منار خجله :امتى؟ ماجد :دى قصه طويله هقولهالك بعدين بس دلوقتى هقولك امتى شفتك اول مرة يوم لما نقلتم اول يوم كنت نازل على السلم وانتى شايله صندوق كرتون كده على قدك باديكى الاتنين تقريبا كان فيه كتبك بقى مش عارف المهم الهوا يومها كان شديد وطرف طرحتك غطى على وشك ومبقتيش شايفه السلالم قدامك ومش عارفه ترفعيها فاكره؟ منار متذكرة :اه اه ايوة فاكرة حتى الهوا يومها رجعها تانى ماجد :ده عشان انتى واحده عبيطه ومحستيش بيا وانا معدى جنبك منار :انا مش فاهم يا نصه ماجد :ياااااااااااه ده انتى مخك ضيق اوى ياخوفى عالنتيجه يا بدران يا بنتى انا كنت معدى جنبك ساعته واخدت طرف الطرحه من على وشك وانا نازل منار :انت بتتكلم جد؟
ماجد :لا بهزر معاكى ايه ده يا بنتى هتتصاحبى عليا ولا ايه منار بطفوليه :بطل رخامه بقى يلا قولى تانى مرة ماجد باستغباء متعمد :تانى مرة ايه؟ منار :متعملهمش عليا انت عارف انا بتكلم عن ايه ماجد :انت يا حاجه انتى مين فينا اللى خاطب التانى انتى بتحسسينى انك متربيه فى ملجأ ايتام منار :طب قول الحته دى بس عشان خاطرى بقى ماجد:لما اجى بقى هكلمك باليل ونرغى براحتنا منار بتساؤل :تيجى منين؟ اوع تقول انك نازل دلوقتى ماجد وهو يعبا راتيه هواءا وهو يفكر فى مشاكل شركته :اه يا حبيبى نازل دلوقتى الشركه فيها مشاكل كتير عايزة قاعدات هروح ادرس شويه ورق عقبال باقى المهندسين والسكرتاريا ما يجو عشان تقريبا طول اليوم اجتماعات
ادعيلى يا منار بجد خنقانى المشاكل دى اوى منار :ربنا معاك يا ماجد طول ما انت مستعين بالله كل حاجه هتتحل ان شاء الله وخد بالك من نفسك وانت سايق لو سمحت الوقت ده بدرى اوى واكيد الطرق مش امان بالله عليك يا ماجد تاخد بالك من نفسك ولما توصل المكتب تكلمنى ماجد :من عيونى يا مناره حياتى. مش عايزة منى اى حاجه تانيه؟ منار باستحياء :تسلملى عيونك ماجد :طب اقفل انا بقى عشان مش ضامن نفسى لو سمعت منك اكتر من كده فى يوم واحد منار :ههههه فى رعايه الله وحفظه ماجد :مع السلامه انتهت المحادثه لتتمتم منار بعدها بخفوت :استودعك الله الذى لا تضيع ودائعه ......................................................... فى الشركه بعد ان وصل ماجد مباشرة بعث برساله الى منار يخبرها بوصوله فيها
من ثم بدأ بعمله فى مراجعه المناقصات الاخيرة والاسباب فى عدم قبولها رغم تأكده من ذلك شخصيا قبل تقديمها ظل على هذه الحال حتى اتى الموظفين وبدأ بتوزيع المهام عليهم حتى موعد الاجتماع وقبل موعد الاجتماع بعشر دقائق استأذن محامى الشركه فى الدخول الى ماجد ماجد داعى اياه للجلوس ولا يزال يراجع بعض الاوراق :اتفضل يا استاذ زيدان .دقايق واكون معاك الاستاذ زيدان :معلش يا باشمهندس بس اللى جايلك فيه مينفعش يتأجل كده الباشمهندس عماد هيمشى ومش هتلحقه ترك ماجد ما بيده فورا لينظر الى المحامى بفضول حاثا اياه على التقدم الاستاذ زيدان وهو يقرب من ماجد بضع وريقات :دة ورق تنازل الباشمهندس عماد عن نصيبه فى الشركه لحضرتك انتفض ماجد من مجلسه بسرعه وقبل ان ينطق ببنت شفه قدم له المحامى ورقه اخيره صاحبها تفسيره :الورقه دى فيها سبب المشاكل اللى بتمر بيها الشركه حاليا والباشمهندس عماد قالى ان لما حضرتك تشوفها هتفهم السبب مد ماجد يده لاخذ الورقه بتردد بينما كان عيناه لاتزال مركزه على المحامى وكانه يحاول قرائه افكارة
ما ان التقطها وقرأ ما كتب فيها بعينين زائغتين حتى التفت الى المحامى بسرعه ماجد :عماد فين دلوقتى الاستاذ زيدان بابتسامه :الحقه على سطوح المبنى قبل ما يمشى ركضا صعد ماجد سلالم البنايه حتى وصل الى سطحا محدثا ضجه خفيفه بدخوله القوى فالتفت اليه عماد واول ما فعله هو التوجه الى عماد ولكمه لكمه قويه جعلت يندفع للوراء خطوتين بينما تبعه ماجد وامسك بياقه قميصه ودار به حتى جعله يرتطم بالحائط دون ادنى مقاومه من عماد ماجد بغضب :انت معتوه يا بنى انت ايه اللى بتهببه ده عماد بابتسامه هادئه :بحاول اصلح جزء من اللى خرب بسببى ماجد ولا يزال على غضبه :هو ايه ده اللى بسببك يا متخلف انت الشركه دى بتاعتنا احنا الاتنين يعنى اى مشكله تحصل فيها مشكلتنا احنا الاتنين ابعد عماد يد ماجد عن قميصه بهدوء :لا يا ماجد المشكله دى بتاعتى لوحدى وانا لوفضلت فى الشركه اكتر من كده الكلب اللى اسمه يحى ده مش هيسبنا فى حالنا وهيخسرنا اكتر الحل الوحيد انى اسيب الشركه حسابه معايا انا ماجد :وتفتكر لو سبت الشركه هيسبك انت ومراتك فى حالكم
طب هيسبنى فى حالى ؟ ولو افترضنا انه هيسبنا فى حالنا يبقى هو ده الحل؟ يطيح هو بقى فى خلق الله كده من غير ما حد يقفله؟ يعنى احنا لو سبناه واخترنا اسلم حل نبقى بنقويه يعمل كده فى غيرنا كمان وذنبهم فى رقابتنا يا عماد لازم ورق التلاعب بتاع المناقصات يتقدم للوزارة عماد :تفتكر هيفيد يا صاحبى؟ ماجد :يحى ده انا هوديه فى ستين داهيه بس صبرك عليا عماد مصححا :هنوديه فى ستين داهيه مد ماجد قبضه يده الى صديقه ليضربها بدورة بقبضه يده ايضا بينما صاح ماجد :هو ده الكلام يا عمده عماد وهو يلتمس انفه :اه يا حبيبى بس ايدك تقلت اوى ماجد وهو يمد له منديله :معلش بقى يا عمدة كان لازم افوقك اخذ عماد المنديل من ماجد :تسلم ايدك يا صاحبى ماجد متقدما للنزول :يلا يا خويا ورانا اجتماع والبنى ادمين اللى تحت هيناموا مننا نزل ماجد ادراج السم بسرعه كما صعد بينما توقف عماد لوهله متمتما :حسابى معاك يا يحى الكلب
ما لبث ان ناداه ماجد فنزل درجات السلم بسرعه ليلتحق بصديقه ..................................................................... بعد الاجتماع مباشرة ابلغ عماد ماجد بضرورة ذهابه واعتذر عن ترك باقى العمل لماجد ليتقبل ماجد ذلك بسعه صدر صف عماد سيارته امام كورنيش النيل وترجل منها واقفا امامه يتأمل زرقته التى مالت الى اللون الاحمر وقت الغروب متذكرا وقت ان حث زوجته على ان تحكى له ماضيها .................................................. بينما فى ذلك الوقت كانت فوقيه فى غرفتها تجرى مكالمه هامه بعد ان تأكدت من عدم وجود ماجد بالمنزل الان فوقيه :والله صدقنى هاجى بس مش النهارده الشخص على الطرف الاخر :انتى كل مرة بتقوليلى كده لو فضلتى تعملى كده هتضطرينى اخلف وعدى معاكى واكلم ماجد فوقيه بسرعه :اوعى ...........والله والله لو عملتها اكون مقطعاك طول العمر اياك تعمل كده الشخص :يبقى لازم تيجى كفايه فوتى الجلستين اللى فاتوا كده ممكن تتعبى فجاه
فوقيه :معلش يا فؤاد ان شاء الله خير انا مداومه على الدوا اللى كتبتهولى والله فؤاد :مش كفايه يا امى لازم تيجى الجلسات الدوا اللى بتاخدى ده كماله صورة انتى عارفه طبعا انه لازم تسافرى العلاج برة احسن فوقيه :ما انا قلتلك يا فؤاد حاضر ان شاء الله بس اخلص اللى ورايا فى مصر وبعدين هسافر باذن الرحمن فؤاد :ماشى يا امى بس الله يخليكى تحاولى تحضرى الجلسات على قد ما تقدرى عايزين نسيطر على الوضع عقبال ما نسافر فوقيه :ان شاء الله يا بنى ربنا يقدم اللى فيه الخير السلام عليكم فؤاد :فى رعايه الله يا امى ............................................................ نهايه الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون وقف عماد مستندا بظهرة على مقدمه سيارته واضعا يديه فى جيب بنطاله يتامل غروب الشمس بين جنبات النيل وكأنه يطفئ لهيبها المشتعل ثانيه بعد اخرى كان مثقلا بالهموم لا يعرف ماذا يفعل لو كان الامر يعنيه وحده لتصرف دون تفكير غير عابئ بالعواقب لكن الامر الان يمس صديقه الاقرب ايضا لذا عليه التصرف بحذر شديد حتى لا يورط صديقه ويتسبب له بالمشاكل اجفل على اهتزاز هاتفه النقال بجيبه بنغمته المميزة : احبك مثلما انتى ............احبك كيفما كنتى ومهما صار مهما كان ........انتى حبيبتى انتى زوجتى ...........انتى حبيبتى انتى
غزت الابتسامه قلبه ودق قلبه لطلتها ولو عبر الهاتف فامسك هاتفه مبتسما وكانها ذلك الطيف السحرى الذى يزيل بعصاه السحريه كل هموم قد تبقى بقلبه او تؤرقه انه ذلك الطيف الرقيق الناعم الذى لطالما زين عالمه باجمل الالوان واضاف الي اوتار قلبه اروع لحن تراقصت عليها مذ عرفت معنى الحب منذ اليوم الاول الذى راها فيه على السلم وقد اعلن قلبه حاله الخطر وان كان عماد تجاهل فى البدايه غير متعمدا ثم حارب كثيرا فى معركه مستميته ضد هذا الطيف ليقاوم سيطرته على قلبه الا ان معركته كانت خاسرة منذ البدايه فقد كان سلاحه الالم والمعاناه اما طيف زوجته الرقيق فكان سلاحه الموده والحب والعاطفه الجياشه التى تشع حنانا ودفئا متناهيين وبالطبع فازت سها بسلاح النور الذى تملكه واخترقت به كل جوانب الظلام التى عانى منها عماد طويلا ليحل مكانها النور الى ما شاء الله بدأت سها تلك الحرب مع عماد او بالاحرى مع جراحه التى سكنت قلبه مذ تلك الليله التى ادلى فيها عماد برغبته فى معرفه ماضيها باك لاول فجر بعد زفاف الزوجين ....................................
نزعت سها يدها بسرعه ناظرة امامها بتوتر لدى كلمات عماد التى كان من الواضح انها ذات مغزى فقد برهنت نظراته و نبرة صوته على ذلك رمقها عماد بنظرات شك فقد اثبت توترها ان شعورة ليس خاطئا فيما بنبئه به عنها عماد وهو ينظر لها ببرود :ايه مالك سكتى ليه؟ هو انتى مخبيه حاجه ولا ايه؟ سها مبتسمه بتوتر :انا ! لا ابدا ليه بتقول كده؟ عماد وهو ينقل نظرة الى الامام:مجرد احساس نظرت له سها نظرة لم تستطع هى نفسها تفسيرها ومع انها لم تدم سويعه الا ان عماد شعر بها تخترق حصونه وتحطم حواجزة اجفل ليد سها التى دفعته فجأه حاثه اياه على القيام بلهفه :قوم بسرعه الفجر هيفوتك انتبه للمرة الاولى منذ ارتطامه بها انه فى الاصل قام ليؤدى الصلاه مع انه انتفض بسرعه متجها الى باب شقته للنزول لاداء الصلاه الا ان عقله كان قد دخل الى دوامه من التيهه التى لا اخر لها انتهى الامام من الصلاة ليردد عماد بعدها كما علمنا المصطفى صلى الله عليه وسلم\" اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك\"
ثم ردد دعاء ما بعد افجر \" اللهم انى اسالك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا\" ثم ردد سبعا \" اللهم اجرنى من النار\" بعدها بدأ يردد اذكار الصباح ووما ان انتهى حتى استقام متجها الى خارج المسجد سار عماد فى طريقه الى البيت تتخبطه الافكار حول سها ويحدثه عقله بالكثير من التساؤلات والفضول عنها: ياترى مخبيه ايه سها؟ شايف فى عيونك الم يمكن قد المى بس مش حاسس انه يشبهه عنيكى بتقول كلام كتير مش قادر افسرة؟ ياترى كل الرقه والحنيه اللى انا شايفها منك دى حقيقه ولا مجرد قناع لابساه عشان............. توقف عقله عن التفكير للحظه محدثا اياه: عشان ايه بس يا عماد؟ هى هتعوز منك ايه ؟ ثم يعود للتفكير مرة اخرى: مين اللى قال انها عايزة حاجه ؟ مايمكن القناع ده بتدارى بيه حاجه
ايوة صح ....مداريه حاجه ومش عايزانى اعرفها بس ايه هى الحاجه دى ؟ وبالنهايه يعود عقله الى نفس السؤال: ياترى مخبيه ايه يا سها؟ وصل عماد الى شقته ونيته تسبقه فى اكمال ما بدأه مع سها الا انه لم يجد لها اثرا بالمرة فاتجه الى غرفتها يقرع باباها فلم يجد ردا فتح باب الغرفه ليجد سها نائمه باسدال صلاتها فاستشف انها ادت صلاتها ونامت ما ان اغلق الباب حتى فتحت سها عينيها ببطئ وما ان اطمئت انه قد خرج حتى اطلقت زفرة ارتياح طويله متمتمه\" الحمد لله\" جافاها النوم قليلا وما لبث ان ذهبت فى ثبات عميق بعد تلك الليله الغريبه التى مرت بها اما عماد فقد نام عماد بصعوبه بعد ان تقاذفته الافكار والخواطر عن سها شعر بيدها تمسح على كتفه برقه. بحنان انزلقت يدها من اعلى كتفه وحتى ظهرة ثم تعاود فعلتها مرة اخرى كان للمساتها اثر السحر على شفاء جروحه الغير ملتئمه وكانت البسمه لا تفارق شفتيه
ظلت سها تهيم به وهو يبتسم متململا بينما هى تمسح على كتفه تحاول ايقاظه حاولت ثانيه وهى تربت على كتفه هامسه :عماد ! انت صاحى؟ عماد متململا :حاضر يا حبيبه قلبى هقوم اهو فرغت سها فاها لا تكاد تستوعب ما يقوله عماد بينما عماد امسك يدها وقربها الى شفتيه هامسا بغرام :وحشتينى يا قلبى تسلملى ايدينك الحلوين دول انا خلاص قايم اهو ما ان نطقت بعبارته حتى فهمت سها ما يعنيه فهو يحلم بزوجته ويعتقد انها هى الان لم تستوعب هذا الكم من الحب الذى يحمله عماد بداخله لزوجته المتوفاه بل لم تستوعب مقدار الالم الذى يشعر به الان لفقدانه اياها لم تستطع منع دموعها لدى رؤيته يحتضن كفها وكأنه يخاف ان تتركه زوجته بينما هى لن تجد ما تقوله اذا ما فتح عينيه ليجد انه كان يتيه فى مجرد حلم وينزل الى ارض الواقع ليدرك انها ما عادت بين الوجود ظلت تنظر اليه والدموع تبلل وجهها ثم قررت ان تعود ادراجها ثانيه دون ايقاظه سحبت يدها من بين يديه التى احتضنتها ببطئ ثم التفتت متجه نحو الباب لكن ما ان استقامت وهمت بالخطا حتى توقفت اثر امساك عماد يدها ثانيه وقد استفاق من نومه
عماد :كنتى بتعملى ايه هنا؟ سها ولا تزال توليه ظهرها محاوله اخفاء دمعها :ولا حاجه كنت جايه اصحيك ........حضرت الفطار ...........والضهرخلاص هيأذن عماد بجفاء:مكنش ليه لزوم انا بفطر لوحدى متعمليهاش تانى وتدخلى اوضتى وانا نايم اغمضت سها عيناها ولا تزال مسمرة مكانها وهى تزم شفتيها بالم فهى الان اصبحت تعرف ان عماد يتحدث بهذا الجفاء فقط عندما تنزف جراحه على مضض محاوله منها ان يظهر صوتها طبيعيا جاءته اجابتها : حاضر ....ممكن تسيب ايدى وانا هخرج نظر عماد الى يدها ليدرك انه لم يرد تركها ثم اعاد النظر نحو وجهها ليلمح دمعه فرت هاربه من جانب عينها لامته نفسه كثيراعلى جرحه لها ظانا منه ان سوء معاملته هى سبب دمعها فلم يستطع ترك يدها بل لم يرد ذلك اصلا وبدلا عن ذلك قام بجذبها برفق ليجلسها الى جواره على طرف سريرة بينما بقت سها توليه ظهرها لم ينطق حرفا واحدا يعتذر به بل مد يده ليدير وجهها الباكى اليه ويبدأ بمسح دموعها بصمت بينما بقيت سها ساكنه تنظر اليه وهو يمسح عنها دموعها بابهامه بينما يحتضن وجهها بكفيه برفق
ما ان انتهى حتى ازاح يديه عن وجهها ممسكا بكلتا يديها وهو ينظر لهما وكأنه يبدى اعتذارا ولكن بطريقته الخاصه طال الصمت ولكن سها اخيرا قطعته وهى تسحب يدها من بين يديه هامه بالقيام :هقوم انا افطر قبل ما الضهر يأذن اتجت الى باب الغرفه وما ان فتحته حتى اتاها صوت عماد :استنينى نفطر سوا وقبل ان تخرج ابتسمت دون ان تستدير متمتمه بكلمه واحده :حاضر ادى عماد صلاة الضحى وخرج الى سها بسرعه ليجدها بالفعل اعدت ما سمته هى افطارا لكن من وجهه نظرة كان مجرد\" لعب عيال\" كانت سها بالمطبخ تحضر بعض المخلالات بينما خرجت لتجد عماد ينظر الى طاوله الطعام فارغا فاه ثم نقل نظرة اليها ليجدها ترتدى ماريو المطبخ مبتسمه :صليت الضحى الاول صح؟ انا قلت كده برده ...........يلا اقعد بسرعه قبل الضهر مايأذن عماد :انا كنت سامع ان فى عندنا فطار النهارده فى البيت الكلام ده حيقيقى ولا انا كنت بهييس مع نفسى؟ سها باستغراب :ايوة ما انا خلاص حضرته اتفضل الفطار اهو خلاص عماد :هارسود............انتى عايزة تفطرنى مربى وقشطه وجبن وخلاص كده
ايه فطار العيانين ده لاااااااااا يا امى يكون فى معلومك انا مبكلش الكلام الفارغ ده بصى بقى من الاول كده لف وارجع تانى انا مالى التلاجه معلبات فول بكل الاطعمه وعندك علب تونه وفيه كمان بيض اعمللنا اومليت فى الفريزر بقى هتلاقى بطاطس نص تحمير كملى عليها وتعالى وبسرعه قبل الظهر ماياذن سها متسمرة مكانها ببلاهه :انت مستنى حد عالفطار عماد :ايوة انا سها بنفس الاسلوب:بس انا مش بعرف احضر الفول والاومليت عماد مقلدا اياها :امال بتعرفى تعملى ايه؟ سها :ممكن اعملك سندوتشات اى حاجه تحبها اطلق عماد ضحكه رنانه اذابت قلبها ثم اتجه نحوها اخذا بيدها الى المطبخ :تعالى تعالى انتى شكلك هتتعبينى وهضطر اجيبلك داده سها بغضب مغلفا برقتها :لا طبعا انا مش محتاجه داده ولا هحتاج استنى بس عليا شويه وانا هتعلم كل حاجه لوحدى دة مجرد تعود بس مش اكتر ورينى بس بيتعمل ازاى وانا اعملك
عماد مبتسما :ماشى يا ستى مبدئيا خلينا فى الاومليت عشان بحبه ........................................................................... عاد عماد الى صوتها الرقيق الذى يعشقه وهو يجيب على هاتفه النقال :ملاكى ......تعرفى انك وحشتينى سها بخجل:انت كمان وحشتنى اوى عماد :طب مكلمتنيش من بدرى ليه؟ سها :مش عارفه ......زحاسه انك مشغول اليومين دول فمحبتش اعطلك عن شغلك اه صحيح انت هتتاخر النهارده نروح احنا ؟ عماد بسرعه :تروحوا فين بس يا سها لوحدكم؟ سها :مش مشكله يا حبيبى هاخد تاكسى عماد :يا سلام .شوال بطاطا انا بقى عشان اسيبك تروحى انتى والبنت فى تاكسى سها :ههههههههههه لا والله يا عماد مش قصدى بس الدنيا هتبقى هوا بليل وانا مخففه لوفاء وخايفه تاخد برد عماد :عموما يا ستى انا قدامى لسه شويه
شوفى عند ماما كده شال نغطيها بيه واحنا نازلين سها :ماشى حاضر توصل بالسلامه عماد :مع السلامه يا ملاكى .................................................... انهى عماد اتصاله ليبدأ بالاتصال بحماه :هشام اسعد هشام :اهلااااااااااا ايه ياعم الغيبه الطويله دى والله ليك وحشه يا عمده عماد بود صادق :اذيك يا عمى ؟ اخبار حضرتك ايه؟ هشام :حضرتى زعلان من حضرتك انت والهانم مراتك بقالى قد ايه مشفتكموش ومنعين عنى حفيدتى كمان؟ عماد بمرح :ايه ده انت بتاخدنى بالصوت ولا ايه يا عمى؟ ما احنا كنا عنكم يوم الجمعه وانت اللى مكنتش موجود طب اعمل انا ايه بقى؟ هشام :تستنانى يا لمض لما ارجع ولا هى حماتك خلاص بقت حبيبتك وانا لا؟ عماد :هههههه ازاى بس دة انت الحته الشمال يا اتش .انت اللى فيهم والباقى سلطه
هشام :لا يا راجل .طب ايه رايك بقى المكالمه دى مسجله وهتوصل لسها وام سها وام ام وفاء اللى انا متأكد انكم هناك دلوقتى عماد :برئ يا بيه .............وربنا انا مش هناك هشام :ههههههههه امال انت فين يا عم؟ عماد :عالنيل يا عم . هشام :يااااااااااااااااسيدى طب سلملى عالحبايب بقى عماد بجديه :لا انا لوحدى .بس كنت عايز اقابل حضرتك ضرورى من غير ما حد يعرف هشام وقد بدا صوته جادا ايضا :كده تبقى عرفت قولى مكانك بالظبط يا عمده انا جايلك ................................................... ارتد عماد عن الطاوله الى الوراء متفاجئا من حديث هشام :ايه اللى انت بتقوله ده يا عمى لا طبعا انا لايمكن اعمل كده هشام بهدوء:انت بالفعل مش هتعمل كده يا عماد بس اللى هيبان انك عملت كده هو ده اللى احنا عايزينه مش اكتر عماد:برده مش مقتنع .انا برده شايف ان احنا هنحاربه بنفس السلاح القذر اللى بيستخدمه معانا
انا لايمكن ازور اوراق رسميه هشام وهو يحتسى قهوته بهدوء ثم يجيب :مين اللى قالك انك هتزور حاجه .البوليس هيعمل كل حاجه وما عليك غير انك تقدمه وساعتها يحى مش هيسكت وهيلجأ انه يظهر ماهى اللعبه بالنسباله ساعتها هتبقى عالمكشوف قوم احنا ايه؟ عماد وهو يقلب الفكرة براسه مبتسما :ايه؟ هشام :نصادوا بقى من على وش القفص وهو اللى جيه برجله عماد وهو يضرب احد كفيه بالاخرى :عمى .......احب اقولك ان دماغك دى ..............مش عارف مش عارف الدماغ دى ايه ؟ هشام :هههههههههههههههه watch and learn اتفرج واتعلم يا عمده ................................................... صف ماجد سيارته وترجل منها متجها الى البنايه التى يقطنها اخيرا بعد يوم شاق ملئ بالاجتماعات والمداولات التى لا توافق ما تشتهيه السفن بالنهايه لتذهب ادراج الرياح
كان يبدو محبطا وخائب الامل لدرجه كبيرة ولم يخف ذلك عن عينا منار التى انتظرته بالشرفه طوال المساء لتطمئن عليه دون الاتصال به والهائه عن العمل ما ان اطمئنت بوصوله حتى دلفت الى الداخل لتخرج هاتفها وتستعد للاتصال به بعد فترة لتترك له المجال للقليل من الراحه والطعام انتظرت ما يقرب من النصف ساعه ثم اخرجت رقم هاتفه وقبل ان تضغط زر الاتصال اتتها مكالمه منه فسمحت بفتح الاتصال بسرعه منار :السلام عليكم ماجد بانهاك:وعليكم السلام ورحمه الله منار وقدلاحظت انهاك صوته فاتاه صوتها كطفله تخاف على ابيها : تعبان اوى؟ ماجد مقلدا اياها :مممممممممممممم منار برقه :ههههههه يلا يا سيدى ومن علمنى حرفا بقى ماجد:لا وهو حرف حرف يعنى منار :ممكن اطلب منك طلب ماجد :اؤمرى يا منار منار:ممكن تنام علطول من غير ما تفكر فى حاجه وتخلى توكلك على الله وكل حاجه هتتحل صدقنى ماجد :ممكن انا كمان طلب
منار :اكيد ماجد :ممكن تجيبى مصحفك وتقرأيلى قران لحد ما انام منك ابتسمت منار برقه ثم خرج صوتها رقيقا كبسمتها :مممممم ضحك ماجد بوهن وهو يتمدد على سريرة بينما اتت منار بمصحفها وقبل ان تبدأ :ماجد هو انا هعرف منين انك نمت؟ ماجد :ههههههه لا من النحيه دى متقلقيش هتسمعى لوحدك ههههه قصدى هتعرفى لوحدك منار :هههههه مش بقولك ظريف وهكذا ظلت منار بصوتها العذب الندى تتلو لماجد ايات من القران تتطمئن قلبه وتساعد على شفاء روحه التى ارهقتها متاعب الحياه فقد صدقالله تعالى فى قرانه\" الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب\" بلى يا رب بذكرك تطمئن القلوب فاللهم طهر قلوبنا وازل كل ما قد يشوبها من هم او حزن انك انت مالك القلوب وعلام الغيوب اللهم امين اللهم امين ............................................................................... نهايه الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون على صوت منار العذب نام ماجد مطمئن البال والخاطر استيقظ متململا فى سريرة يشعر بالالم يغزو عضلات ظهرة ويده من اثار العمل بأعين تكاد تكون مغلقه بحث عن الهاتف بجانبه ليجد انه لم يبقى لشروق الشمس سوى بضع دقائق فى ثوان معدوده كان ماجد قد انتفض متجها الى الحمام وهو ينادى والدته بصوت عال اثناء وضؤة :يا ماما ............ايه حاجه ده .كده تسيبينى يا ماما الفجر كان هيفوتنى لم يجد ردا ولم يكن منشغلا بذلك بل اتجه بسرعه الى سجاده صلاته كى يدرك الفجر قبل شروق الشمس وما هم ان يكبر للصلا حتى تذكر قوله صلى الله عليه وسلم للرجال الذين احدثوا جلبه عند دخولهم المسجد متأخرين عن الصلاه\" ما شأنكم ؟ فقالوا :استعجلنا الى الصلاه .قال :فلا تفعلوا .اذا اتيتم الصلاه فعليكم السكينه فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا\" فوقف معتدلا مطمئنا ردد\" اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحى ويميت وهو على كل شيئ قدير\" ثم كبر مبتهلا صلاته انتهى من الصلاه مرددا اذكار الصباح ثم التفت الى هاتفه ليجد انه حظى ببعض المكالمات الفائته من مهند
اتصل به ليجد مهند يرد بصوت ناعس :ايه يا ابيه انت كنت فين ماجد مبتسما انت اللى فين يا بنى معدتش عليا الفجر ليه؟ مهند :والله يا ابيه عديت ورنيت الجرس 3مرات ومحدش رد حتى اتصلت بيك وبرده مش رديت ماجد :معلش يا مهند هو انا فعلا تعبان ومرهق جدا من امبارح عشان كد محستش بس ازاى ماما محستش بيك! انت متأكد ان الجرس رن معاك ولا يمكن مش شغال اصلا مهند:لا يا ابيه كان شغال انا سمعت النغمه كويس ماجد باستغراب :دى اول مرة ماما يروح عليها نومه كده مهند :مش عارف بقى يا ابيه يمكن طنط مرهقه ولا حاجه ماجد وقد اصابه القلق :طيب يا مهند كمل انت نومك هكلمك بعدين يا بطل مهند :تمام يا ابيه خرج من غرفته سريعا متجها الى غرفه والدته لم يلق اى جواب فازداد القلق لديه فوالدته تجيبه دائما من الوهله الاولى حتى وان كانت نائمه فهى من النوع الذى يوقظه مجرد صوت الاقدام بجانبها
بدون تفكير فتح ماجد باب الغرفه بسرعه ليجد فوقيه ممده ارضا دون حراك ظل متسمرا مكانه وكأن عقله قد توقف عن التفكير بل وكأن العالم كاملا من حوله قد توقف عن الدوران فى البدايه لم يقوى على التحرك تجاهها بل جلس مكانه ارضا يناديها بصوت مرتجف :ماما .......ردى عليا يا ماما الله يكرمك بلاش هزار .............يا ماما ردى عليا لم يدرى لم الان بالذات تذكر وجه منار الخائف وقت ان كانت اختها ممده على الارض كما هى والدته الان اقترب منها زاحفا على ركبتيه وبيد مرتعده مد ادار وجهها اليه ليفاجئ بالدماء تحيط فمها ارتد للوراء بذعر شديد محتضا يده التى لامستها وكأن افعى لثمت يده للتو ارتجف جسده بالكامل بينما اخرج هاتفه متصلا بعماد الذى ما ان سمح بفتح الاتصال من جهته حتى تقدم ماجد الحوار :الحقنى يا عماد ماما مرميه على الارض مبتتحركش عماد فزعا :بتقول ايه يا ماجد ؟ انت فى البت طيب؟ ماجد بصوت مرتجف وهو يهز راسه باليه :ايوة عماد بسرعه :حالا هبقى عندك حالا لم يدرى ماجد كم مر من الوقت وهو قابع مكانه ينظر لوالدته برعب
كان ينظر لها فقط دون ان يتحرك من مكانه وكأن عقله يرفض ترجمه الصورة التى تراها عينيه اجفل على الدق المستمر على بابه وكذلك قرع الجرس فقام مسرعا يفتح الباب متخبطا فى اثاث البيت وهو فى حاله بين الوعى واللا وعى ما ان فتح الباب حتى بادرة فؤاد بالسؤال :هى فين يا ماجد كان ماجد ينظر لهم وكأنه لا يراهم فلم يعد فؤاد السؤال مرة اخرى بل دفعه بنفاذ صبر واتجه للداخل بسرعه معطيا اوامرة للمسعفين الذين يرافقانه بالانتظار خارجا وكذلك طلب من عماد مرافقته للداخل ليبحثوا عن مكانها ظل ماجد واقفا مكانه وهو يسمع صوت عماد الاتى من غرفه والدته يخبرهم بمكانها وما لبث ان اذن فؤاد لمرافقيه بالدخول الذين مرا من امامه بعد دقائق حاملين والدته على ما يسمى \"التورلى \"يرافقهم فؤاد بينما وقف عماد بجانبه يدفعه حاثا اياه على الدخول لتبديل ملابسه واللحاق بهم عماد باشفاق :يلا يا بنى غير هدومك بسرعه عشان نروح وراهم ماجد :نروح وراهم فين؟ اجفل عماد لرد ماجد الغريب وما لبث ان تفهم حاله الصدمه التى يمر بها صديقه حتى جذبه الى الداخل دون حرف واحد مساعدا اياه على تبديل ملابسه بينما كان ماجد مستسلما له كطفل صغير ما ان انتهى عماد حتى نظر الى وجه ماجد باسى :يلا بينا
ماجد بنفس الاليه :على فين؟ لم يجد عماد بدا من صفعه صفعه قويه اوقعته ارضا وهو يصرخ به بقوة :ما تفوق بقى يا بنى ادم ...فوووووق يا اخى وخلينا نلحقها فى المستشفى ........فوق ماجد باكيا دون حيله وهو جالس ارضا يضم ركبتيه الى صدرة وهو يمسك راسه بكلتا يديه وكأنه يمنعها من الانفجار :امى هتروح منى يا عماد ..............ماما هتروح منى ................انا مش فاهم حاجه ومش عارف ايه اللى بيحصل امسكه عماد من ياقه قميصه مرغما اياه على الوقوف ثم جرة بيد واحده الى الخارج دون حرف واحد بقى ماجد بسياره عماد حيث قادها الى المشفى الذى يعمل به فؤاد يردد الاستغفار والادعيه وكأنه بدأ يعود الى رشده نوعا ما يحاول ان يقنع نفسه بان الامر ليس خطيرا لكن ما ان يتذكر منظر الدماء حول فمها حتى يهوى قلبه فى اضلعه ولا يسطيع سوى ترديد :يا رب ما ان صف عماد السيارة تحديدا حتى ترجل ماجد راكضا الى الداخل بينما حادث عماد فؤاد بسرعه ليعلم مكانه تحديدا ثم لحق بماجد الى الداخل ليجده يقف عند قسم الاستعلامات يحاول ايجاد العبارات المناسبه للسؤال جذبه عماد بسرعه متهجا الى المصعد :تعالى معايا يا ماجد انا عارف هما فين
صعد كلاهما الى المكان المطلوب ليخرجا بحثا عن فؤاد الذى وقف بانتظارهما قرب المصعد ما ان راه ماجد حتى بادرة بالسؤال :مالها امى يا فؤاد انطق فؤاد ناظرا لعماد بتردد :تعالى يا ماجد معايا ماجد :مش قبل ما اشوف امى الاول فؤاد بنظرة ثاقبه :مش هينفع دلوقتى ماجد بعناد :لا دلوقتى عماد متدخلا :اهدى بس يا ماجد اما نعرف فيه ايه الاول ماجد ناظرا لكلاهما بعدم اقتناع :امى مالها يا فؤاد فؤاد بهدوء :تعالى معايا يا ماجد مكتبى نتكلم نظر ماجد الى عماد بتردد ليشجعه بدورة على الذهاب ..................................................................................... . ماجد فزعا :لا حول ولا قوة الا بالله اللهم اجرنى فى مصيبتى ........اللهم اجرنى فى مصيبتى فؤاد :انا اسف يا ماجد بس انت عارف ان المؤمن مبتلى وطنط الحمد لله ربنا يثبتها صابره على الابتلاء ماجد بصوت مهزوز :سرطان فى الكبد!
فؤاد باسف :بص يا ماجد انا مش هخبى عنك حاجه المرحله دى فى المرض خطيره جدا قبل كده كنت ممكن اقولك ممكن نشيله بعمليه بس الواضح اننا خلاص تخطينا المرحله دى الورم انتشر فى اغلبيه خلايا الكبد والحل ده مبقاش ينفع ماجد منتفضا :يعنى ايه يا فؤاد ؟ امى خلاص راحت .....مفيش حل فؤاد متنهدا :فيه ........بس صعب شويه ونسبه نجاحه مش مضمونه ماجد بلهفه :الحقنى بيه فؤاد :زراعه كبد وافضل تبقى فى المانيا ماجد دون تفكير :موافق .من بكرة تبقى فى المانيا فؤاد :استهدى بالله بس يا ماجد لازم حالتها الصحيه تبقى مجهزة للسفر ودلوقتى مش هينفع نظر لعماد وكأنه يستمد منه القوة ثم اردف :دلوقتى الوضع مش مستقر ماجد :يعنى ايه مش فاهم فؤاد :حاليا احنا فى مرحله تشبه نوعا ما الغيبوبه بس ان شاء الله مش هتطول هتفوق منها قريب اول ما حالتها تستقر هديك الاوكيه علطول وانت تبقى مجهز كل حاجه ونتوكل على الله علطول
تنهد ماجد بقله حيله بينما وضع عماد يده على ركبته مؤازرا له : متشلش هم يا ماجد سيبلى كل حاجه انا هخلصلك كل الورق ده ان شاء الله متقلقلش ماجد فجأه :اتصرف يا فؤاد عايز اشوفها ..................................................................................... ..................................... فى الصباح الباكر ارتدت منار ملابسها واستاذنت والدتها فى الذهاب خفيه الى مدرستها للحصول على النتيجه لتفاجئ الجميع بذلك ما ان خرجت من المصعد حتى قابلها بواب البنايه بلهفه عم محمد :الست فوقيه بجت كيفيها يا ست منار؟ منار بعدم فهم :الحمد لله يا عم محمد عم محمد :انا واعتلهم شايلنها جلت دى حالتها باينلها صعبه جوى يا ست منار ينوبك ثواب تطمينينا عليها دى الست فوجيه ست كومل ومفشفناش منها غير كل خير منار محاوله الاستيعاب :استنى استنى يا عم محمد كده انت بتقول مين اللى تعبان ومين شال مين ؟ عم محمد :لهو انتى متعرفيش يا ست منار ان الست فوقيه نقلوها المستشفى من ساعه اكده
منار بسرعه :مستشفى ايه يا عم محمد عم محمد :مش عارف والله يا ست ..انا فكرتك دريانه بس الباشمهندس عماد والداكتور فؤاد كانوا معاهم منار وهى تخرج هاتفها متصله بماجد :لحظه يا عم محمد كده لم تجد اى ردا من ماجد فهو بالاصل قد ترك هاتفه ارضا منذ اتصل بعماد فاتصلت بسها لتعلمها بدورها عن مكانهم كما اخبرها زوجها كما اخبرت منار بالخبر المؤسف عن مرض فوقيه اخرجت منار وريقه صغيرة من حقيبه يدها وكتبت بها اسم المشفى وعنوانها كما اخبرتها سها واعطتها بسرعه لبواب البنايه وهى تتجه مشيرة لاول سياره اجرة تمر من امامها :عم محمد طلع الورقه دى لماما وقولها عاللى حصل وخليها تحصلنى عالعنوان ده عشان موبايلى هيفصل شحن عم محمد وهو يفتح لها باب السياره :من عنينا يا ست منار وابجى طمنينا عالست فوقيه الله يسترك ..................................................................................... .................. وصلت منار للطابق الذى يقبع به غرفه فوقيه كما اخبروها فى الاستعلامات لتجد عماد يجلس باحد المقاعد فى الخارج وركضا اتجهت منار اليه وبلهفه سالته قبل ان تصل اليه :استاذ عماد ماجد فين؟
عماد وقد قام من مجلسه فور رؤيته لها مندهشا :انسه منار انتى وصلتى ازاى هنا منار وهى تجاهد دموعها وبأنفاس متقطعه :مش مهم دلوقتى المهم طنط عامله ايه ؟ وماجد فين؟ عماد وهو يومئ براسه للغرفه المقابله :ماما فوقيه فى الاوضه دى وماجد معاها جوة منار وهى تنظر نحو الباب بأسى :ممكن ادخل؟ عماد :يا ريت يا انسه منار ماجد فعلا محتاجك جنبه دلوقتى بخطى بطيئه لكن واثقه اتجهت منار لباب الغرفه وفتحته دون ان تطرقه بهدوء لتجد ماجد يقف عند نهايه سرير والدته ينظر لها بالم وقد تحجرت الدموع بعينيه ما ان راته حتى انتفض قلبها الما على رؤيا حبيبها بهذة الحال وكذلك على رؤيه فوقيه هكذا ممده دون حراك تقدمت اكثر للداخل واغلقت البا خلفها متعمده اصدار صوت ليلتفت لها ماجد بدورة تسمر مكانه ناظرا اليها وقد اغرورقت عيناه بالدموع وكأنه يستنجدها ويستغيث بها لتبثه طمأنينه تقيه من هذا الالم الذى الم به دون كلمه واحده اتجت منار الى حيث وقف وبدورها وقفت على اطراف اصابع قدمها الصغيرة لتطوق رقبه ماجد بزراعيها ضامه اياه اليها
وكطفل صغير يبكى فى حضن امه تمسك بها ماجد بقوة واخذ يبكى بمراره بين زراعيها بينما منار لم تستطع سوى ان تشاركه البكاء رغما عنها لم يدر ايا منهما كم بقيا على هذة الحال لكن ماجد افضى اليها بكل ما يملكه من الالم وسط بكائه حتى ازاحته منار بلطف لتمسح دموع عينيه بكفيها بينما ابتلعت هى ايضا ريقها محاوله الكف عن البكاء ليخرج صوتها الباكى :مش هتروح يا ماجد صدقنى .ربنا مش هيسيبك ماجد باكياوهو يهز راسه بين كفيها :مش قادر يا منار...........هموت من الخوف ليجرلها حاجه ..........مرعوووووووووووب ضمته اليها منار ثانيه ولكن بقوة اكبر وهى تهز راسها شاهقه :لا يا ماجد لا ..........اوعى تخاف ........خلى ايمانك بربنا كبير محنه هتعدى ........صدقنى هتعدى ماجد ضاما اياها بقوه :خليكى جنبى يا منار ...........وجودك بيريحنى وقبل ان تجيب منار سمع كلاهما طرقا على الباب ابعدها ماجد هذة المرة بسرعه وبرفق بينما حاول كلاهما مسح دموعه ليأذن ماجد للطارق بالدخول دخل عماد متنحنحا ليخبرة بأن سها ووالديها قد قدما بالخارج نظر ماجد لمنار وقبل ان يتكلم فهمت منار ما اراده منار بلطف :اخرج لضيوفك وانا هفضل جنب ماما متقلقش
ماجد ببسمه جانبيه وهو يخرج خلف عماد:ربنا يخليكى ليا خرج ماجد وعماد ليقابلا هشام بينما اتجهت سها ووالدتها علا للداخل للاطمئنان على فوقيه بعد فترة وجيزة كانت نفين تسير بالكوريدور بسرعه اقرب الى الركض بينما امتلئت عينيها بالدموع حتى كادت تصطدم باكثر من شخص وبرفقتها مهند ومى ما ان رات ماجد حتى اتجهت اليه بسرعه تحتضنه كأم حنون محاوله منها ان تواسى نفسها قبل مواساته ماجد محاولا التماسك وهو يربت على كتف نفين :خير يا ماما ان شاء الله خير نفين باكيه :كل اللى يجى من عند ربنا خير ...............اللهم لا اعتراض قولى يا ماجد هى فين الله يكرمك اشوفها بس واطمن عليها ماجد مشيرا الى الغرفه :اتفضلى يا ماما هنا منار ومدام سها وطنط علا جوه معاها بس................. نفين بقلق وبكاء :بس ايه يا ماجد ؟ قول يا بنى الله يهديك متوقعش قلبى اكتر من كده ماجد زاما شفتيه :ماما مش فى وعيها دلوقتى ...............دخلت فى غيبوبه
لم تستطع قدما نفين ان تحملانها اكثر فارتمت الى اقرب كرسى وقد اسرع ماجد ومهند لالتقاطها نفين باكيه :يا حبيبتى يا فوقيه ..............كل ده كنتى شايلاه لوحدك ليه بس ؟ مى :ماما الله يخليكى مينفعش كده .............اجمدى شويه يا ماما بالله نفين معتدله :انا هدخلها .............لازم اشوفها عشان قلبى يرتاح دخلت نفين برفقه مى للداخل بينما بقى مهند بجانب الباقين فى الخارج جلس بجانب ماجد ليمسك بيده التفت اليه ماجد ليقابله مهند بالابتسامه :انت راجل يا ابيه وقدها وربنا هيعينك عشان انت قريب منه مش انت اللى كنت ديما بتقولى كده لما كنت بخاف من الشله اياها؟ ماجد مبتسما وهو يلف زراعه حول مهند بصبيانيه :كبرت يا مهند وبقيت راجل بينما فى الداخل اتجهت نفين الى حيث فوقيه وجلست بجوارها على السرير ممسكه بيدها تقبلها وتقبل راسها بحنان مما جعل الدمع يتدفق الى اعين الباقين تقدمت علا محاوله ابعادها ولكنها ابت :سيبنى يا علا بالله مش هقدر اسيبها
علا :عشان خاطرى يا نفين متعمليش كده .امسكى نفسك شويه عالاقل عشان خاطر ماجد دة يا حبيبى صالب طوله بالعافيه نفين باكيه :قومى يا فوقيه .............انا مليش اخت غيرك ...........مش هقدر على خسارتك يا فوقيه قومى لو ليا خاطر عندك علا :يا نفين مش انا اللى هقولك الكلام ده ..............سبيها على الله اللى انتى بتعمليه ده غلط ارتمت نفين بحضن علا باكيه :مش قادرة يا علا غصب عنى والله انا ملياش اخت غيرها هى اللى عوضتنى غربتى ووحدتى يا علا مش قادرة اشوفها كده اخذت علا تربت على ظهر نفين مواسيه بينما وقفت الفتيات معا يحاولن ايقاف سيل الدمع الذى غزا اعينهن وفجأه اجفل الجميع على همهمات فوقيه التى من الواضح انها قد بدأت فى الاستفاقه اخيرا دون حرف واحد اتجهت منار ركضا الى الخارج لتخبر ماجد بفرحه عارمه عن استيقاظ فوقيه بدون وعى هلع ماجد وعماد ومهند الى الداخل اما هشام فقد التزم مكانه متمتما \" الحمد لله\" اخذ ماجد بتقبيل يد فوقيه وراسها مرارا وتكرارا مرددا \" الحمد لله على السلامه يا امى\"
بينما ازاحه عماد بعد مده بفرح :وسع يا جدع انت اطمن على امى هى امك لوحدك ماجد دافعا اياه :لا بقولك ايه احترم نفسك بقى دى امى انا لوحدى عماد مداعبا :لا يا حبيبى انا ابنها الحقيقى وانت متشرد لاقينك على باب جامع ماجد :يلا يالا من هنا بدل ما ابطحك هكذا ظل الصديقان يتجادلان كالعاده راسمين البسمه على وجوه الجميع وخاصه فوقيه التى اعلنت استسلامها عن خوض المعركه معهما هذه المرة فى اليوم التالى كانت فوقيه قد استعادت بعضا من عافيتها التى مكنتها من الجلوس والقليل من الحركه اصرت نفين على البقاء معها والاعتناء بها مع ماجد بينما قضى الجميع ليلتهم ببيوتهم الا ان سها ومنار عادتا معا فى صباح اليوم التالى نفين :ايه بنات اللى جايبكم بدرى كده وانتى يا سها فين بنتك يا حبيبتى سها :بنتى عند ماما يا طنط متقلقيش منار جالسه بجانب فوقيه مرتميه بحضنها :وانا محشش يقدر يمنعنى عن ماماتى حبيبتى فوقيه محتضنه اياها بحب :احلى بنوته مامتها فى الدنيا
ماجد بغيره صبيانيه :هو انا اخلص من تناحه عماد\"\" لامؤاخذة يا مدام سها \"\" تطلعيلى انتى يا قرده عماد ظاهرا راسه فقط من خلف الباب وهو مغمض العينين :انا تنح يا ارزل خلق الله السلام عليكم الاول واللى خالع راسه يلبسها بلاش افلام الرعب دى سها :هههههه ادخل يا عماد مفيش حد خالع راسه عماد :هاهاهاهاها ما انا عرف يا نبيهه الباب اصلا كان مفتوح ايه الذكاء اللى انتى فيه ده فوقيه:انت يا واد يا اللى اسمك عماد متزعلش سها بدل ما اقوملك عماد وهو يلوى زراع سها للخلف لتصدر هى تاوها بسيطا :بس كده هو ده اللى هيقومك يعنى يا امى فداك سها وام سها كمان ضحك الجميع لتراهته بينما ضربته سها على صدرة بخفه:احترم نفسك عماد هامسا :معلش اصل امك دى حبيبتشى تلاته واربعين حبيبتشى سها بنفس الهمس :شمعنه بقى تلاته واربعين عماد مستعدا للهرب خلف ماجد :اصلهم اخواتك ما ان فهمت سها ما يعنيه عماد حتى وجدته قد التصق بماجد ختى لا تستطيع الوصول اليه فاكتفت بالاشارة اليه تتوعده
رن هاتف ماجد لتتسع عينا فوقيه بعد كلمات ماجد الموجهه لمنار :دة باباكى يا مينو ..................................................................................... .... نهايه الفصل الثامن والعشرون الفصل التاسع والعشرون كانت زراعى فوقيه تحيطا منار بحب وحنان نابع من قلبها حين صوب ماجد نظره لها قبل ان يجيب على هاتفه :دة باباكى يا مينو وكأن فوقيه كانت قد نسيت للتو من هى منار او بالاحرى ابنه من هى وحين تذكرت سحبت زراعيها اللتا تحيطان منار سريعا وقد تبدلت معالم وجهها للغضب حتى هى لم تعلم مما هى غاضبه . لم تعلم اكان غضبها ممن حولها ام من نفسها هى لاحظ الجميع رد فعلها الغريب ولكن لم يفهم احدهم شيئا اثنين فقط من الحاضرين فهما جيدا تصرفها وان كان هذا التصرف قد اكد امرا لاحدهما وقد احتار فى تصديقه فاتجهت عيناه بسرعه الى الشخص الاخر لتنظر له علا بانعدام حيله يشوبه اللوم وكأن لسان حالها يقول :قلتلك من الاول مصدقتنيش
حاولت منار ان تتدارك الموقف الغريب التى وضعتها به فوقيه وقد تحولت انظار الجميع صوبهما حتى ماجد الذى احتار عندها فيما عليه ان يفعل ايجيب عن الهاتف ام يحاول الاستفسار عن سبب هذ التحول مناربابتسامه زائفه ومتوترة :رد يا ماجد دة اكيد بابا بيتصل عشان يطمن عليك وعلى ماما نفين باستغراب:وبابا عرف منين؟ منار بابتسامه :يا ماما انتى نستى تليفونك فى البيت امبارح فبابا لم اتصل بيكى اكتر من مرة رديت انا وحكيتله خدى بالك بقى لحسن شكله زعلان منك عشان سيبتى تليفونك فى البيت وقلقتيه ثم رمقت ماجد بنظرة جانبيه :اكيد اكيد زعلان والحركه بتقلق وبتخوف عماد متدخلا :ايوة والنبى يست منار قوليلهم الا فى عالم بتبهدل بعد كده وهى بتدورلهم عالتليفونات عشان تجيبهالهم لحد هنا ماجد :خلاص .......خلصت وصله خالتى فتنه يا عماد؟ ضحك الجميع بينما خرج ماجد ليجيب حماه بعد ان اتصل مرة اخرى ولم يكن ماجد قد اجابه فى المرة الاولى ماجد :السلام عليكم ورحمه الله عصام بوقار:وعليكم السلام ورحمه الله اذيك يا بنى عامل ايه؟ ووالدتك عامله ايه دلوقتى؟
ماجد ولم يستطع اخفاء نبرة الحزن من صوته:الحمد لله على كل حال ....................ادعيلها ياعمى عصام :اللهم اشفها شفاءا لا يغادر سقما ماجد:اللهم امين عصام بجديه:اسمع يابنى ............منار قالتلى ان ليها عمليه ممكن تتعمل هنا فى المانيا ...........الكلام ده مظبوط؟ ماجد:ايوة يا عمى ان شاء الله اول ماصحتها تتحسن شويه وتوصل لمرحله معينه زى الدكاترة ما قالوا هسافر بيها المانيا علطول عصام:حلو اوى.............انا ليا صديق قديم جراح كبير فى مصر هخليه يرشحلى مستشفى هنا ودكتور كويس وباذن الله اول لما الدكاترة ياشروا هتبقى كل حاجه هنا جاهزة ماجد:ربنا يخليك يا عمى ..........مش عايز اتعبك معايا عصام مؤنبا:لو سمعت الكلام الفارغ ده تانى هزعل منك ............انت ابنى يا ماجد ووالدتك خلاص فى مقام اختى الكلام اللى انت قلته ده عيب ومش عايز اسمعه تانى مفهوم؟ ماجد مبتسما :حاضر يا عمى عصام بهدوء:معلش يا بنى انا حاسس بيك وعارف ان الفترة دى صعبه عليك بس لازم تجمد
والدتك هتستمد قوتها عشان تقاوم منك انت ..............انا مريت زمان بنفس ظروفك وعارف انا بقولك ايه تجمعت الدموع فى عين ماجدرغما عنه ولكن منعها من النزول وهو يلتقط نفسا عميقا مجيبا عصام بثبات :عندك حق ياعمى .....ان شاء الله هتعدى الازمه دى على خير ..............انا متاكد انه ربنا كريم عصام سعيدا بما سمعه من ماجد:ونعم بالله يا بنى...........مش محتاجه اى حاجه؟ ماجد:تسلم يا عمى انهى ماجد محادثته ليلتفت ثايه الى حجرة والدته لكنه ما ان استدار حتى كاد يصطدم بمنار التى خرجت للتو خلفه ارتد خطوة للوراء وكذلك منار التى كتمت ضحكتها متذكرة يوم ان كادت تصطدم به عند باب المصعد ولم يغب ذلك عن ماجد ايضا فابتسم ابتسامه جانبيه ماجد :انتى كنتى رايحه فين؟ منار بخجل :كنت جيالك اشوفك ماجد فجأه :منار انتى عرفتى منين باللى حصل منار بتلقائيه:عم محمد البواب اللى قالى ماجد عاقدا حاجبيه:وعم محمد البواب شافك فين بدرى كده عشان يقولك ..........هو اللى طلع خبط عليكم؟
منار نافيه:لالالا دة انا اللى قابلته على باب العمارة وانا خارجه ماجد بشراسه :افندم........كنتى خارجه رايحه فين حضرتك الصبح كده ومن غير ما تقوليلى منار بتوتر وصوت مرتجف :عادى كنت رايحه اجيب النتيجه ماجد محاولا السيطرة على صوته :لا يا هانم يا محترمه مش عادى محدش قالك ان سيادتك متجوزة راجل مش قرطاس لب منار محاوله الدفاع واخبارة بانها ارادتها مفاجئه :والله يا ماجد ........... لم يسمح لها ماجد بالكلام بل قاطعها بقوة قبل ان يذهب :مش عايز كلام كتير .............اول واخرمرة تحصل وتنزلى مكان من غير اذنى خلفها ماجد وراء ظهرة تتقاذف الدموع الى عينيها اسندت يدها الى الحائط وكانها تحمى نفسها من السقوط اجفلت على يد مى تسادنها وتاخذ بيدها الى اول مقعد قابلها مى بقلق:منار انتى كويسه هزت منار راسها لتتساقط الدوع بعيدا عن وجنتيها فاخذت مى بيدها ثانيه حاثه اياها على القيام مى :قومى نطلع برة شويه سارت معها منار كالتائهه الى ان وصلتا الى احد المقاعد بالحديقه تحت ظل شجرة تتمايل اوراقها الكثيفه مع نسيم الصباح العليل
ما ان جلستا حتى بدات منار بالبكاء وهى تحكى لمى ما حدث من ماجد منذ دقائق وما ان انتهت حتى نظرت الى وجه اختها لتجد علامات الهدوء باديه عليه كالعاده بل وابتسامه ايضا مى بهدوء:بس كده يا ستى .....هو ده اللى مزعلك اوى كده منار مستغربه وهى تمسح دموعها ببطن يدها:وهو اللى انا قلتهولك ده قليل ..........ليه محسسانى انه عادى حتى لو ضربنى مى :قوليلى يا منار...........هو ماجد فى الطبيعى بتاعه بيعاتب بالاسلوب ده منار مفكرة:لا ........ساعات بيتعصب بس مش كده ............دى اول مرة يتكلم معايا بالطريقه دى مى وهى تمسك يد اختها :بصى يا منار ......ربنا سبحانه وتعالى بييقول \"وجعل لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم موده ورحمه \" ..........صح؟ يعنى الزوجه دى هى سكن زوجها هى ملجأ الطمأنينه والامان اللى لو الدنيا كلها حاربته مش بيلاقى غيرة يجرى عليه ويتحامه فيه هى اللى لازم تفهمه اكتر من نفسه الزوجه هى اللى تحسس زوجها بالامان لما يبقى خايف من حاجه هى اللى تستحمله فى حزنه قبل فرحه
مش تموت فيه ساعه الكلام الحلو واول ما يبقى تعبان تتنطط عليه فاهمانى يا منار انا عايزة اوصلك ايه؟ منار مدافعه عن نفسها :والله يا مى مش بتنطط عليه ولا حاجه ................انتى مشوفتيش كان بيكلمنى ازاى مى:لازم تفهمى زوجك يا منار .............المفروض انه تعبان جدا دلوقتى وعلى فكرة معظم الرجاله كده كانها فطرة فيهم لما يتعبوا لازم يخرجوا كل الشحنات اللى جواهم فى اقرب الناس ليهم وكلنا نبصم بالمليون انك اقرب الناس لقلب ماجد ...........انتى ما بتشوفيش نظراته ليكى بتبقى عامله ازاى كل ماعينه تقع عليكى وبرده سبحان الله فطر المراة انها تبقى حموله ديما عشان تبقى هى الملجأ والسكن اينعم فى ستات لا صله لهم بموضوع السكينه ده خالص بس مش عايزاكى تبقى منهم اوعى يا منار اوعى بصى لماما شوفى طول عمرها استحملت قد ايه مع بابا ......غربته ووحدتها واحنا وفوق ده كله عصبيه بابا وطبعه الحامى اللى اخد وقت طويل عشان يغيرة
وشوفى بابا قد ايه بيحبها ومهما اتغرب بيرجعلها تانى وعمرة ما فكر يبص لغيرها عشان هى ديما كانت سكنه وملجأه فى اى شده وكانت ديما الاسفنجه اللى عمرها ما شبعت من الميه ديما بتمتص غضبه وتهديه من غير ما يحس اخذت نفسا عميقا ثم اضافت بمرح وهى تضع يدها على كتف منار التى سرحت بنظرها بعيدا تتامل كلمات مى :عايزاكى تبقى اسفنجه ولا مراتب هايبر تكنو يا شفشق منار وهى تلتفت ناظرة الى اعين اختها بطمأنينه :حاضر مى مبتسمه وهى تقف:يلا قومى بقى هاتيلى ميكس منار جاذبه اياها للجلوس مرة اخرى باصرار :مش هتمشى غير لما تقوليلى ايه حكايه الميكس ده بالظبط ..................................................................................... ........................... بعد ان نفث ماجد عن بعض ما يعتمر بصدرة فى وجه منار تركها ذاهبا الى الحديقه الخلفيه بالمشفى حيث كانت فارغه فى ذلك الوقت من الصباح جعل يجوبها بعصبيه وهو يمرر يده على شعرة احيانا ويضعها حول خصرة احيانا اخرى وكأنه يحاول ان يتدارك تصرفاته اللا عقلانيه
تجاه منار فذلك الخطأ الصغير الذى قامت به لم يتطلب كل هذة العصبيه والتوبيخ انصهر قلبه بداخل اضلعه الما عندما تذكر تلك الدمعه الهاربه من جانب عينيها بينما مر بجوارها غاضبا لم يستطع ضبط نفسه فركل صندوق قمامه بجوارة بقوى ليوقعه ارضا بعنف محدثا ضجه عاليه التفت لها بعض المارة نظر حوله بنظرات اسف للمارة وكأنما خرج توا من متاهه الندم التى مر بها بينما الجميع نظر له باعين تتحدث معظمها كلمه واحده \" : مجنون\" لم يتسطع التفسير او الاعتذار ولكنه فضل الركض الى حيث ترك منار حياته ليطلب صفحها ويشكى اليها جراحه بدلا من صب جم غضبه عليها بانفاس متقطعه فتح الغرفه فجأه لينظر له الجميع بشيئ من التساؤل بينما لم يقل سوى \" منار فين ؟ ظهر فجأه وكأنه ظهر من العدم يبحث بين ثنايا الحديقه يقف امام اى مجلس لينظر بوجه الجالسين الا ان لمحها من بعيد تبكى بحرارة بينما تشكى لاختها ما يعتمر بصدرها االمه قلبه كثيرا لرؤيا الدموع فى عينيها اراد الهرب بعيدا كى لا يراى منار حياته على هذة الحاله لكن وعده لها اوقفه عن ذلك فقد تذكر وعده لها بان يمسح دموعها دائما وابدا
وقف بعيدا يتاملها بينما هى تهدأ وتستمع الى كلمات مى وتتغير تعابير وجهها شيئا فشيئا ودون وعى اقترب من الخلف قليلا ليستمع الى كلمات مى وتتسع ابتسامته لتلك الاخت العاقله بعكس ما يظنه الاخرون عنها وقت المرح فمن يرى مى وهى تلهو وتمرح بصبيانيه لن يعتقد ابدا انها قد تحل مواقف كهذة بتلك البساطه والعقلانيه هم بالاقتراب لكنه وقف دون حراك بينما منار تحث مى على اخبارها بامر ما ربما هو سر بينهما لم يفهم شيئا عن الحوار الدائر بينهما عن اللبن ولكنه تردد فى الخطا للوارء ام للامام لم يدرى ماذا يفعل ايذهب ثم يعاود البحث عن منار ام يقاطع حديث الشقيقتين ام ان عليه الانتظار فقط مكانه بعد ثوان ثبتت خطواته ونصب كامل اهتمامه على ما ترويه مى فى احد احياء الأسكندرية العريقه ...إحدى تلك الاحياء الشعبية البسيطة اللتى ينتمى إليها اغلبية سكان المحافظة ...وفى إحدى العمارات السكنية اللتى تآكلت خرسانتها من الخارج بسبب هواء البحر تسللت فتاة صغيرة ربما هى فى الخامسة من شقتها إلى الشارع لتلعب مع هؤلاء الأولاد اللذين كانت تراهم دائما من شرفه شقتهم الضيقة دون ان تسمح لها والدتها بالمشاركة إلا انها إتخذت قرارها بالنهاية لتنفيذ خطة للعب معهم
إتجهت اليهم بخطوات متحمسة وفرحة وبطفولية سألتهم بالمشاركه فى اللعب كانو اولادا أصغرهم ربما كان يكبرها بثلاث سنوات فنظرو لها بإستهتار وسخرية مطالبينها بالعودة لم ترضخ الفتاة لطللبهم بل ظلت تلح عليهم طلبها .....إبتسم احد الفتية وهو يغمز لأصدقائه ليخبرها بموافقتهم شرط ان تؤدى الدور اللذى يطلبونه منها وقد فرحت الفتاة كثيرا لذلك ووافقت دون تردد بعد دقائق معدودة كانت الفتاة تقف بدور حارس المرمى أما حائط إحدى البنايات وقد قررو تسديد الركلات إلى حيث تقف طالبين منها أن تقوم بصدها وتوالت الركلات اللتى صدت معظمها من جانب الفتاة لكن بواسطة جسدها الهزيل وقد كانت الفتاة عنيدة لدرجة جعلتها تقف ثانية بعد كل ركلة مطالبة بالمزيد ولكنها لم تستطع التحكم فى دموع عينيها اللتى كانت تهطل الما فجاة توقف توالى الركلات بينما هى ملقاة ارضا تحاول الوقوف ثانية وهى مغمضة العينين إثر الألم ببطء فتحت عينيها ذات الأهداب الطويلة لتجد ان هناك فتى طويل القامة يقف متصدياللركلات فاتحا ذراعيه على مصرعيهما مطالبا الفتية بالتوقف
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 497
- 498
- 499
- 500
- 501
- 502
- 503
- 504
- 505
- 506
- 507
- 508
- 509
- 510
- 511
- 512
- 513
- 514
- 515
- 516
- 517
- 518
- 519
- 520
- 521
- 522
- 523
- 524
- 525
- 526
- 527
- 528
- 529
- 530
- 531
- 532
- 533
- 534
- 535
- 536
- 537
- 538
- 539
- 540
- 541
- 542
- 543
- 544
- 545
- 546
- 547
- 548
- 549
- 550
- 551
- 552
- 553
- 554
- 555
- 556
- 557
- 558
- 559
- 560
- 561
- 562
- 563
- 564
- 565
- 566
- 567
- 568
- 569
- 570
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 500
- 501 - 550
- 551 - 570
Pages: