اﻟﻨﺎر اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﰲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ﻋﺒﺮة ﻣﻦ اﳊﺬر ﻣﻦ ﻗﺮﻧﺎء اﻟﺴﻮء ،ووﺟﻮب اﻻﺣﺘﺮاس ﳑﺎ ﻳﺪﻋﻮن إﻟﻴﻪ ،وﻳﺰ ﱢﻳﻨﻮﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻬﺎﻟﻚ ٢١١
اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻊ ﺣﻖ اﻟﺘﺄﻣﻞ ،ﻋﻠﻢ أن ﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﷲ ﻫﻮ ﺣﺴﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﺈن اﻟﻌﺒﺪ إﳕﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻇﻨﻪ ﺑﺮﺑﻪ أن ﻳﺠﺎزﻳﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎﻟﻪ ،وﻳﺜﻴﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻳﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻣﻨﻪ، ﻓﺎﻟﺬي ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺣﺴﻦ ﻇﻨﻪ ﺣﺴﻦ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ أﺻﻞ ﰲ اﻟﻬﺠﺮة واﻟﻌﺰﻟﺔ ،وأول ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،وذﻟﻚ ﺣﲔ ﺧﻠﺼﻪ اﷲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر؛ ﻗﺎل: أي :ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻗﻮﻣﻲ وﻣﻮﻟﺪي إﻟﻰ ﺣﻴﺚ أﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدة رﺑﻲ اﺑﻦ ﺟﺰي إن ﻗﻴﻞ :ﻟﻢ ﺷﺎوره ﰲ أﻣﺮ ﻫﻮ ﺣﺘﻢ ﻣﻦ اﷲ؟ ﻓﺎﳉﻮاب: أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺎوره ﻟﻴﺮﺟﻊ إﻟﻰ رأﻳﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻋﻨﺪه، ﻓﻴﺜﺒﺖ ﻗﻠﺒﻪ ،وﻳﻮﻃﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﺮ ،ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺟﻮاب اﻟﺴﻌﺪي ﻫﻮ ﺧﻠﻴﻞ اﻟﺮﺣﻤﻦ ،واﳋﻠﺔ أﻋﻠﻰ أﻧﻮاع اﶈﺒﺔ ،وﻫﻮ ﻣﻨﺼﺐ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ،وﻳﻘﺘﻀﻲ أن ﺗﻜﻮن ﺟﻤﻴﻊ أﺟﺰاء اﻟﻘﻠﺐ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﶈﺒﻮب ،ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﺑﻨﻪ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ أراد ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﻳﺼﻔﻲ ُو ﱠده ،وﻳﺨﺘﺒﺮ ﺧﻠﺘﻪ ،ﻓﺄﻣﺮه أن ﻳﺬﺑﺢ َﻣﻦ زاﺣﻢ ﺣ ﱡﺒﻪ ﺣﺐ رﺑﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪم ﺣﺐ اﷲ ،وآﺛﺮه ﻋﻠﻰ ﻫﻮاه ،وﻋﺰم ﻋﻠﻰ ذﺑﺤﻪ، وزال ﻣﺎ ﰲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ اﳌﺰاﺣﻢ ،ﺑﻘﻲ اﻟﺬﺑﺢ ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻓﻴﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻓﻴﻪ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ أن اﳋﺒﻴﺚ واﻟﻄﻴﺐ ﻻ ﻳﺠﺮي أﻣﺮﻫﻤﺎ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻋﻠﻰ اﻟ ِﻌﺮق واﻟﻌﻨﺼﺮ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﻠﺪ اﻟ َﺒ ﱡﺮ اﻟﻔﺎﺟﺮ واﻟﻔﺎﺟﺮ اﻟ ﱠﺒﺮ، وﻋﻠﻰ أن ﻓﺴﺎد اﻷﻋﻘﺎب ﻻ ﻳُﻌﺪ ﻏﻀﺎﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء ،وأن ﻣﻨﺎط اﻟﻔﻀﻞ ﻫﻮ ﺧﺼﺎل اﻟﺬات وﻣﺎ اﻛﺘﺴﺐ اﳌﺮء ﻣﻦ اﻟﺼﺎﳊﺎت، وأﻣﺎ ﻛﺮاﻣﺔ اﻵﺑﺎء ﻓﺘﻜﻤﻠﺔ ﻟﻠﻜﻤﺎل وﺑﺎﻋﺚ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺴﺎم ﺑﻔﻀﺎﺋﻞ اﳋﻼل اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر واﻋﻠﻢ أن اﻟﻐﺮض ﻣﻦ ذﻛﺮ ﻳﻮﻧﺲ ﻫﻨﺎ ﺗﺴﻠﻴﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻘﺎه ﻣﻦ ﺛﻘﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺄن ذﻟﻚ ﻗﺪ أﺛﻘﻞ اﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ،ﻓﻈﻬﺮت ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﰲ ﺻﺒﺮه ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،وﻋﺪم ﺗﺬﻣﺮه ،وﻹﻋﻼم ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺄﻣﻮر ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﲟﺪاوﻣﺔ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﺪﻳﻦ؛ ﻷن اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ إﳊﺎﺣﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ودﻋﻮﺗﻪ إﻳﺎﻫﻢ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷزﻣﺎن واﻷﺣﻮال أﺧﺒﺮ اﷲ أن ﻳﻮﻧﺲ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﺴﺒﺤﲔ ،وأن ﺗﺴﺒﻴﺤﻪ ﻛﺎن ﺳﺒﺐ ﳒﺎﺗﻪ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻗﻴﻞ :إن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺮﻓﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ إذا ﻋﺜﺮ .ﻗﺎل اﳊﺴﻦ :ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ ﺻﻼة ﰲ ﺑﻄﻦ اﳊﻮت، وﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪم ﻋﻤ ًﻼ ﺻﺎﳊﺎً ﰲ ﺣﺎل اﻟﺮﺧﺎء؛ ﻓﺬﻛﺮه اﷲ ﺑﻪ ﰲ ﺣﺎل اﻟﺒﻼء اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻧﻲ أن اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻻ ﻳﺼﻠﻮن إﻟﻰ إﺿﻼل أﺣﺪ اﻟﻄﺒﺮي إﻻ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻬﺘﺪي ،وﻟﻮ ﻋﻠﻢ اﷲ ﺟﻞ وﻋﺰ أﻧﻪ ﻳﻬﺘﺪي ﳊﺎل ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ﻧﻀﺮة ﻗﺎل :ﻛﺎن ﻋﻤﺮ إذا أﻗﻴﻤﺖ اﻟﺼﻼة أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﺑﻮﺟﻬﻪ ،ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس اﺳﺘﻮوا ،إن اﷲ إﳕﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻜﻢ ﻫﺪي اﳌﻼﺋﻜﺔ اﺳﺘﻮوا ،ﺗﻘﺪم أﻧﺖ ﻳﺎ ﻓﻼن ،ﺗﺄﺧﺮ أﻧﺖ أي ﻫﺬا، ﻓﺈذا اﺳﺘﻮوا ﺗﻘﺪم ﻓﻜﺒﺮ ٢١٢
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٣٨ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٣٨ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑــــ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة وﺟﻪ ﺳﻮرة داود ذﻛﺮ اﳌﺨﺎﺻﻤﺔ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻻﺷﺘﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺔ داود ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ وﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﺗﺬﻛﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎر ﲟﺎ ﻧﺎل أﺳﻼﻓﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن وﻋﺠﺒﻬﻢ اﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ اﻷﻛﻮان وإﻧﺰال اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ رﺳﺎﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﻗﺼﺔ داود ﻗﺼﺔ أﻳﻮب ﻗﺼﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﻋﻘﺎب اﻟﻄﺎﻏﲔ اﻷﺷﻘﻴﺎء ﻗﺼﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ وذرﻳﺘﻪ ﻗﺼﺔ آدم وإﺑﻠﻴﺲ ﺗﺄﻛﻴﺪ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ واﻟﻘﺮآن ٢١٣
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة ﺗﻌﺠﺐ اﻟﻜﻔﺎر ﻣﻦ ﻧﺒﻮة اﳌﺼﻄﻔﻰ ﷺ ،ووﺻﻒ اﳌﻨﻜﺮﻳﻦ رﺳﻮل اﷲ ﷺ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼق واﻻﻓﺘﺮاء ،واﺧﺘﺼﺎص اﳊﻖ ﲟﻠﻚ اﻷرض واﻟﺴﻤﺎء ،وﻇﻬﻮر أﺣﻮال ﻳﻮم اﻟﻘﻀﺎء ،وﻗﺼﺔ داود وﺳﻠﻴﻤﺎن ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌ ﱠﻨﺔ واﻟﻌﻄﺎء ،وذﻛﺮ أﻳﻮب ﰲ اﻟﺸﻔﺎء ،واﻻﺑﺘﻼء ،وﺗﺨﺼﻴﺺ إﺑﺮاﻫﻴﻢ وأوﻻده ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ،وﺣﻜﺎﻳﺔ أﺣﻮال ﺳﺎﻛﻨﻲ ﺟﻨﺔ اﳌﺄوى ،وﻋﺠﺰ ﺣﺎل اﻷﺷﻘﻴﺎء ﰲ ﺳﻘﺮ وﻟﻈﻰ ،وواﻗﻌﺔ إﺑﻠﻴﺲ ﻣﻊ آدم وﺣﻮاء ،وﺗﻬﺪﻳﺪ اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺬﻳﺒﻬﻢ اﻟﻨﺒﻲ اﳌﺠﺘﺒﻰ ﷺ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، : ذﻛﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ آﺧﺮ ﺳﻮرة اﻟﺼﺎﻓﺎت: وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ: ،ﺛﻢ ﺑ ﱠﲔ ﰲ أول ﺳﻮرة ص ﻫﻼك ﺑﻌﺾ اﻷﱈ ﺑﺎﻟﻌﺬاب اﻟﺬي اﺳﺘﻌﺠﻠﻮه ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ،وﻋﻨﺎد اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﳌﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺬﻛﻴﺮ اﻟﻨﺎس ﲟﺎ ﻫﻢ ﻋﻨﻪ ﻏﺎﻓﻠﻮن ﻟﻴﺲ اﻟﻮﻗﺖ وﻗﺖ ﺗﻜ ﱡﺒﺮ ،وﺣﻤ ﱠﻴﺔ ﻓﺮار وﺧﻼص اﺳﺘﻤﺮوا ﻋﻠﻰ أﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛﺜﻴﺮاً ﻣﻦ اﻷﱈ أﻫﻠﻜﻨﺎ دﻳﻨﻜﻢ ،وﺷﺮﻛﻜﻢ اﻷﺷﺮاف ،وﻛﺒﺎر اﻟﻘﻮم ﻋﺠﻴﺐ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ أو اﺛﺒﺘﻮا ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎدﺗﻬﺎ دﻳﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﻣﺪﺑﺮ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻨﻪ اﻟﺘﺮؤس ،واﻟﺴﻴﺎدة ﻛﺬب ،واﻓﺘﺮاء ﺟﻨﻮد ﻗﻠﻴﻠﻮن ﺣﻘﻴﺮون ﻓﻠﻴﺄﺧﺬوا ﺑﺎﻷﺳﺒﺎب وﻟﻴﻤﻨﻌﻮا اﻟﻮﺣﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ٢١٤
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻓﻮﺟﺐ اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻴﻬﻢ أﺻﺤﺎب اﻷﺷﺠﺎر ﺻﺎﺣﺐ اﳉﻨﻮد، واﻟﺒﺴﺎﺗﲔ؛ وﻫﻢ ﻗﻮم ﺷﻌﻴﺐ واﻟﻘﻮة اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ رﺟﻮع ﻛﺜﻴﺮ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻧﻔﺨﺔ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وﻣﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﺎ ﻳﺮﺿﻲ اﷲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﻮة ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻴﺒﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻄﺎﻋﺔ ،وﰲ اﳊﺮب آﺧﺮ اﻟﻨﻬﺎر اﻟﻨﺒﻮة وأول اﻟﻨﻬﺎر ﻣﻄﻴﻊ اﳌﺘﺨﺎﺻﻤﲔ ﻗﻮﻳﻨﺎ ﻣﻠﻜﻪ ﺑﺎﻟﻬﻴﺒﺔ، واﻟﺘﻤﻜﲔ ،واﻟﻨﺼﺮ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺸﺎﰲ واﻟﻔﺼﻞ ﻓﺎرﺗﺎع ﰲ اﻟﻜﻼم واﳊﻜﻢ ﺧﺒﺮ أﻋ ِﻄﻨﻴﻬﺎ ،واﻧ ِﺰل ﻟﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺴﻠﱠﻘﻮا ﻣﻜﺎن ﻋﺒﺎدﺗﻪ ﻟﻴﻌﺘﺪي وﻻ ﺗﻈﻠﻢ ﰲ ﺣﻜﻤﻚ وﺳﻂ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﻮاب ﻏﻠﺒﻨﻲ ﰲ اﻟﻜﻼم، ﺳﺠﺪ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎء واﺷﺘﺪ ﻋﻠ ﱠﻲ ﻓﻴﻪ وأﻳﻘﻦ ﻣﺮﺟﻊ اﺑﺘﻠﻴﻨﺎه ،واﻣﺘﺤ ﱠﻨﺎه اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻟﻴﺘﻔﻜﺮوا ﻟﻘﺮﺑﻰ وﻣﻜﺎﻧﺔ رﺟﻊ ،وﺗﺎب ﻋﺒﺜﺎً وﻟﻬﻮاً ﻋﺼﺮاً ﻓﻬﻼك وﻟﻴﺘﻌﻆ آﺛﺮت ﺣﺐ اﳌﺎل ﻛﺜﻴﺮ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﷲ ﳝﺴﺢ ﺳﻴﻘﺎﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ،واﻟﻄﺎﻋﺔ اﳋﻴﻮل اﻟﻮاﻗﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﳋﻴﻮل اﻷﺻﻴﻠﺔ ﺛﻼث ﻗﻮاﺋﻢ وﺗﺮﻓﻊ اﻟﺮاﺑﻌﺔ وأﻋﻨﺎﻗﻬﺎ رﺟﻊ إﻟﻰ اﷲ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﻏﺎﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ ،أو ﻏﺎﺑﺖ اﳋﻴﻞ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﻳﺒﻨﻲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء ﻓﺸﺮع اﺑﺘﻠﻴﻨﺎ اﻷﻏﻼل ِﺷ ﱠﻖ إﻧﺴﺎن ُو ِﻟﺪ ﻟﻪ وﺣﺴﻦ ﻣﺮﺟﻊ ﺣﻴﺚ أراد ﻟ ﱢﻴﻨﺔ ﻃ ﱢﻴﻌﺔ ﰲ اﻵﺧﺮة اﺿﺮب ﺑﺮﺟﻠﻚ اﻷرض ﻣﻘ ﱠﻴﺪﻳﻦ ﻳﻐﻮص ﰲ اﻟﺒﺤﺮ ﻻﺳﺘﺨﺮاج ﻧﻔﺎﺋﺴﻪ ﻟﻴﻨﺒﻊ ﻟﻚ اﳌﺎء ﻟﻘﺮﺑﻰ وﻛﺮاﻣﺔ ﻷﺻﺤﺎب اﻟﻌﻘﻮل ﻓﺄﻋﻂ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ أﻟﻢ ﰲ ﺟﺴﺪي، اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ وﻣﺎﻟﻲ ،وأﻫﻠﻲ ﲟﺸﻘﺔ ،وﺗﻌﺐ ر ﱠﺟﺎع إﻟﻰ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ﺧﺼﺼﻨﺎﻫﻢ ﺑﺨﺼﻠﺔ وزدﻧﺎه ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎء ﺗﻐﺘﺴﻞ ﺑﻪ ،ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎؤك ﻋﻈﻴﻤﺔ وﻻ ﺗﻨﻘﺾ ﳝﻴﻨﻚ اﻟﺘﻲ ﺣﺴﻦ ﻣﺮﺟﻊ ﰲ اﻵﺧﺮة ﺣﻠﻔﺘﻬﺎ ﺑﻀﺮب زوﺟﺘﻚ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ اﳊﺸﻴﺶ وﻧﺤﻮه ﻣﺘﺴﺎوﻳﺎت ﰲ اﻟﺴﻦ واﻟﺒﺼﻴﺮة ﰲ اﻟﺪﻳﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻘﻮة ﰲ اﳌﺨﺘﺎرﻳﻦ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻻ ﻳﻨ ُﻈﺮن إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺗﺬﻛﺮ اﻵﺧﺮة ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ أزواﺟﻬ ﱠﻦ ﻳﻄﻠﺒﻮن ٢١٥
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳﺪﺧﻠﻮﻧﻬﺎ وﻳﻘﺎﺳﻮن أﺳﻮأ ﻣﺮﺟﻊ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻓﻨﺎء واﻧﻘﻄﺎع ﺣﺮﻫﺎ ﻣﺎء ﺷﺪﻳﺪ اﳊﺮارة اﻟﻔﺮاش ﺻﺪﻳﺪ ﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ وﻋﺬاب آﺧﺮ أﺟﺴﺎد أﻫﻞ اﻟﻨﺎر داﺧﻠﺔ اﻟﻨﺎر ﻣﻌﻜﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻨﺎر اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ أﺻﻨﺎف ،وأﻟﻮان ﺑﺪأﰎ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻣﻘﺎﺳﻮ ﺣﺮﻫﺎ ﻻ رﺣﺒﺖ ﺑﻬﻢ اﻟﻨﺎر؛ وﻻ وﺳﻨﻨﺘﻤﻮه ﻟﻨﺎ اﺗﺴﻌﺖ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ُﻣﻀﺎﻋﻔﺎً ﻫﻞ ﲢﻘﻴﺮﻧﺎ ﻟﻬﻢ ﺧﻄﺄ؟ اﳌﻘﺮ ﺟﺪال اﻟﺬي ﻳﻘﻬﺮ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﺎﻟﺖ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻏﻠﺒﻪ اﳌﻼﺋﻜﺔ روح اﳊﻴﺎة اﻟﺘﻲ اﻟﻘﺮآن ﺧﺒﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﺘﺠﺎدﻟﻮن ﰲ ﺷﺄن اﻟﻨﻔﻊ ﺧﻠﻖ آدم ﻳﺨﻠﻘﻬﺎ اﷲ أم ﻛﻨﺖ ﻣﻦ اﳌﺘﻜﺒﺮﻳﻦ ﺧﻠﻘﺖ ﺟﺴﺪه ﻛﺎﻣ ًﻼ ﺳﺠﻮد ﲢﻴﺔ وإﻛﺮام ،ﻻ ﻋﻠﻰ رﺑﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺘﻨﺎﺳﻖ اﻷﻋﻀﺎء ﺳﺠﻮد ﻋﺒﺎدة وﺗﻌﻈﻴﻢ أﺗﻌﻈﻤﺖ اﻵن ﻋﻦ ﻓﺄﺧﺮﻧﻲ اﻟﺴﺠﻮد ﻵدم ﻣﺮﺟﻮم ﻣﻄﺮود ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ اﻟﺬﻳﻦ أﺧﻠﺼﺘﻬﻢ، ﻃﺮدي ،وإﺑﻌﺎدي واﺻﻄﻔﻴﺘﻬﻢ ﻟﻌﺒﺎدﺗﻚ ﺑﺴﻠﻄﺎﻧﻚ ،وﻋﻈﻤﺘﻚ ﻷﺿﻠﱠ ﱠﻨﻬﻢ ﺟﺰاء وأﺟﺮة ﻋﻠﻰ اﳌﺘﺼﻨﻌﲔ اﳌﺘﻘﻮﻟﲔ اﻟﻬﺪاﻳﺔ واﻟﺪﻋﻮة ﻋﻠﻰ اﷲ ﺣﲔ ﻳﻐﻠﺐ اﻹﺳﻼم، ﺧﺒﺮ اﻟﻘﺮآن وﺻﺪﻗﻪ وﺣﲔ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﻌﺬاب ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻟﻌﻈﻤﺔ ﻣﻠﻜﻪ وﻗﻮﺗﻪ؛ ووﺻﻒ ﻓﺮﻋﻮن ﺑـــ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻴﺤﻮل ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ ﻋﺬاب اﷲ اﺑﻦ ﺟﺰي ذﻛﺮ داود وﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﰲ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﻓﻴﻪ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ ،ووﻋﺪ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ،وﺗﻔﺮﻳﺞ اﻟﻜﺮب ،وإﻋﺎﻧﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻣﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺮ؛ وذﻟﻚ أن اﷲ ذﻛﺮ ﻣﺎ أﻧﻌﻢ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ داود ﻣﻦ ﺗﺴﺨﻴﺮ اﻟﻄﻴﺮ واﳉﺒﺎل ،وﺷﺪة ﻣﻠﻜﻪ ،وإﻋﻄﺎﺋﻪ اﳊﻜﻤﺔ وﻓﺼﻞ اﳋﻄﺎب ،ﺛﻢ اﳋﺎﲤﺔ ﻟﻪ ﰲ اﻵﺧﺮة ﺑﺎﻟﺰﻟﻔﻰ وﺣﺴﻦ اﳌﺂب؛ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮل :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎ أﻧﻌﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ داود ﺑﻬﺬه اﻟﻨﻌﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻚ ،ﻓﺎﺻﺒﺮ وﻻ ﲢﺰن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ وﰲ ﻛﺘﺐ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﺻﻮر ﻻ ﺗﻠﻴﻖ ،وﻗﺪ ﺣﺪث ﺑﻬﺎ ﻗﺼﺎص ﰲ ﺻﺪر ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ،ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ :ﻣﻦ ﺣﺪث ﲟﺎ ﻗﺎل ﻫﺆﻻء اﻟﻘﺼﺎص ﰲ أﻣﺮ داود ﺟﻠﺪﺗﻪ ﺣﺪﻳﻦ ﳌﺎ ارﺗﻜﺐ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﺔ ﻣﻦ رﻓﻊ اﷲ ﻣﺤﻠﻪ ٢١٦
اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻣﻌﻈﻢ اﻟﻜﻤﺎﻻت ﺻﻌﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺗﻬﺬﻳﺐ اﻟﻨﻔﺲ ،واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﻀﻴﺾ اﳊﻴﻮاﻧﻴﺔ ،ﻓﺎﻻﺳﺘﺮﺳﺎل ﰲ اﺗﺒﺎﻋﻬﺎ وﻗﻮع ﰲ اﻟﺮذاﺋﻞ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﺈن ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺪﺑﺮ وﻟﻢ ﻳﺘﺄﻣﻞ وﻟﻢ ﻳﺴﺎﻋﺪه اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ اﻹﻟﻬﻲ، اﻟﺮازي ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺮار اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺴﻌﺪي ﻫﺬه اﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ إﻧﺰاﻟﻪ ﻟﻴﺘﺪﺑﺮ اﻟﻨﺎس آﻳﺎﺗﻪ ﻓﻴﺴﺘﺨﺮﺟﻮا ﻋﻠﻤﻬﺎ وﻳﺘﺄﻣﻠﻮا أﺳﺮارﻫﺎ وﺣﻜﻤﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎﻟﺘﺪﺑﺮ ﻓﻴﻪ واﻟﺘﺄﻣﻞ ﳌﻌﺎﻧﻴﻪ ،وإﻋﺎدة اﻟﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮة ﺑﻌﺪ ﻣﺮة ﺗﺪرك ﺑﺮﻛﺘﻪ وﺧﻴﺮه، واﻟﻘﺮاءة اﳌﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺪﺑﺮ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻼوة اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﳌﻘﺼﻮد اﺑﻦ ﺟﺰي ﻗﺪم اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﳌﻠﻚ؛ ﻷن أﻣﻮر اﻟﺪﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻫﻢ أﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﻘﺪم اﻷوﻟﻰ واﻷﻫﻢ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﺧﺺ ﻫﺬا اﳊﺎل ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺑﲔ أﺣﻮاﻟﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻣﻈﻬﺮ ﺗﻮﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﷲ ،واﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﷲ دﻋﺎءه ﺑﻜﺸﻒ اﻟﻀﺮ ﻋﻨﻪ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﺑﻜﻮﻧﻪ وﺟﺪه ﺻﺎﺑﺮاً ،وﻫﺬا ﻳﺪل أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﺮ إذا اﺑﺘﻠﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ :ﺑﺌﺲ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺴﻌﺪي وﻫﺬا دﻟﻴﻞ أﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺎن اﻟﺘﺎم ،وأﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺟﻨﺎت ﻋﺪن ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ أن ﺗﻐﻠﻖ ﻷﺟﻠﻪ أﺑﻮاﺑﻬﺎ اﻟﻄﺒﺮي وذﻟﻚ أﻧﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎ أﺧﺬوا ﺛﻤﺮة ﻣﻦ ﺛﻤﺎر ﺷﺠﺮة ﻣﻦ أﺷﺠﺎرﻫﺎ ،ﻓﺄﻛﻠﻮﻫﺎ ،ﻋﺎدت ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أﺧﺮى ﻣﺜﻠﻬﺎ، ﻓﺬﻟﻚ ﻟﻬﻢ داﺋﻢ أﺑﺪاً ،ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ اﻟﺴﻌﺪي ﻫﺬا ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻷﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺒﺮﻫﺎن اﻟﻘﺎﻃﻊ؛ وﻫﻮ وﺣﺪﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻗﻬﺮه ﻟﻜﻞ ﺷﻲء؛ ﻓﺈن اﻟﻘﻬﺮ ﻣﻼزم ﻟﻠﻮﺣﺪة ،ﻓﻼ ﻳﻜﻮن ﻗﻬﺎران ﻣﺘﺴﺎوﻳﺎن ﰲ ﻗﻬﺮﻫﻤﺎ أﺑﺪاً؛ ﻓﺎﻟﺬي ﻳﻘﻬﺮ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﻴﺎء ﻫﻮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺬي ﻻ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﻪ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻖ أن ﻳُﻌﺒﺪ وﺣﺪه ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻗﺎﻫﺮاً وﺣﺪه ٢١٧
اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻗﺪ ﺑﺪ ْت ﻣﻦ إﺑﻠﻴﺲ ﻧﺰﻋﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﰲ ﺟﺒﻠﺘﻪ؛ وﻫﻲ، ﻧﺰﻋﺔ اﻟﻜﺒﺮ واﻟﻌﺼﻴﺎن وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻷن اﳌﻸ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻌﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠﻰ أﻛﻤﻞ ﺣﺴﻦ اﳋﻠﻄﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺜﻴﺮ ﳌﺎ ﺳﻜﻦ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻃﺒﻊ اﻟﻜﺒﺮ واﻟﻌﺼﻴﺎن ،ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺮأ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﳌﻸ ﻣﺨﻠﻮق ﺟﺪﻳﺪ ،وأُ ِﻣﺮ أﻫﻞ اﳌﻸ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﻌﻈﻴﻤﻪ ،ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻮ ِرﻳﺎً زﻧﺎد اﻟﻜﺒﺮ ﰲ ﻧﻔﺲ إﺑﻠﻴﺲ ،ﻓﻨﺸﺄ ﻋﻨﻪ اﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﷲ وﻋﺼﻴﺎن أﻣﺮه اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﳌﺎ ﻃﺮده ﺑﺴﺒﺐ آدم ﺣﻠﻒ ﺑﻌﺰة اﷲ أﻧﻪ ﻳﻀﻞ ﺑﻨﻲ آدم ﺑﺘﺰﻳﲔ اﻟﺸﻬﻮات ،وإدﺧﺎل اﻟﺸﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﻻ وأﺧﺬ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ: اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﺗﻜﻠﻒ ﻓﻴﻪ؛ أي :ﻻ ﻣﺸﻘﺔ ﰲ ﺗﻜﺎﻟﻴﻔﻪ؛ وﻫﻮ ﻣﻌﻨﻰ ﺳﻤﺎﺣﺔ اﻹﺳﻼم ،وﻫﺬا اﺳﺘﺮواح ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ اﷲ أن ﻳﺠﻌﻞ ﺑﲔ ﻃﺒﻊ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ وﺑﲔ روح ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﺗﻨﺎﺳﺒﺎً اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ٢١٨
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٣٩ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة اﻟﺰﻣﺮ ﻷن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ذﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ زﻣﺮة وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٥٩ اﻟﺴﻮرة ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﻟﺴﻌﺪاء ﻣﻦ أﻫﻞ اﳉﻨﺔ وزﻣﺮة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻷﺷﻘﻴﺎء ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻨﺎر اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻟﻮرود ﻫﺬا اﻟﻠﻔﻆ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﻐﺮف اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ واﻹﺧﻼص، ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ وﻧﺒﺬ اﻟﺸﺮك ،وﻋﺎﻗﺒﺔ ﻛ ﱟﻞ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﻣﻦ آﻳﺎت اﷲ ﰲ اﻷﻓﺎق واﻷﻧﻔﺲ اﻟﻘﺮآن ﺗﻨﺰﻳﻞ اﷲ واﻟﻌﺒﺎدة ﻻ ﺗﻜﻮن ﻟﺴﻮاه إرﺷﺎد ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ووﻋﻴﺪ ﻟﻌﺒﺪة اﻷﺻﻨﺎم ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﲔ اﳌﺆﻣﻦ واﻟﻜﺎﻓﺮ ﻣﻦ دﻻﺋﻞ وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ وﻗﺪرﺗﻪ ﺣﺎل اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻊ اﻟﻘﺮآن ،وﶈﺔ ﻣﻦ ﻋﺬاب ﺿﺮب اﻷﻣﺜﺎل ﻟﻠﺘﺬﻛﻴﺮ وﻋﺮﺑﻴﺔ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﰲ اﻟﻨﺎر وﻋﻴﺪ ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﲔ ووﻋﺪ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻗﺪرة اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻋﻠﻤﻪ ﺿﻼل اﳌﺸﺮﻛﲔ وﺗﻬﺪﻳﺪ اﷲ ﻟﻬﻢ دﻋﻮة ﻟﻠﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﷲ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﲔ اﻟﺴﺮاء واﻟﻀﺮاء ٢١٩
اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﻧﻔﺨﺘﺎ اﻟﺼﻮر وأﻫﻮال ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ أﺣﻮال اﻟﻨﺎس ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ودﻻﺋﻞ أﻟﻮﻫﻴﺔ اﷲ ووﺣﺪاﻧﻴﺘﻪ ﻣﺂل اﻷﺷﻘﻴﺎء واﻟﺴﻌﺪاء أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﻴﺎن ﺗﻨﺰﻳﻞ اﻟﻘﺮآن ،واﻹﺧﻼص ﰲ اﻟﺪﻳﻦ واﻹﳝﺎن ،وﺑﺎﻃﻞ ﻋﺬر اﻟﻜﻔﺎر ﰲ ﻋﺒﺎدة اﻷوﺛﺎن، وﻋﺠﺎﺋﺐ ﺻﻨﻊ اﷲ ﰲ اﻷﻓﻼك واﻷﻛﻮان ﺑﻼ ﻋﻤﺪ وأرﻛﺎن ،وﻣﻨﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺎد ﺑﺈﻧﺰال اﻹﻧﻌﺎم ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﰲ ﻛﻞ أوان ،وﺣﻔﻆ اﻷوﻻد ﰲ أرﺣﺎم اﻷﻣﻬﺎت ﺑﻼ أﻋﻮان ،وﺟﺰاء اﳋﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻜﺮ واﻟﻜﻔﺮان ،وذﻛﺮ ﺷﺮف اﳌﺘﻬﺠﺪﻳﻦ ﰲ اﻟﺪﻳﺎﺟﺮ ﺑﻌﺒﺎدة اﻟﺮﺣﻤﻦ ،وﺑﻴﺎن أﺟﺮ اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ ،وذل اﳋﺎﺳﺮﻳﻦ ،وإﺿﺎﻓﺔ ُﻏﺮف اﳉﻨﺎن ﻷﻫﻞ اﻹﺧﻼص واﻟﻌﺮﻓﺎن ،وﺷﺮح ﺻﺪر اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﻨﻮر اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ واﻹﳝﺎن ،وﺑﺸﺎرة أﻫﻞ اﻟﺼﺪق ﺑﺤﺴﻦ اﳉﺰاء واﻟﻐﻔﺮان ،وﺑﻴﺎن اﻟﻌﺠﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﻮن ﻟﻸﺻﻨﺎم واﻷوﺛﺎن ،وﻋﺠﺎﺋﺐ اﻟﺼﻨﻊ ﰲ اﻟﺮؤﻳﺎ واﻟﻨﻮم وﻣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻏﺮﻳﺐ اﻟﺸﺎن ،وﻧُﻔﺮة اﻟﻜﻔﺎر ﻣﻦ ﺳﻤﺎع ذﻛﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺪ ﱠﻳﺎن ،واﻟﺒﺸﺎرة ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﻷﻫﻞ اﻹﳝﺎن ،واﻟﻨﺪاﻣﺔ واﳊﺴﺮة ﻷﻫﻞ اﻟﻌﺼﻴﺎن ،وﻧﻔﺦ اﻟﺼﻮر ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻬﻴﺒﺔ ،وإﺷﺮاق اﻟﻌﺮﺻﺎت ﺑﻨﻮر اﻟﻌﺪل ،وﻋﻈﻤﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ،و َﺳ ْﻮق اﻟﻜﻔﺎر ﺑﺎﻟﺬل واﳋﺰي إﻟﻰ دار اﻟﻬﻮان ،وﺑﻬﺠﺔ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ دار اﻟﻜﺮاﻣﺔ و ُﻏﺮف اﳉﻨﺎن ،وﺣﻜﻢ اﳊﻖ ﺑﲔ اﳋﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﺪل ،وﺧﺘﻤﻪ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ واﻹﺣﺴﺎن ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺈﻧﺰال اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎﳊﻖ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة ص ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺑﺄن ﻓﺼﻞ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﲔ اﻟﻨﺎس أﻳﻀﺎً ﺑﺎﳊﻖ ،وﺑﺪأت ﺳﻮرة اﻟﺰﻣﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ؛ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻗﻴﻞ ﻫﺬا اﻟﺬﻛﺮ ﺗﻨﺰﻳﻞ ٢٢٠
ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻗﺮﺑﻰ اﻟﻄﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ اﻟﺴﺎﳌﺔ ﻣﻮﺣﺪاً ﻟﻪ اﻟﻌﺒﺎدة وذ ﱠﻟﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺮك واﻟﻄﺎﻋﺔ آدم ﻳُﺪ ِﺧﻞ ﻻﺧﺘﺎر ﻃﻮراً ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻃﻮر اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ أﻣﺮه، إﻟﻰ ﺣﲔ ﻗﻴﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ اﳌﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ أﻋﺪاﺋﻪ وﻻ ﲢﻤﻞ ﻧﻔﺲ آﺛﻤﺔ وﺧﻠﻖ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻧﻮاع ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛﺎً؛ أﻋﻄﺎه وﻣﻨﺤﻪ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ واﻟﺒﻘﺮ واﻟﻀﺄن واﳌﻌﺰ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﺒﻄﻦ ،واﻟﺮﺣﻢ، واﳌﺸﻴﻤﺔ ﻣﻄﻴﻊ ﺧﺎﺿﻊ ﷲ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﺪﻟﻮن ﻋﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻪ؟! إﺛﻢ ﻧﻔﺲ أﺧﺮى ﻳﻌﻄﻰ واﻓﻴﺎً اﳌﻌﺒﻮدات ﻣﻦ دون اﷲ؛ راﺟﻌﺎً إﻟﻴﻪ ،ﻣﺴﺘﻐﻴﺜﺎً ﺑﻪ ﺷﺮﻛﺎ ًء ،وأﻣﺜﺎﻻً ﻣﻦ اﻷوﺛﺎن واﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﲤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻠﻴﻞ وﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺬاب زﻣﻨﺎً ﻗﻠﻴ ًﻼ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺪ وﻻ ﻣﻘﺪار اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻳﻴﺒﺲ أﺻﺤﺎب اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺴﺪﻳﺪة رﺟﻌﻮا إﻟﻰ اﷲ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻓﻬﻼك ،وﺣﺴﺮة واﻟﻄﺎﻋﺔ أﻃﺒﺎق ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر ﺗُﺜ ﱠﻨﻰ وﺗُﻜ ﱠﺮر ﻓﻴﻪ اﻷﺣﻜﺎم ﻛﻬﻴﺌﺔ اﻟﻈﻠﻞ اﳌﺒﻨﻴﺔ ﻣﻨﺎزل رﻓﻴﻌﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ واﻟﻘﺼﺺ واﳊﺠﺞ ﰲ اﳉﻨﺔ ﻳُﻠﻘﻰ ﰲ اﻟﻨﺎر ﻣﻐﻠﻮﻻً، اﻟﺬﻛﺮ اﳊﺴﻦ ،واﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،واﳉﻨﺔ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻣﺘﻜﺴﺮاً ﻣﺘﻔﺘﺘﺎً ﻓﻴﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل اﻟﻘﺮون اﳋﺎﻟﻴﺔ ،وأﻣﺜﺎل ﻓﺄدﺧﻠﻪ ﰲ ﻋﻴﻮن اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ وﻣﺠﺎ ٍر اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ واﻟﺸﺮك وﻏﻴﺮﻫﺎ ﺗﻀﻄﺮب ،وﺗﺮﺗﻌﺪ و ﱠﺳﻊ ﻣﺘﻨﺎزﻋﻮن ﻳﺸﺒﻪ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎً ﻻ أﺣﺪ أﻇﻠﻢ ﰲ اﳊﺴﻦ واﻹﺣﻜﺎم ﺗﺴﻜﻦ ،وﺗﻄﻤﺌﻦ ذﻛﺮﻧﺎ ووﺻﻔﻨﺎ اﻟﺬل ،واﻟﻬﻮان ﻋﺒﺪاً ﳑﻠﻮﻛﺎً ﻟﺸﺮﻛﺎء ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ وﻻ اﺧﺘﻼف ﳌﺎﻟﻚ واﺣﺪ ﺧﺎﻟﺼﺎً ﺑﻼ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﻣﺄوى وﻣﺴﻜﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮآن ﺣﺎﻣﻲ رﺳﻮﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻣﻦ آﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮآن ﻣﻦ ﺑﺎﻷﺻﻨﺎم ﻧﺒﻲ اﷲ وأﺗﺒﺎﻋﻪ ﺣﺎﻟﺘﻜﻢ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻓﻴﻨﻲ رﺿﻴﺘﻤﻮﻫﺎ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ داﺋﻢ ﺣﺎﺑﺴﺎت رﺣﻤﺘﻪ ﺑﺤﻔﻴﻆ ﻓﻨﻔﻊ ﻫﺪاﻳﺘﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻳﺬﻟﱡﻪ ،وﻳﻬﻴﻨﻪ ﺧﺎﻟﻖ وﻣﺒﺪع ﻳﻘﺒﺾ وﻇﻬﺮ ﻳﻌﻮد ﺿﺮر ﺿﻼﻟﻪ اﻟﺴﺮ ،واﻟﻌﻼﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻈﻨﻮن ،وﻳﺘﻮﻗﻌﻮن ٢٢١ ﻧﻔﺮت ﺗﻔﺼﻞ
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﺑﺘﻼء واﺧﺘﺒﺎر أﻋﻄﻴﻨﺎه ،وﻣﻨﺤﻨﺎه وأﺣﺎط ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ وﻳُﻀ ﱢﻴﻖ ﻳُﻮ ِﺳﻊ ﺑﻔﺎﺋﺘﲔ اﷲ ،وﻻ ﺳﺎﺑﻘﻴﻪ ارﺟﻌﻮا إﻟﻰ اﷲ ﻻ ﺗﻴﺌﺴﻮا ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ،واﻟﻄﺎﻋﺔ ﲡﺎوزوا اﳊﺪ ﰲ اﳌﻌﺎﺻﻲ ﻓﺠﺄة اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ اﺧﻀﻌﻮا ،واﻧﻘﺎدوا ﻃﺎﻋﺘﻪ ،وﺣﻘﻪ ﺿ ﱠﻴﻌﺖ ﻳﺎ ﻧﺪاﻣﺘﻲ رﺟﻌﺔ إﻟﻰ اﳊﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ أرﺷﺪﻧﻲ إﻟﻰ دﻳﻨﻪ اﳌﺴﺘﻬﺰﺋﲔ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﳋﺰاﺋﻦ ﺑﻔﻮزﻫﻢ وﻇﻔﺮﻫﻢ ﻣﺄوى ،وﻣﺴﻜﻦ ﺑﺎﳌﻄﻠﻮب ﻟﻴﺒﻄﻠ ﱠﻦ ﰲ ﻗﺒﻀﺔ ﻳﺪه وﻣﺎ ﻋ ﱠﻈﻤﻮا ﺗﻨﺰه ﻳﻄﻮﻳﻬﺎ وﻳﻠﻔﻬﺎ ﺑﻴﺪه ﺑﻴﺪه اﻟﻴﻤﻨﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺬي ﻳﻨﻔﺦ ﻓﻴﻪ وﻛﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﳝﲔ وﺗﻌﺎﻇﻢ إﺳﺮاﻓﻴﻞ ﻟﻠﺼﻌﻖ واﻟﺒﻌﺚ اﻟﻨﻔﺨﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﳝﻮت ﻓﻤﺎت اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ وأﺿﺎءت ﺑﻬﺎ اﳋﻠﻖ؛ وﻫﻲ ﻧﻔﺨﺔ اﻟﺼﻌﻖ ﻋﻨﺪ ﲡﻠﻴﻪ ﻟﻠﺨﻼﺋﻖ؛ ﻣﻦ ﻳﺸﻬﺪون اﻟﻨﻔﺨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ؛ ﻧﻔﺨﺔ اﻟﺒﻌﺚ ﻟﻔﺼﻞ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﱈ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻴﺎ ﺑﻬﺎ اﳋﻠﻖ و ُﺣ ِﻜﻢ ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻧﺸﺮت اﳌﻼﺋﻜﺔ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻛﻞ ﻓﺮد اﳌﻼﺋﻜﺔ اﳌﻮﻛﻠﻮن ﻓﻘﺒُﺢ ﺑﺎﻟﻨﺎر ﺑﺎﻟﻌﺪل اﻟﺘﺎم أرض اﳉﻨﺔ ﻣﺼﻴﺮ ،وﻣﺄوى وﺟﺒﺖ و ُﺣ ِﻜﻢ ﺑﲔ اﳋﻼﺋﻖ ﺑﺎﻟﻌﺪل ﻃﺎﺑﺖ أﺣﻮاﻟﻜﻢ ﻧﻨﺰل ﻣﺤﻴﻄﲔ ﺑﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻌﺮش ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﻐﺰاﻟﻲ اﻧﻜﺸﻒ ﻷرﺑﺎب اﻟﻘﻠﻮب ﺑﺒﺼﻴﺮة اﻹﳝﺎن وأﻧﻮار اﻟﻘﺮآن أن ﻻ اﺑﻦ ﺟﺰي وﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺎدة إﻻ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﺒﺎدة ،ﻓﺎﻟﻨﺎس ﻛﻠﻬﻢ ﻫﻠﻜﻰ إﻻ اﻟﻌﺎﳌﻮن ،واﻟﻌﺎﳌﻮن ﻛﻠﻬﻢ ﻫﻠﻜﻰ إﻻ اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ،واﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﻛﻠﻬﻢ ﻫﻠﻜﻰ إﻻ اﳌﺨﻠﺼﻮن ،واﳌﺨﻠﺼﻮن ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻧﺰه ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﺗﺨﺎذ اﻟﻮﻟﺪ ،ﺛﻢ وﺻﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻮاﺣﺪ؛ ﻷن اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ ﺗﻨﺎﰲ اﺗﺨﺎذ اﻟﻮﻟﺪ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻟﻪ وﻟﺪ ﻟﻜﺎن ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻪ ،وﻻ ﺟﻨﺲ ﻟﻪ؛ ﻷﻧﻪ واﺣﺪ ،ووﺻﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻘﻬﺎر ﻟﻴﺪل ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ اﻟﺸﺮﻛﺎء واﻷﻧﺪاد؛ ﻷن ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﻘﻬﻮر ﲢﺖ ﻗﻬﺮه ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﺷﺮﻳﻜﺎً ﻟﻪ ٢٢٢
اﻟﺴﻌﺪي وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ ﰲ ﺳﻮرة اﻷﻧﻌﺎم: ، وﺧﺼﻬﺎ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﻊ أﻧﻪ أﻧﺰل ﳌﺼﺎﻟﺢ ﻋﺒﺎده ﻣﻦ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻟﻜﺜﺮة ﻧﻔﻌﻬﺎ ،وﻋﻤﻮم ﻣﺼﺎﳊﻬﺎ ،وﻟﺸﺮﻓﻬﺎ ،وﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﺑﺄﺷﻴﺎء ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻏﻴﺮﻫﺎ؛ ﻛﺎﻷﺿﺤﻴﺔ ،واﻟﻬﺪي ،واﻟﻌﻘﻴﻘﺔ ،ووﺟﻮب اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻴﻬﺎ ،واﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﺗﺨﺼﻴﺺ اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻘﻨﻮﺗﻬﻢ؛ ﻷن اﻟﻌﺒﺎدة ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ أﻋﻮن ﻋﻠﻰ ﲤﺤﺾ اﻟﻘﻠﺐ ﻟﺬﻛﺮ اﷲ ،وأﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺪاﺧﻠﺔ اﻟﺮﻳﺎء ،وأدل ﻋﻠﻰ إﻳﺜﺎر ﻋﺒﺎدة اﷲ ﻋﻠﻰ ﺣﻆ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ اﻟﺮاﺣﺔ واﻟﻨﻮم؛ ﻓﺈن اﻟﻠﻴﻞ أدﻋﻰ إﻟﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﺮاﺣﺔ ،ﻓﺈذا آﺛﺮ اﳌﺮء اﻟﻌﺒﺎدة ﻓﻴﻪ اﺳﺘﻨﺎر ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺤﺐ اﻟﺘﻘﺮب إﻟﻰ اﷲ اﻟﺴﻌﺪي ﻷﻧﻲ اﻟﺪاﻋﻲ اﻟﻬﺎدي ﻟﻠﺨﻠﻖ إﻟﻰ رﺑﻬﻢ ،ﻓﻴﻘﺘﻀﻲ أﻧﻲ أول ﻣﻦ اﺋﺘﻤﺮ ﲟﺎ آﻣﺮ ﺑﻪ ،وأول ﻣﻦ أﺳﻠﻢ ،وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ إﻳﻘﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ،وﳑﻦ زﻋﻢ أﻧﻪ ﻣﻦ أﺗﺒﺎﻋﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر اﺟﺘﻠﺐ ﻓﻌﻞ اﻹﻧﻘﺎذ ﻫﻨﺎ ﺗﺸﺒﻴﻬﺎً ﳊﺎل اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﰲ ﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻳﻬﻢ ،وﺣﺎﻟﻬﻢ ﰲ اﻧﻐﻤﺎﺳﻬﻢ ﰲ ﻣﻮﺟﺒﺎت وﻋﻴﺪﻫﻢ ﺑﺤﺎل ﻣﻦ ﻳﺤﺎول إﻧﻘﺎذ ﺳﺎﻗﻂ ﰲ اﻟﻨﺎر ﻗﺪ أﺣﺎﻃﺖ اﻟﻨﺎر ﺑﺠﻮاﻧﺒﻪ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ دﻳﻨﺎر) :ﻣﺎ ُﺿ ِﺮب ﻋﺒﺪ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻗﺴﻮة ﻗﻠﺐ ،وﻣﺎ ﻏﻀﺐ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻐﻮي ﻗﻮم إﻻ ﻧﺰع ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺮﺣﻤﺔ( اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻣﻌﻨﻰ ﻛﻮن اﻟﻘﺮآن أﺣﺴﻦ اﳊﺪﻳﺚ :أﻧﻪ أﻓﻀﻞ اﻷﺧﺒﺎر؛ ﻷﻧﻪ اﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺧﺒﺎر ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻧﻲ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ واﳉﺎﻣﻌﺔ ﻷﺻﻮل اﻹﳝﺎن ،واﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ،واﻻﺳﺘﺪﻻل، واﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ اﻟﻌﻮاﻟﻢ واﻟﻜﺎﺋﻨﺎت ،وﻋﺠﺎﺋﺐ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻹﻧﺴﺎن، واﻟﻌﻘﻞ ،وﺑﺚ اﻵداب ،واﺳﺘﺪﻋﺎء اﻟﻌﻘﻮل ﻟﻠﻨﻈﺮ واﻻﺳﺘﺪﻻل اﳊﻖ، وﻣﻦ ﻓﺼﺎﺣﺔ أﻟﻔﺎﻇﻪ وﺑﻼﻏﺔ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ اﻟﺒﺎﻟ َﻐ ْﲔ ﺣﺪ اﻹﻋﺠﺎز اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر و ُﺧﺼﺖ أﻣﺜﺎل اﻟﻘﺮآن ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﺰاﻳﺎ اﻟﻘﺮآن؛ ﻷﺟﻞ ﻟﻔﺖ ﺑﺼﺎﺋﺮﻫﻢ ﻟﻠﺘﺪﺑﺮ ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﻮاﺣﻲ إﻋﺠﺎزه؛ وﻫﻲ ﺑﻼﻏﺔ أﻣﺜﺎﻟﻪ؛ ﻓﺈن ﺑﻠﻐﺎءﻫﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﻮن ﰲ ﺟﻮدة اﻷﻣﺜﺎل ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ؛ وﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﻷن ﻛﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ﻛﺎﻧﺖ ﺧ ﱠﻮﻓﺘﻪ ﻣﻦ اﻷﺻﻨﺎم ،وﻗﺎﻟﻮا :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ أﻧﺖ ﺗﺴﺒﻬﺎ وﻧﺨﺎف أن ﺗﺼﻴﺒﻚ ﺑﺠﻨﻮن أو ﻋﻠﺔ ،ﻓﻨﺰﻟﺖ اﻵﻳﺔ ﰲ ذﻟﻚ اﺑﻦ ﺟﺰي ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ :أن اﻟﻜﻔﺎر ﻳﻜﺮﻫﻮن ﺗﻮﺣﻴﺪ اﷲ ،وﻳﺤﺒﻮن اﻹﺷﺮاك :اﻧﻘﺒﻀﺖ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﺑﻪ ،وﻣﻌﻨﻰ ٢٢٣
اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻗﺎل ﺳﻔﻴﺎن اﻟﺜﻮري) :وﻳ ٌﻞ ﻷﻫﻞ اﻟﺮﻳﺎء! وﻳ ٌﻞ ﻷﻫﻞ اﻟﺮﻳﺎء! ﻫﺬه آﻳﺘُﻬﻢ و ِﻗ ﱠﺼﺘُﻬﻢ( اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر أُﻃﻨﺒﺖ آﻳﺎت اﻟﻮﻋﻴﺪ ﺑﺄﻓﻨﺎﻧﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ إﻃﻨﺎﺑﺎً ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﻧﻔﻮس ﺳﺎﻣﻌﻴﻬﺎ أ ﱠي ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﺮﻋﺐ واﳋﻮف ،ﻋﻠﻰ ر ْﻏﻢ ﺗﻈﺎﻫﺮﻫﻢ ﺑﻘﻠﺔ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ ،وﻗﺪ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻬﻢ وﻗﻌﻬﺎ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﻴﺄس ﻣﻦ َﺳﻌ ٍﻲ ﻳﻨﺠﻴﻬﻢ ﻣﻦ وﻋﻴﺪﻫﺎ ،ﻓﺄﻋﻘﺒﻬﺎ اﷲ ﺑﺒﻌﺚ اﻟﺮﺟﺎء ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ؛ ﻟﻠﺨﺮوج إﻟﻰ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﻨﺠﺎة إذا أرادوﻫﺎ؛ ﻋﻠﻰ ﻋﺎدة ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﳌﺠﻴﺪ ﻣﻦ ﻣﺪاواة اﻟﻨﻔﻮس ﲟﺰﻳﺞ اﻟﺘﺮﻏﻴﺐ واﻟﺘﺮﻫﻴﺐ اﻟﺴﻌﺪي ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة وﻣﺎ أﺷﺒﻬﻬﺎ ﳑﺎ ﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ ﰲ اﻟﻘﺮآن ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أن ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﻴﺎء ﻏﻴﺮ اﷲ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ؛ ﻓﻔﻴﻬﺎ رد ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎل ﺑﻘﺪم ﺑﻌﺾ اﳌﺨﻠﻮﻗﺎت؛ ﻛﺎﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﺑﻘﺪم اﻷرض واﻟﺴﻤﺎوات ،وﻛﺎﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﺑﻘﺪم اﻷرواح ،وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﻗﻮال أﻫﻞ اﻟﺒﺎﻃﻞ اﳌﺘﻀﻤﻨﺔ ﺗﻌﻄﻴﻞ اﳋﺎﻟﻖ ﻋﻦ ﺧﻠﻘﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر واﺑﺘﺪئ ﰲ اﳋﺒﺮ ﺑﺬﻛﺮ ﻣﺴﺘﺤﻘﻲ اﻟﻌﻘﺎب؛ ﻷﻧﻪ اﻷﻫﻢ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻘﺎم؛ إذ ﻫﻮ ﻣﻘﺎم إﻋﺎدة اﳌﻮﻋﻈﺔ واﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻈﻮا ﲟﺎ ﺗﻜﺮر ﰲ اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ اﻟﻌﻈﺎت ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ،ﻓﺄﻣﺎ أﻫﻞ اﻟﺜﻮاب ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ اﳌﻘﺼﻮد ﻣﻨﻬﻢ ،ﻓﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﺈﳕﺎ ﻫﻮ ﺗﻜﺮﻳ ُﺮ ﺑﺸﺎرة وﺛﻨﺎء اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ اﳉﻮاب ﻫﻬﻨﺎ ،وﺗﻘﺪﻳﺮه) :ﺣﺘﻰ إذا ﺟﺎءوﻫﺎ(، اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﻣﻦ ﻓﺘﺢ اﻷﺑﻮاب ﻟﻬﻢ إﻛﺮاﻣﺎً وﺗﻌﻈﻴﻤﺎً، وﺗﻠﻘﺘﻬﻢ اﳌﻼﺋﻜﺔ اﳋﺰﻧﺔ ،ﺑﺎﻟﺒﺸﺎرة واﻟﺴﻼم واﻟﺜﻨﺎء ،ﻛﻤﺎ ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ اﻟﻜﻔﺮة ﺑﺎﻟﺘﺜﺮﻳﺐ واﻟﺘﺄﻧﻴﺐ ،ﻓﺘﻘﺪﻳﺮه :إذا ﻛﺎن ﻫﺬا ﺳﻌﺪوا وﻃﺎﺑﻮا وﺳﺮوا وﻓﺮﺣﻮا ﺑﻘﺪر ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻧﻌﻴﻢ، وإذا ﺣﺬف اﳉﻮاب ﻫﻬﻨﺎ ذﻫﺐ اﻟﺬﻫﻦ ﻛﻞ ﻣﺬﻫﺐ ﰲ اﻟﺮﺟﺎء واﻷﻣﻞ ٢٢٤
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ ﺳﻮرة ﻏﺎﻓﺮ وﺟﻪ اﳌﺼﺤﻒ ٤٠ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻮرود ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ ﰲ أوﻟﻬﺎ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة اﳌﺆﻣﻦ اﻟﻨﺰول ٦٠ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﳌﺆﻣﻦ ﻟﻮرود ﻗﺼﺔ ﻣﺆﻣﻦ وﺟﻪ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ آل ﻓﺮﻋﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﻄﻮل ﰲ أوﻟﻬﺎ وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻮرود ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻣﻌﺎﳉﺔ اﳌﺠﺎدﻟﲔ ﰲ آﻳﺎت ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﷲ ﲟﺤﺎورﺗﻬﻢ ودﻋﻮﺗﻬﻢ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﳊﻖ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ أول ﺳﻮر ذوات اﻟﺴﺒﻌﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﺣﺎل اﻟﻜﻔﺎر وﺗﻜﺬﻳﺐ اﻷﱈ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺻﻔﺎت اﷲ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﻌﺮش وﺗﺴﺒﻴﺤﻬﻢ ودﻋﺎؤﻫﻢ ﻣﺼﻴﺮ اﳌﺸﺮﻛﲔ وﻧﺪﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻗﺪرة اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ أﻫﻮال اﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻻﺗﻌﺎظ ﺑﺎﻷﱈ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻊ ﻓﺮﻋﻮن وﻫﺎﻣﺎن وﻗﺎرون ﻗﺼﺔ ﻣﺆﻣﻦ آل ﻓﺮﻋﻮن ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ﻧﺪم اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺣﻴﻨﻤﺎ رآوا اﻟﻌﺬاب ٢٢٥
اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت اﻟﻜﺒﺮ وﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻧﺼﺮ اﳌﺆﻣﻨﲔ وﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎده ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻟﻠﻜﻔﺎر وﻓﻮات ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ ﻳﻮم اﻟﻌﺬاب أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻳﻜﺎد ﻳﻜﻮن ﻏﺮض اﻟﺴﻮرة اﻟﺒﺎرز ،ﻫﻮ اﳌﻌﺮﻛﺔ ﺑﲔ اﳊﻖ واﻟﺒﺎﻃﻞ ،واﻟﻬﺪى واﻟﻀﻼل ،وﻟﻬﺬا ﺟﺎء ﺟﻮ اﻟﺴﻮرة ﻣﺸﺤﻮﻧﺎً ﺑﻄﺎﺑﻊ اﻟﻌﻨﻒ واﻟﺸﺪة ،وﻛﺄﻧﻪ ﺟﻮ ﻣﻌﺮﻛﺔ رﻫﻴﺒﺔ ،ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻄﻌﻦ واﻟﻨﺰال ،ﺛﻢ ﺗﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﻣﺼﺎرع اﻟﻄﻐﺎة ،ﻓﺈذا ﺑﻬﻢ ﺣﻄﺎم ورﻛﺎم ،وﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﺴﻮرة اﳌ ﱠﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﳋﻠﻖ ﺑﺎﻟﻐﻔﺮان ،وﻗﺒﻮل اﻟﺘﻮﺑﺔ ،وﺑﻴﺎن وﻇﻴﻔﺔ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﻌﺮش ،وﺗﻀﺮع اﻟﻜﻔﺎر ﰲ ﻗﻌﺮ اﻟﻨﺎر ،وإﻇﻬﺎر أﻧﻮار اﻟﻌﺪل ﰲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،وذﻛﺮ إﻫﻼك اﻟﻘﺮون اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﻗﺼﺔ اﻹﳝﺎن واﻟﻄﻐﻴﺎن ،ﳑﺜﻠﺔ ﰲ دﻋﻮة ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻔﺮﻋﻮن اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ اﳉﺒﺎر، ﻓﻔﺮﻋﻮن ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻜﺒﺮﻳﺎﺋﻪ وﺟﺒﺮوﺗﻪ أن ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ وأﺗﺒﺎﻋﻪ ،ﺧﺸﻴﺔ أن ﻳﻨﺘﺸﺮ اﻹﳝﺎن ﺑﲔ اﻷﻗﻮام، وﺗﺒﺮز ﰲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﺣﻠﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،ﻟﻢ ﺗﻌﺮض ﰲ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،أﻻ وﻫﻲ ﻇﻬﻮر رﺟﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﻣﻦ آل ﻓﺮﻋﻮن ﻳُﺨﻔﻲ إﳝﺎﻧﻪ ،ﻳﺼﺪع ﺑﻜﻠﻤﺔ اﳊﻖ ﰲ ﺗﻠﻄﻒ وﺣﺬر ،ﺛﻢ ﰲ ﺻﺮاﺣﺔ ووﺿﻮح ،وﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﻘﺼﺔ ﺑﻬﻼك ﻓﺮﻋﻮن اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ اﳉﺒﺎر ﺑﺎﻟﻐﺮق ﰲ اﻟﺒﺤﺮ ﻣﻊ أﻋﻮاﻧﻪ وأﻧﺼﺎره ،وﺑﻨﺠﺎة اﻟﺪاﻋﻴﺔ اﳌﺆﻣﻦ وﺳﺎﺋﺮ اﳌﺆﻣﻨﲔ ،وﻋﺮﺿﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﻌﺾ اﻵﻳﺎت اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ اﻟﺸﺎﻫﺪة ﺑﻌﻈﻤﺔ اﷲ ،اﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﻮﺣﺪاﻧﻴﺘﻪ وﺟﻼﻟﻪ، وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺎرع اﳌﻜﺬﺑﲔ ،واﻟﻄﻐﺎة اﳌﺘﺠﺒﺮﻳﻦ ،وﻣﺸﻬﺪ اﻟﻌﺬاب ﻳﺄﺧﺬﻫﻢ وﻫﻢ ﰲ ﻏﻔﻠﺘﻬﻢ ﺳﺎﺋﺮون ،وﻋﻦ رﺑﻬﻢ ﻣﻌﺮﺿﻮن ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ: آﺧﺮ ﺳﻮرة اﻟﺰﻣﺮ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ أﻫﻞ اﳉﻨﺔ ،وﰲ أول ﺳﻮرة ﻏﺎﻓﺮ ذﻛﺮ ﺗﻮﺑﺔ اﷲ وﻣﻐﻔﺮﺗﻪ ﻟﻬﻢ ٢٢٦
ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﳌﺮﺟﻊ ﺻﺎﺣﺐ اﻹﻧﻌﺎم اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟﺘﻔﻀﻞ ﻓﻼ ﻳﺨﺪﻋﻚ اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺰﺑﺔ ﻋﻠﻰ رﺳﻠﻬﻢ، ﻣﻌﻠﻨﲔ اﳊﺮب ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻨﻘﻠﻬﻢ وﺗﺮددﻫﻢ ﺑﺄﻧﻮاع ﻟﻴﻘﺘﻠﻮه اﻟﺘﺠﺎرات واﻟﻨﻌﻴﻢ وﺟﺒﺖ ﻟﻴﺒﻄﻠﻮا واﺻﺮف ﻋﻨﻬﻢ ﺳﻮء ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ وﺟ ﱢﻨﺒﻬﻢ ﻃﺮﻳﻘﻚ؛ وﻫﻮ اﻹﺳﻼم ﻣﺮة ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺦ اﻷرواح ﰲ اﻷﺟﻨﺔ، ﻟﺒﻌﺾ اﷲ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺧﺰﻧﺔ ﺟﻬﻨﻢ وﻣﺮة ﺣﲔ اﻧﻘﻀﻰ أﺟﻠﻨﺎ ﻣﺮة ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻣﺮة اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﺨﺮج ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ذاﺗﺎً وﻗﺪر ًة وﻗﻬﺮاً ﰲ اﻵﺧﺮة ارﺗﻔﻌﺖ درﺟﺎﺗﻪ ارﺗﻔﺎﻋﺎً ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ﻣﻄﺮاً ﺗﺮزﻗﻮن ﺑﻪ ﺑﺎﻳﻦ ﺑﻪ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ اﻷوﻟﻮن واﻵﺧﺮون ﻳُﻨ ِﺰل اﻟﻮﺣﻲ ﻇﺎﻫﺮون أﻣﺎم رﺑﻬﻢ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺣﻠﻮﻗﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻜﺮب ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﳑﺘﻠﺌﲔ ﻏﻤﺎً ،وﺣﺰﻧﺎً ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪ رﺑﻬﻢ ﻗﺮﻳﺐ ،وﺻﺎﺣﺐ ﻳﺴﺘﺠﺎب ﻟﻪ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪل ﻣﺎ ﺗﺨﺘﻠﺴﻪ اﻟﻌﻴﻮن ﻣﻦ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻻ ﻳﺤﻜﻤﻮن ﺑﺸﻲء ﺣﺠﺔ ﺑﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﻞ واﺳﺘﺒﻘﻮا ﻧﺴﺎءﻫﻢ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ واﻻﺳﺘﺮﻗﺎق اﺗﺮﻛﻮﻧﻲ داﻓﻊ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺘﺠﺎوز ﻟﻠﺤﺪ ﺑﺘﺮك ﻋﺬاب اﷲ اﺳﺘﺠﺮت اﳊﻖ ،واﺗﺒﺎع اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻫﻼك ،وذﻫﺎب ﻏﺎﻟﺒﲔ ﻋﺎﻟﲔ ﻋﺬاب اﷲ ﻳﻠﺤﻘﻜﻢ ﻣﺎ أُ ِﺷﻴﺮ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻤﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﺎ اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺰﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﺒﻴﺎﺋﻬﺎ ،اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻬﻢ ﻃﺮﻳﻖ اﳊﻖ واﻟﺼﻮاب أدﻋﻮﻛﻢ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﻟﺬي ﻳﻨﺎدي ﻫﺎرﺑﲔ ﻋﺎدﺗﻬﻢ ﰲ اﻟﻜﻔﺮ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً واﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻣﺎت رﻳﺒﺔ ﻣﺎﻧﻊ ﳝﻨﻌﻜﻢ ﺣﺠﺔ ﺷﺎك ﰲ اﷲ ﻣﺘﺠﺎوز ﻟﻠﺤﺪ أﺑﻮاب اﻟﺴﻤﺎوات، ﺑﻨﺎ ًء ﻋﻈﻴﻤﺎً ﰲ اﻟﻀﻼل وﻣﺎ ﻳﻮﺻﻠﻨﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﺗﺪﺑﻴﺮه ،واﺣﺘﻴﺎﻟﻪ ﻳﺨﺘﻢ ﺧﺴﺎر ،وﺑﻮار ﻃﺮﻳﻖ اﳊﻖ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ ﻋﺒﺎدﺗﻪ، وﻻ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ؛ ﻟﻌﺠﺰه ﺣﻘﺎً ﺑﻼ ﻧﻬﺎﻳﺔ ،وﻻ ﺗﺒﻌﺔ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻣﻜﺮﻫﻢ أﻋﺘﺼﻢ ،وأﳉﺄ ،وأﺗﻮﻛﻞ ﻣﺮﺟﻌﻨﺎ ،وﻣﺼﻴﺮﻧﺎ ﻣﻦ إرادة إﻫﻼﻛﻪ ٢٢٧
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳﺘﺨﺎﺻﻤﻮن أول اﻟﻨﻬﺎر ،وآﺧﺮه ﻧﺰل ،وأﺣﺎط ﻣﻦ ﻳﺸﻬﺪون ﻋﻠﻰ اﳌﻜﺬﺑﲔ؛ ﺿﻴﺎع؛ ﻓﻼ ﻳُﻘﺒﻞ، داﻓﻌﻮن ﻣﻦ اﳌﻼﺋﻜﺔ واﻷﻧﺒﻴﺎء واﳌﺆﻣﻨﲔ وﻻ ﻳُﺴﺘﺠﺎب ﻋﺬرﻫﻢ اﻟﺘﻮراة اﻟﻄﺮد واﻹﺑﻌﺎد ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ ﻷﺻﺤﺎب اﻟﻌﻘﻮل ﰲ آﺧﺮ اﻟﻨﻬﺎر ،وأوﻟﻪ اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻧﺰه رﺑﻚ واﺣﻤﺪه ﻟﻴﺴﻮا ﺑﻮاﺻﻠﲔ ﻟﻠﻌﻠﻮ ﻋﻠﻴﻚ، ﺣﺠﺔ ﺑﻴﻨﺔ وﻻ ﻟﻠﻔﻀﻞ اﻟﺬي ﺧﺼﻚ اﷲ ﺑﻪ ﻣﺎ ﰲ ﻓﺎﻋﺘﺼﻢ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﷲ وﺧﺎﻟﻒ أﻣﺮه ﻣﻀﻴﺌﺎً ﺻﺎﻏﺮﻳﻦ ،ﺣﻘﻴﺮﻳﻦ ﻟﺘﺮﺗﺎﺣﻮا ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺼﺮﻓﻮن ﻓﺘﻜﺎﺛﺮ ﺧﻴﺮه وﻓﻀﻠﻪ ﻳُﺼﺮف ﻋﻦ اﻹﳝﺎن ﺑﻪ؟! اﻟﺪم اﻟﻐﻠﻴﻆ؛ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺠﺪار أن أﺧﻀﻊ وأﻧﻘﺎد اﻟﻄﺎﻋﺔ اﻟﺮﺣﻢ ،وﻫﻮ أﺣﺪ أﻃﻮار اﳉﻨﲔ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﺘﺘﻜﺎﻣﻞ ﻗﻮﺗﻜﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺪﻟﻮن ﻣﺪة ﻣﻘ ﱠﺪرة ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺻﺤﺘﻬﺎ؟! ﺑﻬﺎ أﻋﻤﺎرﻛﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﳌﺎء اﻟﺬي ﺑﻠﻎ اﻟﻘﻴﻮد ﰲ اﻷرﺟﻞ ﻳُﻮﻗﺪ ﺑﻬﻢ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﳊﺮارة ﺗﺘﻮﺳﻌﻮن ﰲ ﻏﺎﺑﻮا ﻋﻦ ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ ﻣﺄوى ،وﻣﺴﻜﻦ اﻟﻔﺮح ﺑﻐﻴﺎً وﺑﻄﺮاً ﺑﻨﺰول اﻟﻌﺬاب أﻣﺮاً ذا ﺑﺎل ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪل ﺑﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺎر ﺗﻬﺘﻤﻮن ﺑﻪ اﻟﺮﺳﻞ ،وﻣﻜﺬﺑﻴﻬﻢ ﻓﻤﺎ دﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﻧﺰل وأﺣﺎط اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﲟﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ اﻷﺑﺎﻃﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻈﻨﻮﻧﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎً ﻋﺬاﺑﻨﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻀﺖ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﰲ ﻋﺪم ﻗﺒﻮل ﺗﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻳﻦ اﻟﻌﺬاب ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي : اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻳﺠﻤﻊ ﻟﻠﻤﺬﻧﺐ اﻟﺘﺎﺋﺐ ﺑﲔ رﺣﻤﺘﲔ :ﺑﲔ أن ﻳﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﻪ اﺑﻦ ﺟﺰي ﻓﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻟﻪ ﻃﺎﻋﺔ ،وﺑﲔ أن ﳝﺤﻮ ﻋﻨﻪ ﺑﻬﺎ اﻟﺬﻧﻮب اﻟﺘﻲ ﺗﺎب ﻣﻨﻬﺎ وﻧﺪم ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻬﺎ؛ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ وﻫﺬا ﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﷲ ،وﻣﻌﻠﻮم أن ﺣﻤﻠﺔ إن ﻗﻴﻞ :ﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪة ﻗﻮﻟﻪ: اﻟﻌﺮش وﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﷲ؟ ﻓﺎﳉﻮاب :أن ذﻟﻚ إﻇﻬﺎر ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ اﻹﳝﺎن وﺷﺮﻓﻪ ٢٢٨
اﻟﺴﻌﺪي وﺗﻀﻤﻦ ذﻟﻚ أن اﳌﻘﺎرن ﻣﻦ زوج ووﻟﺪ وﺻﺎﺣﺐ ﻳﺴﻌﺪ ﺑﻘﺮﻳﻨﻪ ،وﻳﻜﻮن اﺗﺼﺎﻟﻪ ﺑﻪ ﺳﺒﺒﺎً ﳋﻴﺮ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ،ﺧﺎرج ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻪ وﺳﺒﺐ ﻋﻤﻠﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻼﺋﻜﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ وﳌﻦ ﺻﻠﺢ ﻣﻦ آﺑﺎﺋﻬﻢ وأزواﺟﻬﻢ وذرﻳﺎﺗﻬﻢ اﺑﻦ ﺟﺰي اﳌﻘﺖ :اﻟﺒﻐﺾ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺒﻪ ذﻧﺐ أو ﻋﻴﺐ ،وﻫﺬه اﳊﺎل ﺗﻜﻮن ﻟﻠﻜﻔﺎر ﻋﻨﺪ دﺧﻮﻟﻬﻢ اﻟﻨﺎر؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ إذا دﺧﻠﻮﻫﺎ ﻣﻘﺘﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ؛ أي :ﻣﻘﺖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ،وﻳﺤﺘﻤﻞ أن ﳝﻘﺖ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﺘﻨﺎدﻳﻬﻢ اﳌﻼﺋﻜﺔ ،وﺗﻘﻮل ﻟﻬﻢ :ﻣﻘﺖ اﷲ ﻟﻜﻢ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻛﻢ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻜﻢ أﻧﻔﺴﻜﻢ اﻟﻴﻮم اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻷﻧﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺰب ﻋﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﺷﻲء ،ﻓﻼ ﻳﺆﺧﺮ ﺟﺰاء أﺣﺪ ﻟﻼﺷﺘﻐﺎل ﺑﻐﻴﺮه ،وﻛﻤﺎ ﻳﺮزﻗﻬﻢ ﰲ ﺳﺎﻋﺔ واﺣﺪة ﻳﺤﺎﺳﺒﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺳﺎﻋﺔ واﺣﺪة اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻳﺨﺒﺮ ﻋﻦ ﻋﻠﻤﻪ اﻟﺘﺎم اﶈﻴﻂ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻷﺷﻴﺎء :ﺟﻠﻴﻠﻬﺎ وﺣﻘﻴﺮﻫﺎ ،ﺻﻐﻴﺮﻫﺎ وﻛﺒﻴﺮﻫﺎ ،دﻗﻴﻘﻬﺎ وﻟﻄﻴﻔﻬﺎ؛ ﻟﻴﺤﺬر اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻤﻪ ﻓﻴﻬﻢ ،ﻓﻴﺴﺘﺤﻴﻮا ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻖ اﳊﻴﺎء ،وﻳﺘﻘﻮه ﺣﻖ ﺗﻘﻮاه ،وﻳﺮاﻗﺒﻮه ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻳﺮاه اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﺴﻌﺪي ﺗﺪﺑﺮ ﻫﺬه اﻟﻨﻜﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﺮورﻫﺎ ﺑﻜﺘﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ :إذا ﻛﺎن اﻟﺴﻴﺎق ﰲ ﻗﺼﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻌﲔ ،وأراد اﷲ أن ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﳌﻌﲔ ﺑﺤﻜﻢ ﻻ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﻪ ،ذﻛﺮ اﳊﻜﻢ وﻋﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﻌﺎم؛ ﻟﻴﻜﻮن أﻋﻢ ،وﺗﻨﺪرج ﻓﻴﻪ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻖ اﻟﻜﻼم ﻷﺟﻠﻬﺎ ،وﻟﻴﻨﺪﻓﻊ اﻹﻳﻬﺎم ﺑﺎﺧﺘﺼﺎص اﳊﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ اﳌﻌﲔ ،ﻓﻠﻬﺬا ﻟﻢ ﻳﻘﻞ) :وﻣﺎ ﻛﻴﺪﻫﻢ إﻻ ﰲ ﺿﻼل( ،ﺑﻞ ﻗﺎل: اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻫﺪد ﻓﺮﻋﻮن ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ،ﻗﺎل ﻣﻮﺳﻰ : ﻓﺨﺺ ﺻﻔﺔ اﻟﻜﺒﺮ وﻋﺪم إﳝﺎﻧﻪ ﺑﺎﻵﺧﺮة؛ ﻷﻧﻪ إذا اﺟﺘﻤﻊ ﰲ اﳌﺮء اﻟﺘﻜﺒﺮ واﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﺑﺎﳉﺰاء، َﻗﻠﱠﺖ ﻣﺒﺎﻻﺗﻪ ﺑﻌﻮاﻗﺐ أﻋﻤﺎﻟﻪ؛ ﻓﻜ ُﻤﻠﺖ ﻓﻴﻪ أﺳﺒﺎب اﻟﻘﺴﻮة، واﳉﺮأة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﻗﺪ أﺛﻨﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﻣﻦ آل ﻓﺮﻋﻮن ﻛﺘﻢ إﳝﺎﻧﻪ وأﺳﺮه ﻓﺠﻌﻠﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ،وأﺛﺒﺖ ذﻛﺮه ﰲ اﳌﺼﺎﺣﻒ ﻟﻜﻼم ﻗﺎﻟﻪ ﰲ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻜﻔﺮ ،وأﻳﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳋﻄﺎب ﺟﺮد ﺳﻴﻔﻪ ﲟﻜﺔ ،وﻗﺎل» :واﷲ ﻻ أﻋﺒﺪ اﷲ ﺳﺮاً ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم« اﺑﻦ ﺟﺰي وإﳕﺎ ﻗﺎل ﺑﻌﺾ وﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻛﻞ ﻣﻊ أن اﻟﺬي ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺪﻫﻢ؛ ﻟﻴﻼﻃﻔﻬﻢ ﰲ اﻟﻜﻼم ،وﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺼﺐ ﳌﻮﺳﻰ ، وﻳﻈﻬﺮ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻔﺮﻋﻮن وﻗﻮﻣﻪ ،ﻓﻴﺮﲡﻰ إﺟﺎﺑﺘﻬﻢ ﻟﻠﺤﻖ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺪﻋﻰ ﻛﻞ أﻧﺎس ﺑﺈﻣﺎﻣﻬﻢ ،وﻳﻨﺎدي ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً؛ ﻓﻴﻨﺎدي أﺻﺤﺎب اﳉﻨﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺎر ،وأﺻﺤﺎب اﻟﻨﺎر أﺻﺤﺎب اﳉﻨﺔ ،وﻳﻨﺎدى أﺻﺤﺎب اﻷﻋﺮاف وﻳﻨﺎدى ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة واﻟﺸﻘﺎوة :أﻻ إن ﻓﻼن اﺑﻦ ﻓﻼن ﻗﺪ ﺳﻌﺪ ﺳﻌﺎدة ﻻ ﻳﺸﻘﻰ ﺑﻌﺪﻫﺎ اﻟﺒﻐﻮي أﺑﺪاً ،وﻓﻼن اﺑﻦ ﻓﻼن ﻗﺪ ﺷﻘﻰ ﺷﻘﺎوة ﻻ ﻳﺴﻌﺪ ﺑﻌﺪﻫﺎ أﺑﺪاً ،وﻳﻨﺎدى ﺣﲔ ﻳﺬﺑﺢ اﳌﻮت :ﻳﺎ أﻫﻞ اﳉﻨﺔ ﺧﻠﻮد ﻓﻼ ﻣﻮت ،و ﻳﺎ أﻫﻞ اﻟﻨﺎر ﺧﻠﻮد ﻓﻼ ﻣﻮت ٢٢٩
اﻗﺘﻀﻰ ﳌﺎ ﻗﺎل ﻓﺮﻋﻮن ﲟﺤﻀﺮ ﻣﻦ َﻣﻠَ ِﺌﻪ: اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﻓﺎﺳﺘﺪرك ذﻟﻚ اﺳﺘﺪراﻛﺎً ﻗﻠﻘﺎً ﻛﻼﻣﻪ اﻹﻗﺮار ﺑـــ اﻟﻄﺒﺮي ﺑﻘﻮﻟﻪ: وﻣﺎ اﺣﺘﻴﺎل ﻓﺮﻋﻮن اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎل ﻟﻼﻃﻼع إﻟﻰ إﻟﻪ ﻣﻮﺳﻰ، إﻻ ﰲ ﺧﺴﺎر وذﻫﺎب ﻣﺎل وﻏﱭ؛ ﻷﻧﻪ ذﻫﺒﺖ ﻧﻔﻘﺘﻪ اﻟﺘﻲ أﻧﻔﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮح ﺑﺎﻃ ًﻼ ،وﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﲟﺎ أﻧﻔﻖ ﺷﻴﺌﺎً ﳑﺎ أراده، ﻓﺬﻟﻚ ﻫﻮ اﳋﺴﺎر واﻟﺘﺒﺎب اﺑﻦ ﺟﺰي دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ ﻓﻮض أﻣﺮه إﻟﻰ اﷲ ﻛﺎن اﷲ ﻣﻌﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وإﳕﺎ ﻛﺎن اﻟﻐﺮق ﺳﻮء ﻋﺬاب؛ ﻷن اﻟﻐﺮﻳﻖ ﻳﻌﺬب ﺑﺎﺣﺘﺒﺎس اﻟﻨﻔﺲ ﻣﺪة ،وﻫﻮ ﻳﻄﻔﻮ ﻋﻠﻰ اﳌﺎء وﻳﻐﻮص ﻓﻴﻪ ،وﻳُﺮﻋﺒﻪ ﻫﻮل اﻷﻣﻮاج وﻫﻮ ُﻣﻮﻗﻦ ﺑﺎﻟﻬﻼك ،ﺛﻢ ﻳﻜﻮن ُﻋﺮﺿﺔ ﻷ ْﻛﻞ اﳊﻴﺘﺎن ﺣ ﱠﻴﺎ وﻣ ﱢﻴﺘﺎً ،وذﻟﻚ أﻟ ٌﻢ ﰲ اﳊﻴﺎة ،وﺧﺰ ٌي ﺑﻌﺪ اﳌﻤﺎت ،ﻳُﺬﻛﺮون ﺑﻪ ﺑﲔ اﻟﻨﺎس اﻟﺴﻌﺪي اﻟﻜﻔﺮ ﻣﺤﺒﻂ ﳉﻤﻴﻊ اﻷﻋﻤﺎل ،ﺻﺎد ﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﺎء ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس :ﺑﺎﻟﻐﻠﺒﺔ واﻟﻘﻬﺮ ،وﻗﺎل اﻟﻀﺤﺎك: اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺑﺎﳊﺠﺔ ،وﰲ اﻵﺧﺮة ﺑﺎﻟﻌﺬر ،وﻗﻴﻞ :ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎم ﻣﻦ اﻷﻋﺪاء ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة .وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻛﺎن ﻟﻸﻧﺒﻴﺎء واﳌﺆﻣﻨﲔ؛ ﻓﻬﻢ ﻣﻨﺼﻮرون ﺑﺎﳊﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ،وﻗﺪ ﻧﺼﺮﻫﻢ اﷲ ﺑﺎﻟﻘﻬﺮ اﻟﺒﻐﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻧﺎوأﻫﻢ وإﻫﻼك أﻋﺪاﺋﻬﻢ ،وﻧﺼﺮﻫﻢ ﺑﻌﺪ أن ُﻗﺘﻠﻮا ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎم ﻣﻦ أﻋﺪاﺋﻬﻢ؛ ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺮ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ زﻛﺮﻳﺎ ﳌﺎ ُﻗ ِﺘﻞ؛ ُﻗ ِﺘﻞ ﺑﻪ ﺳﺒﻌﻮن أﻟﻔﺎً ،ﻓﻬﻢ ﻣﻨﺼﻮرون ﺑﺄﺣﺪ ﻫﺬه اﻟﻮﺟﻮه اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﻊ ﻓﺘﻨﺔ إﻻ ﻣﻦ ﺗﺮك ﻣﺎ أﻣﺮ اﷲ ﺑﻪ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أﻣﺮ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﺑﺎﳊﻖ ،وأﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ،ﻓﺎﻟﻔﺘﻨﺔ إﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺮك اﳊﻖ، وإﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺮك اﻟﺼﺒﺮ وإﳕﺎ ﻗﺪم ذﻛﺮ اﻷﻋﻤﻰ ﻋﻠﻰ ذﻛﺮ اﻟﺒﺼﻴﺮ ﻣﻊ أن اﻟﺒﺼﺮ أﺷﺮف ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺬات واﺣﺪة ،واﳌﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺒﺼﻴﺮ أﺷﺮف ﻣﻦ اﳌﺸﺒﻪ ﺑﺎﻷﻋﻤﻰ؛ إذ اﳌﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺒﺼﻴﺮ اﳌﺆﻣﻨﻮن ،ﻓﻘﺪم ذﻛﺮ ﺗﺸﺒﻴﻪ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ؛ ﻣﺮاﻋﺎة ﻟﻜﻮن اﻷﻫﻢ ﰲ اﳌﻘﺎم ﺑﻴﺎن ﺣﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺎدﻟﻮن ﰲ اﻵﻳﺎت؛ إذ ﻫﻢ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﳌﻮﻋﻈﺔ اﺑﻦ رﺟﺐ ﻗﺎل ﻃﺎووس ﻟﻌﻄﺎء :إﻳﺎك أن ﺗﻄﻠﺐ ﺣﻮاﺋﺠﻚ إﻟﻰ ﻣﻦ أﻏﻠﻖ دوﻧﻚ ﺑﺎﺑﻪ ،وﻳﺠﻌﻞ دوﻧﻬﺎ ﺣﺠﺎﺑﻪ ،وﻋﻠﻴﻚ ﲟﻦ ﺑﺎﺑﻪ ﻣﻔﺘﻮح إﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،أﻣﺮك أن ﺗﺪﻋﻮه ووﻋﺪك ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ٢٣٠
اﺑﻦ ﺟﺰي ﻳﻌﻨﻲ :اﳌﺴﺘﻠﺬات؛ ﻷﻧﻪ ﺟﺎء ذﻛﺮ اﻟﻄﻴﺒﺎت ﰲ ﻣﻌﺮض اﻹﻧﻌﺎم، ﻓﻴﺮاد ﺑﻪ اﳌﺴﺘﻠﺬات ،وإذا ﺟﺎء ﰲ ﻣﻌﺮض اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﺘﺤﺮﱘ ﻓﻴﺮاد ﺑﻪ اﳊﻼل واﳊﺮام اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﻗﺎل اﳊﺴﻦ ﺑﻦ أﺑﻲ اﳊﺴﻦ :ﻟﻢ ﲡﻌﻞ اﻟﺴﻼﺳﻞ ﰲ أﻋﻨﺎق أﻫﻞ اﻟﻨﺎر ﻷﻧﻬﻢ أﻋﺠﺰوا اﻟﺮب! ﻟﻜﻦ ﻟﺘُﺮ ِﺳ َﺒﻬﻢ إذا أﻃ َﻔﺎﻫﻢ اﻟﻠﻬﺐ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر واﻻﺳﺘﻔﻬﺎم ﻫﻨﺎ ﻣﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻠﻂ واﻟﻔﻀﻴﺤﺔ ﰲ اﳌﻮﻗﻒ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺰﻋﻤﻮن أﻧﻬﻢ ﻳﻌﺒﺪون اﻷﺻﻨﺎم ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﺷﻔﻌﺎء ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻀﺐ اﷲ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻌﺬاب ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪوا ﺷﻔﻌﺎء ذﻛﺮوا ﲟﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺰﻋﻤﻮﻧﻪ ،ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻬﻢ: اﻟﺴﻌﺪي وﻫﺬا ﻋﺎم ﳉﻤﻴﻊ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﻲ ﻧﻮﻗﺾ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﺮﺳﻞ ،وﻣﻦ أﺣﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﰲ ﻫﺬا :ﻋﻠﻮم :اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، واﳌﻨﻄﻖ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ،اﻟﺬي ُر ﱠدت ﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ آﻳﺎت اﻟﻘﺮآن، وﻧﻘﺼﺖ ﻗﺪره ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻮب ،وﺟﻌﻠﺖ أدﻟﺘﻪ اﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ أدﻟﺔ ﻟﻔﻈﻴﺔ ﻻ ﺗﻔﻴﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ اﻟﻴﻘﲔ ،وﻳﻘﺪم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻘﻮل أﻫﻞ اﻟﺴﻔﻪ واﻟﺒﺎﻃﻞ ،وﻫﺬا ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻹﳊﺎد ﰲ آﻳﺎت اﷲ واﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻬﺎ واﳌﻨﺎﻗﻀﺔ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﺣﻜﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﳑﻦ آﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﺒﺲ اﻟﻌﺬاب ﺑﻬﻢ، ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ذﻟﻚ .وﰲ ذﻛﺮ ﻫﺬا ﺣﺾ ﻟﻠﻌﺮب ﻋﻠﻰ اﳌﺒﺎدرة ،وﺗﺨﻮﻳﻒ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻧﻲ؛ ﻟﺌﻼ ﻳﺪرﻛﻬﻢ ﻋﺬاب ﻻ ﺗﻨﻔﻌﻬﻢ ﺗﻮﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﺒﺴﻪ ﺑﻬﻢ ٢٣١
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺳﻮرة ﻓﺼﻠﺖ وﺟﻪ اﳌﺼﺤﻒ ٤١ ﻣﻜﻴﺔ ﰲ أوﻟﻬﺎ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻮﻗﻮع ﻛﻠﻤﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﻨﺰول ٦١ اﻟﺴﻮرة وﺟﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﲤﻴﺰت ﻋﻦ اﻟﺴﻮر اﳌﻔﺘﺘﺤﺔ ﺳﻮرة اﻟﺴﺠﺪة ﺑﺄن ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺠﺪة ﻣﻦ ﺑــــ ﺳﺠﺪات اﻟﻘﺮآن اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﳌﺼﺎﺑﻴﺢ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺑﻴﺎن ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺎﳉﺔ اﳌﻌﺮﺿﲔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن ﺑﺮﻓﻖ ،ﺑﺒﻴﺎن أن اﻟﻘﺮآن ﻫﻮ اﳊﻖ ،وﻋﺎﻗﺒﺔ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻷﻗﻮات اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻹﻋﺮاض ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن وﺟﺰاء اﳌﺆﻣﻨﲔ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ وﻣﻬﻤﺘﻪ ﺗﻬﺪﻳﺪ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﲟﺜﻞ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﻋﺎد وﺛﻤﻮد ﻣﻦ أدﻟﺔ وﺟﻮد اﷲ وﻗﺪرﺗﻪ وﻗﺼﺔ اﳋﻠﻖ إﺻﺮار اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺳﻤﺎع اﻟﺪﻋﻮة ﻣﺼﻴﺮ اﳌﺸﺮﻛﲔ وأن اﷲ أﺣﺼﻰ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻓﻀﻞ وآداب اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﷲ اﻟﺘﻲ أوﺻﻠﺘﻬﻢ ﻟﻬﺬا اﳌﺼﻴﺮ ﺛﻮاب اﳌﺴﺘﻘﻴﻤﲔ ﰲ اﻟﺪارﻳﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺎﻟﺴﲍ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ٢٣٢
اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﰲ اﻟﺴﺮاء واﻟﻀﺮاء اﺧﺘﺼﺎص اﷲ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻐﻴﺐ واﻟﺴﺎﻋﺔ ﲢﻘﻴﻖ أن اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ اﷲ أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﻴﺎن ﺷﺮف اﻟﻘﺮآن ،وإﻋﺮاض اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻟﻪ ،وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺧﻠﻖ اﻷرض واﻟﺴﻤﺎء ،واﻹﺷﺎرة إﻟﻰ إﻫﻼك ﻋﺎد وﺛﻤﻮد ،وﺷﻬﺎدة اﳉﻮارح ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺻﲔ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،وﻋﺠﺰ اﻟﻜﻔﺎر ﰲ ﺳﺠﻦ ﺟﻬﻨﻢ ،وﺑﺸﺎرة اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﳋﻠﻮد ﰲ اﳉﻨﺎن ،وﺷﺮف اﳌﺆذﻧﲔ ﺑﺎﻷذان ،واﻻﺣﺘﺮاز ﻣﻦ ﻧﺰﻏﺎت اﻟﺸﻴﻄﺎن ،واﳊﺠﺔ واﻟﺒﺮﻫﺎن ﻋﻠﻰ وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﻟﺮﺣﻤﻦ ،وﺑﻴﺎن ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻘﺮآن ،واﻟﻨﻔﻊ واﻟﻀﺮ ،واﻹﺳﺎءة واﻹﺣﺴﺎن ،وﺟﺰع اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻨﺪ اﻻﺑﺘﻼء واﻻﻣﺘﺤﺎن ،وإﻇﻬﺎر اﻵﻳﺎت اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة اﻟﻜﺮﱘ اﳌﻨﺎن ،وإﺣﺎﻃﺔ ﻋﻠﻢ اﷲ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻹﺳﺮار واﻹﻋﻼن اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺬﻛﺮ إﻋﺮاض اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﻦ اﳊﻖ: ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة ﻏﺎﻓﺮ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب، ، وﺑﺪأت ﺑﻪ ﺳﻮرة ﻓﺼﻠﺖ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺬﻛﺮ إﻋﺮاض اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺎل اﻟﻨﻌﻤﺔ: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺳﺎﺗﺮ ﻳﺤﺠﺒﻨﺎ ﻋﻦ ﻟﻪ ﺳﻤﺎع ﻗﺒﻮل وإﺟﺎﺑﺔ ﺑُ ﱢﻴﻨﺖ آﻳﺎﺗﻪ ،و ُو ﱢﺿﺤﺖ إﺟﺎﺑﺔ دﻋﻮﺗﻚ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﺻﻤﻢ ،وﺛﻘﻞ ﻓﺎﺳﻠُ ُﻜﻮا اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻏﻄﻴﺔ ﲤﻨﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ اﳌﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮﻧﺎ إﻟﻴﻪ ٢٣٣
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺷﺮﻛﺎء ،وﻧﻈﺮاء ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻄﻮع ،وﻻ ﳑﻨﻮع ﻫﻼك ،وﻋﺬاب وﻗ ﱠﺴﻢ أدام ﺧﻴﺮﻫﺎ ﺟﺒﺎ ًﻻ ﺛﻮاﺑﺖ ﰲ ﲤﺎم أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم ﻣﺴﺘﻮﻳﺔ؛ وأﻧﺒﺖ ﺷﺠﺮﻫﺎ أرزاق أﻫﻠﻬﺎ ﺑﻼ زﻳﺎدة ،وﻻ ﻧﻘﺼﺎن ﻳﻮﻣﺎن ﳋﻠﻖ اﻷرض ،وﻳﻮﻣﺎن ﻓﺨﻠﻘﻬ ﱠﻦ ،وأﺑﺪﻋﻬ ﱠﻦ ﳋﻠﻖ اﻟﺮواﺳﻲ ،وﺗﻘﺪﻳﺮ اﻷﻗﻮات ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟﲔ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ، أو ﳌﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ذﻟﻚ ﺑﻨﺠﻮم ﻣﻀﻴﺌﺔ ارﺗﻔﻊ وأﻟﻘﻰ ﻋﺬاﺑﺎً ﻫﺎﺋ ًﻼ ﻣﺎ أراد ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻗﻮاﻣﻬﺎ وﺻﻼﺣﻬﺎ وﺣﺮﺳﺎً ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻣﺸﺆوﻣﺎت ﻓﺎﺧﺘﺎروا ﺧ ﱠﻮﻓﺘﻜﻢ ﻳﺘﺒﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً واﺗﺼﻠﺖ ﻧﺬارﺗﻬﻢ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺒﺮودة، ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﺼﻮت اﻟﺬل واﻟﻬﻮان ﻓﺒ ﱠﻴ ﱠﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﺳﺒﻴﻞ اﳊﻖ ﻳُﺠﻤﻊ اﳌﻬﲔ اﻟﻜﻔﺮ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ أن ﻳﺸﻬﺪ ﺗﺴﺘﺨﻔﻮن ﻋﻨﺪ ﻳُﺮ ﱡد أوﻟﻬﻢ ﻣﺄوى وﻣﺴﻜﻦ ارﺗﻜﺎﺑﻜﻢ اﳌﻌﺎﺻﻲ ﻋﻠﻰ آﺧﺮﻫﻢ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻫ ﱠﻴﺄﻧﺎ وأﻋﺪدﻧﺎ اﻟﻬﺎﻟﻜﲔ أﻫﻠﻜﻜﻢ ﻣﻦ أﻣﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻤﺎ ﻫﻢ ﻣﻦ اﳌﺠﺎﺑﲔ ﻳﻄﻠﺒﻮا اﻟ ُﻌﺘﺒﻰ آﺛﺮوﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮة إﻟﻰ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻮا وﻫﻲ اﳌﻐﻔﺮة ﻣﺼﺎﺣﺒﲔ ﻣﻦ ﺷﻴﺎﻃﲔ ﻣﻀﺖ ﻓﺤ ﱠﺴﻨﻮا اﻹﻧﺲ واﳉﻦ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﳑﺎﺗﻬﻢ وذﻟﻚ ﺛﺒﺘﻮا ﻋﻠﻰ اﳊﻖ ووﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﺑﺎﳌﻌﺎد ﻋﻠﻤﺎً ،وﻋﻤ ًﻼ اﻟﻮﻋﻴﺪ ﺑﺎﻟﻌﺬاب اﺋﺘُﻮا ﺑﺎﻟﻠﻐﻮ؛ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﻴﺮ، واﻟﺼﻴﺎح ،واﳉﻠﺒﺔ ،ﻋﻨﺪ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻔﻮﻧﻪ وراءﻛﻢ ﰲ اﻟﺪرك اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ أﻣﻮر اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ﺗﻨﺰل ﻋﻨﺪ اﳌﻮت ﺿﻴﺎﻓ ًﺔ ،وإﻧﻌﺎﻣﺎً ﻣﻦ اﳌﻮت وﻣﺎ ﺑﻌﺪه أﻧﺼﺎرﻛﻢ اﻟﻐﻀﺐ واﳉﻬﻞ ﺗﻄﻠﺒﻮن وﻻ أﺣﺪ أﻓﻀﻞ واﻹﺳﺎءة اﻟﺼﺒﺮ واﳊﻠﻢ واﻟﻌﻔﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﻧﺼﻴﺐ واﻓﺮ؛ ﻣﻦ وﻣﺎ ﻳﻮ ﱠﻓﻖ ﻟﻬﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻚ ،ﺷﻔﻴﻖ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺴﻌﺎدة ،واﳋﻠﻖ ،واﳋﻴﺮ ﻓﺎﺳﺘﺠﺮ ،واﻋﺘﺼﻢ ﺑﺎﷲ ﻗﺎﺋ ًﻼ: ﻳُﻠ ِﻘ ﱠﲔ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ وﺳﻮﺳﺔ، ﻻ ﻳﻔﺘﺮون ،وﻻ ﳝﻠﱡﻮن أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻟﺮﺟﻴﻢ وﻳﺼﺮﻓ ﱠﻨﻚ ﻋﻦ اﳋﻴﺮ ﻳﺎﺑﺴﺔ ﻻ ﻧﺒﺎت ﻓﻴﻬﺎ اﻧﺘﻔﺨﺖ ،وﻋﻠﺖ د ﱠﺑﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﳊﻴﺎة، وﲢﺮﻛﺖ ﺑﺎﻟﻨﺒﺎت ﳝﻴﻠﻮن ﻋﻦ اﳊﻖ ﳑﺘﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ أراده ﺑﺘﺤﺮﻳﻒ ،أو ﺳﻮء ﺑﺎﻟﻘﺮآن إن اﳉﺎﺣﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮآن ﰲ أي ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻪ ﺷﻴﻄﺎن، ﻏﻴﺮ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻧﻮاﺣﻴﻪ وﻻ ﻳﺒﻄﻠﻪ ﺷﻲء ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺮآن أﻋﺠﻤﻴﺎً، وﻟﺴﺎن ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺮﺑﻲ! ﻫ ﱠﻼ ﺑﻴﻨﺖ آﻳﺎﺗﻪ؟! ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻊ داﻋﻴﺎً، وﻻ ﻳﺠﻴﺐ ﻣﻨﺎدﻳﺎً ﻛﻤﻦ ﻳﻨﺎدى ﺻﻤﻢ ٢٣٤
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺮﻳﺒﺔ ﻣﻘﻠﻖ ﺑﺘﺄﺟﻴﻞ اﻟﻌﺬاب اﻟﺘﻮراة ﻳﺸﻬﺪ أن ﻟﻚ ﺷﺮﻳﻜﺎً أوﻋﻴﺘﻬﺎ أﻋﻠﻤﻨﺎك ﻣﻠﺠﺄ ،وﻣﻬﺮب وأﻳﻘﻨﻮا ذﻫﺐ ،وﻏﺎب اﻟﻔﻘﺮ ،واﳌﺮض، ﻣﻦ ﻃﻠﺐ اﻟﺰﻳﺎدة ﻻ ﳝ ﱡﻞ واﳋﻮف ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﻋﻦ ﺷﻜﺮ اﻟﻨﻌﻤﺔ، ﺷﺪﻳﺪ واﺗﺒﺎع اﳊﻖ؛ ﺗﻜﺒﺮاً ﺻﺎﺣﺐ دﻋﺎء ﺑﻜﺸﻒ أﺧﺒﺮوﻧﻲ اﻟﻀﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻻ أﺣﺪ أﺿﻞ أﻗﻄﺎر اﻟﺴﻤﺎوات، ﺧﻼف ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﳊﻖ أن اﻟﻘﺮآن ﺣﻖ واﻷرض ﻻ رﻳﺐ ﻓﻴﻪ أﻻ ﻳﻜﻔﻴﻬﻢ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘﺮآن ﺷﻚ ﻋﻈﻴﻢ ﺣﻖ :ﺷﻬﺎدة اﷲ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ؟! أﺣﺎط ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﻤﺎً ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﳊﺠﺎب ﳝﻨﻊ رؤﻳﺔ اﳊﻖ ،واﻷﻛ ﱠﻨﺔ ﲤﻨﻊ ﻣﻦ ﻓﻬﻤﻪ، واﻟﻮﻗﺮ ﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﲤﺜﻴﻞ ﳊﺮص رﺳﻮل وﻗﻮﻟﻪ: اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺪاﻫﻢ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﺮك وﺳﻴﻠﺔ ﻳَﺘﻮﺳﻞ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ إﺑﻼﻏﻬﻢ اﻟﺪﻳﻦ إﻻ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﻬﺎ ،ﻓ ُﻤ ﱢﺜﻞ ذﻟﻚ ﺑﺎﳌﺠﻲء إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ؛ ﺗﺎرة ﻣﻦ أﻣﺎﻣﻪ ،وﺗﺎرة ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ؛ ﻻ ﻳﺘﺮك ﻟﻪ ﺟﻬﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ اﳊﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﲢﺼﻴﻞ أﻣ ٍﺮ أن ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ،وﻳﻌﻴﺪ ﺗﻄﻠﺒﻪ ،وﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻣﻈﺎن وﺟﻮده أو ﻣﻈﺎن ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ: ﳌﺎ اﺣﺘ ﱠﺞ ﻗﻮ ُم ﻋﺎد ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ: ، وﻫﻜﺬا ﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ اﳌﺨﻠﻮﻗﺎت ﻣﻦ ﻗﻮة وﺷﺪة ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أ ﱠن اﷲ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ أﻗﻮى وأﺷﺪ ،وﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أ ﱠن اﷲ أﻋﻠﻢ ،وﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ وﺣﻴﺎة ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أ ﱠن اﷲ أوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﳊﻴﺎة؛ ﻓﻤﻦ ﲤﺎم اﳊﺠﺔ اﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﺎﻷﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﺆ ﱢﺛﺮ اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﻫﺬا ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﻵن ﺷﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼم ﻣﺒﻴﻨﺔ ﻟﻠﻴﻬﻮد واﻟﻨﺼﺎرى اﳌﺨﺘﻠﻄﲔ ﻟﻨﺎ ،وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻌﺮﺿﻮن وﻳﺸﺘﻐﻠﻮن ﺑﺎﻟﺼﺪ؛ ﻓﺬﻟﻚ اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﻌﻤﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺪى ٢٣٥
اﻟﺴﻌﺪي وﺧﺺ ﻫﺬه اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺜﻼﺛﺔ؛ ﻷن أﻛﺜﺮ اﻟﺬﻧﻮب إﳕﺎ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ اﺑﻦ ﺟﺰي ﰲ ﻣﻌﻨﺎه وﺟﻬﺎن :أﺣﺪﻫﻤﺎ :ﻟﻢ ﺗﻘﺪروا أن ﺗﺴﺘﺘﺮوا ﻣﻦ ﺳﻤﻌﻜﻢ وأﺑﺼﺎرﻛﻢ وﺟﻠﻮدﻛﻢ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻼزﻣﺔ ﻟﻜﻢ ،ﻓﻠﻢ ﳝﻜﻨﻜﻢ اﺣﺘﺮاس ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻓﺸﻬﺪت ﻋﻠﻴﻜﻢ .واﻵﺧﺮ :ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻔﻈﻮا ﻣﻦ ﺷﻬﺎدة ﺳﻤﻌﻜﻢ وأﺑﺼﺎرﻛﻢ وﺟﻠﻮدﻛﻢ؛ ﻷﻧﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﺒﺎﻟﻮا ﺑﺸﻬﺎدﺗﻬﺎ، وﻟﻢ ﺗﻈﻨﻮا أﻧﻬﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻗﺎل اﳊﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮي :إن ﻗﻮﻣﺎً أﻟﻬﺘﻬﻢ اﻷﻣﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺟﻮا ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﺎ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺔ! وﻳﻘﻮل أﺣﺪﻫﻢ :إﻧﻲ أﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺮﺑﻲ وﻛﺬب ،وﻟﻮ أﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﻷﺣﺴﻦ اﻟﻌﻤﻞ ،وﺗﻼ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ: اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻫﺬا ﻣﻦ ﺷﺄن دﻋﺎة اﻟﻀﻼل واﻟﺒﺎﻃﻞ :أن ﻳُ َﻜ ﱢﻤﻤﻮا أﻓﻮاه اﻟﻨﺎﻃﻘﲔ ﺑﺎﳊﻖ واﳊﺠﺔ ﲟﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻣﻦ ﺗﺨﻮﻳﻒ وﺗﺴﻮﻳﻞ، اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ وﺗﺮﻫﻴﺐ وﺗﺮﻏﻴﺐ ،وﻻ ﻳَﺪﻋﻮا اﻟﻨﺎس ﻳﺘﺠﺎدﻟﻮن ﺑﺎﳊﺠﺔ، وﻳﺘﺮاﺟﻌﻮن ﺑﺎﻷدﻟﺔ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻮﻗﻨﻮن أن ﺣﺠﺔ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ أﻧ َﻬ ُﺾ ،ﻓﻬﻢ ﻳﺴﺘﺮوﻧﻬﺎ وﻳﺪاﻓﻌﻮﻧﻬﺎ ﻻ ﲟﺜﻠﻬﺎ؛ وﻟﻜﻦ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻦ اﻟﺒﻬﺘﺎن واﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ،ﻓﺈذا أﻋﻴﺘﻬﻢ ا ِﳊﻴَﻞ ،ورأوا ﺑﻮارق اﳊﻖ ﺗﺨﻔﻖ؛ َﺧ ُﺸﻮا أن ﻳﻌﻢ ﻧﻮ ُرﻫﺎ اﻟﻨﺎ َس اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ورﺷﺪ ،ﻋﺪﻟﻮا إﻟﻰ ﻟﻐﻮ اﻟﻜﻼم ،وﻧﻔﺨﻮا ﰲ أﺑﻮاق اﻟﻠﻐﻮ اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﺛﻢ ذﻛﺮ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻛﻔﺎر ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ إذا دﺧﻠﻮا اﻟﻨﺎر؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺮون ﻋﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻬﻢ وﺳﻮء ﻣﻨﻘﻠﺒﻬﻢ ،ﻓﺘﺠﻮل أﻓﻜﺎرﻫﻢ ﻓﻴﻤﻦ ﻛﺎن ﺳﺒﺐ ﻏﻮاﻳﺘﻬﻢ وﺑﺎدي ﺿﻼﻟﺘﻬﻢ ،ﻓﻴﻌﻈﻢ ﻏﻴﻈﻬﻢ وﺣﻨﻘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻳﻮدون أن ﻳﺤﺼﻞ ﰲ أﺷﺪ ﻋﺬاب ،ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﻘﻮﻟﻮن: اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﺸﻐﻮ ًﻻ ﺑﺎﷲ وﺑﺬﻛﺮه وﻣﺤﺒﺘﻪ ﰲ ﺣﺎل ﺣﻴﺎﺗﻪ، وﺟﺪ ذﻟﻚ أﺣﻮج ﻣﺎ ﻫﻮ إﻟﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺧﺮوج روﺣﻪ إﻟﻰ اﷲ اﻟﻌﺰ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺄﺣﺴﻦ اﻷﻗﻮال واﻷﻋﻤﺎل ﻣﻮﺟﺐ ﳊﺼﻮل اﻷﻟﻔﺔ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم واﻻﺗﻔﺎق اﳌﻘﺘﻀﻲ ﻟﻠﺘﻌﺎون ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﺪﻳﻦ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ وﻣﺎ ﻳﻮﻓﻖ ﻟﻬﺬه اﳋﺼﻠﺔ اﳊﻤﻴﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻜﺮه ،وأﺟﺒﺮوﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ اﷲ؛ ﻓﺈن اﻟﻨﻔﻮس ﻣﺠﺒﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﳌﺴﻲء ﺑﺈﺳﺎءﺗﻪ وﻋﺪم اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻜﻴﻒ اﻟﺴﻌﺪي ﺑﺎﻹﺣﺴﺎن؟! ﻓﺈذا ﺻﺒﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﻪ ،واﻣﺘﺜﻞ أﻣﺮ رﺑﻪ ،وﻋﺮف ﺟﺰﻳﻞ اﻟﺜﻮاب ،وﻋﻠﻢ أن ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﻟﻠﻤﺴﻲء ﺑﺠﻨﺲ ﻋﻤﻠﻪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪه ﺷﻴﺌﺎً ،وﻻ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﻌﺪاوة إﻻ ﺷﺪة ،وأن إﺣﺴﺎﻧﻪ إﻟﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻮاﺿﻊ ﻗﺪره ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﷲ رﻓﻌﻪ ،ﻫﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﺮ ،وﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﺘﻠﺬذاً ﻣﺴﺘﺤﻠﻴﺎً ﻟﻪ ٢٣٦
اﻟﻄﺒﺮي أن ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻚ ﻋﺪوك ﻛﺄﻧﻪ ﺻﺪﻳﻖ؛ ﻓﻬﺬا اﻧﺘﺼﺎر! وأن ﻳﻌﺼﻤﻚ اﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن؛ ﻓﻬﺬا اﻧﺘﺼﺎر أﻛﺒﺮ! ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس :أﻣﺮ اﷲ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻐﻀﺐ ،واﳊﻠﻢ ﻋﻨﺪ اﳉﻬﻞ ،واﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﺪ اﻹﺳﺎءة؛ ﻓﺈذا ﻓﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ،ﻋﺼﻤﻬﻢ اﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن وﺧﻀﻊ ﻟﻬﻢ ﻋﺪوﻫﻢ ﻛﺄﻧﻪ وﻟﻲ ﺣﻤﻴﻢ اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ووﺻﻒ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎﻟﻌﺰة؛ ﻷﻧﻪ ﺑﺼﺤﺔ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﳑﺘﻨﻊ اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ،واﻹزراء ﻋﻠﻴﻪ ،وﻫﻮ ﻣﺤﻔﻮظ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﺗﺄﻣﻞ إﺧﺒﺎره ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن ﺑﺄﻧﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻔﺎء: ،وﻗﺎل ﻋﻦ اﻟﻌﺴﻞ: وﻣﺎ ﻛﺎن ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻔﺎء أﺑﻠﻎ ﳑﺎ ﺟﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء اﻟﺴﻌﺪي ﻫﺬا إﺧﺒﺎر ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ،وﻋﺪم ﺻﺒﺮه و َﺟﻠَ ِﺪه؛ ﻻ ﻋﻠﻰ اﳋﻴﺮ وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮ ،إﻻ َﻣﻦ ﻧﻘﻠﻪ اﷲ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳊﺎل إﻟﻰ ﺣﺎل اﻟﻜﻤﺎل اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻓـﻲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ﻃﺮف ﻣﻦ اﻹﻋﺠﺎز ﺑﺎﻹﺧﺒﺎر ﻋﻦ اﻟﻐﻴﺐ إذ أﺧﺒﺮ ْت ﺑﺎﻟﻮﻋﺪ ﺑﺤﺼﻮل اﻟﻨﺼﺮ ﻟﻪ وﻟﺪﻳﻨﻪ؛ وذﻟﻚ ﲟﺎ ﻳ ﱠﺴﺮ اﷲ ﻟﺮﺳﻮل ﷺ وﳋﻠﻔﺎﺋﻪ ِﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﰲ آﻓﺎق اﻟﺪﻧﻴﺎ واﳌﺸﺮق واﳌﻐﺮب ﻋﺎﻣﺔ وﰲ ﺑﺎﺣﺔ اﻟﻌﺮب ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻮح وﺛﺒﺎﺗﻬﺎ واﻧﻄﺒﺎع اﻷﱈ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻴﺴﺮ أﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﻠﻮك اﻷرض واﻟﻘﻴﺎﺻﺮة واﻷﻛﺎﺳﺮة ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ اﳌﺴﻠﻤﲔ ،واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺷﺎﻫﺪ ﺑﺄن ﻣﺎ ﺗﻬﻴﺄ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ اﻻﻧﺘﺸﺎر واﻟﺴﻠﻄﺎن ﻋﻠﻰ اﻷﱈ أﻣﺮ ﺧﺎرق ﻟﻠﻌﺎدة ،ﻓﻴﺘﺒﲔ أن دﻳﻦ اﻹﺳﻼم ﻫﻮ اﳊﻖ وأن اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻛﻠﻤﺎ ﲤﺴﻜﻮا ﺑﻌﺮى اﻹﺳﻼم ﻟﻘﻮا ﻣﻦ ﻧﺼﺮ اﷲ أﻣﺮاً ﻋﺠﻴﺒﺎً؛ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺴﺎﺑﻖ واﻟﻼﺣﻖ ٢٣٧
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٤٢ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة اﻟﺸﻮرى وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٦٢ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻟﻮﺻﻒ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺸﺎور ﰲ أﻣﻮرﻫﻢ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺬه وﺟﻪ ﺳﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﳊﺮوف اﳌﻘﻄﻌﺔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺳﻮرة ﺑﻴﺎن ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮﺣﻲ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﶈﻤﺪﻳﺔ ،وأﻧﻬﺎ اﻣﺘﺪاد ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻟﻠﻮﺣﻲ إﻟﻰ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﻮﺣﻲ اﻹﻟﻬﻲ ﺗﻨﺰﻳﻞ اﻟﻮﺣﻲ وﺑﻴﺎن ﻋﻈﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة واﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ وإﺑﻄﺎل ﺣﺠﺞ اﳌﻌﺎﻧﺪﻳﻦ وﺣﺪة اﻷدﻳﺎن ﰲ أﺻﻮﻟﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﷲ ﰲ ﻋﺒﺎده وﻗﺪرﺗﻪ ﺟﺰاء اﳌﺆﻣﻨﲔ واﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﺸﻬﺪ ﻳﺼﻮر ﺣﺎل أﻫﻞ اﻟﻨﺎر ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﳌﺆﻣﻨﲔ اﻟﻮﺣﻲ وأﻗﺴﺎﻣﻪ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﷲ واﻻﺳﺘﺴﻼم ﳊﻜﻤﺘﻪ ٢٣٨
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﻴﺎن ﺣﺠﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،وﺗﻘﺮﻳﺮ ﻧﺒﻮة اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ،وﺗﺄﻛﻴﺪ ﺷﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼم ،واﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﻈﻬﻮر آﺛﺎر اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،وﺑﻴﺎن ﺛﻮاب اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ دﻧﻴﺎ وأﺧﺮى ،وذل اﻟﻈﺎﳌﲔ ﰲ ﻋﺮﺻﺎت اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ووﻋﺪ اﷲ اﻟﺘﺎﺋﺒﲔ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل ،وﺑﻴﺎن اﳊﻜﻤﺔ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻷرزاق وﻗﺴﻤﺘﻬﺎ ،واﻹﺧﺒﺎر ﻋﻦ ﺷﺆم اﻵﺛﺎم واﻟﺬﻧﻮب ،واﳌﺪح واﻟﺜﻨﺎء ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻓﲔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ذﻧﻮب اﳌﺠﺮﻣﲔ ،وذل اﻟﻜﻔﺎر ﰲ ﻣﻘﺎم اﳊﺴﺎب ،واﳌ ﱠﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﳋﻠﻖ ﲟﺎ ُﻣﻨﺤﻮا ﻣﻦ اﻷوﻻد، وﺑﻴﺎن ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺒﻴﺎء ،واﻣﺘﻨﺎن اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺎدق اﻷﻣﲔ ﷺ ﺑﺈﻋﻄﺎء اﻹﳝﺎن ،وإﻧﺰال اﻟﻔﺮﻗﺎن ،وﺑﻴﺎن أن ﻣﺮﺟﻊ اﻷﻣﻮر إﻟﻰ اﷲ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺪ ﱠﻳﺎن ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة ﻓﺼﻠﺖ ﺑﺎﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﻮﺣﻲ واﻟﻮﺣﻲ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، : وﺑﺪأت ﺑﻪ ﺳﻮرة اﻟﺸﻮرى: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ رﻗﻴﺐ ﻋﺘﻴﺪ آﻟﻬﺔ ﻳﺘﻮﻟﻮﻧﻬﺎ، ﻳﺘﺸ ﱠﻘﻘﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺪى وﻳﻌﺒﺪوﻧﻬﺎ أﻧﻮاﻋﺎً؛ ذﻛﻮراً ،وإﻧﺎﺛﺎً ﻣﻜﺔ؛ واﳌﺮاد :أﻫﻠﻬﺎ ﻻ ﺷﻚ ﰲ ﻣﺠﻴﺌﻪ ﻳُﻮ ِﺳﻊ وإﻟﻴﻪ أرﺟﻊ ﺧﺎﻟﻖ ،وﻣﺒﺪع ﰲ ﻛﻞ اﻷﻣﻮر ﻋ ُﻈﻢ ﻣﻠﻜﻬﺎ ،وﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺧﺰاﺋﻨﻬﺎ ﻳُﻜ ﱢﺜﺮﻛﻢ؛ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺰوﻳﺞ ﺑ ﱠﲔ وو ﱠﺿﺢ وﻳُﻀ ﱢﻴﻖ ٢٣٩
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻋﻨﺎداً ،وﻇﻠﻤﺎً ﻳﺮ ِﺟﻊ إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻳﺼﻄﻔﻲ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪه، ُﻣﻮ ِﻗﻊ ﰲ اﻟﺮﻳﺒﺔ، ودﻳﻨﻪ واﻻﺧﺘﻼف اﳌﺬﻣﻮم اﻟﺘﻮراة ،واﻹﳒﻴﻞ ﺑﺘﺄﺧﻴﺮ اﻟﻌﺬاب اﳌﺮﺟﻊ ﻻ ﺟﺪال ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻨﻜﻢ؛ ﻓﻘﻢ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ ﺑﺎﻟﺼﺪق ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺒﲔ اﳊﻖ ذﻟﻚ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﺠﺎدﻟﻮن ذاﻫﺒﺔ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻳﺨﺎﺻﻤﻮن ﰲ دﻳﻦ اﷲ ﻻ ﺗﺆذوﻧﻲ ﰲ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﺪﻋﻮة؛ ﺧﺎﺋﻔﻮن ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ واﻟﻌﺪل ﳌﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﻳﻄﺒﻊ ﻗﻀﺎؤه ﺑﺈﻣﻬﺎﻟﻬﻢ وﻋﺪم ﺛﻮاﺑﻬﺎ ﻣﻌﺎﺟﻠﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ وﻳﺒﺴﻂ ﻣﻄﺮه ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻃﺎﻋ ًﺔ ﻣﺎ ﻳ ُﺪ ﱡب ﻋﻠﻰ اﻷرض؛ ﻣﻦ اﺧﺘﻠﻖ إﻧﺲ ،وﺣﻴﻮان ،وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻟﻄﻐﻮا وﲡﺒﺮوا ﻳﺌﺴﻮا ﻣﻦ ﻧﺰوﻟﻪ اﻟﺬي ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻋﺒﺎده ﻛﺎﳉﺒﺎل ﰲ ﻋﻈﻤﻬﺎ ﻓ ﱠﺮق ،وﻧﺸﺮ ﺑﺈﺣﺴﺎﻧﻪ ﺑﻔﺎﺋﺘﲔ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب اﻟﺴﻔﻦ اﳉﺎرﻳﺔ ﻳﻬﻠﻚ اﻟﺴﻔﻦ ﺑﺎﻟﻐﺮق ﺛﻮاﺑﺖ ﻻ ﲡﺮي ﻓﻴ ِﺼﺮن وﻳﺒﻘﲔ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﻈﻠﻢ ،واﻟﻌﺪوان ﻣﺎ ﻋ ُﻈﻢ ﻗﺒﺤﻪ ﻣﻦ اﳌﻌﺎﺻﻲ ﻣﻬﺮب ،وﻣﻠﺠﺄ ﻣﺆاﺧﺬة ووﺿﻊ ﻋﻔﻮه ﻓﻴﻤﻦ ﻳﻨﺘﻘﻤﻮن ﳑﻦ ﺑﻐﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ اﻷﻓﻌﺎل اﳊﻤﻴﺪة، ﻳُﺼ ِﻠﺤﻪ اﻟﻌﻔﻮ ﻟﺸﺠﺎﻋﺘﻬﻢ ،وﻻ ﻳﻌﺘﺪون واﳋﺼﺎل اﳌﺸﻜﻮرة وﻳﻌﺘﺪون اﳌﺆاﺧﺬة ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺼﺮﻓﻪ ﻋﻦ اﻟﻬﺪى ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﺼﻞ ﺑﻪ إﻟﻰ اﳊﻖ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳُﺴﺎ ِرﻗﻮن اﻟﻨﻈﺮ ،وﻻ ﺧﺎﺿﻌﲔ ﻣﺘﻀﺎﺋﻠﲔ ﻳﻨﻈﺮون ﲟﻞء أﻋﻴﻨﻬﻢ ﻻ ﺗﻨﻜﺮون ذﻧﻮﺑﻜﻢ ،وﻟﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﻣﻌ ِﻘﻞ ﲢﺘﺮزون ﻓﻴﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ رده ﻣﻜﺎن ﺗﺴﺘﺨﻔﻮن وﺗﺘﻨ ﱠﻜﺮون ﻓﻴﻪ ﺣﺎﻓﻈﺎً ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺟﺤﻮد؛ ﻳُﻌﺪد اﳌﺼﺎﺋﺐ، ﻣﻦ ﻋﺬاب اﷲ ﻳﺠﻤﻊ ﻟﻪ اﻟﻨﻮﻋﲔ ﻣﺼﻴﺒﺔ وﻳﻨﺴﻰ اﻟﻨﻌﻢ ﻛﻤﺎ ﻛﻠﻢ ﻣﻮﺳﻰ إﻋﻼﻣﺎً ﰲ اﳌﻨﺎم، ﻻ ﻳُﻮﻟﺪ ﻟﻪ أو ﺑﺎﻹﻟﻬﺎم ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻗﺮآﻧﺎً ،ﺳﻤﻲ اﻟﻘﺮآن روﺣﺎً؛ ﻷﻧﻪ ﺣﻴﺎة اﻟﻘﻠﻮب ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻴﻪ ،ﻓﻴﺠﺎزﻳﻜﻢ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻴﻬﺎ ٢٤٠
ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﺗﻘﺪﱘ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻋﻠﻰ اﳊﻤﺪ إﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺗﻨﺰﻳﻪ اﷲ ﻋﻤﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ أﻫﻢ ﻣﻦ إﺛﺒﺎت ﺻﻔﺎت اﻟﻜﻤﺎل ﻟﻪ؛ ﻷن اﻟﺘﻨﺰﻳﻪ ﲤﻬﻴﺪ ﻹدراك ﻛﻤﺎﻻﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺴﻌﺪي وﻣﻔﻬﻮم اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﳝﺔ :أن اﺗﻔﺎق اﻷﻣﺔ ﺣﺠﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ؛ ﻷن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ أن ﻧﺮد إﻟﻴﻪ إﻻ ﻣﺎ اﺧﺘﻠﻔﻨﺎ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻤﺎ اﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻜﻔﻲ اﺗﻔﺎق اﻷﻣﺔ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺔ ﻋﻦ اﳋﻄﺄ ،وﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن اﺗﻔﺎﻗﻬﺎ ﻣﻮاﻓﻘﺎً ﳌﺎ ﰲ ﻛﺘﺎب اﷲ وﺳﻨﺔ رﺳﻮﻟﻪ ﷺ اﺑﻦ ﺟﺰي اﺗﻔﻖ دﻳﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﰲ أﺻﻮل اﻻﻋﺘﻘﺎدات؛ وذﻟﻚ ﻫﻮ اﳌﺮاد ﻫﻨﺎ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺴﺮه ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻳﻌﻨﻲ :إﻗﺎﻣﺔ اﻹﺳﻼم اﻟﺬي ﻫﻮ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﷲ وﻃﺎﻋﺘﻪ ،واﻹﳝﺎن ﺑﺮﺳﻠﻪ وﻛﺘﺒﻪ وﺑﺎﻟﺪار اﻵﺧﺮة ،وأﻣﺎ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ،ﻓﺎﺧﺘﻠﻔﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺮاﺋﻊ ،ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺗﺮاد ﻫﻨﺎ اﻟﺴﻌﺪي ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺒﺮ ﺑﺮﻫﺎن ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ آﻣﻦ ﺑﺎﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﷺ إﳝﺎﻧﺎً ﺗﺎﻣﺎً ،وﻋﻠﻢ ﻣﺮاد اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﻗﻄﻌﺎً ،ﺗﻴﻘﻦ ﺛﺒﻮت ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ أﺧﺒﺮ ﺑﻪ ،وﻋﻠﻢ أن ﻣﺎ ﻋﺎرض ذﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ ،وأﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﺪ اﳊﻖ إﻻ اﻟﻀﻼل اﺑﻦ ﺟﺰي ﻓﺈن ﻗﻴﻞ :ﻣﺎ وﺟﻪ اﺗﺼﺎل ذﻛﺮ اﻟﻜﺘﺎب واﳌﻴﺰان ﺑﺬﻛﺮ اﻟﺴﺎﻋﺔ؟ ﻓﺎﳉﻮاب أن اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻳﻮم اﳉﺰاء واﳊﺴﺎب؛ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻗﺎل :اﻋﺪﻟﻮا واﻓﻌﻠﻮا اﻟﺼﻮاب ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﲢﺎﺳﺒﻮن ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ أو ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ و ُﻋﻄﻒ ،5555555555وﻫﻮ ﲤﺠﻴﺪ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎﺗﲔ اﻟﺼﻔﺘﲔ ،وﻳﻔﻴﺪ اﻻﺣﺘﺮاس ﻣﻦ ﺗﻮﻫﻢ أن ﻟﻄﻔﻪ ﻋﻦ ﻋﺠﺰ أو ﻣﺼﺎﻧﻌﺔ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﻮي اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻋﺰﻳﺰ ﻻ ﻳَﻌﺠﺰ وﻻ ﻳﺼﺎﻧﻊ ،أو ﻋﻦ ﺗﻮﻫﻢ أن رزﻗﻪ ﳌﻦ ﻳﺸﺎء ﻋﻦ ﺷﺢ أو ﻗﻠﺔ؛ ﻓﺈﻧﻪ اﻟﻘﻮي ،واﻟﻘﻮي ﺗﻨﺘﻔﻲ ﻋﻨﻪ أﺳﺒﺎب اﻟﺸﺢ ،واﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﻨﺘﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﺳﺒﺐ اﻟﻔﻘﺮ؛ ﻓﺮزﻗﻪ ﳌﻦ ﻳﺸﺎء ﲟﺎ ﻳﺸﺎء ﻣﻨﻮط ﳊﻜﻤﺔ َﻋ ِﻠﻤﻬﺎ ﰲ أﺣﻮال ﺧﻠﻘﻪ ﻋﺎﻣﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻳﺘﺴﺎءل ﻛﺜﻴﺮون ﻋﻦ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻟﺔ :إن ﻣﻦ ﺛﻮاب اﳊﺴﻨﺔ اﳊﺴﻨﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ! واﳉﻮاب ﻫﻮ :ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: اﻟﻘﺼﺎب اﻵﻳﺔ دﻟﻴ ٌﻞ ﻋﻠﻰ أ ﱠن ﻛﺜﺮة اﳌﺎل ﺳﺒ ٌﺐ ﻟﻔﺴﺎد اﻟﺪﻳﻦ إ ﱠﻻ ﻣﻦ ﻋﺼ َﻤﻪ اﷲ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻌﺼﻮم ﻣﺨﺼﻮص ﺑﺎﻟﻜﺮاﻣﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن أﻏﻨﻴﺎءُ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،وﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺼﻤﻪ؛ ﻓﻜﺜﺮةُ اﳌﺎل ﻟﻪ َﻣﻬﻠ ٌﻚ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻗﺎل اﳊﺴﻦ :ﻣﺎ ﺗﺸﺎور ﻗﻮم ﻗﻂ إﻻ ُﻫ ُﺪوا، وأُر ِﺷﺪ أﻣﺮﻫﻢ ،ﺛﻢ ﺗﻼ: ٢٤١
اﻟﻌﺰ ﺑﻦ ﻣﺪﺣﻬﻢ ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎر؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺰﻳﺪوا ﻋﻠﻴﻪ ،إذ ﻟﻮ زادوا ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻪ ،ﻟﻜﺎن ﺗﻌﺪﻳﺎً وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻧﺘﺼﺎراً اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ اﳌﻈﻠﻮم وإن ﻛﺎن ﻣﺄذوﻧﺎً ﻟﻪ ﰲ دﻓﻊ اﻟﻈﻠﻢ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻓﺬﻟﻚ ﻣﺸﺮوط ﺑﺸﺮﻃﲔ :أﺣﺪﻫﻤﺎ :اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،واﻟﺜﺎﻧﻲ :أﻻ ﻳﻌﺘﺪي ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻋﺎﺟﺰاً ،أو ﻛﺎن اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻳﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﻋﺪوان زاﺋﺪ؛ ﻟﻢ ﻳﺠﺰ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﺑﺪأ ﺑﺬﻛﺮ اﻹﻧﺎث ،ﻓﻘﺪم ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﺧﺮه اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ أﻣﺮ اﻟﺒﻨﺎت؛ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺌﺪوﻧﻬﻦ؛ أي :ﻫﺬا اﻟﻨﻮع اﳌﺆﺧﺮ ﻋﻨﺪﻛﻢ، ﻣﻘﺪم ﻋﻨﺪي ﰲ اﻟﺬﻛﺮ ،وﺗﺄﻣﻞ ﻛﻴﻒ ﻧﻜﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ اﻹﻧﺎث ،وﻋﺮف اﻟﺬﻛﻮر؛ ﻓﺠﺒﺮ ﻧﻘﺺ اﻷﻧﻮﺛﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﱘ ،وﺟﺒﺮ ﻧﻘﺺ اﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻓﺈن اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺗﻨﻮﻳﻪ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ٢٤٢
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 496
Pages:
