لاحظ هشام التوتر الذى ساد الجمع لدى دخول علا فقام بتعريفها للجميع:مدام علا والدة سها يا جماعة مدت علا يدها للسلام على الجميع فسلمت عليها فوقية اولا ثم مدت يدها لماجد الجالس بجوار فوقية فالتقطتها فوقية ثانية نظرت عندها علا لهم بغرور واردفت بسخرية:هو الباشمهندس متوضى ولا اية؟ هم ماجد بالرد لكن عماد سبقة ببرود:ايوة يا فندم معلش اصل صلينا العشا وجينا علطول بهتت علا لرد عماد ونظرت لسها لتجدها تنظر لعماد بذهول تدارك هشام الموقف سريعا:ربنا يبارك فيك يا بنى ثم اضاف كمن تذكر شيئا:يااااة شوفتوا بقى الكلام خدنا ونسيت اسألكو تشربو اية.....ها يا جماعة تشربوا اية؟ فوقية:ملوش لزوم يا استاذ هشام
هشام:لا ازاى يا مدام فوقية انتوا ضيوفنا وان شاء الله نبقى اهل لازم تشربوا حاجة فوقية وهى تنظر لسها بابتسامة:يبقى نستنى اما سها تجيبلنا الشربات ولا اية رايك يا سها؟ لم تعتقد سها ان الخجل قد ينال منها الى هذة الدرجة .هى تعلم جيدا انها ليست بكرا وانها ليست المرة الاولى التى تتزوج بها .لكنها كانت المرة الاولى التى تمر بما تمر به باقى قريناتها من تقدم الاهل وانتظار رايها وذلك الخجل الذى زين وجنتاها بحمرتة المعهودة. نظرت ارضا لا تدرى ما تقول فربتت فوقية على كتفها بحنان ثم وجهت حديثها الى هشام :اعتقد يبقى شربات يا استاذ هشام هشام بسعادة:طبعا يبقى شربات يا مدام فوقية
التفت الجميع الى عماد الذى فاجأ الجميع بكلامة:استنوا يا جماعة .......بعد اذنك يا هشام بية انا عايز اتكلم مع مدام سها كلمتين الاول لم تعلم سها لم جرحتها لفظة مدام مع انها اعتادت سماعها من الاخرين .االمها ان تنادى بمدام سها فى يوم ظنت فية لوهلة انها قد تكون عروسا حقيقة يتم طلبها يدها عادت الى ارض الواقع وقد وجدت نفسها تسير الى جانب عماد حول المسبح الذى تطل علية غرفة الصالون حيث يجلس الاخرون تعمد عماد ان تكون وفاء معهما ورفض اعطاؤها لفوقية او ماجد بحجة انها قد تبكى ان ظنته ذاهبا وسيتركها كان كلاهما يسير صامتا ينظر امامه وكأن كلاهما يبحث عن العبارات المناسبة ليلقيها على مسامع الاخر او بالاحرى ليلقى شروطة على مسامع الاخر اجفل عماد على يد سها تمتد امامه مطالبة بحمل وفاء
سها بابتسامه :ممكن تديهالى اشيلها شوية عماد بجفاء:مش هترضى.متعودتش تروح لحد غريب سها بهدوء:بس هيا جاتلى قبل كدة هزت يدها فى الحاح واردفت:جرب مش هتخسر حاجة نقل عماد نظرة بين ابنتة ويد سها الممدودة .اعطاها اياها منتظرا بكاءها كما اعتادت مع الغرباء لكنها لم تبكى بل ظلت تنظر لسها باندهاش فقط فبادرتها سها بالكلام بابتسامتها الحنون وهى تتصنع الاندهاش:مين دى يا ترى؟انا مش شوفت الوش الغريب دة قبل كدة اخذت الصغيرة كالمرة السابقة تداعب وجه سها بيدها الصغيرة بينما ضحكت سها:هههههه كدة تبقى افتكرتينى صح؟ قبلت سها يدها الصغيرة الممتدة على فمها وداعبتها قليلا فاستكانت فى احضان سها دون اى مقاومة
عندها نظرت الى عماد واردفت بهدوء:الاطفال لما بيلاقو وجة جديد لازم يطمنوا من ناحيتة عشان بيكونوا خايفين .زى ماتقول كدة بيبقوا مستنين حد يعرفهم علية.لما بنسكت بيخافوا اكتر فبيبدأوا يبكوا عماد بجفائة الذى لازمة :وانتى اتعلمتى الكلام دة منين؟ سها محتفظة بهدوئها وهى تنظر لنقطه فى الفراغ:الحاجات اللى متعلقة ببراءة الاطفال مبنتعلمهاش يا بشمهندس ............بنحسها عماد:عموما مش موضوعنا انا كنت عايز اوصلك كلمتين قبل اى حاجة وخدى قرارك على اساسهم سها:اتفضل...........سمعاك عماد:انا لما فكرت اتجوز كان عشان بنتى بس ......لازم تبقى عارفة انى راجل كنت ولازلت بحب مراتى الله يرحمها ...........يعنى متستنيش منى حاجة ........انا طبعا عارف حقوقك عليا اللى منها معاملتك
بالمعروف بما يرضى الله ........اكتر من المعاملة بالمعروف والود متنتظريش منى .....ولازم تبقى عارفة ان وفاء عندى قبل كل حاجة..............فهمانى ..وفاء قبل كل حاجة واى حاجة عندها توقفت سها وقد تذكرت سها حلمها ..........باب البستان! حدثت نفسها :نعم عرفت الان لم كان الباب قديما .انه قلب عماد الذى بلى فى حب زوجتة عادت لتفكر فى الوحوش التى كانت تطارها عندما نظرت خلفها لتجد والدتها تدق الارض بكعب حذائها بعصبيية عندها عادت لتحدث نفسها وهى تتابع السير خلف عماد الذى التفت ينظر لها بسخرية:لا....لن اقف مكانى حتى يغلق الباب الوحيد الذى قد ينقذنى مما انا فية وصلت الى عماد وقد استعادت رباطة جأشها سها ببرود:خلصت اللى عايز تقوله؟اقدر اتكلم بقى
عماد ببرود مشابه مرددا كلماتها:اتفضلى ....سامعك سها:اولا بالرغم من ان حضرتك اتبعت الطريق الغلط فى الكلام اللى عايز توصلهولى الا انى بحترم صراحتك ووفائك لزوجتك ثانيا وقبل ما انت تقول ..........وفاء مش قبل كل حاجة .....لا ...وفاء اصلا كل حاجة ما ان نطقت جملتها الاخيرة حتى التفت بوجهه الي وجهها ليجدة يكاد ينفجر من الحمرة وعيناها الرماديتان معبئتان بالدموع التى ابت النزول امامه ابعد عيناه سريعا عنها ووضع يداة فى جيب بنطاله وهو يتابع السير:يبقى اتفقنا ...........تحبى تشترى شبكتك امتى؟ قدامنا شهر عالفرح .......اختارى اليوم اللى يعجبك توقفت سها مكانها تفكر قليلا ثم قالت فجأة:بكرة التفت اليها مستغربا فاردفت:عايزة اشترى الشبكة بكرة.......انت مش قولت اليوم اللى يعجبك؟
عماد بلا مبالاه:براحتك .......انا جاهز سها:طيب يلا نروحلهم بقى عماد مادا يدة اليها :هاتى البنت اشيلها تقيلة عليكى سها بابتسامة:دة على اساس انها كم كيلو يعنى؟ .ثم خلاص سيبها هى نامت لما تيجى تمشى ابقى خدها تفاجأ عماد بقولها الاخير فقد لفت صغيرته يديها بالفعل حول رقبة سها واستسلمت للنوم ابتسمت سها بانتصار فور رؤيتها علامات الدهشة على وجهه فاستدرك عماد نفسة سريعا وهو يسير عائدا الى الطاولة التى التف حولها الجميع فى التراس:عادى ...دة معاد نومها اصلا سارت خلفة سها وهى تحتضن وفاء بحنان اليها وتبتسم بسخرية على ذلك الاحمق الذى يرفض ان يعترف بهزيمته امام تعلق الطفلة بها عادا الى الطاولة ليجدوا علامات التساؤل مرسومة على وجه الجميع
فتقدمت سها بالاجابة عن الاسئلة التى تطرحهاعيون الجميع وهى تنظر لوالدتها بجانب عينيها :هنشترى الشبكة بكرة عندها قامت فوقية من مكانها واحتضنتها بحنان وهى تباركها وكذلك فعل والدها بينما انسحبت علا بعصبية واضحة كذلك احتضن ماجد صديقة مباركا رغم علمة بما يشعر بة صديقة الان من الاسى والحزن هشام :الف مبروك يا حبيبتى .مبروك يا بشمهندس ماجد بمرح:لا بشمهندس مين بقى؟ دة بقى عمدة ابقو نسب خلاص هشام:ههههه طبعا طبعا مبروك يا عمدة عماد :الله يبارك فى حضرتك.انا تحت امرك نظر له هشام بعدم فهم فتدخلت فوقية:عماد يقصد يسال حضرتك عن الشبكه والمهر ...المقدم والمؤخر ...مش كدة يا عماد؟
عماد:ايوة يا امى مظبوط هشام بحكمة:انا بشترى راجل يا بنى ......انا لو كان حد قالى عنك حاجة وحشة والله لو كنت دفعتلى كنوز الدنيا كلها مكنت هطول شعرة منها ثم اردف وهو يضم راس سها الى صدرة:انت هتاخد اللؤلؤة بتاعتى .....اغلى لؤلؤة فى الدنيا كلها عندى......تفتكر اى حاجة تدفعها ممكن تساوى اللى هديهولك؟ شبكتك دى هديتك لعروستك ...........والمقدم هيا اللى فى ايدها تحددة ابقى اسئلها .....اما المؤخر بقى فيوم ما تفكر تستغنى عن بنتى فالله الغنى عن اى حاجة منك ...........انا سعادة بنتى وراحتها متتقدرش بمال ............................................... اوصل ماجد عماد وابنتة الى بيته ثم قاد سيارتة الى سكنه اخيرا فى السيارة
فوقية:مبسوطة لعماد اوى بجد ربنا يباركلة ........سها انسانه محترمه جدا وتستاهله ماجد:ايوة يا امى باباها كمان راجل محترم اوى وعجبنى كلامه جدا.بجد الراجل دة بقى لية معزة عندى من اول مقابلة فوقية:بس هما الاتنين خسارة فى مامتها علا دى يا ساتر يا رب ماجد:هههههه هنبدأ شغل الحماوات الفاتنات اهو فوقية:لا بجد والله ست فظيعة انا متوقعتش ابدا انها تبقى ماماتها .شتان الفرق ماجد:ملناش دعوة بيها يا ستى المهم بنتها تعرف تتصرف مع الواد دة والله انا خايف عليها منه فوقية :ربنا يهديك يا عماد يابنى ويريح قلبك ماجد فجأة :ماما انا عايز اخطب منار
....................................... كاد مهند ينتفض واقفا اثر ما اخبرته مى الا ان يدا مى المطبقة على يدة بقوة اوقفتة برجاء مهند بذهول ودهشة:يعنى ابية ماجد رجع ........................................ نهاية الفصل الخامس عشر الفصل السادس عشر كانت تحت ايدى الجراحين لساعات طويلة ربما خمس ساعات او اكتر لكنها فى هذة الساعات تراجعت ماضيها بالكامل ترائى هذا الماضى امام عيناها كما لو انها تعيش فيه مجددا ........تفرح لفرحة .......تتالم لتألمه......يهتف قلبها لابتسامته .......واخيرا تبكى لفراقة تمنت لو استطاعت ان تعدو خلفة لتترجاه البقاء
تمنت لو صرخت باعلى صوتها لتقول لا .......... لاتفعل .......لا تتركنى .انااتراجع عن طلبى حتى انها تمنت لو كانت بكماء كى لا تتفوة بذلك الطلب تمنت لو كانا شخصين اخرين لا علاقة لهم بماضى احد .......لا احد يفرض ماضية على حبهما لكم تمنت وتمنت لكن دون جدوى .......فليست كل الامانى تحقق لعنت نفسها لما اقدمت علية منذ ثلاث سنوات ........ لكن وقفت امام تللك الكلمه طويلا لكن ........لكن.ماذا كان علي ان افعل؟ لم اكن مخيرة بالمرة .....اما هو او عائلتى كاملة ماذا كان بيدى ان افعل؟ اكان على ان اكون ابنه عاق لاعيش طوال حياتى بهذا الذنب ثم يعاقبني ربى اشد العقاب فى الاخرة؟
ام كان على ان اتحمل ذنوب الماضى للاخرين؟ كاد الندم والشعور بالعجز يفتك بها قد يكون كل ما حدث بالماضى يدمى قلبها ويعتصر روحها لكن لا شيئ من كل هذا يساوى مقدار من الالم الذى يشعر بة قلبها الان فها هو حبيبها فى عالم اخر ......مصاب وقد كادت روحة تزهق لاجلها. اة يا قلبى ماذا حل بك ؟ اكان كل هذا الالم مقدر لك مذ ولد الحب بك؟ اكان الحب مجرد قناع للالم والحسرة كى يدخلانك؟ ماذا افعل الان بك ايها القلب ؟ هل مازلت تنبض الى الان بعد كل هذة الجراح التى المت بك؟ لم تجد روحها طريقا للهروب من الواقع سوى طريق اللجوء الى ربها.
هى تؤمن انه لن يتركها توقن ان الله لن يخذلها وانه سيردة اليها سالما لم تعلم من اين اتتها هذة الثقة ....لكن هذا هو الامل الوحيد الذى عاشت علية فى السنوات الثلاث الماضية ........................................................ كان الجاهز الطبى القائم على عمليتها فى تعجب شديد مما يرونة من تغير فى نبضها ودقات قلبها فاحيانا ترتفع بشدة واحيانا تنخفض ايضا مما اثار عجبهم وتساؤلهم عما قد خاضتة تحت تأثير المخدر لكن اكثر ما لفت انتباههم وخصوصا عبد الرحمن هى تلك الدموع التى هبطت بالنهاية على جانبى وجهها الملائكى الصغير ............................................... واخيرا انتهت عملية تركيب الشريحة فى زراعها التى دامت ربما لخمس ساعات متتاليه
خرج الفريق الطبى وطلب من عبد الرحمن الرد على اسئلة ذوى المريضة خرج اليهم لتقع عيناة اولا على مى التى كانت تحتويها زراع مهند وقد لفها بمعطفة لبرودة الجو وها هى واضعة راسها على صدرة وقد ذهبت فى ثبات عميق بعد شعورها بالدفئ فى احضان اخيها الحنونه وقف بعيدا لبرهه قبل ان يلاحظة عصام .لم يعلم لم تأججت النار بداخلة لدى رؤيتها على هذا الوضع تدافع سؤال واحد الى راسة:من يكون هذا الشاب لتنام فى احضانه بهذا الشكل دون ان تبالى بنظرات المارة؟ايكون زوج....... لم يعلم لما لم يستطع اكمال تساؤلة حتى ؟ايعقل انه حتى لا يستطيع ان يتخيل انها قد تكون مرتبطة من الاصل؟
نهر نفسة بشدة لتفكيرة العميق فيها واتجة بخطواط ثابته الى حيث يجلس عصام الذى انتفض الية فور رؤيته فتبعته نفين وقد استشفت انه الطبيب المسؤل عصام بلهفة:طمنى يا بنى ..........كل دة فى العمليه ؟دة انتو بقالكو ولا خمس ساعات عبد الرحمن بهدوء الطبيب :خير ان شاء الله .....مش داعى للقلق يا جماعه ..........هيه عمليات العظام بتاخد وقت بدات نفين فى القاء التساؤلات بينما اتجهت عيناه رغما عنه اليها ثانيه فوجدها تتململ فى احضان مهند الذى بدورة حاول ايقاظها بهدوء ليتثنى له القيام الى حيث الطبيب ليطمأن على اخته الاخرى منار. مهند بحنان وهو يمسح على زراع مى الساكنه تحت زراعه :قومى يا مى ........منار خرجت فتحت مى عياناها واعتدلت بسرعة وهى تتلفت حولها بلهفة:هى فين ؟
مهند:هههههه فين اية يا هبلة انتى .....الدكتور واقف هناك اهو اقومى نشوف اوضتها فين قال مهند جملته الاخيرة وهو يومئ برسة الى حيث يقف عبد الرحمن الذى ادار وجهه فورا ما ان حولت مى انظارها الية قامت مى ومهند الى حيث تجمع والديهما حول الطبيب مستفسرين عما حال منار مى باندفاع:طمنى الله يخليك .......منار عامله اية دلوقتى؟ لم يعلم لم كانت طريقة كلامها مألوفه لة؟ بل كان كل ما بها مألوفا يذكرة بصغيرته الجميله نظر لها مليا ثم رفع نظارته الطبيه واجاب:انا فهمت الاستاذ عصام عالوضع ........بعد اذنكو انصرف عبد الرحمن تاركا مى تشعر بالغضب منه مهند بقلق واضح :خير يا بابا نفين ببكاء :الحمد لله ......الحمد والشكر ليك يا رب
مى :طب بتعيطى ليه بس دلوقتى؟ ثم اتجهت الى والدتها تحتضنها:عشان خاطرى يا ماما كفايه ........الحمد لله انها جات على قد كدة اسندت مى والدتها الى المقعد القريب بينما ذهب مهند وعصام للاستفسار عن غرفة منار فقد نسى عصام ان يسأل الطبيب لانشغاله بمعرفة حال ابنته بالفعل اخبرتهم موظفة الاستقبال عن رقم غرفتها فاسرع عصام الخطى لاصطحاب اسرته اليها بينما ادعى مهند فى البدايه اللحاق بة وما لبث ان سار بضعه امتار ببطئ شديد حتى اطمئن على ذهاب والدة دون الالتفات الية وعاد مرة اخرى الى موظفة الاستقبال مهند:لو سمحتى عايز اسأل عن الاستاذ ماجد نصر الدين غرفة رقم كام؟ الموظفة باهتمام واضح:حضرتك تقربه؟ مهند بتردد:هاا....ايوة اقربة .......ممكن اشوفة
الموظفة بأسى :لا يا فندم مش ممكن خالص دلوقتى .....الاستاذ ماجد فى العنايه المركزة فى غيبوبه وحياته فعلا على المحك............الخطورة كبيرة اوى دة فضل فى العمليات ولا خمس ساعات شعر مهند بالارض تميد به ...........ها هو الاخ العطوف الذى لطالما كان له صديقا وفيا واخا حنونا له رغم انعدام صلة القرابة وفارق العمر بين الحياة والموت. بينما تابعت الممرضة باهتمام:لو سمحت يا فندم تعدى عالحسابات .....الموبايل بتاع الاستاذ اتكسر فى الحادثة ومعرفناش نوصل لحد من قرايبة هو معاة فيزا كارد فى متعلقاته بس طبعا مش عارفين نستخدمها مهند وهو يزفر بقوة :تمام ......متقلقيش حضرتك مبلغ الحسابات هيوصل بس لو سمحتى قوليلى مين الدكتور المسؤل عن حالته
الموظفة:الدكتور سعيد جادالله ..........بس هو دلوقتى مش موجود يا فندم ........ممكن حضرتك تشوف حد من قسم العظام تسألة مهند:متشكر سار مهند قليلا والافكار تتخبط فى راسة والاسى على حال ماجد ينهش قلبه مالبث ان تذكر شيئا هاما فعاد ادراكه بسرعة الى الموظفة التى انشغلت بمراجعه بعض الملفات فسألها دون مقدمات:هى الحادثة حصلت ازاى؟؟ ............................................. مشى فى الممر الطويل الذى يحتوى غرفة اخته يتهاوى قلبة بين ا ضلعه حزنا على ما حل باخته وماجد تلكه الغضب الشديد من نفسة اولا ثم من والدة لام نفسه كثيرا على اتخاذ موقف المشاهد فيما حدث منذ ثلاث سنوات.اخذ يؤنب نفسه مرارا وتكرارا كيف وصلا الى هنا؟
كيف سكت جميعنا لنترك هذان العاشقان يفترقان بهذة الطريق؟ كيف لم اساند اخى وقد كان دائما يقف معى مساندا فى كل شئونى؟ لم ينسى مهند كيف ساعدة ماجد ذات مرة فى التخلص من بعض المدمين الذين لاحقوة وكاد حقا يتعاطى معهم. لم ينسى تلك الصفعة التى صفعها اياه يوما بعد ان راه معهم وقد هم بتدخين ما اعطوة لم ينسى اعتراضة عليه ورفضة تتدخلة فى ذلك الوقت معللا:وانت مالك انت ؟ لم ينسى اصرارة على جرة الى البيت ولو عنوة وسط الجميع وبالطبع لم ينسى الضرب الذى تحمله ماجد من اولئك الشبان الخمسة فى ذلك الوقت حتى اتت الشرطة وبقى ماجد بجانبه فى المخفر حتى تم اطلاق سراحة بضمانه ماجد
والكثير الكثير من المواقف الرجولية التى لم يتوانى ماجد فى ادائها معه دون التفكير فى العواقب دخل غرفة منار ليجدها بالفعل قد نقلت اليها وقد اخذت تهمهم باسمه باكيه وهى لازلت تحت تأثير القليل من المخدر وقد كانت والدته تجلس على السرير بجانبها وتبكى بصمت ظنا منها ان منار فقط تسترجع ذكرياتها القديمه وسط ذهاب عقلها المؤقت فنفين الى الان لم تعرف بوجود ماجد اما عصام فقد جاهد فى السيطرة على اعصابة قابضا على يدة حتى ظهرت العروق جلية تبض بها نظر الى مى باعين دامعه فوجدها هى الاخرى تضع يدها على فمها محاولة عدم اصدار صوت بكاؤها نظرت مى الى اعين اخيها الدامعه ليطلب منها ان تلحقة الى الخارج بايماءة منه
تبعته مى الى الخارج وما ان وصلت حتى جذبها مسافة بعيدة نسبيا عن الغرفة حتى لا يسمع احد ما يدور بينهما مى:عملت اية؟سألت؟ مهند بحسرة :ايوة .......ويارتنى ماسألت مى بقلق :فى اية يا مهند .....انطق ثم ارتجف صوتها وهى تسأل :ما........... مهند بسرعه:لالالا مامتش ....الحمد لله عايش مى:طب كلمته؟ مهند باسى وعيون محمله بالدموع:ابيه ماجد فى غيبوبه يا مى وحالته خطر.......اكيد منار عارفة عشان كدة هى فى الحاله دى مى ببكاء:لا حول ولا قوة الا بالله............اللهم اجرنا فى مصيبتنا
مهند بغضب:ابوكى اللى وصل حاله منار للعمليه لما عرف ..........مش كدة؟ مى بتردد:اية اللى انت بتقوله؟..............لا طبعا انت بتقول ايه؟ امسكها مهند من رسغها بقوة:متكدبيش يا مى .......انا وانت عارفين ابوكى بيبقى فى موضوع ماجد عامل ازاى ......انا مش غبى .......يعنى اية اتجبست وبعدين حصلت مضاعفات ......لوحدها كدة يعنى؟ مى وسط دموعها:ايوة بابا اللى ضربها لحد ما ضاعفلها الكسر .......ارتحت؟ افلت مهند زراعها بقوة كما امسكه واخذ يدور يمنا ويسارا وهو يمسك راسه ثم يمسح على شعرة بقوة عله يهدأ ذلك الغضب العارم الذى يتخبط بداخله اشفقت مى على حال اخيها فاقتربت منه بحنان:اهدى يا مهند .......الحمد لله عدت على خير
نحمد ربنا انها طلعت من الحادثة كدة.......بابا مكنش فى وعية لما عرف انها كانت معاه فى العربيه التفت اليها مهند بقوة :عربيته!...مين اللى قال الكلام الفارغ دة؟ مى :اللى اتصل ببابا قالوة الانسه منار جات فى حادثة عربية مع واحد اسمه ماجد نصر الدين ثم اضافت بشك:هو فى حد قالك حاجة تانيه؟ مهندوقد بدأ يضحك بهستريه :ههههه والله! حد يقولى حادثة عربيه فبدون ادنى شك افترض انها كانت معاة فى عربيته ...........ههههه لا واكيد ابوكى بقى قعد يتخيل اللى ممكن تكون بتعمله فى عربيته وهما لوحدهم ......هههههههههههه لابجد حسن الظن عند ابوكى بقا عالى اوى مى بغضب وصوت جاهدت فى اخفاضة حتى لا تلفت الانتباة :احترم نفسك يا مهند انت بتتكلم عن
بابا.......وبعدين اية ابوكى ابوكى اللى انت عماله تقولها دى؟ ........احترم نفسك بقى مهند بغضب اكبر وهو يجذبها الية ثانية لكن بقوة مضاعفة :الراجل دة بين الحيه والموت بدل اختك يا مى.لو كانت كمنار مكانه كانت راحت فيها ..........افهمى يا غبيه مى وهى تتاوة من قبضته وتحاول تخليص يدها:انا مش فاهمه حاجة من اللى بتقوله دة ......اوعى ايدى يا مهند هتكسرها فجأه ترك مهند يدها واخذ يتنفس عميقا حتى يهدأ بعد ثوان معدودة جلس على اقرب مقعد واشار لها حتى تجلس بجانبه كعادتها مى تناست اى معامله فظة وجلست بجوارة تربت على كتفه بحنان بينما هو متكأ للامام على احدى يديه مى:قولى طيب ايه اللى حصل
بدأ مهند يقص على مى ما سمعه من الشاهد الذى دلته عليه موظفة الاستقبال فما كان من مى الا ان وضعت يدها على فمها تمنع شهقه قوية كادت تفلت منها ليلتفت لها بعض المارة بتوتر مى ببكاء شديد :يا حبيبتى يا منار........ليه كدة؟ لية كل دة بيحصل معاهم؟ ياااااااااااااااااه بعد كل السنين دى لسة ماجد بيحبها اوى كدة؟ مهند بهدوء وهذة المرة هو من احاط مى بذراعه التى كانت ترتجف بدورها مما سمعته:خلاص يا مى ...........اهدى بقى مش كدة............انا غلطان انى حكتيلك بعنى؟ مى وهى لا تزال تبكى :طب هنعمل اية دلوقتى؟ لازم حد يبقى جنب ماجد .......على الاقل مصاريف المستشفى المبلغ اللى طالبينه فى الحسابات دة كبير
علية انا وانت ولو سحبنا من الفيزا بابا هيعرف وهتبقى مصيبه حاول مهند ان يتماسك فور ذكر والدة فقد اعتلاة الغضب مرة اخرى حين تذكر افعال والدة الللا عقلانيه فى هذا الموضوع صمت قليلا ثم هب واقفا :انا هروح مشوار ضرورى ..........غطى على غيابى باى حجة وهبقى اكلمك وقفت مى ايضا :انت رايح فين؟ مهند:مش هعقد هنا حاطط ايدى على خدى واخويا بيروح يا مى.............انا هتصرف بس زى ما قولتلك غطى غيابى عند ابوكى ومتخليهوش يحس انى عرفت حاجة........سلام خطى مهند الى خارج المشفى بخطواط واسعه اشبة للركض بينما لم يترك لمى فرصة للاستفسار عما سيفعله فتمتمت:استر يا رب .....................................................
فى احدى الشقق الفخمه فى حى من احياء مدينه نصر يجلس فى غرفة المعيشه متابعا لتلفاز باهتمام شديد بينما جلست زوجته مع ابنته الوحيدة على الطاوله التى تطل على الغرفة الجالس بها تساعدها فى حل فروضها المدرسيه وفجأه..... يصرخ بقوة كبيرة وهو يقفز من مكانه:جووووووووووووووون تنتفض الزوجة وابنتها على صراخه ثم توجه اليه عبارات اللوم الشديد الزوجه:حرام عليك يا عماد فزعتنى انا والبنت عماد ملتفتا :اسف يا حبيبتى بس الماتش شدنى شويه الزوجه وهى تضع يدها فى خصرها بمرح:يا سلااااااااام ودى نصرفها منين دى؟ الصغيرة مقلدة امها بوضع يدها فى خصرها:ايوة منين دى؟
عماد رافعا احدى حاجبيه:افندم...........عايزين ايه سيادتكو يعنى ؟ الصغيرة بسرعه :بابايا عايزة اروح الملاهى الزوجه :وانا عايز اروح فرح واحدة صاحبتى عماد:دة انتو تشكيل عصابى بقى. ثم امسك جهاز التحكم واغلق التلفاز ونظر لهم بتحدى :وادى التفيزيون اتقفل ..........كملوا اللى وراكوا بقى ثم جلس باستهزاء على الكنبه فاردا زراعيه اعلى اركانها الزوجه وقد عقدت يديها:بقى كدة؟ عماد وهو يحرك راسه بر مباله متصنعه:وابو وام كدة تبادلت الزوجه والابنه نظرات مفهومه لكلاهما ثمانطلقتا اليه بسرعه كبيره وبدأ الهجوم الثنائى للدغدغه عماد الذى كان بالكاد يلتقط انفاسه من شدة الضحك وما هى الا دقيقتان حتى اعلن استسلامه
عماد:هههههههههه خلاص خلاص ...ههههه موافق ههههههه بس بقى هههههه خلاص يا فوفو هوديكى الملاهى يوم الجمعه توقف المزاح اخيرا وبدأ الجميع فى التقاط انفاسه باصوات مسموعه يخالطها بعض الضحكات وفاء بانفاس متقطعه:هتودينى يا بابايا خلاص وعد؟ عماد بانفاس متقطعه ايضا وهو يمسك معدته من شدة الضحك :ايوة يا حبيبه باباكى هوديكى ..........وعد قامت وفاء فرحه بسرعه الى غرفتها :هيييييييييييه .....انا هروح احضر شنطه العابى بقى عشان افسحهم معايا يا ماماتى ضحكن الزوجه بشدة على تصرف ابنتها بينما كانت قد جلست بجانب عماد الذى ضمها اليه بحب واخذ يستنشق عبير شعرها ويدغدغ اذنها بانفه الزوجه بخجل:الله! ..........ايه؟ عماد بهيام:ايه اية بس يا شيخه ؟.......حد يعمل كدة؟
الزوجه:انا؟ .......عملت ايه؟ عماد :مش عارفة عملتى ايه؟ ينفع اطلطع انا كدة ساعتين قدام الماتش من غير تصبيرة؟ الزوجه:هههههههه تصبيرة ايه يا عم .....انت هتكلنى ولا اية؟ عماد وقد قام وحملها بين زراعيه:ايوة بالظبط كدة هكلك لحد ما اشبع واحلى بيكى كمان ........دة فستان تلبسية والبنت قاعدة ؟ واحرق انا فى دم امى بقى حاولت الزوجه الافلات من بين ضحكاتها الخجله بينما خطا عماد حاملا اياها خطا واسعه وهو يردد بمرح:انتى اللى جبتيه لنفسك بقى ..........والله لطلع عليك القديم والجديد ضحكت الزوجه بدلال فاردف عماد :يالهوووووووووووى .اسكتى يا ست انتى هتجننينى ما ان اقترب عماد من بابا غرفته حتى توقف لدى سماعه دق جرس الباب
الزوجه باستغراب :مين جايلنا دلوقتى؟ انت مدى ميعاد لحد؟ ماجد ملمحا بمرح:دلوقتى !!دة انا لا عشت ولا كنت الزوجه بلوم:بعد الشر عليك يا حبيبى .......اوعى تقول كدة تانى عماد وقد رقص قلبه فرحه :قولى تانى حبيبى كدة الزوجه بدلال:انت مبتزهقش منها هم عماد بالرد لكن سبقة جرس الباب باصرار اضطر عماد عندها لانزال زوجته ناظرا الى الباب بغضب :ورحمه امى لوريك يا اللى عالباب ثم اعاد النظر الى زوجته:هى الساعه كام يا ملاك؟ ملاك:الساعه داخله على11 عماد بجديه:طب ادخلى انتى جوة يا ملاك ومتخرجيش ..........وانا هشوف مين ملاك مطيعه لزوجها :حاضر
دلفت ملاك الى الداخل بينما ذهب عماد لفتح الباب ليجد شابا طويل القامه ذو لحيه خفيفه وملامح رجوليه قد تعطيه اكبر من سنه ظل ينظر للزائر مليا وعلامات التساؤل عن شخصيته باديه على وجهه الى ان ابتسم الشاب بسمه جانبيه محييا:ازيك يا ابيه؟ عماد بصوت عالى وقد اتسعت عيناه اندهاشا:مهند ................................................................. .. نهايه الفصل السادس عشر الفصل السابع عشر لم يكد مهند ينهى جملته(( ايوة انا مهند )) حتة جذبه عماد من قميصه معانقا اياه وهو ينطق بعبارات الاشتياق والترحيب عماد :يااااااااة يا بن الايه ايه الطول دة يا واد؟دة انا معرفتكش
لاحظ عماد ان مهند لم يكن على طبيعته المحببه ولم يبادله قوة الترحيب بل شعر انه يكاد يبكى فنزعه بشدة ناظرا الى وجهه بشك عماد بجديه وقلق :فى ايه يالا مالك؟وشك عامل كدة ليه؟ ثم استدرك سريعا متذكرا التوقيت :هو فيه اللى جابك الساعه دى و بعد كل السنين دى؟............انتو كويسين يا بنى ؟اختك كويسه؟ ثم صاح قلقا:مترد عليا يا بنى ادم مهند مطرقا براسه ارضا بصوت باكى:ابيه ....ماجد .................................................. كانت يدا عماد ترتعشان بهستيريه بينما يكمل ارتداء ملابسه بسرعه وتوتر شديدين مما جعل زوجته تحاول تهدئته قدر الامكان ملاك :اهدى يا عماد شويه عشان خاطرى
عماد:اهدى ازاى يا ملاك واخويا مرمى فى المستشفى بين الحيا والموت؟ ملاك:ان شاء الله يقوم بالسلامه .تحب اجى معاك؟ نظر لها عماد نظرة ناريه فهو ليس فى حال تسمح له بالمناقشه الان فسكتت قليلا ثم تابعت:انا اسفه خلاص متزعلش ........... ...طيب خد بالك من نفسك طيب كان عماد قد انتهى من ارتداء ملابسه حين اتجه الى الباب مودعا :طيب ماشى .خدوا بالكو من نفسكو وتربسى ورايا كويس الوقت اتاخر هم بفتح الباب لكن اوقفته زراع زوجته الحنونه وهى تقبص على قميصه وتضع يدها الاخرى على راسه بحنان:استودعك الله الذى لا تضيع ودائعه نظر لها عماد مليا والحزن يملا قلبه حتى صارت الدموع جليه فى عينيه فظهر صوته الاجش :ادعيله يا ملاك يقوم منها بالسلامه
ملاك بحنان :حاضر .بس بالله عليك سوق على مهلك الدنيا ليل عماد وقد اخذ يدها القابعه فوق راسه مقبلا اياها ومعلنا للذهاب:حاضر ................................................. قاد عماد سيارته برفقه مهند الى المشفى الذى وصلاة بعد منتصف الليل اتجه عماد من فورة الى الاستعلامات ليطالب بزيارة صديقه الا ان اتاه الرفض القاطع:ممنوع يا فندم الاستاذ ماجد فى العنايه وممنوع الزيارة منعا باتا بامر من الطبيب المختص عماد بترجى مستميت :ارجوك ابص عليه بس من بعيد ............انا اخوة ومعرفش بالحادثه غير دلوقتى ........ارجوك سبنى اطمن عليه بس الموظف ببرود :اتفضل حضرتك كدة بهدوء لو سمحت دى اصلا مش مواعيد زيارة
...........متضطرنيش اطلبلك الامن وبردة مش هتشوفه عندها امسكه عماد من ياقه قميصه بعصبيه شديده :طب جرب كدة وانا اعرفك هشوفه ولا لا حاول مهند جاهدا ان يفض النزاع بينهما الا ان الموظف كان قد بدا بالفعل بمناداه افراد الامن مما احدث ضجه كبيرة بالمشفى لكن الجميع هدأ لدى سماع الصوت الصارم القوى :ايه الهرجله دى ؟ايه اللى بيحصل هنا بالظبط؟ التفت الجميع الى صاحب الصوت ليجدة مهند نفس الطبيب الذى كان يقف مع والدة الموظف :يا فندم الاستاذ دة عايز يقتحم العنايه عنوة ودة لا وقت زيارة ولا مصرح بزيارة مريضه دلوقتى اصلا نقل عبد الرحمن نظرة الىهما ليتذكر وجه مهند على الفور
عبد الرحمن :ايه يا جماعه الكلام دة؟ فى حد يجى زيارة بعد نص الليل عندها تدخل مهند :احنا اسفين يا دكتور والله بس الاستاذ عايز يطمن على اخوة ميعرفش بحادثته غير دلوقتى ابدى عبد الرحمن تفاجأ عبد الرحمن من ذكر لفظ ( اخوة)فقد ظن انهما اتيا لزيارة منار عبد الرحمن بتساؤل:اخوة مين يا فندم عماد بلهفه :ماجد نصر الدين يا فندم عبد الرحمن منتبها الى الاسم :اااااااااااااه ايوة ايوة لاحظ القلق والتوتر الشديد الذى يبدو جليا على ملامح عماد فحاول طمأنته :اطمن .......ان شاء الله يعدى منها على خير عماد :طب هو ليه فى العنايه المركزة؟ واى حكايه الغيبوبه دى؟
عبد الرحمن :بص حضرتك هو مش انا المسؤل عن الحاله بس اللى سمعته ان الجمجمه عندة مش متضررة ..........متقلقش فى الحاله دى بتبقى حاجه بسيطه ان شاء الله عماد :بس انا عايز اشوفه ارجوك كاد عبد الرحمن يستيجيب لطلبه عندما انتبه الى مى التى كانت تقطع الممر بسرعه كبيرة متجهه الى مهند والذى التفت بدورة الى حيث اتجهت انظار الطبيب فبادرهو بالذهاب اليها اخذا بيدها بعيدا عن جمع الرجال نسبيا مى بلهفه:اخص عليك يا مهند مش قولتلى هكلمك مهند:معلش والله يا مى مكنش فيه وقت ..........ها عملتى ايه مع بابا؟ مى بحنق :اضطريت اكذب طبعا وقولتله انى بعتك تيجيب حاجات من البيت لينا
مهند باستفهام :لينا مين ؟هى مش ماما اللى المفروض بايته مع منار؟ مى بتردد :لا ..........ما هو اصل مهند :ما هو اصل ايه؟ مى :بصراحه ماما سكرها على فاقسمت عليها تروح مع بابا وبعدين منار كمان فاقت واطمنوا عليها الحمد لله فانتهزت الفرصه بقى وقلت لبابا انى انا اللى هبات مهند باستغراب :وبابا سمحلكوا تباتوا لوحدكو انتو الاتنين ان شاء الله؟ مى :ايه الذكاء اللى انت فيه دة امال انت هنا لازمتك ايه؟مهو لما بابا اعترض قولتله انى بعتك تجيب حاجات وهترجعلى تبات معانا فبابا حجز الاوضه اللى جنب منار كمان مهند متنفسا الصعداء :يااااااااااه كنتى فين من الصبح يا مى...........طب روحى بقى لمنار دلوقتى هخلص حاجات واجيلكم
مشى الى حيث الطبيب وعماد خطوتين ثم عاد اليها بلوم :افرضى بقى مكنتش جيت الليله دى كنتى هتبيتى انتى واختك لوحدكو؟ همت مى بالرد لكنه اعطاها ظهرة متجها الى عماد من جديد وهو يلوح لها بيدة :مش وقته .........حسابك معايا بعدين ابتسمت مى لتصرفات مهند الرجوليه وهى تنظر له بحنان ولسان حالها يقول:كبرت يا مهند وبقيت راجل بيحافظ على اهل بيته عاد مهند اليهما ليجد عبد الرحمن يشدد فى تعليماته لعماد :دقيقتين بس ....بالعدد ..........صدقنى لو اتاخرت عن كدة هتتسببلى فى مشكله كبيرة عماد :انا بجد مش عارف اشكرك ازاى ؟ عبد الرحمن :الشكر لله دة واجبى ثم وجه كلامه الى الموظف :رشاد ......الاستاذ هيدخل لمريضه دقيقتين بالظبط ابعت معاه ممرضه نبطشيه
الموظف باعتراض :بس يا دكتور عبد الرحمن الدكتور سعيد مانع عنه الزيارة عبد الرحمن بغضب مكتوم :وانا اللى بقولك دخله دقيقتين ينفع يا رشاد بيه بعد اذنك؟ الموظف باضطراب واضح :ايه اللى حضرتك بتقوله دة يا دكتور........طبعا ينفع ثوانى ابعت لحد من الممرضات استأذن عبد الرحمن بعدها بالذهاب :بعد اذنكو يا جماعه ..........لو احتاجتوا حاجه انا اسمى عبد الرحمن سليم اوضه مكتبى فى نفس دور عمليات العظام ذهب عبد الرحمن تاركا مهند وعماد ينتظران قدوم اللمرضه التى ستوصلهما الى حيث يرقد ماجد عماد :محترم اوى الدكتور دة مهند:اه فعلا واضح .تقريبا هو اللى عمل العمليه بتاعه منار
تغير وجه عماد فور ذكر منار فسأل حانقا:بقيت كويسه دلوقتى؟ مهند :الحمد لله مى لسه مطمنانى انها فاقت وتقريبا دلوقتى مريحه شويه ..............اه صحيح افتكرت........فى اوضه محجوزة زيادة لو تحب يا ابيه تريح فيها معايا للصبح عقبال ما الدكتور سعيد دة يجى ونطمن منه عماد :فكرة بردة ...........طب خلاص نطمن على ماجد الاول بس وبعدين نشوف هنعمل ايه ......................... سار عماد ومهند برفقه الممرضه فى الردهه الطويله للوصول الى الغرفه التى يقبع بها ماجد والتى بدورها ابت الا ان يدخل فرد واحد كما تلقت اوامرها فكان نصيب الدخول بالطبع لعماد اما مهند فقد انتظرة بالخارج يجوب الممر ذهابا وايابا فى قلق اما فى غرفه منار فلم يكن حالها ابدا كما اخبر مهند عماد .لم يذق جفناها طعما للنوم والراحه منذ ان افاقت
من تاثير المخدر بل كانت تنتظر ذهاب والدها بفارغ الصبر للاطمئنان على حال ماجد كانت تنتظر مى بلهفه فى غرفتها وهى تدعو الله فى قلبها ان يكون بخير .اخذت تردد الاستغفار مرارا وتكرار((استغفر الله واتوب اليه ))فهى تعلم جيدا انه من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب كما اخبرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم اتتها مى اخيرا بالانباء المطمئنه نوعا ما بقدوم عماد ومحاولتهم زيارته الان مى:ان شاء الله مهند هيجى يطمنا دلوقتى متقلقيش منار بصوت مبحوح :يا رب .......يارب يا مى ثم بدأت فى بكاء مرير:يقوم بس بالسلامه ان مش عايزة اكتر من كدة ...........والله مش طمعانه فى اكتر من كدة .............اشوفه بس واقف على رجليه من تانى وكويس ..............مش مهم يبقى معايا بس
يعيش .......مش هستحمل فراقه بقيت عمرى يا مى مش هستحمل زمت مى شفتيها لا تجد ما تقوله الان فعبارات التهدئه والمواساه الان لا تجدى نفعا امام هذا الالم والمعاناه اللذان يجتاحان قلب اختها الان ................................................. خطى عماد الى داخل الغرفه بخطوات مترددة ونظرات زائغه لا يدرى لم اصر على الدخول على الرغم من يقنيه بعدم قدرته على رؤيه اقرب صديق واخ له بتلك الحال كان ماجد ممدا كالموتى لا يمكن للمشاهد معرفه ما ان كان حيا الا من خلال جهاز ضربات القلب المجاور له .كانت الجبائر متفرقه فى جسمه بشتى الاماكن وكان وجهه متورما بالكدمات لدرجه ان من يشاهده قد لا يتعرف عليه منذ الوهله الاولى خراطيم غريبه معلقه بانفه وفمه والاسلاك تتشابك وهى موصله بصدرة ويده
لم يستطع عماد كبح دموعه اكثر من ذلك فانهارت من عينيه كالفيضانات تجرى وهو يحرك يدة فى الهواء بالقرب منه وكأنه يخاف ان يلمس زجاجا ملئ بالتشققات فتؤدى لمسته الى انهيارة بالكامل وكأنها القشه التى قسمت ظهر البعير كانت شهقاته مسموعه حتى امتلئت اعين الممرضه بالدموع وهى تنظر لكلاهما باشفاق شديد وتدعو الله فى سرها ان يرزق ذلك الشاب الصبر بعد مدة ليست قصيرة استطاع عماد اخيرا ان يمد يدة المرتجفه بشدة لتمسك بيد ماجد الممده دون حراك لكنه جاهد فى اخراج الكلمات من بين شهقاته عماد برجاء يائس:قوم يا صحبى ........قوم يلا روح معايا ..........كلمنى يا راجل رد عليا.............قوم يا شقيقى قوم بقى كان عماد ينخرط بمرارة فى البكاء والشهقات بين كلماته مما لم يمكن الممرضه من السكوت اكثر
الممرضه وهى تضع يدها على كتف عماد الذى انتفض اثر لمستها :قوم يا بنى بقى كفايه كدة حرام عليك نفسك عماد من بين دموعه :مش قادر اسيبه ....مش قادر الممرضه :وبعدين معاك يا بنى انت مسمحولك بدقيقتين مش اكتر وانا سيبتك اكتر من عشر دقايق ثم جذبته من زراعه حاثه اياه على القيام :قوم يا بنى ربنا يهديك ويعافيه ............دة انكتبلوة عمر جديد والله ثم اردفت لرفع روحه المعنويه:ايه رايك بقى ان اخوك دة اجدع منك ..........دة اول ما جيه كانوا الدكاترة فاكرين انهم مش هيلحقوة بس هو بقى كان جدع وعداها على خير نظر لها عماد فاردفت :صدقنى كل الكسور والكدمات اللى انت شيفها دى كم شهر وهتخف ان شاء الله ويقوملكم بالسلامه انت بس قول يا رب
عماد وهومتجها الى الخرج محاولا ان يمسح دموعه بكفيه :يا رب ........يا رب استقبله مهند بالاستفهام عن حال ماجد بينما انصرفت الممرضه الى عملها مهند :طمنى ....ابيه ماجد كويس؟ كان عماد يعرف جيدا انه ان بدا الكلام عما راه فسيعود للبكاء لكنه ابى ذلك الان فاومأ براسه كنايه عن الايجاب بينما صمت مهند غير مقتنعا باجابه عماد وقد استشف من مظهرة ان الوضع لا يبنبئ بالخير جلس الاثنان فى قليل من الصمت الذى قطعه مهند وهو يمسك بزراع عماد :يلا يا ابيه قوم ريح شويه قبل صلاه الفجر لم يجد مهند من عماد ادنى مقاومه بل سار بجانبه كالمنوم مغناطيسيا الى الغرفه التى اوصله اياها ثم استئذنه الانصراف الى غرفه اختيه للاطمئنان عليهما
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 497
- 498
- 499
- 500
- 501
- 502
- 503
- 504
- 505
- 506
- 507
- 508
- 509
- 510
- 511
- 512
- 513
- 514
- 515
- 516
- 517
- 518
- 519
- 520
- 521
- 522
- 523
- 524
- 525
- 526
- 527
- 528
- 529
- 530
- 531
- 532
- 533
- 534
- 535
- 536
- 537
- 538
- 539
- 540
- 541
- 542
- 543
- 544
- 545
- 546
- 547
- 548
- 549
- 550
- 551
- 552
- 553
- 554
- 555
- 556
- 557
- 558
- 559
- 560
- 561
- 562
- 563
- 564
- 565
- 566
- 567
- 568
- 569
- 570
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 500
- 501 - 550
- 551 - 570
Pages: