Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟!

هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟!

Published by معالم العالم, 2020-08-05 16:50:16

Description: هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟!

Keywords: قصه

Search

Read the Text Version

‫بل ان غفت بعد عويل طويل تستيقظ بعد فترة صغيرة صارخه من‬ ‫ملاحقه الكوابيس لها مرة اخرى‬ ‫ياخذها والدها فى حضنه يتلو ايات من القران الى ان تهدأ صغيرته‬ ‫بينما لا تزال تردد ‪ :‬انا عايزة بنتى يا بابا ‪ .‬عماد فين يا بابا ؟‬ ‫حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا يحى‬ ‫حاول طبيبها النفسى اخراجها من حالتها بشتى الطرق الا انها لم‬ ‫تستجب ولم تبح بشيئ عما بداخلها لاحد‬ ‫لم يفهم احد ماجرى سوى ان يحى فرق بينها وبين زوجها وابنتها‬ ‫استنبطوا ذلك من الكلمات التى كانت تصرخ بها ليلا عندما تفزعها‬ ‫الكوابيس المتلاحقه التى اعادت اليها الهستيريه التى سببها لها المدعو‬ ‫يحى بعد زواجها بها فى السابق‬ ‫ذلك الذى بعد اسبوع واحد من الزواج بها وهى ابنته ثمانيه عشر ربيعا‬ ‫قام بقذفها باحدى المزهريات مما سبب لها ارتجاجا فى راسها وعلل‬ ‫ذلك لوالديها بأنه مجرد حادث‬ ‫ذلك الزوج الذى كان يعانى من الصرع ومرض نفسى مزمن يدعونه \"‬ ‫الشك \" يجعله دائما ما يظن بانها تخونه كلما ذهبت الى اى مكان ولو‬ ‫كان برفقته‬ ‫ومع ذلك كان يستمتع بجعلها ترتدى المغريات والمكشفات لجسدها‬ ‫ليتفاخر امام الناس بامتلاكه لتلك\" المانيكان \"‬

‫نعم انه بعينه ذلك الرجل الديوث الذى اخبرنا رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم بانه ملعون لانه لا يغار على اهل بيته‬ ‫هاهو نفس الحلم من جديد‬ ‫ها هى نفس الوحوش تركض باتجاه سها‬ ‫وهاهى سها لا تزال حائرة امام الباب القديم الذى يتدارى صاحب‬ ‫البستان ورائه مادا يده اليها‬ ‫وها هى الوحوش تقترب قبيل ان تاخذ سها القرار بالذهاب الى صاحب‬ ‫البستان ولكن الوحوش كانت قد اقتربت كثيرا ولم تدع لها الفرصه فى‬ ‫الهروب‬ ‫وقبل ان تمسك بها وجدته يظهر من وراء الباب ليرهب الجميع‬ ‫ويجبرهم على تركها والذهاب ويأخذ هو بيدها الى بستانه وعالمه بعيدا‬ ‫عن كل اولئك الاوغاد الذين كانوا يلاحقونها‬ ‫هذة المرة استيقظت سها من نومها هادئه دون صراخ‬ ‫انها مطمئنه الفؤاد تبتسم‬ ‫لم يصدق والدها الذى لم يخرج من غرفتها بل ظل يراقبها خوفا من ان‬ ‫تصرخ ليلا ولا تجده بجوارها‬ ‫اخذ يفرك عينيه ‪ :‬ترى هل نمت وانا الان ارى ابنتى تبتسم فى الحلم‬ ‫هل استيقظت ابنتى من نومها بهذا الهدوء حقا دون صراخ‬ ‫امسكت سها بيد ابيها مبتسمه ‪ :‬قوم يا بابا نام فى اوضتك ماتخفش عليا‬ ‫انا بقيت كويس‬

‫هشام ‪ :‬لا يا حبيبتى مش هسيبك لوحدك انا جنبك ماتخافيش‬ ‫سها باطمئنان ‪ :‬ماتخفش يا باب ربنا معايا مش هيسيبنى‬ ‫نظر هشام لابنته مليا يرى الاطمئنان يبعث فى وجهها النور فابتسم‬ ‫متمتما بالحمد ثم قبل جبينها وذهب الى غرفته لياخذ قسطا من الراحه‬ ‫بعد ايام كانت اصعب ما يمكن ان تمر على والد يرى صغيرته وهى‬ ‫على تلك الحاله‬ ‫اذن لصلاة الفجر وتهادى صوت الاذان الى اسماع سها فابتسمت قبل‬ ‫ان تفتح عينيها ليقع ناظريها على حلم جديد‬ ‫انه صاحب البستان يجلس بجانب سريرها ممسكا بيدها ينتظرها ان‬ ‫تفتح عينيها بشوق وحب جارفين‬ ‫ابتسمت له ابتسامه ملؤها الراحه والطمانينه ‪ :‬خلاص يا صاحب‬ ‫البستان الحلم خلص سيبنى اصحى بقى عشان اصلى الفجر‬ ‫ورغما عنه ابتسم عماد لبرائتها رغم تلك الدموع التى ملئت عينيه عن‬ ‫اخرهما ‪ :‬صاحب البستان هيموت لو سابك تروحى من بين ايديه تانى‬ ‫يا ملاكى‬ ‫اعادت سها اغلاق عينيها بقوة ثم فتحتهما عن اخرهما لتدرك ان هذا‬ ‫خرج عن حدود الحلم واصبح حقيقه حيه امام عينيها‬ ‫ترقرقت الدموع فى عينيها بينما لا تزال مستلقاه على سريرها وكان كل‬ ‫قواها قد خارت دون التحرك او حتى جذب يدها من بين يديه‬

‫لم تستطع سوى البكاء بكل ما اوتيت وما تحمله من الم وجراح تراكمت‬ ‫على مر سبع سنوات مذ دخلت تلك الدوامه المتمثله فى\" يحى\"‬ ‫ظلت تبكى وتبكى وظل عماد يذرف دموع الندم بصمت وهو يشاهد‬ ‫قطرات اللؤلؤ تنحدر من مقلتيها لتروى وسادتها واغطيتها البيضاء‬ ‫اخيرا بعد فترة ليست بالقليله ابدا بدأ وابل الندم والمعاناه متمثلا فى‬ ‫كلمات كثيرة تخرج من فم عماد كوابل من الامطار المصاحبه لشلالات‬ ‫دمعهما واهاتهما معا‬ ‫عماد ‪ :‬سامحينى يا سها ‪ .‬سامحينى يا ملاكى‬ ‫ارجعيلى يا اقرب مخلوقه ليا‬ ‫انا كنت بموت من غيرك يا سها صدقينى ‪.‬‬ ‫كرهت نفسى وكرهت الدنيا كلها لما فكرت اكرهك‬ ‫انا عرفت كل حاجه يا سها سامحينى‬ ‫ليه مقلتليش من الاول‪ .‬؟‬ ‫اقسم بربى كنت دفنته مكانه قبل ما ينطق كلمه واحده عنك‬ ‫والله يا سها بحبك وحبى ليكى اللى خلانى اعمل كده واصدق اللى‬ ‫سمعته‬ ‫عارف انك مجروحه منى بس اقسملك انى كنت بموت من جراحى لما‬ ‫كنت بعيده عنى‬ ‫بدأ يخرج صوت سها ضعيفا وسط دمعها وهى تناديه ‪ :‬عماد‬

‫عماد بلهفه ‪ :‬يا قلب عماد ‪ .‬يا روح عماد وحياته كلها‬ ‫سها بشهقات وبكاء مرير ‪ :‬عارف يا عماد يا عماد كان بيعمل فيا ايه ؟‬ ‫هز عماد راسه نافيا وكأنه يرجوها الاتتحدث عن ذلك الذى علمه مسبقا‬ ‫سها وهى تقبض على يده ‪ :‬كان بيضربنى بكرباك يا عماد‬ ‫كان بيغتصبنى وهو سكران ومتخدر باقصى وحشيه ممكن تتصورها‬ ‫لدرجه انى كنت بنزف‬ ‫انا اخدت غرز فى كل حته فى راسى يا عماد‬ ‫كان بيخبط راسى فى عمود السرير بعد ما يخلص قذارته معايا‬ ‫انا كنت بخاف اشكى لبابا يا عماد من تهديده‬ ‫كنت بخجل اقول ان جوزى بياخدنى غصب عنى‬ ‫اخر مرة كنت هموت فى ايده يا عماد‬ ‫ازدات شهقاتها بينما اكملت ‪ :‬كهربنى يا عماد ‪.‬وصل فى رجلى سلك‬ ‫كهربه وهو فى حاله هستريه وعمال يقولى خنتينى مع مين‬ ‫لولا الخدامه ودتنى المستشفى كنت يا اما مت وانا قذرة كده يا فضلت‬ ‫بقيت حياتى معاه كده وكنت برده هموت فى يوم على ايده‬ ‫لما روحت المستشفى بابا جه والبوليس وكل حاجه بانت واتكشفت وبابا‬ ‫قدم فيه دعوى وسجنه‬ ‫انا اتجوزته سنه واحده وقعدت ‪ 3‬سنين بتعالج فى مصحه نفسيه‬

‫حتى لما خرجت منها كنت بقوم من النوم مفزوعه وبصرخ من مجرد‬ ‫انى اشوف وشه فى كوابيسى‬ ‫انا كنت بخاف انام يا عماد والناس فضلت تقول عنى مجنونه سنين‬ ‫سمعنى دكاترة كتير بس محدش ريحنى غير ربنا لما لجئتله‬ ‫عمرتى هى اللى رجعتنى للحياه من تانى بعد ما دعيته فيها واتوسلتله‬ ‫يحمينى من نفسى ومن كل الناس‬ ‫انت كنت طوق النجاه اللى ربنا بعتلهولى عشان احتمى فيه يا عماد‬ ‫متسبنيش‪ ...........‬انا تعبت ومعدتش قادرة اتحمل اكتر‬ ‫الله يخليك يا عماد ما تسبنيش انا قلبى تعب وروحى خلاص مش قادرة‬ ‫تتحمل عذاب اكتر‬ ‫لم يستطع عماد ان يستمع اكثر فارتمى فى حضنها باكيا بمراره ‪:‬‬ ‫اسكتى يا سها ابوس ايدك اسكتى‪.‬‬ ‫اقسم باللى خلقنى وخلقك ماحد فى الكون هيقدر يهوب ناحيتك تانى‬ ‫اقسم بالله لدفعه التمن غالى‪ ......‬غالى اوى اواى‬ ‫سها بسرعه وهى تحتضن راسه رافعه اياها بين يديها ‪ :‬لا لا ارجوك‬ ‫لا‪ .......‬اوعدنى يا عماد ملكش دعوه بيه‬ ‫نتقى شرة ابوس ايدك ‪.‬انا عايزاك يا عماد هموت لو خسرتك‬ ‫بكت بمراراة وهى تحتضنه بقوة وكانه تخاف ان يفلت منها ‪ :‬انا هموت‬ ‫لو جرالك حاجه يا عماد‬

‫الله يخليك اوعدنى تبعد عن طريقه‬ ‫انا مش عايزة حاجه من الدنيا غيرك انت ووفاء‬ ‫ظلا كلاهما يحتضن الاخر بقوة الا ان انتبه كلاهما لصوت الامام فى‬ ‫الخارج يقيم للصلاة فابتسم كلاهما متذكرا ليلتهم الاولى ثم توضأا‬ ‫وصلا الفجر معا فى غرفتها لتشرق شمسا جديده على حياتهما وقد‬ ‫اشهدا الله على حبهما وتمسكهما به مدى الحياه‬ ‫نامت سها بعد صلاة الفجر فى احضان زوجها الدافئه بامان والبسمه‬ ‫تعلو وجهيهما‬ ‫ارتدت فجاه للوراء لتنظر الى وجهه باستغراب ‪ :‬بس انت جيت ازاى‬ ‫وعرفت منين ؟‬ ‫عماد مبتسما ‪ :‬حذرى فظرى‬ ‫سها بتلقائيه ‪ :‬بابا‬ ‫عماد ‪ :‬هههههههه اوت‪ .‬امك هى اللى جات وقالتلى على كل حاجه‬ ‫سها بدهشه ‪ :‬ماما!‬ ‫عماد ‪ :‬يا ما تحت السواهى دواهى‬ ‫سها وهى تضرب صدرى برقه ‪ :‬احترم نفسك‬ ‫عماد ‪ :‬دلوقتى احترم نفسك ‪ .‬انتى مش لسه طرداها من اوضتك اول‬ ‫امبارح ؟‬

‫سها با ستغراب وقبل ان تسأل اخذها عماد فى حضنه ثانيه ‪:‬‬ ‫شششششششش بس بقى كفايه كلام صدعتينى‬ ‫يا ساتر عالستات تموت فى الرغى‬ ‫خلى الواحد يستمتع بالاحضان والذى منه شويه بقى‬ ‫سها ‪ :‬ههههههههههه ايه الذى منه ده ؟‬ ‫عماد ‪ :‬محاولا ان يتمالك نفسه ‪ :‬اما نروح هقولك‬ ‫سها ‪ :‬هو احنا هنروح امتى ؟‬ ‫عماد ‪ :‬والله انا كان نفسى اروح دلوقتى حالا بس امك شارطه عليا‬ ‫منمشيش غير لما تتكلمى معاها ونتغدى سوا زى اى عيله‬ ‫سها بطفوليه ‪ :‬تؤه‬ ‫عماد مبعدا اياها قليلا لينظر فى وجهها ‪ :‬ايه تؤة ده ؟‬ ‫سها مبتسمه ‪ :‬مفيش عيله كامله من غير فوفو‬ ‫وحشتنى او يا عماد هموت واخدها فى حضنى‬ ‫عماد بأسى ‪ :‬والله يا سها من ساعه اللى حصل وهى عند جدتها انا كنت‬ ‫حاسس ان روحى بتروح منى ومكنتش هقدر اخد بالى منها‬ ‫سها ‪ :‬بعد الشر عليك يا حبيبى‬ ‫عماد واضعا يده على رأسها بحنان ‪ :‬يا رب باركلى فيها ومتحرمنيش‬ ‫منها ابدا‬

‫دست سها رأسها فى صدر عماد تتململ فيه كيفما تشاء بينما ضمها‬ ‫عماد بين زراعيه بقوة لتنام بين احضان زوجها وحبيبها بكامل ارادتها‬ ‫للمرة الاولى التى لم تكن سوى بدايه لسرد وصلات من العشق والهوى‬ ‫بين زوجين جمعتهما ظروف الحياه ليبنيا حياه زوجيه ملؤها السعاده‬ ‫والطمانينه التى لا يعكر صفوها سوى اصحاب الحقد والانفس الامارة‬ ‫بالسوء‬ ‫فى المشفى حيث جلس الصديقان بل الاكثر من اخوان عماد وماجد‬ ‫يتبادلان اطراف الحديث من هنا وهناك نادتهما نفين القادمه للزيارة‬ ‫والتى راتهما بينما كانت تتجه الى غرفه فوقيه‬ ‫نفين ‪ :‬ايه يا ولاد بتعملوا ايه هنا وسايبين فوقيه لوحدها‬ ‫عماد ‪ :‬معلش يا طنط اصل بقالنا كتير معقدناش قعده المصطبه دى‬ ‫نفين ‪ :‬ههههههه ربنا يخليكوا لبعض ‪ .‬يلا تعالوا عشان تتغدوا انا جايبه‬ ‫معايا الغدا‬ ‫عماد ‪ :‬اه يالا بينا ‪ .‬الواحد حاسس انه جاع من كتر الكلام‬ ‫ماجد ‪ :‬وانت من امتى بتشبع يا طفس؟ انت يالا انت مش لسه ضاربين‬ ‫دسته فول وفلافل دلوقتى لوحدنا‬ ‫نفين ‪ :‬عموما براحتك يا ماجد منار اللى طبخه ودى اول مره تعملها خد‬ ‫بالك‬ ‫ماجد ‪ :‬تصدق يا ض يا عماد الكلام بيجوع فعلا ياااااااه ده الواحد‬ ‫خراتيت بطنه هوهوت‬

‫ضحك الجميع واتجهوا معا الى غرفه فوقيه وتناولوا الغداء معا بينما‬ ‫اعلنت نفين بعد الغداء عن مفاجئه كانت سارة للجميع ماعدا فوقيه التى‬ ‫كانت تعد هذة المفاجئه لها قنبله موقوته على وشك الانفجار وبالطبع لم‬ ‫يغب ذلك عن اعين عماد‬ ‫نهايه الفصل الحادى والثلاثون‬ ‫الفصل الثانى والثلاثون‬ ‫هل سمع احدكم يوما عن البراكين ؟؟‬ ‫انها تلك الحمم الملتهبه التى تحتوى المعادن النفيثه‪ .‬تنصهر بداخل‬ ‫الجبال مع اسرار الارض لتخرج على هيئه تلك النيران الثائرة‬ ‫عفوا اجابه خاطئه فأنا لم اقصد هذة البراكين‬ ‫قصدت تلك التى تتكون فى داخل النفس البشريه لتثور بما هو اغلظ‬ ‫من الحمم‬ ‫فعلى الارجح تلك الحمم مهما بلغ لهيبها هى مفيده للبشريه‬ ‫لكن براكين الغضب داخل الانسان تاتى دائما بما لاتحمد عقباه‬ ‫كانت فوقيه فى حال لا تحسد عليها بعد ان فجرت نفين تلك المفاجاه‬ ‫بعوده الغائب قريبا فقد وجدت شركته بديلا عنه اخيرا كما انه قام بجمع‬ ‫المعلومات المطلوبه عن افضل مشفى فى المانيا يمكن لفوقيه اجراء‬ ‫عمليتها به‬

‫اندلعت بداخلها حرب طاحنه بين ضميرها وامومتها من جانب و‬ ‫بركان غضبها ورغبتها الملحه فى الانتقام من عصام على الجانب‬ ‫الاخر‬ ‫ظل الجميع يتضاحكون ويتبادلون اطراف الحديث الى ان اتى موعد‬ ‫ذهاب نفين فتلك الليله كانت دور ماجد فى المبيت مع والدته‬ ‫عرض عماد على نفين توصيلها فوافقت بعد ان اكد انها فى طريقه الى‬ ‫موعد هام‬ ‫ودعهم ماجد وما ان اغلق الباب حتى التفت الى والدته ليجدها صامته‬ ‫مستغرقه فى التفكير‬ ‫لم يبد اندهاشا فقد لاحظ حالتها هذة اكثر من مرة ولكنه كان حائرا عما‬ ‫يكون السبب‬ ‫اتجه اليها بخطى ثابته وجلس بجانب سريرها يمسك يدها مقبلا اياها‬ ‫بحب ‪ :‬ايه يا ست الكل سرحانه فى ايه؟‬ ‫فوقيه بانتباه‪ :‬ها بتقول حاجه يا ماجد؟‬ ‫ماجد بجديه ‪ :‬فيه ايه يا امى مالك ؟‬ ‫فوقيه بعد ان اطالت النظر اليه ‪ :‬انت بتحب منار قد ايه يا ماجد؟‬ ‫ماجد باندهاش ‪ :‬ايه يا امى السؤال الغريب ده ؟‬ ‫ابتسم ابتسامه جانبيه ثم اضاف بمرح ‪ :‬احنا بقينا نغير ولا ايه يا فوفه!‬ ‫فوقيه بجديه وعبوس ‪ :‬لما اسألك تجاوبنى عدل ‪ .‬انا مابهزرش‬

‫ماجد وقد تغيرت معالم وجهه الى الجديه ايضا لكنه ابقى على هدوئه‬ ‫فهو يدرك بالنهايه انه يتحدث الى والدته ‪ :‬بحبها قد ما قلبى اتعلم يعنى‬ ‫ايه حب وقد ما عقلى فهم يعنى زوجه‪.‬‬ ‫بحبها قد ما علمتينى ازاى الراجل بيحب زوجته وبيحتويها يا امى‬ ‫قد ما ابويا الله يرحمه حبك وقد ما ربنا زرعلها حب فى قلبى بحبها‬ ‫كان ماجد يتكلم وكأنه يرسم صورة لمنار وسط طيات حديثه اما فوقيه‬ ‫فكانت تنظر لابنها وبداخلها اكبر قدر من الالم والحسرة والمعاناه‬ ‫لو قال هذا الكلام دون ان اعرف بانها ابنه ذلك الرجل لرقص قلبى‬ ‫فرحا بابنى الذى اختار زوجه صالحه وحفظ لها مكانا خاصا فى قلبه‬ ‫لربما شعرت بالقليل من الغيرة لكنى ما كنت سأشعر بذلك الالم فى‬ ‫صدرى‬ ‫ان كان ابنى يحبها بتلك القوة وانا واثقه من حبها له فكيف ستكون‬ ‫معاناتها بعد عوده الغائب‬ ‫كيف سأتحمل رؤيه عذاب الفراق فى عيون فلذه كبدى ذلك العذاب الذى‬ ‫تذوقته مرارا ومرارا‬ ‫فارقتنى امى ثم اختى الوحيده فوالدى ثم زوجى وحمياتى فى هذه‬ ‫الحياه‬ ‫هل سأكون سببا فى ان يتجرع ابنى نصيبا من تلك المراره‬ ‫لكن‪ .‬لست انا السبب‪ .....‬انه عصام وفقط عصام‬ ‫انه السبب فى كل مصائب حياتى وكانه لعنه حلت على فى هذة الحياه‬

‫كنت لاقبل باى لعنه تصيبنى ولكنى سأموت ان اصابتك لعنتك ابنى يا‬ ‫عصام‬ ‫لكن ابعد كل ما فعلته بالماضى يمكنك ان تعيش هنيئا هكذا فقط؟ دون‬ ‫عقاب ؟‬ ‫لا والف لا ؟ لابد ان تعاقب‬ ‫ستعرف ما مررت به انا عندما ترى ابنتك تذرف دموع الفراق على‬ ‫حبيبها كما ذرفتها انا على احبائى‬ ‫ارايتم ؟ الم اقل لكم انها باركين ؟‬ ‫تذكرتم ذلك ؟ اتذكرون ما قلته بعدها ؟‬ ‫براكين الغضب تاتى دائما بما لا تحمد عقباه‬ ‫فوقيه دون مقدمات ‪ :‬طلقها‬ ‫ماجد وهو يوشك على الجزم بأنه اخطأ السمع ‪ :‬نعم!!!‬ ‫فوقيه وهى تنظر لعيون ابنها مباشرة وبصراخ ‪:‬بقولك طلقها قبل ما‬ ‫تحط ايدك فى ايد ابوها‬ ‫ماجد محاولا التماسك ‪ :‬بتقولى ايه يا ماما‬ ‫انخرطت فوقيه فى بكاء مرير ‪ :‬انا مستحيل اسمحلك تحط ايدك فى ايد‬ ‫البنى ادم اللى اغتصب اختى‬ ‫عصام ده اغتصب اختى‪ ...‬انت فاهم يعنى ايه اغتصبها‬ ‫ازاى يغتصب اختى وانا ابنى يستر بنته ؟ازاااااااى؟‬

‫ماجد وهو فى حاله من الذهول ‪ :‬انا مش فاهم حاجه ‪ .‬ولا حاجه‬ ‫فوقيه وهى تمسح دموعها باصرار ‪ :‬انا هحكيلك على كل حاجه‬ ‫بس توعدنى انك هتاخد القرارا الصح ومش هتجرى ورا مشاعرك‬ ‫وتنسى كل اللى هقولهولك‬ ‫هز ماجد راسه ايجابا وهو فى حاله داخليه من الاستعداد لسماع اسوأ ما‬ ‫قد يتوقعه فى حياته‬ ‫بدات فوقيه تسرد له الاحداث منذ خمس وعشرين عاما حين كانت‬ ‫تدرس الازياء بفرنسا‬ ‫لم تمتلك فى حياتها سوى اختا واحده لطالما اعتبرتها هديه من الله‬ ‫لتعوضها عن فقدان امها‬ ‫كا نابوها دائم الانشغال باعماله بينما كانت والدتها تعوضها ذلك‬ ‫بأفياض الدفئ والحنان والرعايه‬ ‫توفيت والدتها بعد ان انجبت فتاه صغيرة اسموها\" فاديه \" بينما كان‬ ‫عمر فوقيه لا يتجاوز السبع سنوات‬ ‫فتاه لم تتجاوز السبع سنوات حملت نفسها مسؤليه رضيعه توفيت امها‬ ‫لتتقمص هى دور الام بدل الاخت بل بالاحرى ام واخت وصديقه ايضا‬ ‫طوال سبع عشر عاما وهى تحتضن اختها فى صحوها ونومها‬ ‫فوقيه كانت دائما ينبوع حب وحنانا للجميع منذ صغرها‬ ‫لم تفترق عن فايده ابدا سوى بعد ان بدات دراستها بالخارج‬

‫كانت اختها تهاتفها دائما مطالبه اياها بالعوده ومعبرة عن اشواقها لها‬ ‫الا ان اتت تلك الفترة التى كانت تلح فيها ان تأخذها فوقيه لديها بباريس‬ ‫‪.‬لم يبدى صوتها انها بخير ابدا لكن فوقيه وللمرة الاولى كذبت‬ ‫احساسها عن ذلك واجبرت نفسها على التصديق بأنه مجرد اشتياق‬ ‫وحنين‬ ‫قاومت ذلك كثيرا الا ان عادت الى ار الوطن لتصدم بمت حدث‬ ‫كانت اختها تعانى الامرين بينما ينتهك شريك والدها حرماتها شيئا‬ ‫فشيئا‬ ‫وصلت به القذارة ان قام باغتصابها ورميها بعد ذلك وكانها احدى‬ ‫الجوارى المعروضات للبيع‬ ‫قامت فايده بالانتحار بعد ان كتبت رساله انتحارها تاركه اياها على‬ ‫سرير اختها او بالاحرى امها فوقيه‬ ‫قطعت شرايين يدها لتزهق روحها فوق فراش اقرب الاقربين لقلبها‬ ‫‪.....‬اختها وحاضنتها ومربيتها وامها فوقيه‬ ‫\"فايده السيوفى‬ ‫فتاه لم تتجاوز الثامنه عشر فى عامها الاول بالجامعه ربه احدى اكبر‬ ‫عائلات الاسكندريه تنتحر بعد تركت رساله غامضه لاختها الغائبه فى‬ ‫احدى البلدان الاجنبيه\"‬ ‫هكذا تحدثت الجرائد حول الحادث‬

‫بعدها اجريت التحقيقات حول رفعت السيوفى المتهم الاول فى ضبط‬ ‫اكبر كميه من مخدر البانجو فى محاوله لتهريبها الى احدى المدن‬ ‫الساحليه بعد ان تم القاء القبض على زراعه الايمن\" خالد الاشول \"‬ ‫وهو يرأس هذه العمليه وقد سبق ذلك اشاعات كاذبه حول وفاه الدعو‬ ‫\"خالد‬ ‫كانت فوقيه كمن عاش حلم جميلا لفترة طويله واستيقظ بالنهايه ليدرك‬ ‫ان الحياه هى سلسله ضخمه من الكوابيس المتلاحقه‬ ‫غابت عن الوعى لفترة طويله وهى فى حاله من الصدمه والهروب من‬ ‫الحقيقه‬ ‫ظلت قابعه باحدى المستشفيات البسيطه بالمحافظه بما كان يناسب‬ ‫\"نصر الدين\"‬ ‫ذلك الشاب المكافح الذى لطالما احبها منذ عرفها ‪ .‬احب طيبتها‬ ‫وبساطتها ‪.‬‬ ‫احب تواضعها وخجلها‬ ‫احب روحها الحنونه وجمالها‬ ‫لم يتركها ابدا بل ظل بجانبها يساندها فى الضراء قبل السراء‬ ‫خرجت من المشفى بعد ذلك لتسكن مع مربيتها العجوز فى بيتها ووسط‬ ‫بناتها الاربع بينما كانت لاتزال تشعر بالتيهه والضياع‬

‫كم كانت خجله وهى تراقب نصر الدين يتقاسم الاموال البسيطه التى‬ ‫جناها من العمل فى احدى البنايات كبناء بينما هو مهندس مع مربيتها‬ ‫لتنفق على البيت ذو البنات الخمس‬ ‫قررت ان عليها ان تقابل والدها بسجنه لتعرف كل شيئ حول تلك‬ ‫الرساله وما حدث بالضبط مع والدها واختها‬ ‫لكن لم تسر الرياح بما تشتهيه السفن فاهو والدها قد تلقى للتو حكما‬ ‫بالاعدام‬ ‫لم تستطع مقابلته ولم تستطع معرفه اى شيئ وسط صدماتها المتلاحقه‬ ‫كل ما عرفته ان السبب فى كل ماحدث هو رجل واحد هو شريك والدها‬ ‫\"عصام \"‬ ‫بحثت عنه طويلا وطويلا الا ان وصلت الى عنوانه اخيرا‬ ‫يالا سخريه القدر انه يسكن فى شقه متواضعه الان مع شيخ‬ ‫ذهبت اليه بكل ما تحمله من صدمات وشحنات بداخلها‬ ‫‪.................................................‬‬ ‫طرقات كازلازال دقت باب الشيخ بينما انتهى للتو من اعداد الافطار‬ ‫لضيفه قبل ان يوقظه‬ ‫هرع\" الحاج شفيق بسرعه الى الباب ليفتحه ليجد امامه فتاه ترتدى‬ ‫الاسود وتشع عيونها حمم بركانيه من الغضب لتهاجمه بالسؤال ‪ :‬فين‬ ‫اللى اسمه عصام ؟ انت ؟‬

‫لم يكد الشيخ يفتح فمه حتى التفت ورائه اثر رد عصام المستنفر ‪ :‬انتى‬ ‫ايه اللى جابك هنا ؟‬ ‫فوقيه بصدمه وبصعوبه استطاعت تجميع الكلمات فى فمها ‪ :‬انت ‪....‬‬ ‫انت عصام نفسه؟؟‪ ......‬انت شريك بابا ؟؟‬ ‫عصام بسخريه وهو يضم يديه حول صدرة ‪ :‬عايزة تفهمينى انك‬ ‫مكنتيش تعرفى انى شريك ابوكى لما اتقابلنا قبل كده !‬ ‫تغيرت تعابير وجهه الساخرة الى الجديه والقسوة ‪ :‬انت فاكرة نفسك‬ ‫جايه تستكردى مين ؟؟‬ ‫انتو عيله نصابين وحراميه ؟‬ ‫انتو ايه ؟ مافيا ؟‬ ‫جايه ليه هنا يا فوقيه هانم ؟ جايه تتهمينى زى اختك ؟‬ ‫انتو فاكرين انكم كده بتلو دراعى ؟‬ ‫لا يا ماما فوقوا‪ .‬انتوا بتفضحوا نفسكم مش بتفضحونى انا‬ ‫بينما كان عصام يتحدث لم تكن فوقيه تستمع لكلماته جيدا كان عقلها‬ ‫يعمل بسرعه كبيرة وبمعدلات مضاعفه‬ ‫تجمعت الصور فى عقلها بسرعه ‪ .‬حين قابلته بحفله عالميه لمجموع‬ ‫الشركه المتعاونه فى باريس لم تعلم انه شريك والدها‬

‫حين راته من بعيد يرفض تناول رشفه واحده من الخمر بينما اصر‬ ‫مضيفه على ذلك لكم احترمته حينها اذ نفر كل ما يقوم به باقى رجال‬ ‫الاعمال من القذارة والشرب تحت رايه الاحتفال‬ ‫ظلت تراقبه طوال الحفله وهو يلتفت يمينا ويسارا ينظر للباقين بنفور‬ ‫وتقزز الى ان اهتدى اخيرا الى شرفه خاليه ليقضى بها سهرته التى‬ ‫كان من الواضح كضى الشمس انه ارغم على حضورها مثلما كان‬ ‫الحال معها تماما‬ ‫لا اراديه اتخذت خطواتها الفضوليه طريقها خلفه الى الشرفه لتقف على‬ ‫باباها تراقب حركاته السريعه التى حاكها منكبيه العريضين وهو ينزع‬ ‫ربطه عنقه بعصبيه وكأنه كاد ان يختنق فعلا‬ ‫اجفلت لصوته الصارم الموجه نحوها ‪ :‬كتبتى تقريرك ولا شفت‬ ‫المرابقه بتاعك مخلصش؟؟؟‬ ‫بالرغم من انه كان يوليها ظهره الا انها عرفت تماما انها كلماته موجه‬ ‫لها لكنها ردت صوت خافت وهو تشير نحو نفسها بسبابتها ‪:‬انا ؟؟‬ ‫حضرتك بتكلمنى انا ؟‬ ‫التفت اليها بشراسه ‪ :‬وهو حد بيراقبنى من اول الحفله غيرك ؟؟‬ ‫ابتلعت فوقه ريقها بسرعه ولم تعرف من اين استجمعت الشجاعه لترد‬ ‫عليه بثبات بعد ان ضحكت ضحكه خفيفه تنم عن سخريه ‪ :‬ايه كميه‬ ‫الغرورو دى يا حضرت ؟‬ ‫اولا انا يحقلى اقف هنا زيك بالظبط‬ ‫ثانيا ‪ :‬عنيه ملكى ابص بيها على اللى يعجبنى‬

‫تعتبرها مراقبه تعتبرها غير كده ميهمنيش‬ ‫اظن واضح ؟؟‬ ‫صمت عصام حينها قليلا قبل ان يجيبها وهو يقبض على يده بقوه وكانه‬ ‫يمنع لكمه فولاذيه من الاتجاه نحوها ‪ :‬انت ماحدش علمك قبل كده \"‬ ‫وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن \"‬ ‫حينها رد عصام الجم لسانها فاتجهت بدورة نحو مدخل الشرفه التى‬ ‫كانت تقف قباله ناويا الخروج الا انها اوقفته بينما كان بجانبها تماما ‪:‬‬ ‫انت مين ؟‬ ‫عصام وقبل ان يكمل طريقه للخارج ‪ :‬عصام‬ ‫عادت الى وجهه ثانيه بعينيها لتدرك انه ما كان سوى قناع زائف يتخفى‬ ‫ورائه ذئب شرس وماكر‬ ‫اهذا هو نفس الرجل الذى بسسبه عرفت ما معنى التعمق بايات الخالق‬ ‫؟‬ ‫اهو نفسه الذى دعت له فى صلاتها كلما تذكرته اذ بسببه اصبحت اكثر‬ ‫تدينا وتقربا من ربها بينما هى فى غربتها وسط اهل فرنسا الذين كادوا‬ ‫ينسوها انها بالاصل مسلمه عربيه ؟؟‬ ‫ايا ما كان فهو نفس الرجل الذى نهش عرض اختى‬ ‫هو نفس الرجل الذى اودى بحياه والدى بسبب اعماله المشوبه‬ ‫لم تجفل هذه المرة حين علا صوته بهستيريه بينما يمنعه الشيخ من‬ ‫التقدم نحوها ‪ :‬اطلعى بره بقى عايزين منى ايه ؟‬

‫حسبى الله ونعم الوكيل فيكم انتو مش بنى ادمين‬ ‫حين اخذت فوقيه بالصراخ فى وجهه ايضا ‪ :‬انت اخر واحد تتكلم عن‬ ‫البنى ادمين يا كلب يا حقير‬ ‫انت احقر مخلوق على وجه الارض‬ ‫انت ايه ؟ انت ازاى كده ؟ انت بعد كل ده لسه بتقول حسبى الله ونعم‬ ‫الوكيل‬ ‫ربنا ينتقم منك يا شيخ واشوف فيك يوم‬ ‫لازم ربنا هينتقم منك انا متاكده‬ ‫انت فاكر انك هتفلت بعملتك عشان مفيش دليل‬ ‫لو البوليس ماخدش منك حقى ربنا هياخدهولى وبأيدى‬ ‫لو مر ميه سنه يا عصام بيه هشوفك وانت مذلول وبينتهك عرض‬ ‫اقرب الناس ليك‬ ‫داين تداين ‪ ...........‬خليك فاكر كلامى‬ ‫كان الشرر يتطار من عينها بينما تتوعده بلا وعى ‪ :‬هشوفك ولو بعد‬ ‫ميه سنه وانت محروق نفس حرقه قلبى على اقرب الناس ليك‬ ‫وعرضها منتهك زى ما انت عملت بالظبط وتبقى فضيحتك وسط كل‬ ‫الناس بجلاجل‬ ‫هنتقابل يا عصام ولازم ساعتها تفتكر كلامى‬

‫فاهم ؟ لازم ساعتها تفتكرنى عشان تتمنى انك تموت قبل ما كنت تمس‬ ‫شعرة واحده من فاديه ؟‬ ‫بصعوبه كاد الشيخ حقا منعه من التوجه نحوها والله وحده اعلم ما كان‬ ‫يمكن ان يفعل بها لو استطاع الوصول اليها وسط فرط عصبيته حينها‬ ‫فعصام حقا كان ممكن تفقده العصبيه صوابه‬ ‫اعلن الباب صوتا قويا صاحب اهتزازة بعنف لدى اغلاق فوقيه القوى‬ ‫له بعد خروجها‬ ‫كان عصام لا يزال يحاول التملص من الشيخ للحاق بها قبل ان يجره‬ ‫جرا الى حمامه المتواضع ليجبرة على وضع راسه تحت صنبور المياه‬ ‫كان الشيخ يدرك جيدا ان الغضب ليس ورائه من مسبب زوى ذلك‬ ‫اللعين وهو كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم من النار ولا يطفئ‬ ‫نيران الغضب التى يسببها ذلك اللعين سوى الماء‬ ‫تركه الشيخ بعد دقائق بعد ان وجهه لصلاه الضحى‬ ‫فتح باب شقته لاخراج القمامه ففوجئ بنفس الفتاه تجلس على السلم‬ ‫تضم ركبتيها الى صدرها وقد دست وجهها بين يديها وكانها تحتضن‬ ‫نفسها‬ ‫نزل الشيخ بسرعه اليها ووقف على مقربه ‪ :‬انتى كويسه يا بنتى ؟؟‬ ‫مالك ؟‬ ‫رفعت فوقيه راسها ‪ :‬انت مين ؟‬ ‫الشيخ باطمئنان ‪ :‬انا الحاج شفيق يا بنتى‬

‫اشار الى الشقه ‪ :‬صاحب الشقه دى‬ ‫نظرت خلفها لتدرك انه من طرف المجرم فكشرت عن انيابها بسرعه‬ ‫وقد هبت واقفه ‪ :‬ابعد عنى احسنلك ‪ .‬ربنا ينقم منكم‬ ‫الشيخ ‪ :‬يا بنتى لازم تسمع ‪ .‬مش المفروض ابدا اننا نرمى الناس‬ ‫بالباطل لازم تسمعى عشان انتى كمان ترتاحى يا بنتى‬ ‫حين يتملك الانسان الاسى والظن السوء ويسيطر على راسه تلك‬ ‫الافكار الانتقاميه يصم اذنيه عما يقوله الاخرين ولو كان فيه الراحه‬ ‫والحقيقه‬ ‫وهذا تماما ما قامت به فوقيه فقد صمت اذنيه عن ادنى كلام قد يقوله‬ ‫الشيخ وولت ذاهبه مقررة ان عليها الانتقام منه يوم ما وقد فوضت‬ ‫امرها الى خالقها‬ ‫بعد سنه من ذلك استطاع نصر الدين الحصول على وظيفه ملائمه‬ ‫كمهندس فى احدى مكاتب الهندسه المبتدئه لكنه على الاقل استطاع‬ ‫وضع قدمه على اول طريق مستقبله الهندسى ليثبت نفسه بجدارة بعد‬ ‫فترة قياسيه استطاع بعدها التقدم لزواج فوقيه التى لم تجد بدا للموافقه‬ ‫بالبدايه فقد كانت تعرف انها تدين له بالكثير الكثير‬ ‫لكنها بعد ان تزوجته عرفت ما يعنيه الحب حقا‬ ‫كم اغدق عليها حبا وحنان انسوها قسوة الايام التى مرت بها وكم‬ ‫امضت من ايام وسنين سعيده مع حبيبها وطفلها ماجد الى ان وافه‬ ‫زوجها المنيه بعد عشر سنوات من زواجها‬ ‫كان ماجد يستمع الى والدته وقد كاد يجن حقا مما يسمعه‬

‫كاد عقله يطير حين تخيل ما فعله عصام بالماضى‬ ‫وكادت ضربات قلبه تتوقف حين تخيل ما قد يحل بمنار ان علمت بذلك‬ ‫لكن الادهى انه كاد يختنق حقا حين اقدمت والدته على سؤاله ‪ :‬هطلقها‬ ‫؟؟؟؟؟؟؟‬ ‫___________________________________________‬ ‫___‬ ‫نهايه الفصل الثانى والثلاثون‬ ‫الفصل الثالث والثلاثون‬ ‫كادت انفاس ماجد تتوقف او بالفعل حبس انفاسه لا اراديا حين اتاه‬ ‫سؤال والدته ‪ :‬هطلقها ؟؟‬ ‫لم يدر ماجد ماذا عليه ان يجيب‬ ‫نعم يشعر بالالم لما مرت به والدته فى الماضى‬ ‫نعم يدرك ان عصام هو ذئب نهش عرض خالته فى الماضى‬ ‫نعم يغلى الدم فى عروقه وتنتابه رغبه ملحه فى قتل ذلك الرجل‬ ‫لكن ماذنب منار فى ذلك ؟‬ ‫مال بال قلبه يؤلمه بهذه القوة عند ذكر هذا الفراق ؟‬ ‫مال روحه وكأنها تغادرة لاعنه اياه اذا ما فكر فقط فى التخلى عنها ؟‬

‫ما سر حرارة تلك الدموع على خدة وكأن حمم براكين الغضب والانتقام‬ ‫لدى فوقيه تتساقط من ملقتيه دون وعى منه‬ ‫شعر بيد والدته تضغط بضعف على وجنتيه تمسح دمعه الذى انتبه له‬ ‫بعد فوات الاوان فلم يرد ابدا ان يبدوا بهذا الضعف امام والدته‬ ‫كرجل شرقى لم يرد ابدا ان تهتز صورته وينقلب كيانه لدرجه البكاء اذا‬ ‫ما ذكر فراق محبوبته‬ ‫سريعا كصقر جريح انتفض معلنا الخروج الى اللا سبيل‬ ‫نعم هو لم يهتدى طريقا يسير فيه فقد غزت الدموع مقلتيه رغم‬ ‫محاولاته المستميته فى ايقافها‬ ‫لم يجد غير المصعد امامه فضغط ازرارة بعصبيه دون زر محدد‬ ‫ظل قابعا بالمصعد لا يعى ان كان ياخذة للاعلى ام للاسفل‬ ‫كل ما اتى بخاطرة وقتها هو تذكر طيف معشوقته فى ذلك اليوم وقت‬ ‫ان كادت تصطدم به عند الباب‬ ‫يالهى كم هى رقيقه كرقاقات الثلج البيضاء‬ ‫هل ستستطيع تحمل الامر ؟‬ ‫هل يمكن ان تتحمل كشف حقيقه والدها وان اتخلى عنها فى ان واحد ؟؟‬ ‫لم يستطع ماجد نفسه ان يتخيل الى اى مدى قد تنهار منار اذا ما عرفت‬ ‫بحقيقه الامر‬ ‫لم تستطع قدميه ان تحملانه اكثر فخر ارضا ككتله متهالكه وهو‬ ‫يضرب بيده قبضات متتاليه على ارض المصعد‬

‫ظل يوجه لارض المصعد لكمات هزيله تناسب قوة انهياره واغورار‬ ‫دمعه حتى فتح باب المصعد اخيرا ليجد نفسه على سطح المشفى‬ ‫__________________________________‬ ‫وصلت نفين بأمان الى بيتها لتلتقى عند الباب بوجه منار القلق‬ ‫منار ‪ :‬ايه يا ماما ليه اتاخرتى كده ؟‬ ‫نفين باستغراب ‪ :‬اتاخرتى ايه يا بنتى ما انا باجى بعد الوقت ده كتير لما‬ ‫بزور فوقيه‬ ‫منار بقلق واضح ‪ :‬لا يا ماما حسيتك اتخرتى المرة دى‬ ‫طيب طنط كويسه ؟‬ ‫ماجد كويس ؟‬ ‫حد جراله حاجه ؟‬ ‫فوقيه ‪ :‬ايه يا بنتى حيلك حيلك ايه صفحه الحوادث اللى داخله بيها عليا‬ ‫دى‬ ‫كلهم كويسين يا حبيبه قلبى والله‬ ‫مى وقد ظهرت فجأه تحمل تفاحه ‪ :‬قشطه يا معلمه ايه الالش الجامد ده‬ ‫نفين وقد فاجأتها مى ‪ :‬بسم الله‪ ......‬ايه يا بنت ده خضتينى الله يجازيكى‬ ‫مى وهى تقضم التفاحه وتحيط كتف والدتها باليد الاخرى ‪ :‬بلاش يا‬ ‫ماما تبقى بسكوته كده عايزاك تجمدى الراجل زمانه جاى‬ ‫يجى يلاقيكى نايتى كده ؟؟؟؟‬

‫لالالا انا عايزاكى اول ما يجى تديله انطباع انه سايب وراه رجاله تاكل‬ ‫الظلط‬ ‫نفين وهى تزيح يد مى وتاخذ منها التفاحه ‪ :‬هاتى التفاحه دى غسلتيها‬ ‫ولا كالعاده ؟‬ ‫واوعى كده اما اشوف اختك دى مالها‬ ‫مى ‪ :‬انا الحق عليا عايزة مصلحتك بدل ما الراجل يبص برة!‬ ‫وبعدين مالها منار ما هى زى القشطه اهى‬ ‫هى بس شافتلها كام حلم كده على حين غرة فجالها حاله من الذعر‬ ‫المصاحب لنوبات من القلق الشديد يتبعه تخيلات دراميه كئيبه متزمته‬ ‫لاحداث عدائيه ومصائب قد تكون حدثت بالفعل او قد تحدث بالمستقبل‬ ‫لانه وكما من الواضح ‪.....‬قلبها رهيف ونايتى‬ ‫وعلى راى المثل \" اقلب القدرة على فمها تطلع البت لامها\"‬ ‫والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته‬ ‫كانت منار ووالدتها ينظرون نحوها باعين متسعه وهى تتجه الى‬ ‫غرفتها بعد القاء هذا الكلام الغريب‬ ‫بعد خطوات قليله عادت مى لتنزع التفاحه ثانيه ‪ :‬وهاتى التفاحه دى‬ ‫لاتعدوها‬ ‫فرت مسرعه الى غرفتها وضحكاتها تملأ الارجاء ‪ :‬اوعدك اغسلها‬ ‫المرة الجايه يا نايتى‬

‫نفين وهى تضرب كفيها ‪ :‬عليه العوض ومنه العوض ‪ .‬يا رب عوضنى‬ ‫عوض الصابرين يا رب‬ ‫ظهر رأس مى من الداخل ‪ :‬مش كبرتى عالحاجات دى خلاص يا نوفه‬ ‫؟ حظ سعيد مع احفادك بقى هتاخدوا زمنكم وزمن غيركم‬ ‫قبل ان تجيب نفين انطلق صوت منار المعترض والمتبرم هذة المره ‪:‬‬ ‫خلاص بقى يا مى الله يخليكى مش ناقصاكى‬ ‫فيه ايه ؟ سيبنى اعرف اكلم ماما كلمتين بقى‬ ‫نفين ‪ :‬ده الموضوع جد بقى‬ ‫تعالى يا بنتى احكيلى مالك فيكى ايه ؟‬ ‫قادت نفين ابنتها الصغرى الى احد مقاعد الصالون وتبعتهم مى وقد‬ ‫تغيرت تعابير وجهها الى الجديه فقد ظنت انه مجرد حلم يزعج اختها‬ ‫فحسب لكن من الواضح ان الامر يحمل معنى اخر للخطورة حقا‬ ‫نفين ‪ :‬مالك يا روح ماما ؟ شوفتى ايه تعبك اوى كده ؟‬ ‫منار محاوله التماسك وعدم البكاء ‪ :‬مش قادرة يا ماما احكى مش قادرة‬ ‫خايفه احكيه كان وحش اوى‬ ‫كل اللى عايزاه دلوقتى تطمنينى عليهم‪ .‬الكل كويسين ؟‬ ‫اجهشت منار بالبكاء ‪ :‬الله يخليكى يا ماما طمنينى‬ ‫نفين وهى تضم ابنتها لصدرها ‪ :‬والله يا بنتى سيباهم كلهم زى الفل‬ ‫وبيضحكم ويهزروا كمان‬

‫دى حتى فوقيه كانت صحتها كويسه خالص النهارده وقعدت معانا كتير‬ ‫من غير ما تنام‬ ‫وماجد كمان كان زى الفل ومسح الاطباق مسح لما عرف انك اللى‬ ‫عامله الاكل‬ ‫طب حتى كان منظرهم يفطس من الضحك وهو وعماد وهم بيتخانقوا‬ ‫وماجد مش راضى يأكلوا معاه ويقولوا روح لمراتك تاكلك كل واحد‬ ‫ياكل اكل مراته‬ ‫ابتسمت منار رغما عنها حين تخيلت الموقف وبالرغم منذلك ظل هذ‬ ‫الشعور ينتابها ويؤرقها‬ ‫ذلك الشعور حين ترى حلما يؤرقك ويثير قلقك واضطرابك على اقرب‬ ‫الاقربين لك‬ ‫ذلك الشعور الذى لاتدرى اهو الالم ام الخوف هو فقط شعور لا ارادى‬ ‫بعدم الامان والقلق‬ ‫مسحت نفين على راس ابنتها بحب ‪ :‬يا عبيطه استهدى بالله كده وقومى‬ ‫اغسلى وشك‬ ‫ولو يا ستى لسه قلقانه اتصلى بماجد قبل ما تنامى اطمنى عليه بيتهيألى‬ ‫هيكون صاحى معاه شويه ورق سابهوله عماد يمضيه بس ماتتقليش‬ ‫على جوزك يا حبيبتى ‪ .‬متقلقيهوش عليكى يا حبيبى فيه اللى مكفيه‬ ‫عند عماد عاد الى فتح باب شقته ليجد ملاكه ككل ليله تنتظرة قرب‬ ‫الباب لاستقباله بوجهها البشوش الناعم لتزيل ببسمتها الرقيقه كل هموم‬ ‫يومه التى قد تواجهه‬

‫عماد بابتسامه ‪ :‬عارفه انى كل ما بشوفك ورا الباب كده ببقى نفسى‬ ‫اقفله وارجع افتحه تانى عشان قلبى يعيش نفس لحظه لقاكى تانى‬ ‫سها بابتسامه دافئه ‪ :‬وحشتنى‬ ‫ضمها عماد الى صدرة يستنشق عبيرها بشغف ‪ :‬انتى وحشتنى اكتر‬ ‫بكتيييييييييييييييييييير‬ ‫امسك وجهها بين كفيه مقربا ايه الى وجهه ‪ :‬انتى بتحلوى كده ليه كل ما‬ ‫تقولى وحشتنى دى ها ؟‬ ‫ابتسمت سها ابتسامه عريضع وعبثت بانفه مداعبه‪ :‬طب وحشتنى‬ ‫وحشتنى وحشتنى بئا‬ ‫عماد متاظاهرا بالاعياء ‪ :‬اه يانى ياما هتموتنى الست دى‬ ‫سها بسرعه ‪ :‬بعد الشر اخص عليك يا عماد ما تقولش كده‬ ‫عماد\" بسهوكه ‪\" :‬طب امال اقول ايه ؟‬ ‫سها ‪ :‬هههههه ما تقولش حاجه يلا عشان تاكل‬ ‫عماد بحماس ‪ :‬طب يلا‬ ‫جذبها عماد بيدها باتجاه غرفتهم فقاومته سها باستغراب ‪ :‬انت رايح فين‬ ‫؟ الاكل على السفرة‬ ‫عماد مكملا طريقه معها دون توقف نحو الغرفه ‪ :‬ما انا هاكل هنا‬ ‫برده بس الاكل اللى جوه هنا احلى بكتير من الاكل اللى عالسفرة‬

‫توقفت سها على استحياء بينما استدار لها عماد ‪ :‬وقفتى ليه ؟ هتيجى‬ ‫برجليكى ولا اشيل وتقعدى تفلفصى بقى زى ما اكون خاطفك‬ ‫سها بحياء ‪ :‬اصل ‪...........‬اصل‪ .......‬اصل مش هينفع‬ ‫عماد بطفوليه وهى يضع يديه بخصرة‪ :‬وايه اللى قل نفعه ان شاء الله ؟‬ ‫مااعجبش انا ولا ما اشبهش يا ختى ؟‬ ‫انا جعان مليش فيه‬ ‫سها وقد احمر وجهها ‪ :‬احممم احممم اصل مينفعش اليومين دول يا‬ ‫عماد انا بقول تاكل اللى عالسفرة وتحلى بعدين باربع خمس ست ايام‬ ‫كده‬ ‫عماد رافعا احدى حاجبيه بتسليه ‪ :‬اااااااااااااه قولتيلى‬ ‫ارادمشاكستها فاردف ‪ :‬طب اشمعنى اربع خمس ست ايام ليه مش‬ ‫تلاته اربعه بس ؟‬ ‫سها بعصبيه خجله وهى تلوح بيدها ‪ :‬هو كده الله ‪ .‬انا زنبى ايه انا ؟‬ ‫تناول عماد يدها من الهواء مقربا اياها لشفتيه ليطبع قبله محبه عليها ‪:‬‬ ‫زنبك انك مراتى و حبيبه قلبى وروحى وعمرى ودنيتا كلها ‪ .‬ينفع ؟‬ ‫سها بابتسامه محبه ‪ :‬ينفع‬ ‫قادها عماد ثانيه ولكن هذه المرة الى طاوله الطعام لبدأ بتناول عشاؤة‬ ‫بعد ان حرمه ماجد من وجبه الغداء تقريبا‬ ‫عماد ‪ :‬وفاء نامت من امتى ؟‬

‫سها‪ :‬يااااااااااااااه من بدرى ‪ .‬لعبت النهارده واطنططت كتير لحد ما‬ ‫تعبت يا روحى ونامت زى الملايكه‬ ‫عماد بشغف ابوى ‪ :‬مبسوط انا اوى ومتمزج انها بقت بتمشى‬ ‫ياااااااااه امتى تتصل بيا بقى وتقولى\" مقلدا صوت طفولى ‪ \":‬بابا هاتلى‬ ‫شيكولاته وانت جاى ههههههههههه‬ ‫سها ‪ :‬هههههههههه لما تقول بس بابا الاول لحد دلوقتى مش بتعرف‬ ‫تجيبها غير بوب انما اسمك ماشاء الله عليها بتقوله زى الطير‬ ‫عماد ‪ :‬هههههههه ويارتها بتقول عماد دى بتقولى يا امده‬ ‫ظل الزوجان يتبادلان القليل من الاحاديث حول الصغيرة الى ان تقدمت‬ ‫سها بسؤالها ‪ :‬ماما فوقيه عامله ايه اليومين دول يا عماد ؟‬ ‫انا عارفه انى مقصرة معاها والله اليومين دول بس مشغوله بوفاء ديما‬ ‫ومش بحب اخدها جو المستشفى كتير‬ ‫عماد زفر طويلا ثم اجاب ‪ :‬كويسه يا سها ‪ .‬حالتها الصحيه كويسه بس‬ ‫مش عارف موضوع ماجد ومنار هيرسى على ايه؟‬ ‫سها ‪ :‬تفتكر صحيح الكلام اللى ماما قالته وماما فوقيه ليها تار قديم فعلا‬ ‫مع بابا منار ؟‬ ‫عماد ‪ :‬كل يوم ورا التانى كلام مامتك بيتاكدلى اكتر يا سها‬ ‫مامه فوقيه ما بتبقاش على بعضها اول ما تيجى سيره الاستاذ عصام ده‬ ‫‪.‬دى بتتقلب ‪ 180‬درجه بحس انها بقت واحده تانيه غير ماما فوقيه‬ ‫الحنينه اللى ما تعرفش غير العاطفه والامومه‬

‫سها ‪ :‬ياااااااااا للدرجه دى يا عماد ‪ .‬طب ايه الحل ؟‬ ‫‪.‬قلبى مش مطاوعنى اصدق انها عايزة تعمل كده فى منار فعلا‬ ‫لو الكلام ده صحيح منار مش هتقدر تستحمل يا عماد‬ ‫منار لسه صغيرة اوى على جرح كبير زى ده‬ ‫الله يخليك يا عماد اعمل حاجه‬ ‫عماد ‪ :‬ولا ماجد يا سها يقدر على فراق منار ‪ .‬انتى مش متخيله بيحبها‬ ‫قد ايه‬ ‫تحسى كده انها حياته ‪ .‬تعرفى لما بيكون مضايق يتصل بيها بس يسمع‬ ‫صوتها ويخبى عليها ضيقه‬ ‫انا نفسى ببقى جنبه ومش بحس بصوته مضايق رغم انى عارف‬ ‫ومتاكد انه مضايق‬ ‫اتفاجئ انا وهو بيها بتسأله ليه مضايق وبتدعيله ديما ربنا يفك كربه‬ ‫ياااااااا ما تتصوريش يا سها بعد دعوتين من دول ماجد بيتحول ازاى‬ ‫تحسى كده انها مخزن الامل بتاعه كل ما يحبط او تواجه مشكله ياخد‬ ‫من المخزن شويه امل عشان يقدر يقوم على رجليه ويكمل تانى‬ ‫سها بامل ‪ :‬يبقى عمرة ما هيوافق على اللى مامته عايزاه يا عماد‬ ‫مش هيطلق منار مش كده ؟‬ ‫عماد ‪ :‬بالرغم من كل اللى قولته الا انى مقدرش اقولك انى متكد انه‬ ‫مش هيطلقها‬

‫باباها راجع قريب ولازم هيجى يزور ماما فوقيه‬ ‫الله وحده اعلم ايه اللى ممكن يحصل وقتها‬ ‫انا مش ضامن اى عواقب خصوصا انى سمعت كتير ان ابوها عصبى‬ ‫جدا‬ ‫سها ‪ :‬تفتكر طنط نفين والولاد هيتحمله حقيقه باباهم ؟‬ ‫عماد ‪ :‬اهى دى اكتر حاجه صعبانين عليا فيها‬ ‫طنط نفين دى ست طيبه جدا واولادها كمان مايستاهلوش ابدا ان يبقى‬ ‫ليهم اب قذر زى ده‬ ‫انا هتجنن يا سها الراجل تكلميه ايه الادب والاحترام والاخلاق دى كلها‬ ‫؟‬ ‫ده اكتر من مرة استاذن ينهى المكالمه عشان يادى الصلاه على وقتها‬ ‫مع اول الاذان‬ ‫وفى الاخر حقيقته تبقى كده ؟ انا مش قادر استوعب فى ناس بتقدر‬ ‫تتلون بالطريقه دى ؟‬ ‫سها ‪ :‬الله اعلم يا عماد يمكن فعلا تاب لوجه الله توبه صادقه‬ ‫مين عارف يا حبيبى يمكن مظلوم انت عارف الموضوع ده حساس قد‬ ‫ايه ويمكن فعلا الراجل مظلوم ؟‬ ‫عماد ‪ :‬فاديه سابت جواب انتحارها بخط ايدها يا سها ما اعتقدتش ابدا‬ ‫ان واحده هتكذب وهى مقبله عالانتحار‬

‫ملهاش مصلحه تورطه كانت خلاص ملهاش مصلحه مع الدنيا كلها‬ ‫ربنا يغفرلها ويسامحها هو اعلم بيها مننا واللى مرت بيه‬ ‫سها ‪ :‬مفيش مبرر فى الدنيا دى كلها يديها الحق انها تتصرف فى‬ ‫حياتها‬ ‫ربنا وهبنا الحياه دى وهو وحده يملك الحق فيها ينهيها بارادته احنا‬ ‫ملناش دخل مهما كانت الاسباب‬ ‫عماد ‪ :‬عندك حق يا سها فعلا احنا ملك خالقنا ملناش اى حق فى قرار‬ ‫انهاء حياتنا‬ ‫بس تعاالى هنا قوليلى هى مامتك عرفت منين بالموضوع دة ؟‬ ‫سها ‪ :‬زى ماقالت يا عماد ماما كانت زميله فايده من ثانوى وكانوا اعز‬ ‫اصحاب لحد المشكله اللى حكت عليها طشاش بتاعه حب الجامعه دى‬ ‫بعد كده سمعت انها انتحرت ولانها كانت صاحبتها دورت فى‬ ‫الموضوع وسالت لحد ما عرفت التفاصيل‬ ‫عماد ‪ :‬ايوة انا عارف كل ده اللى عايزة اعرفه مامتك عرفت ازاى ان‬ ‫بابا منار هو نفسه عصام بتاع زمان‬ ‫سها ‪ :‬بص هو انا مش عارفه بالظبط الكلام اللى هقولهوك ده صح انى‬ ‫اقولك عليه ولا غلط بس انا هقولك عشان لو فى خيط نعرف نفك بيه‬ ‫الموضوع‬

‫ماما عرفت مامه فوقيه من يوم فرحنا انها نفسها اخت فاديه وسالتنى‬ ‫اذا كنت انت ابنها فعلا ولما عرفت انه الحقيقه غير كده وان ماجد بس‬ ‫هو ابنها لاحظت وقتها فى الفرح انجذاب ماجد لمنار‬ ‫منار كانت واقفه مع مامه فوقيه وطنط نفين وقتها‬ ‫انا لاحظت يومها ان ماما فضلت مركزه معاهم اوى وكنت فاكرة انها‬ ‫مركزة مع ماما فوقيه مش كنت واخده بالى خالص انها مركزة مع طنط‬ ‫نفين‬ ‫عماد متفاجئا ‪ :‬ومامتك تعرف طنط نفين منين ؟‬ ‫سها ‪ :‬ما هو ده السر بقى‬ ‫بص يا سيدى ‪ .‬طنط نفين زمان وهى لسه حوالى ‪ 15‬سنه كده اتوفى‬ ‫باباها ومامتها فى حادثه وهى كانت وحيدتهم‬ ‫باباها الله يرحمه كان غنى جدا وكان عارف انه بنته وحيده وكان‬ ‫خايف انه اخوه لو هو جراله حاجه هياكل حق بنته فكان اى عقار او‬ ‫اراضى او فلوس بيكتبها باسمها‬ ‫المهم لما مات البنت كانت لسه ‪ 15‬سنه فكان عمها واصى عليها لحد ما‬ ‫تبلغ سن الرشد وكان مضيق عليها الحصار جدا عشان يفرض سيطرته‬ ‫عليها علطول عشان متقدرش تقف قدامه لما تكبر فكان معيشها فى‬ ‫البيت بتاعه زى ما تقول كده منفصله ملهاش علاقه لا بولاده ولا مراته‬ ‫عشان كده اول ما خلصت ثانوى اصرت انها تكمل تعليمها بره وده جه‬ ‫لعمها فى وقته عشان يخلص منها فبعتها تكمل فى المانيا‬

‫هناك قابلت بابا منار وحبوا بعض بس هو على اقوال ماما كان تنك‬ ‫حبتين وشايف نفسه عالاخر بس بصراحه قالت انه كان بيحبها جدا‬ ‫وكان ليها تاثير قوى عليه‬ ‫ماما قالتلى انه خطبها اول ما رجعوا وكان عايز يتجوزها علطول‬ ‫ويعمل بقى حفلات الف ليله وليله لفرحها وكده بس هى موافقتش‬ ‫وشرطت انه كل قرش يتصرف فى جوازها لازم يكون من فلوسه هو‬ ‫وانه لازم يشتغل عشان يعرف قيمتها‬ ‫فالاستاذ عصام ده قرر ايامها انه يبذل اقصى مجهوداته فى شركه باباه‬ ‫عشان يقدر يوفى الشرط اللى شرطته طنط نفين فى اقرب وقت‬ ‫ايامها دخل شراكه مهوله مع رفعت السوفى اللى هو يبقى جد ماجد‬ ‫زى ما تقول كده دمجوا الشركتين وبعدها اتقبض على رفعت ده بتهمه‬ ‫تهريب سلاح ومخدرات وكده فى نفس الوقت اللى انتحرت فيه فاديه‬ ‫وبتتهم فى رسالتها بابا منار انه اعتدى عليها وكده‬ ‫وقتها خرج زى الشعرة من العجين فى موضوع التهريب ده لان سيرته‬ ‫ماجتش فيه اصلا بس عيلته خسرت كل حاجه لما اتحجز على املاك‬ ‫رفعت السيوفى لانهم كانوا شركا‬ ‫غير الفضيحه الكبيرة بتاعه تهمه الاغتصاب اللى دخل باباه بسببها‬ ‫الانعاش وبعدين اتوفا‬ ‫اللى سمعته ماما انه ايامها اخواته قاطعوه واتبروا منه وكمان عم طنط‬ ‫نفين صمم يفسخ الخطوبه بس طنط نفين وقفتله زى السد واكدت انها‬ ‫مصدقه انه معملش حاجه وهتقف جنبه للنهايه‬

‫عمهاعشان كان وليها ومتقدرش تتجوز بدون موافقته شرط ان موافقته‬ ‫قصاد تنازلها عن املاكها لانه هيحافظ عليها بقى وانه عصام ده طمعان‬ ‫فيها وكلام من ده‬ ‫عماد مقاطعا ‪ :‬وطنط نفين وافقت واتجوزته ؟؟؟‬ ‫سها ‪ :‬عماد يا حبيبى انت سخن ؟‬ ‫فوق يا حبيبى دى مش قصه الف ليله وليله ما الست قدامك متجوزاه‬ ‫اهى وجايبه ‪ 3‬عيال‬ ‫عماد ‪ :‬انا تهت منك يا سها ‪ .‬ايه دخل مامتك فى كل ده حيرتينى اكتر‬ ‫مامتك تعرف الاسرار دى كلها منين ؟‬ ‫ابتلعت سها ريقها ‪ :‬اهو ده الوحش اللى فى الموضوع بقى‬ ‫عماد بحذر ‪ :‬ازاى بقى؟‬ ‫سها ‪ :‬اصل عم طنط نفين اللى عمل البلاوى دى يبقى جده الله يرحمه‬ ‫ويسامحه بقى‬ ‫عماد ‪ :‬نعم !!!! عايزة تقولى ان امك وطنط نفين ولاد عم ؟‬ ‫سها ‪ :‬شفت الصدف ؟‬ ‫عماد ‪ :‬برده كده فى حلقه مفقوده ازاى طنط نفين تبقى مصدقاه اوى كده‬ ‫وتتخلى عن كل حاجه عشانه ؟‬ ‫ما تعملش كده الا اذا كانت واثقه فى برائته‬ ‫طب ازاى والتهمه لابساه لابساه ؟‬

‫انا هتجنن الراجل ده ساحرلها ولا فعلا مظلوم ؟‬ ‫سها بأسى ‪ :‬الله اعلم يا عماد بس اللى اتمناه من كل قلبى ان منار وماجد‬ ‫ميتاذوش بسبب خلافات الماضى دى‬ ‫يا حرام ملهمش ذنب فيها‬ ‫تنهد عماد بقوة وقد نبذ طعامه دون الانتهاء منه ‪ :‬الحمد لله شبعت‬ ‫__________________________________‬ ‫ضوء خافت كان يتسلل الى سطح البنايه بينما كان ماجد ساكنا وسط‬ ‫الظلام النسبى فوق سطح المبنى الشاهق الاتفاع ينظر للاضواء المنيرة‬ ‫من بعيد وسط ظلام الليل حين رن هاتفه بنغمته المميزة لمعشوقته‬ ‫الصغيرة‬ ‫اود لو ادخرت فى جفونى‬ ‫شعاعا تستضيئ به عيونى‬ ‫شربت براحتيك الحب عذبا‬ ‫نقى الورد سلسال المعين‬ ‫‪.................................................................‬‬ ‫نهايه الفصل الثالث والثلاثون‬ ‫الفصل الرابع والثلاثون‬

‫يجلس وحيدا وسط الظلام يكاد الرعب على فقدان اغلى ما يمكلك يفتك‬ ‫بقلبه‬ ‫يلتف بعيناه حول ما يحيط به بجنون وكانه يبحث عن اى شيئ‪ ,‬اى شيئ‬ ‫يملك القدرة على تخفيف هذا الالم‬ ‫ينظر للسماء وكانه يناجى ربه ‪ :‬يا رب لم يدق قلبى لسواها فلا تحرمنى‬ ‫منها‬ ‫يا رب لا شيئ يحول دون قضاك وانك قلت\" لا يكلف الله نفسا الا‬ ‫وسعها \" فيارب لا تكلفنى ما لا اطيق‬ ‫ينهار ارضا على ركبتيه وهى يرفع راسه للسماء ويضع كلتا يديه خلف‬ ‫راسه صارخا بقوة ‪ :‬يا رب‬ ‫يأتيه طيفها العذب متمثلا فى رنه هاتفه المميزة من اجلها فيمكسك هاتفه‬ ‫ناظرا لاسمها وكأنها ماثله امامه‬ ‫نظرات مخلوطه بين الالم والاسف والشوق والرعب‬ ‫يتكرر نداء معشوقته ولا يجد بدا من الرد بصوت مهزوز وخائف ‪:‬‬ ‫منار‬ ‫منار بلوعه ‪ :‬انت صوتك عامل كده ليه ؟ فيه ايه ؟‬ ‫ماجد ولم يخفى صوت بكائه ‪ :‬انتى فين يا منار ؟ ما تسبينيش‬ ‫منار بلوعه اكبر ‪ :‬ابوس ايدك ما تخوفنيش عليك اكتر من كده انت فين‬ ‫؟ مالك يا ماجد ؟‬

‫ماجد ولا زال صوت بكاؤة جليا ‪ :‬انتى عارفه انا بحبك قد ايه ؟‬ ‫عارفه انك انتى منار حياتى ؟‬ ‫انا حياتى منغيرك مفيش‬ ‫طب‪ .......‬طب انتى بتحبينى يا منار قد ما بحبك ؟‬ ‫منار باكيه ‪ :‬بحبك والله بحبك‬ ‫انت مش عارف انت ايه عندى ؟‬ ‫انا قلبى معرفش الحب الا بيك‬ ‫انا بحبك انت ومعرفتش غيرك انت‬ ‫فاكر لما قلتلى انا انتى‬ ‫انا انت يا ماجد‪ .....‬انا انت‬ ‫اللى واجعك دابحنى من غير ما اعرفه‬ ‫صوتك بيوصلنى قبل ما اسمعه‬ ‫اللى تاعب قلبك بيقطع فى قلبى قبل ما انت تحسه‬ ‫مالك يا حبيبى ؟ ايه بيوجعك ؟‬ ‫ماجد ‪ :‬حجات كتيييييييييييييير اوى اوى اوى‬ ‫امى وشغلى وحياتى ويتمى‬ ‫بس كل كل كل ده فى كفه وانتى فى كفه تانيه‬

‫انتى اللى بتهونى عليا كل ده‬ ‫صوتك انتى النسمه اللى بطفى كل نارى وبتلئم كل جروحى‬ ‫لوخسرتك هموت يا منار فاهمه؟‬ ‫خليكى جنبى لو خسرتك هموت‬ ‫منار بين شهقات بكائها ‪ :‬والله جنبك عمرى ما اقدر اسيبك عارف ليه ؟‬ ‫عشان انا اللى منغيرك اموت يا ماجد‬ ‫انا اللى مقدرش اتنفس وانت غايب عنى‬ ‫انا اللى لما بشوفك بترد فيا روحى من تانى‬ ‫انا اللى لما بسع صوتك بحس انى فيه حياه وانى عايشه‬ ‫انا لو روحت منى هموت يا ماجد‬ ‫مين قال انى اقدر اعيش من غيرك مين قال ؟‬ ‫تنفس ماجد طويلا وكانه يسترد كيانه الذى كاد يفقده للتو ‪ :‬ممكن اطلب‬ ‫منك طلب ؟‬ ‫منار ‪ :‬لو طلبت عيونى هديهملك عن طيب خاطر‬ ‫ماجد ‪ :‬عايز اقابلك بكرة ‪ .‬عايز اقضى معاكى طول النهار‬ ‫عايز اشبع منك انا حاسس انى مش لاقيكى‬ ‫منار ‪ :‬بس كده ؟‬ ‫ماجد ‪ :‬بس كده‬

‫منارببرائه لتلطيف الجو ‪ :‬تدفع كام ؟‬ ‫ماجد ‪ :‬ادفع عمرى كله‬ ‫منار ‪ :‬لالالا انا عايزة حاجه تانيه‬ ‫ماجد ‪ :‬ايه هى ؟‬ ‫منار ‪ :‬هتحكيلى على اللى بيوجعك وتشاركنى اهاتك ؟‬ ‫ماجد مبتسما ‪ :‬حاضر‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫قامت نفين من نومها فزعه تستعيذ بربها من الشيطان الرجيم‬ ‫قامت من مضجعها توضأت واتجهت لصلاة ركعتين بين يدى الله فى‬ ‫جنف الليل علها تهدئ لوعه قلبها وارتجافه لسوء ما راته‬ ‫دعت الله كثيرا ان يعيد اليها زوجها سالما فقد ظنت ان سوء رؤياها‬ ‫متعلقا بسفر زوجها وظلت على ذلك حتى جافاها النوم على سجاده‬ ‫صلاتها‬ ‫فى صباح اليوم التالى على الافطار‬ ‫منار ‪ :‬ماما عايزة اطلب منك طلب‬ ‫نفين‪:__________-‬‬ ‫منار بصوت اعلى ‪ :‬ماما‬ ‫نفين منتبهه ‪ :‬ها‪ .....‬كنتى بتقولى ايه يا حبيبتى‬

‫منار ‪ :‬ماما كنت عاوزة اطلب منك اخرج مع ماجد النهارده‬ ‫نفين باستغراب‪ :‬تخرجوا تروحوا فين‬ ‫مى ‪ :‬ايه يا ماما ما تركزى مع الغلابه دول شويه دول يا حبه عينى من‬ ‫ساعه ما كتبوا الكتاب ما خرجوش غير مرة واحده ومعانا‬ ‫نفين باستسلام ‪ :‬اه صح ‪ .‬طب ماجد مش كلم بابا ليه ؟‬ ‫مى ‪ :‬ما تركزى معانا يا نوفه الله يخليكى هو بابا فاضى دلوقتى‬ ‫زمانه بيرتب شنطه خلاص مش با قى لسفرة حاجه‬ ‫نفين ‪ :‬صحيح يا منار بابا هيكون على وصول النهارده بالليل‪ .‬ماتاجليها‬ ‫يا بنتى عقبال ما يجى‬ ‫منار بخجل ‪ :‬بصراحه يا ماما الامر ملح مينفعش يتاجل انا وماجد‬ ‫عايزين نتكلم سوا شويه ونقضى وقت اطول مع بعض احنا فعلا ما‬ ‫اخدناش فرصه اننا نقعد مع بعض زى اى اتنين نخطوبين الفترة دى‬ ‫نفين مبتسمه ‪ :‬كبرتى يا منار وبقى ليكى زوج لازم تاخدى بالك منه‬ ‫تنفست طويلا ثم اضافت ‪ :‬ماشى يا حبيبتى هتخرجوا الساعه كام‬ ‫منار بخجل اكبر ‪ :‬بصراحه كنا بنفكر نقضى النهار كله سوا يعنى ماجد‬ ‫هيوصل كمان شويه كده وهنتغدى برة ونرجع على العشا ان شاء الله‬ ‫نفين مستنكرة ‪ :‬ايه الكلام ده ؟ طول النهار ؟ وبعدين باباكى ممكن‬ ‫يرجع وانتى ماتكونيش فى استقباله ؟‬

‫نظرت لها منار برجاء بينما تحدثت محاميه الدفاع مى ‪ :‬ايه يا ماما فيه‬ ‫ايه ؟ ما تفكوها على مخاليق ربنا شويه‬ ‫اشمعنه انتو يعنى ؟‬ ‫غمزت لوالدتها ثم اضافت ‪ :‬ما انتو كنتو منظلقين فى المانيا يا نوفا ؟‬ ‫خلاص جات على الغلابه دول‬ ‫الا يا ختى ما شوفتهم حتى ماسكين ايد بعض زى العيال الفاقده اللى‬ ‫ماشين فى الشارع‬ ‫نفين وهى تترك المائده فقد كان هناك ما يشغل بالها اكثر ‪ :‬بس بس‬ ‫صدعتينى اعوذ بالله منك ‪ .‬روحى يا منار بس حاولى تبقى معايا على‬ ‫اتصال عشان تيجى قبل باباكى‬ ‫مى بانتصار ‪ :‬يس يس‬ ‫التفتت الى منار ثن اضافت ‪ :‬قسما عظما الميكس بتاعى لو ما جيه‬ ‫لابيتك فى الصالون بعد المجهود اللى بذلته عشانك‬ ‫منار فرحه وهى تتجه الى غرفتها لتستعد ‪ :‬بس كده ده انا هجيبلك كل‬ ‫اللى فى السوبر ماركت‬ ‫‪.............................................................‬‬ ‫قضى ماجد ليلته على سطح المشفى يفكر فيما الات اليه حياته حتى غفا‬ ‫احرقته شمس الصباح فاستيقظ متبرما يحاول ان يخفف اشعتها عن‬ ‫وجهه ببطن يده‬

‫استقل سيارته الى شقته اولا دون ان يمر بوالدته او يجيب اتصالها‬ ‫المتكرر‬ ‫هذب ذقنه واخذ حماما ساخنا وابدل ملابسه بافضل ما لديه وتطيب‬ ‫باحسن الطيب ثم اتجه الى شقه منار حيث استقبله مهند‬ ‫مهند وهو يشتم رائحته ‪ :‬ايش ايش ايه الروائح الطيبه دى‬ ‫لا ولابس الحته اللى عالحبل كمان‬ ‫اوعدنا يا رب‬ ‫اكتفى ماجد بابتسامه جانبيه دون الخوض فى تلك المزحه ‪ :‬منار جاهزة‬ ‫؟‬ ‫اتاه صوت نفين ‪ :‬تعالى يا حبيبى ادخل ما يصحش تقف عالباب كده‬ ‫لم يرد ماجد الدخول فقد ابت نفسه دخول بيت ذلك الرجل الذى تعلم‬ ‫على يده معنى الكرة فاجاب بلباقه ‪ :‬معلش يا امى بس عشان نلحق اليوم‬ ‫من اوله ‪ .‬الفترة اللى جايه هبقى مشغول وسفر ماما قرب عشان كده‬ ‫بحاول اعوض منار‬ ‫نفين ‪ :‬ربنا يبارك فيك يا حبيبى‬ ‫منار فجاه وكانها ظهرت من العدم ‪ :‬بخ عليكم ‪ .......‬انا جاهزة‬ ‫ابتسم ماجد من قلبه بينما فزعت نفين ‪ :‬يا بنت خضتينى‬ ‫ماجد وهو يتناول يد منار ويجذبها بجانبه مستعدا للرحيل ‪ :‬عندى يا‬ ‫ماما معلش ‪ .‬يلا سلام‬

‫نفين وهى تغلق الباب خلفهما ‪ :‬ربنا يسعدكم يا رب‬ ‫اختارا نزول السلالم معا دون المصعد حتى توققفت منار فجاه‬ ‫ماجد ‪ :‬وقفتى ليه ؟‬ ‫منار ‪ :‬فاكر السلمه دى ؟ كنت واقف عليها وانت بتعتذرلى‬ ‫ماجد ‪ :‬هههههههههه قلبك ابيض‪ .‬طب فاكرة انتى بقى السلمه دى‬ ‫اشار الى سلمه فى الخلف ثم اضاف ‪ :‬مشاركه دى ولا مش مشاركه يا‬ ‫متعلمين يا بتوع المدارس‬ ‫منار ‪ :‬هههههههههه ولا لما كنا جايبن الحاجات من السوبر ماركت‬ ‫ووقفنا تحت نتعازم‬ ‫ماجد ‪ :‬اه لما كنتى فاكرة انى هخطب سها هههههههههه اما انتى عليكى‬ ‫حبه عبط‬ ‫ظلا العاشقين ينزلان سلمه تلو الاخرى يكملون تارة ويقفون تارة‬ ‫يتذكران قصه حبهما التى شهد هذا السلم الكثير والكثير منها‬ ‫خرجا الى الشارع يتشابكان الايدى كالعاشقين حقيقين والسعاده تكاد‬ ‫تقفز خارج عيونهما‬ ‫ماجد ‪:‬ها تحبى تروحى فين ؟ فطرتى الاول ؟‬ ‫منار ‪ :‬هههه بصراحه فطرت بس جعت تانى‬ ‫يلا نروح النيل نفطر هناك‬ ‫ماجد ‪ :‬اشمعنه النيل‬

‫منار ‪ :‬كده عايزة نروح الكرنيش ونمشى ونمسك ايد بعض زى الحبيبه‬ ‫اللى هناك‬ ‫التفت ماجد حوله بسرعه وقبل يدها التى تشابك يده ‪ :‬عيون ماجد‬ ‫منار محرجه ‪ :‬هخلعهملك دلوقتى احنا فى الشارع اتلم‬ ‫ضحك ماجد من قلبه ضحك صافيه ثم فتح لها باب سيارته لينطلقا معا‬ ‫الى حيث وجبه الافطار‬ ‫هناك فى جو النيل حيث اخذ يقطع لها البيض ليسها عليها تناوله قطعه‬ ‫قطعه‬ ‫حيث اصر عليها اطعامه بيدها فى فمه متجاهلا من حولهم‬ ‫حيث امسك يدها مقبلا اياها بعمق رغم خجلها الشديد ونظرات من‬ ‫حولهم مبتسمه لهذان العاشقين‬ ‫انطلقا بعدها الى احدى المراكز التجاريه الضخمه للتسوق حيث‬ ‫اختارت منار له الكثير من القمصان ورابطات العنق والاحذيه بينما‬ ‫اصر ماجد على شراء فستان للسهرة انبهرت منار بجماله رغم‬ ‫اعتراضها ‪ :‬يا ماجد مكشوف اوى يستحيل البسه‬ ‫ماجد بنظرات ذات مخزى اخجلتها ‪ :‬هتلبسهولى انا‬ ‫اكملا التجوال والتجوال حتى تعب كلاهما فذهبا الى احدى المطاعم‬ ‫المركزالتجارى لتناول الغداء الذى غلفه ذلك الجو الرومانسى بينهما‬ ‫والذى اثار حسد من حولهما‬ ‫اكملا التجوال بعد فترة الى ان طلب ماجد منها ان تنتظرة لدقائق‬

‫عاد بعد ذلك لتسأله منار ‪ :‬ايه روحت فين ؟‬ ‫ماجد ‪ :‬ها لا ابدا كنت بشوف حاجه كده‬ ‫اذن للصلا العصر ففعلا كما فعلا بصلا الظهر‬ ‫اتجاها الى اقرب مسجد لتأديه الصلاه‬ ‫دخلت منار الى المكان المخصص للسيدات ادت صلاتها ثم خرجت‬ ‫لتجد ماجد ينتظرها فى الخارج وقد انتهى ايضا من صلاته‬ ‫ماجد ‪ :‬دعتيلى ؟‬ ‫منار ‪ :‬دعيت ربنا يخليك ليا‬ ‫ماجد بتاثر ‪ :‬دى احلى دعوه ممكن تقدميهالى‬ ‫منار وقد انتهزت الفرصه ‪ :‬نسيت اتفاقنا ؟‬ ‫ماجد ناظرا للامام ‪ :‬عايزة تعرفى ايه يا منار ؟‬ ‫منار بحنان وهى تمسك يده ‪ :‬عايزة اعرف حبيبى ماله‬ ‫لف ماجد يده حول يدها قائلا بعزم ‪ :‬هنروح مشوار وهناك هحكيلك كل‬ ‫حاجه‬ ‫انطلق ماجد بسيارته وقد ترك العنوان للمركز التجارى لارسال‬ ‫متبضعاتهم بعد ان دفع مستحقاتها بواسطه\" الكريدت كارد \"‬ ‫فوجئت منار بماجد يأخذ بسيره اتجاه البيت‬ ‫منار باستفسار ‪ :‬هنروح خلاص ؟‬

‫ماجد منشغلا فى القياده ‪:‬حاجه زى كده‬ ‫منار ‪ :‬مش فاهمه‬ ‫ماجد ‪ :‬دلوقتى هتفهمى‬ ‫بالفعل صف ماجد سيارته امام عمارتهم السكنيه وتناول يد منار واتجها‬ ‫معا الى المصعد‬ ‫لم تنبت منار ببنت شفه بينما اخذت تفكر فيما يمكن ان يريد ماجد قوله‬ ‫وسط العائله لكنها وسط عمق تفكيرها لم تلحظ ان ماجد من الاصل لم‬ ‫يضغط زر الدور الثانى حيث يقبع كلا بيتهما بل ضغط زرا مختلفا‬ ‫تماما‬ ‫‪.......................................................................‬‬ ‫فى مطار القاهرة الدولى يعلن ذلك الصوت النسائى باناقه عن وصول‬ ‫الرحله القادمه من المانيا والتى يوجد على متنها مفتاح سر اللغز‬ ‫كالعاده امر عصام زوجته بعدم الحضور الى المطار لاجتناب المشقه‬ ‫وعلل بأن احد اصدقائه سياتى لاصطحابه‬ ‫وقف ينتظر مرور حقائبه بسير التفتيش بينما كان يصيح بالهاتف ‪ :‬انت‬ ‫مين ؟ وعرفت دة كله ازاى ؟‬ ‫الطرف الاخر‪:..............................‬‬ ‫عصام ‪ :‬انت بتقول ايه ده انا هخرب بيوتكم‪ ............‬كله الا بنتى يا‬ ‫ولاد ))__((‬ ‫خرج عصام من المطار كالثور تاركا حقائبه‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook