ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال ﻃﺮﻳﻖ وﻻ ﺗﻨﻘﺼﻮا اﻟﻬﺎﻟﻜﲔ اﻟﺒﺎﻗﲔ ﰲ اﻟﻌﺬاب اﺣﻜﻢ ﺗﺮﻳﺪوﻧﻬﺎ ﻣﻌﻮﺟﺔ ﺗﺘﻮﻋﺪون اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﺗﺒﻌﺎً ﻷﻫﻮاﺋﻜﻢ أﺣﺰن ﻟﻢ ﻳﻘﻴﻤﻮا ﰲ دﻳﺎرﻫﻢ اﳊﺎﻛﻤﲔ ﻳﺴﺘﻜﻴﻨﻮن ،وﻳﺘﺬﻟﻠﻮن اﳌﺮض واﻷﻟﻢ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺒﺆس ﻛﺜﺮوا وﳕﻮا ﻋﺪداً وﻣﺎ ًﻻ اﳊﺎﻟﺔ اﳊﺴﻨﺔ؛ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺴﻴﺌﺔ؛ ﻟﻴ ًﻼ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ،واﻟﻐﻨﻰ ﻣﻦ اﳌﺮض ،واﻟﻔﻘﺮ ﻳﺴﻜﻨﻮن ﻋﺬاﺑﻨﺎ ﻓﺠﺄة أوﻟﻢ ﻳﺘﺒ ﱠﲔ اﺳﺘﺪراﺟﻪ ﻟﻠﻤﻜﺬﺑﲔ ﺟﺪﻳﺮ ﻓﺠﺤﺪوا ﺑﻬﺎ وﻧﺨﺘﻢ اﻟﺬﻧﻳﺰﻦﻋأﻬﻻوﺎﻳﺘﻣﺟﻨﻜﻦﺎﻠﻤﺣﻮﺟﻪﻴنﺒﻪ، أﺧﺮه ﺣﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﺒﺘﻠﻊ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻮﻫﻢ ،وأرﻫﺒﻮﻫﻢ اﳊﺒﺎل واﻟﻌﺼﻲ واﻧﺼﺮﻓﻮا ﻓﻈﻬﺮ أذﻻء ،ﻣﻘﻬﻮرﻳﻦ راﺟﻌﻮن ﺑﺎﻟﻘﺤﻂ ،واﳉﺪب أﻧﺰل وأﺳﺒﻎ ﻳﺘﺸﺎءﻣﻮا ﻗﺤﻂ ،وﺟﺪب اﳋﺼﺐ ،واﻟﺮزق اﻟﺬي أﻛﻞ زرﻋﻬﻢ، اﻟﺴﻴﻞ اﳉﺎرف ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ وأﺷﻴﺎءﻫﻢ اﻟﺬي أﻏﺮق زروﻋﻬﻢ اﻟﻘﺤﻂ ﺑﻘﺪر اﷲ اﻟﺬي اﺧﺘﻠﻂ ﲟﻴﺎﻫﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻣﻸت آﻧﻴﺘﻬﻢ، اﻟﺬي ﻳﻔﺴﺪ اﻟﺜﻤﺎر ،وﻳﻘﻀﻲ وﻣﻀﺎﺟﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﳊﻴﻮان واﻟﻨﺒﺎت أوﺣﻰ اﻟﻌﺬاب ﻣﺒﻴﻨﺎت ﺑﻼد اﻟﺸﺎم اﻟﺒﺤﺮ ﻳﻨﻘﻀﻮن ﻋﻬﺪﻫﻢ ﻳﻘﻴﻤﻮن ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻋﺒﺮﻧﺎ ﻳﺮﻓﻌﻮن ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء ﻳﺬﻳﻘﻮﻧﻜﻢ ُﻣﻬﻠﻚ ﺻﻨﻤﺎً ﻣﻐﺸﻴﺎً ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻘﻂ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي واﻋﺪﻧﺎه ﻓﻴﻪ ذﻫﺒﻬﻢ ﺑﻄﻠﺖ ﺣﺰﻳﻨﺎً أﻟﻮاح اﻟﺘﻮراة ﻧﺪﻣﻮا ﺳﻜﻦ ﻻ ﺗﺴﺮ اﻷﻋﺪاء ﺻﻮت ﻳﺴﻤﻊ؛ ﲟﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﻲ ﻛﺼﻮت اﻟﺒﻘﺮ ﻣﺎ ﻛﻠﻔﻮه ﻣﻦ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻘﺮأ ،وﻻ ﻳﻜﺘﺐ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﺎﻗﺔ ﻳﺎ اﺑﻦ أﻣﻲ! رﺟﻌﻨﺎ ﺗﺎﺋﺒﲔ إﻟﻴﻚ ٤٧
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻌﺪد اﻷﺳﺒﺎط ،وﻫﻢ وﻓﺮﻗﻨﺎﻫﻢ و ﱠﻗﺮوه ،وﻋ ﱠﻈﻤﻮه اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال أﺑﻨﺎء ﻳﻌﻘﻮب اﻻﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺼﻤﻎ اﻟﺴﺤﺎب ﻓﺎﻧﻔﺠﺮت ﻃﻌﻤﻪ ﻛﺎﻟﻌﺴﻞ ﺣﻂ ﻋﻨﺎ ذﻧﻮﺑﻨﺎ ﺑﻴﺖ اﳌﻘﺪس ﻃﺎﺋﺮاً ﻳﺸﺒﻪ اﻟ ﱡﺴﻤﺎﻧﻰ ﻋﺬاﺑﺎً ﻳﻌﺘﺪون ﺑﺎﻟﺼﻴﺪ ﰲ ﻳﻮم ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﺴﺒﺖ ،وﻫﻮ ﻣﺤﺮم ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ ﺟﻤﺎﻋﺔ .ﰲ ﻏﻴﺮ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ ﻇﺎﻫﺮة ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳌﺎء اﺳﺘﻜﺒﺮوا ،وﻋﺼﻮا أﻟﻴﻢ ﺷﺪﻳﺪ ﻧﻌﻈﻬﻢ؛ ﻟﻨﻌﺬر ﻳﺬﻳﻘﻬﻢ أﻋﻠﻢ إﻋﻼﻣﺎً ﺻﺮﻳﺤﺎً إﻟﻰ اﷲ ﻓﻴﻬﻢ أذﻻء ،ﻣﺒﻌﺪﻳﻦ اﻟﺸﺪة ﰲ اﻟﻌﻴﺶ ﺑﺎﻟﺮﺧﺎء ﰲ اﻟﻌﻴﺶ ﺟﻤﺎﻋﺎت أﺧﺬوه ﻣﻦ أﺳﻼﻓﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﻻﺪﻳلﺘﻜﻠﺳﻤﻮﻮءن ﻓﺠﺎء ﻋﻠﻤﻮا ﻣﺎ ﰲ اﻟﻌﻬﻮد ﰲ اﻟﺘﻮراة؛ ﻣﺎ ﻳُﻌﺮض ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻓﻀﻴﻌﻮه ﺑﺈﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ،واﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ دﻧﻲء اﳌﻜﺎﺳﺐ؛ ﻛﺎﻟﺮﺷﻮة ﺳﺤﺎﺑﺔ رﻓﻌﻨﺎ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮن ﻟﺌﻼ ﺗﻘﻮﻟﻮا وﻗﺮرﻫﻢ ﲟﺎ أودع وأﻳﻘﻨﻮا ﰲ ﻓﻄﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪه ﳊﻘﻪ ،وﺻﺎر ﻗﺮﻳﻨﻪ، ﺻﻐﺎراً واﺳﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻜﻔﺮه، وﻧﺒﺬﻫﺎ رﻛﻦ إﻟﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻳﺨﺮج ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻻﻫﺜﺎً ورﺿﻲ ﺑﻬﺎ ﺗﻄﺮده ﳝﻴﻠﻮن ﻋﻦ اﳊﻖ ﰲ أﺳﻤﺎﺋﻪ ﻗﺒُﺢ أو ﻳﺤﺮﻓﻮﻧﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻳﻘﻀﻮن ،وﻳﺤﻜﻤﻮن وأﻣﻬﻠﻬﻢ ﺳﻨﻔﺘﺢ ﻟﻬﻢ اﻷرزاق؛ ﻟﻴﻐﺘﺮوا ،ﺛﻢ ﻧﺒﺎﻏﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻗﻮي ،ﺷﺪﻳﺪ ،ﻻ ﻳﺪﻓﻊ ﻳﺘﺤﻴﺮون ،وﻳﺘﺮددون ﺑﻘﻮة ،وﻻ ﺣﻴﻠﺔ ﺟﻨﻮن ﻣﺘﻰ وﻗﻮﻋﻬﺎ؟ ﻋﻈﻢ ﻋﻠﻤﻬﺎ ،وﺧﻔﻲ ﻳﻈﻬﺮﻫﺎ ﺟﺎﻣﻌﻬﺎ ﻟﻴﺄﻧﺲ ،وﻳﻄﻤﺌﻦ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺗﻌﺎﻇﻢ ،وﺗﻨﺰه ﺻﺎرت ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ،وﻗﻌﺪت؛ ﻷﺟﻞ اﳊﻤﻞ ﳋ ﱠﻔﺔ اﳊﻤﻞ اﻗﺒﻞ ﻣﺎﺗﻴﺴﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺻﺮي ،وﺣﺎﻓﻈﻲ أﺧﻼق اﻟﻨﺎس وأﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻮء ﲤﻬﻠﻮن ﻳُﺼﻴﺒ ﱠﻨﻚ اﻟﺴﻔﻬﺎء ﺑﺎﳌﻌﺮوف ،وﻫﻮ ﻛﻞ ﻗﻮل وﻋﻤﻞ ﺣﺴﻦ ﻋﺎرض ﻣﻦ ﻓﺎﳉﺄ ﻣﺴﺘﺠﻴﺮاً ﺑﺎﷲ وﺳﻮﺳﺔ ،وﺗﺜﺒﻴﻂ ﻋﻦ وﺳﻮﺳﺔ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﳋﻴﺮ ،وﺣﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮ ﻳﻌﻴﻨﻮﻧﻬﻢ ﰲ اﻟﻐﻮاﻳﺔ ﻻ ﻳ ﱠﺪﺧﺮون وﺳﻌﺎً وإﺧﻮان اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﰲ ﻏﻮاﻳﺘﻬﻢ ٤٨
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻌﺪد اﻷﺳﺒﺎط ،وﻫﻢ وﻓﺮﻗﻨﺎﻫﻢ و ﱠﻗﺮوه ،وﻋ ﱠﻈﻤﻮه اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال أﺑﻨﺎء ﻳﻌﻘﻮب اﻻﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺼﻤﻎ اﻟﺴﺤﺎب ﻓﺎﻧﻔﺠﺮت ﻃﻌﻤﻪ ﻛﺎﻟﻌﺴﻞ ﻃﺎﺋﺮاً ﻳﺸﺒﻪ اﻟ ﱡﺴﻤﺎﻧﻰ ﺣﻂ ﻋﻨﺎ ذﻧﻮﺑﻨﺎ ﺑﻴﺖ اﳌﻘﺪس ﻋﺬاﺑﺎً ﻳﻌﺘﺪون ﺑﺎﻟﺼﻴﺪ ﰲ ﻳﻮم ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﺴﺒﺖ ،وﻫﻮ ﻣﺤﺮم ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ ﺟﻤﺎﻋﺔ .ﰲ ﻏﻴﺮ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ ﻇﺎﻫﺮة ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳌﺎء اﺳﺘﻜﺒﺮوا ،وﻋﺼﻮا أﻟﻴﻢ ﺷﺪﻳﺪ ﻧﻌﻈﻬﻢ؛ ﻟﻨﻌﺬر ﻳﺬﻳﻘﻬﻢ أﻋﻠﻢ إﻋﻼﻣﺎً ﺻﺮﻳﺤﺎً إﻟﻰ اﷲ ﻓﻴﻬﻢ أذﻻء ،ﻣﺒﻌﺪﻳﻦ اﻟﺸﺪة ﰲ اﻟﻌﻴﺶ ﺑﺎﻟﺮﺧﺎء ﰲ اﻟﻌﻴﺶ ﺟﻤﺎﻋﺎت أﺧﺬوه ﻣﻦ أﺳﻼﻓﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﻻﺪﻳلﺘﻜﻠﺳﻤﻮﻮءن ﻓﺠﺎء ﻋﻠﻤﻮا ﻣﺎ ﰲ اﻟﻌﻬﻮد ﰲ اﻟﺘﻮراة؛ ﻣﺎ ﻳُﻌﺮض ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻓﻀﻴﻌﻮه ﺑﺈﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ،واﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ دﻧﻲء اﳌﻜﺎﺳﺐ؛ ﻛﺎﻟﺮﺷﻮة ﺳﺤﺎﺑﺔ رﻓﻌﻨﺎ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮن ﻟﺌﻼ ﺗﻘﻮﻟﻮا وﻗﺮرﻫﻢ ﲟﺎ أودع وأﻳﻘﻨﻮا ﰲ ﻓﻄﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪه ﳊﻘﻪ ،وﺻﺎر ﻗﺮﻳﻨﻪ، ﺻﻐﺎراً واﺳﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻜﻔﺮه، وﻧﺒﺬﻫﺎ رﻛﻦ إﻟﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻳﺨﺮج ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻻﻫﺜﺎً ورﺿﻲ ﺑﻬﺎ ﺗﻄﺮده ﳝﻴﻠﻮن ﻋﻦ اﳊﻖ ﰲ أﺳﻤﺎﺋﻪ ﻗﺒُﺢ أو ﻳﺤﺮﻓﻮﻧﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻳﻘﻀﻮن ،وﻳﺤﻜﻤﻮن وأﻣﻬﻠﻬﻢ ﺳﻨﻔﺘﺢ ﻟﻬﻢ اﻷرزاق؛ ﻟﻴﻐﺘﺮوا ،ﺛﻢ ﻧﺒﺎﻏﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻗﻮي ،ﺷﺪﻳﺪ ،ﻻ ﻳﺪﻓﻊ ﻳﺘﺤﻴﺮون ،وﻳﺘﺮددون ﺑﻘﻮة ،وﻻ ﺣﻴﻠﺔ ﺟﻨﻮن ﻣﺘﻰ وﻗﻮﻋﻬﺎ؟ ﻋﻈﻢ ﻋﻠﻤﻬﺎ ،وﺧﻔﻲ ﻳﻈﻬﺮﻫﺎ ﺟﺎﻣﻌﻬﺎ ﻟﻴﺄﻧﺲ ،وﻳﻄﻤﺌﻦ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺗﻌﺎﻇﻢ ،وﺗﻨﺰه ﺻﺎرت ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ،وﻗﻌﺪت؛ ﻷﺟﻞ اﳊﻤﻞ ﳋ ﱠﻔﺔ اﳊﻤﻞ اﻗﺒﻞ ﻣﺎﺗﻴﺴﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺻﺮي ،وﺣﺎﻓﻈﻲ أﺧﻼق اﻟﻨﺎس وأﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻮء ﲤﻬﻠﻮن ﻳُﺼﻴﺒ ﱠﻨﻚ اﻟﺴﻔﻬﺎء ﺑﺎﳌﻌﺮوف ،وﻫﻮ ﻛﻞ ﻗﻮل وﻋﻤﻞ ﺣﺴﻦ ﻋﺎرض ﻣﻦ ﻓﺎﳉﺄ ﻣﺴﺘﺠﻴﺮاً ﺑﺎﷲ وﺳﻮﺳﺔ ،وﺗﺜﺒﻴﻂ ﻋﻦ وﺳﻮﺳﺔ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﳋﻴﺮ ،وﺣﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮ ﻳﻌﻴﻨﻮﻧﻬﻢ ﰲ اﻟﻐﻮاﻳﺔ ﻻ ﻳ ﱠﺪﺧﺮون وﺳﻌﺎً وإﺧﻮان اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﰲ ﻏﻮاﻳﺘﻬﻢ ٤٨
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال ﺗﺨﺸﻌﺎً وﺗﺬﻟ ًﻼ ﺣﺠﺞ ،وﺑﺮاﻫﲔ اﺧﺘﻠﻘﺘﻬﺎ وأﺣﺪﺛﺘﻬﺎ آﺧﺮ اﻟﻨﻬﺎر ﺑﺄول اﻟﻨﻬﺎر ﺗﻮاﺿﻌﺎً ،وﺧﻮﻓﺎً ﻣﻨﻪ ﻳﻨﺰﻫﻮﻧﻪ ﻋﻤﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺣﺠﺔ إﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻫﻲ ﺑﺎﻃﻠﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﻋﺎرض اﻟﻨﺺ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻫﺬه اﻵﻳﺔ أﺻﻞ ﰲ ﺛﺒﻮت اﳊﻖ ﻷﻫﻞ اﶈﻠﺔ ،أن ﻳﺨﺮﺟﻮا ﻣﻦ ﻣﺤﻠﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺨﺸﻰ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻓﺸﻮ اﻟﻔﺴﺎد ﺑﻴﻨﻬﻢ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻴﻮخ :اﺛﻨﺎن أذﻧﺒﺎ ذﻧﺒﺎً :آدم وإﺑﻠﻴﺲ؛ ﻓﺂدم ﺗﺎب ﻓﺘﺎب اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ،واﺟﺘﺒﺎه وﻫﺪاه ،وإﺑﻠﻴﺲ أﺻﺮ واﺣﺘﺞ ﺑﺎﻟﻘﺪر ،ﻓﻤﻦ ﺗﺎب ﻣﻦ ذﻧﺒﻪ أﺷﺒﻪ أﺑﺎه آدم ، وﻣﻦ أﺻﺮ واﺣﺘﺞ ﺑﺎﻟﻘﺪر أﺷﺒﻪ إﺑﻠﻴﺲ اﻟﺴﻌﺪي ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﺎس اﳊﺴﻲ؛ ﻓﺈن ﻟﺒﺎس اﻟﺘﻘﻮى ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ اﻟﻌﺒﺪ وﻻ ﻳﺒﻠﻰ ،وﻻ ﻳﺒﻴﺪ ،وﻫﻮ ﺟﻤﺎل اﻟﻘﻠﺐ واﻟﺮوح ،وأﻣﺎ اﻟﻠﺒﺎس اﻟﻈﺎﻫﺮي ﻓﻐﺎﻳﺘﻪ أن ﻳﺴﺘﺮ اﻟﻌﻮرة اﻟﻈﺎﻫﺮة ﰲ وﻗﺖ ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت ،أو ﻳﻜﻮن ﺟﻤﺎﻻً ﻟﻺﻧﺴﺎن ،وﻟﻴﺲ وراء ذﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﻊ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺺ اﷲ ﻣﻦ ﻣﺤﺎورة ﻗﺎدة اﻷﱈ وأﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﻋﻈﺔ وﲢﺬﻳﺮ ﻟﻘﺎدة اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ اﻹﻳﻘﺎع ﺑﺄﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺰج ﺑﻬﻢ ﰲ اﻟﻀﻼﻟﺔ ،وﻳﺤﺴﻦ ﻟﻬﻢ ﻫﻮاﻫﻢ ،وﻣﻮﻋﻈﺔ ﻟﻌﺎﻣﺘﻬﻢ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮﺳﺎل ﰲ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺑﻪ ﻫﻮاﻫﻢ ،وﻻ ﻳﺒﻠﻐﻬﻢ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ إﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻬﻢ أﺟﺒﺮوا ﻋﻠﻰ ﰲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑــ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ أن ﻳﻨﻈﺮوا إﻟﻰ أﻫﻞ اﻟﻨﺎر؛ ﻷن اﻟﻬﻮل ﺷﺪﻳﺪ ،وﻣﻨﻈﺮ اﻟﻨﺎر اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻈﻴﻊ ﺟﺪاً ،ﻻ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ أﺣﺪ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎره ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎل ﰲ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻣﻊ أﻫﻞ اﳉﻨﺔ: وﻣﻦ ﺗﺪﺑﺮ أﺣﻮال اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺟﺪ ﻛﻞ ﺻﻼح ﰲ اﻷرض ﻓﺴﺒﺒﻪ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﷲ ،وﻋﺒﺎدﺗﻪ ،وﻃﺎﻋﺔ رﺳﻮﻟﻪ ﷺ ،وﻛﻞ ﺷﺮ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻓﺘﻨﺔ وﺑﻼء وﻗﺤﻂ وﺗﺴﻠﻴﻂ ﻋﺪو ،وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻓﺴﺒﺒﻪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ واﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ ﻏﻴﺮ اﷲ ٤٩
اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ وﻫﺬه ﺳﻨﺔ اﷲ ﰲ ﻋﺒﺎده ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة أن اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال ﻟﻠﻤﺘﻘﲔ ،واﻟﻈﻔﺮ واﻟﻐﻠﺐ ﻟﻬﻢ؛ ﻛﻤﺎ أﻫﻠﻚ ﻗﻮم ﻧﻮح ﺑﺎﻟﻐﺮق، وﳒﻰ ﻧﻮﺣﺎً وأﺻﺤﺎﺑﻪ اﳌﺆﻣﻨﲔ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻗﺎل اﳊﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮي :اﳌﺆﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎت وﻫﻮ ﻣﺸﻔﻖ ،و ِﺟﻞ ﺧﺎﺋﻒ ،واﻟﻔﺎﺟﺮ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﻌﺎﺻﻲ وﻫﻮ آﻣﻦ اﻟﻌﺰ اﻟﻐﻀﺐ ﷲ ﻣﻦ ﺛﻤﺮات إﺟﻼل اﷲ وﻣﻬﺎﺑﺘﻪ ،واﻟﻐﻀﺐ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻲء ﺑﺤﻀﺮﺗﻪ ﻣﺘﻀﻤﻦ ﻟﻺﺟﻼل ،وزﺟﺮ ﻟﻠﻤﺴﻲء ﻋﻦ اﻧﺘﻬﺎك اﳊﺮﻣﺎت ،وﻻ ﺧﻴﺮ ﰲ ﻋﺒﺪ ﻻ ﻳﻐﻀﺐ ﳌﻮﻻه ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس :ﻳﻘﻮل اﷲ :أﻧﺎ أﻫﻞ أن أﺗﻘﻰ ،ﻓﺈن ُﻋﺼﻴﺖ اﻟﺒﻐﻮي ﻓﺄﻧﺎ أﻫﻞ أن أﻏﻔﺮ اﻟﺴﻌﺪي وﻫﺬا اﳌﻘﺼﻮد اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ إﻧﻜﺎر اﳌﻨﻜﺮ ﻟﻴﻜﻮن ﻣﻌﺬرة، وإﻗﺎﻣﺔ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺄﻣﻮر اﳌﻨﻬﻲ ،وﻟﻌﻞ اﷲ أن ﻳﻬﺪﻳﻪ؛ ﻓﻴﻌﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ ذﻟﻚ اﻷﻣﺮ واﻟﻨﻬﻲ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺨﻠﺪ اﻟﻌﺒﺪ إﻟﻰ اﻷرض؛ ﻳﻬﺒﻂ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺳﻤﻰ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أﺳﻤﺎءه ﺑﺎﳊﺴﻨﻰ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﰲ اﻷﺳﻤﺎع واﻟﻘﻠﻮب؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪه، وﻛﺮﻣﻪ ،وﺟﻮده ،ورﺣﻤﺘﻪ ،وإﻓﻀﺎﻟﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﺧﺺ اﻷرﺟﻞ واﻷﻳﺪي واﻷﻋﲔ واﻵذان؛ ﻷﻧﻬﺎ آﻻت اﻟﻌﻠﻢ، واﻟﺴﻌﻲ ،واﻟﺪﻓﻊ ﻟﻠﻨﺼﺮ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻣﻦ ﻗﺮئ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺮآن ،ﻓﻠﻴﻘﺪر ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺄﳕﺎ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻣﻦ اﷲ ﻳﺨﺎﻃﺒﻪ ﺑﻪ؛ ﻓﺈذا ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ذﻟﻚ اﻟﺴﻤﺎع ،ازدﺣﻤﺖ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﳌﺴﻤﻮع وﻟﻄﺎﺋﻔﻪ وﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ٥٠
اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﻧﻴﺔ وﺟﻪ اﳌﺼﺤﻒ ٨ ﺳﻮرة اﻷﻧﻔﺎل ﻷﻧﻬﺎ اﻓﺘﺘﺤﺖ ﺑﺂﻳﺔ ورد ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﺳﻢ اﻷﻧﻔﺎل اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﻨﺰول ٨٨ اﻟﺴﻮرة ﻷﻧﻬﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻌﺪ ﻏﺰوة ﺑﺪر وﺟﻪ ﺳﻮرة ﺑﺪر اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﳉﻬﺎد ﻷن ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺟﺎء ﰲ ذﻛﺮ وﺟﻪ اﳉﻬﺎد وأﺣﻜﺎﻣﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺑﻴﺎن أﺣﻜﺎم اﳉﻬﺎد ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ وﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻨﺼﺮ واﻟﻬﺰﳝﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻏﺰوة ﺑﺪر ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﻏﺰوة ﺑﺪر اﻟﻜﺒﺮى وﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﻢ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ وﺻﻔﺎت اﳌﺆﻣﻨﲔ اﻟﺼﺎدﻗﲔ ﳕﺎذج ﻣﻦ ﻋﺪاوة اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ اﻷﻣﺮ ﺑﻄﺎﻋﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ واﳊﺬر ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ وﺑﻴﺎن ﺛﻤﺮات اﻟﺘﻘﻮى ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﻨﺼﺮ وﺑﻴﺎن أﺳﺒﺎب اﻟﻬﺰﳝﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ واﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﲟﺎ دار ﰲ أرض ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﺪر ﻣﻘﺪﻣﺎت ﰲ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻠﻢ واﳊﺮب واﳌﻌﺎﻫﺪات ﳕﺎذج ﻣﻦ ﺗﻌﺬﻳﺐ اﷲ ﻟﻠﻜﻔﺮة اﻟﻌﺘﺎب ﰲ أﺳﺮى ﺑﺪر وﺣﺪة اﻟﺼﻒ واﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﰲ اﻟﻘﺘﺎل ﻗﻮاﻋﺪ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻐﻴﺮه ٥١
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال ﺑﻴﻨﺖ ﺳﻮرة اﻷﻧﻔﺎل ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ،وﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺿﺮورة اﻷﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎب اﳌﺎدﻳﺔ ،وﺣﺬرت ﻣﻦ اﻟﻐﺮور وﺗﺰﻳﲔ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻋﻘﺐ اﻟﻨﺼﺮ ،وﻗﺪ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﰲ أﻋﻘﺎب ﻏﺰوة ﺑﺪر اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ اﳉﻮﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﺟﻮﻻت اﳊﻖ ﻣﻊ اﻟﺒﺎﻃﻞ ،ورد اﻟﺒﻐﻲ واﻟﻄﻐﻴﺎن ،وﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﲢﺔ اﻟﻐﺰوات ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼم ،وﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻨﺼﺮ ﳉﻨﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ،ﺣﺘﻰ ﺳﻤﺎﻫﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺳﻮرة ﺑﺪر؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻨﺎوﻟﺖ أﺣﺪاث ﻫﺬه اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑﺈﺳﻬﺎب، ورﺳﻤﺖ اﳋﻄﺔ اﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﺘﺎل ،وﺑﻴﻨﺖ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺆﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ واﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ،واﻟﻮﻗﻮف ﰲ وﺟﻪ اﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﺑﻜﻞ ﺷﺠﺎﻋﺔ وﺟﺮأة ،وﺣﺰم وﺻﻤﻮد وﻋﺰم. ﻛﻤﺎ اﻋﺘﻨﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﳉﺎﻧﺐ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻐﺰوات واﳉﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺎﳉﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻋﻘﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻐﺰوات ،وﺗﻀﻤﻨﺖ ﻛﺜﻴﺮاً ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت اﳊﺮﺑﻴﺔ ،واﻹرﺷﺎدات اﻹﻟﻬﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﻣﻨﲔ اﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﰲ ﻗﺘﺎﻟﻬﻢ ﻷﻋﺪاء اﷲ ،وﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺴﻠﻢ واﳊﺮب، وأﺣﻜﺎم اﻷﺳﺮى واﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ،وﺧﺘﻤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺒﻴﺎن اﻟﻮﻻﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﲔ اﳌﺆﻣﻨﲔ ،وأﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻨﺎءت دﻳﺎرﻫﻢ، واﺧﺘﻠﻔﺖ أﺟﻨﺎﺳﻬﻢ ،ﻓﻬﻢ أﻣﺔ واﺣﺪة ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻷﻧﻔﺎل وﻫﻲ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﰲ آﺧﺮ ﺳﻮرة اﻷﻋﺮاف ذﻛﺮ اﳌﻼﺋﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﻏﻨﻤﻬﺎ اﳌﺴﻠﻤﻮن ﻳﻮم ﺑﺪر، وﻋﺒﺎدﺗﻬﻢ ﷲ ،وﰲ ﺳﻮرة اﻷﻧﻔﺎل ذﻛﺮ ﻧﺼﺮﺗﻬﻢ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﺳﺮى ﺑﺪر وﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ أﻳﻀﺎً ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻋﻴﺮ ﻗﺮﻳﺶ ،وﻣﺎ ﲢﻤﻠﻪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻣﻦ أرزاق ،أو اﻟﻨﻔﻴﺮ ﻟﻘﺘﺎﻟﻬﻢ ﻓﺰﻋﺖ آﺧﺮﻫﻢ ،واﳌﺮاد :ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ وﻳﺴﺘﺄﺻﻞ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﺴﻼح ،واﻟﻘﻮة ﻳﻠﻘﻲ اﻟﻨﻌﺎس ﻋﻠﻴﻜﻢ؛ ﻛﺎﻟﻐﻄﺎء ﻳﺘﺒﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﻟﻴﻈﻬﺮه ﻟﻠﻨﺎس وﺳﺎوﺳﻪ وﺗﺨﻮﻳﻔﺎﺗﻪ أﻣﺎﻧﺎً وﻟﻴﺸﺪ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ ﻃﺮف ،وﻣﻔﺼﻞ ﺑﺈﻋﺎﻧﺘﻲ وﻧﺼﺮي ٥٢
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال ﻣﻈﻬﺮاً اﻟﻔﺮار؛ اﻟﻈﻬﻮر ﻣﺘﻘﺎرﺑﲔ ﻣﻨﻜﻢ ،ﻣﺠﺘﻤﻌﲔ؛ ﺧﺪﻋﺔ ،ﺛﻢ ﻳﻜﺮ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻟﻜﺜﺮﺗﻬﻢ ﻳﺰﺣﻔﻮن اﳌﺮﺟﻊ رﺟﻊ ﻣﻨﺤﺎزاً إﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﻘﺘﺎل ﺗﻄﻠﺒﻮا -أﻳﻬﺎ اﻟﻜﻔﺎر- اﻟﺬﻳﻦ ﻻﻣﻳﺘﻀﻜﻌﻠﻤﻒﻮن ﻣﻦ اﷲ أن ﻳﻮﻗﻊ ﺑﺄﺳﻪ ﺑﺎﻟﻈﺎﳌﲔ وﻟﻴﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺪت آذاﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ واﻷﺟﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺳﺖ أﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺳﻤﺎع اﳊﻖ ﻋﻦ اﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﳊﻖ ﺟﻤﺎﻋﺘﻜﻢ ﻳﺄﺧﺬﻛﻢ اﻟﻜﻔﺎر ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺄﺳﻜﻨﻜﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﺤﻨﺔ وﳝﺢ ﻣﺨﺮﺟﺎً ،وﳒﺎ ًة ،وﻫﺪاﻳ ًﺔ وﻧﻮراً اﺧﺘﺒﺎر ،واﺑﺘﻼء؛ أﺗﻄﻴﻌﻮﻧﻪ، وﺗﺸﻜﺮوﻧﻪ ،أم ﺗﻨﺸﻐﻠﻮن ﺑﻬﺎ ﻋﻨﻪ؟ أﻛﺎذﻳﺐ ،وﺣﻜﺎﻳﺎت ﻟﻴﺤﺒﺴﻮك وﻳﺴﺘﺮ ﻓﻼ ﻳﺆاﺧﺬ ﻧﺪاﻣﺔ وﺗﺼﻔﻴﻘﺎً ﺻﻔﻴﺮاً ﺳﺒﻖ ﻓﻴﺠﻌﻠﻪ ﻣﻠﻘﻰ ﻟﻴﻔﺼﻞ ﺑﻌﻀﻪ ﻓﻮق ﺑﻌﺾ ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﺮاﺑﺔ رﺳﻮل اﷲ ﷺ ،وﻫﻢ: ﺑﺎﻟﻬﻼك إذا ﻛﺬﺑﻮا ﺑﻨﻮ ﻫﺎﺷﻢ ،وﺑﻨﻮ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ ﺷﺮك ،وﺻﺪ اﳌﺴﺎﻓﺮ اﳌﻨﻘﻄﻊ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻮادي ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ اﻷﻗﺮب إﻟﻰ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻮادي اﻷﺑﻌﺪ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﺳﺎﺣﻞ ﺟﻤﻊ اﳌﺆﻣﻨﲔ، اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ وﺟﻤﻊ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﳉﺒﻨﺘﻢ ،وﺗﺮددﰎ ﻓﺘﻀﻌﻔﻮا ،وﲡﺒﻨﻮا ﻋﻴﺮ ﻗﺮﻳﺶ اﻟﺘﻲ ﻗﻮﺗﻜﻢ وﻧﺼﺮﻛﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﲡﺎرﺗﻬﻢ ﻧﺎﺻﺮﻛﻢ ،وﻣﺠﻴﺮﻛﻢ وﻗﺎﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺸﻞ، وﳒﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻛﺒﺮاً ﻛﻌﺎدة ،وﺳﻨﺔ رﺟﻊ ﻣﺪﺑﺮاً ﺗﻘﺎﺑﻠﺖ ﻓﺎﻃﺮح ﻋﻬﺪﻫﻢ أﻧﺰل ﺑﻬﻢ ﻋﺬاﺑﺎً ﲡﺪ ﱠﻧﻬﻢ ﻣﺎﻟﻮا ﻳﺨﻮف ﻣﻦ وراءﻫﻢ ﻛﺎﻓﻴﻚ ﻟﺘﻜﻮﻧﻮا وإﻳﺎﻫﻢ ﻣﺴﺘﻮﻳﻦ ﻓﺎﺗﻮا ،وﳒﻮا ﻣﻦ ﰲ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻄﺮﺣﻪ ﻋﺬاب اﷲ ﻟﻠﻤﺴﺎﳌﺔ وﺗﺮك اﳊﺮب ﻣﻞ ﻓﺄﻗﺪرك ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﰲ اﻟﻘﺘﻞ ﺣﺚ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻋﻦ دﻳﻨﻬﻢ ﻧﺼﺮت اﳌﺆﻣﻨﲔ أﻧﺰﻟﻮا اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﰲ دورﻫﻢ وذوو اﻟﻘﺮاﺑﺎت ﺑﺎﻟﺼﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ اﳉﻮزي ﻗﺎل اﻟﺴﺪي :ﻫﻮ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻬﻢ ﺑﺎﳌﻌﺼﻴﺔ ﻓﻴﺬﻛﺮ اﷲ؛ ﻓﻴﻨﺰع ﻋﻨﻬﺎ! ٥٣
اﻟﻄﻨﻄﺎوي ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻤﻌﻮن آﻳﺎت اﷲ ﻓﻴﺰدادون إﳝﺎﻧﺎً، اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال أم أﻧﻨﺎ أو أن أﻛﺜﺮﻧﺎ ﻳﺴﻤﻊ آﻳﺎت اﻟﻘﺮآن ﻟﻠﻄﺮب وﻟﻠﻌﺠﺐ ،ﻓﺈذا ﺳﻤﻌﻬﺎ ﻟﻢ ﲡﺎوز أذﻧﻴﻪ وﻟﻢ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ وﻋﻘﻠﻪ؟ اﻟﻘﻠﻮب اﻟﺼﺎدﻗﺔ واﻷدﻋﻴﺔ اﻟﺼﺎﳊﺔ ﻫﻲ اﻟﻌﺴﻜﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻐﻠﺐ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وإﳕﺎ ﻛﺎن )اﻟﻨﻌﺎس( أﻣﻨﺎً ﻟﻬﻢ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﳌﺎ ﻧﺎﻣﻮا زال أﺛﺮ اﳋﻮف ﻣﻦ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﰲ ﻣﺪة اﻟﻨﻮم ،ﻓﺘﻠﻚ ﻧﻌﻤﺔ ،وﳌﺎ اﺳﺘﻴﻘﻈﻮا وﺟﺪوا ﻧﺸﺎﻃﺎً وﻧﺸﺎط اﻷﻋﺼﺎب ﻳﻜﺴﺐ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺷﺠﺎﻋﺔ ،وﻳﺰﻳﻞ ﺷﻌﻮر اﳋﻮف اﻟﺬي ﻫﻮ ﻓﺘﻮر اﻷﻋﺼﺎب اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وإﳕﺎ ﺧﺼﺖ اﻷﻋﻨﺎق واﻟﺒﻨﺎن؛ ﻷن ﺿﺮب اﻷﻋﻨﺎق إﺗﻼف ﻷﺟﺴﺎد اﳌﺸﺮﻛﲔ ،وﺿﺮب اﻟﺒﻨﺎن ﻳﺒﻄﻞ ﺻﻼﺣﻴﺔ اﳌﻀﺮوب ﻟﻠﻘﺘﺎل؛ ﻷن ﺗﻨﺎول اﻟﺴﻼح إﳕﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻷﺻﺎﺑﻊ اﺑﻦ رﺟﺐ اﷲ وﺣﺪه ﻳﻌﺼﻤﻚ ﻣﻦ اﳋﻄﺎﻳﺎ: ﺳﻤﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳋﻄﺎب رﺟ ًﻼ ﻳﻘﻮل)) :اﻟﻠﻬﻢ إﻧﻚ ﲢﻮل ﺑﲔ اﳌﺮء وﻗﻠﺒﻪ ،ﻓ ُﺤﻞ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﲔ ﻣﻌﺎﺻﻴﻚ(( ،ﻓﺄُﻋﺠﺐ ﻋﻤﺮ ودﻋﺎ ﻟﻪ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺄﺧﺒﺮ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺬب ﻣﺴﺘﻐﻔﺮاً؛ ﻷن اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﳝﺤﻮ اﻟﺬﻧﺐ اﻟﺬي ﻫﻮ ﺳﺒﺐ اﻟﻌﺬاب ،ﻓﻴﻨﺪﻓﻊ اﻟﻌﺬاب إن اﻟﺸﻘﺎق ﻳﻀﻌﻒ اﻷﱈ اﻟﻘﻮﻳﺔ ،وﳝﻴﺖ اﻷﱈ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ اﻟﻐﺰاﻟﻲ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺄﺧﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن أﻧﻪ ﻳﺨﺎف اﷲ ،واﻟﻌﻘﻮﺑﺔ إﳕﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﺮك ﻣﺄﻣﻮر ،أو ﻓﻌﻞ ﻣﺤﻈﻮر اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻫﻮ اﳌﺎل؛ وإﳕﺎ ﺳﻤﻲ ﻋﺮﺿﺎً ﻷن اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﻪ ﻗﻠﻴﻞ اﻟﻠﺒﺚ، ﻓﺄﺷﺒﻪ اﻟﺸﻲء اﻟﻌﺎرض؛ إذ اﻟﻌﺮوض ﻣﺮور اﻟﺸﻲء وﻋﺪم ﻣﻜﺜﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺮض ﻟﻠﻤﺎﺷﲔ ﺑﺪون ﺗﻬﻴﺆ اﻟﺸﺎﻃﺒﻲ ﺛﺒﺖ ﰲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ اﳋﻄﺄ ﰲ اﻻﺟﺘﻬﺎد، ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺑﺴﻄﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء وأﻫﻞ اﻷﺻﻮل ،وﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ٥٤
اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﻧﻴﺔ وﺟﻪ اﳌﺼﺤﻒ ٩ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻜﺜﺮة ذﻛﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ وﺗﻜﺮارﻫﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﻨﺰول ١١٣ اﻟﺴﻮرة ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻔﺘﺘﺤﺔ ﺑﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة ﺑﺮاءة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﻔﺎﺿﺤﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻀﺤﺖ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﻋﻨﺪ وﺟﻪ ﻧﺰوﻟﻬﺎ وﻛﺸﻔﺖ أﺳﺮارﻫﻢ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻛﺸﻒ أﺣﻮال اﻟﻄﻮاﺋﻒ، ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﺑﺎﳌﻔﺎﺻﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ، وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﻌﺬاب وﻓﻀﺢ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ، اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻌﺬاب اﻟﻜﻔﺎر وﺗﻜﺮر ﻓﻴﻬﺎ وﲤﻴﻴﺰ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﺳﻮرة اﻟﺒﺤﻮث ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻀﻤﻨﺖ ذﻛﺮ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ وﺟﻪ وﻧﻔﺎﻗﻬﻢ واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺳﺮارﻫﻢ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﻷﻧﻬﺎ ﻧ ﱠﻘﺮت ﻋﻤﺎ ﰲ ﻗﻠﻮب اﳌﺸﺮﻛﲔ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﳌﻨﻘﺮة اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻟﺒﺮاءة ﻣﻦ اﳌﺸﺮﻛﲔ، ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ وأﺣﻜﺎم ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﺳﻮرة اﳊﺎﻓﺮة ﻷﻧﻬﺎ ﺣﻔﺮت ﻋﻦ ﻗﻠﻮب اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ وﺟﻪ ﺻﻔﺎت اﳌﺸﺮﻛﲔ، وﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﺮوﻧﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ وﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻊ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﳊﺚ ﻋﻠﻰ اﳉﻬﺎد، وﻋﻤﺎرة اﳌﺴﺎﺟﺪ ٥٥
اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﻓﻀﻞ اﷲ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻓﻀﻞ اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ وﺛﻮاﺑﻬﻢ ،وﲢﺮﱘ ﺗﻮﻟﻲ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال ﻧﻬﺐ اﻷﺣﺒﺎر ﻷﻣﻮال اﻟﻨﺎس وﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﲢﺮﱘ دﺧﻮل اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ اﳊﺮام وﻗﺘﺎﻟﻬﻢ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳉﻬﺎد واﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻨﺼﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻷﺷﻬﺮ اﳊﺮم وﺗﻼﻋﺐ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﺑﻬﺎ أﻫﻞ اﻟﺰﻛﺎة ،وﺻﻔﺎت وﺟﺰاء أﻫﻞ اﻟﻨﻔﺎق واﻹﳝﺎن ﻓﻀﺢ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﻓﻀﻞ اﻟﺼﺪﻗﺔ واﻟﺘﻮﺑﺔ ،وﺑﻴﺎن اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺮاﺑﺤﺔ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳉﻬﺎد وأﻧﻮاع اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ واﳌﻌﺘﺬرﻳﻦ ﺗﻮﺑﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ أﻫﻞ ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك ﲢﺮﱘ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﲔ ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺆﻣﻨﲔ واﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﻣﻦ ﻧﺰول اﻟﺴﻮر ﻓﻀﻞ أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ،وﺑﻴﺎن ﻓﻀﻞ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻌﺾ ﺻﻔﺎت اﻟﻨﺒﻲ ﷺ أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﻓ ﱠﺼﻠﺖ اﻟﺴﻮرة أﺣﻜﺎم اﳉﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ،وﺑﻴﻨﺖ ﻣﻘﺎﺻﺪه وﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ،واﻟﻔﺌﺎت اﻟﺘﻲ ُﲡﺎﻫﺪ ،وﺣﺬرت ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﳌﺜﺒﻄﲔ ﻋﻨﻪ وﻫﻢ اﳌﻨﺎﻓﻘﻮن وأﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ،وﻓﺘﺤﺖ ﺑﺎب اﻟﺘﻮﺑﺔ ﳉﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﺆﻣﻨﻬﻢ وﻛﺎﻓﺮﻫﻢ وﻣﻨﺎﻓﻘﻬﻢ ،وﻗﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ اﻟﺴﻮرة ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻓﲔ أﺳﺎﺳﻴﲔ ،وﻫﻤﺎ: اﻷول :ﺑﻴﺎن اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﳌﺸﺮﻛﲔ ،وأﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎب. اﻟﺜﺎﻧﻲ :إﻇﻬﺎر ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﻔﻮس ﺣﻴﻨﻤﺎ اﺳﺘﻨﻔﺮﻫﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﻟﻐﺰو اﻟﺮوم ،وذﻟﻚ ﰲ ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك. وﻗﺪ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻮرة اﻟﻄﺎﺑﻮر اﳋﺎﻣﺲ اﳌﻨﺪس ﺑﲔ ﺻﻔﻮف اﳌﺴﻠﻤﲔ أﻻ وﻫﻢ اﳌﻨﺎﻓﻘﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ أﺷﺪ ﺧﻄﺮاً ﻣﻦ اﳌﺸﺮﻛﲔ ،ﻓﻔﻀﺤﺘﻬﻢ وﻛﺸﻔﺖ أﺳﺮارﻫﻢ وﻣﺨﺎزﻳﻬﻢ ،وﻇﻠﺖ ﺗﻘﺬﻓﻬﻢ ﺑﺎﳊﻤﻢ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﺗُﺒ ِﻖ ﻣﻨﻬﻢ دﻳﺎراً ،ﻓﻘﺪ وﺻﻞ ﺑﻬﻢ اﻟﻜﻴﺪ ﰲ اﻟﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم ،أن ﻳﺘﺨﺬوا ﺑﻴﻮت اﷲ أوﻛﺎراً ﻟﻠﺘﺨﺮﻳﺐ واﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ،وإﻟﻘﺎء اﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﲔ ﺻﻔﻮف اﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﰲ ﻣﺴﺠﺪﻫﻢ اﻟﺬي ﻋﺮف ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻀﺮار ،ﻓﻬﺪﻣﻪ رﺳﻮل اﷲ ﷺ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ،وﻛﻔﻰ اﷲ اﻹﺳﻼم واﳌﺴﻠﻤﲔ ﺷﺮﻫﻢ ،وﻛﻴﺪﻫﻢ ،وﺧﺒﺜﻬﻢ ،وﻓﻀﺤﻬﻢ إﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺑﺪأت ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ﺑﻨﺒﺬ اﻟﻌﻬﻮد ،وﰲ اﻷﻧﻔﺎل ، ﺑﺒﻴﺎن اﻟﻌﻬﻮد واﻟﻮﻓﺎء ﺑﻬﺎ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ٥٦
ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳﻮم اﻟﻨﺤﺮ وإﻋﻼم ﻓﺴﻴﺮوا آﻣﻨﲔ اﻧﻘﻀﻰ وﻟﻢ ﻳﻌﺎوﻧﻮا ﻟﻢ ﻳﺨﻮﻧﻮا اﻟﻌﻬﺪ وﺣﺎﺻﺮوﻫﻢ وأﺳﺮوﻫﻢ ﰲ ﻣﻌﺎﻗﻠﻬﻢ ﻃﻠﺐ اﻷﻣﺎن ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ اﻷﺷﻬﺮ اﻷرﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻳﻮم اﻟﻨﺤﺮ أ ِﻋﺪه ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أﺗﻰ آﻣﻨﺎً إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺮاﺑ ًﺔ ﻛﻞ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻮاﺛﻴﻘﻬﻢ ،وﻋﻬﻮدﻫﻢ ﻳﻈﻔﺮوا ﺑﻜﻢ وﻓﻮا ﺑﻌﻬﺪﻛﻢ ﻧﻘﻀﻮا ﻋﻬﺪاً ﺑﻄﺎﻧﺔ ،وأوﻟﻴﺎء دون اﺑﺘﻼء ﻻ ﻋﻬﺪ ﻟﻬﻢ وﻻ ذﻣﺔ ﻓﺎﻧﺘﻈﺮوا وﻫﻮ اﻟﻌﺎم اﻟﺘﺎﺳﻊ اﻟﺬﻳﻦﻋﻻﺪمﻳﺘرﻜوﻠاﻤﺟﻮﻬنﺎ اﻛﺘﺴﺒﺘﻤﻮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة ﻓﺮرﰎ ﻣﻨﻬﺰﻣﲔ ﻓﻠﻢ ﺗﻨﻔﻌﻜﻢ ﺧﺎﺿﻌﻮن أذﻻء ﻣﺎل ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﻘﺮاً ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻴﻬﻮد اﳌﻘﻴﻢ ﺑﺒﻼد اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﺮﻓﻮن ﻳﺸﺎﺑﻬﻮن ﻟﻴُﻌﻠﻴﻪ ﻋﻦ اﳊﻖ؟ ﻋ ﱠﺒﺎد اﻟﻨﺼﺎرى اﻟﻠﻮح اﶈﻔﻮظ ﺗﻨﺰه ،وﺗﻘﺪس اﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﳊﺮﻣﺔ ﻟﻴﺄﺧﺬون ﺷﻬﺮ إﻟﻰ ﺷﻬﺮ آﺧﺮ ﻻ ﻳﺆدون اﻟﺰﻛﺎة ﺗﺒﺎﻃﺄﰎ ،وﺗﻜﺎﺳﻠﺘﻢ وﻫﻲ :ذو اﻟﻘﻌﺪة ،وذو اﳌﺴﺘﻘﻴﻢ اﻟﺬي اﳊﺠﺔ ،واﶈﺮم ،ورﺟﺐ ﻣﺘﻮﺳﻄﺎً ﺑﲔ ﻻ ﻋﻮج ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺮﻳﺐ واﻟﺒﻌﻴﺪ ﻟﻴﻮاﻓﻘﻮا ﻋﺪد ﻳﺘﺤﻴﺮون إﻻ ﺗﺨﺮﺟﻮا ﻟﻠﺠﻬﺎد ﻣﺘﺎﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺜﻘﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﳋﺮوج ﺳﻬﻞ اﳌﺄﺧﺬ اﳌﺴﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺒﻮن ﻓﺘﻨﺘﻜﻢ، ﺗﻘﻄﻊ ﲟﺸﻘﺔ وﻓﺴﺎد ذات ﺑﻴﻨﻜﻢ وﺷﻜﺖ ﻟﺘﺄﻫﺒﻮا ﺑﺎﻟﺰاد واﻟﺮاﺣﻠﺔ ﰲ اﻟﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ اﳉﻬﺎد ﺧﺮوﺟﻬﻢ ﻟﻠﺠﻬﺎد ﻣﻌﻚ ﻓﺴﺎداً ،واﺿﻄﺮاﺑﺎً ﺟﻮاﺳﻴﺲ ﻳﺴﻤﻌﻮن ﺗﻨﺘﻈﺮون ﻷﺳﺮﻋﻮا اﻟﺴﻴﺮ أﺧﺒﺎرﻛﻢ ،وﻳﻨﻘﻠﻮﻧﻬﺎ إﻟﻴﻬﻢ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﻤﻴﻤﺔ وﻻ ﺗﻮﻗﻌﻨﻲ ﰲ ﻓﺘﻨﺔ ﻳﺨﺎﻓﻮن اﻟﻨﺴﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﳋﺮوج ﻣﻌﻚ د ﱠﺑﺮوا اﳊﻴﻞ اﻟﺸﻬﺎدة أو اﻟﻨﺼﺮ ﻧﻔﻘﺎً ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻨﻔﺎق واﻟﺘﺨﻠﻒ ﻣﺄﻣﻨﺎً ،وﺣﺼﻨﺎً ﻋﻦ اﳉﻬﺎد وﺗﺨﺮج أرواﺣﻬﻢ ﻛﻬﻮﻓﺎً ﰲ اﳉﺒﺎل ٥٧
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻛﺎﻓﻴﻨﺎ اﷲ ﻳﻌﻴﺒﻚ ﻳﺴﺮﻋﻮن اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال اﻟ ﱡﺴﻌﺎة اﻟﺬﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﳝﻠﻜﻮن ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻻ ﳝﻠﻜﻮن ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺠﻤﻌﻮن اﻟﺰﻛﺎة دون ﻛﻔﺎﻳﺘﻬﻢ اﳌﺪﻳﻨﲔ ،وﻣﻦ ﻏ ِﺮ ُﻣﻮا ﻣﻦ ﻳُﺮﺟﻰ إﺳﻼﻣﻬﻢ، ﻹﺻﻼح ذات اﻟﺒﲔ ﻋﺘﻖ اﻷر ﱠﻗﺎء ،وﻓﻜﺎك اﻷﺳﺮى أو دﻓﻊ ﺷﺮﻫﻢ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ ،ﻓﻴﺼﺪﻗﻪ واﳌﺴﺎﻓﺮ اﳌﻨﻘﻄﻊ وﰲ اﳉﻬﺎد وﳝﺴﻜﻮن ﻋﻦ اﻹﻧﻔﺎق ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ﻳُﺸﺎ ﱠق وﻳﺨﺎﻟﻒ وﻳﺼﺪق اﳌﺆﻣﻨﲔ ودﺧﻠﺘﻢ ﰲ اﻟﻜﺬب ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺒﺮوﻧﻪ ﻓﺘﻤﺘﻌﻮا ﺑﻨﺼﻴﺒﻬﻢ ﻛﺎﻓﻴﻬﻢ واﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﻣﻼذ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺮى ﻗﻮم ﻟﻮط ،ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺬﻟﻚ؛ ﺑﻄﻠﺖ إﻗﺎﻣﺔ ﻷن اﷲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ واﺷﺪد ﰲ ﺟﻬﺎدك ﻓﺼﻴﺮ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﻢ ﻛﺮﻫﻮا ،وﻋﺎﺑﻮا وﺟﺰاءﻫﻢ ﻳﻌﻴﺒﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻄﻮﻋﻮن ﺑﻘﻌﻮدﻫﻢ ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﺑﺎﳌﺎل اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﲔ أﺻﺤﺎب اﻟﻐﻨﻰ واﻟﺴﻌﺔ ااﻟﳌﺬﺘﻳﺨﻦﻠﻔﻻﲔﻳﺘﻜﻋﻠﻦﻤﻮانﳉﻬﺎد اﳌﻌﺘﺬرون وﺧﺘﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﻦ ،اﳌﺘﺨﻠﻔﲔ أﺧﻠﺼﻮا ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ إﺛﻢ ﻛﺎﻟﺸﻴﻮخ اﻹﺛﻢ ،واﻟﻠﻮم ﺗﺴﻴﻞ ﻟﺘﺠﺪ ﻟﻬﻢ دواب ﻳﺮﻛﺒﻮﻧﻬﺎ ﻟﻠﺠﻬﺎد ﺧﺒﺜﺎء اﻟﺒﻮاﻃﻦ رﺟﻌﺘﻢ ﻟﻦ ﻧﺼﺪﻗﻜﻢ ﻏﺮاﻣﺔ ،وﺧﺴﺎرة أﺣﻖ ،وأﺣﺮى دﻋﺎء ﺑﺎﻟﺸﺮ ﺳﻜﺎن اﻟﺒﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺬاب ﻳﺪور ﻋﻠﻴﻬﻢ اﳊﻮادث واﻵﻓﺎت وادع ﻟﻬﻢ ﺑﺎﳌﻐﻔﺮة وﺗﺮﻓﻌﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ وﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﺎزل اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﳉﻮا ﻓﻴﻪ، ﻣﻀﺎرة ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ واﺳﺘﻤﺮوا ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻔﺮة ﻣﺘﺪاﻋﻴﺔ ﻣﺆﺧﺮون رﺣﻤﺔ ،وﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻟﻬﻢ ﻟﻠﺴﻘﻮط ﻃﺮف واﻧﺘﻈﺎراً ﻻ أﺣﺪ أوﻓﻰ ﺑﺎﳌﻮت ،أو ﺑﺎﻟﻨﺪاﻣﺔ ﺷﻜﺎً ،وﻧﻔﺎﻗﺎً اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﻟﻪ واﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﺼﺎﺋﻤﻮن ﻓﺄﻇﻬﺮوا اﻟﺴﺮور ﻣﻊ رﺣﺒﻬﺎ وﺳﻌﺘﻬﺎ ﳝﻴﻞ وﻗﺖ اﻟﺸﺪة ،واﳌﺮاد: ﻣﺠﺎﻋﺔ ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك ﻟﻴﺨﺮﺟﻮا ﻟﻠﺠﻬﺎد ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺗﻌﺐ ﻗﺘ ًﻼ ،أو ﻫﺰﳝ ًﺔ ،أو أذ ًى ﺑﺄن ﻻ ﻳﺮﺿﻮا ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ ﻣﻊ ﺗﻌﺒﻪ ﻳﻐﻀﺐ ،وﻳﻐﻢ ٥٨
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال ﻧﻔﺎﻗﺎً وﺷﻜﺎً ﺷﻚ ،وﻧﻔﺎق اﻟﻘﺮﻳﺒﲔ ﻣﻨﻜﻢ ﻋﻨﺘﻜﻢ ،وﻣﺸ ﱠﻘﺘﻜﻢ ﺻﻌﺐ ،وﺷﺎق ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺒﺘﻠﻮن ﺑﺎﻟﻘﺤﻂ واﻟﺸﺪة ،وإﻇﻬﺎر ﻛﺎ ﱠﰲ ﻣﺎ ﻳﺒﻄﻨﻮﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﺎق ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ ﺟﺰي ﻗﺎل ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ :اﻟﺒﺴﻤﻠﺔ أﻣﺎن ،وﺑﺮاءة ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ؛ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻷﻣﺎن اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ ﻗﺎل) :ﻗﺪ ﺗﺒﺖ(؛ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺘﺰأ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ أﻓﻌﺎﻟﻪ اﶈﻘﻘﺔ ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ؛ ﻷن اﷲ ﺷﺮط ﻫﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﻮﺑﺔ إﻗﺎم اﻟﺼﻼة ،وإﻳﺘﺎء اﻟﺰﻛﺎة؛ ﻟﻴﺘﺤﻘﻖ ﺑﻬﻤﺎ اﻟﺘﻮﺑﺔ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻌﻠﻖ اﻷﺧﻮة ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮك ،وإﻗﺎم اﻟﺼﻼة، وإﻳﺘﺎء اﻟﺰﻛﺎة ،واﳌﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺸﺮط ﻳﻨﻌﺪم ﻋﻨﺪ ﻋﺪﻣﻪ ،ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺄخ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ؛ ﺗﻨﺒﻴﻬﺎً ﻋﻠﻰ أن اﻟﺒﺎدئ أﻇﻠﻢ اﻟﺮازي إﳕﺎ ﻗﺎل: اﻟﺴﻌﺪي وﻫﺬا ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒﺔ اﷲ ﻟﻌﺒﺎده اﳌﺆﻣﻨﲔ ،واﻋﺘﻨﺎﺋﻪ ﺑﺄﺣﻮاﻟﻬﻢ، ﺣﺘﻰ أﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﳌﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺷﻔﺎء ﻣﺎ ﰲ ﺻﺪورﻫﻢ وذﻫﺎب ﻏﻴﻈﻬﻢ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﺧﺺ اﳉﻬﺎد ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻮم ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ اﷲ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻨﻮﻳﻬﺎً، ﺑﺸﺄﻧﻪ وﻷن ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﳋﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻮس ،وﻣﻦ إﻧﻔﺎق اﻷﻣﻮال وﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻹﻟﻒ ﺟﻌﻠﻪ أﻗﻮى ﻣﻈﻨﺔ ﻟﻠﺘﻘﺎﻋﺲ ﻋﻨﻪ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ واﻟﺴﻮرة ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻘﺐ ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ وﺑﻌﺾ اﳌﺴﻠﻤﲔ اﻟﺴﻌﺪي ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻟﻺﻏﻨﺎء ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ؛ ﻷن اﻟﻐﻨﻰ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻟﻮازم اﻹﳝﺎن ،وﻻ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒﺔ اﷲ ،ﻓﻠﻬﺬا ﻋﻠﱠﻘﻪ اﷲ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ؛ ﻓﺈن اﷲ ﻳﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ وﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﺐ ،وﻻ ﻳﻌﻄﻲ اﻹﳝﺎن واﻟﺪﻳﻦ إﻻ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ ٥٩
اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻨﻮر إﻟﻰ اﺳﻢ اﳉﻼﻟﺔ إﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال إﻃﻔﺎﺋﻪ ﻋﺒﺚ ،وأن أﺻﺤﺎب ﺗﻠﻚ اﶈﺎوﻟﺔ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻮن ﻣﺮادﻫﻢ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ واﳌﻘﺼﻮد :اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺴﻮء وﻋﺒﺎد اﻟﻀﻼل؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺳﻔﻴﺎن ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ :ﻣﻦ ﻓﺴﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺋﻨﺎ ﻛﺎن ﻓﻴﻪ ﺷﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد، وﻣﻦ ﻓﺴﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدﻧﺎ ﻛﺎن ﻓﻴﻪ ﺷﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﺎرى اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻋﺎﺗﺒﻬﻢ اﷲ ﻋﻠﻰ إﻳﺜﺎر اﻟﺮاﺣﺔ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺣﺔ ﰲ اﻵﺧﺮة؛ إذ ﻻ ﺗﻨﺎل راﺣﺔ اﻵﺧﺮة إﻻ ﺑﻨﺼﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺴﻬﻴﻠﻲ ،وﻟﻢ ﻳﻘﻞ :ﻻ ﺗﺨﻒ؛ أﻻ ﺗﺮى ﻛﻴﻒ ﻗﺎل: ﻷ ﱠن ﺣﺰﻧﻪ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ﷺ ﺷﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﺧﻮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺴﻌﺪي اﳊﺰن ﻗﺪ ﻳﻌﺮض ﳋﻮاص ﻋﺒﺎد اﷲ اﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ،ﻣﻊ أن اﻷَوﻟَﻰ إذا ﻧﺰل ﺑﺎﻟﻌﺒﺪ أن ﻳﺴﻌﻰ ﰲ ذﻫﺎﺑﻪ ﻋﻨﻪ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻀﻌﻒ ﻟﻠﻘﻠﺐُ ،ﻣﻮ ِﻫ ٌﻦ ﻟﻠﻌﺰﳝﺔ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺄﺧﺒﺮ أن ﰲ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﻘﲔ ،وﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﺬا ﰲ ﻋﻬﺪ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻛﺎن اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺑﻌﺾ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻟﺒﻌﺾ اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪه أوﻟﻰ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ أﻓﻌﺎل اﻟﻜﺎﻓﺮ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮاً ﻛﺼﻠﺔ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ،وﺟﺒﺮ اﻟﻜﺴﻴﺮ، وإﻏﺎﺛﺔ اﳌﻠﻬﻮف؛ ﻻ ﻳﺜﺎب ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻻ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﰲ اﻵﺧﺮة ،ﺑﻴﺪ أﻧﻪ ﻳﻄﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺴﻌﺪي وﻫﺬه ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﺒﺪ :أن ﻳﻜﻮن رﺿﺎه وﻏﻀﺒﻪ ﺗﺎﺑﻌﺎً ﻟﻬﻮى ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺪﻧﻴﻮي ،وﻏﺮﺿﻪ اﻟﻔﺎﺳﺪ ،ﺑﻞ اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻮاه ﺗﺒﻌﺎً ﳌﺮﺿﺎة رﺑﻪ ﺗﺮﻛﻮا ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ،ﻓﺘﺮﻛﻬﻢ اﷲ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﻴﻘﻪ وﻫﺪاﻳﺘﻪ اﻟﺒﻐﻮي ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻣﻦ رﺣﻤﺘﻪ ﰲ اﻵﺧﺮة ،وﺗﺮﻛﻬﻢ ﰲ ﻋﺬاﺑﻪ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻛﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﻀﺤﻜﻮن ،إﻻ أن اﻹﻛﺜﺎر ﻣﻨﻪ وﻣﻼزﻣﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺬﻣﻮم ،ﻣﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﺴﻔﻬﺎء واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ،وﰲ اﳋﺒﺮ :أن ﻛﺜﺮﺗﻪ ﲤﻴﺖ اﻟﻘﻠﺐ ٦٠
اﻟﺴﺒــــــــــﻊ اﻟﻄـــــــــﻮال اﻟﺴﻌﺪي ﻓﺈن اﳌﺘﺜﺎﻗﻞ اﳌﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ اﳌﺄﻣﻮر ﺑﻪ ﻋﻨﺪ اﻧﺘﻬﺎز اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻻ ﻳﻮﻓﻖ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،وﻳﺤﺎل ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻨﻪ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ أﺻﻞ ﰲ رﻓﻊ اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺤﺴﻦ اﻟﻌﺰ ﺑﻦ اﳊﺰن ﻋﻠﻰ ﻓﻮت اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺛﻤﺮة ﺣﺒﻬﺎ ،واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ؛ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻷن اﳌﺮء ﻻ ﻳﺤﺰن إﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﺰ ﻋﻠﻴﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر أﻣﺮوا ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﻘﺐ اﻹﻋﻼم ﺑﻘﺒﻮل ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﳌﺎ ُﻗﺒﻠﺖ ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ ﻛﺎن ﺣﻘﺎً ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺪﻟﻮا ﻋﻠﻰ ﺻﺪق ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ ،وﻓﺮط رﻏﺒﺘﻬﻢ ﰲ اﻻرﺗﻘﺎء إﻟﻰ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﻜﻤﺎل؛ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﺤﻘﻮا ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮﻫﻢ ،ﻓﻬﺬا ﻫﻮ اﳌﻘﺼﻮد اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ رﻳﺎء اﳌﺮاﺋﲔ ﺻﻴﺮ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻀﺮار ﻣﺰﺑﻠﺔ وﺧﺮﺑﺔ: ،وإﺧﻼص اﳌﺨﻠﺼﲔ رﻓﻊ ﻗﺪر اﻟ ﱠﺘ ِﻔﺚ: ))رب أﺷﻌﺚ أﻏﺒﺮ(( اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ وﺳﻤﺎﻫﺎ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻬﻮﻳﻨﺎً ﻷوﻗﺎت اﻟﻜﺮوب ،وﺗﺸﺠﻴﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻌﺔ اﳌﻜﺎره؛ ﻓﺈن أﻣﺪﻫﺎ ﻳﺴﻴﺮ وأﺟﺮﻫﺎ ﻋﻈﻴﻢ اﻟﺴﻌﺪي ﺗﻮﺑﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪه ﺑﺤﺴﺐ ﻧﺪﻣﻪ وأﺳﻔﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ،وأن ﻣﻦ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ وﻻ ﻳﺤﺮج إذا ﻓﻌﻠﻪ ﻓﺈن ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻣﺪﺧﻮﻟﺔ ،وإن اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ زﻋﻢ أﻧﻬﺎ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ واﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺄﺟﺮ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﳌﺄﻣﻮر ﺑﻬﺎ ﻣﻊ اﳌﺸﻘﺔ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: اﻵﻳﺔ ،وﻗﺎل ﷺ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ) :أﺟﺮك ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻧﺼﺒﻚ( اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﺸﻴﻄﺎن ﻋﺪوان ﺧﺎرﺟﺎن ﻋﻨﻚ، واﻟﻨﻔﺲ ﻋﺪو ﺑﲔ ﺟﻨﺒﻴﻚ ،وﻣﻦ ﺳﻨﺔ اﳉﻬﺎد اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻫﺬه اﻵﻳﺔ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﺑﻬﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ؛ ﻷﻧﻪ أﻣﺮ ﺑﺄن ﻳﻘﻮل ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ،وﻟﻢ ﻳﺆﻣﺮ ﲟﺠﺮد اﻟﺘﻮﻛﻞ ٦١
٦٣
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة ﻳﻮﻧﺲ وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ اﻧﻔﺮدت ﺑﺬﻛﺮ ﻗﺼﺔ ﻗﻮم ﻳﻮﻧﺲ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﻟﻠﻮﺣﻲ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ ﺑﺎﳊﺠﺞ واﻟﺒﺮاﻫﲔ اﳌﺼﺤﻒ ١٠ ودﻋﻮﺗﻬﻢ ﻟﻺﳝﺎن ﺗﺮﻏﻴﺒﺎً وﺗﺮﻫﻴﺒﺎً ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﻨﺰول ٥١ اﻟﺴﻮرة ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﺗﻔﺮد اﷲ ﺑﺎﳋﻠﻖ وإﺛﺒﺎت اﻟﺒﻌﺚ ودﻻﻻت اﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ إﻧﻜﺎر ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﻲ ﺣﻠﻢ اﷲ ﻣﻊ اﳌﺴﺘﻌﺠﻠﲔ ﻟﻠﻌﺬاب وﺳﻨﺘﻪ ﰲ إﻫﻼك اﻟﻈﺎﳌﲔ ﺟﺰاء اﳌﺆﻣﻨﲔ واﻟﻜﻔﺎر اﺧﺘﻼف اﻟﻨﺎس وﺗﻘﻠﺒﻬﻢ وﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﳊﻴﺎة اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﺗﺒﺪﻳﻞ اﻟﻘﺮآن أو ﺑﻌﺾ آﻳﺎﺗﻪ إﺛﺒﺎت اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ واﻟﺒﻌﺚ ﺑﺪﻟﻴﻞ اﻟﻔﻄﺮة اﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﰲ اﳉﻨﺔ وﻗﻮاﻋﺪ اﳉﺰاء اﻹﻟﻬﻲ ﺳﺮﻋﺔ زوال اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻋﺬاب اﳌﺸﺮﻛﲔ ﰲ اﻟﺪارﻳﻦ ﻧﻔﻲ اﻟﺘﻬﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن واﻟﺘﺤﺪي ﺑﻪ واﻧﻘﺴﺎم اﳌﺸﺮﻛﲔ ﺣﻮﻟﻪ ﻗﻮاﻋﺪ اﳉﺰاء ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻊ ﻓﺮﻋﻮن وﺻﺮاع اﳊﻖ واﻟﺒﺎﻃﻞ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻘﺮآن وﻣﻘﺎﺻﺪه وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﷲ ﺑﺎﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻣﻦ آﻣﻦ ﲟﻮﺳﻰ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ووﺻﻴﺘﻪ ﻟﻬﻢ ﺑﲔ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﻓﺮﻋﻮن وﺟﻨﻮده وﻣﻮﺳﻰ وﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻗﺼﺔ ﻧﻮح ﰲ ﲢﺪﻳﻪ ﻟﻘﻮﻣﻪ اﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻓﺮﻋﻮن ﺑﺎﻟﺴﺤﺮة ﳌﻘﺎوﻣﺔ دﻋﻮة ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﺪﻳﻦ اﳊﻖ واﺗﺒﺎع اﻹﺳﻼم اﻟﺪﻋﺎء اﳌﺴﺘﺠﺎب ﳌﻮﺳﻰ ﺻﺪق اﻟﻘﺮآن واﻹﺷﺎرة ﻟﻘﺼﺔ ﻳﻮﻧﺲ وﺗﻮﺑﺔ ﻗﻮﻣﻪ ٦٤
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﲢﺪﺛﺖ اﻟﺴﻮرة ﰲ اﻟﺒﺪء ﻋﻦ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻟﺮﺳﻮل ﷺ ،وﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻟﻘﺮآن ،ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻨﺎس ﺑﺼﻔﺎت اﻹﻟﻪ اﳊﻖ ﺑﺬﻛﺮ آﺛﺎر ﻗﺪرﺗﻪ ورﺣﻤﺘﻪ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﻴﺮ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﳊﻜﻴﻢ ،وﺗﻀﻤﻨﺖ ﻗﺼﺺ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺒﻴﺎء ،ﻓﺬﻛﺮت ﻗﺼﺔ ﻧﻮح ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ،وﻣﻮﺳﻰ ﻣﻊ ﻓﺮﻋﻮن ،وذﻛﺮت ﻗﺼﺔ ﻧﺒﻲ اﷲ ﻳﻮﻧﺲ ،وﻛ ﱡﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ ﻟﺒﻴﺎن ﺳﻨﺔ اﷲ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﰲ إﻫﻼك اﻟﻈﺎﳌﲔ ،وﻧﺼﺮة اﳌﺆﻣﻨﲔ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺴﺎك ﺑﺸﺮﻳﻌﺔ اﷲ ،واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻦ اﻷذى ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻮﺣﻲ: ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ﺑـ: ، ، وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ: وﺑﺪأت ﺳﻮرة ﻳﻮﻧﺲ ﺑـ: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻋﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮش ﻋﻠﻮاً أﺟﺮاً ﺣﺴﻨﺎً ﲟﺎ ﻗﺪﻣﻮا اﶈﻜﻢ ﰲ ﻟﻔﻈﻪ وﻣﻌﻨﺎه ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ وﻋﻈﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺢ اﻷﻋﻤﺎل ﺻ ﱠﻴﺮ اﻟﻘﻤﺮ ذا ﻣﻨﺎزل ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎء ﺷﺪﻳﺪ اﳊﺮارة ﺑﺎﻟﻌﺪل دﻋﺎؤﻫﻢ رﻛﻨﻮا إﻟﻴﻬﺎ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻳﺘﺮددون ﺣﺎﺋﺮﻳﻦ ﻷُﻫﻠﻜﻮا ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﻀﻄﺠﻌﺎً اﻷﱈ اﳌﻜﺬﺑﺔ اﺳﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮه اﺳﺘﺨﻠﻔﻨﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ إﻫﻼﻛﻬﻢ أﻋﻠﻤﻜﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ دﻳﻦ واﺣﺪ، اﻟﺴﻔﻦ وﻫﻮ اﻹﺳﻼم ﺗﺄﺧﻴﺮ اﻟﻘﻀﺎء ﻟﻴﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻬﺒﻮب ٦٥
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳﻔﺴﺪون اﻟﺪﻋﺎء وﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻬﻼك ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻣﺤﺼﻮدة ،ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﺑﻬﺠﺘﻬﺎ وﻧﻀﺎرﺗﻬﺎ اﳉﻨﺔ اﳉﻨﺔ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ وﺟﻪ اﷲ اﻟﻜﺮﱘ ﻏﺒﺎر ﻳﻐﺸﻰ ﻣﺎﻧﻊ ﳝﻨﻊ ﻋﺬاب اﷲ اﻟﺰﻣﻮا ﻣﻜﺎﻧﻜﻢ أﺟﺰاء أُﻟ ِﺒﺴﺖ اﷲ اﻟﺬي ﻻ رﻳﺐ ﺗﻌﺎﻳﻦ ،وﺗﺘﻔﻘﺪ ﻓ ﱠﺮﻗﻨﺎ ﰲ رﺑﻮﺑﻴﺘﻪ وأﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺼﺮﻓﻮن؟ ﺛﺒﺘﺖ ،ووﺟﺒﺖ اﳌﺌــــــــﻮن ﻻ ﻳﻬﺘﺪي ﻳﺒﺼﺮك ،وﻳﻌﺎﻳﻦ وﻟﻢ ﻳﺄﺗﻬﻢ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﻣﺎ أﺧﺒﺮوﻧﻲ أدﻟﺔ ﻧﺒ ﱠﻮﺗﻚ اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﺗﻮ ﱠﻋﺪﻫﻢ اﷲ ﺑﻪ ﰲ اﻟﻘﺮآن وﻳﺴﺘﺨﺒﺮوﻧﻚ أﺑﻌﺪﻣﺎ؟ ﻟﻴ ًﻼ اﻟﻘﺮآن اﻟﺬﻳﻦ اﻻﻹﻳﺘﺳﻜﻠﻼﻤمﻮن اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ﺗﺸﺮﻋﻮن ﻓﻴﻪ ،وﺗﻌﻤﻠﻮﻧﻪ أﻣﺮ ﻣﻦ أﻣﻮرك ﺗﻜﺬﺑﻮن ﻻ إﺧﻼف ﻟﻮﻋﺪ اﷲ وزن ﳕﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻈﻢ ﺣﺠﺔ ،ودﻟﻴﻞ ﺗﻨﺰه ،وﺗﻘﺪس ُﻣﺴﺘﺘﺮاً اﻋﺰﻣﻮا ،وأﻋﺪوا إﻗﺎﻣﺘﻲ ﺑﻴﻨﻜﻢ ُﲤﻬﻠﻮن ﻳﺨﻠﻔﻮن اﳌﻜﺬﺑﲔ اﻗﻀﻮا ﻋﻠ ﱠﻲ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﰲ اﻷرض وأﺷﺮاف ﻗﻮﻣﻪ ﻧﺨﺘﻢ ﻟﺘﺼﺮﻓﻨﺎ ﳉﺒﺎر ،ﻣﺴﺘﻜﺒﺮ ﻳُﺜﺒﺖ وﻳُﻌﻠﻲ اﻟﻌﻈﻤﺔ ،واﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﻮﺿﻊ اﺑﺘﻼء واﺧﺘﺒﺎر ﻣﺬﻋﻨﲔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ اﳌﺘﺠﺎوزﻳﻦ اﳊﺪ ﰲ اﻟﻜﻔﺮ واﻟﻔﺴﺎد أﺗﻠﻔﻬﺎ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺗﺼﻠﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﳋﻮف اﺗ ِﺨﺬا وﻻ ﺗﺴﻠﻜﺎن ﻓﺎﺛﺒﺘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ، واﺧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺨﺮﺟﻚ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ ،وﳒﻌﻠﻚ واﺳﺘﻤﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻮة ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ اﻷرض ﻇﻠﻤﺎً ،وﻋﺪواﻧﺎً وﻗﻄﻌﻨﺎ ﻣﻨﺰﻻً ﺻﺎﳊﺎً ﺑﺎﻟﺸﺎم وﻣﺼﺮ أﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﺒﺮة ﻓﻬ ﱠﻼ وﺟﺒﺖ اﻟﺸﺎﻛﲔ ﻻ ﺗﻨﻔﻊ اﻟﻌﺬاب اﻟﺬل واﻟﻬﻮان ٦٦
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﺎﺋ ًﻼ ﻋﻦ اﻟﺸﺮك أﻗﻢ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮآن ﻣﻀﻮا إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻹﺳﻼم ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎً ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺤﻔﻴﻆ أﺣﻔﻆ أﻣﻮرﻛﻢ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﳌﺌــــــــﻮن اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻗﺎل اﳊﺴﻦ) :ﻣﺎ زال أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻳﻌﻮدون ﺑﺎﻟﺘﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻜﺮ، وﺑﺎﻟﺘﻔﻜﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺬﻛﺮ ،وﻳﻨﺎﻃﻘﻮن اﻟﻘﻠﻮب؛ ﺣﺘﻰ ﻧﻄﻘﺖ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ( اﻷﻟﻮﺳﻲ وﰲ اﻵﻳﺔ ذم ﳌﻦ ﻳﺘﺮك اﻟﺪﻋﺎء ﰲ اﻟﺮﺧﺎء ،وﻳﻬﺮع إﻟﻴﻪ ﰲ اﻟﺸﺪة ،واﻟﻼﺋﻖ ﺑﺤﺎل اﻟﻜﺎﻣﻞ :اﻟﺘﻀﺮع إﻟﻰ ﻣﻮﻻه ﰲ اﻟﺴﺮاء واﻟﻀﺮاء؛ ﻓﺈن ذﻟﻚ أرﺟﻰ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ؛ ﻓﻔﻲ اﳊﺪﻳﺚ: )ﺗﻌ ﱠﺮف ﻋﻠﻰ اﷲ ﰲ اﻟﺮﺧﺎء ﻳﻌﺮﻓﻚ ﰲ اﻟﺸﺪة( اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ وﻟﻮ ﻋﻠﻢ اﷲ ﻣﻨﻬﻢ أﻧﻬﻢ ﺳﺄﻟﻮا ﻟﻚ اﺳﺘﺮﺷﺎداً وﺗﺜﺒﻴﺘﺎً ﻷﺟﺎﺑﻬﻢ، وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻢ أﻧﻬﻢ إﳕﺎ ﻳﺴﺄﻟﻮن ﻋﻨﺎداً وﺗﻌﻨﺘﺎً؛ ﻓﺘﺮﻛﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ راﺑﻬﻢ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﻓﻜﺎن ﺣﺎل اﻟﺪﻧﻴﺎ ﰲ ﺳﺮﻋﺔ اﻧﻘﻀﺎﺋﻬﺎ ،واﻧﻘﺮاض ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻈﻴﻢ إﻗﺒﺎﻟﻪ؛ ﻛﺤﺎل ﻧﺒﺎت اﻷرض ﰲ ﺟﻔﺎﻓﻪ ،وذﻫﺎﺑﻪ ﺣﻄﺎﻣﺎً ﺑﻌﺪﻣﺎ اﻟﺘﻒ وز ﱠﻳﻦ اﻷرض ﺑﺨﻀﺮﺗﻪ وأﻟﻮاﻧﻪ وﺑﻬﺠﺘﻪ اﺑﻦ ﺟﺰي ﺗﺪل اﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﲔ اﳊﻖ واﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻻﻋﺘﻘﺎدات؛ إذ اﳊﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﻃﺮف واﺣﺪ ،ﺑﺨﻼف ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﻔﺮوع اﺑﻦ ﺣﺰم إذا ﺗﺄﻣﻠﺖ ﰲ ﻣﺪة اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﲡﺪﻫﺎ إﻻ) :اﻵن( -اﻟﺬي ﻫﻮ ﻓﺼﻞ اﻟﺰﻣﺎﻧﲔ ﻓﻘﻂ ،وأﻣﺎ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ وﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺄت ﻓﻤﻌﺪوﻣﺎن ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ؛ ﻓﻤﻦ أﺿﻞ ﳑﻦ ﻳﺒﻴﻊ ﺑﺎﻗﻴﺎً ﺧﺎﻟﺪاً ﲟﺪة ﻫﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻛﺮ اﻟﻄﺮف! اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﺳﺮ إﻳﺜﺎر )ﺑﻴﺎﺗﺎً( ﻋﻠﻰ )ﻟﻴ ًﻼ( ﻣﻊ ﻇﻬﻮر اﻟﺘﻘﺎﺑﻞ ﻓﻴﻪ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻨﻮم واﻟﻐﻔﻠﺔ ،وﻛﻮﻧﻪ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﺒﻴﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺪو ،وﻳﺘﻮﻗﻊ ﻓﻴﻪ، وﻳﻐﺘﻨﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﻏﻔﻠﺘﻪ ،وﻟﻴﺲ ﰲ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻠﻴﻞ ﻫﺬا اﳌﻌﻨﻰ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺄرﺑﻊ ﺻﻔﺎت؛ ﻫﻲ أﺻﻮل ﻛﻤﺎﻟﻪ وﺧﺼﺎﺋﺼﻪ، وﻫﻲ :أﻧﻪ ﻣﻮﻋﻈﺔ ،وأﻧﻪ ﺷﻔﺎء ﳌﺎ ﰲ اﻟﺼﺪور ،وأﻧﻪ ﻫﺪى، وأﻧﻪ رﺣﻤ ٌﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ٦٧
اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻔﻀﻞ اﷲ ورﺣﻤﺘﻪ :اﻟﻘﺮآن واﻹﳝﺎن؛ ﻣﻦ ﻓﺮح ﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﻓﺮح ﺑﺄﻋﻈﻢ ﻣﻔﺮوح ﺑﻪ ،وﻣﻦ ﻓﺮح ﺑﻐﻴﺮه ﻓﻘﺪ ﻇﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ، ووﺿﻊ اﻟﻔﺮح ﰲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﺗﻘﺪم ذﻛﺮ إﳒﺎﺋﻪ ﻗﺒﻞ ذﻛﺮ اﻹﻏﺮاق -اﻟﺬي وﻗﻊ اﻹﳒﺎء ﻣﻨﻪ- ﻟﻺﺷﺎرة إﻟﻰ أن إﳒﺎءه أﻫﻢ ﻋﻨﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ إﻏﺮاق ﻣﻜﺬﺑﻴﻪ، وﻟﺘﻌﺠﻴﻞ اﳌﺴﺮة ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ اﻟﺴﺎﻣﻌﲔ ﻟﻬﺬه اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﰲ ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﺎء ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺪاﻋﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ أن ﻳﺘﻮﻛﻞ أوﻻً؛ ﻟﺘﺠﺎب دﻋﻮﺗﻪ اﳋﻄﺎب ﳌﻮﺳﻰ وﻫﺎرون ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﺪﻋﺎء إﻻ ﻋﻦ اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻮﺳﻰ وﺣﺪه ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻣﻮﺳﻰ ﻳﺪﻋﻮ وﻫﺎرون اﺑﻦ ﺟﺰي ﻳﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ دﻋﺎﺋﻪ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﰲ اﻵﻳﺔ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﺎﳉﺘﻪ ﺷﺒﻬﺔ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﻦ ﻳﺰﻳﻠﻬﺎ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ،ﺑﻞ اﳌﺴﺎرﻋﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺗﺪل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻔﺎء اﳉﺰاﺋﻴﺔ؛ ﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﺘﻌﻘﻴﺐ ٦٨
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة ﻫﻮد وﺟﻪ ﻟﺘﻜﺮار اﺳﻢ ﻫﻮد ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ دون ﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ١١ ﺑﻴﺎن ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺮﺳﻞ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻗﻮﻣﻬﻢ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﻨﺰول ٥٢ اﻟﺴﻮرة ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن واﻟﺒﻌﺚ ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮﻛﲔ واﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ واﻟﻨﻘﻢ وﺟﺰاؤﻫﻢ ﺗﺴﻠﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺑﻴﺎن ﺣﺎل اﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ واﳌﺆﻣﻨﲔ دﻋﻮة ﻧﻮح إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ وﺟﻮاب ﻗﻮﻣﻪ دﺣﺾ ﺷﺒﻬﺎت اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﻮم ﻧﻮح ﺟﻮاب ﻗﻮم ﻧﻮح ورده ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﻼك ﻗﻮم ﻧﻮح واﺳﺘﺸﻔﺎع ﻧﻮح ﻻﺑﻨﻪ ﻧﻮح ﻳﺼﻨﻊ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻗﺼﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ﻗﺼﺔ ﻫﻮد ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ إﺟﺮام ﻗﻮم ﻟﻮط ﺑﺸﺎرة اﳌﻼﺋﻜﺔ ﻹﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﺠﺎدﻟﺔ ﺷﻌﻴﺐ ﻟﻘﻮﻣﻪ وﳉﺎﺟﻬﻢ ﻣﻌﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﻓﺮﻋﻮن ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ دﻋﻮة ﺷﻌﻴﺐ وﻧﺼﻴﺤﺘﻪ ﻟﻘﻮﻣﻪ ﻫﻼك ﻗﻮم ﺷﻌﻴﺐ اﻟﻈﻠﻢ ﺳﺒﺐ ﻟﻬﻼك اﻷﱈ وﺧﺮاب اﻟﻌﻤﺮان ٦٩
اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت ﺻﻴﺤﺔ وﻧﺼﻴﺤﺔ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﺗﻌﻢ ﺑﺴﻜﻮت اﳌﺼﻠﺤﲔ اﻟﻨﺎس ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻓﺮﻳﻘﺎن اﻻﺧﺘﻼف ﰲ اﳊﻖ واﻟﺮﻛﻮن إﻟﻰ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﰲ اﻟﻘﺼﺺ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻟﻠﻔﺆاد وﺗﺴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﻠﺐ أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺌــــــــﻮن ﺑُﺪﺋﺖ ﺳﻮرة ﻫﻮد ﺑﺘﻤﺠﻴﺪ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي أُﺣﻜﻤﺖ آﻳﺎﺗﻪ ،ﻓﻼ ﻳﺘﻄﺮق إﻟﻴﻪ ﺧﻠﻞ وﻻ ﺗﻨﺎﻗﺾ؛ ﻷﻧﻪ ﺗﻨﺰﻳﻞ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﳊﻜﻴﻢ ،ﺛﻢ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻞ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮل ﷺ ،ﻓﺒﺪأت ﺑﻘﺼﺔ ﻧﻮح ، واﻧﻔﺮدت ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﻄﻮﻓﺎن ،ﺛﻢ ذﻛﺮت ﻗﺼﺔ ﻫﻮد اﻟﺬي ُﺳﻤﻴﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺗﺨﻠﻴﺪاً ﳉﻬﻮده اﻟﻜﺮﳝﺔ ﰲ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﺛﻢ ﺗﻠﺘﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺻﺎﻟﺢ ،ﺛﻢ ﻗﺼﺔ ﻟﻮط ،ﺛﻢ ﻗﺼﺔ ﺷﻌﻴﺐ ،، وﻣﻮﺳﻰ وﻫﺎرون ،ﺛﻢ ﺟﺎء اﻟﺘﻌﻘﻴﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮ ﲟﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺮ واﻟﻌﻈﺎت ﰲ إﻫﻼك اﷲ ﻟﻠﻈﺎﳌﲔ ،وأﺑﺮزت ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ ﻣﻮازﻧﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ واﺿﺤﺔ ﺑﲔ ﻓﺮﻳﻖ اﻟﻬﺪى وﻓﺮﻳﻖ اﻟﻀﻼل ﻟﺘﺆﻛﺪ أن اﻟﻬﺪى ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﳒﺎة ،واﻟﻀﻼل ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻫﻼك ،وﺑﻴﻨﺖ أﺳﺒﺎب اﻟﻨﺠﺎة وﻣﻨﻬﺎ :اﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﻣﺮ اﷲ ،وﻋﺪم اﻟﻄﻐﻴﺎن ،وﻋﺪم اﻟﺮﻛﻮن إﻟﻰ اﻟﻈﻠﻤﺔ ،وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﺼﻼة ﻃﺮﰲ اﻟﻨﻬﺎر وزﻟﻔﺎً ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ،واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻷذى ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ،وﺧﺘﻤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺒﻴﺎن اﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ذﻛﺮ ﻗﺼﺺ اﳌﺮﺳﻠﲔ ،وذﻟﻚ ﻟﻼﻋﺘﺒﺎر ﲟﺎ ﺣﺪث ﻟﻠﻤﻜﺬﺑﲔ ﰲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ،وﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻗﻠﺐ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ أﻣﺎم ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺪاﺋﺪ واﻷﻫﻮال ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب، ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻘﻮﻟﻪ: وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ ،وﺑﺪأت ﺳﻮرة ﻫﻮد ﺑﻘﻮﻟﻪ: ، وﻫﻮ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﳌﺎ أﻣﺮ ﺑﺎﺗﺒﺎﻋﻪ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺑﻄﻴﺐ اﳊﻴﺎة ارﺟﻌﻮا إﻟﻴﻪ ﻧﺎدﻣﲔ ﺑُ ﱢﻴﻨﺖ ﺑﺎﻷﻣﺮ واﻟﻨﻬﻲ وﺳﻌﺔ اﻟﺮزق ٧٠
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳﺘﻐﻄﻮن ﺑﺜﻴﺎﺑﻬﻢ ﻟﻴﺴﺘﺘﺮوا ﻣﻦ اﷲ ﻳُﻀ ِﻤﺮون ﰲ ﻟﻴﺨﺘﺒﺮﻛﻢ ﺻﺪورﻫﻢ اﻟﻜﻔﺮ أﺣﺎط ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﲤﻮت ﻓﻴﻪ ﻣﺴﻜﻨﻬﺎ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، اﻟﻀﻴﻖ ،واﻟﺸﺪاﺋﺪ ﻣﺎ ﳝﻨﻌﻪ؟ وﺑﻌﺪ اﳌﻮت ﻣﺎل ﻛﺜﻴﺮ ﻳﻘﲔ أﺟﻞ ﻣﻌﻠﻮم ﻓﻼ ﺗﻜﻦ وﻳﺮﻳﺪوﻧﻬﺎ ﺿﻴﻖ وﻧﻜﺒﺔ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻴﺄس واﻟﻘﻨﻮط وذﻫﺐ اﳌﺌــــــــﻮن رؤﺳﺎء اﻟﻜﻔﺮ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﰲ اﻟﻔﺨﺮ واﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻟﺒﻄﺮ ﺑﺎﻟﻨﻌﻢ ،ﻣﻐﺮور ﺑﻬﺎ وﻫﻲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﲢﺘﻘﺮ ﻻ ﻳُﻨﻘﺼﻮن ﺷﻴﺌﺎً ﻓﻌﻠ ﱠﻲ إﺛﻤﻲ وذﻫﺐ ﻧﻔﻊ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻮه ﻣﻦ ﺟﺰاﺋﻬﻢ اﻟﺪﻧﻴﻮي ﺑﺤﻔﻈﻨﺎ وﻣﺮأى ﻣ ﱠﻨﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ ،أو ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺟﺮﻳﻬﺎ اﻟﻜﻔﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﲢﺰﺑﻮا ﻧﻘﺺ ،وﻧﻀﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻫﻼﻛﺎً ﺧﻠﻘﻨﻲ اﳌﻼﺋﻜﺔ واﻟﻨﺒﻴﻮن ﺷﻚ أﺻﺎﺑﻚ واﳌﺆﻣﻨﻮن ﺛﻢ ﻻ ﲤﻬﻠﻮﻧﻲ ﻣﻌﻮﺟﺔ ،ﻣﻮاﻓﻘﺔ رﻗﻴﺐ ﻣﻬﻴﻤﻦ ﻓﺎﺋﺘﲔ ﻣﻦ ﻋﺬاب ﻷﻫﻮاﺋﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﳊﻖ اﷲ ﺑﺎﻟﻬﺮب ﺣﻘﺎً ﻛﻨﺎ ﻧﺮﺟﻮ أن ﺗﻜﻮن ﺳﻴﺪاً ﻣﻄﺎﻋﺎً وﺧﻀﻌﻮا ﷲ ﺗﻀﻠﻴﻞ ،وإﺑﻌﺎد ﻋﻦ اﳋﻴﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻔﻜﺮ ،وﻻ رو ﱠﻳﺔ أﺳﺎﻓﻠﻨﺎ أﳒﺒﺮﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻓﺄُﺧﻔﻴﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﺧﺘﻠﻘﻪ ﺑﻞ أﻳﻘﻮﻟﻮن اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻼ ﲢﺰن اﳌﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﺨﺒﺰ ﻓﻴﻪ وﻧﺒﻊ اﳌﺎء ﺑﻘﻮة اﻟﺬأﻳﻣﻦﺴﻜﻻﻲﻳﺘﻜﻋﻠﻦﻤﻮاﳌنﻄﺮ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺳﻴﺮﻫﺎ ورﺳﻮﻫﺎ اﺳﻢ ﺟﺒﻞ ورﺳﺖ ﻛﺎذﺑﻮن أﺳﺘﺠﻴﺮ ﺑﻚ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺎً ،ﻛﺜﻴﺮاً ﻣﻦ أﺟﻞ ﻗﻮﻟﻚ ﺑﺠﻨﻮن ﻓﺎﺟﺘﻬﺪوا ﰲ إﳊﺎق اﻟﻀﺮر ﺑﻲ ﻣﺎﻟﻜﻬﺎ ،وﻗﺎدر ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻳﺄﺗﻲ ﺑﻘﻮم آﺧﺮﻳﻦ ﻳﺨﻠﻔﻮﻧﻜﻢ ﰲ دﻳﺎرﻛﻢ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﺴﺘﻜﺒﺮ وﺟﻌﻠﻜﻢ ُﻋ ﱠﻤﺎرﻫﺎ اﺑﺘﺪأ ﺧﻠﻘﻜﻢ أﺧﺒﺮوﻧﻲ ُﻣﻮ ِﻗﻊ ﰲ اﻟﺮﻳﺐ واﻟﺸﻚ ٧١
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻓﻨﺤﺮوﻫﺎ ﺑﻨﺤﺮ أو ﺿﺮب ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻲ ﺻﻮت ﻋﻈﻴﻢ ﻫﻮان ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،وذ ﱠﻟﺘﻪ اﺳﺘﻤﺘﻌﻮا ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ ُﻣﻬﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﰲ ﺑﻠﺪﻛﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮا ،وﻳﻘﻴﻤﻮا ﻫﻼﻛﺎً ،وﻃﺮداً ﻫﺎﻣﺪﻳﻦ ،ﺳﺎﻗﻄﲔ أﻧﻜﺮ ذﻟﻚ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ وﺟﻮﻫﻬﻢ أﺣ ﱠﺲ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻌ ﱡﺠﺐ ﻣﺸﻮي ﺑﺎﳊﺠﺎرة اﶈﻤﺎة زوﺟﻲ ذو ﻋﻈﻤﺔ وﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺗﺎﺋﺐ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﷲ اﳋﻮف ﰲ أﻣﻮره ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺼﻔﺎت واﻷﻓﻌﺎل ﺷﺪﻳﺪ ﺳﺎءه ﻣﺠﻴﺌﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮ اﻟﺘﻀﺮع واﻟﺪﻋﺎء اﳌﺌــــــــﻮن ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف، ﻳُﺴ ِﺮﻋﻮن وﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ ﺿﺎق ﺻﺪره ،واﻏﺘﻢ ﳌﺠﻴﺌﻬﻢ؛ ﺧﻮﻓﺎً ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ،أو رﻏﺒﺔ اﻟﺬﻳﺑﻦﺒﻘﻴﻻﺔﻳﺘﻣﻜﻠﻦﻤاﻟﻮﻠنﻴﻞ وﻻ ﺗﻔﻀﺤﻮﻧﻲ ﻣﻌﻠﱠﻤﺔ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻃﲔ ﻣﺘﺼﻠﺐ ﻣﺘﲔ ﺑﻌﻼﻣﺔ ﲤﻴﺰﻫﺎ ﻓﺎﺧﺮج ﺑﺎﻟﻌﺪل ﻻ ﺗﺴﻌﻮا ،وﻻ ﺗﺴﻴﺮوا ﻣﺘﺘﺎﺑﻊ ﰲ اﻟﻨﺰول ﻣﺎ أﺑﻘﻰ اﷲ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﳊﻼل وﻻ ﺗﻨﻘﺼﻮا ﻓﻴﻪ ﺑﺮﻛﺔ وﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ أرﺟﻊ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ،واﻟﻄﺎﻋﺔ ﺑﺮﻗﻴﺐ أﺣﺼﻲ أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻻ ﻳﺤﻤﻠ ﱠﻨﻜﻢ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺮاء، ﻋﺸﻴﺮﺗﻚ وﻻ اﻟﺮؤﺳﺎء ﻋﺪاوﺗﻲ ﻃﺮﻳﻘﺘﻜﻢ وﺣﺎﻟﺘﻜﻢ ﻣﻨﺒﻮذاً ﺧﻠﻒ ﻇﻬﻮرﻛﻢ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﻗﺪر وﻣﻨﺰﻟﺔ وﺣﺠﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻢ ﻳُﻘﻴﻤﻮا ﺑﺎرﻛﲔ ﻋﻠﻰ ﳌﻦ ﻋﺎﻳﻨﻬﺎ اﳌﺪﺧﻞ رﻛﺒﻬﻢ ﻣﻴﺘﲔ اﳌﺪﺧﻮل ﻓﻴﻪ، ﻓﺄدﺧﻠﻬﻢ وﻫﻮ ﻫﻨﺎ اﻟﻨﺎر اﳌﻌﻄﻰ ﻟﻬﻢ اﻟﻌﻮن ،واﻟﻌﻄﺎء آﺛﺎره ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻛﻤﺪاﺋﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻧﻔﻌﺖ وﻣﺎ ﻻ أﺛﺮ ﻟﻪ ﺻﻮت ﺷﻨﻴﻊ ،ﻳُﺴﻤﻊ ﺗﺪﻣﻴﺮ ،وإﻫﻼك، ﻋﻨﺪ إدﺧﺎل اﻟﻨﻔﺲ ﺻﻮت ﺷﻨﻴﻊ ،ﻳُﺴﻤﻊ وﺧﺴﺮان ﻋﻨﺪ إﺧﺮاج اﻟﻨﻔﺲ ﺷﻚ ﻣﻘﻄﻮع ﻓﻼ ﺗﻜﻦ وﻻ ﲤﻴﻠﻮا ُﻣﻮ ِﻗﻊ ﰲ اﻟﺮﻳﺒﺔ، وﻻ ﺗﺘﺠﺎوزوا ﻣﺎ وﻗﻠﻖ اﻟﻨﻔﺲ ﺣ ﱠﺪه اﷲ ﻟﻜﻢ اﻟﺼﺒﺎح واﳌﺴﺎء ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ اﻷﱈ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻓﻬ ﱠﻼ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ أﻫﻞ اﳋﻴﺮ واﻟﺼﻼح ﺟﻤﺎﻋﺔ واﺣﺪة ﻋﻠﻰ ُﻣ ﱢﺘﻌﻮا ﻓﻴﻪ ﻣﻦ دﻳﻦ واﺣﺪ ،وﻫﻮ اﻹﺳﻼم ﻟ ﱠﺬات اﻟﺪﻧﻴﺎ ٧٢
ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وأﻣﺎ ﺳﻮرة ﻫﻮد ﻓﺈﳕﺎ ﻓﻴﻬﺎ ذﻛﺮ اﻷﱈ ،وﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﺟﻞ ﺑﺄس اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻓﺄﻫﻞ اﻟﻴﻘﲔ إذا ﺗﻠﻮﻫﺎ ﺗﺮاءى ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻪ وﺳﻠﻄﺎﻧﻪ وﳊﻈﺎﺗﻪ اﻟﺒﻄﺶ ﺑﺄﻋﺪاﺋﻪ ،ﻓﻠﻮ ﻣﺎﺗﻮا ﻣﻦ اﻟﻔﺰع ﳊﻖ ﻟﻬﻢ ،وﻟﻜﻦ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ اﺳﻤﻪ ﻳﻠﻄﻒ ﺑﻬﻢ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻷﺣﺎﻳﲔ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺮؤوا ﻛﻼﻣﻪ اﺑﻦ رﺟﺐ ﻛﺜﻴﺮاً ﻣﺎ ﻳﻘﺮن اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﺑﺬﻛﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ ،ﻓﻴﻜﻮن اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻃﻠﺐ اﳌﻐﻔﺮة ﺑﺎﻟﻠﺴﺎن ،واﻟﺘﻮﺑﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﻹﻗﻼع ﻋﻦ اﻟﺬﻧﻮب ﺑﺎﻟﻘﻠﻮب واﳉﻮارح اﳌﺌــــــــﻮن اﻟﺴﺒﺎﻋﻲ إذا ﺧ ﱠﻮﻓﻚ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ ،ﻓ ُﺮ ﱠده ﺑﺎﻟﺮزق اﳌﻜﺘﻮب: ، وإذا ﺧ ﱠﻮﻓﻚ ﻣﻦ اﳌﻮت واﻟﻘﺘﻞ ،ﻓ ُﺮ ﱠده ﺑﺎﻷﺟﻞ اﳌﻜﺘﻮب: اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺼﺒﺮ :اﻧﺘﻈﺎر اﻟﻔﺮج؛ وﻟﺬﻟﻚ أُوﺛﺮ ﻫﻨﺎ وﺻﻒ) :ﺻﺒﺮوا( دون )آﻣﻨﻮا(؛ ﻷن اﳌﺮاد ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﺑﺤﺎل اﻟﻜﻔﺎر ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: اﻟﺴﻌﺪي ﳑﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻠﻢ وﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻏﻠﺒﺔ اﻟﻈﻦ: ﻋﻠﻢ اﻟﻘﺮآن ،وﻋﻠﻢ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻗﺎل ﻋﻠﻤﺎؤﻧﺎ :إﳕﺎ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻻﺳﺘﻴﻼء اﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺮاف، وﺻﻌﻮﺑﺔ اﻻﻧﻔﻜﺎك ﻋﻨﻬﺎ ،واﻷﻧﻔﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﻘﻴﺎد ﻟﻠﻐﻴﺮ ،واﻟﻔﻘﻴﺮ ﺧﻠﻲ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﻮاﻧﻊ؛ ﻓﻬﻮ ﺳﺮﻳﻊ إﻟﻰ اﻹﺟﺎﺑﺔ واﻻﻧﻘﻴﺎد، وﻫﺬا ﻏﺎﻟﺐ أﺣﻮال أﻫﻞ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ اﳉﺪل ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﻮد ،وﻟﻬﺬا ﺟﺎدل ﻧﻮح واﻷﻧﺒﻴﺎء ﻗﻮﻣﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻈﻬﺮ اﳊﻖ ،ﻓﻤﻦ ﻗﺒﻠﻪ أﳒﺢ وأﻓﻠﺢ ،وﻣﻦ رده ﺧﺎب وﺧﺴﺮ، وأﻣﺎ اﳉﺪال ﻟﻐﻴﺮ اﳊﻖ ﺣﺘﻰ ﻳﻈﻬﺮ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﰲ ﺻﻮرة اﳊﻖ ﻓﻤﺬﻣﻮم ،وﺻﺎﺣﺒﻪ ﰲ اﻟﺪارﻳﻦ ﻣﻠﻮم اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﳌﺎ ﺗﻮاﺿﻊ اﳉﻮدي وﺧﻀﻊ؛ ﻋﺰ ،وﳌﺎ ارﺗﻔﻊ ﻏﻴﺮه واﺳﺘﻌﻠﻰ؛ ذل ،وﻫﺬه ﺳﻨﺔ اﷲ ﰲ ﺧﻠﻘﻪ ،ﻳﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺗﺨ ﱠﺸﻊ، وﻳﻀﻊ ﻣﻦ ﺗﺮ ﱠﻓﻊ اﺑﻦ ﺟﺰي وﰲ اﻵﻳﺔ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر واﻟﺘﻮﺑﺔ ﺳﺒﺐ ﻟﻨﺰول اﻷﻣﻄﺎر، واﳌﺮاد ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻫﻨﺎ اﻟﺮﺟﻮع ﻋﻦ اﻟﻜﻔﺮ ،ﺛﻢ ﻋﻦ اﻟﺬﻧﻮب؛ ﻷن اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب ﻻ ﺗﺼﺢ إﻻ ﺑﻌﺪ اﻹﳝﺎن ٧٣
اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﺗﺄﻣﻞ أﻟﻔﺎظ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ وﻣﺎ ﺟﻤﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻮم اﻟﻘﺪرة وﻛﻤﺎل اﳌﻠﻚ ،وﻣﻦ ﲤﺎم اﳊﻜﻤﺔ واﻟﻌﺪل واﻹﺣﺴﺎن؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻨﻮز اﻟﻘﺮآن ،وﻟﻘﺪ ﻛﻔﺖ وﺷﻔﺖ ﳌﻦ ُﻓﺘﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻔﻬﻤﻬﺎ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﰲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ﻣﻦ أدب اﻟﻀﻴﻒ أن ﻳﻌﺠﻞ ﻗﺮاه ،ﻓﻴﻘﺪم اﳌﻮﺟﻮد اﳌﻴﺴﺮ ﰲ اﳊﺎل ،ﺛﻢ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺑﻐﻴﺮه إن ﻛﺎن ﻟﻪ ِﺟﺪة، وﻻ ﻳﺘﻜﻠﻒ ﻣﺎ ﻳﻀﺮ ﺑﻪ اﻷﻟﻮﺳﻲ واﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﻬﻴﻬﻢ ﻋﻦ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﻟﻴﺠ ﱡﺪوا ﰲ اﻟﺴﻴﺮ؛ ﻓﺈن اﳌﻠﺘﻔﺖ ﻟﻠﻮراء ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ أدﻧﻰ وﻗﻔﻪ ،أو ﻷﺟﻞ أﻻ ﻳﺮوا ﻣﺎ ﻳﻨﺰل ﺑﻘﻮﻣﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ﻓﺘﺮق ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﻬﻢ وﰲ ﻗﺼﺔ ﺷﻌﻴﺐ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺋﺪ واﻟﻌﺒﺮ :اﻟﺘﺮﻫﻴﺐ اﳌﺌــــــــﻮن ﺑﺄﺧﺬات اﻷﱈ وﻣﺎ ﺟﺮى ﻋﻠﻴﻬﻢ ،وأﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺬﻛﺮ اﻟﺴﻌﺪي اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ إﻳﻘﺎع اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﺑﺎﳌﺠﺮﻣﲔ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﻮﻋﻆ واﻟﺰﺟﺮ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ذﻛﺮ ﻣﺎ أﻛﺮم اﷲ ﺑﻪ أﻫﻞ اﻟﺘﻘﻮى ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺮﻏﻴﺐ واﳊﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻮى اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ذﻛﺮ ﻫﻬﻨﺎ أﻧﻪ :أﺗﺘﻬﻢ ﺻﻴﺤﺔ ،وﰲ اﻷﻋﺮاف :رﺟﻔﺔ ،وﰲ اﻟﺸﻌﺮاء: ﻋﺬاب ﻳﻮم اﻟﻈﻠﺔ؛ وﻫﻢ أﻣﺔ واﺣﺪة اﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ -ﻳﻮم ﻋﺬاﺑﻬﻢ- ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻢ ﻛﻠﻬﺎ ،وإﳕﺎ ذﻛﺮ ﰲ ﻛﻞ ﺳﻴﺎق ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ اﻟﻜﺎذب اﻟﻔﺎﺟﺮ وإن أﻋﻄﻲ دوﻟﺔ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ زواﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ، وﺑﻘﺎء ذﻣﻪ ،وﻟﺴﺎن اﻟﺴﻮء ﻟﻪ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻫﻮ ﻳﻈﻬﺮ ﺳﺮﻳﻌﺎً، وﻳﺰول ﺳﺮﻳﻌﺎً اﻟﺴﻌﺪي وإذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻮﻋﻴﺪ ﰲ اﻟﺮﻛﻮن إﻟﻰ اﻟﻈﻠﻤﺔ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺣﺎل اﻟﻈﻠﻤﺔ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ؟! ﻧﺴﺄل اﷲ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻣﻨﺎﺳﺒﺔ وﻗﻮع اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻋﻘﺐ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﺮﻛﻮن إﻟﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮا :أ ﱠن اﳌﺄﻣﻮرات ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻋﻦ ﻣﺸﻘﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ وﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻬﻮى ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻮس ،ﻓﻨﺎﺳﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ؛ ﻟﻴﻜﻮن اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﳉﻤﻴﻊ؛ ﻛ ٌﻞ ﲟﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻮﻛﻞ واﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدة اﷲ ،ﻟﻜﻦ ﺧﺼﺖ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻟﻴﻘﺼﺪﻫﺎ اﳌﺘﻌﺒﺪ ﺑﺨﺼﻮﺻﻬﺎ؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﻮن ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ أﻧﻮاع اﻟﻌﺒﺎدة؛ إذ ﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺒﺪ إﻻ ﲟﻌﻮﻧﺘﻪ ٧٤
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ذﻛﺮت ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﻠﻬﺎ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ١٢ اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺘﻤﻜﲔ ﺑﻌﺪ اﻻﺑﺘﻼء اﳌﺒﲔ ،ﺗﺜﺒﻴﺘﺎً ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ ووﻋﺪاً ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ اﻟﻨﺰول ٥٣ اﻟﺴﻮرة وﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت رؤﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ أدﻟﺔ إﻋﺠﺎز اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ﻣﺤﻨﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﰲ ﻣﺼﺮ اﳋﺮوج ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻦ واﺳﺘﻼم اﳊﻜﻢ ﺗﺂﻣﺮ إﺧﻮة ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻣﺤﻨﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﰲ اﻟﺴﺠﻦ إﻋﺮاض اﳌﺸﺮﻛﲔ واﻟﺮد ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻘﺎء ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺈﺧﻮﺗﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻘﺮآﻧﻲ ٧٥
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺌــــــــﻮن أُﻓﺮدت اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮب وﻣﺎ ﻻﻗﺎه ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺒﻼء ،وﻣﻦ ﺿﺮوب اﶈﻦ واﻟﺸﺪاﺋﺪ ﻣﻦ إﺧﻮﺗﻪ وﻣﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻋﺰﻳﺰ ﻣﺼﺮ ،وﰲ اﻟﺴﺠﻦ ،وﰲ ﺗﺂﻣﺮ اﻟﻨﺴﻮة ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﱠﳒﺎه اﷲ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻀﻴﻖ ،ﻓﺎﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻛﻴﻒ أﻧﻪ ﳌﺎ ﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻷذى ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ،ﻧﻘﻠﻪ اﷲ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻦ إﻟﻰ اﻟﻘﺼﺮ ،وﺟﻌﻠﻪ ﻋﺰﻳﺰاً ﰲ أرض ﻣﺼﺮ ،وﻣﻠﱠﻜﻪ اﷲ ﺧﺰاﺋﻨﻬﺎ ،ﻓﻜﺎن اﻟﺴﻴﺪ اﳌﻄﺎع ،واﻟﻌﺰﻳﺰ اﳌﻜ ﱠﺮم ،ﻓﺠﺎءت ﻗﺼﺘﻪ ﺗُﺒ ﱢﺸﺮ ﺑﻘﺮب اﻟﻨﺼﺮ ،ﳌﻦ ﲤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ،وﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﻧﺒﻴﺎء واﳌﺮﺳﻠﲔ ،واﻟﺪﻋﺎة اﳌﺨﻠﺼﲔ، ﻓﻬﻲ ﺳﻠﻮى ﻟﻠﻘﻠﻮب ،وراﺣﺔ ﰲ اﳋﻄﻮب ،وﺑﻠﺴﻢ ﻟﻠﺠﺮوح ،وﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪروس واﻟﻌﺒﺮ ،واﻟﻌﻈﺎت اﻟﺒﺎﻟﻐﺎت، وﺗﺴﻠﻴﺔ ﻣﻦ رب اﻟﺒﺮﻳﺎت ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﷺ ﻋﻤﺎ ﻳﻠﻘﺎه ﻣﻦ أذى ﻛﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ،وﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة أن اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﷲ ﲡﻌﻞ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻟﻘﻀﺎء اﷲ ﺻﺎﺑﺮاً ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﻼء ﻣﺘﻔﺎﺋ ًﻼ واﺛﻘﺎً ﺑﺄن اﻟﻔﺮج ﻗﺎدم ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎل اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻄﻐﻴﺎن ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة ﻫﻮد ﺑﻘﻮﻟﻪ: ، ، وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻘﻮﻟﻪ: وﺑﺪأت ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟ ﱡﺮوى اﳌﻨﺎﻣﻴﺔ ﻳﺼﻄﻔﻴﻚ ﻻ ﺗﺪري ﻋﻦ ﻗﺼﺺ ﺧﻄ ٍﺈ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﺷﻴﺌﺎً أﻟﻘﻮه ﰲ أرض ﺑﻌﻴﺪة ﺟﻤﺎﻋﺔ ذوو ﻋﺪد اﳌﺎ ﱠرة ﻣﻦ اﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺟﻮف اﻟﺒﺌﺮ ﻳﺨﻠﺺ ﻧﺘﺴﺎﺑﻖ ﰲ اﳉﺮي، واﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺴﻬﺎم ﻋﺰﻣﻮا وﺻ ﱠﻤﻤﻮا ﻳﺄﻛﻞ ﻣﺎ ﻟ ﱠﺬ وﻃﺎب اﺣﺘﻤﺎل ﻟﻠﻤﺼﻴﺒﺔ ﻻ ﺷﻜﻮى ﻣﻌﻪ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ اﳋﻠﻖ ﲟﻘﺮ ﻟﻨﺎ ،وﻣﺼﺪق ﻟﻨﺎ ز ﱠﻳﻨﺖ ٧٦
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻓﺄرﺳﻞ دﻟﻮه ﰲ ﻣﻦ ﻳﺘﻘ ﱠﺪﻣﻬﻢ ﻟﻄﻠﺐ اﳌﺎء ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ اﻟﺒﺌﺮ؛ ﻟﻴﻤﻸﻫﺎ ﺑﺎﳌﺎء وﺑﺎﻋﻪ إﺧﻮﺗﻪ وﻛﺘﻢ إﺧﻮة ﻳﻮﺳﻒ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻗﻮﺗﻪ ﰲ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻛﻮﻧﻪ أﺧﺎﻫﻢ ﻟﻴﺒﻴﻌﻮه دﻋﺘﻪ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺑﺮﻓﻖ وﻟﲔ ﺳﻴﺪي أﻋﺘﺼﻢ ﺑﺎﷲ ﻫﻠ ﱠﻢ إﻟ ﱠﻲ اﳌﺌــــــــﻮن وﺧﻄﺮ ﺑﻘﻠﺒﻪ إﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﻣﺎﻟﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻨﺰﻟﻲ وﻣﻘﺎﻣﻲ وأﺳﺮﻋﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﺎب ﻟﻔﻌﻞ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻳﺮﻳﺪ اﳋﺮوج وﻫﻲ ﲤﻨﻌﻪ آﻳﺔ ﻣﻦ اﷲ زﺟﺮﺗﻪ اﳌﺨﺘﺎرﻳﻦ ﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﳋﺎﻃﺮ زوﺟﻬﺎ اﷲ ورﺳﺎﻟﺘﻪ ﺑﻠﻎ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﺷﻐﺎف وﺷ ﱠﻘﺖ ﻗﻠﺒﻬﺎ وﻫﻮ ﻏﻼﻓﻪ ووﺟﺪا وﺟﺮﺣﻦ اﻵﺛﻤﲔ ُﺷ ﱠﻖ ﻣﻦ اﻷﻣﺎم أ ِﻣﻞ إﻟﻴﻬﻦ ﻣﺎ ﻳﺘﻜﺌﻦ ﻋﻠﻴﻪ وﻫ ﱠﻴﺄت ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﺪ أﻋﺒﺎدة آﻟﻬ ٍﺔ ﺷﺘﻰ؟ ﺗﻨﺰﻳﻬﺎً ﷲ اﻟﺬﻳﻦ ﻻاﻳﻷﺘذﻜﻠﻻﻤءﻮن ﺿﻌﻴﻔﺎت ،ﻣﻬﺎزﻳﻞ أﻋﺼﺮ ﻋﻨﺒﺎً؛ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮه ﻟﻴﺼﻴﺮ ﺧﻤﺮاً ﺗﺬ ﱠﻛﺮ ﺳﻴﺪك اﳌﻠﻚ ﺣﺠﺔ ،وﺑﺮﻫﺎن ﺷﺪﻳﺪة اﳉﺪب أﺧﻼط ﺗﻔﺴﺮون ﺷﺄﻧﻜﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ،وأﻧﺘﻢ ﺑﻌﺪ ﻣ ﱠﺪة ﻛﺜﻴﺮة اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺎﺻﻲ ﺟﺎدون ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ﲢﻔﻈﻮن ،وﺗ ﱠﺪﺧﺮون ﻳﻨﺰل ﻳﻌﺼﺮون اﻟﺜﻤﺎر؛ ﺳﻨﺒﺬل ﺟﻬﺪﻧﺎ، ﻟﻜﺜﺮة اﳋﺼﺐ ﺗﻨﺰﻳﻬﺎً ﷲ ﻹﻗﻨﺎع أﺑﻴﻪ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺧﻔﺎﺋﻪ أﺟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﺼﺎﺋﻲ، أوﻋﻴﺘﻬﻢ وأﻫﻞ ﻣﺸﻮرﺗﻲ ﻋﻈﻴﻢ اﳌﻜﺎﻧﺔ وﳒﻠﺐ ﻃﻌﺎﻣﺎً وﻓﻴﺮاً أﻋﻄﺎﻫﻢ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻮا، اﳌﻀﻴﻔﲔ وو ﱠﻓﻰ اﻟﻜﻴﻞ ﻟﻬﻢ ﺿ ﱠﻢ أﻣﺘﻌﺘﻬﻢ اﻟﺜﻤﻦ اﻟﺬي دﻓﻌﻮه ﻣﺘﺎع اﻟﺜﻤﻦ اﻟﺬي دﻓﻌﻨﺎه ﻣﺎذا ﻧﻄﻠﺐ أﻛﺜﺮ ﺿﺎﻣﻦ ،وﻛﺎﻓﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻋﻬﺪاً ﻣﺆﻛﺪاً ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺑﺎﳊﻠﻒ ﺑﺎﷲ ﺣﻤﻞ ﺑﻌﻴﺮ اﻹﻧﺎء اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻜﻴﻞ ﺑﻪ ﻟﻠﻨﺎس ﻓﻼ ﺗﻐﺘ ﱠﻢ ﺻﺎع اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺣﻤﺎل ﺣﻜﻤﻪ وﻗﻀﺎﺋﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻜﻮن اﻟﺴﺎرق ﻋﺒﺪاً ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ اﺳﺘﻌﺒﺎد اﻟﺴﺎرق ﻟﻠﻤﺴﺮوق ﻣﻨﻪ ٧٧
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ اﻧﻔﺮدوا ﻳﺘﺸﺎورون ﻳﺌﺴﻮا واﻧﻘﻄﻊ رﺟﺎؤﻫﻢ ﻧﻌﺘﺼﻢ ﺑﺎﷲ، وﻧﺴﺘﺠﻴﺮ ﺑﻪ أُﻓﺎرق ﻗ ﱠﺼﺮﰎ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻜﺘﻤﺎن ﳊﺰﻧﻪ ﻋﻬﺪاً ﻣﺆﻛﺪاً ﻣﺎ ﺗﺰال ﻋﺪﻧﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﺳﺘﻘﺼﻮا ﺧﺒﺮه ﻫﻤﻲ ﺗﺸﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻼك اﻟﻘﺤﻂ ،واﳉﺪب آﺛﻤﲔ ﲟﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎه ﺑﻚ، رﺣﻤﺔ اﷲ وﻻ ﺗﻘﻄﻌﻮا رﺟﺎءﻛﻢ وﺑﺄﺧﻴﻚ ﻋﻤﺪاً ﻓ ﱠﻀﻠﻚ واﺧﺘﺎرك ﺛﻤﻦ رديء ﻗﻠﻴﻞ ﺗُﺴ ﱢﻔﻬﻮﻧﻲ ﺧﺮﺟﺖ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻻ ﺗﺄﻧﻴﺐ اﳌﺌــــــــﻮن ﺣ ﱠﻴﻮه ﺑﺎﻟﺴﺠﻮد؛ ﻣﻦ أرض ﻣﺼﺮ ﺗﻜﺮﳝﺎً ،ﻻ ﻋﺒﺎدة ﺧﻄﺌﻚ ﺳﺮﻳﺮ اﳌﻠﻚ د ﱠﺑﺮوا ،وﻋﺰﻣﻮا أﻓﺴﺪ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻓﺠﺄة اﻟﺬﻳﻦﻋﺬﻻا ﻳبﺘﻜﻳﻠﻌﻤﻤﻮﻬنﻢ وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻵﻳﺎت ﻋﺬاﺑﻨﺎ وأﻳﻘﻨﻮا ﻳﺌﺴﻮا ﻣﻦ أﻗﻮاﻣﻬﻢ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ أﻧﺰل أﺷﺮف اﻟﻜﺘﺐ ﺑﺄﺷﺮاف اﻟﻠﻐﺎت ،ﻋﻠﻰ أﺷﺮف اﻟﺮﺳﻞ، ﺑﺴﻔﺎرة أﺷﺮف اﳌﻼﺋﻜﺔ ،وﻛﺎن ذﻟﻚ ﰲ أﺷﺮف ﺑﻘﺎع اﻷرض، واﺑﺘﺪئ إﻧﺰاﻟﻪ ﰲ أﺷﺮف ﺷﻬﻮر اﻟﺴﻨﺔ؛ وﻫﻮ رﻣﻀﺎن؛ ﻓﻜ ُﻤﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻮﺟﻮه اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ أﺻﻞ ﰲ أﻻ ﻧﻘﺺ اﻟﺮؤﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺷﻔﻴﻖ وﻻ ﻧﺎﺻﺢ ،وﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ اﻟﺘﺄوﻳﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻌﺪي ﻓﻘﺪﻣﻮا اﻟﻌﺰم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﺻﺪور اﻟﺬﻧﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺴﻬﻴ ًﻼ ﻟﻔﻌﻠﻪ ،وإزاﻟﺔ ﻟﺸﻨﺎﻋﺘﻪ، وﺗﻨﺸﻴﻄﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻈﻠﻢ ﻇﻠﻤﺎت ،وﻻﺑﺪ أن ﻳﻠﻘﻰ اﻟﻈﺎﻟﻢ ﺟﺰاءه ،وإن ﻃﺎﻟﺖ ﺣﺒﺎل اﻷﻳﺎم ،وﺗﺄﻣﻞ ﻛﻴﻒ أن إﺧﻮة ﻳﻮﺳﻒ ﳌﺎ اﻣﺘﺪت أﻳﺪﻳﻬﻢ اﺑﻦ اﳉﻮزي ؛ اﻣﺘﺪت أﻛﻔﻬﻢ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﻷﺧﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ ،ﻳﻘﻮﻟﻮن: ٧٨
اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻗﺎل اﻟﺜﻮري ﻋﻦ ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ أﻧﻪ ﻗﺎل: ﺛﻼث ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺮ :أﻻ ﲢﺪث ﺑﻮﺟﻌﻚ ،وﻻ ﲟﺼﻴﺒﺘﻚ، وﻻ ﺗﺰﻛﻲ ﻧﻔﺴﻚ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ أﺳﺒﺎب اﻟﻌﺸﻖ :إﻋﺮا ُض اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻦ اﷲ، واﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﻳﺘﺮك ﻣﺤﺒﻮﺑﺎً إﻻ ﲟﺤﺒﻮب آﺧﺮ ﻳﻜﻮن أﺣﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﻨﻪ ،أو ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﻣﻜﺮوه؛ واﻟﻘﻠﺐ إذا ذاق ﻃﻌﻢ ﻋﺒﺎدة اﷲ، واﻹﺧﻼص ﻟﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪه ﺷﻲء ﻗﻂ أﺣﻠﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﻻ أﻟﺬ ،وﻻ أﻣﺘﻊ ،وﻻ أﻃﻴﺐ اﳌﺌــــــــﻮن اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ وﻟﻢ ﻳﻘﻞ :ﺳﻴﺪﻫﻤﺎ؛ ﻟﻮﺟﻬﲔ: -١أ ﱠن ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ رق ﻗﻂ ،وإﳕﺎ اﺷﺘُﺮي ﻇﻠﻤﺎً. -٢ﻷن اﳌﺴﻠﻢ ﻻ ُﳝﻠﻚ ،وﻫﻮ اﻟﺴﻴﺪ ،وﻻ ﺗﻜﻮن اﻟﺴﻴﺎدة ﻟﻠﻜﺎﻓﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻢ. اﻟﻄﻨﻄﺎوي ﻛﻴﻒ ﺗﺒﺮئ ﻧﻔﺴﻚ وﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻚ ،ﻳﻮﺳﻒ ﻳﻘﻮل ﻋﻦ اﻟﻨﺴﺎء: اﻟﺒﻐﻮي ﻛﺎن إذا ﻣﺮض إﻧﺴﺎن ﰲ اﻟﺴﺠﻦ ﻋﺎده وﻗﺎم ﻋﻠﻴﻪ، اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ وإذا ﺿﺎق ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺠﻠﺲ وﺳﻊ ﻟﻪ ،وإذا اﺣﺘﺎج ﺟﻤﻊ ﻟﻪ ﺷﻴﺌﺎً، وﻛﺎن ﻳﺠﺘﻬﺪ ﰲ اﻟﻌﺒﺎدة ،وﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﺼﻼة اﳊﻜﻢ ﷲ وﺣﺪه ،ورﺳﻠﻪ ﻳﺒﻠﻐﻮن ﻋﻨﻪ؛ ﻓﺤﻜﻤﻬﻢ ﺣﻜﻤﻪ، وأﻣﺮﻫﻢ أﻣﺮه ،وﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﻃﺎﻋﺘﻪ؛ ﻓﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﺑﻪ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ وأﻣﺮﻫﻢ ﺑﻪ وﺷﺮﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ وﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﳋﻼﺋﻖ اﺗﺒﺎﻋﻪ وﻃﺎﻋﺘﻪ؛ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ اﻷﻟﻮﺳﻲ ووﺻﻔﻪ ﺑﺎﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ اﻟﺼﺪق ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻋﻠﻤﻪ وﺟ ﱠﺮب أﺣﻮاﻟﻪ ﰲ ﻣﺪة إﻗﺎﻣﺘﻪ ﻣﻌﻪ ﰲ اﻟﺴﺠﻦ ،وﻓﻴﻪ إﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﺘﻲ أن ﻳﻌﻈﻢ اﳌﻔﺘﻲ اﺑﻦ ﺟﺰي ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ اﻣﺮأة اﻟﻌﺰﻳﺰ رﻋﻴﺎً ﻟﺬﻣﺎم زوﺟﻬﺎ ،وﺳﺘﺮاً ﻟﻬﺎ، ﺑﻞ ذﻛﺮ اﻟﻨﺴﻮة اﻟﻼﺗﻲ ﻗﻄﻌﻦ أﻳﺪﻳﻬﻦ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻷﺷﻴﺎء ﺿﺮراً ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﺑﻄﺎﻟﺘﻪ وﻓﺮاﻏﻪ ،ﻓﺈن اﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﺗﻘﻌﺪ ﻓﺎرﻏﺔ ﺑﻞ إن ﻟﻢ ﻳﺸﻐﻠﻬﺎ ﲟﺎ ﻳﻨﻔﻌﻬﺎ ﺷﻐﻠﺘﻪ ﲟﺎ ﻳﻀﺮه اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﺗﺮﺗﺐ ﻫﺬا اﻟﻘﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻠﻴﻤﻪ إﻳﺎه دال ﻋﻠﻰ أن ﻳﻮﺳﻒ ﻛﻠﻢ اﳌﻠﻚ ﻛﻼم ﺣﻜﻴﻢ أدﻳﺐ ،ﻓﻠﻤﺎ رأى ﺣﺴﻦ ﻣﻨﻄﻘﻪ ،وﺑﻼﻏﺔ، ﻗﻮﻟﻪ وأﺻﺎﻟﺔ رأﻳﻪ؛ رآه أﻫ ًﻼ ﻟﺜﻘﺘﻪ ،وﺗﻘﺮﻳﺒﻪ ﻣﻨﻪ ٧٩
اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻓﻴﻬﺎ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮز ﻣﻦ اﻟﻌﲔ ،واﻟﻌﲔ ﺣﻖ ،وﻗﺪ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﷺ) :إن اﻟﻌﲔ ﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻘﺒﺮ ،واﳉﻤﻞ اﻟﻘﺪر( ،وﰲ ﺗﻌﻮذه ﷺ) :أﻋﻮذ ﺑﻜﻠﻤﺎت اﷲ اﻟﺘﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻴﻄﺎن وﻫﺎﻣﺔ ،وﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﲔ ﻻﻣﺔ( ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻷﻟﻮﺳﻲ ﺟﺮت ﺳﻨﺘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن اﻟﺸﺪة إذا ﺗﻨﺎﻫﺖ ﻳﺠﻌﻞ وراءﻫﺎ ﻓﺮﺟﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً؛ ﻛﺄﻧﻪ ﳌﺎ رأى اﺷﺘﺪاد اﻟﺒﻼء ﻗﻮي رﺟﺎؤه ﺑﺎﻟﻔﺮج ،ﻓﻘﺎل ﻣﺎ ﻗﺎل اﺑﻦ اﳉﻮزي ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ذل إﺧﻮة ﻳﻮﺳﻒ ﳌﱠﺎ ﻗﺎﻟﻮا، : ﻋﺮف ﺷﺆم اﻟﺰﻟﻞ! ﰲ اﻹﺣﺴﺎن إﻟﻰ اﳌﺴﻲء ﺷﺮف اﻻﺗﺼﺎف ﺑﺼﻔﺎت اﳋﺎﻟﻖ؛ اﳌﺌــــــــﻮن إذ ﻳﺠﻌﻠﻮن ﻟﻪ اﻟﺼﺎﺣﺒﺔ واﻟﻮﻟﺪ ،وﻫﻮ ﻳﻌﺎﻓﻴﻬﻢ وﻳﺮزﻗﻬﻢ! اﻟﻌﺰ ﺑﻦ وﻓﻴﻪ ﻓﻄﺎم ﻟﻠﻤﺴﻲء ﻋﻦ إﺳﺎءﺗﻪ ،وﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻪ ﺑﻘﺒﺢ ﻇﻠﻤﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﺑﻦ ﺟﺰي إﳕﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ أﺧﺮﺟﻨﻲ ﻣﻦ اﳉﺐ ﻟﻮﺟﻬﲔ :أﺣﺪﻫﻤﺎ :أن ﰲ ذﻛﺮ اﳉﺐ )ﺧﺰﻳﺎً( ﻹﺧﻮﺗﻪ ،وﺗﻌﺮﻳﻔﻬﻢ ﲟﺎ ﻓﻌﻠﻮه؛ ﻓﺘﺮك ذﻛﺮه ﺗﻮﻗﻴﺮاً ﻟﻬﻢ .واﻵﺧﺮ :أﻧﻪ ﺧﺮج ﻣﻦ اﳉﺐ إﻟﻰ اﻟﺮق ،وﻣﻦ اﻟﺴﺠﻦ إﻟﻰ اﳌﻠﻚ ،ﻓﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﺑﻪ أﻛﺜﺮ ٨٠
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﺮﻋﺪ ﻟﻮرود ذﻛﺮ اﻟﺮﻋﺪ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻪ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﻧﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ١٣ ﺑﻴﺎن ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﻮة واﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ وﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ،وإﺛﺒﺎت اﻟﻮﻋﺪ اﻟﻨﺰول ٩٦ اﻟﺴﻮرة واﻟﻮﻋﻴﺪ و ُﺳ ﱠﻨﺔ اﷲ ﰲ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ واﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت إﻧﻜﺎر اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﻠﺒﻌﺚ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ اﳊﻖ واﻟﺒﺎﻃﻞ وأﻫﻠﻬﻤﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﺮآن واﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة اﷲ اﻟﺮزق واﻟﻬﺪاﻳﺔ ﻣﻦ اﷲ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺎر وﻣﺼﻴﺮﻫﻢ إﺣﺎﻃﺔ ﻋﻠﻢ اﷲ وﻗﺪرﺗﻪ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻞ وإﺛﺒﺎت اﻟﻨﺴﺦ ﰲ اﻵﻳﺎت ﻣﺼﻴﺮ وﺻﻔﺎت اﳌﺆﻣﻨﲔ واﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ وﻋﺎﻗﺒﺘﻬﻢ ﻋﺎﻗﺒﺔ اﳌﺆﻣﻨﲔ وﻣﻬﻤﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ واﻟﻘﺮآن وﺻﻒ اﳉﻨﺔ وﻋﺎﻗﺒﺔ اﳌﺘﻘﲔ واﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ وﲢﺬﻳﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻓﺆاد اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ٨١
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة ﺑﻴﻨﺖ ﺳﻮرة اﻟﺮﻋﺪ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻻﻧﺨﺪاع ﺑﻈﻮاﻫﺮ اﻷﺷﻴﺎء وﺣﺜﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺑﻮاﻃﻨﻬﺎ ،واﺑﺘﺪأت ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻹﳝﺎن ﺑﻮﺟﻮد اﷲ ووﺣﺪاﻧﻴﺘﻪ ،ﻓﻤﻊ ﺳﻄﻮع اﳊﻖ ووﺿﻮﺣﻪ ،ﻛ ﱠﺬب اﳌﺸﺮﻛﻮن ﺑﺎﻟﻘﺮآن، وﺟﺤﺪوا وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﻟﺮﺣﻤﻦ ،ﻓﺠﺎءت اﻵﻳﺎت ﺗﻘﺮر ﻛﻤﺎل ﻗﺪرﺗﻪ ،وﻋﻈﻴﻢ ﺧﻠﻘﻪ ،ﺛﻢ ﺗﻠﺘﻬﺎ آﻳﺎت ﰲ إﺛﺒﺎت اﻟﺒﻌﺚ واﳉﺰاء ﺑﺬﻛﺮ اﻷدﻟﺔ اﻟﺴﺎﻃﻌﺔ ،واﻟﺒﺮاﻫﲔ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻔﺮاده ﺟﻞ وﻋﻼ ﺑﺎﳋﻠﻖ واﻹﻳﺠﺎد ،واﻹﺣﻴﺎء واﻹﻣﺎﺗﺔ ،ﺛﻢ ﺿﺮﺑﺖ اﻟﺴﻮرة ﻣﺜﻠﲔ ﻟﻠﺤﻖ واﻟﺒﺎﻃﻞ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺬﻛﺮ أوﺻﺎف أﻫﻞ اﻟﺴﻌﺎدة وأﻫﻞ اﻟﺸﻘﺎوة، وﺿﺮﺑﺖ ﻣﺜ ًﻼ ﺑﺸﻬﺎدة اﷲ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﷺ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮة واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،وأﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﳌﺎ ﻗﺎل ﰲ ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ: ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ ، ذﻛﺮ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﺮﻋﺪ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻵﻳﺎت ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳﻐﻄﻲ ﺟﺒﺎﻻً ﺗﺜﺒﺖ اﻷرض ﻋﻼ وارﺗﻔﻊ واﺳﺘﻘﺮ، ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﰲ ﻣﻨﺒﺖ واﺣﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ دا ٍع ﻳﺮﺷﺪﻫﻢ ﻳﺠﺎور ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎً ،ﻣﻨﻬﺎ: ﺑﻘﺎع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﻦ ﺟﻬﺮ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻪ ﻃﻴﺒﺔ ،وﻣﻨﻬﺎ :ﺳﺒﺨﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻮاﻋﻖ اﶈﺮﻗﺔ اﻟﺴﻼﺳﻞ ﻋﻘﻮﺑﺎت أﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺗﻨﻘﺼﻪ اﻷرﺣﺎم؛ ﻓﻴﺴﻘﻂ ﻗﺒﻞ ﲤﺎﻣﻪ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺬاﺗﻪ وﻗﺪره وﻗﻬﺮه ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻳﺘﻌﺎﻗﺒﻮن ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﳊﻔﻈﻪ ،وإﺣﺼﺎء ﻋﻤﻠﻪ وﻟﻲ ﻳﺘﻮﻟﻰ أﻣﻮرﻫﻢ، وﻳﺪﻓﻊ اﻟﺒﻼء ﻋﻨﻬﻢ ٨٢
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ أول اﻟﻨﻬﺎر اﳊﻮل ،واﻟﻘﻮة ،واﻟﺒﻄﺶ ﰲ ﻧﺰول اﳌﻄﺮ ﺑﻘﺪر ﺻﻐﺮ اﻷودﻳﺔ ﺧﻠﻖ اﷲ وﺧﻠﻖ اﻟﺸﺮﻛﺎء آﺧﺮ اﻟﻨﻬﺎر وﻛﺒﺮﻫﺎ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎً ﻏﺜﺎء ﻻ ﻧﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﻣﻴﺎً ﺑﻪ أو ﻣﺘﻔﺮﻗﺎً اﻟﻔﺮاش ،واﳌﺴﺘﻘﺮ اﳉﻨﺔ اﻟﻌﻘﻮل اﳌﺌــــــــﻮن اﻟﺬﻳﻦ وﻻﻳﻳﺪﺘﻓﻜﻌﻠﻮﻤﻮنن اﻟﻌﻬﺪ اﳌﺆﻛﺪ اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ اﶈﻤﻮدة ﰲ اﻵﺧﺮة ﺷﻲء ﻗﻠﻴﻞ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ وﻳﻀﻴﻖ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﺰول ﻓﺮج ،وﻗﺮة ﻋﲔ، ﻳﻌﻠﻢ وﻳﺘﺒﲔ وﺣﺎل ﻃﻴﺒﺔ ﻣﺼﻴﺒﺔ أﺗﺴ ﱡﻤﻮﻧﻬﻢ ﺷﺮﻛﺎء ﺑﻘﻮل ﺑﺎﻃﻞ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻪ ﻓﺄﻣﻬﻠﺖ ﻣﺎﻧﻊ وﻋﺎﺻﻢ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺛﻤﺮﻫﺎ اﳌﺘﺤﺰﺑﲔ ،اﳌﺘﺠﻤﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺮ اﻟﻠﻮح اﶈﻔﻮظ ﻻ را ﱠد ،وﻻ ﻣﺒﻄﻞ ﺑﻔﺘﺢ اﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﻼد اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ واﳌﻘﺼﻮد ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ،وﻫﻲ وﺻﻒ اﳌﻨ ﱠﺰل ﺑﺄﻧﻪ اﳊﻖ وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻗﺮى ﻣﺘﺪاﻧﻴﺎت ،ﺗﺮاﺑﻬﺎ واﺣﺪ ،وﻣﺎؤﻫﺎ واﺣﺪ ،وﻓﻴﻬﺎ زروع وﺟﻨﺎت، ﺛﻢ ﺗﺘﻔﺎوت ﰲ اﻟﺜﻤﺎر واﻟﺘﻤﺮ؛ ﻓﻴﻜﻮن اﻟﺒﻌﺾ ﺣﻠﻮاً ،واﻟﺒﻌﺾ ﺣﺎﻣﻀﺎً ،واﻟﻐﺼﻦ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮة ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﺜﻤﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻐﺮ واﻟﻜﺒﺮ ،واﻟﻠﻮن ،واﻟﻄﻌﻢ ،وإن اﻧﺒﺴﻂ اﻟﺸﻤﺲ واﻟﻘﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﳉﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻖ واﺣﺪ ،وﰲ ﻫﺬا أدل دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ وﺣﺪاﻧﻴﺘﻪ اﺑﻦ رﺟﺐ ﻣﻦ ﺣ ِﻔﻆ اﷲ ،ﺣﻔﻈﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ اﳊﻴﻮاﻧﺎت اﳌﺆذﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، وﻣﻦ ﺿﻴﻊ اﷲ ،ﺿﻴﻌﻪ اﷲ ﺑﲔ ﺧﻠﻘﻪ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻀﺮر ﳑﻦ ﻛﺎن ﻳﺮﺟﻮ أن ﻳﻨﻔﻌﻪ ،وﻳﺼﻴﺮ أﺧﺺ أﻫﻠﻪ ﺑﻪ وأرﻓﻘﻬﻢ ﺑﻪ ﻳﺆذﻳﻪ اﺑﻦ اﳉﻮزي ﻣﺘﻰ رأﻳﺖ ﺗﻜﺪﻳﺮاً ﰲ ﺣﺎل ،ﻓﺎذﻛﺮ ﻧﻌﻤ ًﺔ ﻣﺎ ُﺷ ِﻜﺮت أو زﻟ ًﺔ ُﻓ ِﻌﻠﺖ؛ ﻓﺈن اﷲ ﻳﻘﻮل: ٨٣
اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻬﺎً ﻣﻦ دون اﷲ ﻛﺎﻟﻈﻤﺂن اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ اﳌﺎء إﻟﻰ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ؛ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻨﺎوﻟﻪ وﻻ ﻳﻘﺪر ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ،وﻳﺸﻴﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻴﺪه ﻓﻼ ﻳﺄﺗﻴﻪ أﺑﺪاً؛ ﻷن اﳌﺎء ﻻ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ،وﻣﺎ اﳌﺎء ﺑﺒﺎﻟﻎ إﻟﻴﻪ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺸﺒﻪ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﳌﺎء اﳌﻨﺰل ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء؛ ﻷن ﺑﻪ ﺣﻴﺎة اﻟﻘﻠﻮب ﻛﻤﺎ أن ﺑﺎﳌﺎء ﺣﻴﺎة اﻷﺑﺪان ،وﺷﺒﻪ اﻟﻘﻠﻮب ﺑﺎﻷودﻳﺔ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺤﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ أن اﻷودﻳﺔ ﻣﺤﻞ اﳌﺎء ،ﻓﻘﻠﺐ ﻳﺴﻊ ﻋﻠﻤﺎً ﻛﺜﻴﺮاً ،وواد ﻳﺴﻊ ﻣﺎ ًء ﻛﺜﻴﺮاً ،وﻗﻠﺐ ﻳﺴﻊ ﻋﻠﻤﺎً ﻗﻠﻴ ًﻼ ،وواد ﻳﺴﻊ ﻣﺎ ًء ﻗﻠﻴ ًﻼ اﻟﺒﻘﺎﻋﻲ ﺛﻢ زاد ﰲ اﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ: ؛ ﻷن اﻹﻛﺜﺎر ﻣﻦ ﺗﺮداد رﺳﻞ اﳌﺌــــــــﻮن اﳌﻠﻚ أﻋﻈﻢ ﰲ اﻟﻔﺨﺮ ،وأﻛﺜﺮ ﰲ اﻟﺴﺮور واﻟﻌﺰ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺈن اﻹﻧﺎﺑﺔ إﻟﻰ اﷲ واﳌﺘﺎب ﻫﻮ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻪ ﺑﻌﺒﺎدﺗﻪ ،وﻃﺎﻋﺘﻪ، وﻃﺎﻋﺔ رﺳﻮﻟﻪ ﷺ ،واﻟﻌﺒﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﻄﻴﻌﺎً ﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﷺ ﻓﻀ ًﻼ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺧﻮاص أوﻟﻴﺎﺋﻪ اﳌﺘﻘﲔ إﻻ ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺎ أﻣﺮ ﺑﻪ، وﺗﺮك ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ﻛﻤﺎل ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ وﻣﻘﺎﺻﺪه؛ وﻫﻮ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻜﻤﺎً ،وﻛﻤﺎل ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﻟﻔﺎﻇﻪ؛ وﻫﻮ اﳌﻜﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻋﺮﺑﻴﺎً اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﺳﺘﺪل ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻀﻴﻞ اﻟﻨﻜﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻟﻨﻮاﻓﻞ اﻟﻌﺒﺎدة ﺑﺄن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﺧﺘﺎر اﻟﻨﻜﺎح ﻟﺮﺳﻠﻪ ،ﻓﻘﺎل: واﻗﺘﻄﻊ ﻣﻦ زﻣﻦ ﻛﻠﻴﻤﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﲔ ﰲ رﻋﺎﻳﺔ اﻟﻐﻨﻢ ﻣﻬﺮاً ﻟﺰواﺟﻪ ،واﺧﺘﺎر ﻟﻨﺒﻴﻪ ﷺ أﻓﻀﻞ اﻷﺷﻴﺎء ﻓﺰوﺟﻪ ﺗﺴﻌﺎً ﻓﺄﻛﺜﺮ ،وﻻ ﻫﺪي ﻓﻮق ﻫﺪﻳﻪ ٨٤
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻟﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻗﺼﺔ إﺳﻜﺎﻧﻪ وﻟﺪه إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ وﺟﻪ ﺑﻮاد ﻏﻴﺮ ذي زرع ،وﺷﻜﺮه ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﺎ أﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﻟﺪﻳﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ وإﺳﺤﺎق اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ١٤ ﺑﻴﺎن وﻇﻴﻔﺔ اﻟﺮﺳﻞ وﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ إﺧﺮاج اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎت ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﺸﺮك إﻟﻰ ﻧﻮر اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﰲ اﻟﻨﺰول ٧٢ اﻟﺴﻮرة ﻣﻘﺎﺑﻞ إﻋﺮاض أﻗﻮاﻣﻬﻢ ،ﺗﺜﺒﻴﺘﺎً ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ وﺗﻮﻋﺪاً ﻟﻠﻈﺎﳌﲔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت دﻋﻮة اﻟﺮﺳﻞ ﰲ اﻹﺧﺮاج ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻤﺎت إﻟﻰ اﻟﻨﻮر ﺑﻴﺎن ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻘﺮآن وﺣﺠﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮب ﺑﲔ ﻧﻌﻴﻢ أﻫﻞ اﳉﻨﺔ وﻋﺬاب أﻫﻞ اﻟﻨﺎر وﺟﻤﻴﻊ اﳋﻼﺋﻖ ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ أﺟﻨﺎﺳﻬﻢ وﻟﻐﺎﺗﻬﻢ اﺳﺘﻔﺘﺎح اﻟﺮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ أﻋﺪاﺋﻬﻢ ﺳﻠﻮك ﻣﻠﺰم ﻟﻠﺪﻋﺎة ﰲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ﻧﺒﺄ اﳋﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﰲ دﻋﻮﺗﻪ ﻋﻈﻤﺔ اﷲ ﰲ اﻟﻜﻮن وﻧﻌﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﺻﻮر ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ٨٥
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺌــــــــﻮن ﺑﻴﻨﺖ ﺳﻮرة إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ وﺣﺪة اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ رﻏﻢ ﺗﻌﺪد اﻟﺮﺳﻞ ،واﻓﺘﺘﺤﺖ ﺑﺎﻟﺘﻨﺒﻴﻪ إﻟﻰ إﻋﺠﺎز اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ، وﺑﺎﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﺑﺸﺄﻧﻪ ،ﺛﻢ ﲢﺪﺛﺖ اﻟﺴﻮرة ﻋﻦ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻮﺳﻰ ،ودﻋﻮﺗﻪ ﻟﻘﻮﻣﻪ إﻟﻰ أن ﻳﻌﺒﺪوا اﷲ وﻳﺸﻜﺮوه، وﺿﺮﺑﺖ اﻷﻣﺜﺎل ﺑﺎﳌﻜﺬﺑﲔ ﻟﻠﺮﺳﻞ ،ﺛﻢ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺮﺳﻞ ﻣﻊ أﻗﻮاﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر ،وﺣﻜﺖ ﻣﺎ ﺟﺮى ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎورات وﻣﻨﺎورات ،اﻧﺘﻬﺖ ﺑﺈﻫﻼك اﷲ ﻟﻠﻈﺎﳌﲔ ،ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ، ﺣﻴﺚ ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻷﺷﻘﻴﺎء اﳌﺠﺮﻣﻮن ﺑﺄﺗﺒﺎﻋﻬﻢ اﻟﻀﻌﻔﺎء ،وذﻛﺮت ﻣﺎ ﻳﺪور ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻮار ﻃﻮﻳﻞ ،ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺘﻜﺪس اﳉﻤﻴﻊ ﰲ ﻧﺎر ﺟﻬﻨﻢ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻔﻊ اﻷﺗﺒﺎع ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻌﻨﺎت واﻟﺸﺘﺎﺋﻢ اﻟﺘﻲ و ﱠﺟﻬﻮﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﺮؤﺳﺎء ،ﺛﻢ ﺿﺮﺑﺖ ﻣﺜ ًﻼ ﻟﻜﻠﻤﺔ اﻹﳝﺎن ،وﻛﻠﻤﺔ اﻟﻀﻼل ،ﺑﺎﻟﺸﺠﺮة اﻟﻄﻴﺒﺔ ،واﻟﺸﺠﺮة اﳋﺒﻴﺜﺔ ،وﺧﺘﻤﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺒﻴﺎن ﻣﺼﻴﺮ اﻟﻈﺎﳌﲔ ﰲ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺳﻮرة إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﳌﺎ ﻗﺎل ﰲ ﺳﻮرة اﻟﺮﻋﺪ: ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ ،ﻋﻠﻰ أن اﳌﺮاد ﺑــ\"ﻣﻦ\" ﻫﻮ اﷲ ،اﻓﺘﺘﺢ ﺳﻮرة إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻓﻘﺎل: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳُ ِﺬﻳ ُﻘﻮﻧﻜﻢ ﺑﻨﻌﻤﻪ وﻧﻘﻤﻪ اﻟﺘﻲ وﻳﺮﻳﺪوﻧﻬﺎ ﻣﻌﻮﺟﺔ؛ ﻣﻮﺟﺐ ﻟﻠﺮﻳﺒﺔ ،واﻟﺸﻚ ﻗ ﱠﺪرﻫﺎ ﰲ اﻷﻳﺎم ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻷﻫﻮاﺋﻬﻢ أرﺷﺪﻧﺎ إﻟﻰ اﺗﺒﺎع ﺷﺮﻋﻪ ﻋﻀﻮا أﻳﺪﻳﻬﻢ؛ ﺗﻐﻴﻈﺎً أﻋﻠﻢ إﻋﻼﻣﺎً ﻣﺆﻛﺪاً ﻫﻠﻚ ،وﺧﺴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻞ ودﻳﻨﻬﻢ ﻳﺤﺎول اﺑﺘﻼﻋﻪ ﺑﺤﺠﺔ ،ودﻟﻴﻞ ﻣﻨﺸﺊ وﻣﺒﺪع واﺳﺘﻨﺼﺮ اﻟﺮﺳﻞ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺑﲔ ﻳﺪي ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺎﳌﲔ اﷲ ﻟﻠﺤﺴﺎب ﻣﺎ ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻦ أﺟﺴﺎد أﻣﺎﻣﻪ أﻫﻞ اﻟﻨﺎر ٨٦
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪ ﻫﺒﻮب اﻟﺮﻳﺢ وﻣﻦ ﺑﻌﺪه وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﺑﺘﻼﻋﻪ؛ ﳊﺮارﺗﻪ وﻗﺬارﺗﻪ ﺣﺠﺔ وﻗﻮة أﻗﻬﺮﻛﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﺒﺎﻋﻲ ﻣﻬﺮب ﻳﺴﺘﻮي ﻋﻠﻴﻨﺎ وﻋﻠﻴﻜﻢ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺗﺒ ﱠﺮأت »ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ« اﻟﺬﻳﻦ ﻻﺛﻳﻤﺘﺮﻜﻠﻫﺎﻤﻮن ﲟﻐﻴﺜﻜﻢ اﻗﺘﻠﻌﺖ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻜﻔﺮ اﻟﻨﺨﻠﺔ أﺻﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﺷﺠﺮة اﳊﻨﻈﻞ ﺷﺮﻛﺎ ًء اﻟﻬﻼك ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺸﻬﺎدﺗﲔ اﳌﺌــــــــﻮن اﻟﺴﻔﻦ ﺻﺪاﻗﺔ ﻻ ﻓﺪاء ﻓﻴﻪ ﺟﺎرﻳﲔ ﻻ ﻳﻔﺘﺮان وﻻ ﻳﺘﻮ ﱠﻗﻔﺎن وأﺑﻌﺪﻧﻲ ﻣﻜﺔ ﻣﺴﺮﻋﲔ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﻓﻴﻪ، ﲤﻴﻞ إﻟﻴﻬﻢ ،وﲢ ﱡﻦ وﻻ ﺗﻐﻤﺾ راﻓﻌﻲ رؤوﺳﻬﻢ وﺧﺮﺟﻮا ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ وﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻘﻴﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﻴﻮد ﻣﺎدة ﺷﺪﻳﺪة اﻻﺷﺘﻌﺎل ،ﺗﺸﺒﻪ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻬﻮل اﻟﺰﻓﺖ ،ﺳﻮداء اﻟﻠﻮن ﻣﻨﺘﻨﺔ اﻟﺮﻳﺢ ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ ﺗﻌﻠﻮ ،وﺗﻠﻔﺢ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي ﺑﻌﺪ ذﻛﺮ اﻟﺼﺮاط اﳌﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ وﰲ ذﻛﺮ اﻟﺴﻌﺪي إﺷﺎرةٌ إﻟﻰ أن ﻣﻦ ﺳﻠﻜﻪ ﻓﻬﻮ ﻋﺰﻳﺰ ﺑﻌﺰ اﷲ ،ﻗﻮي وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ أﻧﺼﺎر إﻻ اﷲ ،ﻣﺤﻤﻮد ﰲ أﻣﻮره ،ﺣﺴﻦ اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر اﻟﺒﻼء :اﻻﺧﺘﺒﺎر ،واﻟﺒﻼء ﻫﻨﺎ :اﳌﺼﻴﺒﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮ؛ ﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻷﻧﻪ اﺧﺘﺒﺎر ﳌﻘﺪار اﻟﺼﺒﺮ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﺐ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ واﳌﺮاﺗﺐ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺎل إﻻ ﺑﻄﺎﻋﺔ اﷲ؛ ﻓﺈن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﻀﻰ أﻻ ﻳُﻨﺎل ﻣﺎ ﻋﻨﺪه إﻻ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ،وﻣﻦ ﻛﺎن ﷲ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ،ﻛﺎن اﷲ ﻟﻪ ﻓﻮق ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ٨٧
اﻟﺴﻌﺪي واﻋﻠﻢ أن اﻟﺮﺳﻞ ﺗﻮﻛﻠﻬﻢ ﰲ أﻋﻠﻰ اﳌﻄﺎﻟﺐ ،وأﺷﺮف اﳌﺮاﺗﺐ، وﻫﻮ اﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ اﷲ ﰲ إﻗﺎﻣﺔ دﻳﻨﻪ وﻧﺼﺮه ،وﻫﺪاﻳﺔ ﻋﺒﻴﺪه، وإزاﻟﺔ اﻟﻀﻼل ﻋﻨﻬﻢ ،وﻫﺬا أﻛﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻛﻞ اﻷﻟﻮﺳﻲ ﺣﻜﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﻮﻟﻪ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﻜﻮن اﻟﺒﻐﻮي ﺗﻨﺒﻴﻬﺎً ﻟﻠﺴﺎﻣﻌﲔ ،وﺣﺜﺎً ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﻢ ،واﻻﺳﺘﻌﺪاد ﳌﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ ،وأن ﻳﺘﺼﻮروا ذﻟﻚ اﳌﻘﺎم اﻟﺬي ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﺎ ﻳﻘﻮل؛ ﻓﻴﺨﺎﻓﻮا ،وﻳﻌﻤﻠﻮا ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﻫﻨﺎك واﳊﻜﻤﺔ ﰲ ﲤﺜﻴﻞ اﻹﳝﺎن ﺑﺎﻟﺸﺠﺮة ﻫﻲ أن اﻟﺸﺠﺮة ﻻ ﺗﻜﻮن ﺷﺠﺮة إﻻ ﺑﺜﻼﺛﺔ أﺷﻴﺎء :ﻋﺮق راﺳﺦ ،وأﺻﻞ ﻗﺎﺋﻢ ،وﻓﺮع ﻋﺎل؛ ﻛﺬﻟﻚ اﻹﳝﺎن ﻻ ﻳﺘﻢ إﻻ ﺑﺜﻼﺛﺔ أﺷﻴﺎء :ﺗﺼﺪﻳﻖ اﻟﻘﻠﺐ، وﻗﻮل اﻟﻠﺴﺎن ،وﻋﻤﻞ اﻷﺑﺪان اﻟﺴﻌﺪي ﻓﻴﺜﺒﺘﻬﻢ اﷲ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻋﻨﺪ اﳌﻮت ﺑﺎﻟﺜﺒﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،واﳋﺎﲤﺔ اﳊﺴﻨﺔ ،وﰲ اﻟﻘﺒﺮ ﻋﻨﺪ ﺳﺆال اﳌﻠﻜﲔ ﻟﻠﺠﻮاب اﻟﺼﺤﻴﺢ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ واﳌﺮاد ﺑﺈﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻫﻮ :اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ وﻗﺘﻬﺎ ،وﺣﺪودﻫﺎ ،ورﻛﻮﻋﻬﺎ، وﺧﺸﻮﻋﻬﺎ ،وﺳﺠﻮدﻫﺎ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻣﻦ أراد ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ أﺻﻮل اﻟﻨﻌﻢ ،ﻓﻠﻴﺴ ﱠﺮح ﻓﻜﺮه ﰲ رﻳﺎض اﻟﻘﺮآن، وﻟﻴﺘﺄ ﱠﻣﻞ ﻣﺎ ﻋ ﱠﺪد اﷲ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﻪ وﺗﻌ ﱠﺮف ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﺒﺎده ﻣﻦ أول اﻟﻘﺮآن إﻟﻰ آﺧﺮه إﻧﻚ ﻻ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺠﻬﻞ ،وﻳﺤﻔﻆ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻐﻔﻞ، اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﻓﺪاو دﻳﻨﻚ ﻓﻘﺪ دﺧﻠﻪ ﺳﻘﻢ ،وﻫﻴﺊ زادك ﻓﻘﺪ ﺣﻀﺮ ﺳﻔﺮ ﺑﻌﻴﺪ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﺪﳝﻮ اﻟﻨﻈﺮ ،ﻻ ﻳﻄﺮﻓﻮن ﳊﻈﺔ؛ ﻟﻜﺜﺮة ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻬﻮل ،واﻟﻔﻜﺮ ،واﳌﺨﺎﻓﺔ؛ ﳌﺎ ﻳﺤﻞ ﺑﻬﻢ ٨٨
أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﳊﺠﺮ وﺟﻪ ﻷن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ذﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻘﻮم ﺻﺎﻟﺢ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ وﻫﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺛﻤﻮد ودﻳﺎرﻫﻢ اﳊﺠﺮ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﳌﺌــــــــﻮن ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ اﳌﺼﺤﻒ ١٥ إﻧﺬار اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎب ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﳌﻬﻠﻜﲔ ،ﲢﺬﻳﺮاً ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺒﲔ اﻟﻨﺰول ٥٤ اﻟﺴﻮرة وﺗﺜﺒﻴﺘﺎً ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت إﻗﺎﻣﺔ اﳊﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ اﷲ ﰲ إرﺳﺎل اﻟﺮﺳﻞ ﻣﺼﺎرع اﻟﻐﺎﺑﺮﻳﻦ ﺑﻴﺎن أﺻﻞ اﻟﻐﻮاﻳﺔ واﻟﻬﺪاﻳﺔ ﻓﻀﻞ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﷺ وﺑﻌﺾ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت واﻟﺒﺸﺎرات ٨٩
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺌــــــــﻮن ﺑُﺪﺋﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﻹﻧﺬار واﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ،ﻣﻠ ﱠﻔﻌﺎً ﺑﻈ ٍﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﻮﻳﻞ واﻟﻮﻋﻴﺪ ،ﺛﻢ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺪﻋﻮة اﻷﻧﺒﻴﺎء ،وﺑﻴﻨﺖ ﻣﻮﻗﻒ أﻫﻞ اﻟﻀﻼﻟﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﻘﻴﺎء ،ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻧﺒ ﱟﻲ إﻻ ﺳﺨﺮ ﻣﻨﻪ ﻗﻮﻣﻪ اﻟﻀﺎﻟﻮن ،وذﻛﺮت أن ﻫﺬه ﺳﻨﺔ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﰲ ﻛﻞ زﻣﺎن وﺣﲔ ،ﺛﻢ ﺗﻄﺮﻗﺖ إﻟﻰ اﻵﻳﺎت اﻟﺒﺎﻫﺮات ،اﳌﻨﺒﺜﺔ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ﻫﺬا اﻟﻜﻮن اﻟﻌﺠﻴﺐ ،ﺑﺪءاً ﲟﺸﻬﺪ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻓﻤﺸﻬﺪ اﻷرض ،ﻓﻤﺸﻬﺪ اﻟﺮﻳﺎح اﻟﻠﻮاﻗﺢ ،ﺛﻢ ﻣﺸﻬﺪ اﳊﻴﺎة واﳌﻮت ،واﳊﺸﺮ واﻟﻨﺸﻮر ،وﻛﻠﻬﺎ ﻧﺎﻃﻘﺔ ﺑﻌﻈﻤﺔ اﷲ وﺟﻼﻟﻪ ،وﺷﺎﻫﺪة ﺑﻮﺣﺪاﻧﻴﺘﻪ وﻗﺪرﺗﻪ ،ﺛﻢ ذﻛﺮت ﻗﺼﺔ اﻟﻬﺪى واﻟﻀﻼل ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﺧﻠﻖ آدم ، وﻋﺪوه اﻟﻠﺪود إﺑﻠﻴﺲ ،ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ ﻗﺼﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ وﻟﻮط ،وأﺻﺤﺎب اﻷﻳﻜﺔ واﳊﺠﺮ وﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬاب ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺘﺬﻛﻴﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﺈﻧﺰال ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن ،وﺗﺄﻣﺮه ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ واﻟﺴﻠﻮان، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﺎه ﻣﻦ أذى اﳌﺸﺮﻛﲔ ،وﺗﺒ ﱢﺸﺮه ﺑﻘﺮب اﻟﻨﺼﺮ ﻟﻪ وﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ، ﳌﺎ ﺧﺘﻢ ﺳﻮرة إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﺤﺎل اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ وﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ،ﺑ ﱠﲔ ﰲ ﺳﻮرة اﳊﺠﺮ أﻧﻬﻢ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﺘﻤﻨﻮا ﻟﻮ أﻧﻬﻢ آﻣﻨﻮا؛ ﻓﻘﺎل: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ اﻟﻄﻤﻊ ﰲ رﲟﺎ واﺿﺢ ﰲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻃﻮل اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻴﻬﺎ وأﺣﻜﺎﻣﻪ ﻫ ﱠﻼ ﳑﻬﻠﲔ ،وﻣﺆﺧﺮﻳﻦ أﺟﻞ ﻣﻘﺪر ﻣﻀﺖ ﻧﺪﺧﻞ اﻟﻜﻔﺮ ﻓﺮق اﻷﱈ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ُﺳ ﱠﺪت ﻋﻦ اﻹﺑﺼﺎر ﻳﺼﻌﺪون ﻓﺎﺳﺘﻤﺮوا ﻣﻄﺮود ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ اﺧﺘﻠﺲ اﻟﻮﺣﻲ ﻣﻨﺎزل ﻟﻠﻜﻮاﻛﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ ٩٠ ﺗﻨﺰل ﻓﻴﻬﺎ
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ راﺳﻴﺔ ﺗﺜﺒﺘﻬﺎ ﻛﻮﻛﺐ ﻣﻀﻲء ﻣﺤﺮق ﻓﺄدرﻛﻪ ﺗﻠﻘﺢ اﻟﺴﺤﺎب؛ ﻣﺎ ﺗﻌﻴﺸﻮن ﺑﻪ ﻣﻘ ﱠﺪر ﻓﻴﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﳌﺎء ﻣﻦ اﻷرزاق ﻃﲔ ﻳﺎﺑﺲ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﻟﻮﻧﻪ ورﻳﺤﻪ ﻃﲔ أﺳﻮد ﻟﻪ ﺻﻮت إذا ﻧﻘﺮ ﻧﺎر ﺷﺪﻳﺪة اﳊﺮارة ﻃﺮﻳﻖ ﻓﺄﻣﻬﻠﻨﻲ ﻻ دﺧﺎن ﻟﻬﺎ ﺣﻘﺪ ﺳﺎﳌﲔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻮء ﻗﻮة ﻓﺰﻋﻮن ،ﺧﺎﺋﻔﻮن أﺧﺒﺮ ﺗﻌﺐ اﳌﺌــــــــﻮن ﻗﻀﻴﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﺷﺄﻧﻜﻢ اﳋﻄﻴﺮ؟ اﻟﻴﺎﺋﺴﲔ ﻳﺸﻜﻮن ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮوﻓﲔ ﻟﻲ اﻟﺒﺎﻗﲔ ﰲ اﻟﻌﺬاب وﺳﻴﺮوا ﺳﺮ وراءﻫﻢ ﺑﺠﺰء ُﻣﻬﻠﻚ ﺑﺎﻟﻌﺬاب اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳآﺘﺧﻜﻠﺮﻤﻮن وأوﺣﻴﻨﺎ ﻳﺘﺮددون ﻣﺘﺤﻴﺮﻳﻦ ﻏﻔﻠﺘﻬﻢ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ اﷲ ﺑﺤﻴﺎة ﻟﻠﻨﺎﻇﺮﻳﻦ اﳌﻌﺘﺒﺮﻳﻦ ﻃﲔ ﻣﺘﺼﻠﺐ ﻣﺘﲔ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﺛﺎﺑﺖ ﻳﺮاه اﳌﺴﺎﻓﺮون، وﻗﺖ ﺷﺮوق اﻟﺸﻤﺲ اﳌﺎرون ﺑﻬﺎ ﻗﻮم ﺷﻌﻴﺐ ﻟﺒﻄﺮﻳﻖ ﺛﻤﻮد ﺻﺎﻋﻘﺔ اﻟﻌﺬاب ﻟﻔﻲ ﻃﺮﻳﻖ واﺿﺢ اﻟﻔﺎﲢﺔ ﳝﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻨﺎس ﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﻌﻴﻨﻴﻚ، ﲡﺎوز ،واﻋﻒ وﻻ ﺗﺘﻤ ﱠﻦ وﺗﻮاﺿﻊ أﺻﻨﺎﻓﺎً اﻟﺬي ﻗ ﱠﺴﻤﻮا اﻟﻘﺮآن ﻓﺂﻣﻨﻮا ﻓﺎﺟﻬﺮ أﺟﺰا ًء وأﻗﺴﺎﻣﺎً؛ ﺑﺒﻌﺾ ،وﻛﻔﺮوا ﺑﺒﻌﺾ ﻟﻴﻮاﻓﻖ أﻫﻮاءﻫﻢ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ اﳌﺼﻠﲔ اﳌﻮت ﻣﻦ وﺣﻲ اﻵي اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻃﻮل اﻷﻣﻞ داء ﻋﻀﺎل ،وﻣﺮض ﻣﺰﻣﻦ ،وﻣﺘﻰ ﲤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ ﻓﺴﺪ ﻣﺰاﺟﻪ ،واﺷﺘﺪ ﻋﻼﺟﻪ ،وﻟﻢ ﻳﻔﺎرﻗﻪ داء ،وﻻ ﳒﻊ ﻓﻴﻪ دواء ﺑﻞ أﻋﻴﺎ اﻷﻃﺒﺎء ،وﻳﺌﺲ ﻣﻦ ﺑﺮﺋﻪ اﳊﻜﻤﺎء واﻟﻌﻠﻤﺎء، وﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﻞ :اﳊﺮص ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،واﻻﻧﻜﺒﺎب ﻋﻠﻴﻬﺎ ،واﳊﺐ ﻟﻬﺎ، واﻹﻋﺮاض ﻋﻦ اﻵﺧﺮة ٩١
اﻟﺸﺎﻃﺒﻲ اﷲ وﻓ ﱠﺮ دواﻋﻲ اﻷﻣﺔ ﻟﻠﺬ ﱢب ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،واﳌﻨﺎﺿﻠﺔ ﻋﻨﻬﺎ، اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ أﻣﺎ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ﻓﻘﺪ ﻗ ﱠﻴﺾ اﷲ ﻟﻪ ﺣﻔﻈ ًﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻮ زﻳﺪ ﻓﻴﻪ ﺣﺮ ٌف واﺣﺪ ﻷﺧﺮﺟﻪ آﻻف ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻷﺻﺎﻏﺮ ﻓﻀ ًﻼ ﻋﻦ اﻟﻘ ﱠﺮاء اﻷﻛﺎﺑﺮ ﻓﻬﻮ ﻣﺘﻀﻤﻦ ﻟﻜﻨﺰ ﻣﻦ اﻟﻜﻨﻮز ،وﻫﻮ أن ﻛﻞ ﺷﻲء ﻻ ﻳﻄﻠﺐ إﻻ ﳑﻦ ﻋﻨﺪه ﺧﺰاﺋﻨﻪ ،وﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺗﻠﻚ اﳋﺰاﺋﻦ ﺑﻴﺪه، وأ ﱠن ﻃﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮه ،ﻃﻠ ٌﺐ ﳑﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪه ،وﻻ ﻳﻘﺪر ﻋﻠﻴﻪ! اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ واﳌﻘﺼﻮد ﻣﻦ اﻵﻳﺔ :اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺮف آدم وﻃﻴﺐ ﻋﻨﺼﺮه اﳌﺌــــــــﻮن اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وﺗﺰﻳﻴﻨﻪ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﻮﺟﻬﲔ :إﻣﺎ ﺑﻔﻌﻞ اﳌﻌﺎﺻﻲ، وإﻣﺎ ﺑﺸﻐﻠﻬﻢ ﺑﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﻄﺎﻋﺔ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺄﻫﻞ اﻹﺧﻼص واﻹﳝﺎن ﻻ ﺳﻠﻄﺎن ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ وﻟﻬﺬا ﻳﻬﺮﺑﻮن ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬي ﺗﻘﺮأ ﻓﻴﻪ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ،وﻳﻬﺮﺑﻮن ﻣﻦ ﻗﺮاءة آﻳﺔ اﻟﻜﺮﺳﻲ ،وآﺧﺮ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ،وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﻮارع اﻟﻘﺮآن اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وﻗﺪ ﺟﺮت ﻋﺎدة اﻟﻜﺒﺮاء أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أدﻧﻰ ﺟﻤﺎﻋﺘﻬﻢ إﻟﻰ اﻷﻣﺮ اﳌﺨﻮف؛ ﺳﻤﺎﺣﺎً ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ،وﺗﺜﺒﻴﺘﺎً ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ ،وﻋﻠﻤﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄن ﻣﺪاﻧﺎة ﻣﺎ ﻓﻴﻪ وﺟﻞ ﻻ ﻳُﻘ ﱢﺮب ﻣﻦ أﺟﻞ ،وﺿﺪه ﻻ ﻳُﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﺪر ،وﻻ ﻳُﺒﺎﻋﺪ ﻣﻦ ﺿﺮر ،وﻟﺌﻼ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻗﻠﺒﻚ ﲟﻦ ﺧﻠﻔﻚ وﻟﻴﺤﺘﺸﻤﻮك؛ ﻓﻼ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮا ،أو ﻳﺘﺨﻠﻒ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ وﺻﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﺴﺎد اﻟﻌﻘﻞ ،واﻟﻌﻤﻪ اﻟﺬي ﻫﻮ ﻓﺴﺎد اﻟﺒﺼﻴﺮة؛ ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺼﻮر ﻳﻮﺟﺐ ﻓﺴﺎد اﻟﻌﻘﻞ، وﻋﻤﻪ اﻟﺒﺼﻴﺮة ،وﺳﻜﺮ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ وذﻟﻚ ﻳﻜﻮن ﺑﺠﻮدة اﻟﻘﺮﻳﺤﺔ ،وﺣﺪة اﳋﺎﻃﺮ ،وﺻﻔﺎء اﻟﻔﻜﺮ، وﺗﻔﺮﻳﻎ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺣﺸﻮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﺗﻄﻬﻴﺮه ﻣﻦ أدﻧﺎس اﳌﻌﺎﺻﻲ، وﻛﺪورة اﻷﺧﻼق ،وﻓﻀﻮل اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺴﻌﺪي وﻫﺬا وﻋﺪ ﻣﻦ اﷲ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﷺ أﻻ ﻳﻀﺮه اﳌﺴﺘﻬﺰﺋﻮن، وأن ﻳﻜﻔﻴﻪ اﷲ إﻳﺎﻫﻢ ﲟﺎ ﺷﺎء ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ،وﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺎ ﺗﻈﺎﻫﺮ أﺣﺪ ﺑﺎﻻﺳﺘﻬﺰاء ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ﷺ وﲟﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ إﻻ أﻫﻠﻜﻪ اﷲ ،وﻗﺘﻠﻪ ﺷﺮ ﻗﺘﻠﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻛﻠﻤﺎ ازداد ﻗﺮب اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ اﷲ وﻋﻼ ﻣﻘﺎﻣﻪ؛ ﻗﻮي ﻋﺰﻣﻪ وﲡﺮد ﺻﺪﻗﻪ ،ﻓﺎﻟﺼﺎدق ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻄﻠﺒﻪ وﻻ ﻓﺘﻮر ﻟﻘﺼﺪه، ﺑﻞ ﻗﺼﺪه أﰎ ،وﻃﻠﺒﻪ أﻛﻤﻞ ،وﻧﻴﺘﻪ أﺣﺰم ٩٢
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﺴﻮرة اﳌﺼﺤﻒ ١٦ اﳌﺌــــــــﻮن ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺑﲔ ﻳﺪي آﻳﺔ اﻟﻨﺰول ٧٠ اﻟﺴﻮرة ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ ﻟﻮرود ذﻛﺮ اﻟﻨﺤﻞ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻪ دون ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻮر اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﺴﻮرة ﻟﻜﺜﺮة ﺗﻌﺪد ﻧﻌﻢ اﷲ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻪ ﺳﻮرة اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﻌﻢ اﻟﺪاﻟﺔ ﻧﻮع اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ /اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻌﻢ ،إﻟﺰاﻣﺎً ﺑﻌﺒﻮدﻳﺘﻪ وﲢﺬﻳﺮاً ﻣﻦ ﺟﺤﻮد ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﻮرة اﳌﻮﺿﻮع اﳌﻮﺿﻮع اﻵﻳﺎت اﻵﻳﺎت أدﻟﺔ إﺛﺒﺎت وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ إﺛﺒﺎت وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ ذم اﳌﺘﻜﺒﺮﻳﻦ وﻣﺪح اﳌﺘﻘﲔ اﷲ اﳋﺎﻟﻖ اﳌﻨﻌﻢ اﻟﻘﺎدر وﻋﺠﺰ اﳌﻌﺒﻮدﻳﻦ ﻣﻦ دوﻧﻪ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻋﺎﻗﺒﺔ اﳌﻜﺬﺑﲔ ﺑﺎﻟﺮﺳﻞ وﺑﺎﻟﻴﻮم ﺿﺮب اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻹﺛﺒﺎت اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻵﺧﺮ وﺟﺰاء اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺘﺄدب ﺑﺂداب اﻟﻘﺮآن ورد اﻻﻓﺘﺮاءات اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﺘﺤﺮﱘ ﺑﻴﺪ اﷲ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ اﷲ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺣﺪاﻧﻴﺘﻪ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺣﻮل ﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق ﺿﺮب ﻣﺜﻞ ﳌﻦ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻨﻌﻢ اﷲ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺪﻋﻮة وأﺳﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ٩٣
أﻏﺮاض اﻟﺴﻮرة اﳌﺌــــــــﻮن ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻜﺒﺮى )اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ،واﻟﻮﺣﻲ ،واﻟﺒﻌﺚ واﻟﻨﺸﻮر( ،وﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ دﻻﺋﻞ اﻟﻘﺪرة واﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ ،ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺴﻴﺢ ،ﰲ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض ،واﻟﺒﺤﺎر واﳉﺒﺎل ،واﻟﺴﻬﻮل واﻟﻮدﻳﺎن، واﳌﺎء اﻟﻬﺎﻃﻞ ،واﻟﻨﺒﺎت اﻟﻨﺎﻣﻲ ،واﻟﻔﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﲡﺮي ﰲ اﻟﺒﺤﺮ ،واﻟﻨﺠﻮم اﻟﺘﻲ ﻳﻬﺘﺪي ﺑﻬﺎ اﻟﺴﺎﻟﻜﻮن ﰲ ﻇﻠﻤﺎت اﻟﻠﻴﻞ ،إﻟﻰ آﺧﺮ ﺗﻠﻚ اﳌﺸﺎﻫﺪ اﻟﺘﻲ ﻳﺮاﻫﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وﻳﺪرﻛﻬﺎ ﺑﺴﻤﻌﻪ وﺑﺼﺮه ،وﻫﻲ ﺻﻮر ﺣﻴﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪة ،داﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ ،وﻧﺎﻃﻘﺔ ﺑﺂﺛﺎر ﻗﺪرﺗﻪ اﻟﺘﻲ أﺑﺪع ﺑﻬﺎ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت ،وأﺧﺬت اﻟﺴﻮرة ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻜﻔﺮ ﺑﻨﻌﻢ اﷲ ،وﻋﺪم اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺸﻜﺮﻫﺎ ،وﲢﺬرﻫﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﻮﺧﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺆول إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺼﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻧﺪ وﺟﺎﺣﺪ ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﷲ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ واﳌﻮﻋﻈﺔ اﳊﺴﻨﺔ ،واﻟﺼﺒﺮ واﻟﻌﻔﻮ ﻋﻤﺎ ﻳﻠﻘﺎه ﻣﻦ اﻷذى ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺒﻠﻴﻎ رﺳﺎﻟﺔ رﺑﻪ ،ﻓﻠﻪ ﻋﻨﺪ اﷲ اﳉﺰاء اﻷوﻓﻰ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أول اﻟﺴﻮرة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻮرة ﺑﺂﺧﺮﻫﺎ ﳌﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺪأت اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺧﺘﻤﺖ ﺳﻮرة اﳊﺠﺮ ﺑﺎﻟﻜﻼم اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ،وﺧﺘﻤﺖ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻋﻦ اﳌﻮت ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ، وﺑﺪأت ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ ﺑﻪ: ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﻗﻴﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﺮب ودﻧﺎ ﺗُﺨﺮﺟﻮﻧﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮﻋﻰ ﺗﺮدوﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺒﺎرﻛﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪ اﳋﺼﻮﻣﺔ ﰲ اﻟﺼﺒﺎح وﺣﻈﺎﺋﺮﻫﺎ ﰲ اﳌﺴﺎء أﻣﺘﻌﺘﻜﻢ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﺑﻴﺎن اﻟﻄﺮﻳﻖ اﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﺑﺠﻬﺪ ﺷﺪﻳﺪ ﺧﻠﻖ ﰲ اﻟﺸﺠﺮ ﻣﺎﺋﻞ ﻋﻦ اﳊﻖ ﺟﺒﺎ ًﻻ ﺛﻮاﺑﺖ ﺗﺮﻋﻮن دواﺑﻜﻢ اﻟﺴﻤﻚ اﻟﺴﻔﻦ اﳉﻮاري ﻓﻴﻪ ﺗﺸ ﱡﻖ وﺟﻪ اﳌﺎء ٩٤
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ رﻗﻢ اﻵﻳﺔ وﻗﺖ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺗﺴﺘﺪﻟﱡﻮن ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮق ﻧﻬﺎراً ﻟﺌﻼ ﲤﻴﻞ ،وﺗﻀﻄﺮب آﺛﺎﻣﻬﻢ ﻗﺼﺺ ،وأﺑﺎﻃﻴﻞ ﺣﻘﺎً ﲢﺎرﺑﻮن ،وﲡﺎدﻟﻮن ﻳﻔﻀﺤﻬﻢ ،وﻳﺬﻟﻬﻢ ﻓﺴﻘﻂ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻷﺟﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺬاب ﻓﺎﺳﺘﺴﻠﻤﻮا ﻷﻣﺮ اﷲ ﻳﻨﺘﻈﺮون ﻣﻘ ﱡﺮ وأﺣﺎط ﻣﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﺑﺎﳊﻠﻒ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ دون ﺑﺄﻏﻠﻆ اﻷﳝﺎن اﷲ وﻫﻮ را ٍض ﻟﻨﺴﻜﻨ ﱠﻨﻬﻢ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ داراً ﻃﻴﺒ ًﺔ د ﱠﺑﺮوا اﳌﻜﺎﻳﺪ ﺣﺎل ﺧﻮف ،وﻧﻘﺺ اﳌﺌــــــــﻮن ﺑﻔﺎﺋﺘﲔ اﷲ أﺳﻔﺎرﻫﻢ ،وﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ ﰲ اﻷﻣﻮال واﻷﻧﻔﺲ ﺑﺎﻟﻔﺮار ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﻪ ﳝﻴﻞ ﻓﺨﺎﻓﻮﻧﻲ ﺧﺎﺿﻌﻮن ﻟﻌﻈﻤﺔ اﷲ ﻟﻪ اﻟﻌﺒﺎدة داﺋﻤﺎً واﻟﻄﺎﻋﺔ وﺣﺪه ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻮن ﻣﻦ اﻟﺒﻨﲔ ﺗﺨﺘﻠﻘﻮن ﻣﻦ اﻟﻜﺬب ﺗﻀﺠﻮن ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﳑﺘﻠﺊ ﻏﻤﺎً وﺣﺰﻧﺎً أﻳﺒﻘﻴﻪ؟ ﻳﺴﺘﺨﻔﻲ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﻳﺪﻓﻨﻪ ذل ،وﻫﻮان ﺣﺴﻦ اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺗﻘﻮل ﻟﻌﻈﺔ ﻣﺘﺮوﻛﻮن ﰲ اﻟﻨﺎر ،ﻣﻨﺴ ﱡﻴﻮن ﺣﻘﺎً ﻟﺬﻳﺬاً ﻻ ﻳﻐ ﱡﺺ ﺑﻪ ﺷﺎرﺑﻪ ﻣﺼ ﱠﻔﻰ ﻣﻦ ﻣﺎ ﰲ اﻟﻜﺮش ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﻮاﺋﺐ ﻓﺎدﺧﻠﻲ ﺧﻤﺮاً ﻣﺴﻜﺮاً ﻳﺒﻨﻮن ﻣﻦ اﻟﺒﻴﻮت أردأ أﻋﻤﺎرﻛﻢ ،وﻫﻮ اﻟﻬﺮم واﻟﺴﻘﻮف ﻟﻠﻨﺤﻞ ﻃﺮق أﺧﺮس ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺧﻠﻘﺔ ﻣﺬﻟﻠﺔ ،ﻣﺴﺨﺮة أوﻻد اﻷوﻻد ﻛﺨﻄﻔﺔ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮ، اﻷﺷﺒﺎه اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺐء ،ﺛﻘﻴﻞ وﻧﻈﺮة ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺗﺸﺮﻛﻮﻧﻬﻢ ﻣﻊ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺬ ﱠﻟﻼت ﻟﻠﻄﻴﺮان ﻳﺨﻒ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺣﻤﻠﻬﺎ وﻫﻲ اﳋﻴﺎم ﺳﻴﺪه اﻟﺬي ﻳﻠﻲ أﻣﻮره ،وﻳﻌﻮﻟﻪ أوﺑﺎر اﻹﺑﻞ راﺣ ًﺔ ،واﺳﺘﻘﺮاراً ﻣﻮاﺿﻊ ﺗﺴﺘﻜﻨﱡﻮن ﺑﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻜﻬﻮف أﺻﻮاف اﻟ ﱠﻀﺄن ﺗﺮﺣﺎﻟﻜﻢ رﺳﻮﻻً ﺷﺎﻫﺪاً ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺷﻴﺎء ﺗﺴﺘﻈﻠﻮن أﺷﻌﺎر اﳌﻌﺰ ﺑﻬﺎ؛ ﻛﺎﻷﺷﺠﺎر ﺛﻴﺎﺑﺎً ﺣﺮﺑﻜﻢ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ اﻻﺳﺘﺴﻼم ،واﳋﻀﻮع ﻳﺆﺧﺮون ،وﳝﻬﻠﻮن إرﺿﺎء رﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ٩٥
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 496
Pages:
