ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٤٣ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة اﻟﺰﺧﺮف ﻟﻘﻮﻟﺔ ﺗﻌﺎﻟﻰ: وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٦٣ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة وﺟﻪ ﺳﻮرة ﺣﻢ اﻟﺰﺧﺮف ﺑﻴﺎن اﳌﺒﺎدئ اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ ﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺳﻮر اﳊﻮاﻣﻴﻢ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،وﻧﻘﺾ اﻟﺘﺼﻮرات اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻟﺰاﺋﻔﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت إﻗﺮار اﳌﺸﺮﻛﲔ ﺑﺮﺑﻮﺑﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻜﻤﺔ اﷲ ﰲ اﺧﺘﻴﺎر رﺳﻠﻪ وﺗﻘﺴﻴﻢ رزﻗﻪ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻘﺮآن وﻋﺎﻗﺒﺔ اﳌﺴﺘﻬﺰﺋﲔ ﺑﺎﳌﺮﺳﻠﲔ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻊ ﻓﺮﻋﻮن ﺿﻼل اﳌﺸﺮﻛﲔ ﰲ ﻋﺒﺎدﺗﻬﻢ وﺗﺼﻮرﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎده اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺗﻨﺰﻳﻪ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ اﻟﻮﻟﺪ واﻟﺸﺮﻳﻚ ﺣﺎل اﳌﻌﺮﺿﲔ ﻋﻦ ذﻛﺮ اﷲ ،وﺗﺴﻠﻴﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻗﺼﺔ ﻋﻴﺴﻰ ﺣﺎل اﻷﺷﻘﻴﺎء واﻟﻔﺠﺎر ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ٢٤٣
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺑُﺪﺋﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺈﺛﺒﺎت ﺻﺪق ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن ،اﻟﺬي أﻧﺰﻟﻪ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ اﻷﻣﻲ ﷺ ،ﺑﺄﻓﺼﺢ ﻟﺴﺎن ،وأﻧﺼﺢ ﺑﻴﺎن ،وﻋﺮﺿﺖ دﻻﺋﻞ ﻗﺪرة اﷲ ووﺣﺪاﻧﻴﺘﻪ ﰲ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ،واﳉﺒﺎل واﻟﻮﻫﺎد ،واﻟﺒﺤﺎر واﻷﻧﻬﺎر، واﻟﺴﻔﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،واﻷﻧﻌﺎم اﻟﺘﻲ ﺳﺨﺮﻫﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮ؛ ﻟﻴﺄﻛﻠﻮا ﳊﻮﻣﻬﺎ وﻳﺮﻛﺒﻮا ﻇﻬﻮرﻫﺎ ،وﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳉﺎﻫﻠﻲ ﻣﻦ اﳋﺮاﻓﺎت واﻟﻮﺛﻨﻴﺎت ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻜﺮﻫﻮن اﻟﺒﻨﺎت ،وﻣﻊ ذﻟﻚ اﺧﺘﺎروا ﷲ اﻟﺒﻨﺎت ﺳﻔﻬﺎً وﺟﻬ ًﻼ ،ﻓﺰﻋﻤﻮا أن اﳌﻼﺋﻜﺔ ﺑﻨﺎت اﷲ ،ﻓﺠﺎءت اﻵﻳﺎت ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺗﻠﻚ اﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت ،وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ دﻋﻮة إﻣﺎم اﳊﻨﻔﺎء إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،اﻟﺬي ﻳﺰﻋﻢ اﳌﺸﺮﻛﻮن أﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺘﻪ وﻋﻠﻰ ﻣﻠﺘﻪ ،ﻓﻜﺬﺑﺘﻬﻢ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮى، وﺑﻴﻨﺖ أن إﺑﺮاﻫﻴﻢ أول ﻣﻦ ﺗﺒﺮأ ﻣﻦ اﻷوﺛﺎن ،وﺑﻴﻨﺖ ﻗﺴﻤﺔ اﻷرزاق ،وأﺧﺒﺮت ﻋﻦ ﺣﺴﺮة اﻟﻜﻔﺎر ،وﻧﺪاﻣﺘﻬﻢ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،وﺗﻄﺮﻗﺖ إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻇﺮة ﻓﺮﻋﻮن وﻣﻮﺳﻰ ،وﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺑﺎﻟﻐﺮق واﳋﺴﺮان ،وﺑﻴﻨﺖ ﺷﺮف اﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﻳﻮم اﳊﺴﺎب ،وﻋﺠﺰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﰲ ﻏﻤﺮات اﻟﻌﺬاب ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺈﺛﺒﺎت إﻟﻬﻴﺔ اﳊﻖ ﰲ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ،وأﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺑﺎﻹﻋﺮاض ﻋﻦ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻟﺸﻮرى ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ، اﻟﻜﺘﺎب واﻟﻮﺣﻲ ،وﺑﺪأت ﺑﻬﻤﺎ ﺳﻮرة اﻟﺰﺧﺮف وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺂﻳﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﻬﺎ: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ رﻓﻴﻊ اﻟﺸﺄن اﻟﻠﻮح اﶈﻔﻮظ اﻟﻮاﺿﺢ ﻟﻔﻈﺎً وﻣﻌﻨﻰ ﺑﺴﺒﺐ أن ﻛﻨﺘﻢ أﻓﻨﻌﺮض ﻋﻨﻜﻢ ،وﻧﺘﺮك ﻣﺤﻜﻢ ،وذو ﺳﺒﻖ ﰲ اﻟﻘﺮآن ﺗﺬﻛﻴﺮﻛﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮآن؟! ﺣﻜﻤﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ أﺣﺎدﻳﺚ إﻫﻼﻛﻬﻢ ﻗﻮ ًة وﻛﺜﻴﺮاً ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﲟﻘﺪار ،ووزن ﻣﻌﻠﻮم أرﺳﻠﻨﺎ ﻃﺮﻗﺎً ﳌﻌﺎﺷﻜﻢ ﻓﺮاﺷﺎً ﳑﻬﺪاً ﺗﺴﻠﻜﻮﻧﻬﺎ ٢٤٤
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻷﺻﻨﺎف؛ ﻣﻦ ُﻣﻘﻔﺮة ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎت ﻓﺄﺣﻴﻴﻨﺎ ﻧﺒﺎت ،وﺣﻴﻮان ُﻣﻄﻴﻘﲔ اﻟﺴﻔﻦ ﻟﺮاﺟﻌﻮن ﳉﺤﻮد ﻟﻨﻌﻢ رﺑﻪ ﻧﺼﻴﺒﺎً ﺑﺎﻷﻧﺜﻰ اﻟﺘﻲ وﺧ ﱠﺼﻜﻢ ﺻﺎر ﻧﺴﺒﻬﺎ ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ ﻳُﺮ ﱠﺑﻰ ﳑﺘﻠﺊ ﺣﺰﻧﺎً ،وﻏﻤﺎً ﻏﻴﺮ واﺿﺢ ،وﺑ ﱢﲔ اﳉﺪال اﻟﺰﻳﻨﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ،ودﻳﻦ ﻳﺘﻘﻮﻟﻮن ﻋﻠﻰ اﷲ اﻟﻜﺬب ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﺑﺮيءٌ ﻫ ﱠﻼ ﺧﻠﻘﻨﻲ ذرﻳﺘﻪ ﻣﻜﺔ ،واﻟﻄﺎﺋﻒ ُﻣﺴ ﱠﺨﺮاً ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻢ أُﻋﺎ ِﺟﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﳉﻨﺔ وﺳﻼﻟﻢ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ اﻟﻨﺒﻮة ﻣﺎ ﻛﻞ ذﻟﻚ إﻻ ﻳﺼﻌﺪون ﺟﻤﺎﻋﺔ واﺣﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺮ وذﻫﺒﺎً اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻼزم ،وﻣﺼﺎﺣﺐ ﻧُﻬ ﱢﻴﺊ ،وﻧُﻴ ﱢﺴﺮ ﻳُﻌﺮض ﻟﺸﺮ ٌف؛ ﻷﻧﻪ أﻧﺰل ﺑﻠﻐﺘﻬﻢ وأﺷﺮاف ﻗﻮﻣﻪ ﻣﺜﻞ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﻣﺎ ﺑﲔ ﻣﻦ اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ اﳌﺸﺮق ،واﳌﻐﺮب ﻣﻦ اﳉﺮاد ،واﻟﻘﻤﻞ، واﻟﻀﻔﺎدع ،وﻧﺤﻮﻫﺎ ﺑﻌﻬﺪه اﻟﺬي ﻋﻬﺪ إﻟﻴﻚ، ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪق وﻣﺎ ﺧﺼﻚ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ دﻋﻮﺗﻪ ﻳﻐﺪرون ،وﻳُﺼ ﱡﺮون ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺮ وﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻔﺼﺢ اﻟﻌﺎﻟﻢ )وﻛﺎن اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻳﻮﻗﺮوﻧﻪ ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﻔﺔ ذم( ﻣﻘﺮوﻧﲔ ﻣﻌﻪ ﻳﺼﺪﻗﻮﻧﻪ أﻏﻀﺒﻮﻧﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﻻ ﻋﺰ ﻟﻪ ﻗﺪوة ﳌﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﻠﻬﻢ؛ ﻓﻴﺴﺘﺤﻖ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻳﻀ ﱡﺠﻮن ،وﻳﺼﻴﺤﻮن، اﺳﺘﺨ ﱠﻒ ﺑﻌﻘﻮﻟﻬﻢ ﻓﺮﺣﺎً ،وﺳﺮوراً ﺷﺪﻳﺪو اﳋﺼﻮﻣﺔ ﳉﻌﻠﻨﺎ ﺑﺪﻟﻜﻢ ﻋﻈ ًﺔ ،وﻋﺒﺮ ًة ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻓﻼ ﺗﺸﻜﻮا ﻋﺒﺮ ًة ،وآﻳ ًﺔ ﻳﺨﻠﻒ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ،ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺑﻨﻲ آدم اﻟﻔﺮق إ ﱠن ﻧﺰول ﻋﻴﺴﻰ ﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺮب وﻗﻮع اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﻮﱘ إﻟﻰ اﳉﻨﺔ ﻻ ﻋﻮج ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮة ﻓﻬﻼك ،ودﻣﺎر اﻷﺻﺪﻗﺎء ،واﻷﺣﺒﺎب ﻓﺠﺄ ًة ﻳﻨﺘﻈﺮون ﺑﺄوا ٍن ﺗُﻨ ﱠﻌﻤﻮن ،وﺗُﺴ ﱡﺮون ﻻ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﺧﺎزن ﺟﻬﻨﻢ آﻳ ُﺴﻮن ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ أﺣﻜﻤﻮا أﻣﺮاً ﰲ ﻛﻴﺪ ﻟﻴُﻤﺘﻨﺎ ﻳﻈﻨﻮن ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ وﻣﺎ ﺗﻜﻠﻤﻮا ﻓﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ٢٤٥
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻓﺎﺗﺮﻛﻬﻢ ﻋﻤﺎ ﻳﺼﻔﻮن اﷲ ﺑﻪ؛ ﻣﻼﺋﻜﺘﻨﺎ اﻟﻜﺮام ﻣﻦ اﻟﺼﺎﺣﺒﺔ ،واﻟﻮﻟﺪ اﳊﻔﻈﺔ ﺗﻜﺎﺛﺮت ﺑﺮﻛﺔ اﷲ، وﻛﺜﺮ ﺧﻴﺮه ﻣﻌﺒﻮد ﺑﺤﻖ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮا ﺑﺒﺎﻃﻠﻬﻢ وﻗﻮل ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻨﺼﺮﻓﻮن أﻗﺮ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ اﷲ ،وﻧﺒﻮة ﰲ ﺷﻜﻮاه ﻋﻦ ﻋﺒﺎدة اﷲ؟! ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﺳﻼم ﻣﺘﺎرﻛﺔ وﻣﻔﺎرﻗﺔ ﻓﺄﻋﺮض ﻋﻦ أذاﻫﻢ ﻟﻠﺠﺎﻫﻠﲔ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻤﻦ ﻋﺮف اﳋﻴﺮ واﻟﺸﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺒﻊ اﳋﻴﺮ وﻳﺤﺬر اﻟﺸﺮ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻗ ًﻼ؛ وﻟﻬﺬا ﻻ ﻳُﻌﺪ ﻋﺎﻗ ًﻼ إﻻ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻪ واﺟﺘﻨﺐ ﻣﺎ ﻳﻀﺮه اﻷﻟﻮﺳﻲ إن ﺣﺎﻟﻜﻢ وإن اﻗﺘﻀﻰ ﺗﺨﻠﻴﺘﻜﻢ وﺷﺄﻧﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﲤﻮﺗﻮا ﻋﻠﻰ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر اﻟﻜﻔﺮ واﻟﻀﻼﻟﺔ ،وﺗﺒﻘﻮا ﰲ اﻟﻌﺬاب اﳋﺎﻟﺪ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﺴﻌﺔ رﺣﻤﺘﻨﺎ ﻻ ﻧﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ،ﺑﻞ ﻧﻬﺪﻳﻜﻢ إﻟﻰ اﳊﻖ ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﺮﺳﻮل اﻷﻣﲔ ،وإﻧﺰال اﻟﻜﺘﺎب اﳌﺒﲔ اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺪﻻل واﻻﻣﺘﻨﺎن ﺑﺨﻠﻖ اﻷرض إﻟﻰ اﻻﺳﺘﺪﻻل واﻻﻣﺘﻨﺎن ﺑﺨﻠﻖ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ؛ وﻫﻮ ﻣﺎء اﳌﻄﺮ اﻟﺬي ﺑﻪ ﺗُﻨﺒﺖ اﻷرض ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻻﻗﺘﻴﺎت اﻟﻨﺎس اﻷﻟﻮﺳﻲ اﻵﻳﺔ ﻇﺎﻫﺮة ﰲ أن اﻟﻨﺸﻮء ﰲ اﻟﺰﻳﻨﺔ واﻟﻨﻌﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻳﺐ واﳌﺬام ،وأﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت رﺑﺎت اﳊﺠﺎل ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ أن ﻳﺠﺘﻨﺐ ذﻟﻚ وﻳﺄﻧﻒ ﻣﻨﻪ ،وﻳﺮﺑﺄ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻨﻪ ،وﻳﻌﻴﺶ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ) :اﺧﺸﻮﺷﻨﻮا ﰲ اﻟﻠﺒﺎس واﺧﺸﻮﺷﻨﻮا ﰲ اﻟﻄﻌﺎم، وﲤﻌﺪدوا ،وإن أراد أن ﻳﺰﻳﻦ ﻧﻔﺴﻪ زﻳﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻦ ﺑﻠﺒﺎس اﻟﺘﻘﻮى( اﻟﺴﻌﺪي ﲡﺮؤوا ﻋﻠﻰ اﳌﻼﺋﻜﺔ اﻟﻌﺒﺎد اﳌﻘﺮﺑﲔ ،ورﻗﻮﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ اﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺬل إﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﷲ ﰲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺧﻮاﺻﻪ، اﻟﺴﻌﺪي ﺛﻢ ﻧﺰﻟﻮا ﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﺬﻛﻮرﻳﺔ إﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻷﻧﻮﺛﻴﺔ ،ﻓﺴﺒﺤﺎن ﻣﻦ أﻇﻬﺮ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻣﻦ ﻛﺬب ﻋﻠﻴﻪ وﻋﺎﻧﺪ رﺳﻠﻪ ﳌﺎ ذﻛﺮ ﻟﻬﻢ اﻷدﻟﺔ ،وﺣ ﱠﺬرﻫﻢ ﺑﺎﻷﺧﺬ ،وﲢﺮر أﻧﻬﻢ ﻣﻊ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻻ ﻳﻨﻔﻜﻮن ﻋﻨﻪ ،ذ ﱠﻛ َﺮﻫﻢ ﺑﺄﻋﻈﻢ آﺑﺎﺋﻬﻢ ،وﻣﺤﻂ ﻓﺨﺮﻫﻢ، وأﺣﻘﻬﻢ ﺑﺎﻻﺗﺒﺎع؛ ﻟﻠﻔﻮز ﺑﺎﺗﺒﺎع اﻷب ﰲ ﺗﺮك اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ أو ﰲ ﺗﻘﻠﻴﺪه إن ﻛﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ؛ ﻟﻜﻮﻧﻪ أﻋﻈﻢ اﻵﺑﺎء، وﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﻊ اﻟﺪﻟﻴﻞ وﻫﺬا ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﳌﻌﺎﻧﺪة واﳌﺸﺎﻗﺔ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻔﻮا ﲟﺠﺮد اﻹﻋﺮاض ﻋﻨﻪ ،ﺑﻞ وﻻ ﺟﺤﺪه ،ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺿﻮا ﺣﺘﻰ ﻗﺪﺣﻮا ﺑﻪ ﻗﺪﺣﺎً ﺷﻨﻴﻌﺎً ،وﺟﻌﻠﻮه ﲟﻨﺰﻟﺔ اﻟﺴﺤﺮ اﻟﺒﺎﻃﻞ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻪ إﻻ أﺧﺒﺚ اﳋﻠﻖ وأﻋﻈﻤﻬﻢ اﻓﺘﺮاء ٢٤٦
اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻗﺎل اﳊﺴﻦ :اﳌﻌﻨﻰ ﻟﻮﻻ أن ﻳﻜﻔﺮ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻴﻠﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﺗﺮﻛﻬﻢ اﻵﺧﺮة ﻷﻋﻄﻴﻨﺎﻫﻢ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺎ وﺻﻔﻨﺎه؛ ﻟﻬﻮان اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﺪ اﷲ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﻷن ﻣﻦ ُو ﱢﺳﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ دﻧﻴﺎه اﺷﺘﻐﻞ ﰲ اﻷﻏﻠﺐ ﻋﻦ ذﻛﺮ اﷲ، ﻓﻨﻔﺮت ﻣﻨﻪ اﳌﻼﺋﻜﺔ وﻟﺰﻣﺘﻪ اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ،ﻓﺴﺎﻗﻪ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻛﻞ ﺳﻮء ،و َﻣﻦ ﻳﺘﻖ اﷲ ﻓﻴﺪﱘ ذﻛﺮه ﻳﺆﻳﺪه ﲟﻠَﻚ ﻓﻬﻮ ﻟﻪ ُﻣ ِﻌﲔ اﺑﻦ ﺟﺰي ﻫﺬا ﻛﻼم ﻳﻘﺎل ﻟﻠﻜﻔﺎر ﰲ اﻵﺧﺮة ،وﻣﻌﻨﺎه أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ اﺷﺘﺮاﻛﻬﻢ ﰲ اﻟﻌﺬاب ،وﻻ ﻳﺠﺪون راﺣﺔ اﻟﺘﺄﺳﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺪﻫﺎ اﳌﻜﺮوب ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ إذا رأى ﻏﻴﺮه ﻗﺪ أﺻﺎﺑﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻪ اﻟﺒﺸﻴﺮ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺼﺪر اﻷول ﻣﻦ ﺳﻠﻔﻨﺎ ﺻﺎﳊﺎً ﺑﺎﳉﺒﻠﺔ واﻟﻄﺒﻊ، اﻹﺑﺮاﻫﻴﻤﻲ ﻓﺎﻟﺮﻋﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ -وﻫﻢ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ -ﻛﺎﻧﻮا ﰲ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﺟﻬﻼء ﻛﺒﻘﻴﺔ اﻟﻌﺮب ،وإﳕﺎ أﺻﻠﺤﻬﻢ اﻟﻘﺮآن ﳌﺎ اﺳﺘﻤﺴﻜﻮا ﺑﻌﺮوﺗﻪ واﻫﺘﺪوا ﺑﻬﺪﻳﻪ ،ووﻗﻔﻮا ﻋﻨﺪ ﺣﺪوده ،وﺣﻜﻤﻮه ﰲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻓﺒﺬﻟﻚ أﺻﺒﺤﻮا ﺻﺎﳊﲔ ﻣﺼﻠﺤﲔ ،ﺳﺎدة ﰲ ﻏﻴﺮ ﺟﺒﺮﻳﺔ ،وﻗﺎدة ﰲ ﻏﻴﺮ ﻋﻨﻒ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ذر :ﻳﺎ أﻫﻞ ﻣﻌﺎﺻﻲ اﷲ ،ﻻ ﺗﻐﺘﺮوا ﺑﻄﻮل ﺣﻠﻢ اﷲ ﻋﻨﻜﻢ ،واﺣﺬروا أﺳﻔﻪ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎل: اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﻓﻴﻜﻮن ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻋﻈﺔ ﻟﻨﺎس وإﺿﻼ ًﻻ ﻵﺧﺮﻳﻦ؛ ﻓﻤﻦ ﻗﻀﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻋﻤﻞ ﻣﺜﻞ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ،وﻣﻦ أراد اﻟﻨﺠﺎة ﳑﺎ ﻧﺎﻟﻬﻢ ﲡﻨﺐ أﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮل اﳊﻖ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﺬي وﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ: اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ واﻟﺴﻨﺔ اﳌﺘﻮاﺗﺮة :ﻫﻮ أن ﻧﺰول ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻴﺴﻰ ﰲ آﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎن ﺣﻴﺎً ﻋﻠﻢ ﻟﻠﺴﺎﻋﺔ؛ أي ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻘﺮب اﳋﻀﺮ ﺣﺴﲔ ﻣﺠﻴﺌﻬﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ أﺷﺮاﻃﻬﺎ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺑﻬﺎ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻟﻪ دراﻳﺔ ﺑﻌﻠﻮم اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻓﻘﺎل :إن اﳊﻜﻤﺎء ﻳﻘﻮﻟﻮن :إن اﻟﺼﺪاﻗﺔ ﻻ ﺗﺪوم إﻻ ﺑﲔ اﻟﻔﻀﻼء ،ﻓﻬﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻫﺬا اﳌﻌﻨﻰ ﰲ اﻟﻘﺮآن؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻧﻌﻢ! ﻫﻮ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ،ﻓﻬﺬا ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻔﻀﻼء ﻳﺴﺘﻤﺮون ﻋﻠﻰ ﺻﺪاﻗﺘﻬﻢ رﻏﻢ اﻷﻫﻮال اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺒﻠﻘﻴﻨﻲ ﻟﻮﻻ اﻹﺿﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﻃﺎﺑﺖ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ! ٢٤٧
اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻳﻘﺎل ﻟﻬﻢ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ؛ أي :ﺻﺎرت إﻟﻴﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻴﺮ اﳌﻴﺮاث إﻟﻰ اﻟﻮارث ﲟﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮﻧﻪ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﳊﺔ اﻷﻟﻮﺳﻲ ﻟﻘﺪ ﺟﺌﻨﺎﻛﻢ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﳊﻖ؛ وﻫﻮ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ وﺳﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻹﳝﺎن ﺑﻪ؛ وذﻟﻚ ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﺮﺳﻞ وإﻧﺰال اﻟﻜﺘﺐ .وﻟﻜﻦ أﻛﺜﺮﻛﻢ ﻟﻠﺤﻖ -أ ﱢي ﺣ ٍﻖ ﻛﺎن -ﻛﺎرﻫﻮن ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻧﻪ وﻳﻨﻔﺮون ﻣﻨﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻗﺼﺪ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻌﻮاﻟﻢ اﻟﺘﺪﺑﻴﺮ واﳋﻠﻖ؛ ﻷن اﳌﺸﺮﻛﲔ ﺟﻌﻠﻮا ﷲ ﺷﺮﻛﺎء ﰲ اﻷرض ،وﻫﻢ أﺻﻨﺎﻣﻬﻢ اﳌﻨﺼﻮﺑﺔ ،وﺟﻌﻠﻮا ﻟﻪ ﺷﺮﻛﺎء ﰲ اﻟﺴﻤﺎء ،وﻫﻢ اﳌﻼﺋﻜﺔ؛ إذ ﺟﻌﻠﻮﻫﻢ ﺑﻨﺎت ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻷﻟﻮﺳﻲ ﻓﻠﻴﺲ ذﻟﻚ أﻣﺮاً ﺑﺎﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻬﻢ واﻟﺘﺤﻴﺔ ،وإﳕﺎ ﻫﻮ أﻣﺮ ﺑﺎﳌﺘﺎرﻛﺔ؛ وﺣﺎﺻﻠﻪ إذا أﺑﻴﺘﻢ اﻟﻘﺒﻮل ﻓﺄﻣﺮي اﻟﺘَ َﺴﻠﱡﻢ ِﻣﻨ ُﻜﻢ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ٢٤٨
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٤٤ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة اﻟﺪﺧﺎن وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٦٤ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻟﻮﻗﻮع ﻟﻔﻆ اﻟﺪﺧﺎن ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ،وﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻫﺎ اﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑـــ وﺟﻪ اﻟﺪﺧﺎن ﺳﻮرة اﻹﻧﺬار ﺑﺎﻟﻌﺬاب اﳌﺮﺗﻘﺐ ،ﻣﻦ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺳﻮر اﳊﻮاﻣﻴﻢ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﺧﻼل ﺗﺨﻮﻳﻒ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﺑﻴﺎن ﻗﺪرة اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﺬﻛﻴﺮ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﺑﻘﻮم ﻓﺮﻋﻮن وﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻬﻢ إﻋﺠﺎز اﻟﻘﺮآن وإﻧﺰﻟﻪ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪر ﻋﺎﻗﺒﺔ اﳌﺘﻘﲔ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻮة واﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ إﻧﻜﺎر اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﻠﺒﻌﺚ وﻣﺼﻴﺮﻫﻢ ﰲ اﻵﺧﺮة ٢٤٩
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ إﻧﺰال اﻟﻜﺘﺎب ﰲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪر ،وﺑﻴﻨﺖ ﺷﺮف ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪ ﱠﺑﺮ ﻓﻴﻬﺎ أﻣﻮر اﳋﻠﻖ ،وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،وأﻧﻬﻢ ﰲ ﺷﻚ وارﺗﻴﺎب ﻣﻦ أﻣﺮه ،ﻣﻊ وﺿﻮح آﻳﺎﺗﻪ ،وﺳﻄﻮع ﺑﺮاﻫﻴﻨﻪ؛ وأﻧﺬرﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺬاب اﻟﺸﺪﻳﺪ ،وﺻﻮرت ﻗﻮم ﻓﺮﻋﻮن ،وﻣﺎ ﺣ ﱠﻞ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب واﻟﻨﻜﺎل ،وﻋﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﻮﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻼﻛﻬﻢ ،ﻣﻦ ﻗﺼﻮر ودور ،وﺣﺪاﺋﻖ وﺑﺴﺎﺗﲔ ،وأﻧﻬﺎر وﻋﻴﻮن ،وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﻣﻴﺮاث ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻬﻢ ،ﺛﻢ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺸﺮد وﺿﻴﺎع؛ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺼﻴﺎﻧﻬﻢ ﻷواﻣﺮ اﷲ ،وﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﻗﺮﻳﺶ ،وإﻧﻜﺎرﻫﻢ ﻟﻠﺒﻌﺚ ،وﺑﻴﻨﺖ أن ﻫﺆﻻء ﻟﻴﺴﻮا ﺑﺄﻛﺮم ﻋﻠﻰ اﷲ ،ﳑﻦ ﺳﺒﻘﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﱈ اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ، وأ ﱠن ﺳﻨﺔ اﷲ ﻻ ﺗﺘﺒﺪل ﰲ إﻫﻼك اﻟﻄﻐﺎة اﳌﺠﺮﻣﲔ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺒﻴﺎن ﻣﻨﺎزل اﻷﺑﺮار ،وﻣﺼﻴﺮ اﻟﻔﺠﺎر ،ﺑﻄﺮﻳﻖ اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﻟﺘﺮﻏﻴﺐ واﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ،واﻟﺘﺒﺸﻴﺮ واﻹﻧﺬار ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻟﺰﺧﺮف ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ، وﻫﻮ وﻋﻴﺪ؛ ﻓﻨﺎﺳﺐ اﻟﺒﺪء ﰲ ﺳﻮرة وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ: اﻟﺪﺧﺎن ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ أﻣﺮ ُﻣﺤﻜﻢ؛ ﻣﻦ اﻵﺟﺎل، ﻳُﻘﻀﻰ وﻳُﻔﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﻠﻮح ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪر ﻣﻦ واﻷرزاق ،ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﺔ اﶈﻔﻮظ إﻟﻰ اﻟﻜﺘﺒﺔ ﻣﻦ اﳌﻼﺋﻜﺔ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﻢ اﻟﺘﺬﻛﺮ واﻻﺗﻌﺎظ؟! ﻳ ُﻌ ﱡﻢ ﻓﺎﻧﺘﻈﺮ ﺑﻬﺆﻻء اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻋﻠﱠﻤﻪ ﺑﺸﺮ ،أو ﺷﻴﻄﺎن أﻋﺮﺿﻮا ﺑ ﱢﲔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ؛ وﻫﻮ ﺳﻠﱢ ُﻤﻮا ﻟﻲ ﻋﺒﺎد اﷲ اﺧﺘﺒﺮﻧﺎ واﺑﺘﻠﻴﻨﺎ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻌﺬاب اﻷﻛﺒﺮ اﺳﺘﺠﺮت ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻨﺎزل ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺑﺒﺮﻫﺎن ،وﺣﺠﺔ وأﻻ ﺗﺘﻜﺒﺮوا ﺳﺎﻛﻨﺎً ﻏﻴﺮ ﻣﻀﻄﺮب أن ﺗﻘﺘﻠﻮﻧﻲ رﺟﻤﺎً ﺑﺎﳊﺠﺎرة ٢٥٠
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻫﻢ :ﺑﻨﻮ إﺳﺮاﺋﻴﻞ؛ ﺧﻠﻔﻮا ﻧﺎﻋﻤﲔ ﻣﺘﺮﻓﲔ ﻋﻴﺸﺔ ،وﺗﻨ ﱡﻌﻢ اﻷﻗﺒﺎط ﻋﻠﻰ ﺑﻼدﻫﻢ اﳌُﺬل؛ وﻫﻮ ﻗﺘﻞ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ، ﻣﺆﺧﺮﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻣﺘﻜﺒﺮاً ﺟﺒﺎراً واﺳﺘﺨﺪام ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ اﺻﻄﻔﻴﻨﺎﻫﻢ اﺧﺘﺒﺎر ﺑﲔ اﻟﺮﺧﺎء، ﻋﺎﳌﻲ زﻣﺎﻧﻬﻢ واﻟﺸﺪة أﺣﺪ ﻣﻠﻮك اﻟﻴﻤﻦ ﲟﺒﻌﻮﺛﲔ ﻣﻮﻋﺪ ﺟﺰاﺋﻬﻢ ﻻ ﻳﺪﻓﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﺷﺠﺮة ﻛﺮﻳﻬﺔ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ﺻﺎﺣﺐ اﻵﺛﺎم اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻣﺴﻤﻮﻣﺔ اﻟﻮرق ﰲ ﺟﻬﻨﻢ ﻛﺎﳌﻌﺪن اﳌﺬاب ﻓ ُﺠ ﱡﺮوه و ُﺳﻮ ُﻗﻮه ﺑﻌﻨﻒ اﳌﺎء اﻟﺬي ﺑﻠﻎ اﻟﻐﺎﻳﺔ وﺳﻂ اﳉﺤﻴﻢ ﰲ اﳊﺮارة ﺗﺸﻜﻮن ﻣﻮﺿﻊ ﻳُﺆﻣﻦ ﻓﻴﻪ اﳋﻮف، ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺘﻬﻜﻢ، واﻵﻓﺎت ،واﻷﺣﺰان اﻟﻐﻠﻴﻆ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﺒﺎج واﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻟﻬﻢ ﻧﺴﺎء اﳉﻨﺔ اﳊﺴﺎن، اﻟﺘﻲ ذاﻗﻮﻫﺎ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺮﻗﻴﻖ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﺒﺎج اﻟﻮاﺳﻌﺎت اﻷﻋﲔ ﻳﻄﻠﺒﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺘﻈﺮون ﻣﻮﺗﻚ، ﻓﺎﻧﺘﻈﺮ ﻧﺼﺮك، وﻫﺰﳝﺘﻚ وﻫﻼﻛﻬﻢ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﺴﻌﺪي ﰲ ﻛﺜﺮة ﺧﻴﺮاﺗﻬﺎ ،ﻣﺒﺎرﻛﺔ ﰲ ﺳﻌﺔ ﻓﻮاﺋﺪﻫﺎ وﻣﺒﺮاﺗﻬﺎ ،وﻣﻦ ﺑﺮﻛﺘﻬﺎ :أﻧﻬﺎ ﺗﻔﻮق ﻟﻴﺎﻟﻲ اﻟﺪﻫﺮ ،وأن ﻣﻦ ﻗﺎﻣﻬﺎ إﳝﺎﻧﺎً واﺣﺘﺴﺎﺑﺎً ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﻪ ،أﻣﺎ ﻳﺤﻖ ﻟﻚ -أﻳﻬﺎ اﳌﺆﻣﻦ -أن ﲡﺮد ﻗﻠﺒﻚ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﻐﺎل؟ وأن ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻜﻠﻴﺘﻚ إﻟﻰ ﻃﺎﻋﺔ ذي اﻟﻌﻈﻤﺔ واﳉﻼل؟ وأن ﺗﻌﺘﺮف ﺑﺬﻧﻮﺑﻚ وﻓﺎﻗﺘﻚ واﻓﺘﻘﺎرك؟ وأن ﺗﺘﻮﺳﻞ إﻟﻴﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎً ﰲ ﺧﻀﻮﻋﻚ واﻧﻜﺴﺎرك؟ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﻋﻦ أﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة :أن اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻗﺎل) :ﺑﺎدروا ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل ﺳﺘﺎً :اﻟﺪ ﱠﺟﺎل ،واﻟﺪﺧﺎن ،وداﺑﺔ اﻷرض ،وﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ ،وأﻣﺮ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ُﺧ َﻮﻳ ﱠﺼﺔ أﺣﺪﻛﻢ( اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻗﺎل ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ :ﻟﻢ ﺗﺒ ِﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻤﺎء؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺮﻓﻊ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ،وﻟﻢ ﺗﺒ ِﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷرض؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ٢٥١
اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ وﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﻈﻮاﻫﺮ اﻷﻣﻮر ﻣﻦ اﻟﺰﻳﻨﺔ واﻟﻐﺮور ،وﻳﻌﺪوﻧﻪ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻣﻦ اﷲ ،وﻳﻌﺪون ﺿﻌﻒ اﳊﺎل ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻘﺎ ًء وﺑﻌﺪاً ﻣﻦ اﷲ ،ر ﱠد ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﲟﺎ آﺗﻰ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﻌﻒ وﺳﻮء اﳊﺎل ،ﺑﻌﺪ إﻫﻼك آل ﻓﺮﻋﻮن ﺑﻌﺬاب اﻻﺳﺘﺌﺼﺎل اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻓﺒﻌﺪ أن ﺿﺮب ﻟﻬﻢ اﳌﺜﻞ ﲟﻬﻠﻚ ﻗﻮم ﻓﺮﻋﻮن زادﻫﻢ ﻣﺜ ًﻼ آﺧﺮ ﻫﻮ أﻗﺮب إﻟﻰ اﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﺑﻪ؛ وﻫﻮ َﻣﻬ ِﻠ ُﻚ ﻗﻮم أﻗﺮب إﻟﻰ ﺑﻼدﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﻮم ﻓﺮﻋﻮن ،وأوﻟﺌﻚ ﻗﻮم ﺗ ﱠﺒﻊ؛ ﻓﺈن اﻟﻌﺮب ﻳﺘﺴﺎﻣﻌﻮن ﺑﻌﻈﻤﺔ ُﻣﻠﻚ ﺗُ ﱠﺒﻊ وﻗﻮﻣﻪ أﻫﻞ اﻟﻴﻤﻦ ،وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ﺷﺎﻫﺪوا آﺛﺎر ﻗﻮﺗﻬﻢ وﻋﻈﻤﺘﻬﻢ ﰲ ﻣﺮاﺣﻞ أﺳﻔﺎرﻫﻢ ،وﲢﺎدﺛﻮا ﲟﺎ أﺻﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻬﻼك ﺑﺴﻴﻞ اﻟﻌﺮم اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﻓﻬﻢ ﻷﺟﻞ ذﻟﻚ ﻳﺠﺘﺮﺋﻮن ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎﺻﻲ وﻳﻔﺴﺪون ﰲ اﻷرض؛ ﻻ ﻳﺮﺟﻮن ﺛﻮاﺑﺎً وﻻ ﻳﺨﺎﻓﻮن ﻋﻘﺎﺑﺎً اﺑﻦ ﺟﺰي ﻳﻘﺎل ﻫﺬا ﻟﻠﻜﺎﻓﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺘﻮﺑﻴﺦ واﻟﺘﻬﻜﻢ ﺑﻪ؛ أي ﻛﻨﺖ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻜﺮﱘ ﻋﻨﺪ ﻧﻔﺴﻚ .وروي أن أﺑﺎ ﺟﻬﻞ ﻗﺎل: ﻣﺎ ﺑﲔ ﺟﺒﻠﻴﻬﺎ أﻋﺰ ﻣﻨﻲ وﻻ أﻛﺮم .ﻓﻨﺰﻟﺖ اﻵﻳﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر واﻷﻣﻦ أﻛﺒﺮ ﺷﺮوط ﺣﺴﻦ اﳌﻜﺎن؛ ﻷن اﻟﺴﺎﻛﻦ أو ُل ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﻷﻣﻦ -وﻫﻮ اﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ اﳌﻜﺎره واﳌﺨﺎوف -ﻓﺈذا ﻛﺎن آﻣﻨﺎً ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻛﺎن ﻣﻄﻤﺌﻦ اﻟﺒﺎل ﺷﺎﻋﺮاً ﺑﺎﻟﻨﻌﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﻨﺎﻟﻪ ٢٥٢
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ٤٥ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي ﺳﻮرة اﳉﺎﺛﻴﺔ ﻟﻸﻫﻮال اﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﺎﻫﺎ اﻟﻨﺎس ﻳﻮم وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٦٥ اﻟﺴﻮرة اﳊﺴﺎب ،ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺜﻮ اﳋﻼﺋﻖ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺰع ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻛﺐ ﰲ آﻳﺔ اﻧﺘﻈﺎر اﳊﺴﺎب ﻟﻮﻗﻮع ﻟﻔﻆ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻌﺎﳉﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﻬﻮى وﺟﻪ اﳌﺴﺘﻜﺒﺮﻳﻦ ﻋﻦ اﳊﻖ ،ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺪﻫﺮ ﻟﻮﻗﻮع ﻟﻔﻆ اﻟﺪﻫﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﺧﻼل ﻋﺮض اﻵﻳﺎت واﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺎﻵﺧﺮة ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﰲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ذوات اﻷﺧﺮى ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﺟﺰاء اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﺂﻳﺎت اﷲ اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ وﻗﺪرﺗﻪ ﻣﺎ أﻧﻌﻢ اﷲ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﺗﻨﺰﻳﻞ اﻟﺸﺮاﺋﻊ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻨﻌﻢ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎده اﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻫﺮﻳﲔ ﻋﺪل اﷲ ﰲ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﶈﺴﻨﲔ واﳌﺴﻴﺌﲔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ ٢٥٣
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﺑﺘﺪأت اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن واﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﺑﻪ ،وذﻛﺮت ﺑﻌﺾ اﻵﻳﺎت اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ اﳌﻨﺒﺜﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺴﻴﺢ ،ﻓﻔﻲ اﻟﺴﻤﺎوات اﻟﺒﺪﻳﻌﺔ آﻳﺎت ،وﰲ اﻷرض اﻟﻔﺴﻴﺤﺔ آﻳﺎت ،وﰲ ﺧﻠﻖ اﻟﺒﺸﺮ وﺳﺎﺋﺮ اﻷﻧﻌﺎم واﳌﺨﻠﻮﻗﺎت آﻳﺎت ،وﰲ ﺗﻌﺎﻗﺐ اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر ،وﺗﺴﺨﻴﺮ اﻟﺮﻳﺎح واﻷﻣﻄﺎر آﻳﺎت ،وﻛﻠﻬﺎ ﺷﻮاﻫﺪ ﻧﺎﻃﻘﺔ ﺑﻌﻈﻤﺔ اﷲ وﺟﻼﻟﻪ ،ﺛﻢ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﳌﺠﺮﻣﲔ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﺎﻟﻘﺮآن ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻤﻌﻮن آﻳﺎﺗﻪ اﳌﻨﻴﺮة ،ﻓﻼ ﻳﺰدادون إﻻ اﺳﺘﻜﺒﺎراً وﻃﻐﻴﺎﻧﺎً ،وأﻧﺬرﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺬاب اﻷﻟﻴﻢ ،ﰲ درﻛﺎت اﳉﺤﻴﻢ ،وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﻧﻌﻢ اﷲ اﳉﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎده ﻟﻴﺸﻜﺮوه ،وﻳﺘﻔﻜﺮوا ﰲ آﻻﺋﻪ اﻟﺘﻲ أﺳﺒﻐﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،وﺗﻨﺎوﻟﺖ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ إﻛﺮام اﷲ ﻟﺒﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺄﻧﻮاع اﻟﺘﻜﺮﱘ ،وﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ ذﻟﻚ اﻟﻔﻀﻞ واﻹﺣﺴﺎن ،ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ واﻟﻌﺼﻴﺎن ،وذﻛﺮت ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻄﻐﺎة اﳌﺠﺮﻣﲔ ﻣﻦ دﻋﻮة اﻟﺮﺳﻞ اﻟﻜﺮام ،وﺑﻴﻨﺖ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺴﺎوى ﰲ ﻋﺪل اﷲ وﺣﻜﻤﺘﻪ ،أن ﻳﺠﻌﻞ اﳌﺠﺮﻣﲔ ﻛﺎﶈﺴﻨﲔ ،وﻻ أن ﻳﺠﻌﻞ اﻷﺷﺮار ﻛﺎﻷﺑﺮار ،ﺛﻢ ﺑﻴﻨﺖ ﺳﺒﺐ ﺿﻼل اﳌﺸﺮﻛﲔ ،وﻫﻮ إﺟﺮاﻣﻬﻢ واﺗﺨﺎذﻫﻢ اﻟﻬﻮى إﻟﻬﺎً وﻣﻌﺒﻮداً ﺣﺘﻰ ُﻃﻤﺴﺖ ﺑﺼﻴﺮﺗﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﻬﺘﺪوا إﻟﻰ اﳊﻖ أﺑﺪاً ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺬﻛﺮ اﳉﺰاء اﻟﻌﺎدل ﻣﻦ اﻟﻌﺪل ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ إﻟﻰ ﻓﺮﻳﻘﲔ :ﻓﺮﻳﻖ ﰲ اﳉﻨﺔ ،وﻓﺮﻳﻖ ﰲ اﻟﺴﻌﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب، ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻟﺪﺧﺎن ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﻦ اﺳﺘﻬﺰأ ﺑﻪ ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن ،وﺑﺪأت ﺑﻪ ﺳﻮرة اﳉﺎﺛﻴﺔ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻄﺮ وﺗﻌﺎﻗﺐ ﻳﻨﺸﺮ ،وﻳُﻔ ﱢﺮق ﻛﺬاب ﻫﻼك ،ودﻣﺎر ﺗﻘﻠﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻬﺎﺑﻬﺎ ﳌﻨﻔﻌﺘﻜﻢ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮن وﻗﺎﺋﻌﻪ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮ اﻹﺛﻢ وﻋﺬاﺑﻪ ﺑﺄﻋﺪاﺋﻪ اﻟﺴﻔﻦ أﺳﻮء اﻟﻌﺬاب ﺷﺮاﺋﻊ واﺿﺤﺎت ﰲ اﳊﻼل واﳊﺮام ﲢﻜﻴﻤﻬﻤﺎ اﻟﺘﻮراة ،واﻹﳒﻴﻞ ٢٥٤
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻟﻦ ﻳﺪﻓﻌﻮا ﻋﻨﻚ ﻣﻨﻬﺎج واﺿﺢ ﻣﻦ ﺣﺴﺪاً وﻋﺪاو ًة ﺑﻴﻨﻬﻢ أﻣﺮ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﺒﺼﺮ ﺑﻪ اﻟﻨﺎس اﳊﻖ اﻛﺘﺴﺒﻮا ﺑﻞ ﻇﻦ أﺧﺒﺮﻧﻲ ﻏﻄﺎ ًء وﻃﺒﻊ ﻛﺘﺎب أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻧﺘﺮﻛﻜﻢ ﰲ اﻟﻌﺬاب ﺑﺎرﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻛﺐ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ وﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﺮﺿﻮا وﻧﺰل ﺑﻬﻢ رﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ،واﻟﻄﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﻧﺘﻮﻗﻊ وﻗﻮﻋﻬﺎ وﺧﺪﻋﺘﻜﻢ إﻻ ﺗﻮﻫﻤﺎً اﻟﻌﻈﻤﺔ ،واﻟﺴﻠﻄﺎن، ﻣﻨﺰﻟﻜﻢ وﻣﻘﺮﻛﻢ واﻟﻘﺪرة ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﺳﺘﺔ ﺑﺮاﻫﲔ ﻣﻦ ﺑﺮاﻫﲔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺘﻪ وﺟﻼﻟﻪ، وﻛﻤﺎل ﻗﺪرﺗﻪ ،وأﻧﻪ اﳌﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎدة وﺣﺪه ﺗﻌﺎﻟﻰ :اﻷول ﻣﻨﻬﺎ: ﺧﻠﻘﻪ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض .اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺧﻠﻘﻪ اﻟﻨﺎس .اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺧﻠﻘﻪ اﻟﺪواب .اﻟﺮاﺑﻊ :اﺧﺘﻼف اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر .اﳋﺎﻣﺲ :إﻧﺰال اﳌﺎء ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء وإﺣﻴﺎء اﻷرض ﺑﻪ .اﻟﺴﺎدس :ﺗﺼﺮﻳﻒ اﻟﺮﻳﺎح. اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ وﻗﺪ ُﻋ ِﻠﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﻮﺻﻒ أ ﱠن ُﻛ ﱠﻞ َﻣﻦ ﻟﻢ ﺗَ ُﺮ ﱠده آﻳﺎ ُت اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺎن ﻣﺒﺎ ِﻟﻐﺎً ﰲ اﻹﺛﻢ واﻹﻓﻚ ،ﻓﻜﺎن ﻟﻪ اﻟﻮﻳﻞ وﳌﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬا أﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ وﻫﺪدﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﳋﻼف ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻜﺎن ﺗﻬﺪﻳﺪﻫﻢ ﺗﻬﺪﻳﺪاً ﻟﻨﺎ ،ﻗﺎل ﻣﺼ ﱢﺮﺣﺎً ﲟﺎ اﻗﺘﻀﺎه َﺳﻮق اﻟﻜﻼم وﻏﻴﺮه ِﻣﻦ ﺗﻬﺪﻳﺪﻧﺎ ،ﻣﻨﺒﻬﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻮ ﺷﺮﻳﻌﺘﻨﺎ: اﻟﻄﺒﺮي وﺧﺺ ﺟﻞ ﺛﻨﺎؤه اﳌﻮﻗﻨﲔ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻬﻢ ﺑﺼﺎﺋﺮ وﻫﺪى ورﺣﻤﺔ اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﻷﻧﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ اﻧﺘﻔﻌﻮا ﺑﻪ دون ﻣﻦ ﻛﺬب ﺑﻪ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻜﻔﺮ ،ﻓﻜﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﻰ وﻟﻪ ﺣﺰﻧﺎ ﻗﺎل اﻟﺜﻌﻠﺒﻲ» :ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ﺗُﺴ ﱠﻤﻰ :ﻣﺒﻜﺎة اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ« .وﻛﺎن اﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎض إذا ﻗﺮأ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ﻳﻘﻮل ﻟﻨﻔﺴﻪ: )ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮي! ِﻣﻦ أ ﱢي اﻟﻔﺮﻳﻘﲔ أﻧﺖ؟!( ،ﻓﻤﺎ ﻳﻘﻮل أﻣﺜﺎﻟﻨﺎ؟ ٢٥٥
اﻟﺸﺎﻃﺒﻲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﺎ ﺗﻬﻮى اﻷﻧﻔﺲ ﺷﺎﻗﺔ ،وﻛﻔﻰ ﺷﺎﻫﺪاً ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺣﺎل اﳌﺸﺮﻛﲔ وﻏﻴﺮﻫﻢ ﳑﻦ أﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﺣﺘﻰ رﺿﻮا ﺑﺈﻫﻼك اﻟﻨﻔﻮس واﻷﻣﻮال وﻟﻢ ﻳﺮﺿﻮا ﲟﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻬﻮى، ﺣﺘﻰ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﻟﻢ ﻳﺠﺒﻬﻢ إﻟﻰ إﺣﻴﺎء آﺑﺎﺋﻬﻢ إﻛﺮاﻣﺎً ﻟﻬﺬه اﻷﻣﺔ ،ﻟﺸﺮف اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻧﺒﻴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم؛ ﻷ ﱠن ﺳﻨﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴﺔ ﺟﺮت ﺑﺄ ﱠن َﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻛﺸﻒ اﻷﻣﺮ ﺑﺈﻳﺠﺎد اﻵﻳﺎت اﳌﻘﺘﺮﺣﺎت أﻫﻠﻜﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺎﻷﱈ اﳌﺎﺿﻴﺔ دﺧﻞ ﺳﻔﻴﺎن اﻟﺜﻮري اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻳﻮﻣﺎً ،ﻓﻮﺟﺪ ﺷﻴﺨﺎً اﺳﻤﻪ ) ﻣﻌﺎﻓﺮي( ﻳﺤﺪث اﻟﻨﺎس ﲟﺎ ﻳﻀﺤﻜﻬﻢ ﺑﻪ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ: اﺗﻖ اﷲ! أﻣﺎ ﺗﻌﻠﻢ أن ﷲ ﻳﻮﻣﺎً ﻳﺨﺴﺮ ﻓﻴﻪ اﳌﺒﻄﻠﻮن؟! ﻗﺎل اﻟﺮاوي: ﻓﻤﺎ زاﻟﺖ ﺗُﻌﺮف ﰲ وﺟﻪ اﳌﻌﺎﻓﺮي ﺣﺘﻰ ﻟﻘﻲ رﺑﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر واﺑﺘﺪئ ﰲ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺑﻮﺻﻒ ﺣﺎل اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻊ أن اﳌﻘﺎم ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳌﺒﻄﻠﲔ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ :ﺗﻨﻮﻳﻬﺎً ﺑﺎﳌﺆﻣﻨﲔ ،وﺗﻌﺠﻴ ًﻼ ﳌﺴﺮﺗﻬﻢ ،وﺗﻌﺠﻴ ًﻼ ﳌﺴﺎءة اﳌﺒﻄﻠﲔ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ أﻋﺎد ذﻛﺮ اﻟﺮب ﺗﻨﺒﻴﻬﺎً ﻋﻠﻰ أن ﺣﻔﻈﻪ ﻟﻠﺨﻠﻖ وﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﻟﻬﻢ ذو أﻟﻮان ﺑﺤﺴﺐ ﺷﺆون اﳋﻠﻖ؛ ﻓﺤﻔﻈﻪ ﻟﻬﺬا اﳉﺰء ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﻳﻐﺎﻳﺮ ﺣﻔﻈﻪ ﳉﺰء آﺧﺮ ،وﺣﻔﻈﻪ ﻟﻠﻜﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻛﻞ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﻳﻐﺎﻳﺮ ﺣﻔﻈﻪ ﻟﻜﻞ ﺟﺰء ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺗﻪ ،ﻣﻊ أن اﻟﻜﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﲤﺎم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻋﻦ أﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﷺ)) :ﻳﻘﻮل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ :اﻟﻜﺒﺮﻳﺎء رداﺋﻲ واﻟﻌﻈﻤﺔ إزاري، ﻓﻤﻦ ﻧﺎزﻋﻨﻲ واﺣﺪاً ﻣﻨﻬﻤﺎ أﻟﻘﻴﺘﻪ ﰲ اﻟﻨﺎر(( ٢٥٦
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٤٦ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة اﻷﺣﻘﺎف وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٦٦ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻟﻮﻗﻮع ﻟﻔﻆ اﻷﺣﻘﺎف ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ،وﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻫﺎ اﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑـــ وﺟﻪ اﻷﺣﻘﺎف ﺳﻮرة إﻗﺎﻣﺔ اﳊﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻜﺬﺑﲔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺳﻮر اﳊﻮاﻣﻴﻢ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ وإﻧﺬارﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﺬاب ،وﻟﺬا ﺗﻜﺮر ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻔﻆ اﻹﻧﺬار ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﺟﺰاء اﳌﺘﻘﲔ اﻟﻘﺮآن ﺣﻖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﷲ وﻧﺒﺬ اﻟﺸﺮك ﺟﺰاء اﻟﻌﺎق واﳌﺴﺘﻜﺒﺮﻳﻦ رﺳﻮل اﷲ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻣﺼ ﱠﺪق ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ اﻟﺜﻘﻠﲔ وﻣﻌ ﱠﻈﻢ ﰲ اﻟﻌﺎﳌﲔ ﻗﺼﺔ ﻋﺎد ﻗﻮم ﻫﻮد ٢٥٧
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﲢﺪﺛﺖ اﻟﺴﻮرة ﰲ اﻟﺒﺪء ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﺛﻢ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻷوﺛﺎن اﻟﺘﻲ ﻋﺒﺪﻫﺎ اﳌﺸﺮﻛﻮن ،وزﻋﻤﻮا أﻧﻬﺎ آﻟﻬﺔ ﻣﻊ اﷲ ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪه ،ﻓﺒﻴﻨﺖ ﺿﻼﻟﻬﻢ وﺧﻄﺄﻫﻢ ﰲ ﻋﺒﺎدة ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ وﻻ ﻳﻨﻔﻊ ،ﺛﻢ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺷﺒﻬﺔ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﺣﻮل اﻟﻘﺮآن ،ﻓﺮدت ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﺎﳊﺠﺔ اﻟﺪاﻣﻐﺔ ،واﻟﺒﺮﻫﺎن اﻟﻨﺎﺻﻊ ،ﺛﻢ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﳕﻮذﺟﲔ ﻣﻦ ﳕﺎذج اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ ﻫﺪاﻳﺘﻬﺎ وﺿﻼﻟﻬﺎ ،ﻓﺬﻛﺮت ﳕﻮذج )اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ( اﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﰲ ﻓﻄﺮﺗﻪ ،اﻟﺒﺎر ﺑﻮاﻟﺪﻳﻪ ،اﻟﺬي ﻛﻠﻤﺎ زادت ﺳﻨﱡﻪ وﺗﻘﺪم ﰲ اﻟﻌﻤﺮ ،ازداد ﺗُﻘﻰ وﺻﻼﺣﺎً وإﺣﺴﺎﻧﺎً ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ ،وﳕﻮذج )اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺸﻘﻲ( اﳌﻨﺤﺮف ﻋﻦ اﻟﻔﻄﺮة ،اﻟﻌﺎق ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ ،اﻟﺬي ﻳﻬﺰأ وﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ اﻹﳝﺎن واﻟﺒﻌﺚ ،وﻣﺂل ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،ﺛﻢ ﺗﻄﺮﻗﺖ إﻟﻰ ﻗﺼﺔ ﻫﻮد ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ اﻟﻄﺎﻏﲔ ﻋﺎد اﻟﺬﻳﻦ ﻃﻐﻮا ﰲ اﻟﺒﻼد ،واﻏﺘﺮوا ﲟﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة واﳉﺒﺮوت ،وﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻧﺘﻴﺠﺘﻬﻢ ﺣﻴﺚ أﻫﻠﻜﻬﻢ اﷲ ﺑﺎﻟﺮﻳﺢ اﻟﻌﻘﻴﻢ ،ﲢﺬﻳﺮاً ﻟﻜﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ﰲ ﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ واﺳﺘﻜﺒﺎرﻫﻢ ﻋﻠﻰ أواﻣﺮ اﷲ وﺗﻜﺬﻳﺒﻬﻢ ﻟﻠﺮﺳﻮل ﷺ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻘﺼﺔ اﻟﻨﻔﺮ ﻣﻦ اﳉﻦ اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻤﻌﻮا إﻟﻰ اﻟﻘﺮآن وآﻣﻨﻮا ﺑﻪ ﺛﻢ رﺟﻌﻮا ﻣﻨﺬرﻳﻦ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻳﺪﻋﻮﻧﻬﻢ إﻟﻰ اﻹﳝﺎن ،وﰲ ذﻟﻚ ﺗﺬﻛﻴﺮاً ﻟﻠﻤﻌﺎﻧﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻹﻧﺲ ﺑﺴﺒﻖ اﳉﻦ ﻟﻬﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎوات ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﳉﺎﺛﻴﺔ ﺑﺬم أﻫﻞ واﻷرض ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ اﻟﺸﺮك واﻟﻮﻋﻴﺪ ﻟﻬﻢ ،واﻓﺘﺘﺤﺖ ﺳﻮرة اﻷﺣﻘﺎف ﲟﺜﻞ ذﻟﻚ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺑﻘﻴﺔ ِﺷ ْﺮﻛﺔ وﻧﺼﻴﺐ ﻣﻊ اﷲ وﻗﺖ ﻓﻨﺎﺋﻬﻤﺎ إذا ﺗﻘﻮﻟﻮن ﰲ اﻟﻘﺮآن ﺗﻌﺎﻟﻰ ﰲ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎوات ﻗﺎﻣﺖ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻛﻌﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺳﻼم اﺧﺘﻠﻘﻪ ﻻ أﺣﺪ أﺿﻞ ،وأﺟﻬﻞ ﻟﻜﺘﺐ ﻗﺒﻠﻪ أﺧﺒﺮوﻧﻲ أول رﺳﻞ اﷲ إﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﻫﺎدﻳﺎً ﻳﺄﲤﻮن ﺑﻪ، ﻛﺬب ﻣﺄﺛﻮر ﻋﻦ وﻳﻌﻤﻠﻮن اﻟﻨﺎس اﻷﻗﺪﻣﲔ ٢٥٨
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻘﺔ ،وﺗﻌﺐ أﻣﺮﻧﺎه ،وأﻟﺰﻣﻨﺎه ﺛﺒﺘﻮا ﻋﻠﻰ اﻹﳝﺎن واﻟﻄﺎﻋﺔ أﻟﻬﻤﻨﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻗﻮﺗﻪ اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ وﻓﻄﺎﻣﻪ ﻣﻀﺖ اﻷﱈ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﺳ ﱠﻄﺮه اﻷوﻟﻮن ُﻗﺒﺤﺎً ﻟﻜﻤﺎ ﻣﻦ اﻷﻛﺎذﻳﺐ ﰲ ﻛﺘﺒﻬﻢ أﺑﻌﺚ ﻣﻦ ﻗﺒﺮي ﺣﻴﺎً ﻣﻀﺖ ﻫﻠﻜﺖ ﻳﺴﺄﻻن اﷲ ﻫﺪاﻳﺘﻪ ﻫﻮد ﰲ ﺟﻤﻠﺔ أﱈ ﻛﺎﻓﺮة وﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻌﺬاب ﻋﺬاب اﳋﺰي واﻟﻬﻮان ﻟﺘﺼﺮﻓﻨﺎ وﻟﻜﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻷﻋﺪاء واﻷﺷﻘﻴﺎء ﻣ ﱠﺮت ﺑﻪ ﳑﺎ أُرﺳﻠﺖ ﻣﻀﺖ اﻟﺮﺳﻞ ﻣﻨﺎزل ﰲ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺗﻬﻠﻚ ﺑﻬﻼﻛﻪ اﺳﻢ ﻣﻮﻗﻌﻬﻢ؛ وﻫﻮ ﰲ وﻧﺰل ﰲ اﻟﺬي ﻟﻢ ﳕﻜﻨﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﺟﻨﻮب ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮب ﻓﻬ ﱠﻼ ﺳﺤﺎﺑﺎً ﻋﺮﺿﺎً ﻳﺘﻘﺮﺑﻮن ﺑﻬﺎ إﻟﻰ رﺑﻬﻢ ﻳﻜﺬﺑﻮن ﰲ أﻓﻖ اﻟﺴﻤﺎء اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺑﻌﺜﻨﺎ وو ﱠﺟﻬﻨﺎ ﻧﺤﻮك ﻣﺤﺬرﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﺄس اﷲ أﻗﺪرﻧﺎﻫﻢ ،وﺑﺴﻄﻨﺎ ﻟﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ ﻣﺤﻤﺪاً ﷺ ﺑﻔﺎﺋﺖ ﻣﻦ اﷲ ﺑﺎﻟﻬﺮب ﺑﻴﻨﺎ ﻟﻬﻢ أﻧﻮاع اﳊﺠﺞ، أﻧﺼﺎر ﳝﻨﻌﻮﻧﻪ ﻣﻦ وﻛﺮرﻧﺎﻫﺎ ﻟﻬﻢ ﻋﺬاب اﷲ ﻧﻮح ،وإﺑﺮاﻫﻴﻢ ،وﻣﻮﺳﻰ، وﻻ ﺗﺘﻌ ﱠﺠﻞ ﺑﻄﻠﺐ وﻋﻴﺴﻰ ،وﻣﺤﻤﺪ ﻛﺬﺑﻬﻢ ﻋﻘﻮﺑﺘﻬﻢ ﻫﺬا ﺗﺒﻠﻴﻎ ﻣﻦ اﷲ ﻟﻬﻢ ﻓﺮغ رﺳﻮل اﷲ ﷺ ﻣﻦ ﺗﻼوﺗﻪ وﻳﻨﻘﺬﻛﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺧﻠﻘﻬﻦ، وﻟﻢ ﻳﺘﻌﺐ ﺑﻪ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﻄﺒﺮي وإﳕﺎ ﻋﻨﻰ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﻔﻠﺔ :ﲤﺜﻴﻠﻬﺎ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن اﻟﺴﺎﻫﻲ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ؛ إذ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﻔﻬﻢ ﳑﺎ ﻳﻘﺎل ﻟﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ اﻟﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ اﻟﺸﻲء ﻣﺎ ﻏﻔﻞ ﻋﻨﻪ ،وإﳕﺎ ﻫﺬا ﺗﻮﺑﻴﺦ ﻣﻦ اﷲ ﻟﻬﺆﻻء اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﺴﻮء رأﻳﻬﻢ ،وﻗﺒﺢ اﺧﺘﻴﺎرﻫﻢ ﰲ ﻋﺒﺎدﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎً وﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻓﻔﻲ ﻫﺬا اﳋﺘﺎم ﺗﺮﻏﻴﺐ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ ﰲ اﻟﺼﻔﺢ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺴﺒﻮه إﻟﻴﻪ ﰲ اﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﻓﺘﺮاء ،وﻧﺪب إﻟﻰ اﻹﺣﺴﺎن إﻟﻴﻬﻢ ،وﺗﺮﻏﻴﺐ ﻟﻬﻢ ﰲ اﻟﺘﻮﺑﺔ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ وأﻣﺎ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﻤﺎﻋﺔ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن ﰲ ﻛﻞ ﻓﻌﻞ وﻗﻮل ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻫﻮ ﺑﺪﻋﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎن ﺧﻴﺮاً ﻟﺴﺒﻘﻮﻧﺎ إﻟﻴﻪ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮا ﺧﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﺼﺎل اﳋﻴﺮ إﻻ وﻗﺪ ﺑﺎدروا إﻟﻴﻬﺎ ٢٥٩
اﻷﻟﻮﺳﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺟﻤﻌﻮا ﺑﲔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻫﻮ ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻌﻠﻢ، واﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﰲ اﻟ ﱢﺪﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺣﻖ اﻷم آﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻷب؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺣﻤﻠﺘﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﲟﺸﻘﺔ ،ووﺿﻌﺘﻪ ﲟﺸﻘﺔ ،وأرﺿﻌﺘﻪ ﻫﺬه اﳌﺪة ﺑﺘﻌﺐ اﻟﻐﺰاﻟﻲ وﻧﺼﺐ ،وﻟﻢ ﻳﺸﺎرﻛﻬﺎ اﻷب ﰲ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ وإﳕﺎ ﺧﺺ زﻣﺎن ﺑﻠﻮﻏﻪ اﻷﺷﺪ ﻷﻧﻪ زﻣﻦ ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺮزق؛ إذ ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻓﻴﻪ زوﺟﺔ وأﺑﻨﺎء ،وﺗﻜﺜﺮ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﳌﺮأة؛ ﻓﻴﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻪ زوج وﺑﻴﺖ وأﺑﻨﺎء ،ﻓﻴﻜﻮﻧﺎن ﻣﻈﻨﺔ أن ﺗﺸﻐﻠﻬﻤﺎ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻋﻦ ﺗﻌﻬﺪ واﻟﺪﻳﻬﻤﺎ واﻹﺣﺴﺎن إﻟﻴﻬﻤﺎ ،ﻓﻨﺒﻬﺎ ﺑﺄن ﻻ ﻳﻔﺘُﺮا ﻋﻦ اﻹﺣﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻓﺤﻆ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﺑﻘﺪر ﺧﻮﻓﻪ وﺧﺸﻮﻋﻪ وﺗﻌﻈﻴﻤﻪ؛ ﻓﺈن ﻣﻮﺿﻊ ﻧﻈﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ اﻟﻘﻠﻮب ،دون ﻇﺎﻫﺮ اﳊﺮﻛﺎت اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﺎﳌﺆﻣﻦ ﻻ ﻳُﺬ ِﻫﺐ ﻃﻴﺒﺎ ِﺗﻪ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﺑﻞ إﻧﻪ ﻳﺘﺮك ﺑﻌﺾ ﻃﻴﺒﺎﺗﻪ ﻟﻶﺧﺮة .وأﻣﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻵﺧﺮة، ﻓﻬﻮ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎول ﺣﻈﻮﻇﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن اﻟﺮﻳﺢ ﻟﻢ ﺗﺄﺗﻬﻢ ﻫﻜﺬا ،وإﳕﺎ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﺟﺎءﺗﻬﻢ وﻫﻢ ﻳﺆﻣﻠﻮن اﻟﻐﻴﺚ واﻟﺮﺣﻤﺔ؛ ﻓﻜﺎن وﻗﻌﻬﺎ أﺷﺪ، وﻣﺠﻲء اﻟﻌﺬاب ﰲ ﺣﺎل ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﺸﻒ اﻟﻀﺮ ﻳﻜﻮن أﻋﻈﻢ وأﻋﻈﻢ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﺼﻬﻢ وﻓﺎﺋﺪة ﻗﻮﻟﻪ: ﺷﻲء ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﻳﺨﻞ ﺑﺈدراﻛﻬﻢ اﳊﻖ ﻟﻮﻻ اﻟﻌﻨﺎد ،وﻫﺬا ﺗﻌﺮﻳﺾ ﲟﺸﺮﻛﻲ ﻗﺮﻳﺶ؛ أي أﻧﻜﻢ ﺣﺮﻣﺘﻢ أﻧﻔﺴﻜﻢ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﺴﻤﻌﻜﻢ وأﺑﺼﺎرﻛﻢ وﻋﻘﻮﻟﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺣﺮﻣﻮه اﺑﻦ ﺣﺒﺎن أول ﺑﺮﻛﺔ اﻟﻌﻠﻢ؛ إﻓﺎدة اﻟﻨﺎس ،وﻣﺎ رأﻳﺖ أﺣﺪاً ﻗﻂ ﺑﺨﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ إﻻ ﻟﻢ ﻳُﻨﺘﻔﻊ ﺑﻌﻠﻤﻪ! وﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮوا ﻋﻴﺴﻰ ﻷن ﻋﻴﺴﻰ أﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ اﻹﳒﻴﻞ ﻓﻴﻪ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻮاﻋﻆ وﺗﺮﻗﻴﻘﺎت وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﺘﺤﺮﱘ ،وﻫﻮ ﰲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﳌﺘﻤﻢ ﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻟﺘﻮراة ،ﻓﺎﻟﻌﻤﺪة ﻫﻮ اﻟﺘﻮراة ،ﻓﻠﻬﺬا ،وﻫﻜﺬا ﻗﺎل ورﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ ﺣﲔ أﺧﺒﺮه ﻗﺎﻟﻮا: اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺑﻘﺼﺔ ﻧﺰول ﺟﺒﺮﻳﻞ أول ﻣﺮة؛ ﻓﻘﺎل: ﺑﺦ ﺑﺦ ،ﻫﺬا اﻟﻨﺎﻣﻮس اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر اﻟﻌﺰم اﶈﻤﻮد ﰲ اﻟﺪﻳﻦ :اﻟﻌﺰم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺗﺰﻛﻴﺔ اﻟﻨﻔﺲ وﺻﻼح اﻷﻣﺔ ،وﻗﻮاﻣﻪ اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﻜﺮوه ،وﺑﺎﻋﺜﻪ اﻟﺘﻘﻮى، وﻗﻮﺗﻪ ﺷﺪة اﳌﺮاﻗﺒﺔ ﺑﺄن ﻻ ﻳﺘﻬﺎون اﳌﺆﻣﻦ ﻋﻦ ﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻪ ﻧﻔﺴﻪ ٢٦٠
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﻧﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٤٧ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻮرود ذﻛﺮ اﺳﻢ اﻟﻨﺒﻲ وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٩٥ اﻟﺴﻮرة ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻟﻮرود ﻣﺸﺮوﻋﻴﺔ اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﻘﺘﺎل وﺑﻴﺎن أﺣﻜﺎﻣﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﲢﺮﻳﺾ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﻠﻰ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﻟﻘﺘﺎل ،ﺗﻘﻮﻳ ًﺔ ﻟﻬﻢ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ وﺗﻮﻫﻴﻨﺎً ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺳﻮرة وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳉﻬﺎد وﺛﻮاﺑﻪ ﻣﺎ أﻋﺪ اﷲ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ واﻟﻜﺎﻓﺮ ﺟﺰاء وأﺣﻮال اﻟﻜﻔﺎر واﳌﺆﻣﻨﲔ أﺣﻮال اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ وﻋﺎﻗﺒﺘﻬﻢ واﺑﺘﻼء اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺷﺮوط اﻟﻨﺼﺮ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ وﺧﺬﻻن اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ وﺟﺰاء اﻟﻔﺮﻳﻘﲔ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ واﻷﻣﺮ ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق واﳉﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ٢٦١
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة أﺣﻜﺎم )اﻟﻘﺘﺎل ،واﻷﺳﺮى ،واﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ،وأﺣﻮال اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ( ،وﻛﺎن اﶈﻮر اﻟﺬي ﺗﺪور ﺣﻮﻟﻪ اﻟﺴﻮرة ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮع )اﳉﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ( ،ﺣﻴﺚ ﺑﺪأت ﺑﺈﻋﻼن ﺣﺮب ﺳﺎﻓﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺎر أﻋﺪاء اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﷺ ،اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎرﺑﻮا اﻹﺳﻼم ،وﻛﺬﺑﻮا اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ،ووﻗﻔﻮا ﰲ وﺟﻪ دﻋﻮﺗﻪ ،ﻟﻴﺼﺪوا اﻟﻨﺎس ﻋﻦ دﻳﻦ اﷲ ،ﺛﻢ أﻣﺮت اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﻘﺘﺎل اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ،وﺣﺼﺪﻫﻢ ﺑﺴﻴﻮف اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻟﺘﻄﻬﻴﺮ اﻷرض ﻣﻦ رﺟﺴﻬﻢ ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻬﻢ ﺷﻮﻛﺔ وﻻ ﻗﻮة ،ﺛﻢ دﻋﺖ إﻟﻰ أﺳﺮﻫﻢ ﺑﻌﺪ إﻛﺜﺎر اﻟﻘﺘﻞ ﻓﻴﻬﻢ واﳉﺮاﺣﺎت ،وﺑﻴﻨﺖ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﺰة واﻟﻨﺼﺮ ،ووﺿﻌﺖ اﻟﺸﺮوط ﻟﻨﺼﺮة اﷲ ﻟﻌﺒﺎده اﳌﺆﻣﻨﲔ ،وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺸﺮﻳﻌﺘﻪ وﻧﺼﺮة دﻳﻨﻪ ،ﺛﻢ ﺿﺮﺑﺖ ﻟﻜﻔﺎر ﻣﻜﺔ اﻷﻣﺜﺎل ﺑﺎﻟﻄﻐﺎة اﳌﺘﺠﺒﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻷﱈ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﻛﻴﻒ دﻣﺮﻫﻢ اﷲ؛ ﺑﺴﺒﺐ إﺟﺮاﻣﻬﻢ وﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ، ﺛﻢ ﺗﻄﺮﻗﺖ ﻟﺬﻛﺮ ﺻﻔﺎت اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ اﳋﻄﺮ اﻟﺪاﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم واﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻓﻜﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﻣﺴﺎوﺋﻬﻢ وﻣﺨﺎزﻳﻬﻢ ﻟﻴﺤﺬر اﻟﻨﺎس ﻣﻜﺮﻫﻢ وﺧﺒﺜﻬﻢ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺪﻋﻮة اﳌﺆﻣﻨﲔ إﻟﻰ ﺳﻠﻮك ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﺰة واﻟﻨﺼﺮ ﺑﺎﳉﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﺣﺬرت ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﺼﻠﺢ ﻣﻊ اﻷﻋﺪاء ﺣﺮﺻﺎً ﻋﻠﻰ اﳊﻴﺎة واﻟﺒﻘﺎء ،ﻓﺈن اﳊﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ زاﺋﻠﺔ ﻓﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﻔﺎر واﳌﺆﻣﻨﲔ، ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻷﺣﻘﺎف ﺑﻘﻮﻟﻪ، : وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﻢ وﺑﺪأت ﺳﻮرة ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ، وﻫﺬا ﺗﻼﺣﻢ؛ ﺑﺤﻴﺚ أﻧﻪ ﻟﻮ ﺣﺬﻓﺖ اﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﺑﲔ اﻵﻳﺘﲔ ،ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻛﺎﻵﻳﺔ اﳌﺘﺼﻠﺔ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺣﺎﻟﻬﻢ وﺷﺄﻧﻬﻢ ﰲ أزال ،وﻣﺤﺎ أﺣﺒﻄﻬﺎ ،وأﺑﻄﻠﻬﺎ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ﻓﺎﺿﺮﺑﻮا ﻣﻨﻬﻢ اﻷﻋﻨﺎق اﻟﺸﻴﻄﺎن أﺿﻌﻔﺘﻤﻮﻫﻢ ﺑﻜﺜﺮة اﻟﻘﺘﺎل، وﻛﺴﺮﰎ ﺷﻮﻛﺘﻬﻢ ُﲤﻨﱡﻮن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺈﻃﻼق ﻓﺄﺣﻜﻤﻮا ﻗﻴﺪ اﻷﺳﺮى اﻷﺳﺮى ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﻮض ﺗﻄﻠﺒﻮن ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺪﻳﺔ أﺛﻘﺎﻟﻬﺎ؛ واﳌﺮاد: ﺗﺨﻠﺼﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﺳﺮ ﻟﻴﺨﺘﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﳊﺮب ﻳُﺒﻄﻞ ﺛﻮاب أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ٢٦٢
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳﺜﺒﺘﻜﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺘﺎل، ﺑ ﱠﻴﻨﻬﺎ ﻟﻬﻢ؛ ﻓﻴﻬﺘﺪون إﻟﻰ ﺷﺄﻧﻬﻢ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻳﻘ ﱢﻮ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻣﺴﺎﻛﻨﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﺳﺘﺪﻻل واﻵﺧﺮة ﻓﺄﺑﻄﻞ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ وأذﻫﺐ ﺛﻮاب أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻫﻼﻛﺎً ،وﺧﻴﺒ ًﺔ ﻣﺄوى ،وﻣﺴﻜﻦ وﻟﻲ ،وﻧﺎﺻﺮ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﳑﺎﺛﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻐﻴﺮ ،وﻻ ﻣﻨﱳ ﺻﻔﺔ وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮى وﻣﻦ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ اﻵن ﺑﺎﻟﻎ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﰲ اﳊﺮارة ﻓﺠﺄ ًة ﻇﻬﺮت ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮون ﺗﺼﺮﻓﻜﻢ ﰲ ﺗﺬ ﱡﻛﺮﻫﻢ ﻓﻤﻦ أﻳﻦ ﻟﻬﻢ؟! ﻳﻘﻈﺘﻜﻢ ﻧﻬﺎراً ﻻ ﻧﺴﺦ ﻓﻴﻬﺎ وﻣﺴﺘﻘﺮﻛﻢ ﰲ ﺷﻚ ،وﻧﻔﺎق ﻧﻮﻣﻜﻢ ﻟﻴ ًﻼ ﻟﻌﻠﻜﻢ وﺟﺐ اﻟﻘﺘﺎل اﳌﻐﻤﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻞ ﺷﺪة اﳋﻮف ﻣﻐﻠﻘﺔ؛ ﻓﻼ ﺗﻔﻬﻢ اﻟﻘﺮآن أﻋﺮﺿﺘﻢ ﻋﻦ اﻹﳝﺎن وﻣ ﱠﺪ ﻟﻬﻢ ﰲ اﻷﻣﻞ زﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﺧﻄﺎﻳﺎﻫﻢ رﺟﻌﻮا ﻛﻔﺎراً اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻓﺄﺑﻄﻞ ﺛﻮاب أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺨﻔﻮﻧﻪ ،وﻳﺴﺮوﻧﻪ ﻫﻢ اﻟﻴﻬﻮد أﺣﻘﺎدﻫﻢ ﻧﻔﺎق ،وﺷﻚ ﺑﻞ ﻇﻦ وﻟﻨﺨﺘﺒﺮ ﱠﻧﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ اﻟﺬي ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﻢ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻻ ﺗﻀﻌﻔﻮا ،وﲡﺒﻨﻮا ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺗﻠﺔ اﻟﻜﻔﺎر ﺧﺎﻟﻔﻮه ،وﺣﺎرﺑﻮه وﻧﺨﺘﺒﺮ أﻗﻮاﻟﻜﻢ ﻓﻴُ ِﻠ ﱠﺢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ،وﻳﺠﻬﺪﻛﻢ وأﻓﻌﺎﻟﻜﻢ ﻳﻨﻘﺼﻜﻢ ﺛﻮاب أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ أﺣﻘﺎدﻛﻢ اﻟﺼﻠﺢ ،واﳌﺴﺎﳌﺔ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﻘﺼﺎب ﻣﻦ اﺳﺘﺸﻌﺮ اﻟﺘﻘﻮى ﰲ ﻣﻘﺎﺻﺪه ،وأﺧﻠﺺ اﻟﻨ ﱠﻴﺔ ﷲ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﰲ أﻋﻤﺎﻟﻪ ،ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻤﻪ اﷲ إﻟﻰ ﻋﺪ ﱢوه ،وﻟﻢ ﻳُ ْﻌ ِﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻛﺎن اﻟﻈﻔﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ َﻣﻦ ﻧﺎوأه وﻫﺬا وﻋﻴﺪ ﻟﻸﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ إن ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﻧﺼﺮ اﷲ واﳉﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ،واﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ َو َﻛﻠَﻬﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،وﺗﺨﻠﱠﻰ ﻋﻦ ﻧﺼﺮﻫﺎ ،وﺳﻠﱠ َﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺪوﻫﺎ .وﻟﻘﺪ وﺟﺪ ﺑﻌﺾ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻂ اﻟﻔﺴﻘﺔ ﳌﺎ وﺟﺪ اﻟﺘﻬﺎون ﰲ ﺑﻌﺾ ذﻟﻚ واﻟﺘﻮاﻛﻞ ﻓﻴﻪ ٢٦٣
اﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ أﻣﺮ اﷲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ،واﻟﺴﻴﺮ ﻳﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻗﺴﻤﲔ :ﺳﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﺪم، اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ وﺳﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ .أﻣﺎ اﻟﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﺪم :ﻓﺒﺄن ﻳﺴﻴﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﰲ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ اﻷرض ﻋﻠﻰ أﻗﺪاﻣﻪ ،أو راﺣﻠﺘﻪ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻣﺎذا ﺣﺼﻞ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ وﻣﺎ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﺻﺎرت إﻟﻴﻪ ﺣﺎﻟﻬﻢ .وأﻣﺎ اﻟﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ :ﻓﺒﺎﻟﺘﺄﻣﻞ واﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻘﻞ ﻣﻦ أﺧﺒﺎرﻫﻢ ﻓﻮ أﺳﻔﺎه وواﺣﺴﺮﺗﺎه! ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻘﻀﻲ اﻟﺰﻣﺎن ،وﻳﻨﻔﺪ اﻟﻌﻤﺮ، واﻟﻘﻠﺐ ﻣﺤﺠﻮب ﻋﻦ رﺑﻪ؟ وﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻤﺎ دﺧﻞ إﻟﻴﻬﺎ، وﻣﺎ ذاق أﻃﻴﺐ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻋﺎش ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻴﺶ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ،واﻧﺘﻘﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻧﺘﻘﺎل اﳌﻔﺎﻟﻴﺲ ،اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻳﻘﻮى اﻟﻌﺒﺪ وﻳﺴﺘﻐﻨﻲ؛ ﻓﻼ ﻳﺰول ﻓﻘﺮ اﻟﻌﺒﺪ وﻓﺎﻗﺘﻪ إﻻ ﺑﻪ ،و ِإذا ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ،ﻟﻢ ﻳﺰل ﻓﻘﻴﺮاً ﻣﺤﺘﺎﺟﺎً ُﻣﻌ ﱠﺬﺑﺎً ﰲ ﻃﻠﺒﻪ ،وإذا ﺣﺼﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ،ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﻏﻨﺎه وﺳﻌﺎدﺗﻪ وزال ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻌﺬﺑﻪ وﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا أن ﻣﻦ أﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف ،وﺟﺎﻫﺪ أﻫﻞ اﳌﻨﻜﺮ أﻣﻦ اﻹﻓﺴﺎد ﰲ اﻷرض وﻗﻄﻴﻌﺔ اﻟﺮﺣﻢ ،وﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ وﻗﻊ ﻓﻴﻬﻢ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﻹﺧﺒﺎر ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺎﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻣﺎ أﺳﺨﻂ اﷲ وﻛﺮاﻫﺘﻬﻢ رﺿﻮاﻧﻪ ،ﻣﻊ إﻣﻜﺎن اﻻﺟﺘﺰاء ﺑﺄﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ ﻟﻺﳝﺎء إﻟﻰ أن ﺿﺮب اﳌﻼﺋﻜﺔ وﺟﻮه ﻫﺆﻻء ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻹﻗﺒﺎﻟﻬﻢ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺳﺨﻂ اﷲ ،وأن ﺿﺮﺑﻬﻢ أدﺑﺎرﻫﻢ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻜﺮاﻫﺘﻬﻢ رﺿﻮاﻧﻪ؛ ﻷن اﻟﻜﺮاﻫﺔ ﺗﺴﺘﻠﺰم اﻹﻋﺮاض واﻹدﺑﺎر اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ وﻟﻮ ﻧﺸﺎء ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻷرﻳﻨﺎك أﺷﺨﺎﺻﻬﻢ ﻓﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﻋﻴﺎﻧﺎً ،وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺗﻌﺎﻟﻰ ذﻟﻚ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﺳﺘﺮاً ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ، وﺣﻤ ًﻼ ﻟﻸﻣﻮر ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﺴﻼﻣﺔ ،ورداً ﻟﻠﺴﺮاﺋﺮ إﻟﻰ ﻋﺎﳌﻬﺎ ﻓﺎﳌﺆﻣﻦ إذا اﻣﺘﺤﻦ ﺻﺒﺮ ،واﺗﻌﻆ ،واﺳﺘﻐﻔﺮ ،وﻟﻢ ﻳﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺬم اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﻢ ﻣﻨﻪ ،ﻓﺎﷲ ﺣﻜﻢ ﻣﻘﺴﻂ؛ ﺛﻢ ﻳﺤﻤﺪ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ دﻳﻨﻪ ،وﻳﻌﻠﻢ أن ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ أﻫﻮن وﺧﻴﺮ ﻟﻪ اﻷﺷﺒﻪ أن ﻫﺬا ﻋﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ: اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﺗﺬﻛﻴﺮاً ﺑﺄن اﻣﺘﺜﺎل ﻫﺬا اﻟﻨﻬﻲ ﻫﻮ اﻟﺘﻘﻮى اﶈﻤﻮدة ،وﻷن اﻟﺪﻋﺎء إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻢ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺒﺎﻋﺚ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺐ إﺑﻘﺎء اﳌﺎل اﻟﺬي ﻳﻨ َﻔﻖ ﰲ اﻟﻐﺰو ،ﻓ ُﺬﻛﺮوا ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻹﳝﺎن واﻟﺘﻘﻮى ﻟﻴﺨﻠﻌﻮا ﻋﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ اﻟﻮﻫﻦ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻧُ ُﻬﻮا ﻋﻨﻪ وﻋﻦ اﻟﺪﻋﺎء إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻢ ،ﻓﻜﺎن اﻟﻜﻒ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻮى ٢٦٤
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﻔﺘﺢ ﻷﻧﻬﺎ اﻓﺘﺘﺤﺖ ﺑﺒﺸﺮى وﺟﻪ اﻟﻔﺘﺢ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﻧﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ٤٨ ذﻛﺮ اﻟﻮﻋﺪ اﻹﻟﻬﻲ ﺑﺎﻟﻔﺘﺢ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ واﻟﺘﻤﻜﲔ ﻟﻨﺒ ﱢﻴﻪ وﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﺼﺎدﻗﲔ ﰲ ﻧﺼﺮة اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻨﺰول ١١١ اﻟﺴﻮرة ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﻣﻬﺎم اﻟﻨﺒﻲ ﷺ وﺑﻴﻌﺔ اﻟﺮﺿﻮان ﺻﻠﺢ اﳊﺪﻳﺒﻴﺔ وآﺛﺎره أﺣﻮال اﳌﺘﺨﻠﻔﲔ ﻋﻦ اﳊﺪﻳﺒﻴﺔ ﺑﻴﻌﺔ اﻟﺮﺿﻮان وآﺛﺎرﻫﺎ أﺳﺒﺎب وآﺛﺎر ﺻﻠﺢ اﳊﺪﻳﺒﻴﺔ ﲢﻘﻴﻖ رؤﻳﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ وأوﺻﺎﻓﻪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ٢٦٥
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺻﻠﺢ اﳊﺪﻳﺒﻴﺔ اﻟﺬي ﰎ ﺑﲔ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ وﺑﲔ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة ،واﻟﺬي ﻛﺎن ﺑﻮاﺑﺔ ﻟﻠﻔﺘﺢ اﻷﻋﻈﻢ )ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ( ،وﺑﻪ ﰎ اﻟﻌﺰ واﻟﻨﺼﺮ واﻟﺘﻤﻜﲔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ،ودﺧﻞ اﻟﻨﺎس ﰲ دﻳﻦ اﷲ أﻓﻮاﺟﺎً أﻓﻮاﺟﺎً ،وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺟﻬﺎد اﳌﺆﻣﻨﲔ ،وﺑﻴﻌﺔ اﻟﺮﺿﻮان اﻟﺘﻲ ﺑﺎﻳﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رﺿﻮان اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ رﺳﻮل اﷲ ﷺ ﻋﻠﻰ اﳉﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ﺣﺘﻰ اﳌﻮت ،وﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﻌﺔ ﺟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺸﺄن ،وﻟﺬﻟﻚ ﺑﺎرﻛﻬﺎ اﳌﻮﻟﻰ ،ورﺿﻲ ﻋﻦ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ،وﺳﺠﻠﻬﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﰲ ﺳﻄﻮر ﻣﻦ ﻧﻮر ،وﺗﻄﺮﻗﺖ إﻟﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺨﻠﱠﻔﻮا ﻋﻦ اﳋﺮوج ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ﷺ ﻣﻦ اﻷﻋﺮاب اﻟﺬﻳﻦ ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﺮض ،وﻣﻦ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻇﻨﻮا اﻟﻈﻨﻮن اﻟﺴﻴﺌﺔ ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ﷺ وﺑﺎﳌﺆﻣﻨﲔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮﺟﻮا ﻣﻌﻬﻢ ،ﻓﺠﺎءت اﻵﻳﺎت ﺗﻔﻀﺤﻬﻢ وﺗﻜﺸﻒ ﺳﺮاﺋﺮﻫﻢ ،ﺛﻢ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻟﺮؤﻳﺎ اﻟﺘﻲ رآﻫﺎ رﺳﻮل اﷲ ﷺ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻪ ،وﺣ ﱠﺪث ﺑﻬﺎ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻔﺮﺣﻮا واﺳﺘﺒﺸﺮوا ،وﻫﻲ دﺧﻮل اﻟﺮﺳﻮل واﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻜﺔ آﻣﻨﲔ ﻣﻄﻤﺌﻨﲔ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ وأﺻﺤﺎﺑﻪ اﻷﻃﻬﺎر اﻷﺧﻴﺎر ،وﺑﻴﻨﺖ ﻓﻀﻠﻬﻢ ،ورﻓﻌﺖ ﻗﺪرﻫﻢ ،وﻗﺪ أﻛﺮﻣﻬﻢ اﷲ ﺑﺎﻟﺮﺿﻰ ﻋﻨﻬﻢ ،وإدﺧﺎﻟﻬﻢ ﺟﻨﺎن اﳋﻠﺪ واﻟﻨﻌﻴﻢ ،ﺗﻜﺮﳝﺎً ﳉﻬﺎدﻫﻢ وﺻﺒﺮﻫﻢ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺎﳌﻐﻔﺮة ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻬﺎ ،ﺑﺪأت ﺳﻮرة ﻣﺤﻤﺪ ﻫﻲ ﺳﻮرة اﻟﻘﺘﺎل، ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ إﻧﺰال اﻟﺴﻜﻴﻨﺔ وﺑﻌﺪ اﻟﻘﺘﺎل ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﻣﻨﲔ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻗﻮﻳﺎً ﻻ ﺿﻌﻒ ﻓﻴﻪ ﻃﺮﻳﻘﺎً ،ودﻳﻨﺎً ﻫﻮ :ﺻﻠﺢ اﳊﺪﻳﺒﻴﺔ ﻋﺎم ﻻ ﻋﻮج ﻓﻴﻪ ﺳ ﱟﺖ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة اﻟﻈﻦ اﻟﺴﻴﺊ؛ وﻫﻮ :اﻟﻈﻦ وﳝﺤﻮ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ،واﻟﺜﺒﺎت ﺑﺄن ﻟﻦ ﻳﻨﺼﺮ اﷲ دﻳﻨﻪ وﺗﻨﺼﺮوا اﷲ ﻣﻨﺰﻻً ﻳﺼﻴﺮون إﻟﻴﻪ دﻋﺎءٌ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄن ﺗﺪور ﻋﻠﻴﻬﻢ داﺋﺮة اﻟﻌﺬاب ،وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻮء ﻧﻘﺾ ﺑﻴﻌﺘﻪ أول اﻟﻨﻬﺎر ،وآﺧﺮه وﺗﻌﻈﻤﻮا اﷲ ٢٦٦
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻟﻦ ﻳﺮﺟﻊ اﻟﺒﺪو اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺨﻠﻔﻮا ﻋﻦ اﳋﺮوج ﻣﻌﻚ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ أﻋﺪدﻧﺎ ﻫﻠﻜﻰ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻈﻦ اﻟﺴﻴﺊ؛ وﻫﻮ :أﻻ أﺻﺤﺎب ﺷﺪة وﻗﻮة اﺗﺮﻛﻮﻧﺎ ﻳﻨﺼﺮ اﷲ ﻧﺒﻴﻪ ﷺ ﰲ اﳊﺮب ﺑﻴﻌﺔ اﻟﺮﺿﻮان ﻏﻨﺎﺋﻢ ﺧﻴﺒﺮ اﻟﺘﻲ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ،واﻟﺜﺒﺎت ﺑﺎﳊﺪﻳﺒﻴﺔ وﻋﺪﻛﻢ اﷲ ﺑﻬﺎ ﻻﻧﻬﺰﻣﻮا ،ووﻟﻮﻛﻢ ﻗﺎدر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺪ وﻋﺪﻛﻢ إﺛﻢ ﰲ ﺗﺮك اﳉﻬﺎد ﻇﻬﻮرﻫﻢ ﺑﻬﺎ ،وﺳﻴﻨﺠﺰ وﻋﺪه ﻓﺘﺢ ﺧﻴﺒﺮ أﻗﺪرﻛﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻓﺄﻣﺴﻜﺘﻢ ﺑﺎﳊﺪﻳﺒﻴﺔ ﻗﺮب ﻣﻜﺔ ﺑﻬﻢ ،وﻛﺎﻧﻮا ﺛﻤﺎﻧﲔ رﺟ ًﻼ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺑﻨﺼﺮ ﺟﻨﺪه، اﳌﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﺤﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﺤﺒﻮﺳﺎً وﻫﺰﳝﺔ أﻋﺪاﺋﻪ ﻧﺤﺮه؛ وﻫﻮ اﳊﺮم ﺧﺸﻴﺔ أن ﺗُﻬ ِﻠﻜﻮﻫﻢ إذا اﻟﺒﺪن اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻗﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ ﷺ إﺛﻢ ،وﻋﻴﺐ ،وﻏﺮاﻣﺔ ﺣﺎرﺑﺘﻢ اﻟﻜﻔﺎر ﰲ ﻋﺎم اﳊﺪﻳﺒﻴﺔ؛ ﻟﻴﻬﺪﻳﻬﺎ ﰲ اﳊﺮم اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن واﻟﻮﻗﺎر اﻷﻧﻔﺔ ﻣﺴﺘﻀﻌﻔﻮن، ﻣﺴﺘﺨﻔﻮن ﺑﺈﳝﺎﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎن اﻟﻮاﺿﺢ، ﺻﻠﺢ اﳊﺪﻳﺒﻴﺔ، واﻟﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎﻓﻊ وﻓﺘﺢ ﺧﻴﺒﺮ ﲤ ﱠﻴﺰ ﻫﺆﻻء اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﻮن ﻋﻦ اﻟﻜﻔﺎر ﺻﻔﺘﻬﻢ ﻋﻼﻣﺘﻬﻢ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﻟﻴﻌﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻞ ﻛﻠﻬﺎ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺻﺎر ﻏﻠﻴﻈﺎً ﻗ ﱠﻮى ذﻟﻚ اﻟ ﱠﺸﻂء اﻟﺰرع ﺳﺎﻗﻪ ،وﻓﺮﻋﻪ اﻟﺰارﻋﲔ اﻟﺬﻳﻦ زرﻋﻮه ،وﻫﺬا ﻣﺜﻞ ﺿﺮﺑﻪ اﷲ ﻷﺻﺤﺎب ﻓﻘﻮي ،واﺳﺘﻮى اﻟﻨﺒﻲ ﷺ وأﻧﻬﻢ ﻳﺒﺪؤون ﻗﻠﺔ ﺿﻌﻔﺎء ،ﺛﻢ ﻳﻜﺜﺮون وﻳﻘﻮون ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻘﺎﻧﻪ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي ﻗﺎل اﻟﺰﻫﺮي :ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﺘﺢ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺻﻠﺢ اﳊﺪﻳﺒﻴﺔ؛ وذﻟﻚ أن اﳌﺸﺮﻛﲔ اﺧﺘﻠﻄﻮا ﺑﺎﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﺴﻤﻌﻮا ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻓﺘﻤﻜﻦ اﻟﺒﻐﻮي اﻹﺳﻼم ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ؛ أﺳﻠﻢ ﰲ ﺛﻼث ﺳﻨﲔ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﻴﺮ، وﻛﺜﺮ ﺑﻬﻢ ﺳﻮاد اﻹﺳﻼم اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ وﺟﻤﻊ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻪ ﺑﲔ اﻟﻬﺪى واﻟﻨﺼﺮ؛ ﻷن ﻫﺬﻳﻦ اﻷﺻﻠﲔ ﺑﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎل اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻔﻼح؛ ﻓﺈن اﻟﻬﺪى ﻫﻮ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﷲ ودﻳﻨﻪ، واﻟﻌﻤﻞ ﲟﺮﺿﺎﺗﻪ وﻃﺎﻋﺘﻪ ،ﻓﻬﻮ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎﻓﻊ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ. واﻟﻨﺼﺮ :اﻟﻘﺪرة اﻟﺘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ دﻳﻨﻪ ﺑﺎﳊﺠﺔ واﻟﺒﻴﺎن واﻟﺴﻴﻒ واﻟﺴﻨﺎن؛ ﻓﻬﻮ اﻟﻨﺼﺮ ﺑﺎﳊﺠﺔ واﻟﻴﺪ ،وﻗﻬﺮ ﻗﻠﻮب اﳌﺨﺎﻟﻔﲔ ﻟﻪ ﺑﺎﳊﺠﺔ ،وﻗﻬﺮ أﺑﺪاﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﻴﺪ ،وﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻛﺜﻴﺮاً ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﲔ ﻫﺬﻳﻦ اﻷﺻﻠﲔ؛ إذ ﺑﻬﻤﺎ ﲤﺎم اﻟﺪﻋﻮة وﻇﻬﻮر دﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﻗﺎل اﻟﺮازي :واﻟﺴﻜﻴﻨﺔ :اﻟﺜﻘﺔ ﺑﻮﻋﺪ اﷲ ،واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ اﷲ ،ﺑﻞ اﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻫﻬﻨﺎ ﻣﻌﲔ ﻳﺠﻤﻊ ﻓﻮزاً وﻗﻮ ًة وروﺣﺎً ،ﻳﺴﻜﻦ إﻟﻴﻪ اﳋﺎﺋﻒ وﻳﺘﺴﻠﻰ ﺑﻪ اﳊﺰﻳﻦ ،وأﺛﺮ ﻫﺬه اﻟﺴﻜﻴﻨﺔ اﻟﻮﻗﺎر واﳋﺸﻮع وﻇﻬﻮر اﳊﺰم ﰲ اﻷﻣﻮر ٢٦٧
اﻟﻄﺒﺮي ﻷﻧﻪ ﺑﻔﻌﻠﻪ ذﻟﻚ ﻳﺨﺮج ﳑﻦ وﻋﺪه اﷲ اﳉﻨﺔ ﺑﻮﻓﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﻌﺔ؛ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻓﻠﻢ ﻳﻀﺮ ﺑﻨﻜﺜﻪ ﻏﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻟﻢ ﻳﻨﻜﺚ إﻻ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺄﻣﺎ رﺳﻮل اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ اﷲ ﷺ ﻓﺈن اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﺎﺻﺮه ﻋﻠﻰ أﻋﺪاﺋﻪ؛ اﻟﻘﺼﺎب ﻧﻜﺚ اﻟﻨﺎﻛﺚ ﻣﻨﻬﻢ ،أو وﻓﻰ ﺑﺒﻴﻌﺘﻪ وإﳕﺎ ﺟﻌﻞ ذﻟﻚ اﻟﻈﻦ ﻣﺰﻳﻨﺎً ﰲ اﻋﺘﻘﺎدﻫﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﺮﺿﻮا ﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻤﺎل؛ وﻫﻮ أن ﻳﺮﺟﻊ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺳﺎﳌﺎً ،وﻫﻜﺬا ﺷﺄن اﻟﻌﻘﻮل اﻟﻮاﻫﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮ ُس اﻟﻬﺎوﻳﺔ :أﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﻮر ﺑﻬﺎ اﳊﻮادث إﻻ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻮح ﻟﻬﺎ ﰲ ﺑﺎدئ اﻟﺮأي ذﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻷﻋﺬار ﰲ ﺗﺮك اﳉﻬﺎد :ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻻزم ﻛﺎﻟﻌﻤﻰ واﻟﻌﺮج اﳌﺴﺘﻤﺮ ،وﻋﺎرض ﻛﺎﳌﺮض اﻟﺬي ﻳﻄﺮأ أﻳﺎﻣﺎً ﺛﻢ ﻳﺰول ،ﻓﻬﻮ ﰲ ﺣﺎل ﻣﺮﺿﻪ ﻣﻠﺤﻖ ﺑﺬوي اﻷﻋﺬار اﻟﻼزﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺮأ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أ ﱠن اﷲ ﻗﺪ ﻳﺜﻴﺐ اﳌﺆﻣﻦ رزﻗﺎً ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ،وﻻ ﻳﺤ ﱡﻂ ذﻟﻚ ﻣﻦ درﺟﺔ ﻓﻀﻠﻪ ،وﻳﺠﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﻃﻴﺐ وﺟﻮﻫﻪ ،أﻻ ﺗﺮى أ ﱠن اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ أﻃﻴﺐ وﺟﻮه اﻟﻜﺴﺐ ،وأﻣﻄﺮ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒ ﱢﻴﻪ أﻳﻮب ﺣﲔ ﻋﺎﻓﺎه ﻣﻦ ﺑﻼﺋﻪ ﺟﺮاداً ﻣﻦ ذﻫﺐ ﻟﻢ ﺗﺒﺘﺬﻟﻪ اﻷﻳﺪي اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﳌﺎ وﺻﻒ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ راﺳﺨﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ،أﻋﻘﺐ ذﻟﻚ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ اﳌﺜﺎﻧــــــــــــــــــــــــﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻖ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺗﻌﻤﻴﻤﺎً ﻟﻸزﻣﻨﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ :؛ ﻷن اﻃﺮاد ذﻟﻚ اﻟﻨﺼﺮ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﱈ واﻟﻌﺼﻮر ،وإﺧﺒﺎر اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن رﺳﻠﻪ وأﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ،ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن اﷲ أراد ﺗﺄﻳﻴﺪ أﺣﺰاﺑﻪ ،ﻓﻴﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﺎﺋﻦ أن ﻳﺤﻮل دون إرادة اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﻓﺮﲟﺎ ﻋ ﱠﺴﺮ ﻋﻠﻴﻪ أﻣﺮاً ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻪ أن اﻟﺴﻌﺎدة ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ وﰲ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﺳﻢ ﻗﺎﺗﻞ ،ﻓﻴﻜﻮن ﻣﻨﻊ اﷲ ﻟﻪ ﻣﻨﻪ رﺣﻤﺔ ﰲ اﻟﺒﺎﻃﻦ ،وإن ﻛﺎن ﻧﻘﻤﺔ ﰲ اﻟﻈﺎﻫﺮ ،ﻓﺎﻟﺰم اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻣﻊ اﻻﺟﺘﻬﺎد ﰲ اﳋﻴﺮ واﳊﺮص ﻋﻠﻴﻪ ،واﻟﻨﺪم ﻋﻠﻰ ﻓﻮاﺗﻪ ،وإﻳﺎك واﻻﻋﺘﺮاض .وﰲ اﻵﻳﺔ أﻳﻀﺎً أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻦ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻷﺟﻞ اﳌﺆﻣﻦ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ وﺛﻤﺮة ﻫﺬه اﻟﺴﻜﻴﻨﺔ :اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻟﻠﺨﺒﺮ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎً وإﻳﻘﺎﻧﺎً، وﻟﻸﻣﺮ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً وإذﻋﺎﻧﺎً؛ ﻓﻼ ﺗﺪع ﺷﺒﻬﺔ ﺗﻌﺎرض اﳋﺒﺮ ،وﻻ إرادة ﺗﻌﺎرض اﻷﻣﺮ ،ﻓﻼ ﲤﺮ ﻣﻌﺎرﺿﺎت اﻟﺴﻮء ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ إﻻ وﻫﻲ ﻣﺠﺘﺎزة ﻣﻦ ﻣﺮور اﻟﻮﺳﺎوس اﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺘﻠﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺒﺪ؛ ﻟﻴﻘﻮى إﳝﺎﻧﻪ ،وﻳﻌﻠﻮ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻣﻴﺰاﻧﻪ ﲟﺪاﻓﻌﺘﻬﺎ وردﻫﺎ وﻋﺪم اﻟﺴﻜﻮن إﻟﻴﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻳﻈﻦ اﳌﺆﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻟﻨﻘﺺ درﺟﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﷲ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺣﻠ ُﻖ وﺗﻘﺼﻴﺮ اﻟﺮؤوس ﻧﻮ ٌع ﻣﻦ اﻟﺬل واﳋﻀﻮع ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب إذا أرادت اﳌ ﱠﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻴﺮ ﺟ ﱠﺰت ﻧﺎﺻ َﻴﺘﻪ ،وأﻋﻤﺎل اﳊﺞ ﻣﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﳋﻀﻮع واﻟﺬل اﻟﺴﻌﺪي ﻃﻮﺑﻰ ﳌﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﲟﺎ ﻧﻌﺖ اﷲ ﺑﻪ ﻧﺒﻴﻪ ﷺ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎل: ﻗﺪ أﺛﺮت اﻟﻌﺒﺎدة -ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺗﻬﺎ وﺣﺴﻨﻬﺎ -ﰲ وﺟﻮﻫﻬﻢ ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻨﺎرت ،ﻓﻠﻤﺎ اﺳﺘﻨﺎرت ﺑﺎﻟﺼﻼة ﺑﻮاﻃﻨﻬﻢ ،اﺳﺘﻨﺎرت ﺑﺎﳉﻼل ﻇﻮاﻫﺮﻫﻢ ٢٦٨
٢٦٩
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﳊﺠﺮات ﻟﻮﻗﻮع ﻟﻔﻆ اﳊﺠﺮات ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﻧﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ٤٩ ﺗﻘﺮﻳﺮ أﺧﻼق اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﻣﻦ اﻷﺧﻼق اﻟﺴﻴﺌﺔ اﻟﻨﺰول ١٠٦ اﻟﺴﻮرة ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻟﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎر وﺣﺴﻦ اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ أدب اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻹﳝﺎن ٢٧٠
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﳊﺠﺮات ﻋﻠﻰ وﺟﺎزﺗﻬﺎ ﺟﺎءت ﺟﻠﻴﻠﺔ ﺿﺨﻤﺔ ،ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﳋﺎﻟﺪة ،وأﺳﺲ اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ،ﺣﺘﻰ ﺳﻤﺎﻫﺎ ﺑﻌﺾ اﳌﻔﺴﺮﻳﻦ )ﺳﻮرة اﻷﺧﻼق( ،ﺣﻴﺚ ﺑُﺪﺋﺖ ﺑﺎﻷدب اﻟﺮﻓﻴﻊ اﻟﺬي أ ﱠدب اﷲ ﺑﻪ اﳌﺆﻣﻨﲔ ،ﲡﺎه ﺷﺮﻳﻌﺔ اﷲ وأﻣﺮ رﺳﻮﻟﻪ ﷺ ،وﻫﻮ أﻻ ﻳُﺒﺮﻣﻮا أﻣﺮاً ،أو ﻳُﺒﺪوا رأﻳﺎً ،أو ﻳﻘﻀﻮا ﺣﻜﻤﺎً ﰲ ﺣﻀﺮة اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺸﻴﺮوه ،وﻳﺴﺘﻤﺴﻜﻮا ﺑﺈرﺷﺎداﺗﻪ اﳊﻜﻴﻤﺔ ،واﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ أدب آﺧﺮ وﻫﻮ ﺧﻔﺾ اﻟﺼﻮت إذا ﲢﺪﺛﻮا ﻣﻊ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻟﻘﺪره اﻟﺸﺮﻳﻒ ،واﺣﺘﺮاﻣﺎً ﳌﻘﺎﻣﻪ اﻟﺴﺎﻣﻲ ،وﰲ ذﻟﻚ ﻣﺮاﻋﺎة ﳊﺮﻣﺔ اﻷﻛﺎﺑﺮ ،وﻣﻦ اﻷدب اﳋﺎص إﻟﻰ اﻷدب اﻟﻌﺎم اﻧﺘﻘﻠﺖ اﻟﺴﻮرة ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ دﻋﺎﺋﻢ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﺎﺿﻞ ،ﻓﺄﻣﺮت اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﻌﺪم اﻟﺴﻤﺎع ﻟﻺﺷﺎﻋﺎت ،وأﻣﺮت ﺑﺎﻟﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﺎء واﻷﺧﺒﺎر ،ﻻﺳﻴﻤﺎ إن ﻛﺎن اﳋﺒﺮ ﺻﺎدراً ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻏﻴﺮ ﻋﺪل أو ﺷﺨﺺ ﻣ ﱠﺘﻬﻢ ،ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﺒ ٍﺮ ﻟﻢ ﻳﺘﺜﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺳﺎﻣﻌﻪ ،ﺟ ﱠﺮ وﺑﺎ ًﻻ ،وأﺣﺪث اﻧﻘﺴﺎﻣﺎً ،ودﻋﺖ اﻟﺴﻮرة إﻟﻰ اﻹﺻﻼح ﺑﲔ اﳌﺘﺨﺎﺻﻤﲔ ،ودﻓﻊ ﻋﺪوان اﻟﺒﺎﻏﲔ ،وﺣﺬرت ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ واﻟﻬﻤﺰ واﻟﻠﻤﺰ ،وﻧﻔﺮت ﻣﻦ اﻟﻐﻴﺒﺔ واﻟﺘﺠﺴﺲ وﺳﻮء اﻟﻈﻦ ﺑﺎﳌﺆﻣﻨﲔ ،ودﻋﺖ إﻟﻰ ﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق ،وأﻋﻠﻨﺖ ﻣﺒﺪأ اﻹﺧﺎء اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، واﳌﺴﺎواة ﺑﲔ اﻟﺸﻌﻮب واﻷﻓﺮاد ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﺟﻨﺎس واﻷﻟﻮان ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻷﻋﺮاب اﻟﺬﻳﻦ ﻇﻨﻮا اﻹﳝﺎن ﻛﻠﻤ ًﺔ ﺗﻘﺎل ﺑﺎﻟﻠﺴﺎن ،وو ﱠﺿﺤﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻹﳝﺎن ،وﺻﻔﺎت أﻫﻠﻪ ،وﺷﺮوط اﳌﺆﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأ ﺑﺎﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﻘﺪم ﺑﲔ ﲢﺪﺛﺖ ﺳﻮرة اﻟﻔﺘﺢ ﻋﻦ ﻗﺘﺎل ﻳﺪي اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﷺ ،وﺧﺘﻤﺖ اﻟﻜﻔﺎر ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﲢﺪﺛﺖ ﺳﻮرة اﳊﺠﺮات ﻋﻦ ﻗﺘﺎل اﻟﺒﻐﺎة ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻦ ﻋﻠﻰ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﷺ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳﺨﻔﻀﻮن ﻛﺮاﻫﺔ أن ﺗﺒﻄﻞ ﻻ ﺗﺘﻘﺪﻣﻮا ﺑﻘﻮل أو ﻓﻌﻞ ﺣﺠﺮات زوﺟﺎﺗﻪ ﷺ دون أﻣﺮ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﷺ ﺧﺸﻴﺔ أن ﺗﺼﻴﺒﻮا ﻳﻨﺎدﻳﻚ اﻷﻋﺮاب ﺑﺼﻮت اﺧﺘﺒﺮﻫﺎ ،وﺻ ﱠﻔﺎﻫﺎ، ﻣﺮﺗﻔﻊ ،ﻏﻠﻴﻆ ،ﺟﺎف وأﺧﻠﺼﻬﺎ ﻟﺘﻘﻮاه ﻓﺘﺜﺒﺘﻮا ﻣﻦ ﺧﺒﺮه ﺑﺨﺒﺮ ٢٧١
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺣﻜﻢ اﷲ اﻋﺘﺪت ﻷدى إﻟﻰ ﻣﺸﻘﺘﻜﻢ، ورﺳﻮﻟﻪ ﷺ وﻋﻨﺘﻜﻢ ﻻ ﻳﻬﺰأ ،وﻳﻨﺘﻘﺺ اﻟﻌﺎدﻟﲔ ﰲ أﺣﻜﺎﻣﻬﻢ واﻋﺪﻟﻮا وﻻ ﻳﺪع ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎً وﻻ ﻳ ِﻌﺐ ،وﻻ ﻳﻄﻌﻦ رﺟﺎل ﲟﺎ ﻳﻜﺮه ﻣﻦ اﻷﻟﻘﺎب ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﺑﻌﺪﻣﺎ دﺧﻠﺘﻢ ﰲ ﻗﺒُﺢ اﻻﺳﻢ واﻟﺼﻔﺔ ﻫﻮ ﻇﻦ اﻟﺴﻮء اﻟﻔﺴﻮق ،وﻫﻮ :اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﺑﺎﳌﺆﻣﻨﲔ اﻹﺳﻼم وﻻ ﺗﻔﺘﺸﻮا ﻋﻦ ﻧﺴﺒﺎً ﺑﻌﻴﺪاً وﻫﻲ وﻻ ﻳﻘﻞ أﺣﺪﻛﻢ ﰲ ﻋﻮرات اﳌﺴﻠﻤﲔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ أﺧﻴﻪ اﻟﻐﺎﺋﺐ ﻣﺎ ﻳﻜﺮه اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ :اﳉﻤﺎﻋﺔ ﻻ ﻳﻨﻘﺼﻜﻢ ﻣﻦ ﺛﻮاب اﻟﺒﺪو دون اﻟﺸﻌﺐ أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ أﺗﺨﺒﺮوﻧﻪ ﺑﻄﺎﻋﺘﻜﻢ ﻟﻢ ﻳﺸﻜﻮا ﻻ ﺗﺬﻛﺮوا إﻧﻌﺎﻣﻜﻢ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﺴﻌﺪي وﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﻬﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﻗﻮل ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺘﻰ اﺳﺘﺒﺎﻧﺖ ﺳﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ ﷺ وﺟﺐ اﺗﺒﺎﻋﻬﺎ وﺗﻘﺪﳝﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺎﺋﻨﺎً ﻣﺎ ﻛﺎن اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﺈذا ﻛﺎن رﻓﻊ أﺻﻮاﺗﻬﻢ ﻓﻮق ﺻﻮﺗﻪ ﺳﺒﺒﺎً ﳊﺒﻮط أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺘﻘﺪﱘ آراﺋﻬﻢ وﻋﻘﻮﻟﻬﻢ وأذواﻗﻬﻢ وﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﻢ وﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ورﻓ ِﻌﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ؟! أﻟﻴﺲ ﻫﺬا أوﻟﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺤﺒﻄﺎً ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﻢ؟! اﻟﺴﻌﺪي ذﻣﻬﻢ اﷲ ﺑﻌﺪم اﻟﻌﻘﻞ؛ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻌﻘﻠﻮا ﻋﻦ اﷲ اﻷدب ﻣﻊ رﺳﻮﻟﻪ ﷺ واﺣﺘﺮاﻣﻪ ،ﻛﻤﺎ أن ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻞ وﻋﻼﻣﺘﻪ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﻷدب؛ ﻓﺄدب اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻨﻮان ﻋﻘﻠﻪ وأن اﷲ ﻣﺮﻳﺪ ﺑﻪ اﳋﻴﺮ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وإﳕﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﺎﺳﻖ ﻣﻌ ﱠﺮﺿﺎً ﺧﺒﺮه ﻟﻠﺮﻳﺒﺔ واﻻﺧﺘﻼق ﻷن اﻟﻔﺎﺳﻖ ﺿﻌﻴﻒ اﻟﻮازع اﻟﺪﻳﻨﻲ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ،وﺿﻌﻒ اﻟﻮازع ﻳﺠﺮﺋﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺨﻔﺎف ﺑﺎﶈﻈﻮر ،وﲟﺎ ﻳﺨﺒﺮ ﺑﻪ ﰲ ﺷﻬﺎدة أو َﺧﺒَﺮ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ إﺿﺮار ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ أو ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ،وﻳﻘﻮي ُﺟﺮأﺗﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ دوﻣﺎً إذا ﻟﻢ ﻳﺘﺐ وﻳﻨﺪم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺻﺪر ﻣﻨﻪ وﻳﻘﻠﻊ ﻋﻦ ﻣﺜﻠﻪ اﻟﻄﻨﻄﺎوي إذا ﻣﺮض اﳌﺴﻠﻢ ﻋﺎده اﳌﺴﻠﻤﻮن ،وإذا اﻓﺘﻘﺮ أﻋﺎﻧﻮه ،وإذا أﺣﺴﻦ ﺷﻜﺮوه ،وإذا ﻛﺎن ﻣﻈﻠﻮﻣﺎً ﻧﺼﺮوه ،وإذا َﻇﻠَﻢ ردﻋﻮه؛ دﻳﻨﻬﻢ ﻧﺼﻴﺤﺔ وأﻣﺮ ﲟﻌﺮوف وﻧﻬﻲ ﻋﻦ ﻣﻨﻜﺮ؛ أﻟﻴﺲ اﷲ ﻳﻘﻮل :؟ ٢٧٢
اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وﻟﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﺑﺎﻟﺴﻠﻒ إﻓﺮاط ﺗﻮﻗﻴﻬﻢ وﺗﺼﻮﻧﻬﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﻗﺎل ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﺮﺣﺒﻴﻞ :ﻟﻮ رأﻳﺖ رﺟ ًﻼ ﻳﺮﺿﻊ ﻋﻨﺰاً ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻣﻨﻪ ﳋﺸﻴﺖ أﺻﻨﻊ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﺻﻨﻊ .وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد : اﻟﺒﻼء ﻣﻮﻛﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮل؛ ﻟﻮ ﺳﺨﺮت ﻣﻦ ﻛﻠﺐ ﳋﺸﻴﺖ أن أﺣﻮل ﻛﻠﺒﺎً اﺑﻦ رﺟﺐ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻟﺘﻌﻴﻴ ِﺮ :إﻇﻬﺎ ُر اﻟﺘﻌﻴﻴﺮ وإﺷﺎﻋﺘﻪ ﰲ ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﺼﺢ، وﻗﺪ ﻋ ﱠﺪاﷲ ﻣﻦ ﺧﺼﺎل اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ إﻇﻬﺎر أﻣ ٍﺮ ﺣﺴ ٍﻦ وﻳﺮاد ﺑﻪ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻏﺮض ﻓﺎﺳﺪ ﻳﻘﺼﺪه ﰲ اﻟﺒﺎﻃﻦ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وذﻟﻚ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻟﻪ ﺧﺎﻃﺮ اﻟﺘﻬﻤﺔ اﺑﺘﺪاء وﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﺠﺴﺲ ﺧﺒﺮ ذﻟﻚ وﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ،وﻳﺘﺒﺼﺮ وﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻬﻤﺔ ،ﻓﻨﻬﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻋﻦ ذﻟﻚ ،وإن ﺷﺌﺖ ﻗﻠﺖ :واﻟﺬي ﳝﻴﺰ اﻟﻈﻨﻮن اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﺟﺘﻨﺎﺑﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﺳﻮاﻫﺎ أن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺮف ﻟﻪ أﻣﺎرة ﺻﺤﻴﺤﺔ وﺳﺒﺐ ﻇﺎﻫﺮ ﻛﺎن ﺣﺮاﻣﺎً واﺟﺐ اﻻﺟﺘﻨﺎب ﻣﺤﻤﺪ ﺗﺄﻣﻞ ﻛﻴﻒ ﻧَ ﱠﻔﺮ اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ اﻟﻐﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﻠﻎ وﺟﻪ ،إذ ﺟﻌﻞ اﳋﻀﺮ ﺣﺴﲔ اﶈﺒﺔ ﻣﺘﺠﻬﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﳝﻴﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﻄﺒﻊ -وﻫﻮ أﻛﻞ ﳊﻢ اﳌﻴﺖ ،-وزاد اﻟﺼﻮرة ﺷﻨﺎﻋﺔ أن ﺟﻌﻞ اﳌﻴﺖ إﻧﺴﺎﻧﺎً ،وأﺧﺎً ﳌﻦ ﻳﺄﻛﻠﻪ! وﻻ ﻳﻘﺎرف ذﻟﻚ إﻻ ﺣﻴﻮان ﻣﺘﻮﺣﺶ ،ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺘﺸﺮﻳﻊ، وﻻ ﻋﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺘﻬﺬﻳﺐ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳋﻄﺎب :إﻳﺎﻛﻢ وذﻛﺮ اﻟﻨﺎس ﻓﺈﻧﻪ داء، وﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺬﻛﺮ اﷲ ﻓﺈﻧﻪ ﺷﻔﺎء .وﺳﻤﻊ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﳊﺴﲔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ رﺟ ًﻼ ﻳﻐﺘﺎب آﺧﺮ ،ﻓﻘﺎل :إﻳﺎك واﻟﻐﻴﺒﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ إدام ﻛﻼب اﻟﻨﺎس .وﻗﻴﻞ ﻟﻌﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ :ﻟﻘﺪ وﻗﻊ ﻓﻴﻚ ﻓﻼن ﺣﺘﻰ رﺣﻤﻨﺎك ،ﻗﺎل :إﻳﺎه ﻓﺎرﺣﻤﻮا .وﻗﺎل رﺟﻞ ﻟﻠﺤﺴﻦ :ﺑﻠﻐﻨﻲ أﻧﻚ ﺗﻐﺘﺎﺑﻨﻲ! ﻓﻘﺎل :ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﻗﺪرك ﻋﻨﺪي أن أﺣﻜﻤﻚ ﰲ ﺣﺴﻨﺎﺗﻲ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻛﺘﺎب اﷲ آﻳﺔ واﺣﺪة ﳝﺪح ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺪاً ﺑﻨﺴﺒﻪ ،وﻻ ﻳﺬم أﺣﺪاً ﺑﻨﺴﺒﻪ ،وإﳕﺎ ﳝﺪح ﺑﺎﻹﳝﺎن واﻟﺘﻘﻮى، وﻳﺬم ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ واﻟﻔﺴﻮق واﻟﻌﺼﻴﺎن اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﺑﲔ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻧﻪ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﺷﻌﻮﺑﺎً وﻗﺒﺎﺋﻞ ﻷﺟﻞ أن ﻳﺘﻌﺎرﻓﻮا؛ أي ﻳﻌﺮف ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً وﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ،ﻻ ﻷﺟﻞ أن ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ وﻳﺘﻄﺎول ﻋﻠﻴﻪ .وذﻟﻚ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن ﻛﻮن ﺑﻌﻀﻬﻢ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ وأﻛﺮم ﻣﻨﻪ إﳕﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﺴﺒﺐ آﺧﺮ ﻏﻴﺮ اﻷﻧﺴﺎب .وﻗﺪ ﺑﲔ اﷲ ذﻟﻚ ﻫﻨﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻓﺎﺗﻀﺢ ﻣﻦ ﻫﺬا أن اﻟﻔﻀﻞ واﻟﻜﺮم إﳕﺎ ﻫﻮ ﺑﺘﻘﻮى اﷲ ﻻ ﺑﻐﻴﺮه ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺴﺎب إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ٢٧٣
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٥٠ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة ق ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑــــ وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٣٤ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ إﻳﻘﺎظ اﻟﻘﻠﻮب اﻟﻐﺎﻓﻠﺔ، ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻹدراك ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺒﻌﺚ ﺳﻮرة اﻟﺒﺎﺳﻘﺎت ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻪ واﳉﺰاء وﺑﺮاﻫﻴﻨﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻮرود ﻟﻔﻈﺔ وﻣﺸﺎﻫﺪه ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت إﻧﻜﺎر اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﻠﺒﻌﺚ وأدﻟﺔ ﺛﺒﻮﺗﻪ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺎﻷﱈ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﳌﻨﻜﺮة ﻟﻠﺒﻌﺚ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن وﻋﻠﻤﻪ وأﺣﻮاﻟﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﳌﻮت واﻟﺒﻌﺚ وﺣﻮار اﻟﻜﺎﻓﺮ ﺛﻮاب اﳌﺆﻣﻨﲔ وﺻﻔﺎﺗﻬﻢ ﻣﻊ ﻗﺮﻳﻨﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﳌﻨﻜﺮي اﻟﺒﻌﺚ وﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﻟﻠﺮﺳﻮل ﷺ ٢٧٤
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة رﻫﻴﺒﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﳊ ﱢﺲ ،ﺗﻬ ﱡﺰ اﻟﻘﻠﺐ ﻫﺰاً ،وﺗﺮ ﱡج اﻟﻨﻔﺲ ر ﱠﺟﺎً ،وﺗﺜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ روﻋﺔ اﻹﻋﺠﺎب ،ورﻋﺸﺔ اﳋﻮف ،ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻏﻴﺐ واﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ،وﻗﺪ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻗﻀﻴﺔ اﳊﻴﺎة ﺑﻌﺪ اﳌﻮت ،واﻟﺒﻌﺚ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﻨﺎء ،وﻟﻔﺘﺖ أﻧﻈﺎر اﳌﺸﺮﻛﲔ إﻟﻰ ﻗﺪرة اﷲ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﳌﺘﺠﻠﻴﺔ ﰲ ﺻﻔﺤﺎت ﻫﺬا اﻟﻜﻮن ،وﺗﻀﻤﻨﺖ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﻣﻦ اﻷﱈ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ،وﻣﺎ ﺣ ﱠﻞ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻮارث وأﻧﻮاع اﻟﻌﺬاب ،ﲢﺬﻳﺮاً ﻟﻜﻔﺎر ﻣﻜﺔ أن ﻳﺤﻞ ﺑﻬﻢ ﻣﺎ ﺣ ﱠﻞ ﺑﺎﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ،وﺻﻮرت ﺳﻜﺮة اﳌﻮت ،وﻫﻮل اﳊﺸﺮ ،وﻫﻮ اﳊﺴﺎب ،وﻣﺎ ﻳﻠﻘﺎه اﳌﺠﺮم ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺼﻴﺐ ﻣﻦ أﻫﻮال وﺷﺪاﺋﺪ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺈﻟﻘﺎﺋﻪ ﰲ اﳉﺤﻴﻢ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺼﻴﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺮج اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻮر ،وﻳﺴﺎﻗﻮن ﻟﻠﺤﺴﺎب واﳉﺰاء ،وﻓﻴﻪ إﺛﺒﺎت ﻟﻠﺒﻌﺚ اﻟﺬي ﻛ ﱠﺬب ﺑﻪ اﳌﺸﺮﻛﻮن ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن: ﳌﺎ ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﳊﺠﺮات ﺑﻘﻮﻟﻪ: ، وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ: ، ﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ ﺳﻮرة ق: اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺗُﻔ ِﻨﻲ ﻣﻦ أﺟﺴﺎدﻫﻢ رﺟﻮع إﻟﻰ اﳊﻴﺎة ﺑﻌﺪ ذي اﳌﺠﺪ واﻟﺸﺮف اﳌﻮت ،ﺑﻌﻴﺪ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﺘﻮق ،وﺷﻘﻮق ﺣﺎﻓﻆ ﳉﻤﻴﻊ أﻓﻌﺎﻟﻬﻢ؛ ُﻣﻀﻄﺮبُ ،ﻣﺨﺘﻠﻂ ،ﻻ وﻫﻮ اﻟﻠﻮح اﶈﻔﻮظ ﻧﻮع ﺣﺴﻦ اﳌﻨﻈﺮ ﻳﺜﺒﺘﻮن ﻋﻠﻰ ﺷﻲء وﺣﺐ اﻟﺰرع و ﱠﺳﻌﻨﺎﻫﺎ ،وﻓﺮﺷﻨﺎﻫﺎ اﻟﺬي ﻳﺤﺼﺪ ﺟﺒﺎ ًﻻ ﺛﻮاﺑﺖ اﻟﺒﺌﺮ رﺟ ﱠﺎع إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺒﺮة ﻳﺘﺒﺼﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻰ اﳉﻬﻞ ﺛﻤﺮ ﻣﺘﺮاﻛﺐ ﺑﻌﻀﻪ ِﻃﻮاﻻً ﻓﻮق ﺑﻌﺾ ٢٧٥
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ أﻓﻌﺠﺰﻧﺎ ،وﺿﻌﻔﺖ ﻓﻮﺟﺐ ﻧﺰول اﻟﻌﺬاب أﺻﺤﺎب اﻟﺸﺠﺮ اﻟﻜﺜﻴﻒ اﳌﻠﺘﻒ ﺑﻌﻀﻪ ﻗﺪرﺗﻨﺎ؟! ﻋﻠﻰ اﳉﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ؛ وﻫﻢ ﻗﻮم ﺷﻌﻴﺐ ﻋﺮق ﰲ اﻟﻌﻨﻖ، ﺣﻴﺮة ،وﺷﻚ ﺧﻠﻘﻬﻢ اﻟﺬي ﺧﻠﻘﻨﺎه أول ﻣﺮة، ﻣﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﺑﻌﺪ أن ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺷﻴﺌﺎً اﳌﻠﻜﺎن اﳌﺘﺮﺻﺪان ﻣﻠﻚ ﻳﺮﻗﺐ ﻗﻮﻟﻪ وﻳﻜﺘﺒﻪ، ﻳﺴ ﱢﺠﻞ ﺣﺎﺿﺮ ُﻣﻌ ﱞﺪ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻘﺮن اﻟﺬي ﻳﻨﻔﺦ ﺗﻬﺮب ،وﺗﺮوغ ﺷﺪة اﳌﻮت ،وﻏﻤﺮﺗﻪ ﻓﻴﻪ إﺳﺮاﻓﻴﻞ ﺣﺠﺎب ﻏﻔﻠﺘﻚ ﻣﻠﻜﺎن أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﺴﻮﻗﻬﺎ إﻟﻰ اﶈﺸﺮ، ﻋﻦ اﻵﺧﺮة واﻵﺧﺮ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲟﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﺷﺪﻳﺪ ﻗﻮي ﻣﺎ ﻋﻨﺪي ﻣﻦ دﻳﻮان ﻋﻤﻠﻪ: اﳌﻠﻚ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺬي اﻃﺮﺣﺎ أﻳﻬﺎ اﳌﻠﻜﺎن ُﻣﻌ ﱞﺪ ﻣﺤﻔﻮظ ﺣﺎﺿﺮ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺎك ﰲ وﻋﺪ اﷲ ﺷﻴﻄﺎﻧﻪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻇﺎﻟﻢ ،ﻣﺘﺠﺎوز ﻟﻠﺤﺪ ﻳﺼﺎﺣﺒﻪ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ووﻋﻴﺪه ﻣﺎ أﺿﻠﻠﺘﻪ و ُﻗ ﱢﺮﺑﺖ ﻫﻞ ﻣﻦ زﻳﺎدة ﻣﻦ اﳉﻦ واﻹﻧﺲ؟! ر ﱠﺟﺎع إﻟﻰ اﷲ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺗﺎﺋﺐُ ،ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﺣﺎﻓﻆ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳُﻘﺮﺑﻪ دﺧﻮﻻً ﻣﻘﺮوﻧﺎً ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ رﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﻵﻓﺎت وﻛﺜﻴﺮاً أﻫﻠﻜﻨﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ زﻳﺎدة ﻧﻌﻴﻢ ،وأﻋﻈﻤﻪ: أﱈ ﻓﻄﻮﻓﻮا اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ وﺟﻪ اﷲ اﻟﻜﺮﱘ وﻫﻮ ﺣﺎﺿﺮ ﺑﻘﻠﺒﻪ، ﻗﻮ ًة ،وﺳﻄﻮ ًة ﻏﻴﺮ ﻏﺎﻓ ٍﻞ وﻻ ﻻٍه أﺻﻐﻰ اﻟﺴﻤﻊ ﻣﻬﺮب ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ ﺻ ﱢﻞ ﺣﺎﻣﺪاً ﻟﻪ ﺗﻌﺐ ،وﻧﺼﺐ اﳌﻠﻚ اﳌﻮﻛﻞ ﺑﺎﻟﻨﻔﺦ ﰲ ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺼﻮر؛ وﻫﻮ :إﺳﺮاﻓﻴﻞ ﺳﺒﺢ ﻋﻘﺐ اﻟﺼﻠﻮات ،أو ﺻﺨﺮة ﺑﻴﺖ اﳌﻘﺪس ﺻ ﱢﻞ اﻟﻨﻮاﻓﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻮر ﻧﻔﺨﺔ اﻟﺒﻌﺚ ﻳﺨﺮﺟﻮن ﻣﺴﺮﻋﲔ ﺗﺘﺼﺪع اﳌﺮﺟﻊ ،واﳌﺂل ﻳﺨﺸﻰ وﻋﻴﺪي ُﲟﺴﻠﻂ ﲡﺒﺮﻫﻢ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﳝﺎن ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻗﺮاءة ﺳﻮرة ﰲ ﺻﻼة اﻟﻌﻴﺪ ،وﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ،وﻗﻮﻟﻪ: ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ: ؛ ﻓﺨﺮوج اﳌﺮء ﻟﻠﻌﻴﺪ ﻳﻮم اﻟﺰﻳﻨﺔ اﻟﺮازي وﻗﻮﻟﻪ: ﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻳﻨﺴﻴﻪ ﺧﺮوﺟﻪ إﻟﻰ ﻋﺮﺻﺎت اﳊﺴﺎب ،وﻻ ﻳﻜﻮن ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﺑﻄﺮاً ﻓﺨﻮراً ،وﻻ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻓﺴﻘﺎً وﻻ ﻓﺠﻮراً اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ وﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﻗﺪ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻣﻦ أﺻﻮل اﻹﳝﺎن ﻣﺎ أوﺟﺒﺖ أن اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻛﺎن ﻳﻘﺮأ ﺑﻬﺎ ﰲ اﳌﺠﺎﻣﻊ اﻟﻌﻈﺎم؛ ﻓﻴﻘﺮأ ﺑﻬﺎ ﰲ ﺧﻄﺒﺔ اﳉﻤﻌﺔ ،وﰲ ﺻﻼة اﻟﻌﻴﺪ ،وﻛﺎن ﻣﻦ ﻛﺜﺮة ﻗﺮاءﺗﻪ ﻟﻬﺎ ﻳﻘﺮأ ﺑﻬﺎ ﰲ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ ٢٧٦
اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻋﺒﺮ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎص دون اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﺎﻹﻋﺪام واﻹﻓﻨﺎء؛ ﻷن ﻟﻸﺟﺴﺎد اﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ درﺟﺎت ﻣﻦ اﻻﺿﻤﺤﻼل ﺗﺪﺧﻞ ﲢﺖ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻨﻘﺺ ،ﻓﻘﺪ ﻳﻔﻨﻰ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﺑﻌﺾ أﺟﺰاء اﳉﺴﺪ وﻳﺒﻘﻰ ﺑﻌﻀﻪ ،وﻗﺪ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻔﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻋﺎﻣﺔ أﺟﺰاﺋﻪ ،وﻗﺪ ﺻﺢ أن ﻋﺠﺐ اﻟﺬﻧﺐ ﻻ ﻳﻔﻨﻰ، ﻓﻜﺎن ﻓﻨﺎء اﻷﺟﺴﺎد ﻧﻘﺼﺎً ﻻ اﻧﻌﺪاﻣﺎً ﻫﻜﺬا ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻳﺮد اﳊﻖ أول ﻣﺮة ،ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﺳﻴﺒﺘﻠﻰ ﺑﺎﻟﺸﻚ واﻟﺮﻳﺐ ﰲ ﻗﺒﻮل اﳊﻖ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ؛ وﻟﻬﺬا ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﲔ ﻧﺴﻤﻊ أن ﻫﺬا اﻟﺸﻲء ﺣﻖ أن ﻧﻘﻮل: ﺳﻤﻌﻨﺎ وأﻃﻌﻨﺎ ُﺧﺺ اﻟﻌﺒﺪ اﳌﻨﻴﺐ ﺑﺎﻟﺘﺒﺼﺮة واﻟﺬﻛﺮى وإن ﻛﺎن ﻓﻴﻤﺎ ذﻛﺮ ﻣﻦ أﺣﻮال اﻷرض إﻓﺎدة اﻟﺘﺒﺼﺮة واﻟﺬﻛﺮى ﻟﻜﻞ أﺣﺪ ﻷن اﻟﻌﺒﺪ اﳌﻨﻴﺐ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﺬﻟﻚ؛ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻫﻮ اﳌﻘﺼﻮد ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻌﺎل .وﻫﺬا ﺗﺸﺮﻳﻒ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ وﺗﻌﺮﻳﺾ ﺑﺈﻫﻤﺎل اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ اﻟﺘﺒﺼﺮ واﻟﺘﺬﻛﺮ ﰲ ﻫﺬا ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﷺ؛ ﻛﺄﻧﻪ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ :ﻻ ﲢﺰن وﻻ ﺗﻜﺜﺮ ﻏﻤﻚ ﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻫﺆﻻء ﻟﻚ ،ﻓﻬﺬا ﺷﺄن ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻣﻚ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء؛ ﻓﺈن ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻛﺬﺑﻮﻫﻢ وﻟﻢ ﻳﺼﺪﻗﻬﻢ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ واﳌﺮاد أن اﻟﺬي ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن وﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﻮﺳﻮس ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ، وﻫﻮ أﻗﺮب إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺒﻞ اﻟﻮرﻳﺪ ﰲ وﻗﺖ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﳊﻔﻈﺔ أﻋﻤﺎﻟﻪ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ ﻟﻜﺘﺐ اﻷﻋﻤﺎل؛ ﻷﻧﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻬﺎ ،ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء ،وإﳕﺎ أﻣﺮ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﳊﻔﻈﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎل ِﳊﻜﻢ أﺧﺮى؛ ﻛﺈﻗﺎﻣﺔ اﳊﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﰲ اﻟﻠﺴﺎن آﻓﺘﺎن ﻋﻈﻴﻤﺘﺎن ،إن ﺧﻠﺺ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ إﺣﺪاﻫﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻷﺧﺮى :آﻓﺔ اﻟﻜﻼم ،وآﻓﺔ اﻟﺴﻜﻮت ،وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ أﻋﻈﻢ إﺛﻤﺎ ًﻣﻦ اﻷﺧﺮى ﰲ وﻗﺘﻬﺎ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﻷﻟﻮﺳﻲ ﻋﻦ أﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﷺ) :ﲢﺎﺟﺖ اﳉﻨﺔ واﻟﻨﺎر ،ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻟﻨﺎر أوﺛﺮت ﺑﺎﳌﺘﻜﺒﺮﻳﻦ واﳌﺘﺠﺒﺮﻳﻦ. وﻗﺎﻟﺖ اﳉﻨﺔ :ﻣﺎ ﻟﻲ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻨﻲ إﻻ ﺿﻌﻔﺎء اﻟﻨﺎس وﺳﻘﻄﻬﻢ. ﻓﻘﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﺠﻨﺔ :أﻧﺖ رﺣﻤﺘﻲ أرﺣﻢ ﺑﻚ ﻣﻦ أﺷﺎء ﻣﻦ ﻋﺒﺎدي .وﻗﺎل ﻟﻠﻨﺎر :إﳕﺎ أﻧﺖ ﻋﺬاﺑﻲ أﻋﺬب ﺑﻚ ﻣﻦ أﺷﺎء ﻣﻦ ﻋﺒﺎدي ،وﻟﻜﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻜﻤﺎ ﻣﻠﺆﻫﺎ ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻨﺎر ﻓﻼ ﲤﺘﻠﺊ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻊ رﺟﻠﻪ ﻓﺘﻘﻮل ﻗﻂ ﻗﻂ ،ﻓﻬﻨﺎك ﲤﺘﻠﺊ وﻳﺰوي ﺑﻌﻀﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ،وﻻ ﻳﻈﻠﻢ اﷲ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ أﺣﺪاً ،وأﻣﺎ اﳉﻨﺔ ﻓﺈن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻨﺸﺊ ﻟﻪ ﺧﻠﻘﺎً ( اﺑﻦ ﻋﻼن ﻣﻦ رﺟﻊ ﻋﻦ اﳌﺨﺎﻟﻔﺎت ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﻋﺬاب اﷲ ﻓﻬﻮ ﺗﺎﺋﺐ، اﻟﺴﻌﺪي وﻣﻦ رﺟﻊ ﺣﻴﺎء ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻴﺐ ،وﻣﻦ رﺟﻊ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﳉﻼل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻬﻮ أواب ﻣﻦ أﻟﻘﻰ ﺳﻤﻌﻪ إﻟﻰ آﻳﺎت اﷲ ،واﺳﺘﻤﻌﻬﺎ اﺳﺘﻤﺎﻋﺎً ﻳﺴﺘﺮﺷﺪ ﺑﻪ ،وﻗﻠﺒﻪ ﺷﻬﻴﺪ ،أي :ﺣﺎﺿﺮ ،ﻓﻬﺬا ﻟﻪ أﻳﻀﺎً ذﻛﺮى وﻣﻮﻋﻈﺔ، وﺷﻔﺎء وﻫﺪى ،وأﻣﺎ اﳌﻌﺮض اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻠﻖ ﺳﻤﻌﻪ إﻟﻰ اﻵﻳﺎت ،ﻓﻬﺬا ﻻ ﺗﻔﻴﺪه ﺷﻴﺌﺎً؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻗﺒﻮل ﻋﻨﺪه ،وﻻ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺣﻜﻤﺔ اﷲ ﻫﺪاﻳﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا وﺻﻔﻪ وﻧﻌﺘﻪ ٢٧٧
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﺬارﻳﺎت ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺬارﻳﺎت وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ٥١ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﲟﺼﺪر رزﻗﻬﻢ وﻫﻮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻔﺮوا إﻟﻴﻪ وﻳﺤﻘﻘﻮا اﻟﻨﺰول ٦٧ اﻟﺴﻮرة اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ﻟﻪ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﺟﺰاء اﳌﺘﻘﲔ وأوﺻﺎﻓﻬﻢ وﻗﻮع اﻟﺒﻌﺚ وﻋﺎﻗﺒﺔ ﻣﻨﻜﺮﻳﻪ ﻣﻦ آﻳﺎت اﷲ وﻋﻈﻤﺔ ﻗﺪرﺗﻪ ﺟﻞ ﰲ ﻋﻼه ﻗﺼﺔ ﺿﻴﻒ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺮاﻫﲔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة اﷲ ذﻛﺮ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺒﻴﺎء اﳌﻌﺮﺿﲔ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ وﻋﺎﻗﺒﺔ اﻟﻈﺎﳌﲔ اﻟﻔﺮار إﻟﻰ اﷲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﺠﺎة ٢٧٨
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺷﻴﺪت ﺳﻮرة اﻟﺬارﻳﺎت دﻋﺎﺋﻢ اﻹﳝﺎن ،ووﺟﻬﺖ اﻷﺑﺼﺎر إﻟﻰ ﻗﺪرة اﷲ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻘﻬﺎر ،وﺑﻨﺖ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺮاﺳﺨﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ اﻟﺘﻘﻮى واﻹﳝﺎن ،ﺣﻴﺚ ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ وﻗﻮع اﻟﺒﻌﺚ ﺑﻌﺪ اﳌﻮت ،وأﻧﻪ ﻛﺎﺋﻦ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ،وأﺷﺎرت إﻟﻰ ﻋﺬاب أﻫﻞ اﻟﻀﻼﻟﺔ ،وﺛﻮاب أرﺑﺎب اﻟﻬﺪاﻳﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻘﺮآن ﰲ اﻟﺘﺮﻏﻴﺐ واﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ،واﻹﻋﺬار واﻹﻧﺬار ،وﺗﻨﺎوﻟﺖ دﻻﺋﻞ ﻗﺪرة اﷲ ووﺣﺪاﻧﻴﺘﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﻮن اﻟﻔﺴﻴﺢ ،وﺑﻴﻨﺖ ﻛﺮاﻣﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﰲ ﺑﺎب اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ،وﰲ إﺳﺤﺎق ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﺸﺎرة ،وﻟﻘﻮم ﻟﻮط ﺑﺎﻟﻬﻼك ،وﻟﻔﺮﻋﻮن وﺟﻨﻮده ﻣﻦ اﳌﻼﻣﺔ ،وﻟﻌﺎد وﺛﻤﻮد وﻗﻮم ﻧﻮح ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎر واﳋﺴﺎرة ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺒﻴﺎن اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺲ واﳉﻦ ،وﻫﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﷲ ،وﻋﺒﺎدﺗﻪ وﺗﻮﺣﻴﺪه ،وإﻓﺮاده ﺑﺎﻹﺧﻼص واﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻮﺟﻬﻪ اﻟﻜﺮﱘ ،ﺑﺄﻧﻮاع اﻟﻘﺮﺑﺎت واﻟﻌﺒﺎدات ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، : ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ،ﺑﺪأت ﳌﺎ ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻮﻋﺪ: ﺳﻮرة اﻟﺬارﻳﺎت ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ وﻗﻮﻋﻪ: اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻓﺎﻟﺴﻔﻦ اﻟﺘﻲ ﲡﺮي ﻓﺎﻟﺴﺤﺐ اﳊﺎﻣﻼت ِﺛﻘ ًﻼ ﻗﺴ ٌﻢ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎح ،اﳌُﺜﻴﺮات ﰲ اﻟﺒﺤﺎر ﺑﻴﺴﺮ ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻣﻦ اﳌﺎء ﻟﻠﺘﺮاب ذات اﳋﻠﻖ اﳊﺴﻦ ،وذات اﻟﻄﺮق اﳊﺴﺎب ،واﳉﺰاء ﻓﺎﳌﻼﺋﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﻘ ﱢﺴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﻮاﻛﺐ أﻣﺮ اﷲ ﰲ ﺧﻠﻘﻪ ُﻗ ِﺘﻞ ،وﻟﻌﻦ اﻟﻜﺬاﺑﻮن، ﻳﺼﺮف ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ ،ﻣﻀﻄﺮب ﰲ اﻟﻈﺎﻧﻮن ﻏﻴﺮ اﳊﻖ واﻟﺮﺳﻮل ﷺ اﻟﻘﺮآن واﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺳﺆال اﺳﺘﺒﻌﺎد وإﻧﻜﺎر ﻏﺎﻓﻠﻮن ﻋﻦ أﻣﺮ ﺟﻬﻞ ﻳﻐﻤﺮﻫﻢ اﻵﺧﺮة ﻋﺬاﺑﻜﻢ ﻣﺘﻰ ﻳﻮم اﳉﺰاء؟! ﻳُﺤﺮﻗﻮن ،وﻳُﻌﺬﺑﻮن ٢٧٩
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ واﺟﺐ ﺛﺎﺑﺖ آﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ ،ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻔﺠﺮ ﻳﻨﺎﻣﻮن وﰲ ﺧﻠﻖ أﻧﻔﺴﻜﻢ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺴﺄل اﻟﻨﺎس ﻟﻠﻤﺤﺘﺎج اﻟﺬي ﻳﺴﺄل دﻻﺋﻞ وﻋﺒﺮ ﺣﻴﺎ ًء اﻟﻨﺎس ﻏﺮﺑﺎء ﻻ ﺗُﻌﺮ ُﻓﻮن أﺿﻴﺎﻓﻪ ﻣﻦ اﳌﻼﺋﻜﺔ إن ﻣﺎ وﻋﺪﻛﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ إﺳﺤﺎق اﳉﺰاء ﳊﻖ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﺄﺣ ﱠﺲ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻄﻤﺘﻪ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺗﻌﺠﺒﺎً ﻣﺎل ﺑﺨﻔﻴﺔ ُﻣﻌﻠﱠﻤﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻌﺬاب ﺻﻴﺤﺔ ،وﺿﺠﺔ ﺳﺎرة اﳌﺴﺮﻓﲔ ﻓﻤﺎ ﺷﺄﻧﻜﻢ؟ ﻻ ﻳﻮﻟﺪ ﻟﻲ وﻟﺪ ﺑﺂﻳﺎت ،وﻣﻌﺠﺰات ﻇﺎﻫﺮة ﰲ إرﺳﺎﻟﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﰲ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ أﺛﺮاً ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ﺑﺎﻗﻴﺎً؛ آﻳﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻓﻮن اﻟﻌﺬاب ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة اﷲ آ ٍت ﲟﺎ ﻳﻼم ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻄﺮﺣﻨﺎﻫﻢ ﰲ اﻟﺒﺤﺮ ﻓﺄﻋﺮض ﻓﺮﻋﻮن؛ ﻛﺎﻟﺸﻲء اﻟﺒﺎﻟﻲ ﻣﻐﺘﺮاً ﺑﻘﻮﺗﻪ وﺟﺎﻧﺒﻪ ﻣﺎ ﺗﺪع اﻟﺼﻴﺤﺔ اﳌﻬﻠﻜﺔ ﻓﺘﻜﺒﺮوا ،وﻋﺼﻮا اﻟﺘﻲ ﻻ ﺑﺮﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺨﻴﺮ ﻣ ﱠﻬﺪﻧﺎﻫﺎ ،وﺑﺴﻄﻨﺎﻫﺎ ﺑﻘﻮة ،وﻗﺪرة ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﺘﺠﺎوزون اﳊﺪ اﻧﺘﻔﻌﻮا ﺑﺤﻴﺎﺗﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﰲ اﻟﻜﻔﺮ ﻫﻞ و ﱠﺻﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﺗﻨﺘﻬﻲ آﺟﺎﻟﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻜﺬﻳﺐ؟ ﻣﻦ ﻧﻬﻮض ،وﻻ ﻫﺮب ﻧﺼﻴﺒﺎً ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ﺳﻴﻨﺰل ﺑﻬﻢ ﺻﻨﻔﲔ ،وﻧﻮﻋﲔ ﻣﺨﺘﻠﻔﲔ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﺎﻟﻘﻮل اﳌﺨﺘﻠﻒ :أﻗﻮاﻟﻬﻢ ﰲ اﻟﻘﺮآن وﰲ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ؛ وﻫﻮ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﺧﺮص ﻛﻠﻪ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﳌﺎ ﻛﺬﺑﻮا ﺑﺎﳊﻖ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﻣﺬاﻫﺒﻬﻢ وآراؤﻫﻢ وﻃﺮاﺋﻘﻬﻢ وأﻗﻮاﻟﻬﻢ؛ ﻓﺈن اﳊﻖ ﺷﻲء واﺣﺪ وﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻓﻤﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﺑﻪ اﻟﻄﺮق واﳌﺬاﻫﺐ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﻨﺪه ﻋﻠﻢ ﺑﺄﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ أن ﻫﺬه اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﳝﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺪﻻﻟﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻨﺪ أﻫﻞ اﻷﺻﻮل ﺑﺪﻻﻟﺔ اﻹﳝﺎء واﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ أن ﺳﺒﺐ ﻧﻴﻞ ﻫﺬه اﳉﻨﺎت واﻟﻌﻴﻮن ﻫﻮ ﺗﻘﻮى اﷲ ،واﻟﺴﺒﺐ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻫﻮ اﻟﻌﻠﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺢ ﻫﺬه ﺳﻴﺮة اﻟﻜﺮﱘ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺄﺑﻠﻎ وﺟﻮه اﻟﻜﺮم ،اﻟﺮازي وﻳﺴﺘﻘﻠﻪ ،وﻳﻌﺘﺬر ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ٢٨٠
اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﺧﺺ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﻪ أن ﻳﻐﻠﺐ اﻟﻨﻮم ﻋﻠﻰ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻴﻪ ﻓﺼﻼﺗﻬﻢ واﺳﺘﻐﻔﺎرﻫﻢ ﻓﻴﻪ أﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻬﻢ ﰲ أﺟﺰاء اﻟﻠﻴﻞ اﻷﺧﺮى ،و َﺟ ْﻤﻊ اﻷﺳﺤﺎر ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﺗﻜﺮر ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﰲ ﻛﻞ ﺳﺤﺮ ﺗﺄﻣﻞ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺧﻠﻖ اﻟﺮأس ،وﻛﺜﺮة ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻈﺎم ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ إﻧﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ وﺧﻤﺴﻮن ﻋﻈﻤﺎً ،ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﺷﻜﺎل واﳌﻘﺎدﻳﺮ واﳌﻨﺎﻓﻊ ،وﻛﻴﻒ رﻛﺒﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺪن ،وﺟﻌﻠﻪ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻋﻠﻮ اﻟﺮاﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﻮﺑﻪ؟ ﺛﻢ اﻗﺮأ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ﻣﻦ اﳌﺪح: -١ﺧﺪﻣﺔ ﺿﻴﻔﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ. -٢أﻧﻪ ﺟﺎءﻫﻢ ﺑﺤﻴﻮا ٍن ﺗﺎم؛ ﻟﻴﺘﺨﻴﺮوا ﻣﻦ أﻃﺎﻳﺐ ﳊﻤﻪ ﻣﺎ ﺷﺎؤوا. -٣أﻧﻪ ﺳﻤﲔ ﻟﻴﺲ ﲟﻬﺰول. اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وإﳕﺎ ﺳﺄﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ أن َﻗ ِﺮاﻫﻢ ﺟﺮﻳﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ :أﻻ ﻳُﺴﺄل اﻟﻀﻴﻒ ﻋﻦ اﻟﻐﺮض اﻟﺬي أَورده ذﻟﻚ اﳌﻨﺰل إﻻ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻌﺪاده ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ؛ ﻛﻴﻼ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺳﺂﻣﺔ ُﻣﻀ ﱢﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻧﺰوﻟﻪ ﺑﻪ، وﻟﻴﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ أﻣﺮه إن ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻄﻴﻌﺎً اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن آﻳﺎت اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﻋﺠﺎﺋﺒﻪ اﻟﺘﻲ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ وأﺑﻘﻰ آﺛﺎرﻫﺎ داﻟﺔ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻰ ﺻﺪق رﺳﻠﻪ، إﳕﺎ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﳌﻌﺎد ،وﻳﺨﺸﻰ ﻋﺬاب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻓﺈن ﻣﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻵﺧﺮة ﻏﺎﻳﺘﻪ أن ﻳﻘﻮل :ﻫﺆﻻء ﻗﻮم أﺻﺎﺑﻬﻢ اﻟﺪﻫﺮ ﻛﻤﺎ أﺻﺎب ﻏﻴﺮﻫﻢ ،وﻻ ﻳﺰال اﻟﺪﻫﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﻘﺎوة واﻟﺴﻌﺎدة .وأﻣﺎ ﻣﻦ آﻣﻦ ﺑﺎﻵﺧﺮة وأﺷﻔﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﺎﻵﻳﺎت واﳌﻮاﻋﻆ اﻷﻟﻮﺳﻲ اﳌﺮاد اﻟﺘﺬﻛﺮ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻣﺎ ذﻛﺮ ﻷﻣﺮ اﳊﺸﺮ واﻟﻨﺸﺮ؛ ﻷن َﻣﻦ ﻗﺪر ﻋﻠﻰ إﻳﺠﺎد ذﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻷﻣﻮات ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﻟﺴﻌﺪي وﺳ ﱠﻤﻰ اﷲ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻪ ﻓﺮاراً؛ ﻷ ﱠن ﰲ اﻟﺮﺟﻮع ﻟﻐﻴﺮه أﻧﻮاع اﳌﺨﺎوف واﳌﻜﺎره ،وﰲ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻪ أﻧﻮاع اﶈﺎ ﱢب واﻷﻣﻦ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﻓﻔﺮار اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ اﳉﻬﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻘﺪاً وﺳﻌﻴﺎً ،وﻣﻦ اﻟﻜﺴﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﺸﻤﻴﺮ ﺣﺬراً وﺣﺰﻣﺎً ،وﻣﻦ اﻟﻀﻴﻖ إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺔ ﺛﻘ ًﺔ ورﺟﺎ ًء إذا رأﻳﺖ ﻗﻠﺒﻚ ﻻ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮى ﻓﺎﺗﻬﻤﻪ؛ ﻷن اﷲ اﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ ﻓﺎﻟﺬﻛﺮى ﻻﺑﺪ ﻳﻘﻮل: أن ﺗﻨﻔﻊ اﳌﺆﻣﻨﲔ ٢٨١
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﻄﻮر ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻘﺴﻢ اﷲ ﺑﺎﻟﻄﻮر وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ٥٢ دﺣﺾ ﺷﺒﻬﺎت اﳌﻜﺬﺑﲔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض اﳊﺠﺞ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ واﻟﺒﺮاﻫﲔ ،إرﻏﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺰول ٧٦ اﻟﺴﻮرة اﻹذﻋﺎن واﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﺻﻔﺎت أﻫﻞ اﻟﺘﻘﻮى ﲢﻘﻴﻖ وﻗﻮع اﻟﻌﺬاب ﻟﻠﻤﻜﺬﺑﲔ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﻜﻔﺎر ٢٨٢
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺑُﺪﺋﺖ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﻫﻮال اﻵﺧﺮة وﺷﺪاﺋﺪﻫﺎ ،وﻋﻤﺎ ﻳﻠﻘﺎه اﻟﻜﺎﻓﺮون ﰲ ذﻟﻚ اﳌﻮﻗﻒ اﻟﺮﻫﻴﺐ ،وأﻗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﺬاب ﻧﺎزل ﺑﺎﻟﻜﻔﺎر ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ،ﻻ ﳝﻨﻌﻪ ﻣﺎﻧﻊ ،وﻻ ﻳﺪﻓﻌﻪ داﻓﻊ ،وﺑﻴﻨﺖ ﺣﺎل اﳌﺘﻘﲔ ﰲ ﺟﻨﺎت اﻟﻨﻌﻴﻢ، ﻋﻠﻰ ﺳﺮر ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﲔ ،وﻗﺪ ﺟﻤﻊ اﷲ ﻟﻬﻢ أﻧﻮاع اﻟﺴﻌﺎدة )اﳊﻮر اﻟﻌﲔ ،واﺟﺘﻤﺎع اﻟﺸﻤﻞ ﺑﺎﻟﺬرﻳﺔ واﻟﺒﻨﲔ، واﻟﺘﻨﻌﻢ واﻟﺘﻠﺬذ ﺑﺄﻧﻮاع اﳌﺂﻛﻞ واﳌﺸﺎرب ،ﻣﻦ ﻓﻮاﻛﻪ وﺛﻤﺎر ،وﳊﻮم ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﳑﺎ ﻳﺸﺘﻬﻰ وﻳﺴﺘﻄﺎب ،إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻨﻌﻴﻢ ،ﳑﺎ ﻻ ﻋ ٌﲔ رأت ،وﻻ أذ ٌن ﺳﻤﻌﺖ ،وﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ ،وأﻣﺮت اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﲟﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ وﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وإﻧﺬار اﻟﻜﻔﺮة ،وأﺛﺒﺘﺖ ﺑﺎﻷدﻟﺔ ﺻﺪق رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ،ﻛﻤﺎ أﻗﺎﻣﺖ اﻟﺒﺮاﻫﲔ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ اﳊﻘﺔ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺑﺘﺮﻛﻬﻢ وأن ﻻ ﻳﺤﺰن ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈن اﻟﻮﻋﻴﺪ ﺣﺎل ﺑﻬﻢ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ،وأﻣﺮت رﺳﻮل اﷲ ﷺ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ،ووﻋﺪﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘﺄﻳﻴﺪ واﻟﻨﺼﺮ ،وأﻣﺮﺗﻪ ﺑﺸﻜﺮ رﺑﻪ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷوﻗﺎت ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻟﺬارﻳﺎت ﺑﻘﻮﻟﻪ: وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ ﺑﺘﺮﻛﻬﻢ؛ ﺣﺘﻰ ،واﻟﺬﻧﻮب :ﻫﻮ اﻟﻌﺬاب ،اﻟﺬي ﺑﺪأت ﺑﻪ ﺳﻮرة اﻟﻄﻮر: ﻳﻼﻗﻮا ﻫﺬا اﻟﻌﺬاب: اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﰲ ﺻﺤﻒ ﻣﻨﺸﻮرة، ﻗﺴ ٌﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﳌﻜﺘﻮب ﻗﺴ ٌﻢ ﺑﺎﳉﺒﻞ اﻟﺬي ﻛﻠﱠﻢ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺳﻰ اﳌﻤﻠﻮء ﺑﺎﳌﺎء ﻗﺴ ٌﻢ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎء ﺑﻴﺖ ﰲ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺤﺬاء اﻟﻜﻌﺒﺔ ،ﻳﻄﻮف ﺑﻪ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺳﺒﻌﻮن أﻟﻒ ﻣﻠﻚ ﺗﺰول ﻋﻦ أﻣﺎﻛﻨﻬﺎ وﺗﺴﻴﺮ ﻛﺴﻴﺮ اﳉﺒﺎل ﺗﺘﺤﺮك ،وﺗﻀﻄﺮب ﻣﺎﻧﻊ ادﺧﻠﻮﻫﺎ ،وذوﻗﻮا ﺣ ﱠﺮﻫﺎ ﻳُﺪﻓ ُﻌﻮن ﺑﻌﻨﻒ وﺷﺪة ﻳﺴﺘﻬﺰﺋﻮن ﺳﺎﺋﻐﺎً ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﺔ ،وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺘﻠﺬذﻳﻦ ،ﻧﺎﻋﻤﲔ، إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺮورﻳﻦ ٢٨٣
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ وﻣﺎ ﻧﻘﺼﻨﺎ اﻵﺑﺎء واﺳﻌﺎت اﻟﻌﻴﻮن، ﻧﺴﺎء ﺑﻴﺾ ﺑﻬﺬا اﻹﳊﺎق ِﺣﺴﺎ ِﻧﻬﺎ ﻳﺘﻌﺎﻃﻮن ﺑﻴﻨﻬﻢ ،وﻳُﻨﺎول وزدﻧﺎﻫﻢ ﻣﺮﻫﻮن ﺑﻌﻤﻠﻪ ،ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ذﻧﺐ ﻏﻴﺮه وﻻ ﻳﻘﻊ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ إﺛﻢ ﻻ ﻛﻼم ﺳﺎﻗﻂ أﺛﻨﺎء ﰲ ﻗﻮل أو ﻓﻌﻞ ﺷﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﳋﻤﺮ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺬ ﺧﺎﺋﻔﲔ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ﻣﺼﻮن ،ﻣﺴﺘﻮر ﰲ اﳌﺴﺎم ﰲ أﺻﺪاﻓﻪ ﺑﺴﺒﺐ إﻧﻌﺎم اﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﻳ ﱠﺪﻋﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻐﻴﺐ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮة ،ورﺟﺎﺣﺔ اﻟﻌﻘﻞ اﶈﺴﻦ ،ﻛﺜﻴﺮ اﳋﻴﺮ ﻧﺰول اﳌﻮت ،وﺣﻮادث ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺑﻪ ﺑﻞ اﻟﺪﻫﺮ ﻣﺘﺠﺎوزون اﳊﺪ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ اﺧﺘﻠﻖ اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ ﰲ اﻟﻌﺼﻴﺎن ﻋﻨﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﺰاﺋﻦ رزﻗﻪ ورﺣﻤﺘﻪ اﳌﺘﺴﻠﻄﻮن ،اﳉﺒﺎرون ﻣﺼﻌﺪ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺤﺠﺔ ﺑﻴﻨﺔ ﺗُﺼ ﱢﺪق ﻣﻦ اﻟﺘﺰام ﻏﺮاﻣﺔ دﻋﻮاه ُﻣﺘﻌﺒﻮنُ ،ﻣﺠﻬﺪون ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻜﺮاً ِﻗﻄﻌﺎً ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻜﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺘﺮاﻛﻢ ﺑﻌﻀﻪ ﻳُﻬﻠﻜﻮن ﻓﻮق ﺑﻌﺾ ﻓﺪﻋﻬﻢ ﲟﺮأى ﻣ ﱠﻨﺎ ،وﺣﻔﻆ، ﻻ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ واﻋﺘﻨﺎء ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻳﻘﻊ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺰه رﺑﻚ ،ﺣﺎﻣﺪاً ﻟﻪ ﻓﻨﺰﻫﻪ ،وﻋﻈﻤﻪ، وﺻ ﱢﻞ ﻟﻪ ﻟﻠﺼﻼة ،وﻣﻦ ﻧﻮﻣﻚ ﻧﺰﻫﻪ ،وﺻ ﱢﻞ ﻟﻪ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ وﻗﺖ ﻏﻴﺒﺔ اﻟﻨﺠﻮم ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ وﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻫﻮ ﻛﻌﺒﺔ أﻫﻞ اﻟﺴﻤﺎء؛ وﻟﻬﺬا رأى ﻧﺒ ﱡﻴﻨﺎ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻧﺒ ﱠﻲ اﷲ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﳋﻠﻴﻞ ﻣﺴﻨﺪاً ﻇﻬﺮه إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ اﳌﻌﻤﻮر؛ ﻷﻧﻪ ﺑﺎﻧﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ اﻷرﺿﻴﺔ واﳉﺰاء ﻣﻦ ﺟﻨﺲ اﻟﻌﻤﻞ ذﻛﺮ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ وﻋﻠﻮﻣﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ وﻫﻲ :اﳋﻮض -اﻟﺬي ﻫﻮ ﻛﻼم ﺑﺎﻃﻞ -واﻟﻠﻌﺐ -اﻟﺬي ﻫﻮ ﺳﻌﻲ ﺿﺎﺋﻊ -ﻓﻼ ﻋﻠﻢ ﻧﺎﻓﻊ ،وﻻ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﺧﻮض ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ، وأﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻟﻌﺐ اﻟﺴﻌﺪي ﳌﺎ ذﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﳌﻜﺬﺑﲔ ،ذﻛﺮ ﻧﻌﻴﻢ اﳌﺘﻘﲔ؛ ﻟﻴﺠﻤﻊ ﺑﲔ اﻟﺘﺮﻏﻴﺐ واﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ،ﻓﺘﻜﻮن اﻟﻘﻠﻮب ﺑﲔ اﳋﻮف واﻟﺮﺟﺎء ٢٨٤
دﻟﺖ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺷﻔﻘﺔ اﻷﺑﻮة ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺘﻮﻓﺮة ﻛﺬﻟﻚ ﰲ اﻵﺧﺮة؛ وﻟﻬﺬا ﻃﻴﺐ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺮازي ﻗﻠﻮب ﻋﺒﺎده ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳُ ْﻮ ِﻟ ْﻬ ُﻬﻢ ﺑﺄوﻻدﻫﻢ ﺑﻞ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﳝﺔ ﻣﻦ أن اﻹﺷﻔﺎق -اﻟﺬي ﻫﻮ اﳋﻮف اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﷲ ﰲ دار اﻟﺪﻧﻴﺎ -ﺳﺒﺐ ﻟﻠﺴﻼﻣﺔ ﻣﻨﻪ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ دﻟﻴﻞ ﺧﻄﺎﺑﻪ -أﻋﻨﻲ ﻣﻔﻬﻮم ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ- أن ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺨﻒ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﷲ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺞ ﻣﻨﻪ ﰲ اﻵﺧﺮة اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ إن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻣﻦ ﰲ اﻟﺴﻤﺎوات وﻣﻦ ﰲ اﻷرض، واﻟﻔﻮز واﻟﻨﺠﺎة إﳕﺎ ﻫﻲ ﺑﺈﺧﻼص اﻟﻌﺒﺎدة ﻻ ﲟﺠﺮد اﻟﺴﺆال واﻟﻄﻠﺐ أي :ﰲ زﻋﻤﻬﻢ أﻧﻪ ﺗﻘ ﱠﻮﻟﻪ؛ أي :ﻓﺈن وﻗﻮﻟﻪ: اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻮا ﺑﻜﻼم ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻬﻢ ﻛﺎذﺑﻮن .وﻫﺬا إﻟﻬﺎب ﻟﻌﺰﳝﺘﻬﻢ ﻟﻴﺄﺗﻮا ﺑﻜﻼم ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺮآن؛ ﻟﻴﻜﻮن ﻋﺪم إﺗﻴﺎﻧﻬﻢ ﲟﺜﻠﻪ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺑﻬﻢ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ اﻟﻌﺎدة ﲢﻴﻞ أن ﻳﺄﺗﻲ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﻮم وﻫﻮ ﻣﺴﺎو ﻟﻬﻢ ﲟﺎ ﻻ ﻳﻘﺪرون ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ ،واﻟﻌﺎﻗﻞ ﻻ ﻳﺠﺰم ﺑﺸﻲء إﻻ وﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻪ ،وﻳﻠﺰم ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﷺ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﰲ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ واﻟﺒﻠﺪ واﻟﻨﺴﺐ ،وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ وﻗﻮل اﻟﺸﻌﺮ وﻣﺨﺎﻟﻄﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء ،وﻣﺰاوﻟﺔ اﳋﻄﺐ واﻟﺮﺳﺎﺋﻞ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ،ﻓﻼ ﻳﻘﺪر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰون ﻋﻨﻪ إﻻ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ إﻟﻬﻲ؛ وﻫﻮ اﳌﺮاد ﻣﻦ ﺗﻜﺬﻳﺒﻬﻢ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻘﺮرﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ؛ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻔﺴﺢ ﻣﻀﺎﻳﻖ اﻟﺪﻧﻴﺎ وذﻟﻚ ﺑﺼﻼة اﻟﻔﺠﺮ ﺳﻨ ًﺔ وﻓﺮﺿﺎً؛ ﻷﻧﻪ وﻗﺖ إدﺑﺎرﻫﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻓﺼﺎرت ﻋﺒﺎدة اﻟﺼﺒﺢ ﻣﺤﺜﻮﺛﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺮﺗﲔ ﺗﺸﺮﻳﻔﺎً ﻟﻬﺎ وﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻟﻘﺪرﻫﺎ؛ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻳﻨﺠﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب اﻟﻮاﻗﻊ ،وﻳﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪو اﻟﺪارع :ﻣﻦ اﻟـ ُﻤ َﺠﺎ ِﻫﺮ اﳌﺪاﻓﻊ ،واﳌﻨﺎﻓﻖ اﳌﺨﺎدع ٢٨٥
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﻨﺠﻢ ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻘﺴﻢ اﷲ ﺑﺎﻟﻨﺠﻢ وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ٥٣ ﺑﻴﺎن ﺻﺪق اﻟﻮﺣﻲ وﻋﻠﻮ ﻣﺼﺪره ،إﺛﺒﺎﺗﺎً ﻟﻌﻘﻴﺪة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،وإﺑﻄﺎﻻً ﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻨﺰول ٢٣ اﻟﺴﻮرة اﻟﺸﺮك ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﺒﺎدة اﻷﺻﻨﺎم إﺛﺒﺎت اﻟﻮﺣﻲ وﺗﺰﻛﻴﺔ ﻣﻦ أُﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ ذم اﳌﺸﺮﻛﲔ وﺑﻴﺎن وﺣﺪة رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺟﺰاء اﳌﺴﻴﺌﲔ واﶈﺴﻨﲔ وأوﺻﺎﻓﻬﻢ ٢٨٦
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﺑﺘﺪأت ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﳌﻌﺮاج اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻌﺠﺰة ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﷺ ،واﻟﺬي رأى ﻓﻴﻪ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻜﺮﱘ ﻋﺠﺎﺋﺐ وﻏﺮاﺋﺐ ﰲ ﻣﻠﻜﻮت اﷲ اﻟﻮاﺳﻊ ،ﳑﺎ ﻳﺪﻫﺶ اﻟﻌﻘﻮل ،وﻳﺤﻴﺮ اﻷﻟﺒﺎب ،وذ ﱠﻛﺮت اﻟﻨﺎس ﲟﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻹﳝﺎن واﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ،وﻋﺪم اﳌﺠﺎدﻟﺔ واﳌﻤﺎراة ﰲ ﻣﻮاﺿﻴﻊ اﻟﻐﻴﺐ واﻟﻮﺣﻲ ،وﺗﻨﺎوﻟﺖ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻷوﺛﺎن واﻷﺻﻨﺎم ،وﺑﻴﻨﺖ ﺑﻄﻼن ﺗﻠﻚ اﻵﻟﻬﺔ اﳌﺰﻋﻮﻣﺔ ،وﺗﻄﺮﻗﺖ إﻟﻰ اﳉﺰاء اﻟﻌﺎدل ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺎل اﶈﺴﻦ ﺟﺰاء إﺣﺴﺎﻧﻪ ،واﳌﺴﻲء ﺟﺰاء إﺳﺎءﺗﻪ ،وذﻛﺮت آﺛﺎر ﻗﺪرة اﷲ ﰲ اﻹﺣﻴﺎء واﻹﻣﺎﺗﺔ ،واﻹﻏﻨﺎء واﻹﻓﻘﺎر ،وﺧﻠﻖ اﻟﺰوﺟﲔ اﻟﺬﻛﺮ واﻷﻧﺜﻰ ﻣﻦ ﻧﻄﻔﺔ إذا ُﲤﻨﻰ ،وﺧﺘﻤﺖ ﲟﺎ ﺣ ﱠﻞ ﺑﺎﻷﱈ اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﻛﻘﻮم ﻋﺎد، وﺛﻤﻮد ،وﻗﻮم ﻧﻮح وﻟﻮط ،ﻣﻦ أﻟﻮان اﻟﻌﺬاب وآﺛﺎر اﻟﺪﻣﺎر ،ﺗﺬﻛﻴﺮاً ﻟﻜﻔﺎر ﻣﻜﺔ ﺑﺎﻟﻌﺬاب اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﻢ ﺑﺘﻜﺬﻳﺒﻬﻢ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﷺ ،وزﺟﺮاً ﻷﻫﻞ اﻟﺒﻐﻲ واﻟﻄﻐﻴﺎن ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﰲ اﻟﺘﻤﺮد واﻟﻌﺼﻴﺎن ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑــ، : ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻟﻄﻮر ﺑــ: وﺧﺘﻤﺖ ﺑـ، : ، واﻟﺸﻌﺮى ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﺠﻮم وﺑﺪأت ﺳﻮرة اﻟﻨﺠﻢ ﺑـ: اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ وﻣﺎ اﻋﺘﻘﺪ ﺑﺎﻃ ًﻼ ﻗ ﱡﻂ ﻣﺎ ﺣﺎد ﻋﻦ اﳊﻖ ﻗﺴ ٌﻢ ﺑﺎﻟﺜﱡﺮ ﱠﻳﺎ إذا ﻏﺎﺑﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﻗﻮة ،وﻣﻨﻈﺮ ﻣﻠﻚ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻘﻮة؛ وﻫﻮ اﻟﻘﺮآن ،واﻟﺴﻨﺔ ﺣﺴﻦ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻇﻬﺮ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎً ﻋﻠﻰ ﺻﻮرﺗﻪ اﻗﺘﺮب ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻣﻦ أﻓﻖ اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻨﺪ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮل ﷺ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ﻓﺰاد ﰲ اﻟﻘﺮب ﻋﺒﺪ اﷲ؛ وﻫﻮ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻛﺎن دﻧﻮه ﻣﻘﺪار ﻗﻮﺳﲔ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ أﺗﻜﺬﺑﻮن ﻣﺤﻤﺪاً ﷺ؛ رأى ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻓﺘﺠﺎدﻟﻮﻧﻪ؟! ﻣﺮة أﺧﺮى ﰲ ﺻﻮرﺗﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ اﳋﻠﻘﻴﺔ ٢٨٧
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﺎ ﻣﺎل ﺑﺼﺮه ﳝﻴﻨﺎً، ﻳﻐﻄﻴﻬﺎ وﻳﺴﺘﺮﻫﺎ ﺷﺠﺮة ﻧﺒﻖ ﰲ وﻻ ﺷﻤﺎ ًﻻ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻟﻴﻠﺔ اﳌﻌﺮاج أﺳﻤﺎء أﺻﻨﺎم ﻛﺎﻧﻮا وﻣﺎ ﺟﺎوز ﻣﺎ أُﻣﺮ ﻳﻌﺒﺪوﻧﻬﺎ ﰲ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺟﺎﺋﺮة ﺑﺮؤﻳﺘﻪ ﺣﺠﺔ ﺗﺼﺪق دﻋﻮاﻛﻢ اﺳﻢ ﺻﻨﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺒﺪوﻧﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﻼﺋﻜﺔ اﺷﺘﻬﻰ ﺗﺸﺘﻬﻴﻪ وﲤﻴﻞ إﻟﻴﻪ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻻ ﻳُﺠﺪي وﻻ ﻳﻘﻮم ﻻ ﺗﻨﻔﻊ اﻟﺬﻧﻮب اﻟﺼﻐﺎر اﻟﺘﻲ ﻣﻘﺎم اﳊﻖ ﻻ ﻳُﺼ ﱡﺮ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﳉﻨﺔ وﻣﺎ ﻋ ُﻈﻢ ﻗﺒﺤﻪ ﻣﻦ أﺳﻔﺎر اﻟﺘﻮراة اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻓﻼ ﲤﺪﺣﻮﻫﺎ، وﺗﺼﻔﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮى أﻧﻪ ﻻ ﲢﻤﻞ ﻧﻔﺲ آﺛﻤﺔ ﺗﻮ ﱠﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﻄﺎء ،وﻗﻄﻊ ﻣﻌﺮوﻓﻪ ﺑﺨ ًﻼ وﺻﺤﻒ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳُﺸﺎﻫﺪ ﻋﻨﺪ اﳊﺴﺎب ُﺳ ﱢﺠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ أوﺣﻰ اﷲ إﻟﻴﻪ ﺑﻠﱠﻎ ﻣﺎ أُرﺳﻞ ﺑﻪ إﺛﻢ ﻧﻔﺲ أﺧﺮى ﻋﻤﻠﻪ واﻛﺘﺴﺎﺑﻪ اﻧﺘﻬﺎء ﺟﻤﻴﻊ ﺧﻠﻘﻪ اﻟﺘﺎم اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻳُﺠﺰى اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﻴﻪ ﺗُﺼ ﱡﺐ ﰲ اﻟﺮﺣﻢ ﻣﺎء ﻗﻠﻴﻞ إﻋﺎدة ﺧﻠﻘﻬﻢ ﺑﻌﺪ وﺗُﻘﺬف ﻓﻨﺎﺋﻬﻢ ﻣﻠﱠﻜﻬﻢ اﻷﻣﻮال ،وأرﺿﺎﻫﻢ ﳒﻢ ﻣﻀﻲء ﻛﺎن أﻫﻞ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﲟﺎ أﻋﻄﺎﻫﻢ ﻗﻮم ﻫﻮد ﻳﻌﺒﺪوﻧﻪ ﻣﻦ دون اﷲ وﻗﻮم ﺻﺎﻟﺢ أﺷﺪ ﻃﻐﻴﺎﻧﺎً وﲤﺮداً ﻓﻤﺎ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺑﻞ أﻫﻠﻜﻬﺎ ﻣﺪاﺋﻦ ﻗﻮم ﻟﻮط ،ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺬﻟﻚ؛ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻷن اﷲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻫﻠﻬﺎ أﺳﻘﻄﻬﺎ إﻟﻰ اﻷرض ﻓﺄﻟﺒﺴﻬﺎ ﻣﻦ اﳊﺠﺎرة ﺑﻌﺪ رﻓﻌﻬﺎ ِﻧﻌﻢ رﺑﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻣﻨﺬر ﺗﺘﺸ ﱠﻜﻚ أﻳﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻗ ُﺮﺑﺖ ،ودﻧﺎ وﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﳊﻖ ﻛﻤﻦ ﺳﺒﻘﻪ اﳌﻜﺬب ﻧﻔﺲ ﺗﺪﻓﻊ أﻫﻮاﻟﻬﺎ ،وﺗ ﱠﻄﻠﻊ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺬﻟﻚ؛ ﻋﻠﻰ وﻗﺖ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﻟﻘﺮب ﻣﻴﻌﺎدﻫﺎ ﻻﻫﻮن ،ﻣﻌﺮﺿﻮن ﻋﻨﻪ اﻟﻘﺮآن اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﻟﺴﻌﺪي ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ ﺟﺰي أﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮم ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﻲ اﻹﻟﻬﻲ؛ ﻷن ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ؛ ﻓﺈن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻌﻞ اﻟﻨﺠﻮم زﻳﻨﺔ ﻟﻠﺴﻤﺎء ،ﻓﻜﺬﻟﻚ اﻟﻮﺣﻲ وآﺛﺎره زﻳﻨﺔ ﻟﻸرض، ﻓﻠﻮﻻ اﻟﻌﻠﻢ اﳌﻮروث ﻋﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻟﻜﺎن اﻟﻨﺎس ﰲ ﻇﻠﻤﺔ أﺷﺪ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ اﻟﺒﻬﻴﻢ ﻫﺬا ﺟﻮاب اﻟﻘﺴﻢ ،واﳋﻄﺎب ﻟﻘﺮﻳﺶ ،وﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ﻫﻮ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ،ﻓﻨﻔﻰ ﻋﻨﻪ اﻟﻀﻼل واﻟﻐﻲ ،واﻟﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ: أن اﻟﻀﻼل ﺑﻐﻴﺮ ﻗﺼﺪ ،واﻟﻐﻲ ﺑﻘﺼﺪ وﺗﻜﺴﺐ ٢٨٨
اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻨﻔﻰ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻪ ﷺ ﻣﺎ ﻳﻌﺮض ﻟﻠﺮاﺋﻲ اﻟﺬي ﻻ أدب ﻟﻪ ﺑﲔ، ﻳﺪي اﳌﻠﻮك واﻟﻌﻈﻤﺎء ،ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺗﻪ ﳝﻴﻨﺎً وﺷﻤﺎﻻً ،وﻣﺠﺎوزة ﺑﺼﺮه ﳌﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ،وأﺧﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻜﻤﺎل اﻷدب ﰲ ذﻟﻚ اﳌﻘﺎم وﰲ ﺗﻠﻚ اﳊﻀﺮة؛ إذ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺟﺎﻧﺒﺎً ،وﻟﻢ ﳝﺪ ﺑﺼﺮه إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ رأى ﻣﻦ اﻵﻳﺎت وﻣﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ،ﺑﻞ ﻗﺎم ﻣﻘﺎم اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺬي أوﺟﺐ أدﺑﻪ إﻃﺮاﻗﻪ وإﻗﺒﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أري ،دون اﻟﺘﻔﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﻏﻴﺮه ،ودون ﺗﻄﻠﻌﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺮه ،ﻣﻊ ﻣﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺛﺒﺎت اﳉﺄش، وﺳﻜﻮن اﻟﻘﻠﺐ ،وﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺘﻪ ،وﻫﺬا ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻜﻤﺎل ﻧﻌﻰ اﻟﻘﺮآن ﻋﻠﻰ أﻗﻮام ﺟﺮﻳﻬﻢ وراء اﻟﻈﻨﻮن اﻟﺘﻲ ﻣﻸت اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﳋﺮاﻓﺎت ،وأﻓﺴﺪت ﺣﺎﺿﺮﻫﻢ وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﺑﺎﻷﻛﺎذﻳﺐ ،ﻓﻘﺎل: اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ واﻟﺮأي ﻳﻘﺘﻀﻲ أن ﻣﻦ رأى اﻟﻬﺪى ﺗﺒﻌﻪ وﻟﻮ أﺗﺎه ﺑﻪ ﻋﺪوه، ﻓﻜﻴﻒ إذا أﺗﺎه ﺑﻪ ﻣﻦ ﻫﻮ أﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ إﺣﺴﺎﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ ﻗﻂ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﺑﻌﺪ أن وﺻﻒ ﻣﺪارﻛﻬﻢ اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ وﺿﻼﻟﻬﻢ َﻓ ﱠﺮع ﻋﻠﻴﻪ أﻣ َﺮ ﻧﺒﻴﻪ ﷺ ﺑﺎﻹﻋﺮاض ﻋﻨﻬﻢ؛ ذﻟﻚ ﻷن ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ وﺻﻒ ﺿﻼﻟﻬﻢ ﻛﺎن ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻋﺮاﺿﻬﻢ ﻋﻦ ذﻛﺮ اﷲ -وﻫﻮ اﻟﺘﻮﻟﻲ ﻋﻦ اﻟﺬﻛﺮ -ﻓﺤﻖ أن ﻳﻜﻮن ﺟﺰاؤﻫﻢ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻹﻋﺮاض إﻋﺮاﺿﺎً ﻋﻨﻬﻢ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﺑﻦ رﺟﺐ روي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أﻧﻪ ﻗﺎل :ﻻ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻊ اﻹﺻﺮار، اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ وﻻ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ،ﻓﺈذا ﺻﺎرت اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺑﺎﳌﺪاوﻣﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻠﻤﺤﺴﻨﲔ ﻣﻦ اﺟﺘﻨﺎب اﳌﺪاوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ؛ اﻟﺴﻌﺪي ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺘﺠﻨﺒﲔ ﻟﻜﺒﺎﺋﺮ اﻹﺛﻢ واﻟﻔﻮاﺣﺶ اﻷﺑﻨﺎء ﺗﺒﻌﻮا اﻵﺑﺎء ﰲ اﻵﺧﺮة ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﺗﺒﻌﺎً ﻟﻬﻢ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، وﻫﺬه اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻛﺮاﻣﺔ اﻵﺑﺎء وﺛﻮاﺑﻬﻢ اﻟﺬي ﻧﺎﻟﻮه ﺑﺴﻌﻴﻬﻢ، وأﻣﺎ ﻛﻮن اﻷﺑﻨﺎء ﳊﻘﻮا ﺑﻬﻢ ﰲ اﻟﺪرﺟﺔ ﺑﻼ ﺳﻌﻲ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻓﻬﺬا ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻟﻬﻢ ،وإﳕﺎ ﻫﻮ ﻟﻶﺑﺎء؛ أﻗﺮ اﷲ أﻋﻴﻨﻬﻢ ﺑﺈﳊﺎق ذرﻳﺘﻬﻢ ﺑﻬﻢ ﰲ اﳉﻨﺔ ﻣﺘﻀﻤﻨﺔ ﻟﻜﻨﺰ ﻋﻈﻴﻢ ،وﻫﻮ أن ﻛﻞ ﻣﺮاد إن ﻟﻢ ﻳُ َﺮد ﻷﺟﻞ اﷲ، وﻳﺘﺼﻞ ﺑﻪ ،وإﻻ ﻓﻬﻮ ﻣﻀﻤﺤﻞ ،ﻣﻨﻘﻄﻊ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ إﻟﻴﻪ اﳌﻨﺘﻬﻰ، وﻟﻴﺲ اﳌﻨﺘﻬﻰ إﻻ إﻟﻰ اﻟﺬي اﻧﺘﻬﺖ إﻟﻴﻪ اﻷﻣﻮر ﻛﻠﻬﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻏﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﻣﻄﻠﻮب ،وﻛﻞ ﻣﺤﺒﻮب ﻻ ﻳﺤﺐ ﻷﺟﻠﻪ ﻓﻤﺤﺒﺘﻪ ﻋﻨﺎء وﻋﺬاب اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮد ﷲ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻟﻴﺪل ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻠﻪ ،وأﻧﻪ ﺳﺮ اﻟﻌﺒﺎدة وﻟﺒﻬﺎ؛ ﻓﺈن ﻟﺒﻬﺎ اﳋﺸﻮع ﷲ واﳋﻀﻮع ﻟﻪ ،واﻟﺴﺠﻮد ﻫﻮ أﻋﻈﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﺨﻀﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺒﺪ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﻀﻊ ﻗﻠﺒﻪ وﺑﺪﻧﻪ، وﻳﺠﻌﻞ أﺷﺮف أﻋﻀﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﳌﻬﻴﻨﺔ ﻣﻮﺿﻊ وطء اﻷﻗﺪام ٢٨٩
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ٥٤ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة اﻟﻘﻤﺮ وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٣٧ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﺬﻛﺮ اﻧﺸﻘﺎق اﻟﻘﻤﺮ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻬﺬﻳﻦ اﻟﻠﻔﻈﲔ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺎﻵﻳﺎت واﻟﻨﺬر، ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ وﺑﻴﺎن ﻣﺼﻴﺮ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﻬﺎ؛ وﻟﺬا ﺗﻜﺮر ﻓﻴﻬﺎ: ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﻗﺼﺔ ﻧﻮح ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ آﻳﺔ اﻧﺸﻘﺎق اﻟﻘﻤﺮ وﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ﻗﺼﺔ ﻫﻮد ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ﻋﺎﻗﺒﺔ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﻣﻦ آل ﻓﺮﻋﻮن ﻗﺼﺔ ﻟﻮط ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ﺗﻬﻜﻢ ﻛﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ وﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﺠﺮﻣﲔ ﺛﻮاب اﳌﺘﻘﲔ ٢٩٠
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﻘﻤﺮ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺑﺪﺋﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ،ﺣﻤﻠ ٌﺔ ﻋﻨﻴﻔ ٌﺔ ﻣﻔﺰﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﺂﻳﺎت اﻟﻘﺮآن ،وﻃﺎﺑﻊ اﻟﺴﻮرة اﳋﺎص ،ﻫﻮ ﻃﺎﺑﻊ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ واﻟﻮﻋﻴﺪ ،واﻹﻋﺬار واﻹﻧﺬار ،ﻣﻊ ﺻﻮر ﺷﺘﻰ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﻌﺬاب واﻟﺪﻣﺎر ،ﺣﻴﺚ ﺑﺪأت ﲟﻌﺠﺰة اﻧﺸﻘﺎق اﻟﻘﻤﺮ ،وذﻟﻚ ﺣﲔ ﻃﻠﺐ اﳌﺸﺮﻛﻮن ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ ﷺ ﻣﻌﺠﺰة ﺟﻠ ﱠﻴﺔ ،ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ ،وﺧﺼﺼﻮا ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن ﻳﺸﻖ ﻟﻬﻢ اﻟﻘﻤﺮ ،ﻟﻴﺸﻬﺪوا ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،وﺑﻌﺪ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﻋﺎﻧﺪوا وﻛﺎﺑﺮوا ،ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﻫﻮال اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وﺷﺪاﺋﺪﻫﺎ ،ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﺨﻴﻒ ﻳﻬ ﱡﺰ اﳌﺸﺎﻋﺮ ﻫﺰاً ،وﻳﺤﺮك ﰲ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺮﻋﺐ واﻟﻔﺰع ،ﻣﻦ ﻫﻮل ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺼﻴﺐ ،ﺛﻢ ﺻﻮرت ﻣﺼﺎرع اﳌﻜﺬﺑﲔ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ،وﻣﺎ ﻧﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ أﺻﻨﺎف اﻟﻌﺬاب ،وأﻟﻮان اﻟﻌﻘﺎب ،ﺛﻢ وﺟﻬﺖ اﳋﻄﺎب إﻟﻰ ﻛﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ وﺣﺬرﺗﻬﻢ ﻣﺼﺎرﻋﺎً ﳑﺎﺛﻠ ًﺔ ﳌﺼﺎرع أوﻟﺌﻚ اﻷﻗﻮام ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺒﻴﺎن ﻣﺂل اﳌﺘﻘﲔ اﻟﺴﻌﺪاء ﺑﻌﺪ ذﻛﺮ ﺣﺎل اﳌﺠﺮﻣﲔ اﻷﺷﻘﻴﺎء ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻟﻨﺠﻢ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻗﺮب ﻳﻮم ، اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻘﺎل: ، وﺧﺘﻤﺖ ﺑـ: وﺑﺪأت ﺑﻪ ﺳﻮرة اﻟﻘﻤﺮ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ُﻣﻨﺘ ٍﻪ إﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﺑﺎﻃﻞ ﻣﻀﻤﺤﻞ، واﻧﻔﻠﻖ اﻟﻘﻤﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﻗﻮي داﺋﻢ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻟﺮدﻋﻬﻢ ﻋﻦ ﻓﺄﻋﺮض ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن ﻓﻴﻪ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺣﻜﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ اﻟﻘﺒﻮر أﻣﺮ ﻓﻈﻴﻊ ﻣﻨﻜﺮ؛ وﻫﻮ ذﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻬﻮل ﻣﻮﻗﻒ اﳊﺴﺎب زﺟﺮ ،وﻧﻬﺮ ﻋﻦ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﺪﻋﻮة ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻬﻮل ﻣﺴﺮﻋﲔ ﻟﻲ ﺑﻌﻘﺎب ﻣﻦ ﻋﻨﺪك ﻣﺘﺪﻓﻖ ﺿﻌﻴﻒ ﻋﻦ ﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﻢ ٢٩١
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻗ ﱠﺪره اﷲ ﰲ اﻷزل؛ وﻫﻮ ﻓﺎﻟﺘﻘﻰ ﻣﺎء اﻟﺴﻤﺎء واﳌﺎء وﺷﻘﻘﻨﺎ إﻫﻼﻛﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﻮﻓﺎن اﳌﺘﻔﺠﺮ ﻣﻦ اﻷرض ﺳﻔﻴﻨﺔ ذات أﻟﻮاح، أُﻏﺮﻗﻮا اﻧﺘﺼﺎراً ﻣ ﱠﻨﺎ ﻟﻨﻮح ﲟﺮأى ﻣ ﱠﻨﺎ ،وﺣﻔﻆ وﻣﺴﺎﻣﻴﺮ ُﺷ ﱠﺪت ﺑﻬﺎ وﻋﻘﻮﺑ ًﺔ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻧﻮح ﻣﻌﺘﺒﺮ ،وﻣﺘﻌﻆ أﺑﻘﻴﻨﺎ ﻗﺼﺔ ﻧﻮح ،وﻋﻘﻮﺑﺔ ﻗﻮﻣﻪ؛ ﻋﺒﺮ ًة ،ودﻟﻴ ًﻼ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻟﻠﺘﻼوة واﳊﻔﻆ وإﻧﺬاري واﻟﻔﻬﻢ واﻟﺘﺪﺑﺮ ﺳﻬﻠﻨﺎ داﺋﻢ اﻟﺸﺆم ﻳﻮم ﺷﺆم ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺒﺮد ﻣﻨﻘﻠﻊ ﻣﻦ أﺻﻠﻪ أﺻﻮل ﻧﺨﻞ ﺑﻼ رؤوس ﺗﻘﺘﻠﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻮاﺿﻌﻬﻢ ،وﺗﺮﻣﻲ ﻣﺘﻜﺒﺮ ،ﻣﺘﺠﺒﺮ وﺟﻨﻮن ﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ رؤوﺳﻬﻢ ﺑُﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺼﻮاب اﻧﺘﻈﺮ ﻳﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺎ اﺧﺘﺒﺎراً ﻟﻬﻢ ُﻣﺨ ِﺮ ُﺟﻮ ﻳﺤﻞ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ﻣﻘﺴﻮم ﺑﲔ ﻗﻮﻣﻚ واﻟﻨﺎﻗﺔ؛ أﺧﺒﺮﻫﻢ اﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻮة، واﻷذى ﻳﻮم ﻟﻬﻢ ،وﻳﻮم ﻟﻠﻨﺎﻗﺔ ﻳﺤﻀﺮه ﺻﺎﺣﺒﻪ ﰲ ﻓﺪﻋﻮه ﻟﻴﻌﻘﺮ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻳﻮﻣﻪ ،وﻳُﺤﺮم ﻣﻨﻪ اﻵﺧﺮ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻦ اﳌﺎء ﻛﺎﻟﺰرع اﻟﻴﺎﺑﺲ اﻟﺬي داﺳﺘﻪ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻓﺘﻬﺸﻢ ﻓﻨﺤﺮ ﻓﺘﻨﺎول اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺑﻴﺪه ﻟﻴﻌﻘﺮﻫﺎ ﺣﺠﺎر ًة ﺑﺂﻳﺎت اﷲ اﻟﺘﻲ أُﻧﺬروا ﺑﻬﺎ ﻣﺘﻌﻆ ﻓﺸﻜﻮا ،وﻛﺬﺑﻮا ﺧﻮﻓﻬﻢ ﻟﻮط ﺑﺄس ﰲ آﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ أول اﻟﻨﻬﺎر اﷲ ﻓﺄﻋﻤﻴﻨﺎ ،وﺣﺠﺒﻨﺎ ﻃﻠﺒﻮا ﻣﻨﻪ أن ﻳﻔﻌﻠﻮا اﻹﻧﺬار ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﺑﻬﻢ أﺗﺒﺎﻋﻪ ،وﻗﻮﻣﻪ داﺋﻢ ﻣﺘﺼﻞ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻌﺮب ﺑﻌﺬاب اﻵﺧﺮة ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﻫﻼﻛﻬﻢ ﻏﺎﻟﺐ ،ﻗﻮي ﻻ ﻳﻐﻠﺐ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻨﺘﺼﺮة ﻻ ﻳﻐﻠﺒﻨﺎ اﻟﻜﺘﺐ اﳌﻨﺰﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب أﻻ ﻳﺼﻴﺒﻜﻢ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻦ أرادﻧﺎ ﺑﺴﻮء اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻬﻢ أﻋﻈﻢ وأﺷﺪ ﻣﺮارة ﳑﺎ ﻳﻔﺮون ﻣﻨﻬﺰﻣﲔ ،ﻗﺪ وﻟﻮﻛﻢ أدﺑﺎرﻫﻢ؛ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﻔﺎر ﻣﻜﺔ ﳊﻘﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ﰲ ﺑﺪر وﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻫﺬا ﰲ ﻏﺰوة ﺑﺪر وﻋﺬاب إﺻﺎﺑﺔ ﺟﻬﻨﻢ، ﻳُﺠ ﱡﺮون وﻋﺬاﺑﻬﺎ ﻟﻜﻢ إﻻ ﻗﻮﻟﺔ واﺣﺪة، ﺳﺮﻳﻊ ﻻ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﻛﻄﺮﻓﺔ وﻫﻲ) :ﻛﻦ( أﺷﺒﺎﻫﻜﻢ ﰲ اﻟﻜﻔﺮ اﻟﻌﲔ ﻣﺘﻌﻆ ﻣﺴﻄﻮر ﻣﻜﺘﻮب ﰲ ﻣﻜﺘﻮب ﰲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺻﺤﺎﺋﻒ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺑﻴﺪ اﳊﻔﻈﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺣﻖ؛ ﻻ ﻟﻐﻮ وأﻧﻬﺎر ﻓﻴﻪ ،وﻻ ﺗﺄﺛﻴﻢ ٢٩٢
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 496
Pages:
