قابله صديقه بينما اكمل راكضا :لازم امشى يا كمال هات الشنط عالبيت استقل اول ما قابله من سيارة اجرة واملى سائقها العنوان ليصل بيته بأقصى ما يمكنه هلع جميع من بالبيت لدقات عصام الجنونيه وطرقات يده على الباب التى كادت تخلعه فتحت مى بينما نفين ومهند خلفها بهلع :بابا عصام دون مقدمات :اختك فين ؟ الجم لسان الجميع بينما كرر عصام السؤال باعلى صوته وعصبيته : منار فين انطقوا ؟ وقف الجميع كمن على رؤسهم الطير من هول الموقف واول من استجمع شجاعته للرد كانت مى بحروف مبعثرة :ما ..معاه .......ممم مم منار ..........مع ماجد ..................................................................................... .......... نهايه الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون وقف الجميع كمن على رؤسهم الطير من هول الموقف واول من استجمع شجاعته للرد كانت مى بحروف مبعثرة :ما ..معاه .......ممم مم منار ..........مع ماجد عصام بثورة :مع مين ؟ انتى بتقولى مع مين ؟ نهاركم اسود ازاى تسيبوها تمشى معاه كانت نفين فى ذلك الوقت قد افاقت من هولها :ايه يا عصام فى ايه مالك ؟ اقعد بس كده ارتاح الاول حمدلله على سلامتك عصام وقد امسك نفين بقوة من كلتا يديها :ارتاح!
انتى بتقولى ارتاح ؟ انتى مش حاسه بالمصيبه اللى احنا فيها ؟ اه ياهانم مانتى نايمه على ودانك ولا انتى هنا بنتك هتضيع منك يا نفين هانم لو معرفتش هى فين حالا انتاب الراعب الجميع واخذوا يكيلون الاسئله دفعه واحده مى :فى ايه يا بابا فاهمنا الله يخليك مهند :مصيبه ايه يا بابا واخيرا نفين :اهدى يا عصام فى ايه سيبت ركبى البنت خرجت مع جوزها اطمن وجه عصام نظرات ناريه نحو نفين ثم صرخ فيها :البيه جوز بنتك يبقى ابن فوقيه السيوفى يا هانم سارت القشعريرة فى ظهر نفين فجأه :فوقيه ؟ فوقيه السيوفى مين؟ اوعى تقول انها اخت........... اكمل عصام :ايوة هى نفسها .....اخت فاديه السيوفى كادت نفين تلقى ارضا بعد ان مادت بها الارض لولا ان عصام كان بالاصل يمسك كلتا يديها فامسك خصرها واسندها سريعا الى اقرب المقاعد عصام بلوعه :مايه بسكر بسرعه يا مى مى سريعا الى المطبخ :حاضر
وقف الشقيقان مى ومهند يراقبون والدهما بينما نفين بين زراعيه يحاول افاقتها لا يعلمان شيئا مما يقال ولا يفهمان ما يحدث حقا لكن ما اتفقا عليه وقتها انه هناك صاعقه على وشك ان تضرب تلك العائله بأقصى ما يمكنها استردت نفين وعيها شيئا فشيئا بينما هبط الدموع بجانب خدها ولا تقوى على الحراك :بنتى يا عصام .هاتلى بنتى بنتى معاه من الصبح يا عصام ما اعرفش عنها حاجه وتليفونتهم تقفل كان الدم يغلى فى عروق عصام بينما تمالك نفسه من الانفجار فى وجه نفين كى لا تزداد حالتها سوءا فوجه اسئلته نحو مى :خادها فين بالظبط يا مى ؟ اختك ماقلتكيش هيخروجوا فين ؟ لم تكن مى تفهم شيئا .لم يتحدثون عن ماجد زوج اختها الوقور وكانه مجرم قد اختطفها ؟ او لم يتحدثون عن جارتهم المحبوبه فوقيه وكأنها زعيمه احدى عصابات المافيه ؟ والاهم من هى تلك فاديه السيوفى التى اثيرت هذه الضجه بسببها افاقت على جهور والدها :ما تردى انتى كمان انا بكلم بجم ؟ الحيوان ده اخد اختك فين ؟ هزت مى راسها نفيا قبل ان تجيب :ماعرفش يا بابا ماعارفش مهند بصوت متردد يكاد يكون واضح :ابيه ماجد مش وحش يا بابا انت خايف عليها منه ليه ؟
كاد يعصم يوجه جام غضبه الى مهند وما منعه سوى امساك نفين ليده قائله بصوت متهجد لابنائها :خدى اخوكى ودخلوا اوضتكم يا مى . مش عايز طرف حد فيكم يظهر النهارده غير لما انا اقولكم اوشك مهند على الاعتراض قبل ان تمسك مى بيده :يلا يا مهند مش وقته التفتت نفين الى عصام قائله برجاء يصاحب نبرات بكاؤها وضعفها : انت متأكد يا عصام ؟ فوقيه مامه ماجد هى نفسها فوقيه السيوفى ؟ عصام بلوم :ازاى ما عرفتيش يا نفين من قبل كده ؟ ازاى ترمى بنتك فى ايدهم قبل ما تعرفى اصلهم وفصلهم ؟ طب انا متغرب وكل اللى سالت عليه الولد واصل ابوة انما انتى اللى هنا والباب فى الباب ازاى ماعرفتيش انها نفسها نفين وهى تمسك راسها :معرفتش يا عصام ماعرفتش اعرف منين بس ؟ عمرى ما تخيلت ان فوقيه صاحبتى واختى تطلع نفسها فوقيه اللى عايزة تنتقم منك وتاذى ولادى يااااااااااااااااااااه كل دة جواها سواد بعد اكتر من 25سنه عرفت توصلنا و.............. اجهشت نفين بالبكاء :بنتى يا عصام بقت فى ايدهم .بنتى مكتوب كتابها ومعاه هيعملوا فى بنتى ايه يا عصام؟ هاتلى بنتى يا عصام انا عايزة بنتى
كانت انفاس عصام متقطعه وكانه صعد السلالم للتو ركضا :طب بالراحه ........نبدا من الاول انا جالى تليفون من المطار اول ما وصلت واحد قعد يقولى البلوة اللى عملتها زمان والتار اللى عليك وشرف الناس وكلام كتير عن الحداثه بتاعه زمان وبعدين قالى ........قالى انتفض قلب عصام قبل ان يكمل :اللى عملته زمان فىى بنات الناس هيتعمل فى بنتك الحقها كتمت نفين بيدها صرخه كادت تفلت منها او بالفعل فلتت ولكن كتمتها بيدها :بنتى ........بلغ البوليس يا عصام دفعت بجنون :قوم بلغ البوليس خليهم يجبولى بنتى قبل ما يعمل فيها حاجه عصام بتصميم :لا انا مش هتصل بالبوليس انا هتصل بحد تانى افاقت منار من شرودها على يد ماجد التى احاطت يدها واذا بباب المصعد يفتح ابتسمت لحبيبها بدورها وقبضت يدها الصغيرة حول يده وخرجا معا فوجئت بانهما لم يخرجا الى نفس الدور المطلوب فألوان الطلاء والزركشات وكذلك ابواب تلك الشقق ليست نفسها منار :هههههه ايه يا ماجد سلامه عقلك احنا طلعنا الدور غلط
التفتت باتجاه المصعد ثانيه بمرح :لف وارجع تانى فوجئت بيد ماجد ثابته وقدماه لم تتحرك انشا واحدا :ايه يا ماجد مالك ؟يلا ننزل الدور غلط ماجد بثبات :لا صح عقدت منار حاجبيها بينما التفت ماجد مبتسما :شقتنا هنا يا عبيطه انتى نسيتى ولا ايه ؟ منار :شقتنا ؟ صفقت يدها بسعاده :الله يا ماجد هتفرجنى شقتنا اخيرا انا عمرى ما شفتها ماجد جاذبا يدها باتجاه الشقه :طب يلا تعالى خطت منار بضع خطوات ثم توقفت :بس كده ما ينفعش ولا ايه ؟ يعنى ......ان قصدى هو يصح نتفرج انا وانت على الشقه لوحدنا ومش معانا حد نظر لها ماجد :خايفه منى ؟ منار :لا طبعا بس حاسه انه لوحدينا ميصحش ماجد :اولا احنا خرجنا من الصبح لوحدينا وباذن مامتك وصح ثانيا انا عايز اتكلم معاكى فى بيتنا ولا انتى رجعتى فى كلامك ومش عايزة تسمعينى
منار بابتسامه حنونه :انا اسمعك لو فى اخر الدنيا يا ماجد بس انت تكون مرتاح .مايهمنيش غير راحتك اخذ ماجد نفسا طويلا :طب يلا بينا فتح الشقه واضاء الانوار فاذا بمنار تنبهر بجمال التجهيزات والزركشات التى تحتويها الشقه رقص قلبها فرحا عندما تخيلت ان بالفعل سيجمعها عشا واحدا مع حبيبها يوما ما لوكن سرعا ما اهتز قلبها مع هزة الباب اثر اغلاقه التفتت الى ماجد قلقه ماجد :ايه يا منار فى ايه احنا هنعقد نتكلم واللى رايح واللى جاى يتفرج علينا ولا ايه ؟ منار بابتسامه متردده :صح عندك حق اشار ماجد الى فراش على الارض والذى كان يستخدمه العمال للراحه :تعالى نقعد هنا مفيش كراسى فى الشقه وافقت منار بايمائه من راسها بينما انقبض قلبها لتلك الملامح البارده التى غلفت وجه ماجد منذ فترة ومهما حاول اضفاء الابتسامه عليها تستطيع هى بسهوله ازاله هذا القناع الزائف ورؤيه ما تحته ثنت رجيها فى اتجاه واحد جانبا وجلست ارضا التفتت جانبا تضع حقيبا يدها وقبل ان تحول وجهها ثانيه صدمت لما فعله ماجد لقد مدد جسده ارضا واضعا راسه على رجلها يلتمس الامان
ببطئ ادارت راسها الي حيث قبع رأسه فوق رجلها :ماجد انت بتعمل ايه ؟ ماجد بصدق :مرتاح اوى كده .حاسس انتى طفل صغير نايم فى حضن امه اخر اليوم بيحكيلها على اللى حصل معاه انا كنت ديما بعمل كده زمان مع امى وتفضل تفركلى فى شعرى وانا بتكلم وبحكيلها بس لما كبرت العاده انتهت بالتدريج ابتسمت منار بينما قررت ترك حبيبها يفعل ما يريد فهى لن تبخل عليه بحنانها ابدا بحنان وضعت يدها الصغيرة تملس شعرة للوراء :كده ؟ ماجد :اممممممم منار بحنان :ههههه ..انا امك واختك وحبيبتك وصاحبتك ومراتك انا انت صح؟ ماجد :انتى اكتر من روحى صمت قليلا ثم اردف :هحكيلك حدوته .تسمعيها ؟ منار :اممممممم ابتسم ماجد ثم بدا بالسرد :كان فى راجل زمان اغتصب بنت ماكملتش 20سنه وكان ليها اخت اكبر منها .........................................................................
........................................................سرد ماجد لمنار كل الحكايه كما سمعها ولم تخلو حكايته من التفاصيل التى وضحت لمنار من هم الاشخاص الذين يتحدث عنهم جيدا تفتكرى بنت الراجل ده والست دى هينفع يتجوزوا بعد كل الظروف دى تفتكرى ايه الحل ؟ منار وهى تزم شفتيها ويتسابق الدمع من عينيها كشلالات كما هو الحال مع ماجد تماما واخيرا خرج صوتها :انت كداب بابا لايمكن يعمل كده اعتدل ماجد اخيرا فى جلسته رافعا راسه من موضعها :لا عمل كل اللى حكيتلك عليه حقيقه بحته .ابوكى اغتصب خالتى وشرد امى وجدى اعدم بسببه منار وهى تضع يدها باذنها باكيه بشده :اسكت اسكت مش عايزة اسمع منك حاجه بابا لا يمكن يعمل كده بابا طول عمرة راجل بيعرف ربنا حفظنى انا واخواتى القران وعلمنا ايه هو دينا وازاى نبقى قريبين من ربنا بابا لايمكن يكون عمل كده مستحيل امسكها ماجد من كتفها بقوة :امى مش كدابه ولا انا بتبلى عليه افهمى بقى لا اهلى ولا اهلك ينفع يبقى بينهم علاقه غير التار والدم
جذبت منار يدها من يدى ماجد :سيبنى يا ماجد سيبنى انت عايز منى ايه ؟ قام ماجد من مجلسه واقفا يدور حول نفسه كثور هائج :ماهى المصيبه انى ماعرفش .انا مش عارف اعمل ايه ؟ مقدرش اسيبك ومقدرش احط ايدى فى ايد ابوكى طب اعمل ايه وقفت منار يائسه لحاله حاولت مد يدها لتهدا من روعه فكم صعبه هى رؤيه من تحب بتلك الحاله لكنها لم تكن تعلم اعليها مداوته ام مداوة نفسها تشعر انها فى كابوس لا تستطيع الخروج منه مهما حاولت التف اليها ماجد كالمجنون وحقا وكانه فقد عقله حين تصور ان ما وصل اليه هو الحل الوحيد :احنا نتم جوازنا ودلوقتى اتسعت عينا منار :انت بتقول ايه ؟ اقترب ماجد يحيطها بزراعيه بجنون :انا بحبك يا منار احنا نتجوز ونحط الكل قدام الامر الواقع ويولعوا كلهم فى بعض منار ببكاء ورجاء :انت اكيد مش طبيعى .سيبنى يا ماجد بقولك حاولت الافلات من قبضه يديه حولها ولكنه باغتها بقبلات جنونيه بينما هى تحاول وتحاول دفعه بعيدا دون ان تؤثر قواها الصعيفه مما عزمه شيئا لم يكن ماجد حقا فى وعيه فكل ما يحدث حوله اثار جنونه
لم تستطع تلك اللكمات التى وجهتها منار لصدرة محاوله ابعاده افاقته من تلك الحاله الجنونيه لم تكن قوة على ظهر هذا العالم لتوقفه عن ما اراد وقتها حقا لكن اضعف ما تملكه منار هو ما استطاع افاقته اخيرا فجاه استكانت منار عن دفاعها ومقاومتها بينما شعر بدموعها تحرق خده كانه كان فى عالم بعيد غير عالمنا ودموع محبوبته كانت تملك تلك القوى السحريه على اعادته الى ارض الواقع ابعد شفتيه عن ثغرها بينما وجهه لايزال مقربا من وجهها تدور عيناه حول تلك الدموع التى تغرق وجهها يالهى ماذا فعلت ؟ مالذى اقدمت على فعله بارق مخلوقه لدى ؟ امسك وجهها بيده يمسح دمعها بينما لاتزال مستكينه بين زراعيه وصوت بكاؤة يفتك بقلبه :منار .....منار اسمعينى انا مش فى وعى يا منار مش عارف اعمل ايه ؟ اهدى يا منار انا مستحيل اعمل فيكى حاجه اهدى ارجوكى ماتعيطيش ادبحينى بسكينه تلمه بسبلاش نظرة الخوف اللى عيونك دى
رفعت منار نظرها اخيرا اليه :بابا ماعملش حاجه من دى يا ماجد صح ؟ دارت عينا ماجد لا يدرى ما يقول جذب يده من وجهها واستدار سريعا مبتعدا عنها :هاتى شنطتك يا منار عشان اروحك كانت منار كمن تلقى خبطات تلو الاخرى على راسها وبقوة فسارت كجسد بلا روح الى حيث حقيبتها احضرت حقيبتها وخرجت خلفه وعند بدايه السلم امسك بيدها ملتفا لها : هننزل على السلم واحنا ماسكين ايد بعض يمكن دى تبقى اخر مرة هبطا السلم تتحاضن ايديهما وتهبط معه دموعهما حتى وصلا الى بدايه الدور حيث يقبع كلا منزلهما كان كلاهما ينظران ارضا الى موقع الاقدام واذ فجأة بأقدام كثيرة تظهر امامهم ويتلقى ماجد لكمه قويه اردته ارضا لم تذكر منار من ذلك سوى انها رات والدها فجاة يكيل اللكمات الى ماجد الذى لم تكن لديه اى رده فعل ولو دفاعا بينما عماد يحاول كل جهده بمساعده مهند منع عصام من ذلك وانقاذ ماجد من براثنه اصبحت الصورة مشوشه لدى منار واخر ما راته هى صورة والدتها ومى يلتقطانها بينما تمايلت لتقع ارضا...
...................................................................... نهايه الفصل الخامس والثلاثون الفصل السادس والثلاثون عصام :انا مش هطلب البوليس انا هطلب حد تانى خالص ناولينى موبايلك فين ؟ نفين بتساؤل :هتكلم مين ؟ عصام منشغلا بالبحث فى الهاتف :مسجله الهانم باسم ايه ؟ نظرت نفين بتساؤل بينما اردف عصام بعصبيه :مش لاقى اسم فوقيه على المومرى مسجلاها ايه ؟ نفين بحسرة :اختى فى الله نظر لها عصام نظرة غريبه ربما هى العتاب او الشفقه لكنه وجه تركيزة بسرعه الى شاشه الهاتف يخرج رقم هاتف فوقيه ......................................................... فى المشفى حيث ذهب عماد بسرعه الى فوقيه ملبيا طلبها عبر الهاتف عماد :يا امى اهدى .بتبكى ليه بس ؟ ان شاءء الله خير هيروح فين بس هاتلاقى يا فى البيت يا فى الشركه
فوقيه :ما انت كلمته فى البيت مش بيرد وتيلفونه مقفول وقلتلك كلم عم جلال اسال عنه فى الشركه مش راضى تريحنى عماد بتردد :بصراحه اتصلت وقالولى مايعرفوش عنه حاجه فوقيه :ياقلبى يا بنى .يا ربى اعمل ايه ؟ ابنى هيروح منى يا عماد اتصرف عماد بشك:هو ايه اللى حصل بالظبط يا امى ؟انتوا اتكلمتوا فى حاجه امبارح ؟ فوقيه بانتباه :حاجه زى ايه ؟ هو كلمك ؟ عماد زافرا :يبقى اتكلمتوا امبارح ...........انا مش عارف بس ايه الورطه دى .......يعنى دونا عن بنات مصر كلها ملقاش غير دى فوقيه بلهفه :هو قالك ايه ؟ طب هو فين؟ لالا مش مهم هو فين طب هو كويس ؟ عماد بأسف :الحقيقه يا امى انا معرفش عنه حاجه الكلام ده مش ماجد اللى حكالى عنه فوقيه باستفهام :امال عرفت منين يا بنى ؟ عماد :بصراحه كده يا امى الكلام ده عرفته من طنط علا والده سها .لحسن الحظ هى كانت على علاقه بالمرحومه اختك وهى اللى حكتلى على كل حاجه فوقيه ببكاء مرير :انا مليش دعوه بكل ده دلوقتى انا عايزة ابنى
قطع صوت الهاتف بكاء فوقيه بينما امسكه عماد بلهفه :الو سلام عليكم عصام بهجوم :انت فين يا حيوان وبنتى فين ؟ قول لفوقيه هانم انكم مش هتفلتوا بعملتكم دى ولو فى اخر الدنيا هجيبك بنتى فين انطق عماد عاقدا جبينه وهو ينظر الى فوقيه :مين حضرتك ؟ حضرتك عاوز مين بالظبط؟ عصام محاولا تمالك اعصابه :مش تليفون فوقيه هانم ؟ عماد بتوجس :ايوة يا فندم حضرتك مين عصام بثورة :انا عصام يا يابن ال)(..........فين بنتى يا كلاب ؟ عماد :اولا انا ممكن اقفل السكه فى وشك دلوقتى على الكلام اللى قولته بس انت راجل كبير وانا اصلا مش فاهم منك حاجه ليه حضرتك معتقد ان الانسه منار معانا ؟ عصام ولا يزال على ثورته :انت واخدها من الصبح من البيت قولى وديتها فين لحسن وعزة جلاله الله ما هخليك تشوف نور الشمس تانى عماد وقد بدأت الخيوط تتشابك فى رأسه :واضح انه حضرتك معتقد انى ماجد وده غلط احب اقول لحضرتك انه ماجد مختفى من امبارح ومنعرفش طريقه عصام :نعم يا خويا .......انا الظاهر غلطت عشان افتكرت انى ممكن اجيب بنتى منكم بالذوق بس عارف كويس هجيبها ازاى
ان ماكنش بالبوليس يبقى بأيدى ول اضطريت لمافيا مش هتاخر عماد بسرعه :استنى يا فندم ارجوك مفيش داعى للبوليس خالص طالما هى مع ماجد زى ما بتقول يبقى لازم تطمن ماجد لايمكن يأذيها .انا مسافه السكه هكون عند حضرتك مش حضرتك فى البيت برده ؟ لم يجد عماد ردا فقد اغلق عصام الهاتف بوجهه بينما كلاهما تلقى سيل من الاسئله فور اغلاق الهاتف عند عماد فوقيه :فيه ايه ؟ ومين اللى كان بيكلمك ده ؟ عماد بسرعه وهو يعطيها الهاتف ويتجهز للذهاب :دة عصام ابو منار بيقول ان ماجد واخدها من الصبح وميعرفوش عنها حاجه انا هروح بسرعه اشوف الامور هتوصل لفين بس ارجوكى اهدى طالما منار معاه يبقى كويس المشكله كلها اننا نعرف هما فين انقبض قلب فوقيه بينما عماد لم ينتظر ردا بل هرع مسرعا الى بيت منار ................................... عند عصام نفين بلهفه :وصلت لاييه ؟ بنتى فين ؟ عصام :بيقول ان الزفت ماجد مختفى من امبارح بالليل وميعرفوش عنه حاجه
نفين واضعه يدها على صدرها :بنتى ؟ اخد بنتى فين يا عصام ؟ لم يستطع عصام ان يجيب شيئا بل اخذ يدور فى اركان الغرفه كالطور الهائج لا يجد ما قد يهدئ روعه او يطمئن قلبه المشتعل على ابنته صرخ بأعلى صوته وهو يضرب زجاج المنضده بقبضه يده فصرخت نفين اثر ذلك وهرع مهند ومى الى الخارج ايضا وجدا والدهما وقد اريقت الدماء من يده يجلس ارضا ونفين تضع يدها على فمها تكتم صرخاتها وتأوهات بكاؤها اسرعت مى الى خزانه الاسعافات الاوليه واتجهت الى والدها تطالبه بأعطائها يده لتقوم بأخراج الزجاج من يده على الاقل الا ان عصام دفعها بعيده :اطلعوا برة ؟ايه اللى طلعكم من اوضتكم ؟ نفين باكيه وهى تتجه اليه على ركبتيها :ورينى ايدك ؟ اطلع منها الازاز واعمل اللى انت عاوزة اعطاها عصام يده مستسلما بينما جلس بحسرة يستند برأسه على يده الاخرى وقد غلبته دموع اللوعه على ابنته :انا عملت ايه فى دنيتى لكل ده ؟ ما كفهومش اللى عملوة فيا زمان ؟عايزين منى ايه تانى ؟ يعنى انا زمان ماعرفتش احمى ابويا وعيلتى منهم ودلوقتى مش عارف احمى بنتى ؟ كل الا بنتى يا نفين كله الا منار كانت شهقات نفين التى صاحبت بكاؤها مسموعه لدى الجميع بينما تخرج هشام الزجاج من يدى زوجها دون التفوة بحرف واحد
بعد دقائق سمعوا صوت جرس الباب فانتفض عصام ونفين اليه يتبعهما مهند ومى واذا عماد بالباب يقف بأنفاس متقطعه عماد لنفين :لسه مافيش اخبار يا طنط ؟ نفين بترجى وهى تمسك زراع عماد تجذب قميصه :بنتى فين يا عماد ابوس ايدك ؟صاحبك اخد بنتى فين ؟هيعمل فيها ايه ؟ انت عندك بنت يا عماد وحاسس باللى انا فيه ؟ ماتعملوش فيا كده يا ناس حرام عليكم عماد وهو يمسك يدها وقد تعبأت عينيه بالدمع لحالها :والله يا طنط والله .كل اللى اقدر اقولهولك انك لازم تهدى احلفلك باللى خلقنى ماجد مستحيل يمس شعرة منها الحكايه كلها اننا نعرف هم فين مش اكتر كان عصام يقف جانبا يتابع الكلام كصقر يهيئ نفسه للانقضاضا على فريسته التف الجميع الى اعلى الدرج حيث اتجهت اعين مى واشارة يدها : منار وماجد اهم و..............انتم تعرفون البقيه تلقى ماجد لكمات عده متتاليه اردته ارضا بينما كان هذا هو نفس حال منار فقد القيت ارضا هى الاخرى بين يدى مى ونفين حملها عصام بسرعه الى الداخل تاركا ماجد وسط دمائه حتى اخرج عماد مفاتيح الشقه من جيب ماجد وادخله اليها ايضا
جاهد عماد فى ايقاف سيل الدماء التى انطلقت من انف ماجد وفمه وقد استشف من حركه ماجد وعدم انتظام تنفسه انه لم يفقد وعيه بل لا يريد ان يعود لوعيه الان ما ان انتهى حتى اتصل بفوقيه سريعا ليطمأنها على ماجد الا انه اجفل لذلك الصوت الانثوى الغريب :حضرتك تعرف صاحبه التليفون يا فندم ؟ عماد منتفضا :انتى مين ؟ ماما فوقيه فين ؟ الممرضه :مدام فوقيه تعبت جدا مش شويه يا فندم وجالها نزيف حاد.الدكتور فؤاد وطاقم طبى كبير فى اوضه العمليات بيحاولوا يلحقوها يا فندم عماد بهلع :هى فين دلوقتى ؟ يعنى ايه بيحاولوا يلحقوها ؟ دة انا هخرب بيوتكم انتفض ماجد اثر صراخ عماد بالهاتف :انت بتتكلم عن امى ؟ امى مالها يا عماد اتكلم عماد جاذبا اياه :قوم معايا عالمستشفى ماما جالها نزيف وفى العمليات ربنا يستر وصل ماجد وعماد الى المشفى ليجدا انها لاتزال بغرفه العمليات فجلس ماجد ارضا يضم ركبته الى صدره ويبكى بمراره :انا السبب .....امى هتروح وانا السبب يارب مليش غيرها .........ماتحرمنيش من كل حاجه مرة واحده
يا رب فى مثل هذا المشهد وقف عماد متفرجا ليس بيده حيله ليخفف الم صديقه بل ليخفف الالم الذى يعتصر قلبه على ما يحدث ما اخاه وامه ........................................................ افاقت منار بفضل تلك الرائحه النفاذه التى استنشقتها بيد والدها كانت الرؤيه غير واضحه فى البدايه ومالبثت ان بدات تستمع لما يدور حولها مطابقا للصورة التى امامها حيث كانت بيدى يدى والدها عصام :منار ........منار سمعانى يا قلبى ؟ نفين وهى تحتضنها من الخلف الا ان منار قابعه فى حضنها :فوقى يا منار الله يخليكى ما توقعيش قلبى اكتر من كده ماان ادركت منار وجود والدها حتى ارتمت بحضنه باكيه :بابا ....انت كنت فين يا بابا ؟ ضمها عصام بقوة :انا جنب يا عقل بابا جنبك وعمرى ما هيسبك تانى ابدا عمل فيكى ايه يا منار احكيلى يا حبيبتى عمل فيكى ايه ؟ اجهشت منار اكثر بالبكاء وباءت شهقاتها مسموعه وهى تنادى :ماجد ........يا ماجد تعالى بابا ماعملش حاجه والله يا بابا قوله انك ماعملتش حاجه. قوله ما يسبنيش انت ماعملتش حاجه وحشه
نظر عصام الى نفين التى تاكلها القلق ايضا ثم ابعد منار بسرعه ليواجهها :هو قالك ايه ؟ ها اتكلمى قالك ايه عنى ؟ منار بلا وعى :قالى انك عملت حاجات وحشه اوى اوى يا بابا انا قلته انت كداب بابا مش هيعمل كده مستحيل بس هو مش مصدقنى قوله انت يا بابا عشان خاطرى عشان يصدق كلامها جعل عصام يفقد اعصابه ايضا فأخذ يهزها بعنف :اقوله ايه ؟ قوليله انتى امه عملت فيا ايه من 27سنه قوليله انتى جدك نصب علينا وشغل فلوسنا فى الممنوع قوليله انتى خالتك عرضت نفسها عليا ولما رفضت لبسونى تهمه قوليلو انتى ان امه كانت بدور حواليا هى كمان واللى تلحق فيهم توقعنى تبقى هى الكسبانه ثروتى وعيلتى وابويا وسمعتى وشرفى كله راح بسببهم ولسه عايزين يكملوا اللعبه لاااااااا ده على جثتى دة انا امحيهم كلهم مش على وش الدنيا وانتى عايزة تبقى زيهم ؟.....عايزة ترمى نفسك ليه ؟ مش همنعك يا منار بس قسما عظما يا هيبقى اخر يوم فى عمرك يا هيبقى اخر يوم فى عمره رماها بقسوة لتقع فى احضان والدتها مجددا بينما ذهب للخارج ونفين تاخذها فى حضنها ولا تكف كلتاهما عن البكاء بمرارة
................................... فى المشفى بعد ساعات طويله خرج فؤاد وجهه لا يبشر بالخير انتفض اليه ماجد وعماد فامسكه ماجد كالمجنون :قولى انها عايشه . قول انى ماخسرتش اقرب اتنين ليا فى يوم واحد فؤاد بأسى :عايشه يا ماجد بس ما اوعدكش انها تفضل عالحال ده لازم تسافر وتعمل العمليه باسرع ما يمكن ولو دلوقتى حالا جهز كل حاجه ماعدش ينفع نستنى اكتر من كده الدكتور اللى حماك وصى بيه بعت كل الاوراق اللازمه والحاله موجوده تركهم فؤاد وكاد ماجد يقع ارضا لولا ان امسكه عماد بأمل :ماتشيلش هم .كل حاجه تحت ايدينا اوراق السفر هتجهز فى كام ساعه وانا وفؤاد مسافرين معاك ربت على كتفه بقوة :هتعيش يا ماجد هتعيش روح جهز شنطك عشان نسافر على الفجر ان شاء الله ماجد بهدوء وهو ينظر الى نقطه فى الفراغ :مش هيبقى من غير مراتى عماد :يعنى ايه الكلام دة ؟ ماجد بتصميم :يعنى مش هسافر منغير منار يا عماد .امى مشكلتها مش مع منار وطالما هتبقى معايا بعيد عنه يبقى مش مهم
هنسافر المانيا ومش هتشوف مصر تانى ولا هتشوف البنى ادم دة تانى ويبقى كده احسن حل عماد :لا بقى انت فعلا اجننت رسمى .انت معتقد ان ابوها هيسيبك تاخدها كده عادى .انت تبقى مجنون لو تخيلت انها اصلا هتصدقك بالسهوله دى وتضحى بعيلتها وبلدها وتسافر معاك وماقدرش الومها ماجد متجاهلا كلامه وكانه لم يسمع شيئا مما قاله :خلص الورق وبلغنى ميعاد الطيارة امتى وانا هبعتلك بطاقه منار وقسيمه الجواز عشان تخلص كل الاجراءات تركه ما ان فرغ من كلامه بينما جذبه عماد من يده :رايح فين يا جدع انت ؟ ماجد بتصميم ظهر جليا فى تعابير وجهه ونبرة صوته :رايح اجيب مراتى تابع ماجد طريقه بينما ضرب عماد كفيه ببعضهما بغضب :لا حول ولا قوة الا بالله وقف عماد برهه لا يدرى ما يفعل مع صديقه وما ينوى فعله وما لبث ان ركض خلفه اذ وعى ما يمكن ان يحدث بين ماجد وعصام من حرب قد تصل الى مرحله الدماء الان لم يستطع اللحاق بماجد قبل ان ينطلق بسيارته فركب سيارته هو الاخر وانطلق خلفه الى بيت منار ......................................................................
بالكاد كانت عيون منار مفتوحه من فرط البكاء وقد تورمت بشده فطوال تلك الساعات لم تكف عن البكاء فى احضان والدتها بينما حاول مهند مى فهم شيئ مما يدور حولهم ولكن دون جدوى فاتخذا جانب المشاهده البحته اما عصام فقد ظل بغرفه مكتبه يتذكر كل تفصيله ظلم المت به فى الماضى بسبب تلك العائله ابتداءا بفاديه التى كانت تدور حوله بجنون حتى بعد ان رفضها رفضا صريحا جارحا بكل كبرياء وغرور وانتهاءا الى تورط والده بتلك الاعمال المشوبهه التى قام بها رفعت السيوفى ادت الى افلاس العائله مما ادى الى احاله والده الى ذبحه صدريه ثم الضربه القاضيه باتهامه بتلك التهمه التى اودت بحياه والده وتبرى العائله والاخوة منه حتى اصبح وحيدا فى الحياه بالرغم من تواجد كل افراد عائلته على قيد هذه الحياه افاق من ذكرياته المؤلمه على صوت جرس الباب المتكرر خرج من غرفه مكتبه ليجد مهند يقف قباله الباب وينظر للطارق الذى لايزال خافيا عن اعين عصام اقترب من الباب وهو يسال ابنه :مين يا مهند الجم لسان مهند فهو وان لم يعرف ما يدور تماما الا انه يدرك جيدا ان وجود ماجد فى مثل هذا التوقيت هو بحد ذاته كارثه
اقترب عصام من الباب ليجد ماجد ينظر تجاهه بثقه وعلى غير ما توقع مهند ظهر كلام عصام بهدوء :كويس انك جيت برجليك وفرت عليا انى ابعتلك .تعالى ورايا التف عصام ثانيه الى غرفه المكتب بينما تبعه ماجد متجاوزا مهند دون حرف واحد ما ان دخل ماجد حتى اتتهه اوامر عصام باغلاق الباب ففعل عصام :عايز كام عشان تطلقها ؟ ولا بلاش بقيت قديمه اوى دى انت هتطلقها والجزمه فوق رقبتك ماجد مبتسما ببرود :ابعت هاتها عقد عصام جبينه فتابع ماجد بنفس البرود :مش لازم تبقى موجوده برده ولا انا متجوزك انت ؟ عصام مناديا مهند بعصبيه والذى لبى على الفور :هات اختك نظر مهند بقلق تجاه ماجد فابتسم بدورة وبهدوء :هاتها يا مهند لو سمحت فى غرفه منار دخل مهند مكفهر الوجه بينما تحيطانها مى ونفين مى :فى ايه يا مهند ؟ومين كان بيرن الجرس ؟ مهند بعد ان تردد للحظات :بابا وابيه ماجد فى اوضه المكتب وعايزين منار انتفضت منار من حضن والدتها :ماجد جيه ؟ ماجد هنا ؟
اجابها مهند بايمائه من راسه فنزلت عن السرير بسرعه كادت تقع اثر ذلك الدوار الذى اصابها بعد هذا البكاء الطويل فجلست على طرف السرير وهله ثم قامت بسرعه الى غرفه الكتب يتبعها الجميع ....مى ونفين وكذلك عماد الذى وصل مؤخرا بعد ان فتح له مهند الباب طرقت باب المكتب ودخلت سريعا حتى قبل ان يسمح لها بالدخول واول ما دخلت اتجهت عيناها الى ماجد لتلاحظ اثر الكدمات على وجهه وليهتز كيانه ايضا لرؤيه وجهها الشاحب كالموتى وعينيها المتورمتين اثر الدموع منار بأمل :اتكلمتوا ؟ صدقت بابا مش كده ؟ مش هتسيبنى صح؟ رق ماجد لحالها .اراد ان يذهب بسرعه ليحتويها بين ضلوعه ويمطرها بوابل من الحنان وليؤكد لها انها كل حياته وانه لا ولن ينوى تركها ابدا لكن عصام بالطبع ثار كعادته على منار :تعالى هنا يا بنت انتى اجننتى مين دة اللى يدافع عن نفسه وقدام مين انتى هنا وبس عشان البيه يطلق ونخلص هو قلب منار بين اضلعها وهى تنظر الى ماجد وكانها تقول له : اصحيح هذا الهذى؟ اما ماجد فكالعاده يقرأ افكارها فاجاب بثقه:حضرتك فهمتنى غلط انا جاى اخد مراتى وامشى .مفيش مخلوق على وجه الارض يقدر يمنعنى انى اخد مراتى
صعق الجميع لكلامه بينما اتجه بخطا ثابته الى حيث تقف منار فامسك بيدها :يلا يا امنار نمشى من هنا .هتسافرى معايا المانيا وهنعيش هناك .لا البيت ده بيتك ولا الراجل ده ينفع يبقى ابوكى لم تجب منار شيئا ليس لانها لم ترد الاجابه بل لانها لم تتح لها الفرصه لذلك فقد امسكه عصام بقوة من ياقه قميصه دافعا ايه الى الحائط ليرتطم به وبقوة :دة انت اخرتك على ايدى النهارده وبدل ما تبقى مطلقه هتبقى ارمله حاول عماد تخليص ماجد من بين يديه جاهدا الا ان ماجد نفسه لم يحاول ذلك بل اكمل كلامه موجها لمنار حاثا اياها على تنفيذ ما يطلب : يلا يا منار .قوليلهم انك مش هتسبينى وهتيجى معايا انا مش هسيبك بس انتى كمان ماتسيبنيش قوليلو انك مش عايزة تطلقى وعايزة تبقى مراتى محدش يقدر يمنعنى اخدك انتى مراتى اما عصام فكان كالطور الهائج وهو يخنق ماجد بياقه قميصه فى الحائط وعماد يحاول انتزاعه :دة انا هقتلك .قال تمشى معاك قال دة يبقى اخر يوم فى عمرك وعمرها طلقها يا كلب يابن( ال )..........قبل ما اطلع روحك فى ايدى نظر ماجد نحوه عيونه مباشرة وعيونه نفسه تشتعل غضبا واصرارا : هموت فى ايدك بس مستحيل اطلقها الا برضاها مفيش قوة على وش الدنيا تخلينى اطلقها الا لو هى اللى طلبت
لحظات من الصمت المطبق يتوقف قلب ماجد عن الدق وينقطع الهواء عن رئتيه ترتخى قبضه عصام حول عنق ماجد ولا يزال ممسكا بقميصه وتتوقف محاولات عماد فى ابعاد عصام بينما تلتف عيونه الجاحظه تجاه منار كما التفت عيون كل من بالغرفه اثر خروج صوتها المرتعد : طلقنى التقت ماجد انفاسه بعد ان توقفت حقا فخرج صوته مرتعدا هو الاخر : انتى بتقولى ايه ؟ قولى ان اللى سمعته غلط منار وهى تنظر نحوة بعيون ملؤها الدموع والالم :طلقنى عاد عصام للصراخ من جديد وهو يعاود قبضته حول ماجد :سمعت . اهى طلبتها بنفسها .لو راجل تطلقها زى ما قولت.............. وكلام وكلام صدر من كل من يحيطون بهم لكن ماجد لم يسمع من ذلك شيئا فقط صوبت عيناه حيث منار تكادان تلتهمانها بينما هى تزوغ بعينها لا تقدر على مواجهه لهيب عينيه فجأه صرخ ماجد بقوة الجمت لسان الجميع :بصى لى هنا عينك زايغه ليه بصى فى عينى عضت منار على شفتيها بقوة تحاول رفع عينيها دون ان تستطيع الى ان اتاها صراخ ماجد ثانيه :قولتلك بصىلى
رفعت اهدابها تدريجيا الى عينيه فاتاها صوته ثانيه ولكن بصرامه :لاخر مرة هسألك يا منار هتيجى معايا ولا هتسمعى كلامهم؟ نظرت منار لعينيه مطولا رمقته بنظرات مختلفه فى ان واحد تعنى الكثير والكثر كأنها تقول له :ليس بيدى يا حبيبى كأنها تخبرة :سأموت دونك لكن ليس بيدى حيله كأنها تترجاه ان يسامحها وتقول له :سأموت بدونك فسامحنى ارجوك فانا لا استطيع غير فعل هذا اخيرا اتى صوتها بنفس الكلمه :طلقنى ساد الصمت مرة اخرى ولكن هذه المرة قطعه ماجد سريعا وهو ينفض يد عصام بقوة :انتى طالق يا منار لم ينتظر ماجد ثانيه اخرى بل خرج كالنمر العائد الى عرينه وتبعه عماد بينما منار لم تحملها قدماها اكثر فجلست ارضا تبكى بمرارة واى مرارة هاهى تفقد حبيبها بملئ ارادتها وباختيارها وليس سواها هى تبحث عن روحها ولا تجدها ها هى تشعر بان الهواء نفذ من حولها وانها ستموت حتما دون اكسير حياتها
هرعت اليها مى ومهند بينما بقى الوالدان يتابعان الم ابنتيهما بصمت ............................................... وتمر الايام وتتغير حال منار بقيت صامته اغلب الاوقات لم تتحدث عن تفاصيل المشكله مع احد حتى مى تنظر لعينيها مجرد نظرة لتعلم انها تحمل بها من الالم ما فاض وانكال بها لم تعد تلك الفتاه اللطيفه طيبه المعشر بل اصبحت تلك المنزويه قليله الكلام وبارده الاعصاب كثيرا ما تتاخر فى طريق العوده من الجامعه لتجدها بالنهايه تجلس على اعتاب السلم تبكى وتبكى بالطبع بعث لها ماجد بمحاميه ليعطيها كافه مستحاقاتها واوراق الطلاق ايضا ولكن هيهات وفيماذا يفيد الامر فقد سافر او بالاحرى هاجر ماجد ولم تسمع عته اخبارا مرة اخرى سوى عودته المفاجئه بعد ثلاث سنوات حيث وجدته واقفا على باب جامعتها ينظر لها باشتياق وحب فاق طاقه قلبه وقلبها معا ....................................... نهايه الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون مرت ثلاث سنوات هى على منار سيان فاختلاف الفصول والايام لم يعد يمثل فارقا كبيرا بالنسبه لها قلبها الذى ادمى جراحا صار باردا كالثلج وكانه جمادا لا يشعر بشئ كانت تحاول اقناع الجميع انها بخير بواسطه بسمه جانبيه او ابداء راى ما اذا طلب منها ذلك لكنها حقا لم تكن بخير والجميع ممن حولها كان يعى ذلك جيدا لكن لا احد جرؤ على فتح الحوار معها او الاعتراض على اسلوب تعاملها الجديد لا تدرى اكان ذلك اعترافا منهم بحقها فى ذلك بعد ما جرى لها ام كان مجرد تغاضى عن الامر حتى يمر ظل هذا القلب الصغير مجمدا كالثلج الى ان اتى نور الشمس اخير ليزيل تلك العواصف الثلجيه عن جنه قلبها صباح يوم الحادث كعادتها استيقظت منار مع اول رنين لساعه التنبيه وكانها لم تكن نائمه بالاصل بل انتظرت رنينه لتمثل استيقاظها من النوم دخلت الحمام وتوضأت وخرجت لتؤدى صلاه الضحى
خرجت من غرفتا اثر مناداه مى :يلا يا منار الفطار جاهز جلست مع عائلتها على طاوله الافطارتتناول طعامها بصمت كما هى العاده. لقيمات صغيرة تعينها على العيش تتناولها ببطئ حتى لا يلاحظ احد انتهائها السريع من تناول وجباتها تتبادل العائله مواضيع عده بينما تحرك عينها تجاه كل من يتكلم هازة راسها احيانا بالموافقه واحيانا تنصرف الى طعامها وكأنها لم تسمع شيئا قام مهند مستعجلا وهو يحاول دفع لقيمات اخرى الى فمه قبل الذهاب : يلا يا منار هتيجى اوصلك فى طريقى ولا ايه النظام؟؟ منار بهدوء :لا يا مهند روح انت انا لسه قدامى وقت مهند :طب قشطه سلام قام عصام ايضا حاثا مى على القيام :يلا يا بنتى كفايه اكل هتنامى فى الشركه مى وفى فمها الطعام :يا بابا استنى كده مش هعرف اشتغل دة انا بفضل على اللقمه دى طول النهار عصام وهو يجذبها من حجابها بضحك :ايوة صح بامارة صوانى السندوتشات اللى داخله طالعه على مكتبك قومى يا بنت اتاخرنا عندنا مناقشه صفقه مهمه النهارده مى وهى تتابع تناول الطعام :طب روح يا بابا وانا هحصلك
عصام جاذبا اياها رغم مقاومتها :ايوة صح واقول للناس معلش اصل المحاسب المسؤل جاتله فاجعه فجائيه ضحكت نفين بشده بينما اكتفت منار بابتسامه بارده فيما خرجت مى مرغمه الى العمل بصحبه والدها قامت منار الى غرفتها بينما اوقفتها نفين :رايحه فين يا بنتى انتى مأكلتيش حاجه منار :الحمد لله يا ماما شبعت نفين بقله حيله :طيب يا حبيبتى .استنينى فى اوضتى عقبال ما الم السفرة عايزاكى فى موضوع كان منار تعلم جيدا ما هو الموضوع ولهذا تحديدا ارادت الهرب : معلش يا ماما يادولب البس وانزل كليتى نفين :ايه منار ما نتى لسه قايله لمهند انه لسه بدرى منار :دة لو كان هيوصلنى انا لسه هلبس وهاخد تاكسى نفين :مش عارفه بس ليه مش بتسمعى الكلام وتسيبى بابا يجيبلك عربيه زى اخواتك بدل الشحططه دى منار :ماما مش كل شويه الموضوع ده انا مش بعرف اسوق ومش عايزة اتعلم السواقه وبعدين مى محتاجها عشان شغلها ومهند كليته صعبه محتاجه منه مشاوير كتير وكورسات انما انا لا يادوب رايحه جايه للكليه وخلاص
نفين :خلاص يا منار اعملى اللى انتى عايزاه مش هنغصبك على حاجه ابتسمت منار بسخريه لم تغب عن اعين نفين :انا رايحه اغير هدومى خرجت من شقتها وهى تعلم جيدا ان الوقت لا يزال باكرا على موعد بدء محاضراتها ولكنها اضطرت للذهاب كى لا تترك مجال لنفين بحادثتها وقفت قبال شقه ماجد تنظر لها بعينين ملؤهما الدمع والعتاب :روحت فين وسبتنى لوحدى ؟ انا لا يمكن ابقى لغيرك سمعنى شيئ بداخلها جعلها تتجه نحو الباب وتسند رأسها عليه :وحشتنى اوى ......اوى تملكها شعور لا ارادى بقرع الجرس وما ان كاد اصبعها يضغط الجرس حتى توقفت اثر صوت نفين :بتعملى ايه يا منار ؟ استدارت ببطئ لتنظر الى والدتها بعينيها الدامعتين طويلا دون اجابه اقتربت نفين منها وقد اشفقت على حالها همت باحتضانها الا ان منار بادرت باندفاع :خرجتى ورايا ليه يا ماما فيه حاجه ؟ ابتلعت نفين ريقها ثم اجابت وهى تمد يدها لمنار :ايوة يا حبيبتى نسيتى تليفونك اخذت منار بسرعه واتجهت للسلالم ركضا :شكرا
..................................................................... ظلت قابعه بسياره الاجرة تجاهد فى منع دموعها وههى تتذكر كل ما مرت به منذ ثلاث سنوات تحسست قلادتها وهى مغمضه العينين بينما لم تستطع منع الدمع اكثر. انها تلك القلاده على شكل قطرة الماء تلك التى كانت اخرى ذكرى جميله بينها وبين حبيبها وقت ان هبطا السلم معا يحتضن احدهما يد الاخر توقف ماجد فجأه قبل ان يصلوا بينما لم تجرؤ منار على سؤاله شيئ وقتها فقط التفت بعينيها البنيتين اليه لم يجب ماجد ايضا وانما اخرج من جيبه القلاده :ممكن ده يبقى اخر طلب اطلبه منك او اخر هديه اديهالك الحقيقه انها كانت هديته الاولى ايضا لمنار فأومت منار برأسها لتسقط عباراتها مع تلك الايمائه التف ماجد خلفها مطالبا اياها برفع حجابها الطويل كى يتمكن من تقليدها اياها ففعلت البسها القلاده ثم اعاد حجابها الى مكانه بلطف لمنعها من الاستدارت بيديه على كتفيها وكأنه لا يريدها ان ترى وجهه الان وقد خرج صوته متحشرجا بالدموع :خليها ديما فى رقابتك . طول ما هى فى رقابتك انا معاكى وهبقى مطمن ان قلبك لسه معايا
كان نفسى اجيبلك قلب زى باقى العشاق بس ماحستش بنفسى غير وانا باخد الدمعه .حسيت انها بتلخص قصه حبنا ماخرجناش منها غير بدموع وجراح ظل ماجد يشد على كتف منار بين دموعه التى نزلت من مقلتيه بصمت بينما هى كانت منخرطه فى البكاء بصوت مسموع الى ان مسح دمعه فجاه واخذ بيدها ثانيه ليتجها معا الى مصير حبهم ...................................... افاقت على صوت السائق الا مبالى :خلاص يا انسه اخرى هنا اتفضلى نظرت حولها لتجد انها قباله باب الجامعه لكن عليها ان تعبر الطريق منار :هو حضرتك مش هتلف عشان تنزلنى قدام باب الجامعه ؟ السائق بسخريه :لا والله اسف انا طريقى علطول لو عايزة انا ممكن اعديكى الطريق منار بوجوم وهى تدفع اليه الاجرة :شاكرة افضالك خرجت الى الزحام وزمور السيارات اخذت نفسا عميقا وتاكدت من عيونها خاليه من الدمع وما خطت سوى بضع خطوات بجوار المارة اوصلتها الى منتصف الطريق بين السيارات التى تتجه ذهابا وايابا حتى توقفت قدامها موافقه لقلبها وكأن العالم وقتها خلا من كل البش سواهما هل تحلم ؟ هل هو حقا حبيبها يقف قبالتها ؟ لا .......هى لن تصدق نفسها ابدا
مهلا كيف لا وهناك هذه العيون التى تحمل نظرات شوقا طال وطال احتماله فى قلبها ايضا؟ كيف لا وامامها تلك العينين التى عشقتهما وغاصت فى بحورهما طويلا ؟ تحركت شفتاها دون صوت :ماجد بينما التقت بدورة حركه شفتيها فهز رأسه بابتسامه عاشق مشتاق توقف الطريق قباله ماجد وسمح للمارة بالعبور فاخذ بشق خطواته اليها وعينيه مثبته عليها بكل شوق وحب وحنين ولكن.................... لحظه تذكرت منار فجأة وعيد والدها حين رأها اخر مرة تجلس على السلم تتأوة وتنادى اسمه بصوت مسموع بينما احتضنتها مى :بس يا منار بس بتعملى ليه كده بس ؟ ده غايب من 3سنين امال لو لسه ساكن قدامنا وبتشوفيه كنتى عملتى ايه ؟ حينها صاح والدها :ده يبقى اخر يوم فى عمرها اوعى تفتكرى انى ساكت على عمايلك ورفضك للجواز عشان حاجه انا ساكت بمزاجى عشان عارف انك هتعقلى فى يوم من الايام ومديكى الثقه فى ده لكن يوم ما هتخونى ثقتى بدون قسم لا هيكون اخر يوم فى عمرك وعمرة
بدأت تهطل دموعها وهى تهز رأسها يمينا ويسارا رافضه اقترابه كثر :لا ما تجيش. بدأ صوتها فى الظهور وهى تنظر نحوها برجتء بائس : ماتقربش ...........خليك عندك بينما عيون ماجد كانت موجهه تجاها بثقه عيون الصقر اقترب كثيرا وكاد يصل اليها فصاحت بقوة وهى تتجه خطوات للوراء :ما تجيش لا ما.......... لم تستطع نطق شيئ بعدها فقد وجدت ماجد فجاه ينقض عليها قاذفا اياها الى الرصيف بقوة تصاحبها صراخه بكلمه واحده :حاسبى بينما صرخت هى الاخرى بقوة بسبب المها اثر ارتطام يدها بالاسفلت والذى تسبب فى كسرها ولكن صوت صراخها لم تسمعه نفسها بوضوح وسط صراخ المارة وصوت فرامل السيارات والتى كادت احداها تدهسها اتسعت عيناها وهى تنظر بجانبها لتجد انها تقريبا تجلس تحت واجه احدى سيارات الجيب العاليه اى انها حقا كادت تدهس لكن تجمع الناس لم يكن تجاهها. شيئ غريب ماجد ليس بجانبها ايضا يطمئن عليها ادارت وجهها ببطئ الى حيث تجمع الناس لتجد دماء ماجد تسيل ارضا بينما هو لا يأتى بأى حركه
ظلت دقائق تنظر تجاهه وكأنها تجاهد تكذيب الصورة الت رسمتها لها عينيها بدأت اخيرا فى هز رأسها :لا.....لألألأ ماجد ......يا ماجد لم تستطع قدماها حملها فاتجهت اليه على ركبتيها تصرخ بالناس المجتمعه حوله تحول بينها وبينه وما ان وصلت اليه وجدت الدماء تسيل من وجهه وتتجمع حول جسده اخذت تهزة صارخه :ماجد .....ماجد لم تجد رده كالعاده :عيونى .بل لم تجد ادنى حركه لم تشعر بنفسها الا وقت ضمته بقوة الى صدرها وهى تصرخ بالناس : الحقونى ماجد هيروح منى .اتحركوا فين الاسعاف صرخت بأعلى صوتها :بتبصوا على ايه الحوقونى اقترب رجل بلغ من العمر مبلغه :الاسعاف جايه فى الطريق يا بنتى اهدى امسكت بوجهه بين يديها التى لم تعد تشعر بالالم فيهما بل لم تشعر بنفسها من الاصل بينما خرج صوتها بجنون وهى تشهق وتنتحب : ماجد ماجد ...ردى عليا ماجد لأ ...لألأ ما تروحشى منى لأ اعادته الى صدرها تحتضنه بقوة وقوة :خليك معايا يا رب ..ما تخدهوش منى يا رب
ظلت تحتضنه حتى اتت سياره الاسعاف وتظل تحتضنه ويحاول المسعفين ابعادها عنه وليس منها سوى الاباء وبقوة وكأنها ام يحاول احدهم سرقه طفلها :ماحدش هياخده منى تانى لا .ماحدش هيبعدوا تانى كفايه بقى حرام عليكم لم ترضخ بالنهايه سوى لقول العجوز نفسه :سبيه يا بنتى كده هيروح فى ايدك خليهم يلحقوة حمل ماجد الى سيارة الاسعاف وكذلك منار التى قادتها صاحبه السيارة الجيب التى كادت تدهسها خلفه الى المشفى وصلوا الى المشفى لتعلم منار انه تم تجهيزة وادخاله الى غرفه العمليات فسلت عنها بجنون حتى قادتها المرأه التى بصحبتها اليها جلست قبالتها تدعو وتدعو حتى خارت قواها فلم تعد تقدر سوى على ابقاء عينيها مفتوحتين كالصقر تجاه باب غرفه العمليات تنتظر خروجه بفارغ الصبر بينما المرأه فضلت الانسحاب كى لا تتورط بشيئ ففى النهايه هى لم تتسبب بأى حادثه ولاراحه ضميرها اخرجت هاتف منار من حقيبتها قبل ان تتركها بامانات المشفى واتصلت بوالدها تخبرة عن وقوع الحادث بأنه حادث سياره مع شخص يدعى ماجد وياليتها لم ترح ضميرها ..........................................................................
ظلت منار تنظر لمهند بغرفتها وهو يهزها بعنف :فوقى يا منار انتى خسرتى حقك فيه بارادتك ماجد ما بقاش جوز يا منار فوقى نزعت يدها من بين يدى مهند بهدوء وارحت رأسها للوراء دون كلمه واحده وجه مهند كلماته لمى قبل ان يخرج :خدى بالك منها ولو احتاجته حاجه رنيلى انا مع ابيه عماد فى الاوضه اللى جنبكم اغمضت منار عينيها بينما بادراتها مى :هتنامى ؟ منار :ايوة مى :مش هتشوفى ماجد ؟ منار بألم :ماعدتش من حقى قفزت مى فوق سريرها :قومى يا بت انتى هيخيل عليكى كلام مهند .قومى نتسحب لعنده انا عارفه مكانه ومحدش هيحس بحاجه فتحت منار عينيها تنظر لمى بألم :لو شافنى هيكرهنى ومش هقدر اشوف نظرة اللوم فى عينه مهند عنده حق انا اللى غلطت وانا اللى لازم ادفع تمن غلطتى مى وهى تمسك يد اختها بحنا وحب فقد عادت الى طبيعتها نوعا فى ما مشاركتها المشكله :اولا مين قال انها غلطتك ما تشليش نفسك فوق طاقتها اى حد مكانك كان هيعمل كده
همت منار بالاعتراض لكن مى اسكتتها :قريب ماما حكتلى على كل حاجه ومن اللى اعرفه اقدر اقولك انه مش ذنبك انا لو مكانك كنت عملت كده وعلى فكرة انا مش مصدقه انه ماجد كان بينفذ مخطط اترسم لبابا ولا حاجه اى حد كان يشوف ماجد كان يعرف كويس انه مش بيحبك بس لا ده دايب فيكى صمتت قليلا ثم اضافت :واللى عمله النهارده اكبر دليل منار بأمل :تفتكرى هيسبنى اشوفه ؟ مى بتفاجئ :يسيبك ازاى يعنى هو اصلا مش هيشوفك عقدت منار حاجبيها متسأله بينما ادركت مى ان منار بالفعل لا تعلم شيئا عن حال ماجد وغيبوبته مى متداركه لكلامها بسرعه :طيب بصى احنا نستنى لما مهند يكلمه الاول ونطمن انه صافى من ناحيتك وبعدين نروحله منار :انا ميهمنيش كله ده .المهم انه يبقى كويس والله مش عايزة اكتر من كده مى :طب هوضيكى تصلى العشا وتدعى براحتك اتفقنا ................................................................. مر يومان على كلام مى لمنار وكلما تسأل عن حال ماجد تجدها لا تتحسن
ربما بعض الكدمات همت بالتعافى لكنه لا يزال غائبا عن هذا العالم بنفسه وكلما سألت منار من خلف ظهر والدها تخبرها بالاتفاق مع مهند بأنه لا يزال لا يريد رؤيتها وانه بخير فتوافق منار على ذلك بالرغم من اعتراض قلبها ....................................................................... كانت مى تسير بالممر الطويل سارحه فى حين خرج عبد الرحمن من احدى غرف مرضاه حتى كادت تصطدم به عبد الرحمن :حاسبى يا انسه مى بانتباه :ها فى حاجه يا دكتور عبد الرحمن سارحا فى وجهها الذى لا يستطيع ابعاد ناظريه عنه كلما راها فيخجلها بذلك :لا ابدا كنتى هتخبطينى ينفع كده ؟ مى باستغراب :انا ؟ عبد الرحمن منتبها لعدم جواز تلك المحادثه :ايوة خدى بالك وانتى ماشيه ....بعد اذنك تابعت مى ذهابه باستغراب :انت مين يا جدع انت ؟ بتعمل معايا كده ليه؟ تابعت مى طريقها بينما التفت عبد الرحمن بدورة للوراء :لازم اتأكد .ما هو مش هى ومامتها شبه نفس الطفله ومامتها كده عادى كان دور منار فى المتابعه وقد وجد مهند ونفين بالغرفه
استأن عبد الرحمن بالدخول فأذن له ك السلام عليكم الجميع :وعليكم السلام عبد الرحمن :ها عامله ايه يا نسه منار دلوقتى ؟ لسه فى الم شديد؟ منار :الحمد لله بيروح ويجى مش ديما بس الجبس مدايقنى انا هفضل كتير كده عبد الرحمن :معلش اسبوع ان شاء الله وتخرجى وكمان اسبوعين تيجى نعمل اشعه ونشوف واكيد هنمشى فى العلاج الطبيعى نفين :ربنا يبارك فيك يا بنى عبد الرحمن ناظرا لوجهها بدقه وهو يرفع نظارته الطبيه :ببلاش ؟لا يا ستى انا عايز حقى ناشف انخرط الجميع فى الضحك بينما اتى صوت مهند :ده ناقص يقولك ميكس اللبن يبقى عندى زى مى توقف عبد الرحمن فجأه عن الضحك :ميكس ؟ اجاب مهند :ايوة يا دوك .لبن وشيوكلاته مش عارف فيه انواع تانيه ولا لأ بس ده اللى نعرفه من مى ظل عبد الرحمن تائها والبسمه على شفتيه حتى فاجئه مهند بهزة : روحت فين يا دوك ؟ عبد الرحمن بسعاده :حبيبى يا مهند هروح فين يا عم انا هنا اهو يلا اروح انا امر على باقى الحالات بعد اذنكم
خرج مهند من الغرفه تتبعه ضحكات الجميع المستغربه بينما خلع معطفه الابيض فور خروجه واعطاه للرضه التى ترافقه :خلى دكتور زياد يكمل متابعه بدالى اسرع الخطى او بالاحرى ركض الى اخر مكان رأى مى فيه والذى كان يقود الى الكافتريا بالفعل وجده هناك تقف قباله ثلاجه العصائر تنتقى للجميع انواع مختلف منها فى كيس بلاستيكى بينما طلبت من البائع كيسا اخرى لتضع بها كميه معقوله من مشروبها الخاص ظل واقفا على مقربه يراقب صغيرته وهى تنتقى مشروبه الخاص ايضا حتى التفتت اليه مى ذاهبه فتوقفت قدماها اذ كان يقف بطريقها ظل ينظر لها والابتسامه لا تغادر شفتيه بينما كانت تنظر له ببلاهه : ممكن تعدينى يا دكتور ظل واقفا دون حراك فازدادت غرابه مى فاتاه صوتها الطفولى :انت واقف كده ليه عدينى اتسعت عيونها لتلك الجمله التى نطق بها اخيرا :وحشتينى يا طمطم .............................................................. نهايه الفصل السابع والثلاثون الفصل الثامن والثلاثون
يال الصدفه!! هل هناك حقا مفهوم يسمى الصدفه ؟؟؟؟ يقولون ان\" الدنيا صغيرة \"فهل هذا يثبت وجود الصدفه ؟.. على العكس تماما فربما يمر بجانبك صديق ولا تشعر بوجوده من الاصل وكذلك يحدث معه فهل هذه تسمى صدفه ؟!! لا يا ساده ان هذا ما يسمى القدر ان قدر لك ان تلتقيه فستراه ولو على بعد اميال ولكن ان لم يقدر لك ذلك فانت لن تراه ولو كان يمر بجوارك انه القدر ذلك هو القدر الذى يجمع الناس بعد ازمنه من الفراق ذلك الذى جمع هذين القلبين معا.............................. ظل محدقا بها والابتسامه المصحوبه بعلامات الاشتياق تزين وجهه مى بطفوليه :انت واقف كده ليه عدينى واخيرا تحرك لسانه يفصح عن مكنونات قلبه دون مشقه او مباله بما مضى من الزمن :وحشتينى يا طمطم كأنها تلك الطفله الصغيرة ذات الخمس سنوات تقف تناديه من شرفتها وهو ذلك الطفل اليافع طويل القامه ذو العشر سنوات الذى لم ولن يتراجع عن تلبيه نداء صغيرته
ظلت مى تحدق فيه بعيون متلهفه لتكرار ما قد سمعته للتو تكاد لا تصدق نفسها انها اخيرا تقابل بطلها الذى لطالما انتظرت عودته نعم فبودى كان بالنسبه لها بطلها الخارق الذى انقذها من بين براثن الاشرار وادخل السعاده الى قلبها واعادها الى بيتها ظل هذا اليوم محفورا فى ذاكرتها سنوات طوال لا تستطيع نسيانه وكلما اتى بخاطرها تطلب من الله ملاقاه هذا ال بودى ولو مرة واحده اخرى ولو ليتثنى لها شكرة فقط اعاد عبد الرحمن كلماته على مسامعها غير عابئ بتغير الظروف والاحوال :وحشتينى يا طمطم. ابتسمت مى ولم تدر لم تسابق الدمع الى عينيها فجأه .لم يستطع صوتها الخروج رغما عنها مهما حاولت اخراجه فاتته حركه شفتيها وسط انبحاح صوتها :بودى ضحك عبد الرحمن بسعاده :هههههه يا دى بوجى يا بنتى انا عبد الرحمن ده اسمى والبتاع ده اسمه بوجى وطمطم مسحت مى الدمعه التى فرت من عينيها بزراعها الفارغ من المشتروات :قولتلك قبل كده اسمها بودى وطمطم وانا مش بحب اسم عبدو ده بودى احلى ابتسم عبد الرحمن نحوها بحنان فلكأنها حقا لا تزال تلك الطفله التى تمسح دمعها بزراعها كاملا :ياااااااا يا طمطم كأن العشرين سنه دول ماكانوش .كأنك لسه نفس الطفله ههههه بس بصراحه الحجم مختلف شويتين تلاته
انتبهت مى الى فارق العمر للتو فتوترت والتفتت حولها لا اراديا : حضرتك بتعمل ايه هنا؟ عبد لرحمن وقد انتبه ايضا ولكنه لم يتسطع التوقف عن المزاح مع صغيرته :حضرتى بقيت دكتور وبشتغل هنا ولو حاله الزهايمر بتاعتك لسه موجوده انا اللى متابع حاله الانسه اختك مى بابتسامه متوترة وهى تلتفت حولها :ايوة صح عبد الرحمن بتساؤل :انتى عماله تبصى حواليكى كده ليه ؟ استنى استنى اكيد هربانه من البيت كالعاده مى بتلقائيتها المعهوده تجاهه :افهم يا بنى .انت مش صغير ولا انا لسه بضفرتين مش ينفع الوقفه اللى احنا واقفينها دى خالص عبد الرحمن وهو يلتفت حوله مقلدا اياها :ايوة صح .انا لازم امشى قبل ما الست والدتك تقفشنى تانى والمرة دة هتبلغ البوليس بجد وهنضم لقائمه اطفال الشوارع مضى عبدالرحمن بجانبها بينما لم تستطع مى تمالك نفسها من الضحك وان كانت كتمت ذلك بيدها ما لبث ان مضى عبدالرحمن حتى عاد مره اخرى يقف قبالتها بجديه ظهرت جليه على ملامحه مد يده ليحمل عنها الاكياس .اختار منها الكيس المعبأ بالمشروب الخاص لكليهما ثم اعاد الباقى اليها
التقتت مى منه باقى الاكياس ونظرت نحوة باستغراب بينما اتى صوته جادا :معدتيش تشترى ده تانى لو سمحتى .معادتش حد هيجيبهولكى تانى غيرى سار فى طريقه وقد اخذ المشروب معه وتركها هذه المرة مذهوله يكاد وجهها ينفجر من حمرة الخجل ........................................................ فى منزل عماد كان يبدل ملابسه بعد ان اخذ قسطا من الراحه للعوده الى المشفى حيث صديق عمرة الوحيد سها :هترجع المستشفى تانى يا عماد ؟ عماد وهو يتم ارتداء ملابسه :ايوة يا ملاك محتاجه حاجه ؟ سها مقتربه وهى تربت على كتفه :محتاجه اطمن عليك يا عماد انت من يوم الحادثه مش واخد بالك من نفسك خالص انت فاكر انى مش واخده بالى منك ؟ انت بتقعد معانا عالاكل سرحان ومتاكده انك برة بتبقى شرحه بالله عليك يا عماد تاخد بالك من نفسك وتاكل كويس على الاقل عشان تقدر تكمل مع ماجد وتاخد بالك منه قبل عماد يدها بحب وتاثر :حاضر يا ملاكى هحاول والله بس صدقينى غصب عنى انا كل ما ازوره قلبى بيوجعنى اكتر ببقى مش عارف فيه ايه بالظبط .الدكتور قالى انه كويس وعدى مرحله الخطر وكمان خرجه من العنايه لاوضته
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 497
- 498
- 499
- 500
- 501
- 502
- 503
- 504
- 505
- 506
- 507
- 508
- 509
- 510
- 511
- 512
- 513
- 514
- 515
- 516
- 517
- 518
- 519
- 520
- 521
- 522
- 523
- 524
- 525
- 526
- 527
- 528
- 529
- 530
- 531
- 532
- 533
- 534
- 535
- 536
- 537
- 538
- 539
- 540
- 541
- 542
- 543
- 544
- 545
- 546
- 547
- 548
- 549
- 550
- 551
- 552
- 553
- 554
- 555
- 556
- 557
- 558
- 559
- 560
- 561
- 562
- 563
- 564
- 565
- 566
- 567
- 568
- 569
- 570
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 500
- 501 - 550
- 551 - 570
Pages: