Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟!

هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟!

Published by معالم العالم, 2020-08-05 16:50:16

Description: هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟!

Keywords: قصه

Search

Read the Text Version

‫جعل قلقه ولهفته قلب سها ينبض بعنف وقوة حتى ظنت سها ان عماد قد‬ ‫يسمع دقاته فحاولت اضفاء روح من المرح كى تتغلب عليها‬ ‫سها ‪ :‬هههههههه لا ما تقلقش‪ .....‬دة صوت الخضه من منظرك وانت‬ ‫طالعلى زى عفريت العلبه فى الضلمه‬ ‫عماد رافعا احدى حاجبيه ‪ :‬عفريت العلبه!‬ ‫نزع كلتا يديه عنها متعجبا من نفسه وقد ترك العنان لقلقه عليها دون‬ ‫داع‬ ‫جلس بجانبها يستند براسه الى الحائط رافعا نظرة لاعلى وهويترك‬ ‫ليده العنان لتنزلق على ركبته التر رفعها ضاما اياها الى صدرة يتذكر‬ ‫لقائه الاول بوفاء حيث كان بسبب اصطدامهما الغير مقصود ايضا‬ ‫اتاه صوت سها الرقيق الذى اخرجه من ذكرياته بلطف وحمله الى‬ ‫الواقع كرياح الصيف الخفيفه ‪:‬انا اسفه انى قلقتك والله مقصدتش‬ ‫عماد ولا يزال على حاله ‪:‬انتى من غير ما تقصدى عملتى حاجات كتير‬ ‫وقلبتى عليا مواجع كتير‬ ‫كانت سها تنظر اليه بعينا العاشقه بينما نظرة موجها لاعلى‬ ‫كلماته الحزينه التى توافق حزن عينيه جعلتها لا اراديا تمد يدها‬ ‫تحتضن ظهر كفه بحنان وتبثه ابتسامه دافئه ودت لو استطاعت ان‬ ‫تزيل بها جزءا من الثلوج المتراكمه حول قلبه الارعن‬ ‫سها بحنان ‪ :‬لازم الانسان يفضفض عن اللى بيوجعه عشان يرتاح‬ ‫‪.............‬انا سمعاك للاخر‪ ........‬قولى ايه اللى بيوجعك‬

‫استشعر عماد لمستها الدافئه وهمساتها الحنونه فنقل بصراليها واطال‬ ‫النظر الى عينيها ليخرج صوته بعد مده متحشرجا ‪ :‬مش لما تقوليلى‬ ‫انتى الاول‬ ‫‪...........................................................‬‬ ‫عاد ماجد الى منزله بصحبه فوقيه بعد ان غمرته السعاده وسط منار‬ ‫وعائلتها وارتاح قلبه اخيرا فقد اصبحت منار حياته التى تربعت على‬ ‫عرشه زوجته الان ولا يستطيع عزولا ان يجاريه فى حبها الان‬ ‫اتجه الى غرفته وابدل ملابسه بعد ان اخذ حماما خفيفا ثم اتجه الى‬ ‫سجاده صلاته شكرا لله على ما انعم به عليه من تحقيق لامنياتهواحده‬ ‫تلو الاخرى‬ ‫طرقت فوقيه باب غرفته ودخلت لتجده ساجدا فانتظرته على طرف‬ ‫السرير حتى اتم صلاته‬ ‫فوقيه ‪ :‬تقبل الله يا حبيبى‬ ‫ماجد ‪ :‬منا ومنكم يا امى‬ ‫فوقيه واضعه يدها الى جوارها على السرير ‪:‬تعالى يا حبيبى اقعد جنبى‬ ‫هنا‬ ‫قام ماجد من مجلسه وجلس بجوار والدته ليلاحظ علبه مجوهراتها‬ ‫معها تفتحها وتخرج منها كردانا ذهبيا ثقيلا يراه ماجد للمرة الاولى فى‬ ‫حياته‬

‫مدت اليع يدها بالكردان وسط علامات الدهشه الباديه على ماجد ‪ :‬ايه‬ ‫ده يا ماما؟‬ ‫فوقيه بابتسامه جاهدت فى اخراجها ‪ :‬انت شايف ايه ‪ ...........‬ده‬ ‫كردان دهب‬ ‫ماجد ‪ :‬ايوة يا ماما مانا عارف بس جه امتى ده ؟‪........‬انا اول مرة‬ ‫اشوفه وبعدين دة جبتيه منين ده‪.....‬دة مبقاش موجود منه دلوقتى على‬ ‫حد علمى‬ ‫فوقيه بعينين دامعتين وهى تنظر للعقد كأنه اغلى كنز لديها ‪ :‬ده بتاع‬ ‫خالتك الله يرحمها ‪ .‬صممت تاخده من امى الله يرحمها وخبته من ابويا‬ ‫عشان ميبعهوش وسط كل ممتلكات امى اللى باعها لما ماتت ‪.‬‬ ‫بدأت عبراتها فى التساقط ويدها فى الرجفه بينما اردفت‪ :‬وقبل ما تموت‬ ‫خبتهولى مع الداده بتاعتنا عشان لما ارجع اخده وبابا ميستولاش عليه‬ ‫ماجد وهو يحتضن والدته ويقبل راسها‪ :‬طب اهدى يا امى‪ .......‬ربنا‬ ‫يرحمهم كلهم ويدخلهم فسيح جناته‪ ......‬ايه اللى قلب عليكى كل‬ ‫الذكريات دى دلوقتى‬ ‫فوقيه وهى تاخذ يد ماجد وتضع الكردان بين يديه ‪ :‬من النهارده‬ ‫الكردان دة بتاعك‬ ‫ابعدها ماجد بهدوء والدهشه تعلو وجهه‪:‬ازاى يا امى ؟ مينفعش‬ ‫اعتدلت فوقيه فى جلستها ومسحت دموعها وامسكت يده باصرارا تحثه‬ ‫على الموافقه‪ :‬لا انت هتاخدة انا مش بطلب منك دة امر ووصيتى ليكى‬

‫ماجد بسرعه ‪ :‬يا امى ربنا يطولى فى عمرك‪ ...........‬بس ده اعمل بيه‬ ‫ايه ده؟‬ ‫فوقيه ‪ :‬ده امانه معاك لحد ما تديه لمراتك ومراتك تديه لبنتها ويفضل‬ ‫مع العيله علطول‬ ‫ماجد ‪ :‬منار !ههههه القله دى ممكن يلوح رقبتها والبس انا فى واحده‬ ‫مأتبه‬ ‫فوقيه وقد زل لسانها ‪:‬انا مقلتش منار‬ ‫ماجد باستنكار‪:‬نعم!!!!!!‬ ‫فوقيه مستدركه بسرعه ‪ :‬قصدى مقلتش انك هتديهولها دلوقتى‬ ‫‪...........‬انت هتديهولها يوم فرحكم كهديه جواز‬ ‫ماجد ‪:‬اااااااااااااه‪ ......‬ربنا يخليكى لينا يا امى‪ ...‬طب ماتخليه معاكى‬ ‫وتبقى تديهولها انتى‬ ‫فوقيه ‪ :‬لا يا حبيبى محدش ضامن عمرة‪ ..........‬انا عايزاه يبقى معاك‬ ‫من دلوقتى وزى ما وصيتك تديه لمراتك يوم فرحكم‬ ‫ماجد مقبلا يدها ‪ :‬لا يا امى ماتقوليش كده الله يخليكى‪ .....‬بتزعلينى والله‬ ‫بكلامك ده ‪.......‬ربنا يديكى الصحه والعافيه وتفرحى بولاد ولادى‬ ‫كمان‬ ‫فوقيه ‪ :‬يااااااااه يا ماجد ده انت عايزينى اعمر كتير اوى‪ ...........‬ربنا‬ ‫يفرحنى بيكى يا حبيبى ده كل اللى اتمناه وابقى كده خلاص اديت‬ ‫رسالتى‬

‫ثم اضافت فى خاطرها ‪ :‬بعد ما اخلص تار اختى‬ ‫ثم اضافت بحماس ‪ :‬يلا يلا خد الكردان شيله فى دولابك ومتجبش لمنار‬ ‫سيرة عنه خليهولها مفاجئه‬ ‫ماجد وهو يؤدى التحيه العسكريه ‪ :‬حااااااااااااضر‬ ‫‪.‬علم وينفذ‪.......‬اى اوامر تانيه يا باشا‬ ‫فوقيه وهى تتجه نحو الباب ‪ :‬ههههههه مش هخلص من بكشك ده‬ ‫‪.......‬انا رايحه اوضتى يا عم ارتاح‬ ‫خرجت فوقيه من الغرفه ليدور ماجد بالعقد حول نفسه مدندنا ‪:‬‬ ‫بهواااااااااك واتمنى لو انسااااااااااك‬ ‫وانسى روحى وياااااااااااااااك وان ضاعت يبقى فدااااااااااااك‬ ‫كاد يتعثر ويقع ارضا اثر عوده فوقيه الى غرفته فجأه ‪ :‬ايه يا بنى‬ ‫التلوث السمعى ده‪! ......‬اسكت اسكت صوتك بيئه‬ ‫ماجد محرجا فاخذ يلوح بيده كالاطفال ‪:‬ههههه حاضر يا ماما‬ ‫‪........‬كنت بس بدندن وخدتنى الجلاله شويه معلش‬ ‫هزت فوقيه راسها يمينا ويسارا بضحك وهى تخرج وتغلق الباب‬ ‫خلفها مردده ‪ :‬لا حول ولا قوه الا بالله‪ ..‬زالواد مخه راح خلاص‬ ‫بينما ارتمى ماجد على سريرة يتامل الكردان بيده ثم لمعت عيناه بتسليه‬ ‫‪:‬هديه فرحك يا منار حياتى‬

‫‪ ..........‬يا ترى هلبسهولك ازاى ده ؟ من اليمين ولا الشمين ؟‬ ‫ههههههههه خلاص خلاص هلبسهولك‪ ..........‬عيب بقى يومها نبقى‬ ‫نشوف الله‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫عند منار كادت تطير فرحا وهى تدخل غرفتها وترقص بفساتانها وهى‬ ‫ترفع زيله الطويل بيدها وتدور حول نفسها وهى تهز يدها كالمايسترو ‪:‬‬ ‫تيرارارارااااااا‪ .......‬انا قلبى دليلى قالى هتحبى‬ ‫‪..........‬تيرارارارااااااااااااا‬ ‫دخلت مى الغرفه لتجد منار على حالها وقبل ان تعلق جذبتها منار بيدها‬ ‫لتجعلها تراقصها على انغام ليلى مراد الوهميه ‪ :‬انا قلبى دليلى قالى‬ ‫هتحبى راراررارارارارارراراااااااااااااااااااا‬ ‫مى على نفس الانغام ‪:‬ونروح الصفرااااااا على ضهر المعزاااااااااااا‬ ‫تيرارارارااااااااااااااااااااااا‬ ‫توقفت منار فجأه وهوتنظر لها شرزا ‪ :‬ايه البواخه دى ؟ انتى ايه اللى‬ ‫جابك اصلا دلوقتى ؟ مش فيه عروسه فى الاوضه عايزة تاخد راحتها؟‬ ‫قالت جملتها الاخيرة وهى تضع يدها فى خصرها وتهز قدمها بعصبيه‬ ‫مصطنعه‬ ‫مى وهى تشير لها بخنصرها من اعلى راسها حتى اسفل قدميها ‪ :‬دة‬ ‫شكل عروسه دة ! دة شكل عرسه هربانه ليله سبوعها‬ ‫امشى يا بت انجرى غيرى هدومك خلينا ننام‬

‫منار وهى تضرب الارض بقدمها بغضب طفولى ‪ :‬لا بقى مليش‬ ‫دعوة انا هنام بالفستان‬ ‫مى وقد شرعت فى تبديل ملابسها ‪ :‬اغيرى هدومى يا منار الاقيكى فى‬ ‫سرسرك ببجامتك وضفرتك وبابا غنوجك‬ ‫منار بنفس الطريقة وهى تضرب الارض بكل كلمه ‪ :‬لأ ‪........‬لأ ‪......‬‬ ‫لأ ‪.....‬لأ‪.....‬لأ‪ .....‬خمسه لأ يلا بس كدهون‬ ‫نظرت لها مى نظرة واحد صاحبتها كلمه واحده ‪:‬‬ ‫مااااااااااااااااااااااااماااااااااااااااااااا‬ ‫فى غضون خمس دقائق بعدها كانت منار ممده فى سريرها بملابس‬ ‫النوم\" البيجامه \"وسط الظلام تحادث اختها كعادتهما ليقطع بدايه‬ ‫حديثهما رساله نصيه الى مى كتب فيها \" حبيبه قلبى مى ‪ .‬اسف على‬ ‫هذة الرساله لكنها اقل ما امكننى فعله للتواصل معكى لابارك لكى زواج‬ ‫اختك لانى اعرف رفضك التام لمحادثتى ‪ .‬اتمنى من كل قلبى ان‬ ‫تقبلينى يوما لاشاركك باقى الحياه يا طفلتى عاشقه الحليب‪.‬‬ ‫امضاء ‪ :‬سامح\"‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫نهايه الفصل الثالث والعشرون‬

‫الفصل الرابع والعشرون‬ ‫فى نفس الليله‪ ....‬ليله عقد قران منار وماجد‪ ......‬ظل عماد مستيقظا‬ ‫حتى منتصف الليل تؤرقه الافكار المتزاحمه فى عقله بينما نامت سها‬ ‫كالطفله الصغيرة التى تستشعر الامان فى حضن ابيها‬ ‫كانت الافكار تتقاذف فى عقله كالامواج‬ ‫احزان زوجته التى روادت خاطرها مجددا تارة‬ ‫وتارة اخرى يؤرقه مايحدث بشركته من مشاكل غريبه لم يسبق ان‬ ‫واجهتهم‬ ‫واخيرا ما بنبؤه به حدسه من سوء ما تنوى به فوقيه تجاه منار‬ ‫وعائلتها‬ ‫لكنه يرفض تصديق ذلك بقلبه وعقله ‪ .‬فكيف لتلك الام التى تحتضن‬ ‫الجميع وتمطرهم بشلالات الحب والدفئ ان تنوى السوءلاحد‪.‬‬ ‫نفض عقله بسرعه لتلك الافكار وحدثه عقله لائما ‪ :‬لا والف لا‬ ‫‪........‬كيف لك ان تصدق ما تقوله علا التى لم تستطع ان تكون اما حتى‬ ‫لابنتها على حساب فوقيه التى ينبع حنان الام من كلماتها وعينيها حتى‬ ‫صار كأنه هاله تحوم حولها وتستضئ بها‪.‬‬ ‫اخرجه من افكارة فزعا رنين هاتفه النقال والذى استيقظت سها على‬ ‫اثرة ايضا‬

‫عماد وهو يجيب فزعا‪ :‬ايوة يا ماجد‪ ....‬كلكو كويسين ؟‪..........‬ماما‬ ‫فيها حاجه ؟‪ ......‬طب انت كويس ؟‬ ‫ثم علا صوته ‪ :‬فيه ايه يا بنى انت ماتتكلم انطق‬ ‫كلمات عماد اخافت سها وجعلتها تعتدل فى فراشها على اهبه الاستعداد‬ ‫لتلقى اخبارا مؤسفه تنتقل لعماد عبر الهاتف الا ان صوت ماجد الرنان‬ ‫الذى ظهر بالهاتف جعلها وزوجها ينظرون لبعضهما بصدمه اقوى مما‬ ‫كانا يتوقعان‬ ‫اتاهم صوت ماجد الذى بدا جادا ‪ :‬عماد هو انا كتبت كتابى على منار‬ ‫النهارده بجد؟‬ ‫فرغ عماد فاه ناظرا الى زوجته التى بادلته نظرات الصدمه وهى تنظر‬ ‫الى الساعه التى تجاوزت منتصف الليل ثم تعيد النظر الى عماد الذى‬ ‫نظر الى الهاتف بصدمه بعد ان نقله من وضعيه الاذن لينظر له مباشره‬ ‫ثم اعاده ثانيه ليأتيه صوت ماجد مكملا حديثه بنفس النبرة‪ :‬يعنى تفتكر‬ ‫هى دلوقتى بقت مراتى مراتى؟ ولا مراتى مراتى ؟‬ ‫عض عماد على شفته السفلى بعصبيه ظهرت على جميع ملامحه‬ ‫حتى اغمض عينيه لتضع سها يدها على فمها بسرعه كاتمه ضحكه من‬ ‫القلب كادت تفلت منها لتصل الى مسامع المتصل‬ ‫اماعماد فقد رمقها بنظرة ناريه جعلتها تزم شفتيها مشيرة بيدها دلاله‬ ‫على الصمت المطبق‬ ‫فقام عماد من مضجعه مبتعدا قليلا دون رد ليأتيه صوت ماجد المتسائل‬ ‫‪:‬عماد انت معايا ؟ سامعنى؟‬

‫عماد بهدوء شديد و\"مسايسه ‪\" :‬معاك يا حبيبى‪ ........‬ها قولى بقى‬ ‫كنت بتتصل بعد نص الليل عشان تقولى ايه ؟‬ ‫ماجد بهيام ‪ :‬مش مصدق نفسى يا عماد‪ ......‬حد يقولى بجد خلاص كده‬ ‫‪..........‬يعنى بقت مراتى وانا جوزو ؟‬ ‫عماد بنفس الهدوء ‪:‬قرب السماعه على ودنك اوى يا حبيب قلبى كدة‬ ‫وانا هقولك‬ ‫ماجد بنفس الهيام ‪ :‬اهى يا عمرى على ودنى اهى‬ ‫خرج صياح عماد يكاد يصم المارة بالشارع ‪ :‬ورحمه امى وابويا‬ ‫لانفخك يا ماجد يا نصر الدين‪ ........‬الله يخربيت اليوم اللى شوفت‬ ‫خلقتك فيه يا واطى يا زباله‪ ..........‬انت كت هتجبلى شلل دلوقتى الله‬ ‫يورنى فيك يوم يا معفن‪ .......‬انت يالا انت يالا مش عارف الساعه كام‬ ‫دلوقتى ؟‬ ‫اما ماجد فكاد يرتمى ارضا من شده الضحك وهو يمسك معدته بينما‬ ‫يسمع صوت صديقه الغاضب من فعلته وقد نجح فى اثارة قلقه ولعبا‬ ‫الدور معا حتى النهايه الى ان اتاه صوت عماد الذى هددأ قليلا ‪ :‬انت‬ ‫بتضحك‪ !.....‬ماشى يا جزمه اما اشوف خلقتك بس‬ ‫ماجد ‪ :‬ههههههههههه ياض يا عبيط انت شايل طاجن ستك علطول كده‬ ‫‪......‬هو انا ماتصلش بيك غير وانت محوشلى مصيبه‪ .........‬مستعجل‬ ‫على البلاوى اوى سيادتك‬ ‫عماد ‪ :‬انجز يالا بتتصل ليه دلوقتى‪ .......‬خلصنى‬

‫ماجد ‪ :‬الغزاله راقت ولا اقفل واكلمك الصبح؟‬ ‫عماد ‪:‬وحياه خالتك‪ ..........‬انت تتصل نص الليل تقولى الغزاله وتقفل؟‬ ‫‪.......‬اقول يا عم واشجينى‬ ‫ماجد ‪ :‬ماشى يا خفه‪ .......‬بص يا سيدى‬ ‫عماد ‪:‬وماسيدك الا انا‬ ‫ماجد صائحا ‪ :‬ايوة كده بقا يا عم فكها علينا يفكها عليك ربنا‬ ‫عماد ‪ :‬ههههههه اخرتك شحات على باب السيده‪ .......‬اقول يا معلم‬ ‫سامعك‬ ‫ماجد ‪ :‬هعديهالك بمزاجى‪ ..........‬خلينا فى المفيد‪...........‬فاكر الراجل‬ ‫معرفتك دة اللى بيشتغل مهندس فى صيانه دريم؟‬ ‫عماد مستغربا ‪:‬اه فاكرة‪............‬وده ايه اللى جابه فى بالك دلوقتى ده؟‬ ‫ماجد وهو يترنح واضعا يده فى جيبه بمرح ‪:‬كلمه يحجزلنا عشر تذاكر‬ ‫مفتوحه‬ ‫عماد ‪ :‬نعم يا خويا‪ !........‬انت متصل عشان كده ؟‪........‬طب تصدق‬ ‫انك‪.............‬‬ ‫ماجد مقاطعا بمرح ‪:‬من غير شتيمه وقله وادب‪ .....‬انا سالتك عالغزاله‬ ‫قولتى اقول‪ ........‬ها قولى انت بقى هتعمل ايه؟‬ ‫عماد زافرا ‪ :‬مبخدش منك حق ولا باطل انا عارف يا لمض‪.‬‬

‫ماجد ‪ :‬هههههههههههه حبيبى يا عمده‪ ........‬يلا قولى بقى هتكلمه‬ ‫امتى؟ ‪.....‬انا مش فاضى اروح احجز فى الزحمه والناس اللى معانا‬ ‫هتمرمط عايزين نروح بتذاكرنا يا عم‬ ‫عماد ‪ :‬طب خلاص هكلمه الصبح ان شاء الله ونروح على يوم الجمعه‬ ‫كده‪ ........‬ايه رايك‬ ‫ماجد ‪:‬حلو اوى ده‪ ...........‬اكون كمان كلمت حمايا استاذنته‬ ‫عماد ‪ :‬بس قولى صحيح ‪ :‬العشر تذاكر لمين ؟ احنا كلنا على بعضنا‬ ‫حوالى‪........‬استنى كده‬ ‫ماجد ‪ : 8‬يا ساقط‪ ...... ........‬انت كنت بتاخد حساب عند مين يالا ؟‬ ‫عماد ‪ :‬والتذكرتين الزياده لمين يا خفيف بدل ما اهزئك‬ ‫ماجد ‪ :‬اهون عليك يا ابو وفاء؟‪ .......‬دة انا حبيبك‬ ‫عماد ‪:‬انا هخلى وفاء نفسها تهزئك بس استنى عليا بعملتك السودا دى‬ ‫‪.........‬خلص بقى الزياده لمين؟‬ ‫ماجد ‪ :‬للواد فؤاد ومراته يا عم‪ ......‬ملوش نفس يعنى‪ ........‬الواد‬ ‫ممرمطينو معانا بعدته كل شويه وكمان لسه كان معانا النهارده فى كتب‬ ‫الكتاب‪ ......‬اعزمه يا عماد ميصحش كده‬ ‫عماد ‪ :‬ماشى يا ابو كف رقيق وصغير‪ ......‬مش عايز تعزم حد تانى‬ ‫نفسك رايحاله؟‬ ‫ماجد ‪ :‬دة على اساس انى واخدهم معايا فى شهر الوحم‬

‫عماد ‪:‬ههههههههههه اللى جابلك يخليلك يا ختى‬ ‫ماجد ‪ :‬ههههههههههه طب ايه رايك بقى انى كان نفسى اعزم حماك‬ ‫بس انا عارف اللى فيها ومحبتش اعملك مشاكل‬ ‫عماد بشك ‪:‬ايه اللى فيها ؟‬ ‫ماجد ‪ :‬يعنى‪ ............‬بحس ديما ان علاقتك بمامه مراتك مش قد كده‬ ‫‪......‬حتى هى كمان مش بتعزنا اوى يعنى فقلت خلاص شيل دة من دة‬ ‫وكبر الجمجمه احسن‬ ‫عماد بارتياح ‪ :‬ولا يهمك يا ماجد بكرة تتعدل ان شاء الله‬ ‫ماجد ‪:‬طب يا عماده انا هقفل بقى دلوقتى‪ ......‬احنا فى نص الليل بقى‬ ‫وعيب كده‪.‬‬ ‫عماد ‪:‬لا يا راجل‬ ‫ماجد ‪ :‬يادى الكسوف يا سى عماد بقى‪ ..........‬الله يلا سلام‬ ‫عماد ‪:‬خد هنا يالا استنى رايح فين‬ ‫ماجد ‪:‬اوامرك يا كبير‬ ‫عماد ‪ :‬مين اللى هيتدبس فى تمن التذاكر دى ؟‬ ‫سكت ماجد لوهله رافعا حاجبه وهو ينظر للهاتف ثم اعادة الى اذنه مرة‬ ‫اخرى بجديه ‪ :‬النمرة غلط يا عماد‬

‫ثم اغلق الخط بينما انفجر عماد ضاحكا وهو يعود الى مضجعه‬ ‫وعلامات التساؤل التى تصاحب البسمه تعلو وجه سها ليخبرها بدورة‬ ‫ان تتجهز للرحله فى يوم الجمعه‬ ‫‪....................................................................‬‬ ‫فى اليوم التالى الذى وافق الخميس من ايام الاسبوع اتصل ماجد بعصام‬ ‫يستاذنه ان يصحب العائله فى رحله الى مدينه الالعاب لتاتيه موافقه‬ ‫عصام بعد ان عرض الامر على عائلته‬ ‫فالجميع ابتهل لهذة الفكرة لاحتياجهم الى التنزة بعد طول فترة‬ ‫الامتحانات للجميع وخاصه منار‬ ‫خرج ماجد الى الشرفه بعد اداء صلاة الفجر بصحبه مصحفه والسعاده‬ ‫تغمرة فهذة المرة الاولى التى سيقرا فيها ورده مع حبيبته ومنار حياته‬ ‫دون ان يؤنبه ضميرة لذلك بعد ان جاهد فى ابقاء عيناه مفتوحتين بعد‬ ‫صلاة الفجر فقد كان يوم عقد قرانه طويلا علاوة على انه لم ينم تلك‬ ‫الليله سوى بعد منتصف الليل لكنه قاوم ذلك امام رغبته فى مفاجئه منار‬ ‫بسرة‬ ‫لكن احلام ماجد ذهبت ادراج الرياح حين لم يسمع لها صوتا ولم يجد‬ ‫اى حركه تدل على وجودها فقرر الانتظار حتى غفا على كرسيه‬ ‫اما عند منار فالبكاد استطاعت الاستيقاظ لصلاة الفجر مع مى ونفين ثم‬ ‫اتجهت الى سريرها مباشرة بعد ليله طويله قضتها بتبادل الاحاديث مع‬ ‫مى بعد ان وصلتها تلك الرساله الغريبه فى الليله الماضيه‬

‫مى ولا تكاد تصدق فحوى الرساله التى وصلتها للتو ‪ :‬الحقينى يا منار‬ ‫بصى‬ ‫منار ‪ :‬يووووووووووووة انتى مش قولتيلى نامى ادينى هتخمد اهو‬ ‫عايزة ايه تانى‬ ‫مى ‪ :‬يا بت قومى اقرى الرساله دى انا مش فاهمه حاجه‬ ‫منار وهى تمد لها يدها ولا تزال تحت غطاء السرير ‪ :‬ورينى يا ستى يا‬ ‫مغلبانى ومطيره النوم من عينى‪ ..........‬خلفتك ونسيتك انا‬ ‫لوهله نظرت منار للرساله بملل وما لبثت ان قرات اول سطورها حتى‬ ‫نفضت الغطاء عنها وقامت الى سرير مى بسرعه‬ ‫منار بذهول ‪:‬مين ده يا مى ؟ ماتفهمينى انا مش فاهمه حاجه‬ ‫مى‪ :‬ولا انا فاهمه اى حاجه وربنا‪ ........‬انا معرفش حد بالاسم ده اصلا‬ ‫منار بسخريه ‪ :‬لا والله‪ ......‬على اساس انك تعرفى اسماء اى شباب‬ ‫اصلا‬ ‫مى‪ :‬طب وبعدين‪ ...........‬اهزء مين انا دلوقتى‬ ‫منار ‪ :‬هههههههههه هو ده اللى مزعلك ؟ طب وربنا امه دعياله انك‬ ‫مش عارفاه‬ ‫بس انتى محشش عاكسك ولا حاجه قريب يمكن يلع هو‬ ‫مى ‪:‬لا يا خفه‪ . ..........‬المحششين مش بيعاكسوا اليومين دول‬ ‫‪...............‬خلاص بقت موضه بطلت‬

‫وبعدين‪.............‬استنى استنى افتكرت‬ ‫منار بسرعه ‪ :‬افتكرتى ايه قولى بسرعه‬ ‫مى متذكرة ‪ :‬فى اواخرايام الامتحانات كده قعدت انا والبت دعاء فى‬ ‫الكافتريا نراجع لقيت واحد جايبلنا ميكس وبيعزمنا قال سمع انى بحبه‬ ‫قال‬ ‫منار بفضول ‪ :‬وعملتو فيه ايه انتى ودعاء‬ ‫مى ‪ :‬ولاااااااااااااااااا ايه حاجه ‪.‬سبنا واقف يرن زى الاهبل ومشينا‬ ‫منار ‪:‬هو ده بقى سامح اللى بعت الرساله‬ ‫مى‪ :‬والله يا منار مش عارفه بس ده الموقف الغريب اللى حصل معايا‬ ‫قريب‬ ‫منار بثقه ‪ :‬هو على فكرة ‪ .‬انا متأكده‬ ‫مى ‪ :‬اشمعنى يا عم شارلوك هولمز‬ ‫منار ‪ :‬عشان كاتبلك فى اخر الرساله\"يا طفلتى عاشقه الحليب \"يا عم‬ ‫كرومبو هههههههههه حلو طفلتى عاشقه الحليب دى‪ ...........‬والله‬ ‫العظيم الواد ده عنده نظر وبيفهم‬ ‫مى وهى ترميها باحدى الوسادات ‪ :‬اتخمدى يا بت‪ ......‬انا غلطانه انى‬ ‫كلمتك‪ ........‬خليكى فى ست ليلى مراد بتاعتك‬ ‫منار بهيام ‪ :‬هييييييييييييييييه فكرتينى‪ .....‬تيراراررارارارارااااااااااا انا‬ ‫قلبى دليلى قالى هتحبى تيرارارارارارااااااااااااااا رارارا‬

‫مى‪ :‬قلبك دليلك اه‪ .....‬يا مرارتى يانى اللى هتفقعهالى البت دى‬ ‫‪..........‬اتخمدى يا بت يلا‬ ‫نقلت نظرها الى منار لتجدها بالفعل قد بدأت تخفو ولا تشعر بشئ‬ ‫فابتسمت لاختها التى تخفو كالاطفال دون سابق انذار ونامت هى‬ ‫الاخرى‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫استيقظ ماجد على يد فوقيه الحنونه تهزة بخفه بينما لايزال ينام على‬ ‫كرسيه بالشرفه‬ ‫المه ظهرة كثيرا فور تحركه فاخذ يؤدى تمارين خفيفه للامام وللجانبين‬ ‫فى وضعيه الجلوس بينما عاتبته فوقيه ‪ :‬ايه بس اللى نيمك كده يا بنى ؟‬ ‫ماجد ‪ :‬معلش يا ست الكل خرجت البلكونه شويه بعد الفجر وراح عليا‬ ‫نومه من غير ما احس‬ ‫فوقيه وهى تدلك له ظهرة بحنان ‪ :‬طب قوم يا حبيبى يلا عشان تاخدلك‬ ‫دوش وتفطر قبل ماتنزل الشركه‬ ‫ماجد بكسل مستمتعا بتدليك والدته ‪ :‬ربنا يخليكى ليا يا فوقه يا رب‬ ‫‪........‬هى الساعه كام دلوقتى يا ماما؟‬ ‫فوقيه ‪:‬داخله على ‪ 11‬يا حبيبى‬ ‫انتفض ماجد من مجلسه بسرعه ‪ :‬كام‪! .......‬موبايلى فين‬ ‫؟‪..........‬ازاى تسبينى نايم لدلوقتى يا ماما‬

‫اتجه الى الداخل بسرعه يبدل ملابسه بينما تبعته فوقيه ‪:‬رايح فين يا‬ ‫بنى انت دلوقتى‪ ......‬خدلك دوش الاول طيب‬ ‫ماجد منشغلا بتبديل ملابسه ‪ :‬مش هينفع يا ماما يا دوب البس وانزل‬ ‫وهخلى عم جلال يجبلى ساندوشات فى الشركه‪ ...........‬ورايا شغل‬ ‫كتير لازم يخلص‬ ‫فوقيه زافرة بعدم ارتياح ‪ :‬اللى تشوفه يا ماجد اعمله‪ ..........‬بس‬ ‫متتاخرش عالغدا عايزاك‬ ‫ماجدوهويرتدى حذاءه ‪:‬حاضر يا امى من عنيا مش هتاخر‬ ‫فوقيه ‪ :‬تسلملى عنيك يا حبيبى‬ ‫اتجه الى خارج الغرفه ثم عاد ادراجه بسرعه ‪ :‬ماما‪ .....‬اعملى حسابك‬ ‫بكرة رايحين رحله دريم كلنا سوا‪ ..........‬يلا سلام يا قمر‬ ‫حاولت فوقيه الرد لكن ماجد بعث لها بقبله فى الهواء منهيا النقاش ‪ :‬لما‬ ‫اجى يا ماما لما اجى‬ ‫ذهب ماجد بينما ترك لفوقيه ابتسامه الرضا لابنها الوحيد الذى يكاد‬ ‫يطير فرحا وسعاده‬ ‫ما لبثت ان اختفت بسمتها بعد ان تذكرت ما الشخص الذى راته البارحه‬ ‫يخرج من غرفه المكتب بعد عقد القران‬ ‫انه هو‪ ......‬نعم انه\" الحاج شفيق \"بعينه‬ ‫لا يمكن لها ان تخطئه ابدا‬

‫تذكرت صدمتها حين رات العقد الذى كتب به اسم العروس كاملا \"‬ ‫منار عصام احمد سلام\"‬ ‫لم تستطع تمالك دموعها حين تذكرته‪ .‬نعم لابد انه عصام نفسه ‪.‬ما من‬ ‫شك فى ذلك فوجود الحاج شفيق خير دليل‬ ‫انهمرت دموعها كالفيضانات وهى تتذكر يوم عودتها من باريس حامله‬ ‫شهاده التخرج لدى واحده من اكبر دور تعليم الازياء‬ ‫يوم ان عادت الى ارض الوطن للمرة الاولى دون ان تجد سيارة والدها‬ ‫المرفه بانتظارها‬ ‫يوم ان عادت الى منزلها باحدى سيارات الاجرة لتجد الشمع الاحمر‬ ‫يغلف اركان القصر الذى بدا فارغا كبيوت الاشباح‬ ‫يوم ان وجدت\" داده فاطمه \"تنتظرها امام بوابه القصر لتعطيها‬ ‫صندوقا وتخبرها ان اختها اوصت بتركه لها‬ ‫يوم ان وقفت كالتمثال دون حركه او فهم وهى تسمع ما ترويه المرأه‬ ‫العجوز من موت اختها او بالاحرى انتحارها وزج والدها بالسجن‬ ‫يوم ان شعرت بان الالم يعتصر روحها ليتركها بلا روح عندما قصت‬ ‫عليها العجوز ما حدث مع اختها الصغرى\" فاديه \"ليوصلها الى حافه‬ ‫الانتحار‬ ‫حينها تاهت فى بحور الاحزان والتيه ورفضت دوعها ان توافق الواقع‬ ‫كما فعل عقلها فهرب بها بعيدا الى دوامه الظلام حيث لا شيئ سوى‬ ‫الظلام الدامس الذى تخترقه الكوابيس والاشباح‬

‫حين فتحت عينيها اخيرا بالمشفى لتجد نصر فى انتظارها‬ ‫نصر الدين‪ ........‬ذلك الشاب الذى طالما احبها رغم فارق المستوى‬ ‫بينهما‪.‬‬ ‫نعم ‪ .‬انه ذلك الشاب الذى عمل لدى والدها لسنوات كسائق لينفق على‬ ‫نفسه ويتحمل المسؤليه كونه يتيما نشأ فى ملجا حتى حصل على‬ ‫بكارليوس الهندسه‬ ‫ذلك الشاب الذى تعهد بحمايتها وحبها للابد بعد ان اصبحت وحيده فى‬ ‫هذا العالم‬ ‫انه زوجها ووالد ماجد \" نصر الدين \" الذى توفى بعد عشر سنوات من‬ ‫زواجه بفوقيه بعد تلك الحادثه اصبح فى خلالهم مهندسا معروفا فى‬ ‫مجال البناء وقد ترك لاسرته ثروة صغيرة لا باس بها ساعدت ماجد فى‬ ‫تاسيس تلك الشركه مع صديقه عماد‬ ‫عادت فوقيه الى ارض الواقع وهى تمسح دموعها بتصميم وقد تبدلت‬ ‫عيناها بنظرات الانتقام فخرج صوتها متوعدا ‪:‬جيه اليوم اللى تدفع فيه‬ ‫تمن اللى عملته من ‪ 27‬سنع يا عصام ومش انا اللى دورت‬ ‫‪.........‬القدر جابك لحد عندى‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫فى اثناء نهار العمل قابل ماجد عماد واتفقا على كل شيئبخصوص‬ ‫الرحله وسط ذلك العمل الشاق الملئ بالاجتماعات التلا تبحث‬ ‫المناقصات والاسباب التى ادت الى عدم حصولهم على اى واحده‬ ‫مؤخرا‬

‫كان اليوم شاقا بالفعل لدى الجميع فلم يستطع ماجد ان يكلم منار ولو‬ ‫مرة واحده على الرغم من اصرارة باخذ رقم هاتفها قبل ذهابه فى الليله‬ ‫الماضيه‬ ‫بالكاد استطاع محادثه عصام عبر الهاتف ليأذن لهم بالذهاب الى‬ ‫رحلتهم الموعوده غدا‬ ‫انتهى العمل فى تمام الخامسه مساءا بين ماجد وعماد وبعض الاقلاء‬ ‫من موظفى الشركه ليعود ماجد الى المنزل منهكا ولكن اشتياقه لرؤيتها‬ ‫غلب ارهاقه فتوقف امام بابها يطرقه ليراها ولو للحظات معدود‬ ‫كانت منار تقف خلف الباب وهى تعلم من الطارق فقد انتظرته طيله‬ ‫النهار قلقه من عدم ورود اتصال منه اوى اى اخبار عنه حتى علمت‬ ‫بذهابه الى العمل من فوقيه التى زارتهم عصر اليوم لترتيب امور‬ ‫الرحله مع نفين مما اشعر منار بالغيرة من انصباب اهتمامه على العمل‬ ‫دونها‬ ‫وقف ماجد امام الباب مستغربا من عدم وجود رد لطرقاته فقرر ان‬ ‫يستعمل الجرس وقبل ان يضع يده على الزر اتاه صوت منار الطفولى‬ ‫الغاضب من وراء الباب‪ :‬ريح نفسك مش هفتح برده‬ ‫دهش ماجد لوهله وما لبث ان جاراها اللعبه ‪ :‬اهون عليكى تذنبينى برة‬ ‫كده‬ ‫منار بعند ‪ :‬ايوة‪ .....‬ماهو انت اصلا مش فارق معاك تشوفنى اصلا‬ ‫ماجد وقد وضع راسه على الباب‪:‬انا؟‪ ....‬طب احلفلك بايه صورتك‬ ‫قدامى ليل نهار‬

‫منار متاثرة من كلاماته الحنونه التى اطربت قلبها قبل اذنيها فاتاه‬ ‫صوتها متحشرجا ‪ :‬مهو انت مكلمتنيش وخلتنى اقلق ومحاولتش حتى‬ ‫تقولى انك مشغول‬ ‫ماجد ‪ :‬استنيتك تطلعى البلكونه بعد الفجر والله‪ ........‬حتى راحت عليا‬ ‫نومه فى البلكونه اسألى امى والله ما بكذب‬ ‫منار مستغربه ‪:‬انت عرفت منين انى بطلع البلكونه بعد الفجر‬ ‫ماجد بعصبيه خفيفه ‪ :‬هو ده اللى طلعتى بيه من كلامى‬ ‫اخفض صوته قليلا وهو يكاد يلتصق بالباب ‪ :‬افتحى يا منار هقولك‬ ‫كلمه وامشى‬ ‫منار بدلال ‪ :‬تؤ‬ ‫ماجد ‪ :‬اعقلى يا منار حد يشوفنى لازق فى البا كده يقول علينا ايه‬ ‫منار ‪ :‬عايز تقول كلمه واحده ؟‬ ‫ماجد بامل ‪ :‬ايوة‬ ‫منار بتاكيد ‪ :‬واحدة بس؟‬ ‫ماجد\"بمسايسه ‪\" :‬واحده بس‬ ‫منار ‪ :‬طب يلا قول انا سامعاك اهو‬ ‫رفع ماجد يده للاعلى وكأنه ينوى تحطيم ذلك الباب الذى يحول‬ ‫بينهما ثم اعادها بخيبه امل ظهرت فى صوته ‪ :‬خلاص يا منار انا‬ ‫ماشى‪ ..............‬سلام‬

‫منار بسرعه ‪ :‬انت رايح فين ؟ استنى‬ ‫ماجد بتعب وهو يستند على بابها بظهرة ‪ :‬تعبتينى يا منار قلبى وحياتى‬ ‫ومش عارف ارضيكى‬ ‫منار بصوت متالم من كلماته وقد وضعت يدها على الباب وكأنها‬ ‫تلتمس ظهرة بحنان ‪ :‬بعد الشر عليك من اى تعب‪ ........‬والله ما اقصد‬ ‫انا بس مش هقدر افتح عشان‪...........‬‬ ‫ماجد ‪ :‬عشان ايه بس‬ ‫منار وقد بدا صوتها هامسا ‪:‬خايفه‬ ‫ماجد بذهول ‪ :‬منى؟‬ ‫منار بنفس الهمس‪:‬انا خايفه من نفسى اللى مبقدرش اتحكم فيها معاك‬ ‫‪...........‬فاهمنى؟‬ ‫ماجد وقد رقص قلبه على انغام صوتها فقرر التصريح بحبه بكلمته‬ ‫المعروفه فخرج صوته العاشق ‪ :‬منار انا‪.................‬‬ ‫لم يستطع قول كلمته وكاد يقع ارضا وهو يستند بظهرة الى الباب حين‬ ‫اتاه صوت نفين الساخر‪:‬و انا بقول كفايه كدة النهاردة قدامنا يوم طويل‬ ‫بكرة؟‬ ‫‪...................................................‬‬ ‫‪.........................................................................‬‬ ‫نهايه الفصل الرابع والعشرون‬

‫الفصل الخامس والعشرون‬ ‫فى واحده من اكبر مدن الالعاب فى مصر حيث تجد الضحكات الرنانه‬ ‫والصراخ يملأ المكان‪.‬‬ ‫حيث تجد البسمه تشق طريقها الى فمك فور دخولك دون ادنى مقاومه‬ ‫منك‪.‬‬ ‫دخل الجمع المكون من عشرة افراد فيما عدا الصغار‪.‬‬ ‫كان مظهرهم يوحى بانهم اسرة واحده مترابطه بعددهم الجم الذى لفت‬ ‫انظار المارة اليهم‬ ‫فى المقدمه سار عماد وفؤاد يتمازحان كالصيبه كعادتهم وكل منهما‬ ‫يحمل طفله على كتفيه‬ ‫خلفهما سارت فوقيه ونفين يتبادلان اطراف الحديث عن استغلال الوقت‬ ‫اثناء لعب الشباب بينهما وقد كانت سعاده الاختين ببعضيهما باديه على‬ ‫وجهيهما عالعاده الا ان تلك الاخوة قد تعكرت صفوها لدى فوقيه رغما‬ ‫عنها ممهما حاولت ان تتجنب الامر مع نفين فقد ارادت بشده ان تخرج‬

‫حبها لنفين خارج نطاق انتقامها ولكن هيهات فالقلب المتوعد بالانتقام لا‬ ‫ولن يقدر على الحب المثالى ابدا‬ ‫وخلف نفين وفوقيه سارت الشابات الاربع منار‪,‬مى‪,‬سها واخيرا‬ ‫ضحى زوجه فؤاد اللواتى كدن يطرن فرحا والبسمه تغزو وجوههم‬ ‫اثناء السير والحديث معا عوضا عن كتمهن للضحكات الرنانه على‬ ‫بعض الناس الذين يصرخون رعبا فى بعض الالعاب وهم معلقون فى‬ ‫الهواء‬ ‫اما ماجد ومهند فقد اختارا الصف الخلفى كحمايه للفتيات كما قال ماجد‬ ‫فمشييا سويا كاخ كبير يحتضن اخاه الاصغر حيث وضع ماجد زراعه‬ ‫على عاتق مهند وبدأ فى تفصيل المكان ليختاروا باى لعبه قد يبدأون‬ ‫بعد اخذ قسط من الراحه وايجاد مكان مناسب يجلس به الامهات‬ ‫والاطفال‬ ‫اخيرا توقف ماجد صائحا بالجميع كى يتوقفوا مشيرا الى احدى الحدائق‬ ‫التى تتوسط مدينه الملاهى وتحتوى على مقاعد تناسب الجلوس عليها‬ ‫الا ان نفين قد فاجئتهم برفضها واخرجت من حقيبتها مفرشا يناسب‬ ‫الرحلات يبدو قديما لكنه بدا انيقا وفخما للغايه قامت بفرشه وسط‬ ‫الاعشاب كما يفعل باقى الناس البسطاء من حولهم‬ ‫نظر الجميع لبعضهم باستغراب حتى مى ومنار لم يعلمو بالفكرة‬ ‫مى ‪ :‬ايه يا ماما دة انتى جبتى المفرش ده منين؟‬ ‫مهند‪:‬اه صحيح يا ماما ده شكله مخصوص للسفارى والحاجات دى‬

‫نفين بفخر مصطنع ‪ :‬دة كان بتاعى وانا فى الكليه‪ ..........‬انا ياما‬ ‫طلعت سفارى يا بنى انت وهى‪ ..........‬انتو بس اللى مسقلين بيا مش‬ ‫عارفه ليه‬ ‫منار بدهشه وسعاده ‪ :‬بجد يا ماما كنتى بتطلعى سفارى وانتى فى الكليه‬ ‫‪.......‬مقلتلناش قبل كده يعنى!‬ ‫فؤاد بمرحه المعتاد ‪:‬ايه طنط دة انتى بتهيصى علينا ولا ايه ؟ هو كان‬ ‫فى على ايامكم سفارى اصلا ؟‬ ‫ضربه ماجد بخفه على راسه ‪ :‬اتكلم مع حماتى بادب يالا‬ ‫ثم نقل بصرة الى نفين ‪ :‬صحيح يا طنط ايه حكايه السفارى دى‬ ‫نفين ضاحكه ‪ :‬هههههههههه ايه يا ولاد فيه ايه ! ايوة كنت من مهوسين‬ ‫السفارى فى بادن فورتيمبرج‬ ‫فرغ الجيع فاه لدى جملتها الاخيرة بينما ابتسمت لها فوقيه برقه ‪ :‬انتى‬ ‫كنتى بتدرسى فى المانيا يا نفين مش كده ؟‬ ‫نظرت لها نفين باستغراب ‪ :‬ايوة صح‪ .‬عرفتى منين ؟‬ ‫فوقيه ‪ :‬دى مدينه مشهورة فى المانيا وفيها واحده من اكبر جامعات‬ ‫العالم فى قصر مانيهام‪ .‬ده تقريبا اكبر قصر باروك فى المانيا‪ .‬وعلى ما‬ ‫اتذكر الجامعه اسمها مانيهام برده‬ ‫نفين بفرحه طفوليه وهى تمسك بيد فوقيه‪:‬ايوة مبظبوط انا كنت بدرس‬ ‫اعلام فيها ‪.‬انتى درستى فيها انتى كمان ولا ايه؟‬

‫فوقيه وقد اصابتها عدوى حماس نفين‪:‬كان بابا نفسه ادرس قانون‬ ‫واقتصاد فيها بس انا بقى كانت دماغى ناشفه ومليش فى الكلام دة‬ ‫وصممت ادرس ازياء فى جامعه ايسمود فى فرنسا‬ ‫نفين بحماس اكبر ‪:‬يااااااااااااه بجد الله‪ ...‬انا كنت اسمع زمان انها اقدم‬ ‫واكبر جامعه لتعليم الازياء فى العالم ‪.‬‬ ‫كانت المراتان تتحدثان معا والباقى جلس يتابع الحوار بدهشه‬ ‫واستغراب شديدين وكانهما يرون لاول مرة وجهان غريبان لفوقيه‬ ‫ونفين وهما تتحدثان عن اساطير لم يسمعوا بها قبلا‪.‬‬ ‫نظر ماجد الى منار فبادلته النظرفارغه فاها ببلاهه جعلته لا يتمالك‬ ‫نفسه من الضحك بينما منار كعادتها تؤنبه بغضب طفولى‪:‬بتضحك‬ ‫على ايه انت دلوقتى‬ ‫ماجد ‪:‬ههههه ما انتى لو تشوفى منظرك كنت عذرتينى‬ ‫منار ‪ :‬يا سلام ده على اساس انك مش مستغرب زى انا اول مرة‬ ‫اعرف ان امهاتنا درسوا برة‬ ‫ماجد ‪:‬اتكلمى عن نفسك انا عارف ان امى درست ازياء برة من‬ ‫زماااااااان‬ ‫منار موجهه كلامها لامها ‪ :‬احنا طول عمرنا عارفين ان ماما درست‬ ‫اعلام بس كان فى اعتقادى انها درسته هنا اول مرة اعرف انك‪.......‬‬ ‫قاطعت كلامها مى متذكرة شيئا ما ‪:‬ايه ده !مش المفروض انتى وبابا‬ ‫عرفتو بعض فى الجامعه ؟طب ازاى بقى درستى برة‬

‫نفين بسهوله ‪ :‬عشان انا وباباكى كنا فى نفس الجامعه برة بس باباكى‬ ‫كان فى متخصص فى دراسه الاعمال‬ ‫مهند سارحا فى تخيلاته ‪ :‬واقول ما شافك حبك بقى فى الغربه واخد باله‬ ‫منك‬ ‫ما انا عارف ابويا وحنيته‬ ‫لحد ما رجعتوا واتجوزتوا فى مصر ‪.‬صح؟‬ ‫نفين ‪ :‬هههههههه حبنى واخد باله منى اه‪.‬‬ ‫ابوك يا بنى كان مربيلى الرعب فى الكليه ولا كانى بشتغل عنده‪.‬‬ ‫دة كان كل ما يشوفنى يدينى كلمتين فى جنابى ويمشى‬ ‫اتسعت ابتسامه نفين وهى ترى جمع الشباب يعتدل فى جلسته‬ ‫مستمتعين بالحديث الى قصه غرامها مع زوجها حاثين اياها على التقدم‬ ‫واكمال ما قد بدأته لتوها‬ ‫نفين مكمله لحديثها وهى تتذكر لقاءها الاول بعصام حين كان يركن‬ ‫سيارته بينما كانت تقف عائلا فى طريقه وقد عرف بمجرد النظر الى‬ ‫ملابسها كونها عربيه مسلمه الا ان ذلك لم يمثل فارقا فى معاملته لها‬ ‫كثيرا وقتذاك‬ ‫اطلق زمور سيارته بقوة لتنتبه له نفين بخجل بينما نظر لها بعصبيه‬ ‫اخفتها نظاراته الشمسيه وهو يحثها على الابتعاد ما جعل نفين تقف‬ ‫مكانها دون حراك ولم تدرك ما يريده منها فاطلق زمورا اكثر‬ ‫استمرارا‬

‫فاجابته بعصبيه‪ :‬افندم ‪...‬عايز حضرتك؟‬ ‫عصام بعصبيه مماثله لكن يشوبها الغرور ‪:‬حضرتى عايز سياتك‬ ‫توسعى من قدام العربيه‪ .‬عمال ازمرلك من الصبح وانتى ايه ؟‬ ‫مهو يا اما مبتسمعيش يا اما مبتفهميش‬ ‫طريقته معها بالحديث وعصبيته وسط الجمع وان كانوا لم يفهموا‬ ‫كلماتهما الا ان ذلك جرحها وجعل الدموع تتسابق الى عينيها ففضلت‬ ‫الانسحاب كى لا تسمح له بجرحها اكثر‬ ‫اعطته ظهرها ذاهبه فى طريقها وهى تمتم بخفوت ‪ :‬متأسفه مأخدتش‬ ‫بالى‬ ‫اما عصام فقد نزل من سيارته سريعا حتى لحق بها جازبا اياها من‬ ‫زراعها ليرغمهاعلى الاستدارة فنظرت له بعينين دهشتين وهى تنقل‬ ‫بصرها بين يده التى تمسك بزراعها ووجه فنزع يده بسرعه ورفعها‬ ‫الى اسفل شعرة بتردد كى تخرج كلماته بابهام ‪ :‬مكنش له لزوم كل ده‬ ‫نفين بعدم فهم‪ :‬نعم!‬ ‫عصام بصوت عالى كى يتغلب على احراجه امامها فهو لم يعتد ابدا‬ ‫على الاعتذار لاحد ‪ :‬انتى هبله ! اى حد يقولك كلمتين تعيطى!‬ ‫وبعدين تعالى هنا انتى بتعتذرى ليه انتى ؟‬ ‫نفين وهى تعقد حاجبيها بغضب ‪ :‬على فكرة مش هتموت لو قلت اسف‬ ‫‪.‬دى كلمه بسيطه جدا ا‬

‫عصام مستعيدا غرورة ‪ :‬يااااااااااه انتى مخك راح لبعيد اوى‪ .‬اعتذار‬ ‫ايه اللى بتتكلمى عنه ؟ دة بعدك‬ ‫كلماته زادت الغضب بداخل نفين فدفعته بكلتا يديها فجأه ليرتد الى‬ ‫الخلف ومرت بعصبيه واضحه وهى تمتم ‪ :‬المجانين اللى عالصبح دول‬ ‫يا ربى‬ ‫عادت نفين بخيالها الذى غاص فى اعماق الماضى وهى تروى اول‬ ‫لقاء بينها وبين حبيبها وزوجها عصام الى ارض الواقع لتجد جمع‬ ‫الشباب ينظر لها بهيام وعشق وهم يستمعون الى حكاويها‬ ‫نفين ‪ :‬فيه ايه ؟‬ ‫انتو قاعدتو وربعتو كده ليه ؟‬ ‫مهند ومى فى صوت واحد ‪ :‬كملى يا ماما‬ ‫نفين ضاحكه ‪ :‬هههههه اكمل ايه هى قصه الهلالى‬ ‫يلا مش وراكو العاب تلعبوها‪ .....‬قوموا يلا منك ليها‬ ‫انطلقت اصوات الجميع معترضه ومتبرمه يطالبونها باكمال القصه‬ ‫لكنها اعترضت وحثتهم على القيام والاستمتاع بدلا عن ذلك‬ ‫اصر الجميع عليها فاضطرت ان تعدهم باكمال القصه وقت الغداء‬ ‫اخيرا انطلق الجميع للعب على مجموعات ثنائيه بعد ان تركوا الاطفال‬ ‫بصحبه نفين وفوقيه‬ ‫سار فؤاد وزوجته فى الامام يتبعهما عماد وسها ثم مهند ومى وفى‬ ‫الخلف صار عصفورا الحب ماجد ومنار‬

‫اتفق الجميع على بدايه الالعاب بالشلالات المائيه فانطلقوا الى حيث تقع‬ ‫ليقفوا فى صف الانتظار لدخول اللعبه‬ ‫هناك وقفت منار دون حراك فنظر لها ماجد بتساؤل ‪ :‬ايه يا منار وقفتى‬ ‫ليه ؟‬ ‫منار ببسمه خفيفه‪ :‬ادخلوا انتو وانا هستناكم هنا‬ ‫دهش ماجد لما قالته وقبل ان يسأل عن السبب اتته الاجابه من مى ‪:‬‬ ‫متحاولش منار اختى بتخاف من الاماكن العاليه وعمرها ما ركبت لعبه‬ ‫فى الملاهى‬ ‫ده غير انها اصلا بتخاف من البحر عشان كانت هتغرق مرة وهى‬ ‫صغيرة‬ ‫يعنى اللعبه دى بالذات منار بتترعب منها‪ .‬انسى انها تدخلها معانا‬ ‫نظرماجد لمنار بعمق بينما نقلت هى نظرها ارضا وهى تمرر احدى‬ ‫يديها على زراعها الاخر وكأنها تستشعر الدفئ لنفسها‬ ‫ذهبت مى مع مهند الذى ناداها بدورة ليقفا معا فى الصف خلف‬ ‫الاخرون بينما ظلت انظار ماجد معلقه بمنار‬ ‫منار بتوتر ‪ :‬روح معاهم انا هستناك هنا‬ ‫ماجد بهدوء معاتبا ‪:‬هنا فين لوحدك؟‬ ‫منار متداركه لخطئها ‪ :‬طيب خلاص متزعلش هروح لماما استناكم‬ ‫هناك عقبال ما تخلصوا‪ .‬انا عارفه المكان‬

‫استدارت عازمه على الذهاب او بالاحرى عازمه على الهرب الا ان‬ ‫ماجد مد يده بسرعه ممسكا بيدها ليدور حولها ويصبح فى مواجهتها‬ ‫تماما‬ ‫كان يقف قريبا جدا منها حتى خجلت منار من النظر اليه عن هذا القرب‬ ‫فظلت مطرقه ارضا‬ ‫بينما ظل ماجد ممسكا يدها وهوينظر لها بحنان حتى اجفل على صوتها‬ ‫المضطرب‬ ‫منار بصوت مرتجف يوشك على البكاء ‪:‬انا بخاف منها والله مش هقدر‬ ‫اركبها‬ ‫انتظرت منه ردا بتفهمها وان يعرض عليها الانتظار معها او توصيلها‬ ‫حيث يجلس الاخرون الا ان رده كان مختلفا تماما‬ ‫لم يكن رد ماجد بالقول بل جعل يده الممسكه بيدها تتخلل بين اصابعها‬ ‫لتتشابك ايديهما كما فى المرة السابقه لكن الوضع اختلف قليلا الان‬ ‫حيث ازداد قرب ماجد حتى كانت انفاسه تلفح وجهها‬ ‫اخيرا اتاها صوته حنونا كالعاده ‪ :‬فاكرة لما قولتيلى انك بتحسى معايا‬ ‫بالامان‬ ‫اهو انا بقى عايزك تثبتيلى الكلام ده دلوقتى‬ ‫ممكن؟‬ ‫نظرت منار له بعينين معبئتين بالدموع وقد فرت منهما دمعه على خدها‬ ‫فالتقطها ماجد براحه يده قبل ان تكمل طريقها بعيدا عن وجنتها التى‬ ‫صبغت بلون الخجل كالعاده‬

‫ماجعل منار تنقل بصرها سريعا الى حيث استقرت دمعتها على يده‬ ‫الاخرى‬ ‫تابعت يده وهى ترفع حامله دمعتها مارة على وجهه ومتجاوزة اياه‬ ‫حتى استقرت يده اعلى راسه فمسح بها شعره وهو لا يزال ينظر‬ ‫لعينيها المتسعتين دهشه عن اخرهما بعمق للطريق الذى سلكته يده حتى‬ ‫استقرت اخيرا على بر اهدابه فاتتها الاجابه دون ان تسأل‬ ‫ماجد بابتسامه عذبه ‪ :‬عمرى ما هسمح لدموعك تنزل وانا معاكى‪.‬‬ ‫الدموع دى اغلى عندى من الدنيا كلها حتى من نفسى ‪.‬‬ ‫مكانها لا يمكن يكون على الارض هدر كده‬ ‫يوم ما الدموع تنزل من عنيكى لازم تبقى فوق راسى عشان اى حزن‬ ‫تحسيه يتنقلى انا بدالك او على الاقل نشاركه سوا‬ ‫مسح اثر دمعتها بلطف ثم اردف ‪ :‬هتوعدينى متبكيش تانى وانا جنبك‬ ‫مش كده؟‬ ‫منار بابتسامه بعد ان امسكت بيده التى مسحت اثر دمعتها ‪ :‬لو وعدتنى‬ ‫تفضل جنبى علطول عمرى ما فى حاجه تبكينى وحتى لو بكيت‬ ‫توعدنى تمسح دموعى ومتسبنيش‬ ‫ماجد بابتسامه مشرقه واسعه ‪ :‬اوعدك يا منار حياتى‪ .............‬يلا‬ ‫بينا بقى نلحق العيال دى ؟‬ ‫نظرت له منار بتردد فاردف‪ :‬ايدك هتفضل فى ايدى‪ .......‬اوعى‬ ‫تخافى طول ما انا جنبك‬

‫اخذت منار نفسا عميقا وهى مغمضه العينين ثم فتحتهما فجأه وهى‬ ‫تنظر لماجد بتحدى‬ ‫ماجد مستغربا من نظراتها الغريبه ‪ :‬بتبصلى كده ليه؟‬ ‫لم يلق جوابا وانما جذبته منار من يده تجرة وهى تسير بسرعه اشبه‬ ‫للركض نحو صف الانتظار وكأنما تسارع نفسها للوصول قبل التراجع‬ ‫عن قرارها بخوض المغامرة مرة اخرى‬ ‫ما ان وصلا الصف حتى نظرت له منار بخيبه امل فقد تعدى‬ ‫اصدقاؤهم مرحله كبيرة ولن يستطيعوا اللحاق بهم الان الا ان ماجد لم‬ ‫يستسلم بل تسلم دفه القياده وهو يسير بها وسط الصف معتذرا من كل‬ ‫صحبه يقابلونها بنفس العباره ‪ :‬اسف ممكن تعدونا اصلنا مع جروب‬ ‫مستنينا قدام‬ ‫وليثبت صحه كلامه نادى عماد وفؤاد ليلوحا له بايديهما مطالبين المارة‬ ‫بالسماح لهم ايضا بحجه انهم\" جروب مع بعض\"‬ ‫اخيرا وصل ماجد ممسكا بيد منار اليهم وقد حان دورهم باللعبه‬ ‫كانت\" الشلالات المائيه \" ممثله عن قارب يسيير فى مسار محدد له‬ ‫يصعد فى هذا الاطار بزاويه صغيرة تجعل راكبيه يميلون بشده للوراء‬ ‫اثناء صعوده الى ما يزيد عن العشرة امتار ثم تسير فى مسار مستقيم‬ ‫مرة اخرى‬ ‫يبدأ سيرها فى هذا المسار المستقيم ببطئ لتنحرف بعدها بسرعه كبيرة‬ ‫متجهه نحو الحافه لتسقط عندها فى مسارها سقوطا مخيفا يجعلك تشعر‬

‫بانعدام الجاذبيه وكأنك طير فى الهواء لينتهى مصيرك وسط بحيرة من‬ ‫المياه التى تبللك عن اخرك اثر سقوط القارب فيها بهذة القوة‬ ‫كان القارب مكونا من اربعه صفوف‬ ‫اصرت مى على الركوب فى المقدمه بتهور وهى على درايه بأن‬ ‫شعور راكبى المقدمه هو الاكثر رعبا كما يكونون الاكثر عرضه‬ ‫للشلالات المياه‬ ‫بالطبع كان سوء حظ مهند بمرافقه مى طوال النهار كثنائى لها كما‬ ‫اتفقوا سابقا‬ ‫بعدهما كان الثنائى فؤاد وزوجته ضحى بعد ان تراجع عماد للخلف‬ ‫بصحبه زوجته سها متعلا بعقد رباط حذائه مما جعل سها تكتم‬ ‫ضحكاتها بصعوبه كبيرة‬ ‫اما ماجد فقد اختا الصف الاخير بصحبه منار حتة يهون عليها الامر‬ ‫قدر المستطاع ولم يترك لعماد فرصه الاعتراض فركب بسرعه فى‬ ‫الصف الخلفى فاردا يداه كالجناج ‪ :‬ده مكانا احنا يا عمده اركب قدام‬ ‫عماد متأفا بخفوت ‪ :‬ماشى يا جزمه‪ .‬بس ابقى افتكرها‬ ‫ماجد ‪ :‬بتقول حاجه يا عمده؟‬ ‫عماد ‪ :‬حبيب قلبى‪ .‬عرفت منين انى بحب المكان ده هاهاهاهاهاهاها‬ ‫طول عمرك قارينى والله‬ ‫ماجد‪ :‬هاهاهاهاها طول عمرك حبيبى والله‪.‬اخلص يلا يا عم المركب‬ ‫هيمشى‬

‫اكتمل ركوب الجميع بسرعه قبل انطلاق القارب بينما تشابكت يدا ماجد‬ ‫ومنار بقوة‬ ‫ما ان بدأ القارب بالصعود حتى امسكت منار زراع ماجد بيدها الاخرة‬ ‫واطبقت عليها بينما وضع ماجد يده على يدها باعثا الطمأنينه الى نفسها‬ ‫وصل القارب الى المسار المستقيم وما ان بدأت سرعته بالزياده متجهه‬ ‫الى الحافه حتى دفنت منار راسها بصدر ماجد فقام ماجد بلف زراعيه‬ ‫حولها بسرعه ضاما اياها اليه‬ ‫سقط القارب لتنطلق معه صرخات الجميع رجالا ونساءا فيما عدا ماجد‬ ‫ومنار اللذان تاها فى بحور العشاق وكأنهما بعيدا كل البعد عن هذا‬ ‫العالم‬ ‫اجفل الاثنين معا بشلالات المياه تغطى راسيهما فاخرجت منار راسها‬ ‫من الملاذ الامن الذى دفنته به تنظرلماجد الذى تبلل بالكامل تقريبا وهو‬ ‫يحاول حمايتها من المياه‬ ‫نظرا لبعضهما بابتسامه يشوبها الخجل بينما كان الجميع لايزالون‬ ‫يتضاكون وهم ينفضون الماء عن ملابسهم اثناء سير القارب بهدوء الى‬ ‫بوابه الخروج‬ ‫وقبل ان يكمل عماد وسها الالتفات اليهما وسط صوت عماد العالى ‪:‬‬ ‫اللعبه دى خرافه ايه رايك يا كابتن ؟‬ ‫ابتعدا عن بعضهما بسرعه قبل ان يلاحظ احد ما كانا عليه لتنظر منار‬ ‫ارضا بخجل شديد بينما اراد ماجد ان يصوب لكمه قويه الى عماد وهو‬ ‫يردد فى ذهنه ‪ :‬والله لوريك يا عماد الكلب‪ .‬بس استنى عليا‬

‫عماد ضاربا اياه بلكمه خفيفه ‪ :‬ماترد يلا سهتان كده ليه‬ ‫ماجد بغيظ وهو يلكم عماد عده لكمات خفيفه على ظهرة ‪ :‬بص قدامك‬ ‫يالا‪ .‬بص قدامك احسنلك‬ ‫اما عماد فنظر الى فؤاد الذى كان ينظر للوراء باستغراب ‪ :‬ماله الواد‬ ‫ده!‬ ‫فؤاد وهويهز كتفيه بعدم فهم ‪ :‬ولا تعرفله حاجه الواد ده اصلا‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫جلست نفين وفوقيه يتابعان الطفلان وهما يلعبان معا بحماس شديد‬ ‫وسط الاعشاب والشمس الليفه والهواء النقى‬ ‫نظرت فوقيه لنفين لتجدها ناظره للطفلين وبسمه الحنان والرضا تزين‬ ‫ثغرها‬ ‫انتبهت نفين لنظرات فوقيه فنظرت لها بابتسامه متسائله‬ ‫ابتسمت لها فوقيه بدورها ‪ :‬انتى طيبه اوى يا نفين على فكرة‬ ‫نفين باستغراب‪ :‬ليه بتقولى كده ؟‬ ‫فوقيه ‪ :‬وكمان الحمد لله ربنا من عليكى بالقناعه‬ ‫عارفه كل لما ببصلك بعرفك اكتر واتعلم منك حاجات كتير‬ ‫مع ان تقريبا انتى اصغر منى بكام سنه‬

‫نفين باسمه وهى تضم فوقيه اليها بحنان الاخت ‪ :‬انا عمرى ما كان ليا‬ ‫اخ او اخت‪ .‬وطول عمرى يتيمه الاب والام‬ ‫بس تعرفى اول مرة اعرف ان احساس الواحده يبقى عندها اخت حلو‬ ‫اوى كده‬ ‫مع انى طول عمرى بعلمه لبناتى بس ربنا وحده اعلم انى عمرى ما‬ ‫حسيته بجد غير لما عرفتك يا فوقيه‬ ‫بدورها ضمتها فوقيه اليها بقوة ليخرج صوتها متحشرجا ‪ :‬اوعى يا‬ ‫نفين تزعلى منى مهما حصل‪ .‬افتكرى ديما انى والله بحبك فى الله اوى‬ ‫لو كانت اختى لسه عايشه كانت هتبقى معزتك فى قلبى زيها واكتر‬ ‫صدقينى‬ ‫نفين باكيه ‪ :‬اوعى تقولى كده يا فوقيه انا لا يمكن ازعلى منك ابدا‬ ‫انا ماصدقت بقى ليا اخت‬ ‫ارادت فوقيه اضافه روح من المرح لتبعد الهموم عن افكارها ولو ليوم‬ ‫واحد تستمتع فيه بالحب الصافى مع الجميع فابعدت نفين عن حضنها‬ ‫بمرح ليخرج صوتها مرحا وحنونا كعادتها ‪ :‬بعيدا عن المفاعيص اللى‬ ‫كبرونا بدرى بدرى دول وخلونا حموات عالفاضى‬ ‫انا حاسه انى رجعت عشرين سنه وره وانا واختى قاعدين فى جنينه‬ ‫بيتنا بنحكى مع بعض فى كل حاجه‬ ‫نفين بمرح ‪ :‬لا ياماما اتكلمى عننفسك انا لسه صغيرة مش محتاجه‬ ‫ارجع عشرين سنه وره ولا حاجه‬

‫اخذت السيدتان فى الضحك بمرح بينما نظر الصغيران لهما باستغراب‬ ‫لتنطلق ضحكاتهم ايضا لمجرد رؤيتهما تضحكان‬ ‫عاد جمع الشباب اليهما ليعلنو عن دخول وقت الجمعه فذهب الجميع‬ ‫الى المسجد كل فى ركنه الخاص‬ ‫فالسيدات ذهبن معا برفقه الاطفال الى مصلى النساء بينما اتجه الشباب‬ ‫الاربع الى مصلى الرجال‬ ‫بعد الصلاة ذهب الجميع الى مطعم الجبل حيث سمى\" على مسمى\"‬ ‫فالمطعم يقع اعلى تله صغيرة تشبه الجبل تستطيع من اعلاها رؤيه‬ ‫المدينه بكاملها بل وما حولها من بعض الصحارى التى يقع العمران‬ ‫خلفها‬ ‫تناولوا طعامهم لافتين انظار كل من بالمطعم اليهم لتعالى اصوات‬ ‫الشباب بالضحكات وبعض الهتافات بينهم‬ ‫اما النساء فالبكاد استطاعوا كتم اصوات ضحكاتهم على ما يفعله‬ ‫الشباب‬ ‫بعد الغداء قرر الثنائيات متابعه باقى الالعاب الخطيرة بالمدينه الا ان‬ ‫ماجد انسحب متعللا بالدوار‬ ‫فقضا هو ومنار باقى اليوم مع والدتيهم والاطفال بينما انطلق الباقون‬ ‫نحو غايتهم قاضين اوقات ممتعه اصبحت الاكثر متعه فى حياتهم برفقه‬ ‫بعضهم البعض‬ ‫اخيرا انتهت الرحله وعاد الجميع الى بيوتهم تعلو الابتسامه افواههم‬

‫ويطغو صوت الراحه على عقولهم وابدانهم بعد هذا اليوم الملئ بالمرح‬ ‫والمغامرة‬ ‫بعد ان ادت منار صلاة العشاء جماعه مع مى والدتها اتجهت الى‬ ‫سريرها كما فعل الجميع‬ ‫الا ان لم تخفو بسرعه كعادتها بل ظلت تتذكر كل لحظه قضتها برفقه‬ ‫حبيبها اليوم والبسمه لا تفارق وجهها وقلبها ينبض بقوة لكل تفصيل‬ ‫مرت بذهنها‬ ‫حتى غفت اخيرا بصحبه فارسها الذى ابت ان تفترق عنه فى احلامها‬ ‫‪....................................................................‬‬ ‫نهايه الفصل الخامس والعشرين‬ ‫الفصل السادس والعشرون‬ ‫كانت تسير على شاطئ البحر تتأمل جمال السماء فى التقائها مع امواج‬ ‫البحر الهادئه من بعيد‬ ‫يلتقيان معا كروح واحدة حتى انك لا تكاد تفرق ايهما البحر وايهما‬ ‫السماء‬

‫وفجأه ظهر ظله من بعيد‪ ..........‬كانه تائها يبحث عنها‬ ‫ركضت نحوة وهى تلوح بيدها والبسمه تعلو شفتيها‬ ‫وبريق الفرحه يكاد يقفز من عينيها حتى وصلت اليه‬ ‫وقفت امامه باسمه وهى تلتقط انفاسها ليمد اليها يده بدوره ويدعوها الى‬ ‫السير معه على طول الشاطئ‬ ‫سعدت كثيرا لهذة الفكرة وبدأت بالسير معه تتابط زراعه وكانها تمتلكه‬ ‫وهو يمتلكها‬ ‫لكن‬ ‫لم تعلم ما الى حدث فجأه؟‬ ‫كانه صوت مالوف‪ ..........‬او‪..........‬رجل مألوف‬ ‫وعلى حين غفله تركت يد حبيبها بينما لا يزال يدعوها الى المسير‬ ‫قررت ترك يده والذهاب خلف الصوت الاخر بينما قلبها كان يدمى من‬ ‫جراحها و جراح حبيبها حتى بللت الدماء ملابسها وصارت قطرات‬ ‫الدماء تتساقط منها مصاحبه لشلالات الدموع التى بللت وجهها ايضا‬ ‫‪..................................................................‬‬ ‫افاقت من نومها لاهثه واخذت الدموع فورا طريقها الى عينيها حتى‬ ‫بللت وجهها بالكامل كما حدث بالحلم‬ ‫ظلت تبكى وهى تقبض براحه يدها الصغيرة على قلبها‬

‫ينتابها الذعر والخوف مما راته فى منامها ولا تدرى ما تفعل كى توقف‬ ‫هذا الالم الذى غزا قلبها كما لو كان حلمها حقيقه‬ ‫ارتفع النداء ليعلن عن دخول وقت الفجر الصادق فى المسجد القريب‬ ‫نظرت منار تجاة النافذة بسرعه ناحيه الصوت الاتى من خلالها وكأنها‬ ‫تستغيث به‬ ‫رددت الاذان وهى تمسح دموعها بابتسامه باهته تلوم بها نفسها على‬ ‫جفلتها عن ذكر الله حين تركت العنان للخوف كى يتلاعب بها‬ ‫وكأنها ما علمت قول الله تعالى \" الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله‬ ‫الا بذكر الله تطمئن القلوب\"‬ ‫رددت بخفوت حينها ‪ :‬نعم بذكرك يا ربى سيطمئن قلبى‬ ‫اللهم ارح قلبى من الهم والحزن وابعد عنى وساوس الشيطان‬ ‫اللهم ارزقنى السكينه والطمانينه واصلح حالى‬ ‫لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين‬ ‫اللهم ارزق زوجى العافيه ودوام الصحه وادم حبى فى قلبه وحبه فى‬ ‫قلبى انك مالك القلوب يا رحمن‬ ‫لم تكد تكمل دعائها الاخير حتى وجدت هاتفها يهتز معلنا عن ورود‬ ‫اتصال من ماجد‬ ‫بسرعه كبيرة امسكت هاتفها واجابت‬

‫منار بلوعه ‪ :‬انت فين ؟‬ ‫ماجد بقلق ‪ :‬انا فى البيت اهو نازل اصلى‬ ‫مالك فى ايه ؟‬ ‫انتى كويسه؟‬ ‫اطلقت منار زفرة طويله بعد ان لاحظت ان تنفسها قد توقف للتو‬ ‫اما ماجد فقد زاد القلق لديه وقد ظهر على صوته ‪ :‬متردى عليا يا منار‬ ‫فيه ايه عندك ؟ اجيلك ؟‬ ‫منار مطمئنه اياه بسرعه وبمرح ‪ :‬تيجى فين يا عم انت ؟ هيه باميه‬ ‫ايه هو اصله دة !بتتلكك حضرتك‬ ‫ماجد بعصبيه خفيفه ‪ :‬تصدقى وتؤمنى بالله انا غلطان انى كلمتك وقلقت‬ ‫عليكى‬ ‫امشى روحى صلى يلا عشان ماتعصبش عليكى‬ ‫منار بتأثر ‪ :‬انت كنت بتتصل عشان تصحينى للفجر!‬ ‫ماجد بتردد‪:‬بصراحه‪ .......‬الكذب خيبه‬ ‫هو مش بالظبط كده‬ ‫منار بغضب طفولى ‪ :‬اخلص وهات مالاخر‬ ‫ماجد مجاريا لها ‪ :‬نعم يا ختى!‬

‫وده من امتى ده ان شاء الله‪.‬‬ ‫منار وهى تضع يدها بخصرها ‪ :‬من الوقتى بقى‬ ‫وزى ما بيقولوا جوزك عقبال ما تربيه‬ ‫ماجدولم يستطع كتم ضحكاته مما قالته فاتتها ضحكته الرنانه عبر‬ ‫الهاتف ‪ :‬ههههههههههههههههه‬ ‫اسمها جوزك على ما تعوديه يا هبله‬ ‫منار باحراج ‪ :‬مش مهم بقى‪ ..........‬انا افتكرت اسمها كده‬ ‫ماجد بهيام ‪ :‬طب قولى تانى كده‬ ‫منار بتساؤل ‪ :‬هو ايه ده؟‬ ‫ماجد حرفيا ‪:‬جوزك‬ ‫سكتت منار فحثها ماجد ثانيه ‪ :‬يلا قولى بقى‬ ‫منار باحراج ‪ :‬خلاص بقى يا اسماعيل بيه مش دلوقتى‬ ‫هم ماجد بالرد عليها لكن استوقفه صوت والدته الاتى من الخارج برفقه‬ ‫مهند يستعجلانه للنزول حتى لا تفوته الاقامه‬ ‫ماجد بسرعه موجها كلامه لمنار فى الهاتف بعد ان اخبرهم بمجيئه ‪:‬‬ ‫منار اياكى‪ ............‬عارفه يعنى ايه اياكى ؟‬ ‫المحك بس لمحه كده فى البلكونه بعد صلاة الفجر تانى‬ ‫همت منار بالرد لكنه انهى النقاش بسرعه ‪ :‬مش عايز كلام كتير‬

‫مفيش خروج البلكونه ولما ارجع من الصلاه نتكلم‬ ‫يلا سلام‬ ‫ثم اغلق ماجد الخط فنظرت منار للشاشه الهاتف باستغراب وتوعد‬ ‫وكأنها ترسل تلك النظرات اليه وهى تمتم ‪ :‬اللى هو ايه ده بقى؟‬ ‫‪...................................................................‬‬ ‫كعادتها صلت منار الفجر برفقه نفين ومى‬ ‫تلك التى احتاجت من منار مجهودا مضاعفا فى ايقاظها هذة المرة‬ ‫فقد كانت مى متعبه اثر يومها الطويل الذى قضته بالكامل تتنقل بين‬ ‫الالعاب‬ ‫بعد اداء الصلاة اتجهت مى الى سريرها مباشرة كما توقعت نفين‬ ‫بينما تعجبت لاتجاه منار الى غرفتها ايضا على الرغم من ان منار لم‬ ‫يبدوا عليها الارهاق فهى لم تحظ بالكثير منه فى اليوم السابق كما ان‬ ‫منار دائما ما تحافظ على وردها وخاصه وقت الفجر‬ ‫دلفت منار الى غرفتها وجلست بركن بها تقرا وردها بخفوت على غير‬ ‫عادتها كى لا تزعج مى فى نومها‬ ‫كانت قراءتها مشتته بينما هى تنظر الى الهاتف كل دقيقه تنتظر ورود‬ ‫مكالمه منه كما وعدها‬ ‫سمعت صوت مهند بالخارج فلم تستطع الانتظار اكثر وهاتفته هى‬ ‫ماجد بحماس ‪:‬بنت حلال‬

‫كنت لسه ماسك الموبايل وهتصل بيكى‬ ‫منار بدون مقدمات ‪ :‬ممكن افهم فيه ايه بقى؟‬ ‫ماجد‪ :‬فيه ايه ؟‬ ‫منار ‪ :‬يا سلام‪ ........‬على اساس انك مش عارف؟‬ ‫ماجد بهدوء ‪:‬ممكن تتهدى قصدى تهدى شويه‬ ‫منار ‪ :‬هديت‬ ‫ماجد وقد عاد الى لهجته الامرة ‪:‬مفيش قرايه ورد فى البلكونه تانى وده‬ ‫امر مفروغ منه مش طلب على فكره‬ ‫منار ‪ :‬ممكن اعرف ليه ؟‬ ‫ماجد بعصبيه ساخرة ‪ :‬عشان سيادتك اى حد من الجيران هيطلع‬ ‫البلكونه الوقت ده هيسمع صوت جنابك زى ما انا كنت بسمعه‬ ‫منار ببرود مستفز ‪:‬طب ودى حاجه تضايقك ليه؟‬ ‫ودى فيها ايه؟‬ ‫ماجد ‪ :‬اقسم بالله لو مش عارف انك بتهزرى لكنت جيت دلوقتى عرفتك‬ ‫اللى فيها‬ ‫مش راجل مالى عينك انا!‬ ‫كان رد فعل ماجد طبيعيا ازاء ما قالته منار وقد توقعت مثل ذلك‬

‫مع ذلك كلماته جعلت الدموع تغزو عينيها كما لو انها مجهزة لاى كلمه‬ ‫منه كى تبلل وجهها‬ ‫شقت الدموع طريقها الى وجنتيها بصمت بينما اتاها صوت ماجد‬ ‫يناديها بصوت خيل لها الندم جليا به‬ ‫ماجد ‪ :‬منار‬ ‫منار بصوت حاولت جعله طبيعيا وهادئا ‪:‬نعم‬ ‫ماجد بدهشه ‪ :‬انتى بتبكى!‬ ‫ثم اضاف باعتذار يصاحبه اللوم‪:‬انا اسف والله مقصدتش اضايقك كده‬ ‫بس انتى اللى استفزتينى الاول‬ ‫منار وقد غلب البكاوء مقاومتها لمنعه كى يظهر على صوتها ‪:‬لا والله‬ ‫مش كده‬ ‫انا عارفه انك متقصدش‬ ‫والله اللى بتعمله ده حاجه تفرحنى مش تزعلنى‬ ‫انا عارفه انك خايف عليا‬ ‫بس انا كمان غصب عنى والله‬ ‫ماجد ‪ :‬بالله عليكى يا منار متبكيش بجد هتخلينى اجى اخبط عليكم‬ ‫دلوقتى وشكلنا قدام الناس هيبقى وحش‬ ‫استهدى بالله بس منار كده وقوليلى فيكى ايه مضايقك كده‬

‫منار وهى تمسح دموعها بكف يدها ‪ :‬مفيش حاجه يا ماجد صدقنى‬ ‫دة مجرد حلم وحش تاعبنى شويه‬ ‫ماجد مبتسما بهدوء‪ :‬اول مرة تقولى اسمى‬ ‫منار بصوت خجول ‪ :‬اممممممم‬ ‫ماجد مطلقا ضحكته الرنانه ‪:‬ههههههههههه حاسس ان انا بحلم والله‬ ‫انا مش مصدق لحد دلوقتى اننا بنتكلم عادى كده‬ ‫لا وكمان بدأنا خناقات‬ ‫منار وقد اجبرتها ضحكاته دون وعى منها على الابتسام الذى خرج من‬ ‫قلبها قبل فمها ‪ :‬مش عارفه بقى‬ ‫يمكن كل الناس كده واحنا اللى مش واخدين بالنا‬ ‫ماجد بهمس‪:‬كل الناس ايه؟‬ ‫منار متعثرة فى كلاماتها‪ :‬يعنى‪ ..........‬حاسه اننا اخدنا على بعض‬ ‫بسرعه اوى‬ ‫او‪ ....‬زى ما يكون عرفنا بعض بقالنا كتيير مش اتنين اول مرة بيعرفوا‬ ‫بعض‬ ‫فاهمنى ؟‬ ‫انا عمرى ما تخيلت انى كنت هاخد عليك بالسرعه‬ ‫دى‪.................‬مش عارفه بقى‬

‫ماجد ‪ :‬عارفه يا منار‬ ‫زمان سمعت ان الانسان عشان يعرف حد كويس لازم يعاشرة الاول‬ ‫والا يبقى ميعرفوش‬ ‫انا معاكى حاسس اننا كسرنا القاعده دى‬ ‫انا فاهم انتى عايزة تقولى ايه بس احنا فعلا بنفهم بعض من غير كلام‬ ‫كاننا احنا الاتنين من اول ما اتعرفنا وجوانا حاجه جميله لبعض بتكبر‬ ‫يوم بعد يوم لحد ما بقت فى الحلال وفى النور‬ ‫كأنه ربنا باركلنا عشان صبرنا ومشينا صح من الاول من غير ما‬ ‫نغضبه او نبقى زى الحراميه اللى خايفين حد يشوفهم وهم بيسرقوا‬ ‫انا من يوم ما عرفتك وانا قلبى قالى هو ده النصيب اللى ربنا كاتبهولى‬ ‫وانا لسه فى بطن امى وكنت بدعى انى ابقى صح‬ ‫وهو الحمد لله طلعت صح ربنا رزقنى بيكى ودلوقتى بدعيه يباركلى‬ ‫فيكى‬ ‫ها‪ ........‬ارتحتى شويه من ناحيه اخدنا على بعض بسرعه دى ولا‬ ‫اجيب الخرزانه؟‬ ‫منار بمرح ‪:‬هاهاهاها ايه الظرف ده‬ ‫على فكرة كل اللى قولته صح ما عدا حاجه واحده بقى انت بتخمنى فيها‬ ‫ماجد‪ :‬ايه هيه الحاجه دى يا عم المحلل السياسى‬ ‫منار ‪ :‬انا برده اللى محلل سياسى!‬

‫ماشى يا كوتش هعديهالك بمزاجى‬ ‫المهم‬ ‫انت اصلا اول مرة شوفتنى كان هاين عليك تطردنى من البيت بعد ما‬ ‫تلطشنى قلمين على وشى‬ ‫قال من اول ما شفتك قال؟‬ ‫ماجد ‪ :‬اولا يا لمضه انا مقلتش من اول ما شفتك انا قلت من اول ما‬ ‫عرفتك‬ ‫ثانيا بقى مين قال انى اول مرة اشوفك كانت المرة دى‬ ‫لا طبعا دى كانت تالت مرة اشوفك فيها تقريبا‬ ‫منار بدهشه ‪ :‬امتى ده ؟‬ ‫يعنى انت شوفتنى قبل ما اشوفك ؟ واكتر من مرة كمان؟‬ ‫قولى يا ماجد بالله عليك امتى ؟ انا مش فاكرة خالص انى شوفتك قبل‬ ‫المرة دى‬ ‫ماجد‪:‬هههههههه براحه عليا يا بنتى المحضر اللى فتحتيهولى ده‬ ‫منار بهدوء ‪ :‬على فكرة بجد عايزة اعرف دى حاجه تهمنى‬ ‫يهمنى اعرف امتى شفتنى وامتى قررت ترتبط بيا وامتى‪..........‬‬ ‫خجلت منار مما شرفت على قوله لكن ماجد التقط منها ما ارادت قوله‬ ‫وقاله عنها دون تردد ‪:‬وامتى حبيتك‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook