ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ اﻓﺘﺘﺤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺬﻛﺮ ﺑﻌﺾ أﻫﻮال ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،وﺧﺘﻤﺖ ﳌﺎ ذﻛﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻛﻮن اﻟﻜﻔﺎر ﻳﻜﻮﻧﻮن ﰲ اﻟﻨﺎر ،وأﻫﻞ ﺑﺎﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﻟﻮﻋﺪ واﻟﻮﻋﻴﺪ ،وذﻟﻚ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﺬ ﱠرة اﻹﳝﺎن ﻳﻜﻮﻧﻮن ﰲ اﳉﻨﺔ ،ﻓﻜﺄن ﻗﺎﺋ ًﻼ ﻗﺎل :ﻣﺘﻰ ذﻟﻚ؟ ﻣﻦ اﳋﻴﺮ واﻟﺸﺮ ﻓﻘﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﺎ ﰲ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﲢﺮﻳﻜﻬﺎ اﻟﺸﺪﻳﺪ ُر ﱠﺟﺖ و ُﺣ ﱢﺮﻛﺖ ﺑﻘﻮة اﳌﻮﺗﻰ واﻟﻜﻨﻮز ﺗُﺨ ِﺒﺮ اﻷرض ﲟﺎ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻟﻬﺎ؟ ﺑﺴﺒﺐ أن رﺑﻚ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻣﺮﻫﺎ ﺑﺄن ﺗُﺨ ِﺒﺮ ﻳﺮﺟﻌﻮن ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ أﺻﻨﺎﻓﺎً ﻣﺘﻔﺮﻗﲔ اﳊﺴﺎب ِﻟﻴُﺮﻳﻬﻢ اﷲ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻮا، وﻳُﺠﺎ ِزﻳﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ وزن ﳕﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﺴﻌﺪي ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﲟﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ وﺷﺮ؛ ﻓﺈن اﻷرض ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﺸﻬﻮد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻬﺪون ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺎد ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻢ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻣﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ إﻻ وﻳﻠﻮم ﻧﻔﺴﻪ؛ ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﺤﺴﻨﺎً ﻓﻴﻘﻮل :ﻟﻢ ﻻ ازددت إﺣﺴﺎﻧﺎً؟! وإن ﻛﺎن ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل :ﻟﻢ ﻻ ﻧﺰﻋﺖ ﻋﻦ اﳌﻌﺎﺻﻲ؟! وﻫﺬا ﻋﻨﺪ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ اﻟﺜﻮاب واﻟﻌﻘﺎب .وﻛﺎن اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻳﻘﻮل :أﺷﺘﺎﺗﺎً :ﻣﺘﻔﺮﻗﲔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ٤٤٣
إﻳﺎك أن ﺗﺴﺘﺼﻐﺮ ذرات اﻟﻄﺎﻋﺎت؛ ﻓﺎﻟﺘﻀﺮع واﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﺣﺴﻨﺔ ﻻ ﺗﻀﻴﻊ ﻋﻨﺪ اﷲ أﺻ ًﻼ ،ﺑﻞ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎن أﻳﻀﺎ ﺣﺴﻨﺔ؛ إذ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻠﺴﺎن ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻏﻔﻠﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻠﺴﺎن ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﻐﻴﺒﺔ ﻣﺴﻠﻢ ،أو ﻓﻀﻮل ﻛﻼم ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻮت ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: اﺑﻦ ﺟﺰي اﳌﺜﻘﺎل ﻫﻮ اﻟﻮزن ،واﻟﺬرة ﻫﻲ اﻟﻨﻤﻠﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ،واﻟﺮؤﻳﺔ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺮؤﻳﺔ ﺑﺼﺮ ،وإﳕﺎ ﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﳉﺰاء .وذﻛﺮ اﷲ ﻣﺜﻘﺎل اﻟﺬرة ﺗﻨﻴﻬﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷوﻟﻰ؛ ﻛﺄﻧﻪ ﻗﺎل :ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻗﻠﻴ ًﻼ أو ﻛﺜﻴﺮاً اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ٤٤٤
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ١٠٠ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ﺳﻮرة اﻟﻌﺎدﻳﺎت ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ١٤ اﻟﺴﻮرة اﻹﻟﻬﻲ ﺑﺎﻟﻌﺎدﻳﺎت اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﻵﻳﺎت ﺑﻴﺎن ﺻﻔﺎت اﻹﻧﺴﺎن ﰲ اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع اﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ، اﻟﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺤﻮد اﻹﻧﺴﺎن ﺗﺬﻛﻴﺮاً ﻟﻪ ﲟﺂﻟﻪ ،وﺑﻌﺜﺎً ﻟﻪ ﻟﻨﻌﻢ رﺑﻪ ،وﺣﺒﻪ ﻟﻠﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﺴﺎره اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺑُﺪﺋﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ ﺑﺨﻴﻞ اﻟﻐﺰاة إﻇﻬﺎراً ﻟﺸﺮﻓﻬﺎ وﻓﻀﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻛﻔﻮر ﻟﻨﻌﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺟﺤﻮد ﻵﻻﺋﻪ وﻓﻴﻮض ﻧﻌﻤﺎﺋﻪ ،وﻫﻮ ﻣﻌﻠﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﻜﻔﺮان واﳉﺤﻮد ،ﺑﻠﺴﺎن ﺣﺎﻟﻪ وﻣﻘﺎﻟﻪ، وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﺣﺒﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺎل ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺒﻴﺎن أن ﻣﺮﺟﻊ اﳋﻼﺋﻖ إﻟﻰ اﷲ ﻟﻠﺤﺴﺎب واﳉﺰاء ،وﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻣﺎل وﻻ ﺟﺎه ،وإﳕﺎ ﻳﻨﻔﻊ اﻹﳝﺎن واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ٤٤٥
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﳌﺎ ذﻛﺮ ﰲ ﻓﺎﲢﺔ اﻟﺴﻮرة اﻟﻌﺪو وﻣﺎ ﻳﺘﺂﺛﺮ ﻋﻨﻪ، ﳌﺎ ذﻛﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ اﳉﺰاء ذﻛﺮ ﻧﺘﻴﺠﺘﻪ وﻏﺎﻳﺘﻪ ،وﳌﺎ ﻛﺎن إﻗﺪام اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﳋﻴﺮ واﻟﺸﺮ ،ﲢﺪث ﰲ ﺳﻮرة اﻟﻌﺎدﻳﺎت ﻋﻦ اﻟﻈﻠﻢ ﻋﺠﺒﺎً ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﺟﺤﻮده ،وﻣﺤﺒﺘﻪ ﻟﻠﻤﺎل أﻋﺠﺐ ،وﳌﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ أن ﻳﻜﻔﺮ أﺣﺪ إﺣﺴﺎن اﳌﻨﻌﻢ ،ذﻛﺮ اﳊﺎﻣﻞ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻫﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻓﺎﳋﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗُ ِﻐﻴﺮ ﻓﺎﳌُﻮﻗﺪات ﺑﺤﻮاﻓﺮﻫﺎ ﻗﺴ ٌﻢ ﺑﺎﳋﻴﻞ ﺣﲔ ﻳﻈﻬﺮ وﺗُﺒﺎ ِﻏﺖ اﻟﻌﺪو ﺻﺒﺎﺣﺎً اﻟﻨﺎر ﻣﻦ ﺷﺪة ﻋﺪوﻫﺎ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﻋﺪوﻫﺎ ﻓﺘﻮ ﱠﺳﻄﻦ ﺑ ُﺮﻛﺒﺎﻧﻬ ﱠﻦ ﻏﺒﺎراً ﻓﻬ ﱠﻴﺠﻦ ﺟﻤﻮع اﻷﻋﺪاء ﳌﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺤﻮده ﳉﺤﻮد اﳌﺎل اُﺳﺘﺨﺮج ،وأُﺑ ِﺮز أُ ِﺛﻴﺮ ،وأُﺧ ِﺮج ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﻗﺎل اﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎض :اﻟﻜﻨﻮد :اﻟﺬي ﺗُﻨﺴﻴﻪ ﺳﻴﺌ ٌﺔ واﺣﺪة ﺣﺴﻨﺎ ٍت ﻛﺜﻴﺮ ًة ،وﻳﻌﺎﻣﻞ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ ﻋﻮض اﻟﺴﻌﺪي أي :ﻛﺜﻴﺮ اﳊﺐ ﻟﻠﻤﺎل ،وﺣﺒﻪ ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﺬي أوﺟﺐ ﻟﻪ ﺗﺮك اﳊﻘﻮق اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻗﺪم ﺷﻬﻮة ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ رﺑﻪ؛ ﻛﻞ ﻫﺬا ﻷﻧﻪ ﻗﺼﺮ ﻧﻈﺮه ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺪار ،وﻏﻔﻞ ﻋﻦ اﻵﺧﺮة اﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻵﻳﺘﲔ ﻟﺒﻌﻀﻬﻤﺎ أن ﺑﻌﺜﺮة ﻣﺎ ﰲ اﻟﻘﺒﻮر إﺧﺮاج ﻟﻸﺟﺴﺎد ﻣﻦ ﺑﻮاﻃﻦ اﻷرض ،وﲢﺼﻴﻞ ﻣﺎ ﰲ اﻟﺼﺪور إﺧﺮاج ﳌﺎ ﺗﻜﻨﻪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺒﻌﺜﺮة ﺑﻌﺜﺮة ﻣﺎ ﰲ اﻟﻘﺒﻮر ﻋﻤﺎ ﺗﻜﻨﻪ اﻷرض، وﻫﻨﺎ ﻋﻤﺎ ﻳﻜﻨﻪ اﻟﺼﺪر ،واﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻇﺎﻫﺮ ٤٤٦
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ١٠١ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي ﺳﻮرة اﻟﻘﺎرﻋﺔ ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﻠﻔﻆ وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٣٠ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ آﻳﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة ﻗﺮع اﻟﻘﻠﻮب اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع اﻵﻳﺎت ﻻﺳﺘﺤﻀﺎر ﻫﻮل ﻣﻦ أﻫﻮال اﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ وأﺣﻮال اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻪ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وأﻫﻮاﻟﻬﺎ ،واﻵﺧﺮة وﺷﺪاﺋﺪﻫﺎ ،وﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﺣﺪاث وأﻫﻮال ﻋﻈﺎم ،ﻛﺨﺮوج اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻮر ،واﻧﺘﺸﺎرﻫﻢ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺮﻫﻴﺐ ،ﻛﺎﻟﻔﺮاش اﳌﺘﻄﺎﻳﺮ ،اﳌﻨﺘﺸﺮ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ،ﻳﺠﻴﺌﻮن وﻳﺬﻫﺒﻮن ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻧﻈﺎم ،ﻣﻦ ﺷﺪة ﺣﻴﺮﺗﻬﻢ وﻓﺰﻋﻬﻢ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺼﻴﺐ ،وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﻧﺴﻒ اﳉﺒﺎل وﺗﻄﺎﻳﺮﻫﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺢ ﻛﺎﻟﺼﻮف اﳌﻨﺒﺚ اﳌﺘﻄﺎﻳﺮ ﰲ اﻟﻬﻮاء ،ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻠﺒﺔ راﺳﺨﺔ ﻓﻮق اﻷرض ،وﻗﺪ ﻗﺮﻧﺖ ﺑﲔ اﻟﻨﺎس واﳉﺒﺎل ،ﺗﻨﺒﻴﻬﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎرﻋﺔ ﰲ اﳉﺒﺎل ،ﺣﺘﻰ ﺻﺎرت ﻛﺎﻟﺼﻮف اﳌﻤﺰق اﳌﺘﻄﺎﻳﺮ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﺣﺎل اﻟﺒﺸﺮ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺼﻴﺐ؟ وﺧﺘﻤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺬﻛﺮ اﳌﻮازﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﻮزن ﺑﻬﺎ أﻋﻤﺎل اﻟﻨﺎس ،واﻧﻘﺴﺎم اﳋﻠﻖ إﻟﻰ ﺳﻌﺪاء وأﺷﻘﻴﺎء ،ﺑﺤﺴﺐ ﺛﻘﻞ اﳌﻮازﻳﻦ وﺧﻔﺘﻬﺎ ٤٤٧
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ اﻓﺘﺘﺤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وأﻫﻮاﻟﻬﺎ، ﳌﺎ ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻟﻌﺎدﻳﺎت ﺑﻮﺻﻒ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺬﻛﺮ اﳌﻮازﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﻮزن ﺑﻬﺎ أﻋﻤﺎل واﻟﺒﻌﺚ ﻓﻴﻪ ،اﻓﺘﺘﺤﺖ ﺳﻮرة اﻟﻘﺎرﻋﺔ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ اﻟﻌﺒﺎد ،واﻧﻘﺴﺎﻣﻬﻢ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم إﻟﻰ ﺳﻌﺪاء وأﺷﻘﻴﺎء ﻋﻦ أﻫﻮاﻟﻬﺎ اﳌﺨﻴﻔﺔ وﺻﻴﺤﺘﻬﺎ ،ﻓﻘﺎل: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻛﺎﻟﺼﻮف اﳌﺼﺒﻮغ اﳌﻨﺘﺸﺮ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮع ﺑﺄﻟﻮان ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﻘﻠﻮب ﺑﺄﻫﻮاﻟﻬﺎ ﻣﺄواه إﻟﻰ ﺟﻬﻨﻢ رﺟﺤﺖ ﻣﻮازﻳﻦ ﻳﻬﻮي ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ اﻟﺬي ُﻣ ﱢﺰق ،وﻧُ ِﻔﺶ، ﻓﺘﻔ ﱠﺮﻗﺖ أﺟﺰاؤه ﺣﺎ ﱠرة ﻗﺪ اﺷﺘ ﱠﺪ إﻳﻘﺎدﻫﺎ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﻟﺴﻌﺪي ﻣﻦ أﺳﻤﺎء ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﺮع اﻟﻨﺎس وﺗﺰﻋﺠﻬﻢ ﺑﺄﻫﻮاﻟﻬﺎ ،وﻟﻬﺬا ﻋﻈﻢ أﻣﺮﻫﺎ وﻓﺨﻤﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻓﺤﺼﻞ ﰲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ﺗﻬﻮﻳﻞ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻃﺮق :وﻫﻲ اﻻﺑﺘﺪاء ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻘﺎرﻋﺔ ،اﳌﺆذن ﺑﺄﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ،واﻻﺳﺘﻔﻬﺎم اﳌﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﺘﻬﻮﻳﻞ ،واﻹﻇﻬﺎر ﰲ ﻣﻘﺎم اﻹﺿﻤﺎر أول ﻣﺮة، واﻻﺳﺘﻔﻬﺎ ُم ﻋﻤﺎ ﻳﻨﺒﺊ ﺑﻜﻨﻪ اﻟﻘﺎرﻋﺔ ،وﺗﻮﺟﻴ ُﻪ اﳋﻄﺎب إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﲔ ،واﻹﻇﻬﺎر ﰲ ﻣﻘﺎم اﻹﺿﻤﺎر ﺛﺎﻧﻲ ﻣﺮة ،واﻟﺘﻮﻗﻴ ُﺖ ﺑﺰﻣﺎن ﻣﺠﻬﻮ ٍل ﺣﺼﻮﻟﻪ وﺗﻌﺮﻳﻒ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺄﺣﻮال ﻣﻬﻮﻟﺔ ٤٤٨
إﳕﺎ ﺿﻢ ﺑﲔ ﺣﺎل اﻟﻨﺎس ،وﺑﲔ ﺣﺎل اﳉﺒﺎل ،ﻛﺄﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧ ﱠﺒﻪ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎرﻋﺔ ﰲ اﳉﺒﺎل ﻫﻮ أﻧﻬﺎ ﺻﺎرت اﻟﺮازي ﻛﺎﻟﻌﻬﻦ اﳌﻨﻔﻮش ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﺣﺎل اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ؟! ﻓﺎﻟﻮﻳﻞ ﺛﻢ اﻟﻮﻳﻞ ﻻﺑﻦ آدم إن ﻟﻢ ﺗﺘﺪارﻛﻪ رﺣﻤﺔ رﺑﻪ ! اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﺛﻘﻞ اﳌﻮازﻳﻦ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﲟﺤﻞ اﻟﺮﺿﻰ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻜﺜﺮة ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ،ﻷن ﺛﻘﻞ اﳌﻴﺰان ﻳﺴﺘﻠﺰم ﺛﻘﻞ اﳌﻮزون وإﳕﺎ ﺗﻮزن اﻷﺷﻴﺎء اﳌﺮﻏﻮب ﰲ اﻗﺘﻨﺎﺋﻬﺎ ،وﻗﺪ ﺷﺎع ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب اﻟﻜﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﻀﻞ واﻟﺸﺮف وأﺻﺎﻟﺔ اﻟﺮأي ﺑﺎﻟﻮزن وﻧﺤﻮه اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ٤٤٩
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ ﺳﻮرة اﻟﺘﻜﺎﺛﺮ وﺟﻪ اﳌﺼﺤﻒ ١٠٢ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﻠﻔﻆ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺎت اﻟﻨﺰول ١٦ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻬﺬه اﳉﻤﻠﺔ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﳌﻘﺒﺮة وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻮرود ﻟﻔﻆ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺬﻛﻴﺮ اﳌﻨﺸﻐﻠﲔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﳌﻮت ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﻵﻳﺎت واﳊﺴﺎب اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻃﻮل اﻷﻣﻞ ﰲ اﳊﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ، واﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ﻣﻦ ﻧﺎر اﳉﺤﻴﻢ أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة اﻧﺸﻐﺎل اﻟﻨﺎس ﲟﻐﺮﻳﺎت اﳊﻴﺎة ،وﺗﻜﺎﻟﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻊ ﺣﻄﺎم اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻄﻊ اﳌﻮت ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺘﻌﺘﻬﻢ ،وﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﻓﺠﺄة وﺑﻐﺘﺔ ،ﻓﻴﻨﻘﻠﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻮر إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻮر ،وﻣﻦ اﻟﺴﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﻀﻴﻖ ،وﺗﻜﺮر ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺰﺟﺮ واﻹﻧﺬار ،ﺗﺨﻮﻳﻔﺎً ﻟﻠﻨﺎس ،وﺗﻨﺒﻴﻬﺎً ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺌﻬﻢ ،ﺑﺎﺷﺘﻐﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺒﻴﺎن اﳌﺨﺎﻃﺮ واﻷﻫﻮال اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﰲ اﻵﺧﺮة ،واﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺠﺎوزﻫﺎ وﻻ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ اﳌﺆﻣﻦ ،اﻟﺬي ﻗ ﱠﺪم ﺻﺎﻟﺢ اﻷﻋﻤﺎل ٤٥٠
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ اﻓﺘﺘﺤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻧﺸﻐﺎل اﻟﻨﺎس ﺳﻮرة اﻟﺘﻜﺎﺛﺮ واﻗﻌﺔ ﻛﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻟﺴﻮرة اﻟﻘﺎرﻋﺔ، ﲟﻐﺮﻳﺎت اﳊﻴﺎة ،وﺗﻜﺎﻟﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻊ ﺣﻄﺎم ﻛﺄﻧﻪ ﳌﺎ ﻗﺎل ﰲ ﺳﻮرة اﻟﻘﺎرﻋﺔ: اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻄﻊ اﳌﻮت ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺘﻌﻬﻢ ،وﺧﺘﻤﺖ ﻗﻴﻞِ :ﻟ َﻢ ذﻟﻚ؟ ﻓﻘﺎل :ﻷﻧﻜﻢ ﺑﺒﻴﺎن اﳌﺨﺎﻃﺮ واﻷﻫﻮال اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﰲ اﻵﺧﺮة اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ أﻫﻞ اﻹﳝﺎن ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ُد ِﻓﻨﺘﻢ ﰲ اﻟﻘﺒﻮر اﻟﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﻜﺜﺮة اﻷﻣﻮال ﺷﻐﻠﻜﻢ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ واﻷوﻻد واﳌﺘﺎع ﺣ ﱠﻖ اﻟﻌﻠﻢ ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﻨﻌﻢ ﻣﻦ اﻷﻣﻦ، واﻷﻫﻞ ،واﳌﻄﻌﻢ ،وﻧﺤﻮﻫﺎ ﻟﺘُﺒ ِﺼ ُﺮ ﱠن ﺟﻬﻨﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺑﻼ رﻳﺐ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ أﺧﻠﺼﺖ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة اﻟﻮﻋﺪ واﻟﻮﻋﻴﺪ واﻟﺘﻬﺪﻳﺪ وﻛﻔﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﳌﻦ ﻋﻘﻠﻬﺎ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﺟﻌﻞ اﻟﻐﺎﻳﺔ زﻳﺎرة اﳌﻘﺎﺑﺮ دون اﳌﻮت ،إﻳﺬاﻧﺎً ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺒﻘﲔ وﻻ ﻣﺴﺘﻘﺮﻳﻦ ﰲ اﻟﻘﺒﻮر ،وأﻧﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﲟﻨﺰﻟﺔ اﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ ،ﻳﺤﻀﺮوﻧﻬﺎ ﻣﺮة ﺛﻢ ﻳﻈﻌﻨﻮن ﻋﻨﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺬﻟﻚ زاﺋﺮﻳﻦ ﻟﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ،ودار اﻟﻘﺮار ﻫﻲ اﳉﻨﺔ أو اﻟﻨﺎر ﳌﺎ اﺷﺘﻐﻞ اﻟﻜﻔﺎر ﺑﺎﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﺑﻨﻌﻴﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻟﺬاﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ وﺷﻜﺮه ،ﺳﺄﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻌﻴﻢ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؛ ﻟﻴﺒ ﱢﲔ ﻟﻬﻢ اﻟﺮازي أ ﱠن ﻣﺎ ﻇﻨﻮه ﺳﺒﺒﺎً ﻟﺴﻌﺎدﺗﻬﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ أﺳﺒﺎب ﺷﻘﺎﺋﻬﻢ ﰲ اﻵﺧﺮة ٤٥١
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ١٠٣ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺎت ﺳﻮرة اﻟﻌﺼﺮ ﻹﻗﺴﺎم اﷲ ﺑﺎﻟﻌﺼﺮ وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ١٣ اﻟﺴﻮرة ﰲ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﻵﻳﺎت ﺑﻴﺎن ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺮﺑﺢ اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع واﳋﺴﺎرة ﰲ اﳊﻴﺎة، واﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﲔ اﻟﻜﺎﻓﺮ واﳌﺆﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻹﻧﺴﺎن أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﺟﺎءت ﺳﻮرة اﻟﻌﺼﺮ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻹﻳﺠﺎز واﻟﺒﻴﺎن ،ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺳﺒﺐ ﺳﻌﺎدة اﻹﻧﺴﺎن أو ﺷﻘﺎوﺗﻪ ،وﳒﺎﺣﻪ ﰲ ﻫﺬه اﳊﻴﺎة أو ﺧﺴﺮاﻧﻪ ودﻣﺎره ،ﺣﻴﺚ أﻗﺴﻢ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻌﺼﺮ وﻫﻮ اﻟﺰﻣﺎن اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﺮ اﻹﻧﺴﺎن ،وﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أﺻﻨﺎف اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ،واﻟﻌﺒﺮ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺣﻜﻤﺘﻪ ،ﻋﻠﻰ أن ﺟﻨﺲ اﻹﻧﺴﺎن ﰲ ﺧﺴﺎرة وﻧﻘﺼﺎن ،إﻻ ﻣﻦ اﺗﺼﻒ ﺑﺎﻷوﺻﺎف اﻷرﺑﻌﺔ ،وﻫﻲ :اﻹﳝﺎن ،واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ،واﻟﺘﻮاﺻﻲ ﺑﺎﳊﻖ ،واﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ،وﻫﻲ أﺳﺲ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ،وأﺳﺎس اﻟﺪﻳﻦ ،وﻟﻬﺬا ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ) :ﻟﻮ ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ إﻻ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﻟﻜﻔﺘﻬﻢ( ٤٥٢
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻠﻔﻆ: اﻓﺘﺘﺤﺖ ﺑﻠﻔﻆ: ﳌﺎ ذﻛﺮ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﺘﻜﺎﺛﺮ أن اﻻﺷﺘﻐﺎل ﺑﺄﻣﻮر اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﺘﻬﺎﻟﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺬﻣﻮم ،ﺑ ﱠﲔ ﰲ ﺳﻮرة ،وﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻟﻔﻈﻲ؛ اﻟﻌﺼﺮ ﺣﺎل اﳌﺆﻣﻦ واﻟﻜﺎﻓﺮ ،وأن ﺟﻨﺲ وﻫﻮ اﻟﺴﺠﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﰲ ﺧﺴﺮان إﻻ ﻣﻦ اﺗﺼﻒ ﺑﺼﻔﺎت أرﺑﻊ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺧﺴﺮان ،وﻫﻠﻜﺔ، ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻋﺔ ،وﻋﻦ اﳌﻌﺼﻴﺔ، ﻛﻞ ﺑﻨﻲ آدم واﻟﺪﻫﺮ وﻧﻘﺼﺎن وﻋﻠﻰ أﻗﺪار اﷲ اﳌﺆﳌﺔ ﺑﺎﳋﻴﺮ ﻛﻠﻪ :اﻋﺘﻘﺎدا ،وﻋﻤ ًﻼ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﺳﻮرة اﻟﻌﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﺼﺎرﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ أﺟﻤﻊ ﺳﻮر اﻟﻘﺮآن ﻟﻠﺨﻴﺮ ﺑﺤﺬاﻓﻴﺮه واﳊﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻛﺎﻓﻴﺎً ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮاه ﺷﺎﻓﻴﺎً ﻣﻦ ﻛﻞ داء ﻫﺎدﻳﺎً إﻟﻰ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ :ﻟﻮ ﻓﻜﺮ اﻟﻨﺎس ﻛﻠﻬﻢ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﻟﻜﻔﺘﻬﻢ .وﺑﻴﺎن ذﻟﻚ أن اﳌﺮاﺗﺐ أرﺑﻊ ،ﺑﺎﺳﺘﻜﻤﺎﻟﻬﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﻏﺎﻳﺔ ﻛﻤﺎﻟﻪ .إﺣﺪاﻫﺎ :ﻣﻌﺮﻓﺔ اﳊﻖ .اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻋﻤﻠﻪ ﺑﻪ. اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﺴﻨﻪ .اﻟﺮاﺑﻌﺔ :ﺻﺒﺮه ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻤﻪ واﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ وﺗﻌﻠﻴﻤﻪ .ﻓﺬﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﳌﺮاﺗﺐ اﻷرﺑﻊ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة اﻟﺴﻌﺪي ﻓﺒﺎﻷﻣﺮﻳﻦ اﻷوﻟﲔ ﻳﻜﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﻪ ،وﺑﺎﻷﻣﺮﻳﻦ اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﻳﻜﻤﻞ ﻏﻴﺮه ،وﺑﺘﻜﻤﻴﻞ اﻷﻣﻮر اﻷرﺑﻌﺔ ﻳﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﻗﺪ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﳋﺴﺎر ،وﻓﺎز ﺑﺎﻟﺮﺑﺢ اﻟﻌﻈﻴﻢ ٤٥٣
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ ﺳﻮرة اﻟﻬﻤﺰة ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ: وﺟﻪ اﳌﺼﺤﻒ ١٠٤ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺎت اﻟﻨﺰول ٣٢ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻬﺬه اﳉﻤﻠﺔ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﳊﻄﻤﺔ وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻮرود ﻟﻔﻆ ﻓﻴﻬﺎ وﻋﻴﺪ اﳌﺘﻌﺎﻟﲔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﻟﺴﺎﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﻵﻳﺎت وأﻫﻠﻪ اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ وﻋﻴﺪ اﻟ ﱠﻄﻌﺎن ﻳﻮم اﳊﺴﺎب أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﲢﺪﺛﺖ اﻟﺴﻮرة ﻋﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺒﻮن اﻟﻨﺎس ،وﻳﺄﻛﻠﻮن أﻋﺮاﺿﻬﻢ ،ﺑﺎﻟﻄﻌﻦ واﻻﻧﺘﻘﺎص ،واﻻزدراء ،وﺑﺎﻟﺴﺨﺮﻳﺔ واﻻﺳﺘﻬﺰاء اﻟﺬي ﻫﻮ ﻓﻌﻞ اﻟﺴﻔﻬﺎء ،وذﻣﺖ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮن ﺑﺠﻤﻊ اﻷﻣﻮال ،وﺗﻜﺪﻳﺲ اﻟﺜﺮوات ،ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻣﺨﻠﺪون ﰲ ﻫﺬه اﳊﻴﺎة ،ﻳﻈﻨﻮن ﻟﻔﺮط ﺟﻬﻠﻬﻢ ،وﻛﺜﺮة ﻏﻔﻠﺘﻬﻢ أن اﳌﺎل ﺳﻴﺨﻠﺪﻫﻢ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺬﻛﺮ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﻫﺆﻻء اﻟﺘﻌﺴﺎء اﻷﺷﻘﻴﺎء ،ﺣﻴﺚ ﻳﺪﺧﻠﻮن ﻧﺎراً ﻻ ﺗﺨﻤﺪ أﺑﺪاً ،ﲢﻄﻢ اﳌﺠﺮﻣﲔ وﻣﻦ ﻳُﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ؛ ﻷﻧﻬﺎ اﳊﻄﻤﺔ ﻧﺎر ﺳﻘﺮ! ٤٥٤
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ وﻫﻮ اﺳﻢ واد اﻓﺘﺘﺤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑــــ: ﳌﺎ ذﻛﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﻌﺼﺮ أن اﻹﻧﺴﺎن -ﺳﻮى ﻣﻦ اﺳﺘﺜﻨﻰ -ﰲ ﺧﺴﺮ، ﻣﻦ أودﻳﺔ اﻟﻨﺎر ،ﺧﺘﻤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑ ﱠﲔ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﻬﻤﺰة أﺣﻮال ﺑﺎﳊﻄﻤﺔ وﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﳋﺎﺳﺮﻳﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻃ ﱠﻌﺎن ﰲ اﻟﻨﺎس ﻣﻐﺘﺎب ﻟﻠﻨﺎس ﺷﺮ ،وﻫﻼك ﻳﻈﻦ أﺑﻘﺎه ﺧﺎﻟﺪاً ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﻄﺮﺣ ﱠﻦ وأﺣﺼﺎه ُﻣﻄﺒﻘ ٌﺔ اﻟﻨﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻬ ِﺸﻢ ﻟﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳُﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻨ ُﻔ ُﺬ ِﻟ ِﺸ ﱠﺪﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻳُﻌ ﱠﺬﺑﻮن ﰲ أﻋﻤﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر أﺟﺴﺎﻣﻬﻢ إﻟﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ اﳌﻘﺼﻮد اﻟﺬم ﻋﻠﻰ إﻣﺴﺎك اﳌﺎل ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻟﺸﺪة ﺣﺒﻪ ﻟﻠﻤﺎل ،ﺣﲔ ﻳﻈﻦ أن ﻻ ﺣﻴﺎة ﻟﻪ ﺑﻼ ﻣﺎل؛ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﺤﻔﻈﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺼﺎن ﻟﻴﺒﻘﻰ ﺣﻴﺎً ،وﻣﻦ ﻛﺎن اﻟﺮازي ﻛﺬﻟﻚ اﺳﺘﺤﻖ اﻟﻮﻋﻴﺪ ﺑﺎﻟﻮﻳﻞ ﰲ أول اﻟﺴﻮرة؛ ﻷﻧﻪ ﺑﻬﺬا ﻋﺒ ٌﺪ ﻟﻠﻤﺎل ﻋﻠﻰ اﳊﻘﻴﻘﺔ ،وﰲ اﳊﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ)) :ﺗَ ِﻌ َﺲ ﻋﺒ ُﺪ اﻟ ﱢﺪﻳﻨﺎر(( ٤٥٥
اﻷﺧﻼق اﻟﺴﻴﺌﺔ ﻫﻲ اﻟﺴﻤﻮم اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ،واﳌﻬﻠﻜﺎت اﻟﺪاﻣﻐﺔ، واﳌﺨﺎزي اﻟﻔﺎﺿﺤﺔ ،واﻟﺮذاﺋﻞ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ،واﳋﺒﺎﺋﺚ اﳌﺒﻌﺪة اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﻋﻦ ﺟﻮار رب اﻟﻌﺎﳌﲔ اﳌﻨﺨﺮﻃﺔ ﺑﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﰲ ﺳﻠﻚ اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، وﻫﻲ اﻷﺑﻮاب اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ إﻟﻰ ﮋ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮊ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ وﺧﺺ اﻷﻓﺌﺪة ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻐﺸﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﺑﺪاﻧﻬﻢ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺤﻞ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺰاﺋﻐﺔ ،أو ﻟﻜﻮن اﻷﻟﻢ إذا وﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎت ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ؛ أي :إﻧﻬﻢ ﰲ ﺣﺎل ﻣﻦ ﳝﻮت وﻫﻢ ﻻ ﳝﻮﺗﻮن اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ٤٥٦
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ ﺳﻮرة اﻟﻔﻴﻞ وﺟﻪ اﳌﺼﺤﻒ ١٠٥ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻮرود ﻗﺼﺔ اﻟﻔﻴﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺎت اﻟﻨﺰول ١٩ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻬﺬه اﳉﻤﻠﺔ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﻵﻳﺎت إﻇﻬﺎر ﻗﺪرة اﷲ ﻋﻠﻰ اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﻴﺘﻪ اﳊﺮام، ﻗﺼﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﻴﻞ ﺗﺬﻛﻴﺮاً واﻣﺘﻨﺎﻧﺎً اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة ﻗﺼﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﻴﻞ ،ﺣﲔ ﻗﺼﺪوا ﻫﺪم اﻟﻜﻌﺒﺔ اﳌﺸﺮﻓﺔ ،ﻓﺮد اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻴﺪﻫﻢ ﰲ ﻧﺤﻮرﻫﻢ ،وﺣﻤﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻄﻬﻢ وﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ ،وأرﺳﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ )أﺑﺮﻫﺔ اﻷﺷﺮم( وﺟﻨﻮده أﺿﻌﻒ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ،وﻫﻲ اﻟﻄﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﲢﻤﻞ ﰲ أرﺟﻠﻬﺎ وﻣﻨﺎﻗﻴﺮﻫﺎ ﺣﺠﺎرة ﺻﻐﻴﺮة ،وﻟﻜﻨﻬﺎ أﺷﺪ ﻓﺘﻜﺎً وﺗﺪﻣﻴﺮاً ﻣﻦ أي ﺳﻼح ﻗﺎﺗﻞ ،ﺣﺘﻰ أﻫﻠﻜﻬﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وأﺑﺎدﻫﻢ ﻋﻦ آﺧﺮﻫﻢ ،وﻛﺎن ذﻟﻚ اﳊﺪث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﻬﺎم ،ﰲ ﻋﺎم ﻣﻴﻼد ﺳﻴﺪ اﳌﺮﺳﻠﲔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﷺ ،وﻛﺎن ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻹرﻫﺎﺻﺎت اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪق ﻧﺒﻮﺗﻪ ﷺ ٤٥٧
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺳﻮرة اﻟﻬﻤﺰة ذﻛﺮ اﻏﺘﺮار ﻣﻦ ُﻓﱳ ﺧﺘﻤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺒﻴﺎن ﻋﺎﻗﺒﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﻴﻞ، ﲟﺎﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻇﻦ أﻧﻪ ﻳﺨﻠﺪه وﻣﺎ أﻋﻘﺒﻪ ذﻟﻚ ،ذﻛﺮت وﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ دﻣﺎر وﻫﻼك ،وﰲ ﻫﺬا ﺟﻮاب ﻟﺴﺆال اﻓﺘﺘﺤﺖ ﺑﻪ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﻔﻴﻞ ﺣﺎل أﺻﺤﺎب اﻟﻔﻴﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻏﺮﻫﻢ ﺗﻜﺎﺛﺮﻫﻢ وﺧﺪﻋﻬﻢ اﻣﺘﺪادﻫﻢ ﰲ اﻟﺒﻼد ﺣﺘﻰ ﻫﻤﻮا ﺑﻬﺪم ﺑﻴﺖ اﷲ اﳊﺮام ،ﻓﺘﻌﺠﻠﻮا اﻟﻨﻘﻤﺔ ،وﺟﻌﻞ اﷲ ﻛﻴﺪﻫﻢ ﰲ ﺗﻀﻠﻴﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ر ﱞد ﻋﻠﻰ اﳌﻠﺤﺪﻳﻦ؛ ﻛﻴﻒ؟ ﻷن اﳌﻠﺤﺪﻳﻦ ذﻛﺮوا ﰲ اﻟﺰﻻزل واﻟﺮﻳﺎح واﻟﺼﻮاﻋﻖ -وﺳﺎﺋﺮ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻋﺬب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ اﻷﱈ -أﻋﺬاراً ﺿﻌﻴﻔﺔ ،أﻣﺎ ﻫﺬه اﻟﻮاﻗﻌﺔ ،ﻓﻼ اﻟﺮازي ﲡﺮى ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻷﻋﺬار؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻄﺒﺎﺋﻊ واﳊﻴﻞ أن ﺗُ ْﻘ ِﺒ َﻞ ﻃﻴ ٌﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺠﺎرة ،ﻓﺘﻘﺼﺪ ﻗﻮﻣﺎً دون ﻗﻮم ﻓﺘﻘﺘﻠﻬﻢ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻟﻢ ﻳﺘﻜ ﱠﺮر ﰲ اﻟﻘﺮآن ذﻛﺮ إﻫﻼك أﺻﺤﺎب اﻟﻔﻴﻞ ﻛﺒﻘﻴﺔ اﻟﻘﺼﺺ ﻟﻮﺟﻬﲔ: -١أ ﱠن ﻫﻼك أﺻﺤﺎب اﻟﻔﻴﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻷﺟﻞ ﺗﻜﺬﻳﺐ رﺳﻮل ﻣﻦ اﷲ. -٢أن ﻻ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻏﺮوراً ﲟﻜﺎﻧﺔ ﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻛﻐﺮورﻫﻢ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ اﶈﻜﻲ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: . ٤٥٨
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ١٠٥ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺎت ﺳﻮرة ﻗﺮﻳﺶ ﻟﻮﻗﻮع اﺳﻢ وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ١٩ اﻟﺴﻮرة ﻗﺮﻳﺶ ﰲ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻬﺬه اﳉﻤﻠﺔ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﻻﻣﺘﻨﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﻮرة ﻟﻮرود ﻫﺬا اﻟﻠﻔﻆ ﰲ أوﻟﻬﺎ وﺟﻪ وﻣﺎ ﻳﻠﺰﻣﻬﻢ ﲡﺎه ذﻟﻚ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع اﻵﻳﺎت ﲢﺪﺛﺖ اﻟﺴﻮرة ﻋﻦ ﻧﻌﻢ اﷲ اﳉﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ أﻫﻞ ﻣﻜﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ رﺣﻠﺘﺎن :رﺣﻠﺔ ﰲ اﻟﺸﺘﺎء إﻟﻰ اﻟﻴﻤﻦ ،ورﺣﻠﺔ ﰲ ﻧﻌﻢ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ اﻟﺼﻴﻒ إﻟﻰ اﻟﺸﺎم ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺠﺎرة ،وﻗﺪ أﻛﺮم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ودﻋﻮﺗﻬﻢ ﻟﻌﺒﺎدﺗﻪ ﻗﺮﻳﺸﺎً ﺑﻨﻌﻤﺘﲔ ﻋﻈﻴﻤﺘﲔ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻫﻤﺎ :ﻧﻌﻤﺔ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ،وﻧﻌﻤﺔ اﻟﻐﻨﻰ واﻟﻴﺴﺎر ،ﻓﺄﻣﺮﺗﻬﻢ اﻟﺴﻮرة ﺑﻌﺒﺎدة اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺣﺪه دون ﻣﺎ ﺳﻮاه ﻣﻦ اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ٤٥٩
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ اﻓﺘﺘﺤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺒﻴﺎن ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ، ﳌﺎ ذﻛﺮ اﷲ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﻔﻴﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻫﻼك وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺒﻴﺎن ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ ﺑﺄن اﷲ ﺟﻌﻞ ﺑﻠﺪﻫﻢ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﻴﻞ ورد ﻛﻴﺪﻫﻢ ،ﻓﺎزدادت ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻜﺎﻧﺔ أﻫﻞ ﻣﻜﺔ -ﻗﺮﻳﺶ -وﺗﻌﻈﻴﻢ اﻟﻨﺎس ﻟﻬﻢ، آﻣﻨﺎً ﻟﻮﺟﻮد ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻴﻪ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣﺪ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺟﺎء ﰲ ﺳﻮرة ﻗﺮﻳﺶ اﻣﺘﻨﺎن اﷲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﻢ؛ ﻷﻧﻬﻢ أﻫﻞ اﳊﺮم ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ وﺗﺬﻛﻴﺮﻫﻢ ﺑﻨﻌﻤﻪ ﻟﻴﻮﺣﺪوه وﻳﺸﻜﺮوه ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﺸﺎم إﻟﻰ اﻟﻴﻤﻦ ﻟﺘﻌﺒﺪ ﻗﺮﻳﺶ رﺑﻬﺎ؛ ﻹﻧﻌﺎﻣﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻋﺘﻴﺎد اﻟﺮﺣﻠﺘﲔ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ اﳉﻮزي أﻟﻒ اﷲ ﻗﺮﻳﺸﺎً ﺑﻨﻌﻢ ﺷ ﱠﺘﻰ ،ﻓﺤﺒﺲ ﻋﻨﻬﻢ اﻟﻔﻴﻞ ،وﻋﻄﻒ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ،وﻓﺘﺢ ﻟﻬﻢ اﻟﺘﺠﺎرة ،وأﻃﻌﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻮع، وآﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻮف ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﺐ أﻛﺜﺮﻫﻢ أول اﻷﻣﺮ؛ ﻓﻼ ﻳﺘﻌﺠﺐ اﻟﺪاﻋﻴﺔ إذا أﻋﺮض اﻟﻨﺎس ﻋﻦ اﷲ ﻣﻊ ﻧﻌﻤﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﮋ ﭙ ﭚ ﭛ ﻟﻠﻠﻠﻠﻠﻠﻞ ﭜ ﮊ ،وﻟﻢ ﻳﻘﻞ :ﻓﻠﻴﻌﺒﺪوا اﷲ؛ ﳌﺎ ﻳﻮﻣﺊ إﻟﻴﻪ ﻟﻔﻆ :ﻣﻦ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ اﻹﻓﺮاد ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة دون اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر دون أن ﻳﻘﺎل) :رﺑﻬﻢ( ﺷﺮﻳﻚ .وأﺿﻴﻒ إﻟﻰ ﻟﻺﳝﺎء إﻟﻰ أن اﻟﺒﻴﺖ ﻫﻮ أﺻﻞ ﻧﻌﻤﺔ اﻹﻳﻼف ﺑﺄن أﻣﺮ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﺒﻨﺎء اﻟﺒﻴﺖ اﳊﺮام ،ﻓﻜﺎن ﺳﺒﺒﺎً ﻟﺮﻓﻌﺔ ﺷﺄﻧﻬﻢ ﺑﲔ اﻟﻌﺮب اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﰲ اﳉﻤﻊ ﺑﲔ إﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻮع وأﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻮف ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻈﻤﻰ؛ ﻷن اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﻳﻨﻌﻢ وﻻ ﻳﺴﻌﺪ إﻻ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻨﻌﻤﺘﲔ ﻫﺎﺗﲔ ﻣﻌﺎً؛ إذ ﻻ ﻋﻴﺶ ﻣﻊ اﳉﻮع ،وﻻ أﻣﻦ ﻣﻊ اﳋﻮف ،وﺗﻜﻤﻞ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﺑﺎﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻤﺎ ٤٦٠
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ ﺳﻮرة اﳌﺎﻋﻮن وﺟﻪ اﳌﺼﺤﻒ ١٠٧ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻮﻗﻮع ﻟﻔﻆ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﰲ ﺧﺎﲤﺘﻬﺎ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺎت اﻟﻨﺰول ١٧ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻬﺬه اﳉﻤﻠﺔ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﺪﻳﻦ ﰲ أوﻟﻬﺎ وﺟﻪ ﺑﻴﺎن أﺧﻼق اﳌﻜﺬﺑﲔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻮرود ﻟﻔﻆ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ واﻵﺧﺮة، ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﲢﺬﻳﺮاً ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ، وﺗﺸﻨﻴﻌﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻮرود ﻟﻔﻆ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﻴﺘﻴﻢ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﳌﻨﻜﺮ ﻟﻴﻮم ﺳﻮرة اﻟﺘﻜﺬﻳﺐ وﺟﻪ اﳊﺴﺎب واﳌﻨﺎﻓﻖ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻟﻮﻗﻮع ﻫﺬا اﻟﻠﻔﻆ ﻓﻴﻬﺎ ٤٦١
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﲢﺪﺛﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺈﻳﺠﺎز ﻋﻦ ﻓﺮﻳﻘﲔ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ،وﻫﻤﺎ: اﻷول :اﻟﻜﺎﻓﺮ اﳉﺎﺣﺪ ﻟﻨﻌﻢ رﺑﻪ ،اﳌﻜﺬب ﺑﻴﻮم اﳊﺴﺎب واﳉﺰاء. اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﳌﻨﺎﻓﻖ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻌﻤﻠﻪ وﺟﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﺑﻞ ﻳﺮاﺋﻲ ﰲ أﻋﻤﺎﻟﻪ وﺻﻼﺗﻪ. أﻣﺎ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻷول :ﻓﻘﺪ ذﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻬﻢ اﻟﺬﻣﻴﻤﺔ ،أﻧﻬﻢ ﻳُ ِﻬﻴﻨﻮن اﻟﻴﺘﻴﻢ وﻳﺰﺟﺮوﻧﻪ ،ﻏﻠﻈ ًﺔ ﻻ ﺗﺄدﻳﺒﺎً، وﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮن اﳋﻴﺮ ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﺑﺎﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺤﻖ اﳌﺴﻜﲔ واﻟﻔﻘﻴﺮ ،ﻓﻼ ﻫﻢ أﺣﺴﻨﻮا ﰲ ﻋﺒﺎدة رﺑﻬﻢ ،وﻻ أﺣﺴﻨﻮا إﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ. وأﻣﺎ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻓﻬﻢ اﳌﻨﺎﻓﻘﻮن ،اﻟﻐﺎﻓﻠﻮن ﻋﻦ ﺻﻼﺗﻬﻢ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆدوﻧﻬﺎ ﰲ أوﻗﺎﺗﻬﺎ ،واﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻬﺎ )ﺻﻮرة( ﻻ )ﻣﻌﻨﻰ( ﻳﺮاءون ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻢ اﻟﻨﺎس. وﻗﺪ ﺗﻮﻋﺪت اﻟﺴﻮرة اﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﺑﺎﻟﻮﻳﻞ واﻟﻬﻼك ،وﺷﻨﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻋﻈﻢ ﺗﺸﻨﻴﻊ ،ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﻐﺮاب واﻟﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺼﻨﻴﻊ! ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ اﻓﺘﺘﺤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺬم اﻟﻜﺎﻓﺮ وذﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﳌﺎ ذﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﰲ ﺳﻮرة ﻗﺮﻳﺶ أوﺻﺎﻓﻪ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺬم اﳌﻨﺎﻓﻖ ، وذﻛﺮ ﺑﻌﺾ أوﺻﺎﻓﻪ ذﻛﺮ ﰲ ﺳﻮرة اﳌﺎﻋﻮن ذم ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺤ ﱠﺾ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎم اﳌﺴﻜﲔ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ وﻻ ﻳﺤﺚ اﻟﻨﺎس ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻴﺘﻴﻢ ﺑﻌﻨﻒ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ،واﳉﺰاء ﻳُﻈﺎ ِﻫﺮون ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻢ؛ ﻋﻦ ﺣﻘﻪ ﻓﻌﺬاب ﺷﺪﻳﺪ ﻣﺮاءاة ﻟﻠﻨﺎس ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﲔ ﺑﻬﺎ؛ ﻳﺆﺧﺮوﻧﻬﺎ ﻋﻦ وﻗﺘﻬﺎ ،وﻻ ﻳﻘﻴﻤﻮﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻬﺎ ﳝﻨﻌﻮن إﻋﺎرة ﻣﺎ ﻻ ﺗﻀﺮ إﻋﺎرﺗﻪ ﻣﻦ اﻵﻧﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ؛ ﻟﺒُﺨﻠﻬﻢ ٤٦٢
ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻫﺬا إﻳﺬا ٌن ﺑﺄ ﱠن اﻹﳝﺎن ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ واﳉﺰاء ﻫﻮ اﻟﻮازع اﳊﻖ اﻟﺬي ﻳﻐﺮس ﰲ اﻟﻨﻔﺲ ﺟﺬور اﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﳊﺔ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻴﺮ ذﻟﻚ ﻟﻬﺎ ﺧﻠﻘﺎً إذا ﺷﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺰﻛﺖ واﻧﺴﺎﻗﺖ إﻟﻰ اﳋﻴﺮ ﺑﺪون ﻛﻠﻔﺔ، وﻻ اﺣﺘﻴﺎج إﻟﻰ آﻣﺮ ،وﻻ إﻟﻰ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﳑﻦ ﻳﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﺣﺘﻰ إذا اﺧﺘﻠﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،وأﻣﻦ اﻟﺮﻗﺒﺎء ،ﺟﺎء ﺑﺎﻟﻔﺤﺸﺎء واﻷﻋﻤﺎل اﻟﻨﻜﺮاء اﺑﻦ ﺟﺰي اﻧﻈﺮ اﻟﺬي ﻛﺬب ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﲡﺪ ﻓﻴﻪ ﻫﺬه اﻷﺧﻼق اﻟﻘﺒﻴﺤﺔ واﻷﻋﻤﺎل اﻟﺴﻴﺌﺔ ،وإﳕﺎ ذﻟﻚ ﻷن اﻟﺪﻳﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ اﳊﺴﻨﺎت وﺗﺮك اﻟﺴﻴﺌﺎت ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻋﻠﻢ أرﺷﺪك اﷲ ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ أن ﻣﻘﺼﻮد اﻟﺼﻼة وروﺣﻬﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب وﻟﺒﻬﺎ ﻫﻮ إﻗﺒﺎل اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺈذا ﺻﻠﻴﺖ ﺑﻼ ﻗﻠﺐ ﻓﻬﻲ ﻛﺎﳉﺴﺪ اﻟﺬي ﻻ روح ﻓﻴﻪ ،وﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ٤٦٣
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ١٠٨ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي ﺳﻮرة اﻟﻜﻮﺛﺮ ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻜﻮﺛﺮ وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ١٥ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ آﻳﺎت ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻨﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﺮ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: وﺟﻪ وﻗﻄﻊ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺒﻐﻀﲔ ﻟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة ﻓﻀﻞ اﷲ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ اﻟﻜﺮﱘ ﷺ ،ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻪ اﳋﻴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ،واﻟﻨﻌﻢ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ،وﻣﻨﻬﺎ :ﻧﻬﺮ ﻓﻀﻞ اﷲ اﻟﻜﻮﺛﺮ ،وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﳋﻴﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﻌﻤﻴﻢ ،وﻗﺪ دﻋﺖ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻪ ﷺ ﷺ إﻟﻰ إداﻣﺔ اﻟﺼﻼة ،وﻧﺤﺮ اﻟﻬﺪي ﺷﻜﺮاً ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺒﺸﺎرة اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺑﺨﺰي أﻋﺪاﺋﻪ ،ووﺻﻔﺖ ﻣﺒﻐﻀﻴﻪ ﺑﺎﻟﺬﻟﺔ واﳊﻘﺎرة ،واﻻﻧﻘﻄﺎع ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ذﻛﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﻣﺮﻓﻮع ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺎﺋﺮ واﳌﻨﺎﺑﺮ ،واﺳﻤﻪ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻟﺴﺎن ،ﺧﺎﻟ ٌﺪ إﻟﻰ آﺧﺮ اﻟﺪﻫﺮ واﻟﺰﻣﺎن ٤٦٤
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ وﺻﻒ اﷲ ﰲ ﺳﻮرة اﳌﺎﻋﻮن اﳌﻨﺎﻓﻖ ﺑﺄرﺑﻊ ﺻﻔﺎت :وﻫﻲ اﻟﺒﺨﻞ ،وﺗﺮك اﻟﺼﻼة ،واﻟﺮﻳﺎء ،وﻣﻨﻊ وﻫﻮ اﳋﻴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ، اﻓﺘﺘﺤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑــــ: اﻟﺰﻛﺎة ،ذﻛﺮ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﻜﻮﺛﺮ أرﺑﻊ ﺻﻔﺎت ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ وﻫﻮ اﳌﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ وﺧﺘﻤﺖ ﺑــــ: ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺒﺨﻞ ﻟﻠﺼﻔﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﻘﻮﻟﻪ: ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﺘﺮك اﻟﺼﻼة ،وﻗﻮﻟﻪ: وﻗﻮﻟﻪ: ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﳌﻨﻊ اﻟﺰﻛﺎة ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺮﻳﺎء ،وﻗﻮﻟﻪ: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﺒﻐﻀﻚ اذﺑﺢ ذﺑﻴﺤﺘﻚ ﷲ وﺣﺪه اﳋﻴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ،وﻣﻨﻪ ﻧﻬﺮ اﻟﻜﻮﺛﺮ ﰲ اﳉﻨﺔ اﳌﻨﻘﻄﻊ أﺛﺮه ،اﳌﻘﻄﻮع ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ دﻟﺖ اﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ أﻋﻄﺎه اﳋﻴﺮ ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻣ ًﻼ ﻣﻮﻓﺮاً وإن ﻧﺎل ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ أﻣﺘﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻛﺎن ذﻟﻚ اﻟﺬي ﻧﺎﻟﻪ ﺑﺒﺮﻛﺔ اﺗﺒﺎﻋﻪ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ واﻻﻗﺘﺪاء ﺑﻪ اﻟﺴﻌﺪي إﳕﺎ َﺧﺺ ﻫﺎﺗﲔ اﻟﻌﺒﺎدﺗﲔ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ؛ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻣﻦ أﻓﻀﻞ اﻟﻌﺒﺎدات وأﺟﻞ اﻟﻘﺮﺑﺎت ،وﻷن اﻟﺼﻼة ﺗﺘﻀﻤﻦ اﳋﻀﻮع ﰲ اﻟﻘﻠﺐ واﳉﻮارح ﷲ ،وﺗﻨﻘﻠﻬﺎ ﰲ أﻧﻮاع اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ،وﰲ اﻟﻨﺤﺮ ﺗﻘﺮب إﻟﻰ اﷲ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺤﺎﺋﺮ ،وإﺧﺮاج اﳌﺎل اﻟﺬي ﺟﺒﻠﺖ اﻟﻨﻔﻮس ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒﺘﻪ واﻟﺸﺢ ﺑﻪ وﺻﻔﻪ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺷﺎﺋﻨﺎً ،ﻛﺄﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮل :ﻫﺬا اﻟﺬي ﻳﺒﻐﻀﻚ ﻻ ﻳﻘﺪر ﻋﻠﻰ ﺷﻲء آﺧﺮ ﺳﻮى أﻧﻪ ﻳﺒﻐﻀﻚ ،واﳌﺒﻐﺾ إذا ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻹﻳﺬاء ،ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﺤﺘﺮق ﻗﻠﺒﻪ ﻏﻴﻈﺎً وﺣﺴﺪاً؛ ﻓﺘﺼﻴﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺮازي اﻟﻌﺪاوة ﻣﻦ أﻋﻈﻢ أﺳﺒﺎب ﺣﺼﻮل اﶈﻨﺔ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻌﺪو اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ وﻛﻞ ﺟﺮم اﺳﺘﺤﻖ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﷲ إذا أﻇﻬﺮ ذﻟﻚ اﳉﺮم ﻋﻨﺪﻧﺎ وﺟﺐ أن ﻧﻌﺎﻗﺒﻪ ،وﻧﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺪ اﷲ ،ﻓﻴﺠﺐ أن ﻧﺒﺘﺮ ﻣﻦ أﻇﻬﺮ ﺷﻨﺂﻧﻪ ،وأﺑﺪى ﻋﺪاوﺗﻪ ٤٦٥
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ ﺳﻮرة اﻟﻜﺎﻓﺮون وﺟﻪ اﳌﺼﺤﻒ ١٠٩ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻮﻗﻮع ﻟﻔﻆ اﻟﻜﺎﻓﺮون ﰲ ﻓﺎﲢﺘﻬﺎ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺎت اﻟﻨﺰول ١٨ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﳌﻘﺸﻘﺸﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﺸﻘﺶ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﺎق وﺟﻪ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺸﺮك أي :ﺗﺒﺮﺋﺎن ﻣﻨﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ واﻟﺒﺮاءة ﻣﻦ اﻟﺸﺮك، ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻤﺎﻳﺰ اﻟﺘﺎم ﺑﲔ اﻹﺳﻼم واﻟﺸﺮك ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة ﻷﻧﻬﺎ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ أﻣﺮ اﷲ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﻌﺒﺎدة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﷺ ﺑﺄن ﻳﻌﻠﻦ ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﲔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺪون ﻣﻦ اﻷﺻﻨﺎم واﻷوﺛﺎن اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت وﺟﻮب اﻟﺒﺮاءة ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: وﺟﻪ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ودﻳﻨﻬﻢ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ٤٦٦
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﻜﺎﻓﺮون ﻫﻲ ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،واﻟﺒﺮاءة ﻣﻦ اﻟﺸﺮك وأﻫﻞ اﻟﻀﻼل ،ﻓﻘﺪ دﻋﺎ اﳌﺸﺮﻛﻮن رﺳﻮل اﷲ ﷺ إﻟﻰ اﳌﻬﺎدﻧﺔ ،وﻃﻠﺒﻮا ﻣﻨﻪ أن ﻳﻌﺒﺪ آﻟﻬﺘﻬﻢ ﺳﻨﺔ ،وﻳﻌﺒﺪوا إﻟﻬﻪ ﺳﻨﺔ ،ﻓﻨﺰﻟﺖ اﻟﺴﻮرة ﺗﻘﻄﻊ أﻃﻤﺎع اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ، وﺗﻔﺼﻞ اﻟﻨﺰاع ﺑﲔ اﻟﻔﺮﻳﻘﲔ :أﻫﻞ اﻹﳝﺎن ،وﻋﺒﺪة اﻷوﺛﺎن ،وﺗﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﰲ اﳊﺎل واﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ اﻓﺘﺘﺤﺖ اﻟﺴﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ وﻫﻮ اﻟﻨﺪاء ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ واﻟﺘﻜﺮﻳﺮ ،وﺧﺘﻤﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻄﻒ ﳌﺎ ذﻛﺮت ﺳﻮرة اﻟﻜﻮﺛﺮ أن ﻫﻨﺎك ﺷﺎﻧﺌﲔ وﻣﺒﻐﻀﲔ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﷺ وﻫﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮون ،ﺟﺎءت ﺳﻮرة واﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ، : اﻟﻜﺎﻓﺮون ﻟﺘﺄﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ ﷺ أن ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻦ وﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮل :إﻧﻲ ﺑﺎﻟﻐﺖ ﰲ ﲢﺬﻳﺮﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻣﻔﺎﺻﻠﺘﻪ ﰲ ﻋﺒﺎدﺗﻪ ودﻳﻨﻪ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ اﻷﻣﺮ اﻟﻘﺒﻴﺢ وﻣﺎ ﻗﺼﺮت ﻓﻴﻪ ،ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻠﻮا ﻗﻮﻟﻲ ،ﻓﺎﺗﺮﻛﻮﻧﻲ ﺳﻮاء ﺑﺴﻮاء اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻟﻲ إﺧﻼﺻﻲ ،وﺗﻮﺣﻴﺪي ﻟﻜﻢ ﺷﺮﻛﻜﻢ ،وﻛﻔﺮﻛﻢ ﻻ أﻋﺒﺪ ﻣﺴﺘﻘﺒ ًﻼ ﻣﺎ ﻋﺒﺪﰎ اﻟﺬي ﻻ أﺑﻐﻲ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ٤٦٧
ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻛﺎن ﻧﺒ ﱡﻴﻨﺎ ﷺ ﻳﻘﺮن ﺑﲔ ﺳﻮرة اﻟﻜﺎﻓﺮون واﻹﺧﻼص ﰲ ﻣﻮاﺿﻊ ،ﻓﻔﻲ ﺳﻮرة اﻹﺧﻼص :اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﻘﻮﻟﻲ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،وﰲ ﺳﻮرة اﻟﻜﺎﻓﺮون :اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﻘﺼﺪي اﻟﻌﻤﻠﻲ، : وﺑﻬﺬا ﻳﺘﻤ ﱠﻴﺰ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ اﷲ ﳑﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﻏﻴﺮه ،وإن ﻛﺎن ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﻘ ﱡﺮ ﺑﺄن اﷲ ر ﱡب ﻛﻞ ﺷﻲء اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﮋ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﮊ ﰲ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﻫﺬه ،ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻓﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﻮة اﻟﻌﺒﺎرة واﻟﺜﻘﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﻄﻊ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻬﻢ ﺑﺄن ﻳﺘﻨﺎزل ﻋﻨﺪ دﻳﻨﻪ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﻬﺞ إﺻﻼﺣﻲ؛ وﻫﻮ ﻋﺪم َﻗﺒﻮل وﻻ ﺻﻼﺣﻴﺔ أﻧﺼﺎف اﳊﻠﻮل؛ ﻷ ﱠن ﻣﺎ َﻋ َﺮ ُﺿﻮهُ ﻋﻠﻴﻪ ﷺ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﻌﺒﺎدة ﻳﻌﺘﺒﺮ ﰲ ﻣﻘﻴﺎس اﳌﻨﻄﻖ ﺣ ًﻼ وﺳﻄﺎً؛ ﻻﺣﺘﻤﺎل إﺻﺎﺑﺔ ا ْﳊﻖ ﰲ أﺣﺪ اﳉﺎﻧﺒﲔ ،ﻓﺠﺎء اﻟ ﱠﺮد ﺣﺎﺳﻤﺎً وزاﺟﺮاً وﺑﺸﺪة؛ ﻷ ﱠن ﻓﻴﻪ -أي :ﻓﻴﻤﺎ َﻋ َﺮ ُﺿﻮهُ -ﻣﺴﺎواة ﻟﻠﺒﺎﻃﻞ ﺑﺎﳊﻖ ،وﻓﻴﻪ ﺗﻌﻠﻴﻖ اﳌﺸﻜﻠﺔ ،وﻓﻴﻪ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﺒﺎﻃﻞ إن ﻫﻮ واﻓﻘﻬﻢ وﻟﻮ ﳊﻈﺔ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ٤٦٨
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺳﻮرة اﻟﻨﺼﺮ ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ذﻛﺮ اﻟﻨﺼﺮ وﺟﻪ اﳌﺼﺤﻒ ١١٠ وﻫﻮ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺎت اﻟﻨﺰول ١١٤ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﺘﻮدﻳﻊ ﳌﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺎن ﻧﻌﻲ وﺟﻪ اﳌﺼﻄﻔﻰ ﷺ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺑﻴﺎن ﻋﺎﻗﺒﺔ اﻹﺳﻼم ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ واﻟﻔﺘﺢ ،وﻣﺎ ﻳُ ْﺸﺮع ﻋﻨﺪ ﺣﺼﻮل ذﻟﻚ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﻟﻮﻗﻮع ﻟﻔﻆ )اﻟﻔﺘﺢ( ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﻔﺘﺢ ﻟﻘﺮب أﺟﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع اﻵﻳﺎت ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة اﻟﻔﺘﺢ اﻷﻛﺒﺮ )ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ( اﻟﺬي ﻋ ﱠﺰ ﺑﻪ اﳌﺴﻠﻤﻮن، واﻧﺘﺸﺮ اﻹﺳﻼم ﰲ اﳉﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﺗﻘﻠﻤﺖ أﻇﺎﻓﺮ اﻟﺸﺮك ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ وواﺟﺐ واﻟﻀﻼل ،وﺑﻬﺬا اﻟﻔﺘﺢ اﳌﺒﲔ ،دﺧﻞ اﻟﻨﺎس ﰲ دﻳﻦ اﷲ أﻓﻮاج، اﻟﺮﺳﻮل ﷺ وارﺗﻔﻌﺖ راﻳﺔ اﻹﺳﻼم ،واﺿﻤﺤﻠﺖ ﻣﻠﺔ اﻷﺻﻨﺎم ،وﻛﺎن اﻹﺧﺒﺎر ﺑﻔﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻗﺒﻞ وﻗﻮﻋﻪ ،ﻣﻦ أﻇﻬﺮ اﻟﺪﻻﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪق ﻧﺒﻮﺗﻪ ﷺ، واﻗﺘﺮاب أﺟﻠﻪ وﻃﻠﺒﺖ ﰲ اﳋﺘﺎم ﻣﻦ رﺳﻮل اﻷﻧﺎم ﷺ ﺑﺄن ﻳﺨﺘﻢ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﺮ اﳌﺒﺎرك ﺑﺎﻟﺘﺴﺒﻴﺢ واﳊﻤﺪ واﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ٤٦٩
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ اﻓﺘﺘﺤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﺼﺮ ﳌﺎ أﻣﺮ اﷲ رﺳﻮﻟﻪ ﷺ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﻜﺎﻓﺮون واﻟﻔﺘﺢ ﺑﺎﻹﺳﻼم ﺑﺄن ﻳﺴﺒﺢ وﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﺷﻜﺮاً ﲟﻔﺎﺻﻠﺔ اﻟﻜﻔﺎر ،واﻟﺘﺒﺮئ ﻣﻨﻬﻢ وﻣﻦ دﻳﻨﻬﻢ، واﻋﺘﺮاﻓﺎً ﺑﺎﻟﻘﺼﻮر ،وﻫﻀﻤﺎً ﻟﻠﻨﻔﺲ وﺑﻪ ﺧﺘﻤﺖ ﺟﺰاه اﷲ ﺑﺬﻟﻚ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﻔﺘﺢ واﻟﻨﺼﺮ ،وﺗﻜﺜﻴﺮ اﻷﺗﺒﺎع ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻧﺰه رﺑﻚ ﺗﻨﺰﻳﻬﺎً ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﺗﻠﻮ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ،وﻛﺎن ذﻟﻚ ﰲ ﻣﺼﺤﻮﺑﺎً ﺑﺤﻤﺪه ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻟﻌﺎم اﻟﺜﺎﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮي ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻐﻔﺮ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ، وﻳﻘﺒﻞ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﳑﻦ ﺗﺎب ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ َﻓ ﱠﺴﺮ ﺑﻌ ُﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺟﻠﺴﺎء ﻋﻤﺮ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻗﺪ أﻣﺮﻧﺎ إذا ﻓﺘﺢ اﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﳌﺪاﺋﻦ واﳊﺼﻮن أن ﻧﺤﻤﺪ اﷲ وﻧﺸﻜﺮه وﻧﺴ ﱢﺒﺤﻪ -ﻳﻌﻨﻲ :ﻧﺼﻠﱢﻲ وﻧﺴﺘﻐﻔﺮه ،-وﻫﻮ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻠﻴﺢ ﺻﺤﻴﺢ ،وﺛﺒﺖ ﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻳﻮم ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ وﻗﺖ اﻟﻀﺤﻰ ﺛﻤﺎﻧﻲ رﻛﻌﺎت اﻟﺴﻌﺪي اﻷﻣﻮر اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺗﺨﺘﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻔﺎر؛ ﻛﺎﻟﺼﻼة واﳊﺞ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ،ﻓ َﺄ ْﻣ ُﺮ اﷲ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﷺ ﺑﺎﳊﻤﺪ واﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﰲ ﻫﺬه اﳊﺎل إﺷﺎرة إﻟﻰ أن أﺟﻠﻪ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻰ ،ﻓﻠﻴﺴﺘﻌﺪ وﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﻘﺎء رﺑﻪ، وﻳﺨﺘﻢ ﻋﻤﺮه ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺪه ﺻﻠﻮات اﷲ وﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ٤٧٠
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ ﺳﻮرة اﳌﺴﺪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﰲ ﺧﺎﲤﺘﻬﺎ: وﺟﻪ اﳌﺼﺤﻒ ١١١ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺎت اﻟﻨﺰول ٦ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﻠﻔﻆ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة أﺑﻲ اﻟﻠﻬﺐ ﻟﻮﻗﻮع ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﰲ أوﻟﻬﺎ وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﺪم ﻣﻨﻔﻌﺔ اﻟﻨﺴﺐ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ واﳉﺎه ﻣﻊ اﻟﻜﻔﺮ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: وﺟﻪ ﺳﻮرة ﺑﺎﷲ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع اﻵﻳﺎت ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة ﻫﻼك ﻓﺮﻋﻮن ﻫﺬه اﻷﻣﺔ )أﺑﻲ ﻟﻬﺐ( ﻋﺪو اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﷺ ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻌﺪاوة ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﷺ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺮﻳﻊ ﻷﺑﻲ ﻟﻬﺐ ﻛﺎن ﻳﺘﺮك ﺷﻐﻠﻪ وﻳﺘﺒﻊ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ،ﻟﻴﻔﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ دﻋﻮﺗﻪ ،وﻳﺼﺪ وزوﺟﺘﻪ اﻟﻨﺎس ﻋﻦ اﻹﳝﺎن ﺑﻪ واﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ،وﺗﻮﻋﺪﺗﻪ اﻟﺴﻮرة ﰲ وﻣﺼﻴﺮﻫﻤﺎ اﻵﺧﺮة ،ﺑﻨﺎر ﻣﻮﻗﺪة ﻳﺼﻼﻫﺎ وﻳُﺸﻮى ﺑﻬﺎ ،وﻗﺮﻧﺖ زوﺟﺘﻪ ﺑﻪ ﰲ ذﻟﻚ ،واﺧﺘﺼﺘﻬﺎ ﺑﻠﻮن ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ﺷﺪﻳﺪ ،ﻫﻮ ﺣﺒﻞ ﻣﻦ ﻟﻴﻒ ﲡﺬب ﺑﻪ ﰲ اﻟﻨﺎر زﻳﺎدة ﰲ اﻟﺘﻨﻜﻴﻞ واﻟﺪﻣﺎر ٤٧١
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ اﻓﺘﺘﺤﺖ ﺑﺎﻟﻮﻋﻴﺪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻷﺑﻲ ﻟﻬﺐ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺟﺎءت ﺳﻮرة اﻟﻨﺼﺮ ﺗﺒﺸﺮ رﺳﻮل اﷲ ﷺ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﻮﻋﻴﺪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﺰوﺟﺘﻪ أم ﺟﻤﻴﻞ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﺟﺎءت ﺳﻮرة اﳌﺴﺪ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻣﺂل اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ وﺧﺴﺮاﻧﻬﻢ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﰲ أذﻳﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﰲ اﻵﺧﺮة ،وﻣﻨﻬﻢ أﺑﻮ ﻟﻬﺐ وزوﺟﺘﻪ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﺎ دﻓﻊ ﻋﻨﻪ اﳋﺴﺎر ﺣﺼﻞ ﻟﻪ اﳋﺴﺎر واﻟﻬﻼك، ﺧﺴﺮت ،وﻫﻠﻜﺖ ،وﻫﺬا وﻫﺬا ﺧﺒﺮ ﻋﻨﻪ دﻋﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺎراً ﻣﺘﺄﺟﺠ ًﺔ ،ﻣ ﱠﺘﻘﺪ ًة ﻣﻦ ﻟﻴﻒ ﺷﺪﻳﺪ ﺧﺸﻦ ﺳﻴﺪﺧﻞ ﻧﺎراً ﻳﻘﺎﺳﻲ وﻫﻮ وﻟﺪه ﺣﺮﻫﺎ ﺗُﺮﻓﻊ ﺑﻪ ﰲ اﻟﻨﺎر ،ﺛﻢ ﺗُﺮﻣﻰ ﲢﻤﻞ اﻟﺸﻮك ،ﻓﺘﻄﺮﺣﻪ ﰲ ُﻋﻨُ ِﻘﻬﺎ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ؛ ﻟﺘﺆذﻳﻪ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﻋﺮف ﺑﻬﺬا أن اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ اﻟﺼﺎﳊﲔ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ إﻻ إن وﻗﻊ اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﻬﻢ ﰲ أﻓﻌﺎﻟﻬﻢ؛ ﻷﻧﻪ ﻋﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒ ﱠﻮة ،ﻓﺈﻧﻪ ﻧﺰل ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﮕ ﮖ ﮗ ،ﻓﺄﺧﺒﺮ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺸﻘﺎء وﻋﺪم اﻹﳝﺎن ،ﻻ ﻇﺎﻫﺮاً وﻻ ﺑﺎﻃﻨﺎً ،وﻻ ﺳﺮاً وﻻ ﻋﻠﻨﺎً ،ﻓﻜﺎن ﻫﺬا ﻣﻦ أﻗﻮى اﻷدﻟﺔ اﻟﺒﺎﻫﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒ ﱠﻮة اﻟﻈﺎﻫﺮة اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺮة ﻟﻜﻞ ﻣﺘﻌﺎوﻧﲔ ﻋﻠﻰ اﻹﺛﻢ ،أو ﻋﻠﻰ إﺛﻢ ﱠﻣﺎ، أو ﻋﺪوان ﱠﻣﺎ ٤٧٢
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻹﺧﻼص وﺟﻪ ﻻﺷﺘﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ وإﺧﻼص اﻟﻌﺒﺎدة ﻟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ١١٢ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺎت ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﻨﺰول ٢٢ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﺳﻮرة اﻷﺳﺎس ﻻﺷﺘﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ أﺻﻮل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة وﺟﻪ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،وﻻﺷﺘﻤﺎﻟﻬﺎ ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ إﺛﺒﺎت ﺗﻔﺮد اﷲ ﻋﻠﻰ إﺛﺒﺎت أﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ واﺣﺪ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎل واﻷﻟﻮﻫﻴﺔ وﺗﻨ ﱡﺰﻫﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺺ ﺳﻮرة اﻟﺼﻤﺪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع اﻵﻳﺎت اﺷﺘﻤﻠﺖ اﻟﺴﻮرة ﻋﻠﻰ إﺛﺒﺎت وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وأﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺼﺪ ﰲ اﳊﻮاﺋﺞ ﻏﻴﺮه ،ﻓﻬﻮ اﳉﺎﻣﻊ ﻟﺼﻔﺎت اﻟﻜﻤﺎل ،واﳌﻘﺼﻮد ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﺪوام ،اﳌﺘﻨﺰه ﻋﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻨﻘﺺ ،وﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة إﺑﻄﺎل أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻜﻮن ﻟﻪ اﺑﻦ ،وإﺑﻄﺎل أن ﻳﻜﻮن اﳌﻮﻟﻮد إﻟﻬﺎً ﻣﺜﻞ ﻋﻴﺴﻰ ،وﰲ ﻫﺬا رد ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﺎرى اﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ،وﻋﻠﻰ اﳌﺸﺮﻛﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺒﺪوا ﻣﻊ اﷲ آﻟﻬﺔ أﺧﺮى ٤٧٣
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺧﺘﻤﺖ آﻳﺔ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ وﺧﺎﲤﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻠﻔﻆ: ﺑﻌﺪ أن ﺗﻮﻋﺪ اﷲ أﺑﺎ ﻟﻬﺐ ﻋﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﰲ ﺳﻮرة اﳌﺴﺪ ،ﺟﺎءت ﺳﻮرة اﻹﺧﻼص أن وﻻء اﻟﺮﺳﻮلﷺ ﷲ وﺣﺪه ،ﻓﻜﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻫﺬا اﻟﻮﻻء ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻜﺎﻓﺌﺎً ،وﳑﺎﺛ ًﻼ ،وﻧﻈﻴﺮاً اﻟ ﱠﺴﻴﺪ اﻟﺬي ﻛ ُﻤﻞ ﰲ ﺳﺆدده وﻏﻨﺎه، واﻟﺬي ﻳﻘﺼﺪ ﰲ ﻗﻀﺎء اﳊﻮاﺋﺞ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﺑﻦ ﺟﺰي ﺳﻮرة اﻹﺧﻼص ﺛﻠﺚ اﻟﻘﺮآن ﻛﻤﺎ ﺻ ﱠﺢ اﳊﺪﻳﺚ؛ ﻷ ﱠن ﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮآن ﺛﻼﺛﺔ :ﺗﻮﺣﻴﺪ ،وأﺣﻜﺎم ،وﻗﺼﺺ ،وﻗﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﲤﺎم اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ؛ ﻓﻬﻲ ﺛﻠﺚ اﻟﻘﺮآن اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر رﲟﺎ ﻇﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ أ ﱠن اﻟﺴﻴﺎق أن ﻳﻘﻮل) :ﻫﻮ اﷲ اﻷﺣﺪ اﻟﺼﻤﺪ( ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ُﻓ ِﺼﻠﺖ ﻋﻦ اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ؛ ﻷ ﱠن ﻫﺬه اﳉﻤﻠﺔ ﻣﺴﻮﻗﺔ ﻟﺘﺴﺘﻘﺮ ﰲ اﻟﻨﻔﻮس وﻟﺘﻌﻈﻢ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺄن ﺗﻜﻮن ﻛﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻓﻴﻬﺎ ر ﱞد ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻓﺮق اﻟﻀﻼﻟﺔ ،وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﻢ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن :ﻋﺰﻳﺮ اﺑﻦ اﷲ ،واﻟﻨﺼﺎرى اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن :اﳌﺴﻴﺢ اﺑﻦ اﷲ ،وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻓﺮق اﻟﻀﻼل ٤٧٤
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ١١٣ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺎت ﺳﻮرة اﻟﻔﻠﻖ ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٢٠ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻟﺘﺤ ﱡﺼﻦ واﻻﻋﺘﺼﺎم ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﺮور اﻟﻈﺎﻫﺮة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع اﻵﻳﺎت ﰲ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻟﻠﻌﺒﺎد أن ﻳﻠﺠﺄوا إﻟﻰ ﺣﻤﻰ اﻟﺮﺣﻤﻦ، وﻳﺴﺘﻌﻴﺬوا ﺑﺠﻼﻟﻪ وﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ،ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ،وﻣﻦ ﺷﺮ اﻟﻠﻴﻞ اﻻﺳﺘﻌﺎذة ﺑﺎﷲ إذا أﻇﻠﻢ ،ﳌﺎ ﻳﺼﻴﺐ اﻟﻨﻔﻮس ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺸﺔ ،وﻻﻧﺘﺸﺎر اﻷﺷﺮار ﻣﻦ ﺷﺮ اﳌﺨﻠﻮﻗﺎت واﻟﻔﺠﺎر ﻓﻴﻪ ،وﻣﻦ ﺷﺮ ﻛﻞ ﺣﺎﺳﺪ وﺳﺎﺣﺮ ،وﻫﻲ إﺣﺪى اﳌﻌﻮذﺗﲔ اﻟﻠﺘﲔ ﻛﺎن ﷺ ﻳﻌ ﱢﻮذ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻬﻤﺎ ٤٧٥
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ اﻓﺘﺘﺤﺖ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎذة ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﻋﻤﻮم اﻟﺸﺮور، ﺳﻮرة اﻹﺧﻼص واﻟﻔﻠﻖ ﺗﺸﺘﺮﻛﺎن ﺑﺎﺳﻢ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎذة ﻣﻦ أﺷﺮ اﻟﺸﺮور ،وﻫﻮ )اﳌﻌﻮذات( ،وﻛﻼ اﻟﺴﻮرﺗﲔ اﳊﺴﺪ؛ ﻻﻧﺘﺸﺎره ﺑﲔ اﻟﻨﺎس ،وﻟﻜﻮﻧﻪ أول ﻣﻔﺘﺘﺤﺔ ﺑﻠﻔﻆ واﺣﺪ: ﻣﻌﺼﻴﺔ وﻗﻌﺖ ﻣﻦ إﺑﻠﻴﺲ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻟﻴﻞ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻈﻠﻤﺔ اﻟﺼﺒﺢ أﻋﺘﺼﻢ ،وأﻟﺘﺠﺊ ﻣﻦ ﻳﺘﻤﻨﻰ زوال اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﺴﺎﺣﺮات ﻳﻨﻔﺨﻦ إذا دﺧﻞ ﻇﻼﻣﻪ ،وﺗﻐﻠﻐﻞ ﻋﻦ ﻏﻴﺮه ﺑﻼ رﻳﻖ ﰲ ﻋﻘﺪ اﳋﻴﻂ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ور ﱡب اﻟﻔﻠﻖ :ﻫﻮ اﷲ ،ﻷﻧﻪ اﻟﺬي ﺧﻠﻖ أﺳﺒﺎب ﻇﻬﻮر اﻟﺼﺒﺢ ،وﺗﺨﺼﻴﺺ وﺻﻒ اﷲ ﺑﺄﻧﻪ رب اﻟﻔﻠﻖ دون وﺻﻒ آﺧﺮ ﻷن ﺷﺮاً ﻛﺜﻴﺮاً ﻳﺤﺪث ﰲ اﻟﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻟﺼﻮص ،وﺳﺒﺎع، وذوات ﺳﻤﻮم ،وﺗﻌﺬر اﻟﺴﻴﺮ ،و ُﻋﺴﺮ اﻟﻨﺠﺪة ،وﺑُﻌﺪ اﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ واﺷﺘﺪاد آﻻم اﳌﺮﺿﻰ ،ﺣﺘﻰ ﻇﻦ ﺑﻌﺾ أﻫﻞ اﻟﻀﻼﻟﺔ اﻟﻠﻴﻞ إﻟﻪ اﻟﺸﺮ اﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ أي :ﻣﻦ ﺷﺮ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺨﻠﻮﻗﺎت ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻧﻔﺴﻚ؛ ﻷن اﻟﻨﻔﺲ أﻣﺎرة ﺑﺎﻟﺴﻮء! ٤٧٦
اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻋﻄﻒ أﺷﻴﺎء ﺧﺎﺻﺔ ﻫﻲ ﱠﳑﺎ ﺷ ِﻤﻠﻪ ﻋﻤﻮم ، وﻫﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺸﺮور: أﺣﺪﻫﺎ :وﻗﺖ ﻳﻐﻠﺐ وﻗﻮع اﻟﺸﺮ ﻓﻴﻪ وﻫﻮ اﻟﻠﻴﻞ .واﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺻﻨﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أﻗﻴﻤﺖ ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ إرادة اﻟﺸﺮ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ. واﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺻﻨﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ُذو ُﺧﻠُﻖ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ إﳊﺎق اﻷذى ﲟﻦ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻪ. اﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ وذﻛﺮ اﷲ اﻟﻨﻔﺎﺛﺎت دون اﻟﻨﻔﺎﺛﲔ؛ ﻷن اﻟﻐﺎﻟﺐ أن اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﺤﺮ ﻫﻦ اﻟﻨﺴﺎء ،ﻓﻠﻬﺬا ﻗﺎل: اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻌﺎﺋﻦ ﺣﺎﺳﺪ ﺧﺎص ،وﻫﻮ أﺿﺮ ﻣﻦ اﳊﺎﺳﺪ؛ وﻟﻬﺬا ﺟﺎء ﰲ اﻟﺴﻮرة ذﻛﺮ اﳊﺎﺳﺪ دون اﻟﻌﺎﺋﻦ؛ ﻷﻧﻪ أﻋﻢ ،ﻓﻜﻞ ﻋﺎﺋﻦ ﺣﺎﺳﺪ وﻻﺑﺪ ،وﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﺣﺎﺳﺪ ﻋﺎﺋﻨﺎً ،ﻓﺈذا اﺳﺘﻌﺎذ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺷﺮ اﳊﺴﺪ دﺧﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﲔ ،وﻫﺬا ﻣﻦ ﺷﻤﻮل اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ وإﻋﺠﺎزه وﺑﻼﻏﺘﻪ اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ٤٧٧
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ١١٤ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺎت ﺳﻮرة اﻟﻨﺎس ﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: وﺟﻪ اﻟﻨﺰول ٢١ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺴﻮرة ﺑﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻻﻋﺘﺼﺎم واﻟﺘﺤﺼﻦ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺷﺮ اﻟﺸﻴﻄﺎن ووﺳﻮﺳﺘﻪ ،وﻣﻦ اﻟﺸﺮور اﳋﻔﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﳌﻮﺿــــــــــــــﻮع اﻵﻳﺎت اﺷﺘﻤﻠﺖ ﺳﻮرة اﻟﻨﺎس ﺛﺎﻧﻲ اﳌﻌﻮذﺗﲔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎرة واﻻﺣﺘﻤﺎء واﻻﻋﺘﺼﺎم واﻻﻟﺘﺠﺎء ﺑﺮب اﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﻣﻦ ﺷﺮ أﻋﺪى اﻷﻋﺪاء، اﻻﺳﺘﻌﺎذة ﺑﺎﷲ ﻣﻦ إﺑﻠﻴﺲ وأﻋﻮاﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﻴﺎﻃﲔ اﻹﻧﺲ واﳉﻦ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻐﻮون اﻟﻨﺎس ﺷﻴﺎﻃﲔ اﻹﻧﺲ واﳉﻦ ﺑﺄﻧﻮاع اﻟﻮﺳﻮﺳﺔ واﻹﻏﻮاء ٤٧٨
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺧﺘﻤﺖ آﻳﺔ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ وﺧﺎﲤﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻠﻔﻆ: ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺳﻮرة اﻟﻨﺎس اﻣﺘﺪاد ﻟﺴﻮرة اﻟﻔﻠﻖ وﻣﺘﻤﻤﺔ ﳌﺎ ﻳﺴﺘﻌﺎذ ﺑﺎﷲ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﺒﻮدﻫﻢ اﳊﻖ ﻣﺮﺑﻴﻬﻢ ،وﺧﺎﻟﻘﻬﻢ، أﻋﺘﺼﻢ ،وأﻟﺘﺠﺊ اﳌُﻮﺳ ِﻮس ﻳﻜﻮن ﺟﻨﻴﺎً وإﻧﺴﻴﺎً، وﻣﺪﺑﺮ أﺣﻮاﻟﻬﻢ أو اﳌُﻮﺳ َﻮس ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﳉﻨﺔ واﻟﻨﺎس اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻟﺬي ﻳُﻠ ِﻘﻲ ﺷﻜﻮﻛﻪ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﻔﻲ وﻳﻬﺮب وأﺑﺎﻃﻴﻠﻪ ﰲ اﻟﻘﻠﻮب ﻋﻨﺪ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻨﺪ ذﻛﺮ اﷲ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮم أن اﷲ رب ﺟﻤﻴﻊ اﳋﻼﺋﻖ ،وإﳕﺎ ﻗﺎل رب اﻟﻨﺎس ﻣﻊ أﻧﻪ رب ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ؛ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﻬﻢ ،وﻟﻜﻮن اﻻﺳﺘﻌﺎذة وﻗﻌﺖ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻳﻮﺳﻮس ﰲ ﺻﺪورﻫﻢ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﺳﻮرﺗﺎ اﻟﻔﻠﻖ واﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻮل ﻟﻼﺳﺘﻌﺎذة :أ -ﻧﻔﺲ اﻻﺳﺘﻌﺎذة .ب -اﳌﺴﺘﻌﺎذ ﺑﻪ. ج -اﳌﺴﺘﻌﺎذ ﻣﻨﻪ .ﻓﺒﻤﻌﺮﻓﺔ ذﻟﻚ ﺗﻌﺮف ﺷ ﱠﺪة اﻟﻀﺮورة إﻟﻰ ﻫﺎﺗﲔ اﻟﺴﻮرﺗﲔ ،وأن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻌﺒﺪ إﻟﻴﻬﻤﺎ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺘﻪ إﻟﻰ اﻟ ﱠﻨ َﻔﺲ واﻟﻄﻌﺎم واﻟﺸﺮاب واﻟﻠﺒﺎس. اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﻔﻠﻖ ﻳﺴﺘﻌﻴﺬ اﻟﻘﺎرئ ﺑﺼﻔﺔ اﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻣ ﱠﺮة واﺣﺪة ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ أﺷﻴﺎء ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺘﻌﻴﺬ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﻨﺎس ﺑﺜﻼث ﺻﻔﺎت ﷲ ﻣﻦ ﺷ ﱢﺮ ﺷﻲ ٍء واﺣﺪ -وﻫﻮ اﻟﺸﻴﻄﺎن ،-وﻣﺎ ذاك إﻻ ﻟﺸ ﱠﺪة ﺧﻄﺮ اﻟﺸﻴﻄﺎن ،ﻓﻬ ﱠﻼ اﺳﺘﺸﻌﺮﻧﺎ ﻋﻈﻤﺔ ﺻﻔﺎت ر ﱢﺑﻨﺎ وﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﻌﻴﺬ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺪ ﱢوﻧﺎ؟ ٤٧٩
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ذﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﻨﺎس ﺻﻔﺔ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ واﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ،ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب واﳌﻠﻚ ،ﻛﻤﺎ ذﻛﺮﻫﺎ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﻔﺎﲢﺔ وﻣﻦ اﻟﻠﻄﺎﺋﻒ :أﻧﻬﻤﺎ أول ﺳﻮرة وآﺧﺮ ﺳﻮرة؛ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﳌﻦ ﻧﺼﺢ ﻧﻔﺴﻪ أن ﻳﻌﺘﻨﻲ ﲟﻌﺎﻧﻲ ﻫﺬه اﻟﺼﻔﺎت ،ﺑﺪ ًﻻ ﻣﻦ واﻟﺴﺮ ﰲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑــــ: اﺑﻦ ﺑﺎدﻳﺲ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس؛ ﻷن اﻟﻘﻠﺐ ﻣﺤﻞ اﻟﻌﻘﻞ ،وﻣﻘﺮ اﻹﳝﺎن ،وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺤﺼﻨﺎً ﺑﺎﻹﳝﺎن ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻮﺳﻮاس أن ﻳﻈﻬﺮه ،وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻟﻪ ﻧﻘﺒﺎً اﳌﻔﺼــــــــــــــــــــــــــــــﻞ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮاﺣﺎت واﳌﻠﺤﻮﻇﺎت [email protected] ٤٨٠
اﻟﺼﻔﺤﺔ اﳌﻮﺿﻮع ٣ ٣ إﻫﺪاء اﳌﻘﺪﻣﺔ ٥ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﻮر اﻟﺼﻔﺤﺔ اﳌﻘﺼﺪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺴﻮرة اﻟﺴﻮرة رﻗﻢ اﻟﺴﻮرة ١٠ اﻟﻔﺎﲢﺔ ١ ١٣ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻜﻤﺎل اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ﻟﻪ وﺣﺪه ٢١ ٢اﻟﺒﻘﺮة إﻋﺪاد اﻷﻣﺔ ﻟﻌﻤﺎرة اﻷرض واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺪﻳﻦ اﷲ ،وﺑﻴﺎن أﻗﺴﺎم اﻟﻨﺎس، ٢٧ وﻓﻴﻬﺎ أﺻﻮل اﻹﳝﺎن وﻛﻠﻴﺎت اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ آل ﻋﻤﺮان ٣ ٣٣ اﻟﺜﺒﺎت ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم ﺑﻌﺪ ﻛﻤﺎﻟﻪ وﺑﻴﺎﻧﻪ ،ورد ﺷﺒﻬﺎت أﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎب ٤اﻟﻨﺴﺎء وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻨﺼﺎرى ٥اﳌﺎﺋﺪة ﺗﻨﻈﻴﻢ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ داﺧﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻔﻆ اﳊﻘﻮق اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﳌﺎﻟﻴﺔ ،إزاﻟ ًﺔ ﻟﺮواﺳﺐ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ وﺗﺮﻛﻴﺰاً ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﺴﺎء واﻟﻀﻌﻔﺎء اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﻌﻘﻮد واﻟﺘﺰام اﻟﺸﺮاﺋﻊ واﳊﺪود وإﻛﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻧﻌﺎم ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﺎﻟﺒﺮاﻫﲔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ وﻧﻘﺾ اﻻﻋﺘﻘﺎدات اﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ٣٨ ٦ ٤٤ ﺑﻴﺎن ﺳﻨﺔ اﻟﺼﺮاع ﺑﲔ اﻹﳝﺎن واﻟﻜﻔﺮ وﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض ﺳﻴﺮ اﻷﻋﺮاف ٧ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻣﻊ أﻗﻮاﻣﻬﻢ ٥١ ﺑﻴﺎن أﺣﻜﺎم اﳉﻬﺎد وﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻨﺼﺮ واﻟﻬﺰﳝﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻏﺰوة ﺑﺪر اﻷﻧﻔﺎل ٨ ٥٥ ﻛﺸﻒ أﺣﻮال اﻟﻄﻮاﺋﻒ ،ﺑﺎﳌﻔﺎﺻﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ،وﻓﻀﺢ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ، اﻟﺘﻮﺑﺔ ٩ وﲤﻴﻴﺰ اﳌﺆﻣﻨﲔ ١٠ ١١ ٦٤ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﻟﻠﻮﺣﻲ ﺑﺎﳊﺠﺞ واﻟﺒﺮاﻫﲔ ودﻋﻮﺗﻬﻢ ﻟﻺﳝﺎن ﺗﺮﻏﻴﺒﺎً ﻳﻮﻧﺲ وﺗﺮﻫﻴﺒﺎً ٦٩ ﺑﻴﺎن ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺮﺳﻞ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻗﻮﻣﻬﻢ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﻫﻮد ٤٨١
اﻟﺼﻔﺤﺔ اﳌﻘﺼﺪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺴﻮرة رﻗﻢ اﻟﺴﻮرة اﻟﺴﻮرة ١٢ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﲔ ﺑﻌﺪ اﻻﺑﺘﻼء اﳌﺒﲔ ،ﺗﺜﺒﻴﺘﺎً ووﻋﺪاً ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ وﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ٧٥ ١٣اﻟﺮﻋﺪ ٨١ ﺑﻴﺎن ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﻮة واﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ وﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ،وإﺛﺒﺎت اﻟﻮﻋﺪ واﻟﻮﻋﻴﺪ و ُﺳ ﱠﻨﺔ اﷲ ﰲ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ واﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﺑﻴﺎن وﻇﻴﻔﺔ اﻟﺮﺳﻞ وﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ إﺧﺮاج اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎت اﻟﺸﺮك إﻟﻰ ﻧﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ ١٤ اﳊﺠﺮ ١٥ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ إﻋﺮاض أﻗﻮاﻣﻬﻢ ،ﺗﺜﺒﻴﺘﺎً ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ وﺗﻮﻋﺪاً ﻟﻠﻈﺎﳌﲔ ٨٥ اﻟﻨﺤﻞ ١٦ اﻹﺳﺮاء ١٧ إﻧﺬار اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎب ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض ﻣﺸﺎﻫﺪ اﳌﻬﻠﻜﲔ ،ﲢﺬﻳﺮاً اﻟﻜﻬﻒ ١٨ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺒﲔ وﺗﺜﺒﻴﺘﺎً ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ٨٩ ﻣﺮﱘ ١٩ ٢٠ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﻌﻢ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻌﻢ ،إﻟﺰاﻣﺎً ﺑﻌﺒﻮدﻳﺘﻪ وﲢﺬﻳﺮاً ﻣﻦ ﺟﺤﻮد ٩٣ ﻃﻪ ٢١ ﻧﻌﻤﺘﻪ اﻷﻧﺒﻴﺎء ٢٢ اﳊﺞ ٢٣ ٩٩ ﺑﻴﺎن ﻛﻤﺎل اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﶈﻤﺪﻳﺔ ،وﻓﻴﻬﺎ إﺷﺎرات وﺑﺸﺎرات ﻟﻠﺮﺳﺎﻟﺔ اﳌﺆﻣﻨﻮن ٢٤ ﻣﻀﻤﻮﻧﺎً وﻣﺴﺘﻘﺒ ًﻼ اﻟﻨﻮر ٢٥ اﻟﻔﺮﻗﺎن ٢٦ ﺑﻴﺎن ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻔﱳ ،وﺿﺮب اﻟﻨﻤﺎذج ﻟﺬﻟﻚ ١٠٥ اﻟﺸﻌﺮاء ٢٧ اﻟﻨﻤﻞ ﺑﻴﺎن ﻣﻈﺎﻫﺮ رﺣﻤﺔ اﷲ ﺑﺄوﻟﻴﺎﺋﻪ؛ ﻛﻬﺒﺔ اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ ،وﺑﻴﺎن ﺗﻨ ﱡﺰﻫﻪ ١١٢ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ اﻟﻮﻟﺪ واﳌﻌﲔ ،رداً ﻋﻠﻰ اﳌﻔﺘﺮﻳﻦ ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﳊﻤﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ١١٧ ﺑﻴﺎن وﺣﺪة اﻟﺮﺳﺎﻻت ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺤﺎل اﻟﺮﺳﻞ ودﻋﻮﺗﻬﻢ ١٢٤ اﻟﻮاﺣﺪة ﻟﻌﺒﺎدة اﷲ وﺣﺪه ذﻛﺮ اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ واﻻﺳﺘﺴﻼم ﷲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﻌﻈﻤﺔ ١٢٩ واﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ ذﻛﺮ اﻹﳝﺎن وﺣﻘﻴﻘﺘﻪ وﺛﻤﺎره وﻋﻮاﻗﺐ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ وذم اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ،وﻟﺬﻟﻚ ١٣٥ اﻓﺘﺘﺤﺖ ﺑﻔﻼح اﳌﺆﻣﻨﲔ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺨﺴﺎرة اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻌﻔﺎف واﻟﺴﺘﺮ وﺻﻔﺎء اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺴﻠﻢ وﲢﺼﻴﻨﻪ ١٤٠ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ وﻛﻴﺪ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﰲ ﻧﺸﺮه اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻟﻠﺮﺳﻮل ﷺ ﺑﻌﺪ ﺗﻄﺎول اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻋﻠﻴﻪ ١٤٦ ١٥٠ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﺼ ﱢﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮل ﷺ ،اﻟﻄﺎﻋﻨﲔ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ، وﺗﻮﻫ ُﲔ ﺷﺄﻧﻬﻢ اﻻﻣﺘﻨﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺑﺎﻵﻳﺔ اﻟﻜﺒﺮى )وﻫﻲ اﻟﻘﺮآن( واﳊﺚ ﻋﻠﻰ ١٥٨ ﺷﻜﺮﻫﺎ واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬﺎ ٤٨٢
اﻟﺼﻔﺤﺔ اﳌﻘﺼﺪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺴﻮرة رﻗﻢ اﻟﺴﻮرة اﻟﺴﻮرة ذﻛﺮ اﳌﻮازﻳﻦ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻘﻮى ،ﻣﻦ ﺧﻼل إﻇﻬﺎر ﻗﺪرة اﷲ و ُﺳ ﱠﻨﺘﻪ ١٦٣ اﻟﻘﺼﺺ ٢٨ ﺑﻨﺼﺮة اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﲔ وإﻫﻼك اﳌﺴﺘﻜﺒﺮﻳﻦ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت ٢٩ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺜﺒﺎت واﻟﺼﺒﺮ ﺣﺎل اﻻﺑﺘﻼء واﻟﻔﱳ وﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ١٦٩ ﺑﻴﺎن اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﰲ أن ﺗﺼﺮﻳﻒ اﻷﻣﻮر واﻷﺣﻮال واﻷﺣﺪاث ﷲ ١٧٤ ٣٠اﻟﺮوم وﺣﺪه؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: ٣١ﻟﻘﻤﺎن إﺑﺮاز اﳊﻜﻤﺔ اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻟﻠﺸﺮع ،وﺗﺬﻛﺮ ﻟﻘﻤﺎن ﻣﺜ ًﻼ ﻟﺬﻟﻚ ١٧٩ ١٨٣ ﺑﻴﺎن دﻻﺋﻞ اﳊﻖ وﻣﺸﺎﻫﺪه اﻟﺘﻲ ﻧﺰل ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺮآن ،وﻣﻨﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺴﺠﺪة ٣٢ اﳋﻠﻖ وأﺣﻮال اﻹﻧﺴﺎن اﻷﺣﺰاب ٣٣ ٣٤ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﻳﺔ اﷲ ﺑﻨﺒ ﱢﻴﻪ ﷺ وﺣﻤﺎﻳﺔ ﺟﻨﺎﺑﻪ وأﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ١٨٧ ﺳﺒﺄ ٣٥ ﻓﺎﻃﺮ ٣٦ ﺑﻴﺎن ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺪﻳﻞ اﻷﺣﻮال ،وأﺣﻮال اﳋﻠﻖ ﰲ ١٩٤ ﻳﺲ اﻟﻨﻌﻢ ﺑﲔ اﻟﺸﻜﺮ واﻟﻜﻔﺮ ﻋﺮض ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻗﺪرة اﷲ واﻹﺑﺪاع ﰲ اﳋﻠﻖ ،وﺑﻮاﻋﺚ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ وﺧﺸﻴﺘﻪ ١٩٩ واﻹﳝﺎن ﺑﻪ وﺗﺬﻛﺮ آﻻﺋﻪ إﺛﺒﺎت اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻟﺒﻌﺚ ودﻻﺋﻠﻬﻤﺎ ٢٠٤ اﻟﺼﺎﻓﺎت ﺗﻨﺰﻳﻪ اﷲ ﻋﻤﺎ ﻧﺴﺒﻪ إﻟﻴﻪ اﳌﺸﺮﻛﻮن ،وإﺑﻄﺎل ﻣﺰاﻋﻤﻬﻢ ﰲ اﳌﻼﺋﻜﺔ واﳉﻦ ٢٠٨ ٣٧ ٢١٣ ذﻛﺮ اﳌﺨﺎﺻﻤﺔ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ وﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ص ٣٨ ٢١٩ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ واﻹﺧﻼص ،وﻧﺒﺬ اﻟﺸﺮك ،وﻋﺎﻗﺒﺔ ﻛ ﱟﻞ ﰲ اﻵﺧﺮة اﻟﺰﻣﺮ ٣٩ ﻣﻌﺎﳉﺔ اﳌﺠﺎدﻟﲔ ﰲ آﻳﺎت اﷲ ﲟﺤﺎورﺗﻬﻢ ودﻋﻮﺗﻬﻢ ﻟﻠﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﳊﻖ ٢٢٥ ﻏﺎﻓﺮ ٤٠ ٤١ ٢٣٢ ﺑﻴﺎن ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺎﳉﺔ اﳌﻌﺮﺿﲔ ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن ﺑﺮﻓﻖ ،ﺑﺒﻴﺎن أن اﻟﻘﺮآن ﻫﻮ ﻓﺼﻠﺖ ٤٢ ٤٣ اﳊﻖ ،وﻋﺎﻗﺒﺔ اﻹﻋﺮاض ٢٣٨ ﺑﻴﺎن ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮﺣﻲ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﶈﻤﺪﻳﺔ ،وأﻧﻬﺎ اﻣﺘﺪاد ﻟﻠﻮﺣﻲ إﻟﻰ اﻟﺸﻮرى اﻷﻧﺒﻴﺎء ٢٤٣ ﺑﻴﺎن اﳌﺒﺎدئ اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،وﻧﻘﺾ اﻟﺘﺼﻮرات اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ اﻟﺰاﺋﻔﺔ اﻟﺰﺧﺮف ٤٨٣
اﻟﺼﻔﺤﺔ اﳌﻘﺼﺪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺴﻮرة رﻗﻢ اﻟﺴﻮرة اﻟﺴﻮرة ٢٤٩ ٢٥٣ اﻹﻧﺬار ﺑﺎﻟﻌﺬاب اﳌﺮﺗﻘﺐ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺨﻮﻳﻒ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺪﺧﺎن ٤٤ ٢٥٧ واﻵﺧﺮة ٢٦١ اﳉﺎﺛﻴﺔ ٤٥ ﻣﻌﺎﳉﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﻬﻮى اﳌﺴﺘﻜﺒﺮﻳﻦ ﻋﻦ اﳊﻖ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض اﻵﻳﺎت واﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺎﻵﺧﺮة اﻷﺣﻘﺎف ٤٦ ﻣﺤﻤﺪ ٤٧ إﻗﺎﻣﺔ اﳊﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻜﺬﺑﲔ وإﻧﺬارﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﺬاب ،وﻟﺬا ﺗﻜﺮر ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻔﻆ اﻹﻧﺬار ﲢﺮﻳﺾ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﺎل ،ﺗﻘﻮﻳ ًﺔ ﻟﻬﻢ وﺗﻮﻫﻴﻨﺎً ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ذﻛﺮ اﻟﻮﻋﺪ اﻹﻟﻬﻲ ﺑﺎﻟﻔﺘﺢ واﻟﺘﻤﻜﲔ ﻟﻨﺒ ﱢﻴﻪ وﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ اﻟﺼﺎدﻗﲔ ﰲ ٢٦٥ ٤٨اﻟﻔﺘﺢ ﻧﺼﺮة اﻟﺪﻳﻦ اﳊﺠﺮات ٤٩ ﺗﻘﺮﻳﺮ أﺧﻼق اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ اﻷﺧﻼق اﻟﺴﻴﺌﺔ ٢٧٠ إﻳﻘﺎظ اﻟﻘﻠﻮب اﻟﻐﺎﻓﻠﺔ ،ﻹدراك ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺒﻌﺚ واﳉﺰاء وﺑﺮاﻫﻴﻨﻪ ٢٧٤ ق ٥٠ وﻣﺸﺎﻫﺪه اﻟﺬارﻳﺎت ٥١ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﲟﺼﺪر رزﻗﻬﻢ وﻫﻮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻟﻜﻲ ﻳﻔﺮوا إﻟﻴﻪ ٢٧٨ ٥٢اﻟﻄﻮر وﻳﺤﻘﻘﻮا اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ﻟﻪ ٥٣اﻟﻨﺠﻢ دﺣﺾ ﺷﺒﻬﺎت اﳌﻜﺬﺑﲔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض اﳊﺠﺞ واﻟﺒﺮاﻫﲔ ،إرﻏﺎﻣﺎً ٢٨٢ ﻋﻠﻰ اﻹذﻋﺎن واﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ٥٤اﻟﻘﻤﺮ ﺑﻴﺎن ﺻﺪق اﻟﻮﺣﻲ وﻋﻠﻮ ﻣﺼﺪره ،إﺛﺒﺎﺗﺎً ﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،وإﺑﻄﺎ ًﻻ ٢٨٦ ﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺸﺮك اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺎﻵﻳﺎت واﻟﻨﺬر ،وﺑﻴﺎن ﻣﺼﻴﺮ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﻬﺎ وﻟﺬا ﺗﻜﺮر ﻓﻴﻬﺎ٢٩٠ : اﻹﻋﻼم ﺑﺂﻻء اﷲ اﻟﺒﺎﻫﺮة وآﺛﺎر رﺣﻤﺘﻪ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة٢٩٤ ، اﻟﺮﺣﻤﻦ ٥٥ ﺗﺮﻏﻴﺒﺎً ﰲ اﻹﳝﺎن ،وﲢﺬﻳﺮاً ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮان ٢٩٨ اﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ﺑﻴﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،وﲢﻘﻖ وﻗﻮﻋﻪ وأﺻﻨﺎف اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻪ وﺑﻴﺎن ﺟﺰاء اﻟﻮاﻗﻌﺔ ٥٦ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ اﳊﺪﻳﺪ ٥٧ ٣٠٣ ﺑﻨﺎء اﻟﻘﻮة اﻹﳝﺎﻧﻴﺔ واﳌﺎدﻳﺔ اﻟﺒﺎﻋﺜﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻮة واﳉﻬﺎد ،وﺗﺨﻠﻴﺺ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻦ ﻋﻮاﺋﻘﻬﺎ؛ وﻟﺬا ﺗﻜﺮر ﻓﻴﻬﺎ ذﻛﺮ اﻹﻧﻔﺎق واﻹﳝﺎن إﻇﻬﺎر ﻋﻠﻢ اﷲ اﻟﺸﺎﻣﻞ وإﺣﺎﻃﺘﻪ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ،ﺗﺮﺑﻴ ًﺔ ﳌﺮاﻗﺒﺘﻪ ،وﲢﺬﻳﺮاً ﻣﻦ ٣٠٨ اﳌﺠﺎدﻟﺔ ٥٨ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ٣١٢ إﻇﻬﺎر ﻗﻮة اﷲ وﻋﺰﺗﻪ ﰲ ﺗﻮﻫﲔ اﻟﻴﻬﻮد واﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ،وإﻇﻬﺎر ﺗﻔﺮﻗﻬﻢ ،ﰲ اﳊﺸﺮ ٥٩ ﻣﻘﺎﺑﻞ إﻇﻬﺎر ﺗﺂﻟﻒ اﳌﺆﻣﻨﲔ ٤٨٤
اﻟﺼﻔﺤﺔ اﳌﻘﺼﺪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺴﻮرة رﻗﻢ اﻟﺴﻮرة اﻟﺴﻮرة ٣١٧ ﺗﺨﻠﻴﺺ ﻗﻠﻮب اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻦ اﻟﻮﻻء ﻟﻐﻴﺮ دﻳﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ٣٢١ اﳌﻤﺘﺤﻨﺔ ٦٠ ﲢﻔﻴﺰ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻟﻨﺼﺮة دﻳﻦ اﷲ ،واﳉﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ اﻟﺼﻒ ٦١ ﺑﻴﺎن ﻣ ﱠﻨﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﰲ ﺗﻔﻀﻴﻠﻬﺎ وﻫﺪاﻳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺑﻌﺪ ٣٢٤ اﳉﻤﻌﺔ ٦٢ ﺿﻼﻟﻬﺎ ،واﻹﻟﺰام ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ،واﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ اﻟﻴﻬﻮد اﳌﻨﺎﻓﻘﻮن ٦٣ ﻛﺸﻒ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ وﺻﻔﺎﺗﻬﻢ وﺑﻴﺎن ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ اﻹﺳﻼم وأﻫﻠﻪ ،ﲢﺬﻳﺮاً ٣٢٧ اﻟﺘﻐﺎﺑﻦ ٦٤ ﻣﻨﻬﻢ وﻣﻦ اﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﻬﻢ اﻟﻄﻼق ٦٥ اﻟﺘﺤﺮﱘ ٦٦ ذﻛﺮ ﻏﱭ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ وﺧﺴﺎرﺗﻬﻢ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﲢﺬﻳﺮاً ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮ وأﻫﻠﻪ ٣٣٠ اﳌﻠﻚ ٦٧ ﺗﻌﻈﻴﻢ أﻣﺮ اﻟﻄﻼق وﺣﺪوده ،وﺑﻴﺎن ﻋﺎﻗﺒﺔ اﻟﺘﻘﻮى واﻟﺘﻌﺪي ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﻢ ٦٨ اﳊﺎﻗﺔ ٦٩ ﺣﺪود اﷲ ٣٣٣ اﳌﻌﺎرج ٧٠ ٧١ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻨﺒﻮي؛ ﻟﻴﻜﻮن أﺳﻮة ﻟﻸﺳﺮة واﳌﺠﺘﻤﻊ ٣٣٦ ﻧﻮح ٧٢ اﳉﻦ ٧٣ إﻇﻬﺎر ﻛﻤﺎل ﻣﻠﻚ اﷲ وﻗﺪرﺗﻪ؛ ﺑﻌﺜﺎً ﻋﻠﻰ ﺧﺸﻴﺘﻪ ،وﲢﺬﻳﺮاً ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺑﻪ ٣٣٩ اﳌﺰﻣﻞ إﻇﻬﺎر ﻋﻠﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ و ُﺧﻠُﻘﻪ ،ﺗﺄﻳﻴﺪاً ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﻄﺎول اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻋﻠﻴﻪ ٣٤٣ اﳌﺪﺛﺮ ٧٤ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ٧٥ ﺣﺘﻤﻴﺔ وﻗﻮع اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺗﺄﻛﻴﺪاً ﻟﺼﺪق اﻟﻘﺮآن ،ووﻋﺪاً ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﻟﻔﺮﺣﺔ٣٤٧ ، ووﻋﻴﺪاً ﻟﻠﻤﻜﺬﺑﲔ ﺑﺎﳊﺴﺮة ﺗﺄﻛﻴﺪ وﻗﻮع اﻟﻌﺬاب ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ،واﻟﻨﻌﻴﻢ ﻟﻠﻤﺼﺪﻗﲔ ﺑﻴﻮم اﻟﺪﻳﻦ ٣٥١ ﺻﺒﺮ اﻟﺪﻋﺎة وﺟﻬﺎدﻫﻢ ﰲ اﻟﺪﻋﻮة ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺼﺔ ﻧﻮح ،ﺗﺜﺒﻴﺘﺎً ٣٥٥ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ،وﺗﻬﺪﻳﺪاً ﻟﻠﻤﻜﺬﺑﲔ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻧﺰول اﻟﻘﺮآن وأﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ،ﻣﻦ ﺧﻼل إﳝﺎن اﳉﻦ ﺑﻪ٣٥٨ ، وإﺑﻄﺎل ﻣﺰاﻋﻢ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻓﻴﻬﻢ ذﻛﺮ اﻟﺰاد اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﻠﺪﻋﺎة ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺸﺪاﺋﺪ وﻣﺼﺎﻋﺐ اﳊﻴﺎة٣٦٢ ، ﺗﺜﺒﻴﺘﺎً ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ وﺗﻮﻋﺪاً ﻟﻠﻤﻜﺬﺑﲔ ﺑﻪ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﻬﻮض ﻟﻠﺪﻋﻮة ،وﺗﻮﻋﺪ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﻬﺎ ٣٦٦ إﻇﻬﺎر ﻗﺪرة اﷲ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻊ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن وﺑﻌﺜﻪ ٣٧٠ ٤٨٥
اﻟﺼﻔﺤﺔ اﳌﻘﺼﺪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺴﻮرة رﻗﻢ اﻟﺴﻮرة اﻟﺴﻮرة ٣٧٣ ٣٧٧ ﺗﺬﻛﻴﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺄﺻﻠﻪ وﺣﻜﻤﺔ ﺧﻠﻘﻪ وﻣﺼﻴﺮه ﰲ اﻟﺪارﻳﻦ ،وإﻇﻬﺎر ﻧﻌﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎن ٧٦ ٣٨٠ اﳉﻨﺔ ،ﺗﺜﺒﻴﺘﺎً ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ودﻋﻮة ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ٣٨٣ اﳌﺮﺳﻼت ٧٧ ٣٨٧ إﺛﺒﺎت اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺤﺎﺟﺔ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﺎﻷدﻟﺔ ،وﺗﺘﺎﺑﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﻋﻴﺪ واﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ٧٨اﻟﻨﺒﺄ إﺛﺒﺎت اﻟﺒﻌﺚ واﳉﺰاء ﺑﺎﻷدﻟﺔ واﻟﺒﺮاﻫﲔ اﻟﻨﺎزﻋﺎت ٧٩ َﻗ ْﺮع اﻟﻘﻠﻮب اﳌﻜﺬﺑﺔ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ واﳉﺰاء ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض ﻣﺸﺎﻫﺪ اﳌﻮت ٨٠ﻋﺒﺲ واﻟﺒﻌﺚ واﳊﺸﺮ واﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ دﻋﻮة اﻟﻘﺮآن ،وﻛﺮاﻣﺔ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ ،وﺣﻘﺎرة ﻣﻦ ﻳﻌﺮض ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺎﻧﻔﺮاط اﻟﻜﻮن ﺑﻌﺪ إﺣﻜﺎﻣﻪ ٣٩٠ اﻟﺘﻜﻮﻳﺮ ٨١ ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺘﺒﻌﺜﺮ اﳌﺨﻠﻮﻗﺎت اﳌﻨﺘﻈﻤﺔ وﺗﻐﻴﺮ ﺣﺎﻟﻬﺎ وﻣﺴﺎرﻫﺎ ٣٩٣ اﻹﻧﻔﻄﺎر ٨٢ اﳌﻄﻔﻔﲔ ٨٣ ٣٩٦ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎن ﺣﺎل اﻟﻨﺎس ﰲ اﳌﻮازﻳﻦ واﳌﻨﺎزل اﻷﺧﺮوﻳﺔ ،ﺗﻬﺪﻳﺪاً ﻟﻠﻤﻄﻔﻔﲔ واﳌﻜﺬﺑﲔ ،وﺗﺄﻧﻴﺴﺎً ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﲔ ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺎﺳﺘﺴﻼم اﻟﻜﻮن وﺧﻀﻮﻋﻪ ﻟﺮﺑﻪ ﰲ أﻣﺮه ،إﻟﺰاﻣﺎً اﻻﻧﺸﻘﺎق ٨٤ ﺑﺎﻻﺳﺘﺴﻼم ،واﺳﺘﻨﻜﺎراً ﻟﻠﺠﺤﻮد ٤٠٠ اﻟﺒﺮوج ٨٥ اﻟﻄﺎرق ٨٦ إﻇﻬﺎر ﻗﻮة اﷲ وإﺣﺎﻃﺘﻪ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ وﺗﻮﻋﺪه ﻟﻠﻤﺘﺮﺑﺼﲔ ﺑﺎﳌﺆﻣﻨﲔ٤٠٣ ، اﻷﻋﻠﻰ ٨٧ ﺑﺎﻟﻌﺬاب اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﻐﺎﺷﻴﺔ ٨٨ اﻟﻔﺠﺮ ٨٩ إﻇﻬﺎر رﻗﺎﺑﺔ اﷲ اﻟﻨﺎﻓﺬة وﻗﺪرﺗﻪ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ٤٠٦ اﻟﺒﻠﺪ ٩٠ اﻟﺸﻤﺲ ٩١ ﺗﺬﻛﻴﺮ اﻟﻨﻔﻮس ِﲟ ﱠﻨﺔ اﷲ اﻷﻋﻠﻰ ،وﺗﻌﻠﻴﻘﻬﺎ ﺑﺎﳊﻴﺎة اﻷﺧﺮى ،وﺗﺨﻠﻴﺼﻬﺎ ٤٠٩ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﱡﻘﺎت اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﺬﻛﻴﺮ اﻟﻨﻔﻮس ﲟﺸﺎﻫﺪ اﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺬاب واﻟﻨﻌﻴﻢ ،ودﻻﺋﻞ ٤١٢ ذﻟﻚ ﰲ اﻵﻳﺎت اﳊﺎﺿﺮة ،ﻟﺘﻤﺘﻠﺊ اﻟﻨﻔﻮس رﻏﺒﺔ ورﻫﺒﺔ ٤١٥ ﻋﺮض ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﻌﻈﻤﺔ واﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ ﰲ اﻟﻜﻮن وأﺣﻮال اﻹﻧﺴﺎن، وﺑﻴﺎن ﻋﺎﻗﺒﺔ اﳌﻐﺘﺮﻳﻦ ذﻛﺮ ﺣﺎل اﻹﻧﺴﺎن؛ ﺑﲔ َﻛﺒَﺪ اﻟﻜﻔﺮ واﻟﻌﺬاب وﺑﲔ اﻟﺼﻌﻮد ﻟﺴﻠﻢ اﻟﺮﺣﻤﺔ ٤١٨ واﻹﳝﺎن ﰲ اﻟﺪارﻳﻦ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ إﻇﻬﺎر آﻳﺎت اﷲ وآﻻﺋﻪ ﰲ اﻵﻓﺎق واﻷﻧﻔﺲ وأﺣﻮاﻟﻬﺎ ،ﺗﺰﻛﻴﺔ ٤٢١ ﻟﻠﻨﻔﻮس ،وزﺟﺮاً ﻋﻦ اﻟﻌﺼﻴﺎن ٤٨٦
اﻟﺼﻔﺤﺔ اﳌﻘﺼﺪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺴﻮرة رﻗﻢ اﻟﺴﻮرة اﻟﺴﻮرة ٤٢٤ ٩٢اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻴﺎن اﻻﺧﺘﻼف ﺑﲔ اﻵﻳﺎت واﻷﻧﻔﺲ وأﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ،إﻇﻬﺎراً ﻟﻠﺘﻔﺎﺿﻞ ﺑﲔ ٤٢٧ اﳌﺆﻣﻨﲔ واﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ اﻟﻀﺤﻰ ٩٣ ٤٣٠ اﻟﺸﺮح ٩٤ ٤٣٢ ذﻛﺮ رﻋﺎﻳﺔ اﷲ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﷺ واﻻﻣﺘﻨﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻨﻌﻤﺔ اﻟﻮﺣﻲ ودواﻣﻬﺎ ﻟﻪ، اﻟﺘﲔ ٩٥ ٤٣٤ ﺗﺄﻧﻴﺴﺎً ﻟﻪ ،وﺗﺬﻛﻴﺮاً ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﻟﻌﻠﻖ ٩٦ ٤٣٦ اﻟﻘﺪر ٩٧ ذﻛﺮ إﲤﺎم ﻣﻨﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﷺ ﺑﺰوال اﻟﻐﻢ واﳊﺮج واﻟﻌﺴﺮ ﻋﻨﻪ، اﻟﺒﻴﻨﺔ ٩٨ وﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ذﻟﻚ اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ ٩٩ ذﻛﺮ ﻗﻴﻤﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﺷﺮﻓﻪ ﺑﺪﻳﻨﻪ ،وﺳﻔﻮﻟﻪ وﻫﻮاﻧﻪ ﺑﺘﺨﻠﻴﻪ ﻋﻨﻪ؛ ﻟﺬا أﻗﺴﻢ ﺑﺄﻣﺎﻛﻦ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻴﺎن ﻛﻤﺎل اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﻮﺣﻲ اﻟﺒﺎﻋﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻖ اﻟﻌﺒﺪ ﺑﺮﺑﻪ وﺧﻀﻮﻋﻪ ﻟﻪ ،وﻧﻘﺼﻪ ﲟﺨﺎﻟﻔﺔ ذﻟﻚ ﺑﻴﺎن ﻋﻈﻢ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪر وﻓﻀﻠﻬﺎ وﻣﺎ أﻧﺰل ﻓﻴﻬﺎ ذﻛﺮ ﻣﻨﺰﻟﺔ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ،ووﺿﻮﺣﻬﺎ وﻛﻤﺎﻟﻬﺎ ٤٣٩ ﻗﺮع اﻟﻘﻠﻮب اﻟﻐﺎﻓﻠﺔ ﻟﻠﻴﻘﲔ ﺑﺎﳊﺴﺎب واﻹﺣﺼﺎء اﻟﺪﻗﻴﻖ ٤٤٢ اﻟﻌﺎدﻳﺎت ١٠٠ ﺑﻴﺎن ﺻﻔﺎت اﻹﻧﺴﺎن ﰲ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ،ﺗﺬﻛﻴﺮاً ﻟﻪ ﲟﺂﻟﻪ ،وﺑﻌﺜﺎً ﻟﻪ ٤٤٥ اﻟﻘﺎرﻋﺔ ١٠١ اﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ١٠٢ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﺴﺎره اﻟﻌﺼﺮ ١٠٣ ﻗﺮع اﻟﻘﻠﻮب ﻻﺳﺘﺤﻀﺎر ﻫﻮل اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ٤٤٧ اﻟﻬﻤﺰة ١٠٤ اﻟﻔﻴﻞ ١٠٥ ﺗﺬﻛﻴﺮ اﳌﻨﺸﻐﻠﲔ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﳌﻮت واﳊﺴﺎب ٤٥٠ ﻗﺮﻳﺶ ١٠٦ ﺑﻴﺎن ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺮﺑﺢ واﳋﺴﺎرة ﰲ اﳊﻴﺎة ،واﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﻗﺖ ٤٥٢ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻹﻧﺴﺎن وﻋﻴﺪ اﳌﺘﻌﺎﻟﲔ اﻟﺴﺎﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ وأﻫﻠﻪ ٤٥٤ إﻇﻬﺎر ﻗﺪرة اﷲ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﻴﺘﻪ اﳊﺮام ،ﺗﺬﻛﻴﺮاً واﻣﺘﻨﺎﻧﺎً ٤٥٧ اﻻﻣﺘﻨﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ وﻣﺎ ﻳﻠﺰﻣﻬﻢ ﲡﺎه ذﻟﻚ ٤٥٩ ٤٦١ ﺑﻴﺎن أﺧﻼق اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ واﻵﺧﺮة ،ﲢﺬﻳﺮاً ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ،وﺗﺸﻨﻴﻌﺎً ﻋﻠﻰ اﳌﺎﻋﻮن ١٠٧ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ٤٨٧
اﻟﺼﻔﺤﺔ اﳌﻘﺼﺪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺴﻮرة رﻗﻢ اﻟﺴﻮرة اﻟﺴﻮرة ١٠٨اﻟﻜﻮﺛﺮ ﻣﻨﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ وﻗﻄﻊ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺒﻐﻀﲔ ﻟﻪ ٤٦٤ ١٠٩اﻟﻜﺎﻓﺮون ١١٠اﻟﻨﺼﺮ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺒﺮاءة ﻣﻦ اﻟﺸﺮك ،واﻟﺘﻤﺎﻳﺰ اﻟﺘﺎم ﺑﲔ اﻹﺳﻼم ٤٦٦ ١١١اﳌﺴﺪ واﻟﺸﺮك ٤٦٩ ﺑﻴﺎن ﻋﺎﻗﺒﺔ اﻹﺳﻼم ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ واﻟﻔﺘﺢ ،وﻣﺎ ﻳُ ْﺸﺮع ﻋﻨﺪ ﺣﺼﻮل ذﻟﻚ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﻟﻘﺮب أﺟﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻋﺪم ﻣﻨﻔﻌﺔ اﻟﻨﺴﺐ واﳉﺎه ﻣﻊ اﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﷲ ٤٧١ ٤٧٣ اﻹﺧﻼص إﺛﺒﺎت ﺗﻔﺮد اﷲ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎل واﻷﻟﻮﻫﻴﺔ وﺗﻨ ﱡﺰﻫﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺺ ١١٢ ٤٧٥ اﻟﺘﺤ ﱡﺼﻦ واﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺎﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﺮور اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﻔﻠﻖ ١١٣ ١١٤اﻟﻨﺎس اﻻﻋﺘﺼﺎم واﻟﺘﺤﺼﻦ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺷﺮ اﻟﺸﻴﻄﺎن ووﺳﻮﺳﺘﻪ ،وﻣﻦ اﻟﺸﺮور ٤٧٨ اﳋﻔﻴﺔ ٤٨٨
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 496
Pages:
