Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟!

هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟!

Published by معالم العالم, 2020-08-05 16:50:16

Description: هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟!

Keywords: قصه

Search

Read the Text Version

‫لم تعلم لم إستجاب له الفتية بهلع معتذرين له عن ما بدر منهم واتجه‬ ‫إليها الفتى الطويل لينحنى مساعدا ايها على الوقوف لتصدر تأوها‬ ‫بسيطا اثر ذلك‬ ‫الفتى ‪ :‬انتى بيتك فين ؟ قولى عشان اروحك‬ ‫الفتاه الصغيرة جاذبه يدها‪ :‬ملكش دعوه‪ ..........‬ماما قالتلى ملكيش‬ ‫دعوه بالناس اللى مش تعرفيهم‬ ‫الفتى‪ :‬على اساس انك تعرفى الولاد دول‬ ‫الفتاه بعناد‪:‬ايوة‪ ......‬وكنت بلعب معاهم وانت جيت وقفت اللعب‬ ‫الفتى‪ :‬يا سلام ‪ ........‬استنى بقى لما اندهملك تلعبى معاهم تانى‬ ‫الفتاه بلهع ‪:‬لالالالا اوع تندهلهم لحسن يضربونى تانى‬ ‫الفتى منتصرا ‪ :‬يلا عشان تروحى‪ ....‬اكيد مامتك هتزعقلك عشان‬ ‫هدومك مش نضيفه والولاد ضربوكى‬ ‫بدأت الفتاه بالبكاء فجأه وحاول الفتى ايقافها الا انه لم يستطع فاخذ‬ ‫يسألها مستفسرا عن سبب بكاؤها‬ ‫الفتى ‪ :‬بتعيطى ليه؟‪...........‬التعويرة بتوجعك؟‬ ‫الفتاه وسط بكاؤها ‪ :‬لا‪ .......‬بس ماما هتزعل منى عشان لعبت مع‬ ‫الولاد من وراها‬ ‫الفتى مستفهما ‪:‬من وراها ازاى يعنى؟ هو انتى هربتى من البيت‬

‫الفتاه هزت راسها فقط بالايجاب وهى تمسح دموعها ووجها بزراعها‬ ‫الصغيرة التى خبئت معظم وجهها وهى تفعل ذلك‬ ‫الفتى رابتا على شعرها الحريرى المنسدل وان كان مبعثرا الا انه بقى‬ ‫لامعا بلونه البنى الفاتح كلون البندق ‪ :‬خلاص تعالى اوديكى وانا اقولها‬ ‫ان انتى كنتى بتلعبى معايا‬ ‫الفتاه بسعاده ‪ :‬هو انت عارف بيتنا ؟‬ ‫ارتد الفتى الى الوراد بسرعه ‪ :‬هو انتى مش عارفه بيتكم فين ؟‬ ‫الفتاه باحباط ‪ :‬كنت عارفه الاول بس لما جينا نلعب هنا مش فاكرة بقى‬ ‫راح فين البيت‬ ‫الفتى ‪ :‬يا نهارسود‪ ..........‬طب هنعمل ايه ؟ انا اصلا معرفكيش‬ ‫‪......‬هو انتو ساكنين هنا اصلا ولا ايه؟‬ ‫الفتاه متذمرة وهى تدق الارض بقدمها الضغيرة ‪ :‬مليش دعوه بقى‬ ‫ودينى لماما‬ ‫ما ان دقت الارض حتى المتها قدمها التى اخذت نصيبا وافرا من‬ ‫الركلات فبدأت بالصراخ والبكاء الما وقد وقف الفتى متحيرا لا يدرى‬ ‫ما يفعل‪ ...........‬ايخبر والداه عن ذلك ليقدما المساعد؟‬ ‫لالالالالالا انه حل سيئ فقد يلقى عقابا من والديه ان ظنا انه تسبب فى‬ ‫المشاكل‬ ‫حسنا‪..........‬ايطلب المساعد من بعض المارة؟؟؟ لكن ما ادراه انهم لا‬ ‫صله لهم بوالده فيخبروة‬

‫اذا هذا الحل مرفوض ايضا لذا عليه ان يتصرف بنفسه‪ .......‬الم يصبح‬ ‫الان فى العاشرة وصار طويل القامه وتخبرة امه دائما بانه اصبح رجلا‬ ‫اذا على الرجل ان يتصرف وحده فى مثل تلك الظروف‬ ‫ابتسم لنفسه متفاخرا بكونه رجلا فى موضع مسؤليه يتصرف فيها كما‬ ‫يشاء بل وسيقوم الجميع بشكرة والاعتراف بجميله ان سوى الامر‬ ‫وحده‬ ‫اسيقظ من احلام الفتى الرجل على صرخه اااه اطلقها هو رافعا قدمه‬ ‫اليسرى لاعلى وهو ينظر للفتاه التى لا يتجاوز طولها نصف طوله وقد‬ ‫وقفت واضعه كلا يديها بخصرها متذمرة بعد ان ركلت قدمه اليسرى‬ ‫بقدمها الصغيرة وكأنها تنتقم لنفسها منه‬ ‫الفتاه بتذمر وكبرياء‪ :‬انت سايبنى واقفه كده اعيط ومش لاقيه بيتنا‬ ‫وماما وانت واقف تضحك على ايه ؟‪............‬يلا اتحرك ودينى لماما‬ ‫دلوقتى حالا اهو‬ ‫الفتى مندهشا ‪ :‬انتى عندك كم سنه يا بت انتى‬ ‫الفتاه مشيرةبيدها الصغيرة التى لوث التراب بياضها وقد فردت كامل‬ ‫اصابع يدها عن اخرهم‬ ‫الفتى‪ :‬خمسه بس ؟‬ ‫الفتاه بتفاخر ‪ :‬ونص‪ ........‬وهروح المدرسه السنه الجايه كمان‬ ‫الفتى ضاحكا وهو يستلم يدها المشهرة فى وجهه بيده مستديرا للذهاب‬ ‫‪:‬طب تعالى تعالى اما نشوف هنعمل ايه يا‪......‬‬

‫توقف اثر تأوهها فاستدار ثانيه ‪ :‬فى ايه؟‬ ‫الفتاه ببراءة ودموع ‪:‬ايدى بتوجعنى وانت بتجرنى جامد عليا‬ ‫الفتى مهدئا ‪:‬خلاص امشى لوحدك مش هجرك‬ ‫الفتاه وقد ارتعشت شفتها السفلى وسط الدموع ‪ :‬رجلينى كمان بتوجعنى‬ ‫الفتى ‪ :‬طب نعمل ايه طيب ؟ الدنيا هتضلم وانتى لازم تيجى معايا‬ ‫عشان ندور على بيتكم‬ ‫الفتاه باكيه ‪ :‬مليش دعوه بقى انا رجلينى وايدينى بتوجعنى‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫بعد نصف ساعه كان الفتى واقفا امام احدى البنايات السكنيه حاملا‬ ‫الفتاه على ظهرة كما طلبت\" زى بتاع اللبن الحليب والتمر\"‬ ‫الفتى هازا اياها من قدميها المدلاه على جانبيه والتى يحملهما بين‬ ‫يديه‪:‬هى دى العمارة‬ ‫الفتاه متردد ‪:‬لا مش هى دى بتاعتنا فى اربع سلالم على الباب‬ ‫الفتى صارخا ‪ :‬من شويه شورتيلى على دى وقولتيلى اولها خمس‬ ‫عتبات‬ ‫الفتاة دافنه راسها بظهرة باكيه‪ :‬مليش دعوه بقى ماما كانت بتعدهم‬ ‫معايا وانا نسيت‬ ‫الفتى هازا اياها برفق ‪ :‬طيب خلاص متعيطيش هنلاقيها‬

‫الفتاه ولا تزال باكيه ‪ :‬انا جعانه‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫بعد عشر دقائق كانت الفتاه تجلس على الرصيف منتظره للفتى الذى‬ ‫ذهب ليبتاع لها شيئا من البقاله لتاكل‬ ‫ابتسمت بفرح وهى ترى الفتى يعود بالطعام لكن خاب املها عندما راته‬ ‫خالى اليدين الا من علبه تشبه علبه العصير‬ ‫الفتاه بانكسار ‪:‬ايه ده انت مش جبتلى اكل؟‬ ‫الفتى وهو يمد لها العلبه ‪ :‬جبتلك ده‬ ‫الفتاه ‪:‬ايه ده‬ ‫الفتى‪ :‬لبن‬ ‫الفتاه مزمجرة وهى تلوح بكلتا يديها وكأها تدفع العلبه عن نفسها‪ :‬لا‬ ‫هيىىىيههىىى انا مش بحب اللبن‬ ‫جلس الفتى بجانبها وامسك باحدى يديها التان تحومان فى الهواء‬ ‫واضعا علبه الحليب فى كفها‪ :‬دة اسمه ميكس لبن بالشيكولاته‬ ‫طعمه حلو ولازم تشربيه عشان تكبرى‬ ‫الفتاه بعدم اقتناعوهى تهز كتفيها للاعلى‪ :‬تؤ‪ ....‬هتلاقى طعمه وحش‬ ‫عشان انت مش جبت غير واحد بس‬ ‫انت مش جبت لنفسك عشان طعمه وحش صح؟‬ ‫الفتى ‪ :‬لا ياختى عشان مصروفى مش كفى غير واحد بس‬

‫وخلاص لو مش عايزاه هشربه انا‬ ‫الفتاه بتردد‪:‬بيشبع ده زى عصير ماما ؟‬ ‫الفتى واضعا الماصه فيه ومقربا اياها من فم الصغيره ‪ :‬يلا اشربى‬ ‫ظلت الفتاه الصغيرة ترتشف جرعات الحليب من يد الفتى اللطيف بينما‬ ‫هو يسدنها اليه كابنته الصغيرة وفجأه توقفت الصغيرة عن الشرب‬ ‫ناظرة له بتساؤل بينما اختفت البسمه التى زينت شفتيه قبل قليل وهو‬ ‫يسألها‪ :‬ايه مش حلو ؟ كمليه يالا انتى مش جعانه!‬ ‫الفتاه فجأه ‪:‬هو انت اسمك ايه؟‬ ‫الفتى بتلقائيه‪ :‬عبدو‬ ‫الفتاه ‪:‬يعنى ايه عبدو‬ ‫الفتى ‪:‬دة اسم الدلع بتاع اسمى‬ ‫الفتاه بلا مباله قبل ان تعاود رشف الحليب ‪ :‬مش حول‬ ‫الفتى مبعدا الماصه عن فمها بينما كادت الفتاه تقع ارضا ‪ :‬مش حول ؟‬ ‫طب مفيش لبن‬ ‫الفتاه بسرعه ‪ :‬حول حول هات العصير بقى‬ ‫الفتى مبتسما ‪ :‬دة مش عصير يا عبيطه دة لبن بالشيكولاته‬ ‫الفتاه ‪ :‬ماشى يا بودى هات بقى‬ ‫الفتى بدهشه ‪:‬بودى!‬

‫الفتاه ‪:‬ايوة زى بودى وطمطم‪ .........‬بودى احلى‬ ‫الفتى‪ :‬اسمه بوجى وطمطم انتى مش بتسمعى كويس ولا ايه‬ ‫الفتاه باصرار ‪:‬لاء اسمه بودى وطمطم وانت بودى‬ ‫الفتى مبتسما ‪ :‬يبقى انتى طمطم؟‬ ‫الفتاه مفكرة ثم ابتسمت وقد راقتها الفكرة فهزت راسها ايجابا ‪ :‬ايوة انا‬ ‫طمطم‬ ‫الفتى ‪ :‬طب كملى اللبن يا طمطم عشان نكمل تدوير‬ ‫الفتاه وهى ترشف بعض اللبن ثم تعاود السؤال بعينين ملؤهما‬ ‫البراءه‪:‬بودى هو لومش لقينا ماما هنعمل ايه ؟‬ ‫نظر لها لا يدرى ما يقول للصغيرة التى تعامله الان كانهما صديقان منذ‬ ‫الصغر جامعه مشكلتها بالضمير\" نا\"‬ ‫يا الهى ما هذه الورطه التى اقحمت نفسى يها وماذا على ان افعل حقا‬ ‫ان لم اصل الى بيتها‬ ‫امسكت الفتاه بطرف قميصه تحثه على الاجابه بتعابير ملؤها التساؤل‬ ‫والقلق ليجيب الفتى وهو يمسك يدها مخلصا قميصه منها ‪ :‬متخافيش يا‬ ‫طمطم هوديكى‪ ......‬بس اوعى تعيطى بقى زى العيال الصغيرين‬ ‫الفتاه نافيه ‪ :‬لالا مش هعيط انا كبيرة وهروح المدرسه‬

‫لم تكد تنهى الفتاه علبتها حتى اتجهت انظار الطفلين معا الى المراه التى‬ ‫نادت من بعيد وقد اتت راكضه اليهما بينما للم تدارك الصغيرة ملامحها‬ ‫من الوهله الاولى بسبب الظلام‬ ‫فجأ قفزت الصغيرة ركضا الى المراه وتركت يده وهى تهلل فرحا ‪:‬‬ ‫ماما جات‪ ....‬ماما جات‬ ‫كانت دموع المراه تنهمر دون توقف بينما تضم ابنتها بقوة الى صدرها‬ ‫وتقبل منها كل ما يقابل شفتيها من راسها لخديها ليديها بينما وقف الناس‬ ‫الذى معها يشاهدون الموقف بتأثر بينما يتممتمون بالحمد والمباركه‬ ‫للام على ايجاد صغيرتها‬ ‫بعد ان اطمئنت الام على ابنتها واخذت ما يشفى لوعتها وخوفها عليها‬ ‫مسحت دموعها وتداركت نفسها بسرعه وهى تتجه نحو الفتى والشرر‬ ‫يكاد يتطار من عينيها لغضبها‬ ‫وجهت نحو الفتى كلمات قاسيه دون ان تسمح له بتفسير او رد ‪ :‬انت‬ ‫قليل الادب واهلك معرفوش يربوك‪ .....‬ولو شفتك هوبت ناحيه البنت‬ ‫تانى هروح لاهلك وهوديكى فى داهيه انت فاهم‬ ‫حاولت الصغيرة ان تتدخل لكن الام جرتها من يدها بقوة وهى تتوعدها‬ ‫بالعاقاب الشديد على ما فعلته من تسللها للخارج‬ ‫وبعد عده ايام من هذا كانت الفتاه تجلس فى شرفتها التى تقع بالطابق‬ ‫الاول مع لعبتها الممله تنظر للشارع بحسرة بينما ترى الاولاد يسيرون‬ ‫به حسب هواهم فى الصباح الباكر بينما هى تعد الايام لتكبر ويصبح لها‬ ‫الحريه فى التنقل وحيده مثلهم بعد دخولها المدرسه‬

‫لمحت ولدا يظهر طوله جليا بين الفتيه المرتدين زى المدرسه فميزته‬ ‫جيدا دون اى جهد‬ ‫كان الفتى يسير منتشيا متباهيا بطوله وسط الفتيه الذين كانوا يحسبون‬ ‫له الف حساب لقوته وبناينه الصلب بينما توقف فجاه وهو يسمع ذلك‬ ‫الصوت الصارخ الذى كاد يصم اذنه مناديا ‪:‬بودى‪ ..........‬يا‬ ‫بووووووووووودى‬ ‫انه يعرف ذلك الرفيع الذى يصم الاذان بتذمرة جيدا لن يستطيع نسيان‬ ‫حادثه كهذة ابدا‬ ‫التفت ذاهبا الى حيث الشرفه القصيرة التى تطل منها الفتاه بنصف‬ ‫جسدها الصغير مناديه اياه مرارا وتكرارا دون توقف‬ ‫الفتى بانزعاج ‪:‬نعم عايزة ايه؟‬ ‫الفتاه بابتسامه ‪ :‬انا طمطم‬ ‫الفتى ‪ :‬ما انا عارف‪ ........‬عايزة ايه يا ست طمطم؟‬ ‫الفتاه بترجى ‪ :‬عايزة العب معاك يا بودى‬ ‫الفتى ‪:‬انا مش بلعب انا رايح المدرسه‪....‬ومتناديش عليا تانى عشان‬ ‫مامتك هتزعق‬ ‫الفتاه متجاهله جملته الاخيرة ‪:‬طب انت هتيجى من المدرسه امتى‬ ‫الفتى بسقم ‪:‬بعد الضهر‬ ‫الفتاه ‪:‬طب انا هستناك هنا يا بودى عشان نلعب سوا‬

‫الفتى مستديرا للذهاب ‪ :‬مش هاجى يا طمطم مامتك هتزعقلى وانا‬ ‫مبلعبش مع العيال الصغيرين‬ ‫ابتعد الفتاه بينما يسمع صرخات الفتاه الضحكه التى تصم الاذان وكانها‬ ‫حقا تتجاهل كلماته عمدا‪:‬هستناك هنا يا بودى ومتنساش العصير بتاعى‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪............‬‬ ‫بعد انتهاء الدوام زفر الفتى لنفسه بينما يخرج بضع عملات ورقيه‬ ‫ادخرها طوال اليوم ورفض ان يشترى بها طعاما لنفسه ليشترى‬ ‫الميكس من البقاله‬ ‫عاد بخطوات متردده ينظر ناحيه الشرفه ليجد الفتاه تنتظر بملل وتنظر‬ ‫فى وجه كل من يمر امامها وكانها تنتظرة‬ ‫ابتسم لها وتقدم بخطوات ثابته تجاه الشرفه بينما تهلهلت اسير الصغيرة‬ ‫لرؤيته‬ ‫الفتاه ‪ :‬يلا نلعب يا بودى استنى هنزلك‬ ‫الفتى ‪:‬لا يا طمم مامتك هتزعل‪.......‬خدى الميكس اهو وانا هعدى‬ ‫عليكى كل يوم من البلكونه اجيبلك ماشى؟‬ ‫الفتاه وهى تلتقط العلبه بحماس ‪ :‬هتجيبلى كل يوم يا بودى؟‬ ‫الفتى بابتسامه ‪ :‬استنينى كل يوم هنا يا طمم هجبلك وانا راجع من‬ ‫المدرسه ماشى‬

‫مر اكثر من شهر يمر الفتى يوميا من امام الشرفه فى الصباح ليتلقى‬ ‫التحيه الصباحيه المهلله من الفتاه والتى تكاد تصم اذان الجميع‬ ‫بصراخاها المتحمس وهى تنادى الفتى وتذكرة باحضار حليبها المفضل‬ ‫والذى يناولها اياه بينما يعود من المدرسه‬ ‫الا ان انقطعت اخبار الفتى فجأه ولم تسمع عنه الصغيرة بعد ذلك ولكنها‬ ‫ظلت تنتظرة فى الشرفه دائما وقد الصباح والروحه الا ان انتقل اهلها‬ ‫من البلده نهائيا‬ ‫وبعد خمسه عشر عاما كبرت الفتاه لتصبح شابه يافعه ولكنها لم تنسى‬ ‫مشروبها المفضل ابدا بل رافقها فى كل مراحل حياتها ولم تستطع‬ ‫التخلى عنه وكأنها تنتظر عوده صاحبه يوما ما‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫نهايه الفصل التاسع والعشرون‬

‫الفصل الثلاثون‬ ‫سار ماجد فى جنبات الحديقه بلا هدى‪ .‬شاردا فيما سمعه من شكوى‬ ‫منار عن سوء معاملته وعن حساسيتها لذلك‬ ‫ابتسم لتذكرة قصه مى ورواده شعور طيب بالوفاء الذى تحمله تلك‬ ‫العائله والذى اتضح امامه فى اكثر من موقف‬ ‫انمحت ابتسامته ما ان تذكر دموع منار ثانيه‬ ‫ترى ماذا عليه ان يفعل لمصالحتها ‪ .‬يعلم ان مى تكاد تكون اذابت اثر‬ ‫فعلته فى قلب منار بكلماتها لكن منار تستحق منه بالفعل ان يبدى لها‬ ‫ندما واعتذارا عما فعل‬ ‫وجد امامه مهند يلتفت يسارا ويمينا وكانه يبحث عن شيئ ما فقام‬ ‫بمناداته ليخبرة مهند انه يبحث عن اختيه ليخبر احداهما بالذهاب معه‬ ‫الى المنزل لجلب بعض الاغراض فاتفق معه ماجد ان تكلف منار بتلك‬ ‫المهمه بينما هو سيتولى مهمه ايصالهم لجلب بعض اغراضه ووالدته‬ ‫ايضا من المنزل‬ ‫ذهبت منار مع مهند بعد ان اخبرها بضرورة الذهاب معه لجلب بعض‬ ‫الاغراض لوالدتها لكنها فوجئت بانهما يتجاهان نحو سياره ماجد الذى‬ ‫كان منتظرا فيها‬

‫توقفت خطواتها قبيل السيارة لتنظر الى مهند ‪ :‬ايه ده بقة ؟‬ ‫مهند بعدم فهم ‪ :‬ايه ؟‬ ‫منار ‪ :‬احنا مش هناخد تاكسى ؟‬ ‫مهند ‪ :‬لا ناخد تاكسى ليه مهو ابيه ماجد جاى معانا‬ ‫حاولت منار جهدها القاء غضبها من ماجد وانكسارها لكلماته بعيدا وان‬ ‫تفكر فى كلام مى عن الزوجه الصالحه لكنها لم تستطع ذلك بالكامل‬ ‫ففى النهايه هى نفس بشريه تصيب وتخطأ‬ ‫اختارت الجلوس فى الكرسى الخلفى وقد بقيت صامته طوال الطريق‬ ‫اما ماجد فقد ظل ينقل نظرة بين الطريق وبين النظر الى عينيها التى‬ ‫ظهرتا امامه فى المراه الخلفيه حزينتين وتائهتين وتزوغ بعيدا كلما‬ ‫قوبلت بنظرات عينيه الباحثه عن الامان والدفئ لديها‬ ‫وبنفس الهدوء استقل ثلاثتهم المصعد وقد احس مهند بخطب غريب‬ ‫بينهما فاخذ لا اراديا ينقل نظرة بينهما وما ان وصل المصعد الى‬ ‫الطابق المطلوب حتى همت منار بالخروج اولا الا ان يد ماجد امتدت‬ ‫الى يدها بسرعه مصرحه برغبته فى الحديث معها دون ان ينطق ماجد‬ ‫بحرف واحد بينما بقيت منار ثابته مكانها تجاهد نفسها ان ترتمى بين‬ ‫احضانه وتضربه بعنف وبقوة بكلتا يديها‬ ‫فهم مهند ان الزوجين بينهما شيئ فحاول تخفيف حده التوتر بينهما‬ ‫مهند محاولا المرح ‪ :‬طب يا ابيه شكلى هتدبس فى الترتيب لوحدى‬ ‫‪............‬انا هسبقك يا منار لو حد ضايقك صفريلى هتلاقينى قدامك‬

‫نظر الى ماجد بتوعد مرح مضيفا ‪ :‬صفريلى انتى بس وشوفى هعمل‬ ‫ايه فى اللى يزعلك‬ ‫لم يستطع ماجد ان يتفاعل مع مرح مهند فابتسم ابتسامه جانبيه وكذلك‬ ‫فعلت منار فانسحب مهند بهدوء بينما ابقى ماجد يدها فى يده وخرجا‬ ‫معا من المصعد‬ ‫ما ان دخل مهند حتى بدأ ماجد بالكلام ‪ :‬والله الواد مهند يعتمد عليه‬ ‫ابقت منار نظرها ارضا دون اجابه‬ ‫نظر اليها ماجد بحزن ‪ :‬اهون عليكى تسيبينى كده هموت من زعلك‬ ‫من غير ماتلتمسيلى اى عذر‬ ‫منار وقد رفعت بصرها لتتلاقى اعينهما ‪ :‬انا اللى هنت عليك يا ماجد‬ ‫ماجد بسرعه ‪ :‬ازاى تقولى كده ؟ انتى مش عارفه انتى ايه عندى ؟‬ ‫زاغت منار ببصرها ثانيه لكن ماجد امسك ذقنها هذة المرة بحنان ليعيد‬ ‫عيناها الى بحر هواه لتغرق فيه حتى النخاع بينما خرج صوته‬ ‫متحشرجا ‪ :‬بصيلى يا منار كويس وانتى تعرفى‪ .......‬بصى لعنيا‬ ‫عشان تعرفى انك اغلى عندى منهم‬ ‫يمكن قولتلك الكلام ده قبل كده بس نسيتى‬ ‫انا انتى‪ ..........‬فاهمه‪ .......‬انا انتى‬ ‫يعنى قبل ما بجرحجك بموت الف مرة‬ ‫يعنى لو كلمه منى هزتك بتبقى براكين ثايرة جوايا بتقتلنى‬

‫انتى لو شوكه جرحتك سكاكين بتغرس فى قلبى‬ ‫تركها ثم ذهب الى السلم وهبط درجه ثم جلس يكمل كلامه وهو يضع‬ ‫راسه بين كفيه ‪ :‬عارفه لما الدنيا تضلم فى وشك فجأه ومتلاقيش ضى‬ ‫امل واحد ينورلك‬ ‫عارفه لما تكبتى جواكى خوف وبؤس والم وضياع ومطلوب منك فى‬ ‫نفس الوقت تمدى اللى حواليكى بالامان بالامل وتطمنيهم وتخفى كل‬ ‫المشاعر دى جواكى‬ ‫عارفه‪........................‬‬ ‫توقف عن الحديث لدى شعورة بيداها الصغيرتان تحيطانه من الخلف‬ ‫لتتشابكان امام صدرة بينما خرج صوتها مليئا بالدموع والالم ‪ :‬كفايه يا‬ ‫ماجد‪ .......‬كفايه‪ .....‬بالله عليك انا مش قادرة اشوفك كده‬ ‫مش قادرة اشوف كل الحزن ده فى عنيك وانا مشلوله مش قادرة اعملك‬ ‫حاجه‬ ‫مش قادرة اسمع كل تنهيدات الحسرة والخوف فى صوتك‬ ‫انا اسفه والله انا لا عشت ولا كنت قبل ما ازود همومك او اسببلك الم‬ ‫فى تلك الاثناء كان كلاهما يبكى بمرارة‬ ‫احتضن ماجد كفيها الممدودتان امام صدره بين كفيه القويتين واختلطت‬ ‫دموعهما وانينهما معا‬ ‫بعد فترة ادارها ماجد لتجلس بجانبه بينما اخرج منديلا وبدأبمسح‬ ‫دموعها وكأنه يخشى ان تؤذى خديها اما منار فظلت تنظر له بامتنان‬

‫وحب بينما رفعت اصابعها الصغيرة لتمسح عنه دموعه ايضا فامسك‬ ‫يدها وقبلها بحب ثم ترك العنان لاصابع كى تخلخل وسط اصابعا‬ ‫الصغيرة كالعاده وكم احبت منار ذلك‬ ‫تنهد تنهيده حاره لفحت وجه منار القابع امامه‬ ‫ماجد ‪ :‬ربنا يخليكى ليا يا ارق واحن زوجه فى الوجود‬ ‫دغدغت كلمه زوجه قلب منار واستشعرت الرضا لكنها خجلت‬ ‫وحولت وجهها للامام وكذلك فعل ماجد بعد ان ابتسم ابتسامه صافيه‬ ‫عذبه لمحبوبته‬ ‫ظلا كذلك لدقائق يجل سان صامتين ينظران للاماما وقد تشابكت‬ ‫ايديهما الا ان قطعت منار الصمت وهى تلتفت اليه بحنان لينظر لها‬ ‫بدوره متسائلا‬ ‫منار بخفوت ‪ :‬خايف ؟‬ ‫ماجد بابتسامه‪ :‬مرعوووووووووووووب‬ ‫منار بحماس وهى تقبض على يده بقوة ‪ :‬هبقى ديما جنبك مش هسيبك‬ ‫ابدا‪ .......‬اوع تخاف تانى واوع تكبت مشاعرك‬ ‫كل ما تحس انك تعبان كلمينى‪ .......‬زعق فيا اعمل اي حاجه تريحك‬ ‫بس مش تشيل لوحدك‬ ‫لو بتحبنى يا ماجد خلينا اشاركك كل حاجه‬ ‫ها‪ .........‬رد عليا ساكت ليه؟‬

‫لم يجبها ماجد بالقول ولكنه اراح راسه على كتفها وسمح لانفه ان يندس‬ ‫فى عنقها ليشتم رائحتها العطرة وهو مغمض العنين‬ ‫منار بتوجس ‪ :‬انت بتعمل ايه‬ ‫ماجد كاتما لضحكاته ‪ :‬بشاركك‪ ..........‬مش عايزانى اشاركك‬ ‫‪......‬ادينى بشاركك اهو‬ ‫مشاركه دى ولا مش مشاركه يا متعلمه يا بتاعه المدارس‬ ‫منار ضاحكه وهى تستند براسها الى راسه ‪ :‬دى ماسمهاش مشاركه‬ ‫دى اسمها تلاكيك وحجج يا ابو سوسو‬ ‫خرج مهند ليسمع صوت ضحكات العاشقين تملاء الارجاء بينما رفعت‬ ‫منار راسها سريعا خجله والتفت ماجد الى مهند ليجده ينظر للباب‬ ‫ببلاهه ‪ :‬هو ده باب سحرى ولا ايه‪ .....‬مش ده المكان اللى دخلت منه؟‬ ‫انا كنت سايب هنا اللهو الخفى وصاحبه اطلع الاقى احمد ومنى ؟‬ ‫لاااااااا اكيد فى حاجه مش تمام‬ ‫ماجد‪ :‬انت لسعت يالا بتكلم نفسك يا عبيط‬ ‫مهند ‪:‬انت مش شايفنى بتناقش مع الباب فى موضوع هام ؟‬ ‫مهو حاجه من اتنين يانا اللى عبيط يانتو اللى مجانين‬ ‫قام ماجد من مجلسه جاذبا لمنار ‪ :‬قومى يا بنتى قومى اخوكى بقى‬ ‫(مشيرا بيده للجنون)‬ ‫اللهم عافينا‬

‫قومى قومى‬ ‫منار وهى تهبط خلف ماجد بمقاومه ‪ :‬استنى بس يا جدع انت مش‬ ‫قولت هتجيب حاجات من البيت‬ ‫ترك ماجد يدها ونظر لمهند شرزا وهو يرفع احدى حاجبيه ‪ :‬عديت‬ ‫البت وارتحت ؟ هديت ؟ ابطيت؟‬ ‫نزل السلالم وهو يضرب كفا باخر مرددا ‪ :‬الوليه اتجننت واللى كان‬ ‫كان ولا هو غباء متعمد ولا ايه انا مش فاهم‬ ‫بينما انفجر مهند ضاحكا وسط نظرات منار التى انتقلت بينهما غير‬ ‫مستعوبه لمكيدتهما الا الان‬ ‫___________________________________________‬ ‫______________________‬ ‫فى المشفى كان عماد وفؤاد يتحدثان قبيل الغرفه بعد ان اجرى فؤاد‬ ‫بعض الفحوصات لفوقيه واطمئن على عدم تدهور حالتها ثانيه‬ ‫عماد ‪ :‬وبعدين يا فؤاد؟ ماما فوقيه هتبقى جاهزة للسفر امتى على كده؟‬ ‫فؤاد ‪ :‬صبرك بالله يا عماد كلها اسبوع ان شاء الله خلص انت الاوراق‬ ‫بس‬ ‫انا عارف ايه اللى صبرنى عليها كل ده‬ ‫يا رتنى عرفت ماجد من الاول يمكن الحاله مكنتش اتدهورت كده‬ ‫ومكناش اضطرينا نسافر المانيا‬

‫نظر له عماد بشك وقبل ان يسأل اتاهما صوت ماجد ‪ :‬يعنى ايه الكلام‬ ‫ده يا فؤاد ؟ انت عارف بمرض امى من امتى ؟‬ ‫فؤاد مطأطأ راسه ‪ :‬من حوالى ست شهور‬ ‫امسكه ماجد دون وعى من ياقه قميصه ولكمه بقوة صارخا ‪ :‬دا انا‬ ‫هقتلك‪ ..........‬انت ايه يا بنى ادم انت؟‬ ‫ازاى تخبى عنى ست شهور‬ ‫كنت مستنى ايه ؟‬ ‫اما تموت‬ ‫حاول عماد جاهدا تخليص فؤاد من لكمات ماجد الا ان فؤاد نفسه لم‬ ‫يعارض ذلك بل لم يحاول بادنى مقاومه منع ماجد من ضربه الا ان‬ ‫استطاع عماد تخليصه اخيرا اخذا بماجد الى ركن بعيد نسبيا‬ ‫عماد ‪:‬ايه يا ماجد اللى انت عملته ده‪ .......‬على الاقل كنت تراعى اننا‬ ‫فى مستشفى يا اخى‬ ‫ماجد ولا يزال الغضب يتملكه ‪ :‬مهى مش امك عشان تحس اللى انا‬ ‫حاسه يا عماد‬ ‫جرح عماد لقوله كثيرا فهم بالذهاب ‪ :‬لما تعرف انت بتقول ايه ابقى‬ ‫تعالى كلمنى يا صاحبى انت عارف مكانى‬ ‫ماجد نادما على ما قال ‪:‬استنى بس يا عمده رايح فين‬ ‫ان مجتش فيك انت هتيجى فى مين يعنى ؟‬

‫عماد رابتا على كتفه‪ :‬لولا انى عارف كده كان بقى ليا معاك تصرف‬ ‫تانى يا صاحبى‬ ‫ماجد ‪ :‬فؤاد الكلب ده بس ايدى تطوله تانى‪ ..........‬وربنا ل‪..‬‬ ‫عماد مقاطعا ‪ :‬من غير حلفان‪ ..........‬كفايه اللى انت عملته فى الواد دة‬ ‫انت شلفطه‬ ‫وعالعموم انا متاكد انه معملش كده من دماغه‬ ‫ماجد مفكرا ‪ :‬الله يهديكى يا امى‬ ‫ليه تخبى عنى بس‬ ‫عماد مبتسما ‪ :‬بعد كل الضغوط اللى انت بتمر بيها دى ولسه بتسال ليه‬ ‫جلس الصديقان يتسامران لفترة او على الصحيح ظل عماد يجر ماجد‬ ‫الى مواضيع عده ليخرجه قليلا من حاله التوتر والغضب التى يعيشها‬ ‫وقد نجح بنسبه كبيرة فى ذلك‬ ‫ماجد متذكرا فجأه ‪ :‬اه صحيح انت عملت فى الشركه‬ ‫‪.....................‬معلش يا عماد انا عارف انى سايب الحمل كله عليك‬ ‫لوحدك‬ ‫عماد ‪ :‬متقلقش يا معلم‪ .......‬ان شاء الله كله تحت السيطرة‬ ‫ماجد متفاجئا من لهجه عماد الواثقه ‪ :‬ايه ياض الثقه دى من امته ؟‬ ‫وبعدين هتعمل ايه قولى‬ ‫مش مرتاحلك وربنا وحاسس انك هتجيب لنفسك بلوة‬

‫عماد ‪ :‬بس يا لا وانت اهبل كده‬ ‫ده انا عملك عليه فيلم مع البوليس ولا روايات اجاثه كريستى‬ ‫ماجد ‪ :‬والعقليه الاجراميه دى من امتى يا عم كرومبو‬ ‫عماد ‪ :‬بغض النظر عن قله ادبك ولسانك اللى عايز يتقص منه ‪ 2‬كيلو‬ ‫مومبار الا انها فى الحقيقه مش عقليتى انا‬ ‫ماجد ‪ :‬اللهم ما طولك يا روح على ذاك اللوح‬ ‫امال عقليه مين يا محسن بيه ممتاز ؟‬ ‫عماد بفخر ‪:‬عقليه هشام باشا الاسعد يا ابو مخ ديق‬ ‫ماجد متفاجئا ‪ :‬اوباااااااااااا دة اللعب احلو اوى‬ ‫ده احنا بقينا مسنودين من كبارات البلد يا رجاله‬ ‫وايه الخطه بقى على كده‬ ‫عماد ‪ :‬لا معلش يا صاحبى خليك فى اللى انت فيه دلوقتى الله يعينك‬ ‫وسيبلى انا اللعبه دى‬ ‫وربى اللى لا اقسم بيه كدب لاحبسه يحى الكلب ده‬ ‫ماجد ‪ :‬تعيش يا شقيقى بس خد بالك على نفسك وحياه ابوك‬ ‫عماد ‪ :‬انت تعرف ابويا منين يالا عشان تتكلم عنه ؟‬ ‫ماجد ‪ :‬زرته معاك عشرميه مرة ولا لأ ؟‬ ‫القرافه كلها عرفتنا من كتر الزيارات اللى زرناها لاهلك وابويا يا عم‬

‫عماد ‪ :‬قرافه!‬ ‫امشى يا عم الله يقرفك زى مانت قارفنى فى عشتى‬ ‫مصاحب عربجى انا ؟‬ ‫ماجد ‪ :‬هههههههههههه انت تطول وبعدين قولي صحيح يا عماد‬ ‫عماد ‪ :‬اقولك صحيح يا عماد ليه ؟‬ ‫ماجد‪ :‬ولا‪ ........‬مش عايز اسخفاف وظرافه‬ ‫عماد ‪:‬انجز يا عم مباخدش منك غير طوله لسان‬ ‫ماجد‪ :‬هى طنط علا بقت كويسه ولا احنا اللى حكمنا عليها غلط من‬ ‫الاول‬ ‫الست بصراحه مقصرتش معانا جات لماما علطول مع مراتك وحتى‬ ‫جات معاكم تانى يوم وكل فترة بتيجى برده تبص على ماما واتصاحبت‬ ‫على حماتى ولا كأنهم التلات بنات اللى متربين فى حارة واحده‬ ‫___________________________________________‬ ‫___________________‬ ‫باك للعروسين عماد وسها‬ ‫قضت سها وقتا ممتعا مع عماد بالمطبخ وهو يحضر انواع مختلفه من‬ ‫الطعام بينما هى تراقبه عن كثب وتناوله كل ما يطلبه منها‬ ‫الا نا جلسا سويا يستمتعان بطعام الافطار معا فى الشرفه بعد ان‬ ‫ارتدت سها اسدال صلاتها قبل الخروج‬

‫بعد انا انتهت سها ظلت جالسه تحدق بعماد وكأنها تترد فى قول شيئ ما‬ ‫عماد وهو يكمل طعامه ‪ :‬شكلك عايز يقول حاجه‬ ‫سها ‪ :‬انا ؟‬ ‫عماد تاركا طعامه‪:‬على فكرة انا انسان صريح وبحب اللى قدامى يبقى‬ ‫زى‪ ...‬انا عارف انك صريحه فخليكى كده علطول عشان مانتعبش مع‬ ‫بعض‬ ‫سها ببشاشه عكس ما توقع عماد ‪:‬حاضر‬ ‫بصراحه كنت عايزة اطلب منك نروح نجيب وفاء‪ ....‬احنا قاهدين مش‬ ‫ورانا حاجه‪ .......‬هيبقى فيه روح فى البيت لو وفاء جات‬ ‫عماد مستغربا ‪:‬عايزة تروحى تجيبى وفاء دلوقتى؟‬ ‫سها برجاء ‪ :‬لو سمحت‬ ‫عماد بعد ان فكر قليلا ‪ :‬شيلى الفطار واجهزى عقبال ما اكلم جدتها‬ ‫واجهز‬ ‫سها بفرحه وحماس ‪ :‬حاضر‪ ........‬ادينى عشر دقايق وابقى جاهزة‬ ‫ظن عماد ان مساله العشر دقائق ما هى الا محض كلام حماسى الا انه‬ ‫تفاجئ بطرقات سها الخفيفه على باب غرفته تدعوه للذهاب بعد ما يقل‬ ‫عن العشر دقائق‬

‫خرج عماد وهو لا تزال بعض ازرار قميصه العلويه مفتوحه وهو‬ ‫يكمل احكامها فاشاحت سها بوجهها بعيدا بعد ان قوبلت به نصف‬ ‫عارى الصدر مما جلب البسمه لثغر عماد‬ ‫خطت بعض خطوات نحو باب الشقه للتغلب على خجلها الا انها‬ ‫استكانت بعد نداء عماد الذى بدا غاضبا ‪ :‬استنى عندك‬ ‫التفت سها اليه لتقابلها نظرات عينيه الغاضبه ‪ :‬انتى هتنزلى بالمنظر ده‬ ‫؟‬ ‫نظرت سها الى ما تردتديه من بنطال جينز واسع وشيميز باللون‬ ‫الاحمر يزينه بعض الزركشات عند منطقه الصدر الذى لا يصل اليها‬ ‫حجابها القصير الملفوف باناقاه حول عنقها‬ ‫سها بعدم فهم ‪ :‬ماله ده ؟‬ ‫خطا اليها عماد خطوات سريعه ووجذبها لتقف امام المرآة بجوار الباب‬ ‫وقف خلفها ملتصقا بها ومحيطا خصرها بيديه وكأنه يعتصرهما مما‬ ‫جعل الرجفه تسرى فى جسد سها رغما عنها‬ ‫عماد ‪ :‬ارفعى عينك فى المرايه بصى لنفسك يا سها هانم‪ .......‬جسمك‬ ‫كله متفصل بالهدوم اللى انتى لابساها دى‬ ‫انا المفروض لما احط ايدى فى وسطك الاقى هدومك الفضفاضه‬ ‫منعانى اوصله مش حته البتاع اللى انتى لابساهولى ده‬ ‫امسك حجابها ثم اردف‪ :‬وايه اللى انتى لفاه ده ؟‪ ...........‬بتسمى ده‬ ‫حجاب ؟‪ ........‬لا والله كتر خيرك انه مغطى شعرك‬

‫الحجاب يا هانم يوصل لحد نص جزعك بعد كده يعنى يغطى الشخاليل‬ ‫اللى على بلوزتك دى‬ ‫وحسك عينك‪ .......‬حسك عينك اشوفك لابسه بنطلون تانى الا فى البيت‬ ‫كان عماد يتكلم بسرعه وتلقائيه عما يسير سخطه فى ملابس زوجته‬ ‫بينما كانت عينا سها تتابعان وجهه الغاضب من المرأه وعلامات عجيبه‬ ‫من الرضا والعشق تزين وجهها لكنها اطلقت شهقه صغيرة عندما‬ ‫ادارها عماد فجأه اليه ليقوم بخلع حجابها الصغير بغضب مما جعل‬ ‫شعرها ينساب حول وجهها فاجبر عماد على التوقف والتقاط انفاسه‬ ‫وهو يحدق بها ويستعجب لقلبه الذى يبدأ بالنبض بشده كلما اقترب منها‬ ‫هذا القدر فحاول الهرب من نفسه وهو يجبر يده على عدم ملامسه‬ ‫شعرها الحريرى وقدماه على الابتعاد فقد باء الاقتراب منها يمثل خطرا‬ ‫ليس بالهين عليه‬ ‫عماد محاولا ان يستعيد باطه جأشه ‪ :‬اتفضلى غيرى هدومك ولو مش‬ ‫عندك حاجه بالمواصفات اللى قلتلك عليها متجيش وانا ابقى اجيبلك‬ ‫سها متجهه لغرفتها بسرعه لم يظهر لعماد اهى للحماسه ام للغضب ‪:‬‬ ‫استنى عندك انا راجعه بعد شويه‬ ‫عادت سها بعد قليل مرتديه عبائه يبدو انها اشترتها لاستقبال الضيوف‬ ‫يعلوها حجاب كان واضحا كم عانت سها فى لفه لجعله يبدوا طويلا عن‬ ‫ذويه ‪ :‬ها كده كويس‬ ‫عماد وهو يفتح البا متجها للخارج ‪ :‬معقول‬

‫فى بيت الجده كان عماد وسها يجلسان معها ويتبادلون الاحاديث الوديه‬ ‫فيما بينهم لفترة قصيرة بعدها استاذن عماد بالذهاب برفقه زوجته وابنته‬ ‫وكم كان سعيدا بجو الالفه الذى ساد بين سها والجده وكذلك ابنته التى‬ ‫يبدوا انها لا تنسى سها ابدا‬ ‫فى الطريق الى البيت بدأ هذا الحوار بين عماد وسها بينما كانت‬ ‫الصغيرة نائمه بسلام فى احضان سها الدافئه‬ ‫عماد ‪ :‬زعلانه منى ؟‬ ‫سها بانتباه ‪ :‬انا ؟ وازعل منك ليه ؟‬ ‫عماد ‪ :‬يعنى عشان زعقت فيكى قبل ما ننزل‬ ‫سها بابتسامه صافيه صادقه ‪ :‬ابدا ودى حاجه تزعل برده‪ ...........‬ما‬ ‫تتصورش قد ايه فرحانه بيك عشان عملت كده‬ ‫انا بحمد ربنا انه رزقنى بزوج غيور على اهل بيته حتى لو مش بيحبنى‬ ‫بس كفايه عليا انه غيور لمجرد انى بقيت مسؤله منه‬ ‫عماد بتضايق ‪:‬ليه انتى زوجك كان بيسمحلك تمشى كده؟‬ ‫سها بابتسامه لكن هذه المرة كان الحزن سيدها ‪ :‬الظاهر انى فعلا‬ ‫عندك ولا حاجه‪ .....‬بدليل انك مكلفتش نفسك تسألى عنى‬ ‫تنهدت ثم اضافت ‪ :‬عماد انا مش كنت عمرى محجبه غير من فترة‬ ‫قريبه‪ .......‬جوزى اللى بتتكلم عنه ده كان بيقولى بينى الكتف ده‬ ‫والركبه دى‪ ..........‬انا عمرى ماحد قالى حرام واسترى جسمك‬ ‫بالعكس الكل كان بينبهر بجمال الفساتين العريانه والهدوم الضيقه عليا‬

‫اخذت تتابع بسخريه ‪ :‬ياااااااااااه يا سها قد ايه الفستان دة مبين بياضك‬ ‫ولون عنينكى‪ ......‬قد ايه الاسكينى ده مبين حلاوه عودك‬ ‫اضافت بمراره والدموع تتقاذف بعينيها الرماديتين ‪:‬عمرى ما قربت‬ ‫من ربنا‪ ......‬انا عمرى ماصليت قبل ما البس الحجاب يا‬ ‫عماد‪...........‬عارف يعنى ايه عمرى ما صليت‪ .......‬انا كنت بصوم‬ ‫رمضان عشان كنت ببقى نايمه اصلا طول النهار‪ ......‬كنت بسمع عن‬ ‫القران لكن عمرى ما فكرت اسمعه‪ ........‬انا كنت بنى ادمه ملهاش اى‬ ‫معنى ‪.....‬كنت عايشه زى الحيوانه بتاكل وتشرب وتنام وبس‬ ‫غلب البكاء صوتها ولم تستطع ان تكمل اكثر ولم يستطع ايضا عماد‬ ‫مجاهده نفسه بلف زراعه القويه حولها وضمها الى صدرة بقوة بينما‬ ‫هى تشهق باكيه فقبل راسها بكل ما يملك من حنان ظهر مع نبرة صوته‬ ‫ايضا‪ :‬انتى احسن انسانه واطيب قلب شوفته فى حياتى‪ ......‬اوعى‬ ‫تقولى على نفسك كده تانى‪ .......‬اوعى‪ ........‬انتى من اطهر الستات‬ ‫اللى شوفتهم فى حياتى‪ ......‬لا انتى اطهر منهم كلهم‪ ....‬انتى متربتيش‬ ‫على كده بس قدرتى لوحدك توصلى وسط كل المغريات اللى حواليكى‬ ‫كان عماد قد وصل الى باب البنايه فركن السيارة وامسك وجه سها بكلتا‬ ‫كفيه جاذبا اياها من حضنه بحنان ‪ :‬انا كل يوم بعرفك اكتر بحترمك‬ ‫اكتر وبشوف فيكى اطهر وارق مخلوقه فى الدنيا‪.‬‬ ‫امسكت سها بكفى عماد وقبلت باطن احدهما بحب صادق وهى مغمضه‬ ‫العينين ‪ :‬كفايه عليه‪ .....‬بس كده مش عايزة منك اكتر من كده والله‬ ‫‪........‬ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا‬

‫مسح عماد دموعها بيده الاخرى ‪ :‬طب انزلى بقى لحسن الناس تشوفنا‬ ‫كده تطلبلنا بوليس الاداب‬ ‫ابتسمت سها برقه بينما خرج عماد وفتح لها بابا السيارة لتناوله وفاء‬ ‫بدورها ثم يصعدان معا الى شقتهم التى اصبحت محطا لنسج حكايه‬ ‫حب جديده بين زوجين باركتهما مسيرة الحب‬ ‫فى المساء اتى الجميع لزيارة العروسين والمباركه لهما وقد فوجئوا‬ ‫جميعا بوجود وفاء الصغيرة وقد اجتمع الرجال فى غرفه والنساء فى‬ ‫غرفه استقبال اخرى على مقربه بينما بقيت سها معظم الوقت بالمطبخ‬ ‫تعد العصائر كما علمها عماد وتقدم اطباق الحلويات والجاتوهات‬ ‫المختلفه التى احضرها الجميع‬ ‫كانت سها تصف بعض الكئوس عندما دخلت والدتها بحجه المساعده‬ ‫سها ‪ :‬روحى يا ماما انا خلاص قربت اخلص واجى اعقد معاكم‬ ‫علا ‪ :‬بقيتى شغاله يا سها على اخر الزمن‬ ‫سها ‪ :‬يا ماما بلاش الكلام ده لو سمحتى عماد قالى اجيبلك داداه وانا‬ ‫اللى قلت لا انا عايزة اشيل مسؤليه بيتى لوحدى وكمان مى ومنار‬ ‫عزموا يساعدونى وايدكى شوفتى انا اللى حلفت عليهم ميقوموش‬ ‫علا ‪ :‬وحماتك المصونه مش بتعرف تساعد ولا واخده عالعز ومش‬ ‫تعرف لسه تعمل حاجه‬ ‫سها باستغراب‪ :‬حماتى مين ؟ تقصدى طنط فوقيه؟‬

‫علا ‪ :‬فى غيرها بنت عيله السيوفى باشا اللى عامله فيها ملاك نازل من‬ ‫السما وهى شيطانه وى اختها‬ ‫سها ‪ :‬انتى بتقولى ايه يا ماما انا مش فاهمه ولا كلمه بس اللى اقدر‬ ‫اقوله متتكلميش عن حد فى غيابه وطنط فوقيه بالذات ست طيبه جدا‬ ‫وعماد روحه فيها‬ ‫علا ‪ :‬اسكتى انتى مفيش حد اهبل منك والبنتين اللى بره دول شكلهم‬ ‫هبل زيك بالظبط‬ ‫اللى اسمها منار متعرفش انها دخلت الخيه برجليها عشان فوقيه تاخد‬ ‫تار اختها من عصام‬ ‫بكرة تيجى تبكى بدل الدموع دم عاللى فوقيه ناويه تعمله فيها هى وابنها‬ ‫مش بعيد يطلقها يوم جوازها عشان فوقيه تاخد انتقامها الموعود‬ ‫سها محاوله التحكم فى صوتها ‪ :‬ايه يا ماما الكلام الفارغ اللى‬ ‫حضرتك بتقوليه ده‬ ‫انتى اصلا تعرفى طنط فوقيه منين؟‬ ‫علا ‪ :‬زى اختها بالظبط مايفرقوش عن بعض‬ ‫يفرشولك الارض ورد بحنيتهم ورقتهم وبعدين تيجى قرصه التعبان‬ ‫على خوانه‪.‬‬ ‫اختها زمان كانت اعز صديقه ليا وبعدين اكتشفتها على حقيقتها لما‬ ‫خطفت منى حب عمرى‬ ‫وفى الاخر اخدت ايه ؟ انتحار بعد فضيحه بجلاجل سببها عصام بيه‬

‫يمكن انا بالنسبالك مش ام صالحه وبتتمنى تبقى فوقيه او نفين امك‬ ‫بدالى بس بكرة تعرفى انى احسن منهم‬ ‫على الاقل انا بوش واحد يمكن مش الكل بيحبه بس مش بضحك على‬ ‫حد وافهمه انى بحبه وانا مش كده‬ ‫انما فوقيه‪..............‬‬ ‫الجم لسان علا واتسعت عينا سها للصوت الصارم الذى قاطع علا ‪:‬‬ ‫كلنه واحده تتقال على ماما فوقيه زياده وهيبقى ليا تصرف تانى وانتى‬ ‫يا استاذة سها مش عيب تسيبى ضيوفك وتقفى تطعنى فى ضهرهم هنا؟‬ ‫سها بسرعه ‪ :‬والله يا عماد انا ماتكلمتش عن حد‪ ....‬انا اصلا مش‬ ‫عارفه ماما بتتكلم عن ايه‬ ‫علا ببرود وهى تتجه للخارج وتدفع كتف عماد عمدا ‪ :‬بكرة تشوفوا‬ ‫بعينكم‬ ‫خرجت علا لتلتفت سها بسرعه معطيه ظهرها لعماد وكأنها طفله‬ ‫تختبئ من والدها وقد كانت فعلتها ذات قدرة عجيبه على اطفاء غضب‬ ‫عماد فاقترب منها ولا تزال توليه ظهرها ‪ :‬ماتخافيش انا سامع الكلام‬ ‫من الاول وعارف انك ماقولتيش حاجه‬ ‫سها زافرة بارتياح ‪ :‬الحمد لله كنت خايفه ما تصدقنيش‬ ‫لف عماد يده حول خصرها ضاما اياها الى صدرة بقوة ‪ :‬ما اقدرش‬ ‫اكدبك‪ .....‬اللى زيك مايعرفش يكدب‬

‫سها بتوتر وارتجاف مفاجئ ‪ :‬عماد الناس برة مينفعش اللى انت بتعمله‬ ‫ده‪ .......‬انت نسيت ولا ايه‬ ‫اتاهم صوت ماجد الجهور من الخارج ‪ :‬يا عم عمده‪ ..‬تعالى شيل بنتك‬ ‫يا عم دلقت علينا الشربات‬ ‫ماتلموا عيالكم يا ناس‬ ‫يا مدام سها‪ .......‬تعالى شيلى عيالك يا ست‬ ‫عماد متمتما بغيظ لم يعلم اهو من نفسه لعدم تحكمه وفلات السيطرة‬ ‫على نفسه ام من ماجد لانه قطع عليه تلك اللحظه التى اذابته حتى‬ ‫النخاع‪ :‬دا انا اللى هاجى اشيلك وارميك من عالسلم يا ماجد الكلب‬ ‫ضحكت سها بينما تجه عماد للخارج وعاد براسه فجأه ‪ :‬خدى بالك‬ ‫الناس دى ماشيه ماشيه‬ ‫واما تمشى تمشى راجعلك واخد كاااااااااااااااااااافه حقوقى ومستحقاتى‬ ‫منك‬ ‫انا خلاص بقى‬ ‫ماشى‬ ‫خلااااااااااااااااص‬ ‫بعد ذهاب الجميع اتجهت سها مسرعه الى غرفتها حامله وفاء واغلقتها‬ ‫حولها بالمفتاح‬ ‫حاول عماد مرارا وتكرارا الدخول ولكن سها لم تسمح له بذلك‬

‫فى الايام التاليه اصبحت عادتهما الارتطام وقت الفجر والذى كان فى‬ ‫اغلب الاحيان ان لم يكن دائما متعمدا من عماد ليتثنى له لف زراعيه‬ ‫حول سها او غير ذلك مما يستطيع فعله بداعى القلق والخوف عليها‬ ‫كذلك كانا يترافقان معظم ساعات النهار بالمطبخ بينما سها تتعلم اعداد‬ ‫الطعام وعماد اما يساعدها او يحمل الصغير ريثما تنتهى\" ماما سها\"‬ ‫حاول عماد التقرب لسها بكل الطرق بعدما اعترف لنفسه اخيرا بأن‬ ‫قلبه بات ينبض باسمها الا انها دائما كانت تبتعد كلما حاول التقرب اليها‬ ‫كزوج‬ ‫خرجا يوما الى النادى وكانت سها والصغيرة سعيدتين كثيرا وقد‬ ‫اسعدهذا عماد ايضا لكن فجاه اضطربت سها وصارت ترتجف مطالبه‬ ‫بالعوده الا المنزل فورا حتى انها سبقته الى السياره دون انتظار مناقشه‬ ‫او رد‬ ‫عندما عادا الى مسكنهما لم يطالب عماد بمبرر عكسما توقعت سها بعد‬ ‫صمته الطويل فى طريق العوده بل وضع الصغيرة فى فراشها واتجه‬ ‫الى غرفته بصمت‬ ‫شعرت سها بالذنب فحاولت الذهاب للاعتذار عن افساد العطله لكنها‬ ‫فوجئت بل صدمت بما فعله بها عماد‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫نهايه الفصل الثلاثون‬

‫اعلان الفصل الحادى والثلاثون‬ ‫سها ‪ :‬والله يا عماد مظلومه‬ ‫عماد ‪ :‬انتى طالق‬ ‫‪........................................‬‬ ‫منار ‪ :‬طلقنى‬ ‫فوقيه ‪ :‬عصام اغتصب اختى وسجن ابويا‬ ‫عصام ‪ :‬فوقيه واختها وابوها دمروا حياتى بكل ما تحمله الكلمه من‬ ‫معانى‬ ‫ماجد ‪ :‬انتى طالق‬ ‫الفصل الحادى والثلاثون‬ ‫دوام الحال من المحال‬ ‫انها جمله قالها اجدادنا كحكمه وتجاهلها الكثيرين لكنها حقيقه فدوام‬ ‫الحال‪ ............‬من المحال‬ ‫نتشارك الاوقات الحلوة والمرة ونسير معا فى دروب الحياه لسنوات‬ ‫طويله ثم نفترق ويجور الزمان على تلك العلاقات حتى اننا ننساها او‬ ‫البعض يتناساها‬

‫من منا لم يتالم لتقلبات الحياه‬ ‫ومن منا لم يفقد اصدقاء اعزاء او افترق عنهم لظروف الحياه‬ ‫نعم انها الحياه فلو عشنا بسعادة الا الابد لم سميت حياه‬ ‫حتى لو لم نفترق عنهم فنحن لا نعيش سعداء دائما فالحال دائم التقلب‬ ‫كالارجوحه تتطاير للعلياء ثم تهبط حتى القاع‬ ‫لو لم تكن هكذا لكانت الجنه وليست الحياه ففى النهايه الحياه هى‬ ‫محض سلسله من الابتلاءات‬ ‫منا من يفهمها ويصبر ليلقى الجزاء فى الدار الابديه ومنا من يتأفف‬ ‫دائما منها بل ويلعنها متناسيا ان الله هو الدهر ولا يجب ان نلعن الدهر‬ ‫وعندما تواجهنا المصاعب وتعركلنا مصائب تلك الحياه فقد حان وقت‬ ‫الاختبار يا ساده‬ ‫انه اختبار الصبر‪ .‬اختبار الايمان‪ .‬بل واختبار الثقه فى الله‬ ‫من منا يفكر دائما فى ان ما يصيبه هو خير حتى لو كان فى اعين كل‬ ‫اخلائق شر‬ ‫من الذى دائما يفكر فى ان اخير هديه من الله والبلاء اهدى لترفع به‬ ‫الدرجات وتتقرب بواسطه المنازل‬ ‫الم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم \" عجبا لامر المؤمن‬ ‫وبالنهايه ‪ :‬انت تريد‪ ......‬وانا اريد‪ .............‬والله يفعل ما يريد‬

‫‪..............................______________________............‬‬ ‫‪............................‬‬ ‫كان يوما مشمسا من ايام الربيع قبل حلول شمس الصيف الحارقه حين‬ ‫اصطحب عماد زوجته سها وابنته الى النادى ليستمتعوا بالهواء العليل‬ ‫وكم كان عماد سعيدا لرؤيه البسمه الصافيه تنير وجه زوجته وابنته بل‬ ‫على الصحيح وابنتيهما‬ ‫نعم فأول كلمه نطقتها الصغيرة وفاء كامله هى\" ‪ :‬ماما \" التى بالطبع‬ ‫وجهت لسها وسها فقط‬ ‫لكن ‪ .............‬نعم لابد من كلمه لكن‬ ‫فحين تنقلب السعادة الى والبسمه الى التجهم والعبوس بل والخوف لا بد‬ ‫من‪ .......‬لكن‬ ‫فجاه ظهر العبوس والاضطراب على سها ودون سابق انذار التتقطت‬ ‫الصغيرة وحقيبتها معلنه الذهاب بكلمات غير متناسقه وقد اسرعت الى‬ ‫السيارة بخطوات اقرب للركض‬ ‫لم يجد عماد بدا من الالحاق بها وكم تعجب لامرها واضرابها لكنه‬ ‫وقبل ان يصل الى السيارة لمح ذلك الرجل الذى تتابع عيناه سها بوقاحه‬ ‫بينما سها تجلس بالسيارة واضعا يدها بجانب وجهها وكانه تحاول‬ ‫الاختباء من هذا الرجل‬ ‫كم ارارد عماد الذهاب اليه ولكمه بقوة عقابا عن تلك النظرات الوقحه‬ ‫التى يغزو بها زوجته لكن كلا الرجلين التفتا الى مصدر الصوت‬ ‫الانثوى المنادى ‪ :‬يحى‪.‬‬

‫بعدها اتت امرأه ترتدى ثيابا اقل ما يقال عنها انها لفتيات الليل تتعلق‬ ‫برقبه المدعو يحى‬ ‫لحظه‪ ......‬الم يدون فى شهادة طلاق سها ان اسم الزوج هو يحى ؟‬ ‫ان كان هذا الرجل هو يحى زوجها الاسبق نفسه فلم تختبئ منه هكذا ؟‬ ‫اليس من المفترض انها تكرهه ؟ وهل الكراهيه تعنى الاختباء ؟‬ ‫اما كان من الاولى ان تظل معى لتثبت انها لا تفكر بامرة ولا تعيرة‬ ‫اهتماما ؟‬ ‫لم الاختباء اذا ؟‬ ‫لا يختبى المرأ الا اذا اراد ان يهرب من اخطائه‬ ‫ماالذى تخشى سها ان يخبرنى به طليقها ؟‬ ‫ابتسم عماد لنفسه بسخريه قبل ان يتوجه الى باب سيارته‪:‬‬ ‫حسنا اذا‪ ..........‬ها قد حان اوان الاعترافات عن اخطاء ماضيكى يا‬ ‫زوجتى البريئه‬ ‫لطالما شككت ان وراء رفضك لى شيئا ما ولن اسامحك ابدا ان كان‬ ‫السبب حبك القديم‬ ‫ادار عماد محرك السيارة بصمت بينما لمح ابتسامه ماكرة من ذلك‬ ‫المسمى يحى صوبت تحديدا تجاهه وكم اثارت تلك النظر تدفق الدماء‬ ‫المغليه فى راس عماد‬

‫لكنه كالعادة ابقى شعورة الداخلى مغلفا بالبرود دون التعليق بحرف‬ ‫واحد حتى وصلوا الى شقتهم فاسرعت سها الى غرفتها ولا تزال على‬ ‫حاله الذعر التى تملكتها بينما شعرت الصغيرة بذلك ولم تكف عن‬ ‫البكاء المستم حتى اواها عماد الى فراشها ولكنها لم تلبث نائمه لفترة‬ ‫طويله‬ ‫حاولت سها اطعامها او تبديل ملا بسها لتكف عن البكاء ولكنها لم تفعل‬ ‫وكأن حاله بكأئها تلازم هستيريه سها‬ ‫لم تستطع سها فعل شيئ فجلت ارضا تحتضن الصغيرة بقوة الى‬ ‫صدرها وهى تبكى بمرارة فاختلطلت دموعها بدموع ابنتها وصارت‬ ‫اهاتهما متحده حتى لا يكاد الناظر يفرق ايهما صوت الطفله‬ ‫كان جسدها يرتجف لتدفق الذكريات السيئه بل هى اسوأ ذكرياتها‬ ‫تذكرت الالمها المبرحه لدى نزوال السوط على جسدها فاطلقت‬ ‫تاوهات مكتومه وكأن السوط لايزال يخترق جسدها الى الان‬ ‫تتذكر جرها عالعبده الى فراش الزوجيه من قبل مجرد سكير حقير‬ ‫تتذكر نظرات ذلك الوحش كلما سالها والداها عن حالها فيخرج صوتها‬ ‫الكاذب عن انها بخير جراء تلك النظرات المهدده‬ ‫تتذكر اخر مرة ضربها ذلك الوحش بهستيريه حتى كاد يؤدى بحياتها‬ ‫ظلت تتذكر وتتذكر وتبكى بذعر واهات لم يسمعها سوى الصغيرة التى‬ ‫كانت تحتضنها سها بقوة وكانها قشه النجاه الوحيده التى تتعلق بها الان‬ ‫لتحتمى بها من ذلك الاعصار الجارف بينما تردد من بين اهاتاها ‪:‬‬

‫ارحمنى يا رب‪ ......‬يا رب‪ ...‬ارحم امتك الضعيفه هذه‪ ........‬مليش‬ ‫غيرك يا رب‬ ‫احيانا يكون البكاء راحه فعندما نبكى نخرج كل ما بداخلنا من شحنات‬ ‫سلبيه ملئت عالمنا بالقسوة وكلما نبكى ونستجير بخالقنا لكم ترتاح قلوبنا‬ ‫ويغزوها الراحه والسكينه\" الا بذكر الله تطمئن القلوب\"‬ ‫انتهت سها من بكائها بينما كانت الصغيرة تنظر لها ببراءة تعبر عن‬ ‫الاسى فاهى هى ترى امها تبكى وهى تحتضنها‬ ‫نظرت لها سها باباتسامه بعد ان مسحت دمعها \" انتى عارفه ان ماما‬ ‫تعبانه مش كده ؟ انتى حاسه بيا يا قلبى صح؟‬ ‫تعلقت الصغيرة برقبه سها مطالبه بحملها فلبت سها على الفور‬ ‫حملتها واخذت تحدثها بحنان ‪ :‬عارفه يا فوفو لما ان شاء الله تكبرى‬ ‫هتفضلى علطول قريبه من قلبى‪ .‬هبقى ديما جنبك زى ضلك تحكيلى‬ ‫كل حاجه ونبقى احسن اصحاب فى الدنيا ‪.‬عمرى ما هسيبك لحد يهوب‬ ‫ناحيتك زى ما امى عملت‪ ...‬اللى هيجرأ بس ياذى بنتى حبيبتى همحيه‬ ‫من على وش الدنيا‬ ‫امسكت بخنصر الصغيرة بطفوليه ‪ :‬وعد يا روح ماما هنسى كل‬ ‫الماضى عشان خاطرك وخاطر بابا وهبدأ حياتى من اول وجديد‬ ‫عمرى ما هخاف تانى‬ ‫ايه ده ؟ اااااااااااه صحيح شفتى يا فوفو نسينا ايه ؟‬

‫نسينا نصالح بابا ؟ يلا يا عثوله يا روحى ماما نروح نصالحه ونحكيله‬ ‫على كل حاجه‬ ‫الفتاه ‪ :‬ما ما‬ ‫سها ضاحكه ‪ :‬ههههه لا بابا بابا يلا قولى كده‪ .‬بابا بابا بابا‬ ‫نظرت لها الصغيرة ببراءة محاوله التقليد ‪ :‬ب بب‬ ‫سها ‪ :‬هههههههه يلا بينا نروح لبوب‬ ‫بحثت سها عن عماد فى ارجاء الشقه لتكتشف انه بغرفته فطرقت الباب‬ ‫بخفه ليسمح لها بالدخول‬ ‫كان عماد يجول فى غرفته كالنمر المفترس يتذكرك كلمات السافل يحى‬ ‫بعد ان عاد اليه بسرعه فى النادى ليعاقبه على نظراته الوقحه لزوجته‬ ‫ولكن يحى ذلك الماكر تعمد نظراته بوجود عماد لذا علم جيدا ان عماد‬ ‫سيعود فنصب له فخا وقع به عماد بسهوله‬ ‫عاد عماد يبحث عن يحى بالنادى الا ان وجده قرب بركه السباحه مع‬ ‫تلك الشقراء صاحبه البكينى وقد كان يولى عماد ظهرة‬ ‫ما ان اقترب عماد حتى توقف لدى كلمات يحى البذيئه ‪ :‬اما سها دى‬ ‫حته فرسه‪ ...‬متزعليش يا بيبى بس الواحد مش عارف ازاى طيرها من‬ ‫ايده‬ ‫الفتاه بميوعه ‪ :‬ايه بس يا باشا اللى عجبك فيها مش عارفه هى باين‬ ‫منها وش من قفا‬

‫يحى ‪ :‬ههههههه تعجبينى يا بوسى بس عارفه صدق المثل اللى بيقول‬ ‫\"الحرام حلو \"لما كانت حلالى مكنتش عجبانى كده بس دلوقتى حلوة‬ ‫اوى وهى بين ايدىا كده واحنا بنستغفل القرنى جوزها الجديد‬ ‫اما طلعت بت عرفت ازاى تقلبه بالاحترام عشان تعمل ما بدالها من‬ ‫وراه‬ ‫ضحك بشيطانيه ثم اضاف ‪ :‬بس شكله دابحلها القطه شفتى خافت ازاى‬ ‫ودارت وشها منها لحسن يعرف حاجه‬ ‫لم يستطع عماد سماع المزيد بينما ذهب الى بيته وكانه جسد بلا روح‬ ‫تتقاذفه الافكار ولكن هذه المرة كالاعاصير الفتاكه‬ ‫ما ان وصل حتى دخل غرفته لاهثا وكأنه يحاول الهرب بعيدا عن ما‬ ‫سمعه وراه ولكن كيف يمكن ان يكون هذا كذبا ؟ اليست ترفضنى ؟ الم‬ ‫تختبئ حقا عندما راته ؟ اهذا يفسر هروبها المستمر منى ؟‬ ‫لم يلبث عماد ان سمع طرقاتها على بابه وبعد ثوان وجد المجرمه ماثله‬ ‫امامه‬ ‫سها ‪ :‬عماد انت صاحى ؟‪....‬انا كنت عايزة اتكلم معاك فى موضوع‬ ‫كده‬ ‫عماد صارخا ‪ :‬حبيب القلب مش كده‬ ‫سها بصدمه ‪ :‬نعم ؟‬ ‫عماد وهو يجذب الصغيرة من يدى سها ‪ :‬هاتى بنتى اياكى تلمسيها‬ ‫تانى‪ ........‬اللى يزيك ايده قذرة متلمسش طفله‬

‫انا اتجننت عشان فكرت ان اسيب مسؤليه بنتى بين ايدين واحده زيك‬ ‫سها ‪ :‬انت بتقول ايه يا عماد‬ ‫عماد ‪ :‬بقول اللى سمعتيه يا مدام‪ .....‬انتى اقذر انسانه عرفتها انا لولا‬ ‫واعى ان بنتى محتاجانى كنت دفنتك مكانك‬ ‫سها ‪ :‬عماد انت اجننت‪ .......‬ازاى بتقولى كده ؟‬ ‫وضع عماد الصغيرة جانبا وبكل ما يحمله من اسى وغضب واشتعال‬ ‫داخلى اتجه اليها ممسكا برقبتها دافعا اياها حتى التصقت بالحائط ‪:‬‬ ‫كفايه يا مدام‪ .‬كفايه تمثيل انا عرفت كل حاجه‬ ‫رجعتله بعد ما جبتك وعرفت كل حاجه يا احط مخلوقه فى الوجود‬ ‫سها ببكاء ‪ :‬اكيد يحى قالك حاجه غلط‬ ‫انا مظلومه يا عماد متصدقش حاجه تتقال عنى‬ ‫عماد مقربا وجهه بشده من وجهها ذلك الوجه الذى بات يحمل كل‬ ‫معانى الغضب حتى كادت عيناه تترك مكانها من شده الجحوظ ‪:‬لو‬ ‫نطقتى اسم الكلب عشيقك ده على لسانك تانى هقتلك‪ ......‬اكرملك تنفدى‬ ‫بحياتك دلوقتى قبل ما ارجعك بيت اهلك جثه‬ ‫سها‪ :‬عم‪..........‬‬ ‫عماد ‪ :‬انتى طالق‬ ‫لم ينتظر منها حرفا واحدا اخر بل جرها حتى رماها خارجا واغلق‬ ‫الباب بقوة هزت كيان سها كاملا‬

‫جلست على الارض تحاول استيعاب ما يجرى الان‬ ‫وجدت الصورة مشوشه اما عينيها وكأن الحيطان اصبحت متداخله‬ ‫هل هذا وقت فقدا ن الوعى ؟‬ ‫هزت راسها بعنف وكأنها تجيب بلا‬ ‫بقوة مجهوله قامت من الارض تدق الباب برجاء وعنف ودموع‬ ‫هستيريه مطالبه عماد بسماعها ‪ :‬اسمعنى يا عماد ارجوك‪ ......‬افتح‬ ‫نتكلم‪ .......‬الله يخليك يا عماد اسمعنى‪ .....‬ابوس ايدك بلاش كده‬ ‫‪........‬وفاء بتصرخ يا عماد هاتها ارجوك مش هتسكت غير فى‬ ‫حضنى‬ ‫هات بنتى يا عماد‪ .......‬بنتى بتعيط يا عماد عايزة حضنى‪ ...........‬انا‬ ‫هموت من غيرها عماد‪ ..........‬عماد‬ ‫بينما بقى عماد جالسا خلف الباب يمسك راسه بقوة بين يديه ويضغط‬ ‫على اذنه بقوة ليمنعها من سماع اهات اقرب مخلوقتين فى الكون الى‬ ‫قلبه انهما ابنته التى تصرخ بتنفاس متقطعه‪ :‬ماما‬ ‫وزوجته التى تصرخ بهيستريه بكلمات مبعثره مغزاها كلمتين فقط ‪:‬‬ ‫ابنتى‪ ...........‬ومظلومه‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪.....................................‬‬

‫بعد منتصف الليل فى فيلا هشام الاسعد دق جرس الباب الداخلى فافزع‬ ‫من بالداخل‬ ‫نزل هشام الدرج بذعر وهو يربط حزام\" الروب \"تتبعه علا بينما‬ ‫فتحت احدى الخادمات الباب لتطل سها او بالاحرى جسد سها الذى‬ ‫غادرته روحها‬ ‫نظر لها هشام بتفحص وكذلك علا ثم تبادلا النظرات وكأنهما يتأكدان‬ ‫من كون الشخص الواقف امامهما هى سها‬ ‫كانت تقف كالموتى بنظرات تاءهه عينان يغزوهما الالم وجه خالى من‬ ‫اى تعبير سوى الالم‬ ‫ملابسها غير مهندم كحجابها وحذائها مليئ بالاوساخ وكانه كانت تسير‬ ‫عبر برك المياه دون ان تنتبه‬ ‫قطع هشام باقى السلالم بسرعه البرق ملتقطه ابنته لتقع بين يديه عوضا‬ ‫ان ان تقع ارضا ليحملها الى غرفتها فورا مطالبا الخدم بمهاتفه طبيبها‬ ‫المختص او على الصحيح\" طبيبها النفسى\"‬ ‫عادت سها الى وضعها النفسى السابق مرة اخرى لكنمع بعض‬ ‫التعديلات‬ ‫تبقى طوال النهار بغرفتها باكيه تدعو الله على سجاده صلاتها بينما‬ ‫تستيقظ ليلا فزعه تملأ صرخاتها الاجواء لكن هذة المرة لم تكن‬ ‫صرخات الخوف من يحى فقط بل رافقتها صرخات النداء على على‬ ‫عماد وابنتها وفاء ثم تعود للنوم مرة اخرى بعدان تحظى باحدى حقن‬ ‫المهدئ‬

‫حاولت علا محادثتها لكنها لم تلقى سوى كلمات اذابت روحها من ابنتها‬ ‫الوحيده‪ :‬انتى السبب يا ماما فى كل اللى انا فيه‬ ‫انا بكرهك‪ ......‬عارفه يعنى ايه وصلتينى لمرحله انى اكره امى‬ ‫لا امى ايه ؟انتى اصلا مش ام ؟‬ ‫انتى اللى رمتينى ليحى زمان رغم انك كنت عارفه بحالات الصرع‬ ‫بتاعته بس ازاى ؟‬ ‫ازاى الفلوس والمركز ده يطير من بين ايديكى ؟‬ ‫انتى اللى رمتينى له لقمه سهله وانا لسه بنت مكملتش ‪ 18‬سنه‬ ‫انتى اللى دمرتى حياتى وسيبتيه هو كمان يدمرهالى‬ ‫انتى الى بسببك خسرت اكتر انسان حسيت معاه بالراحه والامان‬ ‫انتى اللى بسبببك خسرت بنتى اللى عوضتنى نقص الامومه اللى‬ ‫هعيش بيه بقيت حياتى‬ ‫انا مش عايزة اشوفك تانى العى برة انتى لا يمكن تبقى انسانه انتى‬ ‫متوحشه‬ ‫خارت قواها وهى تجلس ارضا بينما اخرجت الممرضه علا كى لا‬ ‫تزداد حاله سها سوءا ‪:‬طب ازاى ؟ ده حتى الوحوش بتحمى ولادها ؟‬ ‫انما انتى بترمينى لاى حد ينهش فيا‬ ‫كانت سها حقا تمر بازمه كبيرة كانت تشعر انها ضائعه وتائهه بدون‬ ‫عماد لم تعرف انها فى هذه الفترة الوجيزة انها تعلقت به وبابنته لهذه‬ ‫الدرجه بل لم تعد وفاء مجرد ابنته حبيبها لقد اصبحت ابنتها‬

‫تلك الطفله البريئه التى تعلقت سها بها واحبتها كثيرا‪ .‬لكم اقامت من‬ ‫ليال تشكر فيها الله على ان رزقها تلك الطفله بعد ان فقدت الامل فى ان‬ ‫تصبح اما او يصبح لها زوجا و عائله يوما ما‬ ‫عاد عماد الى بيته بعد منتصف الليل كما اعتاد دائما بعد رحيل سها بعد‬ ‫انهماكه فى العمل طيله النهار وسهرة بالمكتب بعد ذهاب الموظفين‬ ‫لا يريد العوده الى المنزل الذى جمعه يوما بتلك التى استطاعت‬ ‫اختراق حواجز قلبه كالسهم المسحور الذى لا تستطيع اى حواجز‬ ‫الوقوف فى طريقه الذى اتخذه مباشرة الى القلب‬ ‫فى ذلك البيت تهب نسمات الهواء محمله بالذكريات عن تلك الاميرة‬ ‫الخياليه التى ملئت الاجواء سعاده ودفئا وحنانا‬ ‫يفتح باب جنته التى اصبحت خرابا بعد ذهابها ليرى طيفها ينتظره‬ ‫بالبسمه خلف الباب بعد ان تلوح له من النافذة التى تنتظرة بها وهى‬ ‫تحمل طفلتها وهى تحثها على القاء التحيه \" حمد لله على السلامه يا بابا‬ ‫\"‬ ‫فيتلقى بدورة الطفله ويقذفها فى الهواء للتعالى ضحكاتها التى تذيب‬ ‫قلوبهم وتجعلهم يتضاحكون معها دون اى عناء‬ ‫يأخذ نفسا عميقا وهو مغمض العينين بالم وحسرة ثم يضئ الانوار‬ ‫ويخلع سترته بانهاك لتقع عينيه على تلك الاريكه العريضه التى كانت‬ ‫سها تنام عليها كالملاك وهى تلف ابنتها بين زراعيها بواسطه الغطاء‬ ‫تحميها من البرد‪ .‬يبتسم لرؤيه ابنته او بالاحرى ابنتيه على هذة الحال ثم‬ ‫يضطر الى حمل كلتاهما معا الى السرير ليناما بحضنه الدافئ بأمان ثم‬ ‫يتألم قلبه فى الصباح لابتعاد حبيبته ثانيه‬

‫يشعر بالاختناق لذلك الطيف الذى يأبى تركه وشأنه ثم يطفئ الانوار‬ ‫بسرعه ليطرده بقسوة خارج عالمه‬ ‫يتقلب فى فراشه كل ليله تتأبى جفونه النوم مهما حاول‬ ‫تتدافع الصور والمشاهد الى عقله الذى يقر بانها مذنبه الا ان قلبه يأبى‬ ‫ذلك وبقوة‬ ‫يحاول اقناعه بأن تلك هى الحقيقه وانها خائنه لكن القلب الصادق‬ ‫يرفض دائما تصديق ذلك ‪ .‬نعم فكما يقولون‪ :‬قلب المؤمن دليله‬ ‫تلك العباره التى تعنى\" استفتى قلبك وان افتاك الناس\"‬ ‫يذهب بعد اداء الفجر الى المطبخ لتناول التمر واللبن كما اعتاد مؤخرا‬ ‫من سها فيجلس بطاوله المطبخ تزوغ عينه يمينا ويسارا وتلتفت بكل‬ ‫شبر يحمل ذكراها فى ذلك المكان‬ ‫هنا فى المقعد المقابل على الطاوله كانت تدمع عيناها لتقطيع البصل‬ ‫فيمد يده ليمسح دمعها بيديه‬ ‫يبتسم لنفسه بسخريه‪ .‬يالهى كم كرهت البصل لانه تسبب بنزول تلك‬ ‫الدموع من مقلتى ملاكى‬ ‫اما هنا فى ذلك الركن هناك فقد اسقطت الاناء الفخارى الذى كاد يؤذى‬ ‫اصابعها الرقيقه وقت ان هرول هو مسرعا الى المطبخ لينهيها عن ذلك‬ ‫ويقوم هو بجمع حطامه بدلا عنها بينما هى تقف على مقربه منه وكلها‬ ‫لوعه وخوف ان تصاب يده بواسطه احدى القع المتناثرة‬

‫اما هناك فوق تلك الطاوله المستقيمه فقد كانت تحاول رفع تلك الخصله‬ ‫من شعرها الحريرى ‪ .‬تلك الخصله الهائمه على وجهها بينما كلتا‬ ‫يديها مليئتان بالعجين التى ارادته كعكه لاسرتها فياتى عماد ليقترب‬ ‫منها بشده فتتراجع للخلف الى ان تصطدم بحافه الطاوله فيلف ذراعه‬ ‫حول خصرها ليقرب وجهها الى وجهه ثم يقوم برفع خصله شعرها‬ ‫باطراف اصابعه وبكل ما يتملكه من بطئ وكانه يريد ان يمسك اله‬ ‫الزمان لتتوقف هنا بينما حبيبته بين احضانه ووجهها يقابل وجهه‬ ‫وانفاسها تختلط بانفاسه‬ ‫تلك اللحظه من الزمان حين استطاع لوهله ان يلامس شفتيها بشفتيه قبل‬ ‫ان تلطخ قميصه بالعجين لابعاده ثم تهرب سريعا الى خارج المطبخ‬ ‫متعلله بسماع صراخ وفاء النائمه بهدوء فينظر بدورة بغيظ الى‬ ‫هروبها المتعمد ثم يلتفت الى قميصه لينفجر من الغيظ وهو ينادى‬ ‫بأعلى صوته ‪ :‬سها‬ ‫يشعر بالاختناق وبأن الهواء قد نفذ من هذا المكان وكأن اكسير حياته‬ ‫صار يتبعها ولم يعد يستطيع التنفس فى غيابها‬ ‫يفتح باب الشرفه ليجدها هناك تبتسم وهى تطعم صغيرتها بحنان بينما‬ ‫هو يتناول قهوته الصباحيه بعد الافطار وهو يراقب ابتسامتها بينما‬ ‫تطعم الصغيرة المتأبيه للطعام كعاده الاطفال بينما هى تحاول اقناعها‬ ‫بكل رقه ‪ :‬يلا يا فوفو‪ .......‬مين حبيب مامى اللى هيفتح بقه وياكل ممم‬ ‫‪........‬يلا يا وفاء بقى عشان خاطر ماما‬

‫تأكل الصغيرة القليل فقط فتلتفت ملاكه اليه ‪ :‬شوف معايا صرفه يا‬ ‫عماد البنت مش بتاكل كويس انا عايزة اروح اباشر مع دكتورة تغذيه‬ ‫عشان تلاقيلى حل‬ ‫عماد ‪ :‬هههههههههه براحه بس اهدى كده دكتورة ايه بس دى طفله دة‬ ‫العادى بتاعها يعنى‬ ‫سها بحزم ‪ :‬بس بس انت مش عارف حاجه‪ ..‬وفاء ياحبيبتى خاسه‬ ‫خالص انا عايزاها تكبر بسرعه وتمشى وتجرى وتلعب كده‬ ‫تنظر للطفله بحنان ‪ :‬مش كده يا روحى ؟ انت مش عايز تكبر وتسمع‬ ‫كلام ماما بقى ؟‬ ‫تداعب الطفله بيدها وجه امها الحنون فتذوب سها بتلك الحركه وتنور‬ ‫الابتسامه بل والضحكه وجهها الا ان تلتفت الى سؤال عماد فجأه ‪ :‬انتى‬ ‫مش عايزة تغيرى اسمها ؟‬ ‫سها باستغراب ‪ :‬اسم وفاء ؟ ‪.‬ليه ؟دة جميل جدا‬ ‫عماد وهو يلقى بنظرة بعيدا ‪ :‬على فكرة وفاء متسميه على اسم‬ ‫المرحومه مامتها ؟‬ ‫سها بهدوء ‪ :‬انا عارفه‬ ‫عماد ‪ :‬دة عادى ؟ يعنى حابه الاسم عادى؟‬ ‫سها ‪ :‬يعنى انت عايز تغيرة ؟‬ ‫عماد ‪ :‬مترديش سؤالى بسؤال ‪ .‬انتى مش عايزة تغيريه ؟‬

‫سها وهى تنظر لعينيه مباشرة ‪ :‬لا‪ ....‬عمرى ما فكرت ولا هفكر اغيرة‬ ‫لما تكبر ان شاء الله هحكيلها واقولها قد ايه باباها كان بيحب ماماتها وقد‬ ‫ايه كانت بنى ادمه جميله قدرت تزرع جوة باباها كل حب وحنان ووفاء‬ ‫‪.‬‬ ‫الوفاء اللى خلاه يحتفظ باسمها لبنتها عشان يفضل ديما يفتكرها بيه‬ ‫ويدعيلها بالرحمه‬ ‫الاسم اللى لازم لما تكبر تفتخر بيه وتقول انا اسمى وفاء على اسم امى‬ ‫اللى ولدتنى على اسم امى اللى كانت انسانه وفيه بمعنى الكلمه قدرت‬ ‫تزرع الوفاء والخير والحب فى اقرب الناس لقلبها‬ ‫عمرى يا عماد ما اقدر احرم بنتى من اكبر ورث ورثته من امها ومن‬ ‫اكتر حاجه بتخليك فى نظرها انسان وفى مقدرش يتخلى عن ذكرى‬ ‫امها‬ ‫ابتسمت ثم اضافت ‪ :‬انا بتمنى فى يوم من الايام لما اموت يبقى ليا ولو‬ ‫حاجه صغيرة فى قلبك تفكرك بيا‬ ‫برتاح اوى لما بفكر انك ممكن تفتكرنى بعد لما عمرى ينتهى واختفى‬ ‫من حياتك ولو بحاجه بسيطه ولو بمقدار صغير قد كده من اللى بتفتكر‬ ‫بيه وفاء الله يرحمها‬ ‫كان عماد تائها وقتذاك فى بحور عينيها التى تشع حنانا وصدقا ‪ :‬ماهذة‬ ‫المرأه اهى بشر ككل ما يتراى امامى ام اننى اصبحت ذا قوى خارقه‬ ‫استطيع بواستطها رؤيه ملاك مثلها‬

‫عاد الى ارض الواقع ليخرج صوته رغما عنه مليئا بالام المصاحب‬ ‫للسخريه المريره ‪ :‬كنتى بتتمنى افتكرك بمقدار صغير من اللى بفتكر‬ ‫بيه وفاء! ؟‬ ‫‪.‬وفاء عاشت معايا سنه ومجرحتنيش بفراقها قد ماجرحتينى انتى يا‬ ‫سها‬ ‫يا ملاك كداب مزيف ورغم زيفه قدر يخنق قلبى بايده ويعصرة جراح‬ ‫واهات‬ ‫يا اكبر جرح واه فى حياتى ‪ .‬انا لا موت امى وابويا ولا فراق وفاء‬ ‫وجعنى قد ما وجعنى خيانتك يا سها‬ ‫خيانتك اللى نزلتنى سابع ارض بعد ما عليت بحبك سابع سما‬ ‫خيانتك اللى رجعت روحى للجحيم بعد ما عاشت معاكى فى الجنه‬ ‫خيانتك اللى رجعت بنتى لطيمه بيربيها جداتها بعد ما لقت ام ترتاح فى‬ ‫حضنها‬ ‫لا ومش لطيمه وبس يتيمه كمان بقيت اب مش عارف يهتم بيها ولا‬ ‫بنفسه‬ ‫اب من غير روح بيصرف وبس مبقاش لاقى جواه اى حاجه حلوة‬ ‫يقدمهالها بعد اللى عملتيه فيه يا سها‬ ‫اما فى فيلا هشام الاسعد فقد كانت حاله سها لا تتحسن ابدا ليس لها‬ ‫سوى البكاء والصلاة والدعاء ‪ .‬لاتأكل ولا تستطيع النوم‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook