Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟!

هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟!

Published by معالم العالم, 2020-08-05 16:50:16

Description: هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟!

Keywords: قصه

Search

Read the Text Version

‫لم يعلم عماد متى ولا كيف اخرج هاتفه من جيبه‬ ‫وضغط الازرار ليأتيه صوت ملاكه الحنون فى‬ ‫الهاتف‬ ‫ملاك ‪:‬السلام عليكم ورحمه الله‬ ‫عماد‪:..............................‬‬ ‫ملاك ‪:‬عماد انت معايا‬ ‫عماد بصوت اجش ‪ :‬معاكى‬ ‫صمتت ملاك قليلا وقد شعرت بحزن زوجها فانقبض‬ ‫قلبها بشده اسا عليه فاتاه صوتها الحنون ‪ :‬يااااااااااااااااة‬ ‫هو الوضع وحش اوى كدة؟‬ ‫عماد‪ :‬اوى اوى‪ ........‬انا حاسس ان انا ضايع ‪......‬‬ ‫مش عارف اتصرف ولا عارف افكر‬ ‫ملاك بهدوء‪ :‬مين قال كدة ؟ طول ما انت متوكل على‬ ‫ربك كل حاجه هتهون‪ .............‬هتعرف تفكر‬ ‫وتتصرف وتعدى باخوك الازمه‬

‫عماد ‪ :‬المرة دى صعبه عليا اوى‪ ...........‬طول عمرة‬ ‫جنبى وبنعدى ازماتنا سوا‪ ............‬اول مرة احس انا‬ ‫عاجز كدة ومش عارف اعمله حاجه ولا حاجه‬ ‫ملاك ‪ :‬عشان الشيطان اللى سولك كدة عشان يخليك‬ ‫تيأس من رحمه ربنا مش كدة؟‬ ‫عماد وقد قام يجوب الغرفه بعصبيه ‪ :‬لا مش كدة‪ ...‬انا‬ ‫فعلا عاجز دلوقتى‪ ........‬قوليلى فى ايدى ايه اعمله؟‬ ‫ملاك بنفس الحنان والهدوء‪:‬فى ايدك كتير تعمله‬ ‫‪...........‬فى ايدك تروح اقرب مسجد تقيم الليل عشان‬ ‫تطلب من ربنا ينجيه‪ ............‬فى ايدك تطلع اكبر‬ ‫مبلغ صدقه تقدر عليه عشان ربنا يقومه بالسلامه‬ ‫‪........‬هو مش الرسول صلى الله عليه وسلم قال‬ ‫((داووا مرضاكم بالصدقه))‬ ‫فى ايدك تعمل اللى عليك وتجيب اكبر دكاترة فى البلد‬ ‫دة طبعا بعد ما تتوكل على الله‬

‫اخذت نفسا عميقا ثم اردفت‪ :‬تحب اقولك حاجات تانيه‬ ‫تقدر تعملها ولا كفايه عليك دول انهاردة؟‬ ‫عماد وقد حمد الله فى قلبه كثيرا على هذة الزوجه‬ ‫الصالحه ونورت ابتسامه الرضا وجهه ‪:‬هبدأ‬ ‫بالمسجد‪ .......‬ممكن بقى تقفلى عشان انتى معطلانى‬ ‫عن الواجب بتاع انهاردة‬ ‫ملاك بابتسامه وصل طيفها لعماد وكأنها تتراى‬ ‫امامه‪:‬حاضر‪ ............‬انا كمان هعمل معاك الواجب‬ ‫بتاع انهاردة وهدعى ربنا يريح قلبك ويصبرك‬ ‫صمتت برهه ثم تابعت بمرح‪:..‬يلا روح دور على‬ ‫مسجد المستشفى واوعى تتوة‬ ‫عماد بحنان‪ :‬حاضر‪ ...........‬فى رعايه الله‪ ......‬مع‬ ‫السلامه يا ملاكى‬ ‫‪...................................................‬‬ ‫طرق مهند غرفه اختيه ليأتيه صوت مى سامحه له‬ ‫بالدخول‬

‫دخل ليرى الدموع فى عين منار التى مازالت تهطل‬ ‫فى صمت وكأنها اقسمت عليها ان لا تجف‬ ‫حاول اضفاء روح من المرح‪:‬ايه يا بت انتى وهيه اللى‬ ‫مصحيكو لحد دلوقتى‪ ..........‬يلا اتخمدى منك ليها‬ ‫معندناش بنات تسهر بعد نص الليل‬ ‫نظر الى اختيه ليدرك ان مزحته باءت بالفشل الزريع‬ ‫فحال منار لم تتغير بالمرة بينما نظرت له مى بعتاب‬ ‫وكانها تقول له‪:‬دة وقت هزار دة؟؟‬ ‫اقترب مهند من منار وجلس مقابلا لها على طرف‬ ‫فراشها‬ ‫حاول ان يتكلم لكن منار سبقته بالارتماء فى حضنه‬ ‫واخذت تتحدث وتبكى فى ان واحد‪ .‬تبث اخيها حزنها‬ ‫علها ترتاح قليلا ‪:‬ماجد كان هيروح يا‬ ‫مهند‪..........‬كان هيروح بسببى‪ ..........‬طول عمرى‬ ‫ماسببتلوش غير الاذى‪................‬انا مش هسامح‬ ‫نفسى لو جراله حاجه‬

‫احتضنها مهند بقوة واخذ يبث فيها كلمات الامل‬ ‫والعزيمه ‪:‬مش هيروح يا منار‪..........‬صدقينى مش‬ ‫هيروح‪ .‬خليكى مؤمنه بكدة‪ ..............‬اوعى تحملى‬ ‫نفسك فوق طاقتك دة قدرة‪.......‬انتى عمرك ما سببتيله‬ ‫اذى‪ ......‬صدقينى طول عمرة بيقول انك طول عمرك‬ ‫مصدر سعادته وفرحته‬ ‫منار ولازالت تبكى فى احضان اخيها ‪ :‬اشوفه بس بالله‬ ‫عليك ودينى يا مهند‬ ‫اعتدلت فى جلستها بعيدا عنه وامسكت يدة باستماته‬ ‫وسط شهقاتها ودموعها الغزيرة‪ :‬بالله عليك يا مهند‬ ‫‪.‬بالله عليك‪ .......‬لو ليا خاطر عندك ودينى اشوفه‬ ‫‪..........‬اطمن عليه وامسك ايدة‪ ...........‬خليه يمسك‬ ‫ايدى زى زمان وميسبهاش يا مهند بالله‪ .............‬بالله‬ ‫قوله ميسبنيش ويمشى تانى‬ ‫مهند وقد بدا الغضب جليا عليه ونفض يدة من يدها‬ ‫وامسك بكتفيها يهزها‪ :‬فوقى يا منار فوقى ‪......‬‬ ‫‪.............‬انتى اللى اخترتى زمان وانتى اللى خسرتى‬

‫حقك فيه بأرادتك‪ ...........‬ماجد مابقاش جوزك‬ ‫خلاص‬ ‫‪.................................................................‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫نهايه الفصل السابع عشر‬ ‫اسفه والله عارفه انى اتأخرت بس النور كان قاطع‬ ‫الفصل الثامن عشر‬ ‫ماجد ‪ :‬ماما انا عايز اخطب منار‬ ‫تفاجئت فوقيه بطابه على الرغم من انتظارها له لكن‬ ‫التوقيت فاجئها‪ .‬نظرت لماجد نظرة طويله متفحصه‬ ‫بينما كان ينظر امامه منشغلا بالقيادة او هكذا ادعى‬

‫شعر بنظرات والدته الموصوبه تجاهه مما اربكه قليلا‬ ‫فنظر لها نظرة خاطفه بجانب عينه ثم تابع ‪ :‬ايه يا ماما‬ ‫انا قولت حاجه غلط؟‬ ‫فوقيه ‪ :‬هسألك سؤال وترد عليا بصراحه‬ ‫ماجد‪ :‬طبعا اتفضلى يا ست الكل‬ ‫فوقيه‪ :‬اشمعنه منار؟‬ ‫اوقف ماجد سيارته على جانب الطريق ثم نظر الى‬ ‫فوقيه بدهشه ‪:‬يعنى ايه اشمعنه منار؟‬ ‫فوقيه‪ :‬يعنى انت راجل عندك ‪ 23‬سنه ومنار لسه ‪17‬‬ ‫سنه‬ ‫ترددت قليلا ثم اردفت ‪:‬يعنى المفروض انها صغيرة‬ ‫عليك؟‬ ‫ماجد‪ :‬اولا يا ماما انا مش شايف ان فرق ‪ 6‬سنين‬ ‫كبير ‪..........‬ثانيا بقى انتى شايفاها صغيرة !يعنى‬ ‫تصرفات منار بتديكى ايحاء انها طفله او مراهقه فى‬ ‫الثانويه ‪! ......‬انا مش شايف كدة بالعكس منار‬

‫تصرفاتها كلها عقلانيه مش زى بقيت البنات اللى فى‬ ‫سنها وكمان انسانه متدينه واخلاقها عاليه‬ ‫‪.............‬المشكله الوحيدة اللى شايفها مرحلتها‬ ‫التعليمه دى بجد اللى مشكله‬ ‫فوقه ‪ :‬كل اللى انت بتقوله دة كوةيس وفعلا منار‬ ‫تفكيرها متزن ومش مراهقه ومتهورة زى بنات سنها‬ ‫‪.......‬بس طب ما مى بردة كدة اشمعه منار بردة؟‬ ‫التفت اليها ماجد دفعه واحد بكامل جسدة‪ :‬مى مين ؟ايه‬ ‫الكلام دة يا ماما؟‬ ‫فوقيه ‪ :‬وهى تربت على كتفه ‪ :‬يا حبيبى انا امك مش‬ ‫عيب لما تقولى اللى انت حاسس بيه‬ ‫ماجد بتردد ‪:‬انتى‪ ......‬انتى عايزة توصلى لايه بالظبط‬ ‫يا ماما؟‬ ‫فوقيه بابتسامه مشجعه ‪ :‬عايزة اوصل للى فى قلبك يا‬ ‫ماجد‬

‫اتجه ماجد بنظرة لخارج النافذة قليلا يستنشق نسيم‬ ‫الليل البارد ‪.‬بدا تائها ومترددا لعده دقائق‬ ‫مالبث ان نظر امامه ثم اخذ نفسا عميقا واجابها‬ ‫ولايزال ينظر اماه‪ :‬ايوة يا ماما بحبها‪ .......‬ارتحتى؟‬ ‫فوقيه ‪ :‬يااااااااااااااه‪ .......‬كل دة عشان تقولى انا‬ ‫هههههه امال لما تيجى تقولها هى هتعمل ايه ؟‬ ‫يا قلبى يا منار دة انتى هتوقعى فى واحد تقيل اوى‬ ‫ماجد ‪ :‬ههههه يا سلام ‪ .........‬انا بقى هخلص من‬ ‫عماد تطلعى منار‪ .....‬ايه يا ماما انتى حلفه تتبنى اى‬ ‫حد غيرى وخلاص‬ ‫فوقيه ‪ :‬لا يا لمض ‪ ....‬انت بس اللى بتغير زى العيال‬ ‫الصغيرين‪ .......‬هييييييييه ربنا يقويك يا منار بقى‬ ‫ماجد ‪ :‬بعيدا عن انك افترضى لوحدك لن الموضوع‬ ‫خلاص تم يا فوقتى‪ .......‬ايه بقى مردتيش عليا‬ ‫هتروحى تخطبيهالى امتى؟‬

‫فوقيه ‪ :‬انت يا يا بنى انت عندك زهايمر‪ .......‬انت‬ ‫مش لسه قايل دلوقتى ان الدراسه مشكله ؟‬ ‫طب يرضيك تشغلها وهى السنه دى سنويه عامه؟‬ ‫ماجد بحيرة ‪ :‬طب يا ماما ما انا محتاج يبقى فيه كلام‬ ‫رسمى‪ ......‬وفى نفس الوقت مش عايزة فعلا اشغلها‬ ‫عن دراستها وعارف كويس ان دى اهم سنه فى حياتها‬ ‫‪......‬اعمل ايه دلوقتى انا بقى ؟‬ ‫فوقيه ‪ :‬امممممممممم انا عندى حل‬ ‫ماجد ‪ :‬الحقينى بيه يا ماما‬ ‫فوقيه ‪ :‬ربنا قال (( لا جناح عليكم فيما عرضتم به من‬ ‫خطبه النساء او اكننتم فى انفسكم علم الله انكم‬ ‫ستذكرونهن ولكن لا تواعدونهن سرا الا ان تقولوا قولا‬ ‫معروفا))‬ ‫ماجد بحيرة ‪ :‬مش فاهم حاجه‬

‫فوقيه وهى تضرب راسه بخفه ‪ :‬عشان مخك دة تخين‬ ‫وبتقرأ القران من غير تدبر وانت سرحان ‪ ...... .‬انا‬ ‫عارفه انت اخدت البكارليوس دة ازاى ؟‬ ‫زفرت ثم تابعت ‪ :‬المهم‪ .....‬بص يا سيدى المفروض‬ ‫ان الايه دى نزلت فى المطلقات اللى لسه عدتهم‬ ‫مخلصتش ‪.‬انه الانسان يجوز ليه انه يلمح بالخطبه او‬ ‫ينوى فى نفسه بس مش اكتر لان طبعا عدتها لسه‬ ‫مخلصتش والانسان دة بيبقى مثلا عايز يضمنها تبقى‬ ‫له ‪.‬فانا بقترح اننا نقيس دى على دى‪ ..........‬بمعنى‬ ‫اصح انا هلمح لنفين بالموضوع واستنى ردها ونربط‬ ‫كلام دلوقتى لحد ما منار تخلص السنه دى على خير‬ ‫وبعدين نخلى الموضوع رسمى‪.......‬ايه رأيك بقى فى‬ ‫الحل دة ؟‬ ‫ماجد بسعادة وهو يقبل يد والدته ‪ :‬ابوسك منين يا فوقه‬ ‫يا قمر انتى ؟ ربنا يخليكى ليا يا رب‬

‫فوقيه ‪ :‬هههههههه اه بس خد بالك فى السنه مش‬ ‫ممنوع منعا باتا تكلمها او حتى ترفع عينك فيها لحد ما‬ ‫الموضوع يبقى رسمى‪ ..............‬انت فاهم ولا لأ ؟‬ ‫ماجد وهو يكاد يقفز من السعادة ‪ :‬حاضر حاضر‬ ‫‪..........‬هو انا كنت لاقى هتأمر كمان‪ ........‬ادعيلى‬ ‫بس يوافقوا دلوقتى وانا والله مش هعطلها ‪.‬انا اخاف‬ ‫على مصلحتها اكتر من اى حد يا ماما صدقينى‬ ‫فوقيه ‪:‬ههههه وانا اللى بقول عليك تقلان‪ .......‬دة انت‬ ‫وقعت ومحدش سمى عليك‪ .....‬ههههههههه اطلع اطلع‬ ‫روحنا بقى انا هلكااااااااااانه‪.‬‬ ‫ماجد وقد ادار محرك السيارة ‪ :‬يا سلام دة انا اوديكى‬ ‫لحد السرير واغطيكى كمان هو انا عندى كم فوقه‬ ‫فوقيه ‪ :‬لا بجد ثبتنى‪ ........‬لو كنت قلتلك لا دلوقتى‬ ‫كنت نزلتنى اروح بتاكسى‬

‫ماجد وهو يقبل يدها ويعاتبها ‪ :‬كدة بردة يا ماما !دة انا‬ ‫لا عشت ولا كنت‪ ..............‬دة انت اللى فى الحته‬ ‫الشمال يا جميييييييييل‬ ‫فوقيه ‪ :‬هههههه ربنا يبارك فيك يا حبيبى‬ ‫تابع ماجد القيادة الى المنزل بينما كانت الفرحه تكاد‬ ‫تحمله فوق السحاب وهويتمنى من كل قلبه ان يتم ما‬ ‫نوته والدته على خير‬ ‫‪...........................................................‬‬ ‫فى اليوم التالى اتجه عماد بصحبه فوقيه لاصطحاب‬ ‫سها الى احد واكبر متاجر المجوهرات لشراء‬ ‫\"الشبكه \"كما ارادت سها‬ ‫بالطبع اصر عماد على اصطحاب وفاء معه ليؤكد ما‬ ‫اخبر به سها من ان وفاء قبل وفوق كل شيئ‬ ‫بينما فى فيلا هشام اسعد كانت الحاله فى صباح هذا‬ ‫اليوم اشبه بما يقال عنه اندلاع الحرب العالمي الثالثه‬ ‫فى غرفه سها‬

‫علا بصوت عالى وغضب وهى تجذب سها من‬ ‫ذراعها ‪:‬انتى هتيجى معايا النادى والجزمه فوق رقبتك‬ ‫سها ببكاء وصوت عالى فى ان واحد ‪ :‬مش هاجى يا‬ ‫ماما مش هاجى واللى عايزة تعمليه اعمليه‪ ......‬انا‬ ‫خلاص قررت وقرارى هيحترم وهمشيه يعنى همشيه‬ ‫علا ‪ :‬يعنى ايه الكلام دة يا ست سها؟ا‪ ........‬الناس دى‬ ‫ايه سحرالك ولا ايه؟‪ ............‬من امتى وانتى بتزعقى‬ ‫وصوتك بيعلى ؟‬ ‫ضحكت بسخريه ثم اضافت ‪ :‬لا وكمان بقى ليكى رأى‬ ‫وعايزة تمشيه!!‬ ‫طب ايه رايك بقى انتى لو ملبستيش وجيتى معايا‬ ‫دلوقتى النادى وقعدتى قابلتى خيرى بيه بذوق وادب‬ ‫اعتبرى انك خلاص مبقاش ليكى ام‬ ‫جلست سها على سريرها وادارت وجهها ناظرةالى‬ ‫خارج النافذة ودموعها تزين وجهها الجميل ‪ :‬يبقى‬ ‫انتى اللى اخترتى تتخلى عنى يا ماما مش انا‬

‫صدمت علا لردها فقد كان هذا التهديد هو سلاحها‬ ‫الاخير الذى اعتقدت بانه اقوى سلاح قد تستخدمه لكن‬ ‫احلامها انهارت بكلمات سها فخرجت من الغرفه‬ ‫صافقه الباب بقوة كبيرة خلفها مما جعل سها تنتفض‬ ‫مكانها‬ ‫‪............................................................‬‬ ‫قبعت سها فى غرفتها لباقى النهار كالعادة تنتحب بينما‬ ‫هى تشكو الى الله ضعفها وقله حيلتها‪.‬‬ ‫تدعو الله ان يمدها بالقوة والصبر لمواجه كل من يظن‬ ‫ان رقتها وحنانها ضعفا وعليه استغلاله لصالحه‬ ‫دعت الله ان يوفقها لما فيه الخير لها وان يرشدها‬ ‫للصواب فقد اصبح عقلها وفؤادها على اقتناع تام بأن‬ ‫عماد يجسد ذلك البستان فى حلمها وانه سبيل نجاتها‬ ‫الوحيدة فى هذا العالم الذى طالما اذاقها الظلم والمهانه‬ ‫اقترب موعد وصول عماد المتفق عليه وكانت سها قد‬ ‫ارتدت ملابسها ونزلت الى الصالون تنتظر والدها وقد‬ ‫بعثت الخادمه لمناداته‬

‫رأت والدها يهبط السلالم بوجه قد احمر من العصبيه‬ ‫فتخيلت الهجوم الذى واجه والدها كما واجهته هى فى‬ ‫اول النهار‬ ‫حاولت الابتسام فى وجه ابيها للتخفيف عنه فقالت‬ ‫بمرح ‪ :‬ايه يا عم الشياكه دى‪ .......‬لا لا‪ .......‬انت‬ ‫هتخلينى اغير راى‪ ...........‬الراجل دة ميجيش حاجه‬ ‫جنبك خالص‬ ‫شعرهشام بالأسف فادعائها الفكاهه لم ينجح فى مداراه‬ ‫عيناها الحزينتين فاحتضنها برقه ‪ :‬ولا يهمك يا سها‬ ‫صدقينى مامتك بتطلع تطلع وتنزل على مفيش‬ ‫‪.......‬يومين وهتلاقيها جايه لوحدها تباركلك وجيبالك‬ ‫هديه جوازك كمان‬ ‫سها‪ :‬مش زعلانه منها والله يا بابا قد ما زعلانه عليها‬ ‫‪............‬الدنيا مش مستاهله مننا كل دة‪............‬احنا‬ ‫ناقصنا ايه بس ؟‬

‫هشام باعدا اياها عن حضنه وهو يرتب حجابها بحنان‬ ‫‪:‬سيبك انتى دلوقتى من كل دة‪ ............‬عايزك‬ ‫تفرحى وتبقى قمر النهاردة‬ ‫ثم ربت بيديه على خديها بحنان ‪ :‬انتى تستاهلى الفرحه‬ ‫يا سها صدقينى‪ ......‬وانا احساسى بيقولى ان عماد‬ ‫راجل بجد وهيحافظ عليكى وهيقدر النعمه اللى ربنا‬ ‫ادهاله‬ ‫سها ‪ :‬ربنا يخليكى ليا يا بابا وميحرمنيش منك‬ ‫اخيرا وصل عماد بصحبه وفاء وفوقيه التى ابدت‬ ‫الاخيره استفهاما لغياب علا فرد هشام ‪ :‬معلش اصلها‬ ‫تعبانه شويه‬ ‫اما وفاء فلم تجد سها ادنى مقاومه منها لحملها‬ ‫ومداعبتها التى كانت تبتسم لها وفاء بشدة فالاطفال‬ ‫كائنات بريئة تستشعر حنان ونقاء الناس وشفافيتهم‬ ‫وصل الجميع الى المحل المطلوب واخذ صاحب‬ ‫المتجر بأظهار بعض الاطقم النفيثه بناء على طلب‬

‫فوقيه الا ان سها كانت تبدى رفضها باستمرار على ما‬ ‫يعرضه لها‬ ‫كان عماد يسخر فى نفسه ‪ :‬ههههه اه طبعا بنت الحسب‬ ‫والنسب ميعجبهاش الكلام دة لازم يجبلها المستخبى‬ ‫فرغ عماد فاه واتسعت عيناه دهشه وهو يراها تنتقى‬ ‫خاتما بسيطا ورقيقا وتقيسه بيدها طالبه من الصائغ ان‬ ‫يحضر لها مقاسا اقل ليناسب يدها‬ ‫وجد الجميع بما فيهم الصائغ مستغربين لاختيارها‬ ‫ايضا بينما هى تبتسم للخاتم بيدها برقه تبدى سعادة‬ ‫داخليه واضحه‬ ‫اعطت الصائغ الخاتم مجددا مكررة طلبها ‪ :‬زى ما‬ ‫قولت لحضرتك لو سمحت عايزه نفس الخاتم بس‬ ‫مقاس يناسبنى‪ ........‬وشيل كل الاطقم دى‬ ‫الصائغ بتردد ‪:‬بس كدة حضرتك‬ ‫سها ‪:‬ايوة بس كدة‬ ‫الصائغ بقله حيله ‪ :‬حاضر يا فندم اللى تشوفيه‬

‫اجفلت سها لوقوف عماد المفاجؤ بجانبها وبدأ يحدث‬ ‫والدها وهو ينظر تجاهها بغضب واضح ‪:‬بعد اذن‬ ‫حضرتك يا هشام بيه اتكلم مع سها على انفراد برة‬ ‫شويه‬ ‫هشام ‪ :‬اتفضل يا بنى‪ ......‬ثم وجه كلامه الى سها ‪:‬‬ ‫روحى مع خطيبك يا سها‬ ‫لم ينتظرها عماد بل اتجه للخارج وتبعته سها بأحراج‬ ‫وما ان وصلت الى الخارج حتى بدأ النقاش الذى لم‬ ‫يسسمعه من بالداخل بل رأوة من خلال الباب الزجاجي‬ ‫عماد ولازال معطيا ظهرة اياها دون مقدمات ‪ :‬ما‬ ‫خترتيش اللى انتى عايزاة ليه؟‬ ‫سها ببراءة ‪ :‬مين قال كدة انا اخترت اللى انا عايزاة‬ ‫فعلا‬ ‫عماد مستديرا لها بغضب ‪ :‬يا سلام بقى بنت الحسب‬ ‫والنسب ماعجبهاش غير حتت الخاتم دة‬

‫على فكرة انا اقدر اجيبلك اغلى طقم موجود جوة ولو‬ ‫مش عاجبك اختارى فى اى حته تانيه اللى يعجبك وانا‬ ‫اجيبهولك‬ ‫سها وقد احمر وجهها غضبا ‪ :‬وانا محدش يشترينى‬ ‫بفلوسه يا عماد بيه‪ ......‬اظن بابا امبارح قالك ان‬ ‫الشبكه دى هديتك ليا والهديه مش بتمنها المادى بتمنها‬ ‫المعنوى‬ ‫استدارت للعودة الى الداخل لكنها التفتت مرة اخرى ‪:‬‬ ‫اه كنت هنسى‪ .......‬كويس اوى انك طلبت نتكلم على‬ ‫انفراد لانى كنت عايزة اقولك حاجه‬ ‫عماد بتساؤل ‪:‬حاجه ايه؟‬ ‫سها ‪ :‬انت اتكلمت معايا قبل كدة بمنتهى الصراحه وانا‬ ‫كمان مش هبدأ حياتى معاك بكدب وهبادلك صراحتك‬ ‫نظر لها مستفهما فأردفت بخجل ‪ :‬سبب ان ماما مجتش‬ ‫مش انها تعبانه‪ ...........‬ماما مش موافقه عليك اصلا‬

‫عماد بسخريه ‪ :‬يااااااااه ايه السر الدفين اللى‬ ‫صارحتينى بيه دة‪ .....‬تصدقى صدمتينى فعلا‬ ‫نظرت له بقوة فأردف بجديه ‪ :‬انا مش غبى‪.......‬طبعا‬ ‫عارف انها مش موافقه‪ ............‬تصرفتها كلها‬ ‫امبارح كانت بتنطق برفضها‬ ‫سها مستنكرة ‪ :‬ودى حاجه متفرقش معاك‬ ‫عماد ‪ :‬قلتلك قبل كدة ان اهم حاجه عندى بنتى وطالما‬ ‫جيتى انتى وباباكى النهاردة تبقى مشكلتك مع مامتك‬ ‫مش كبيرة اوى‪........‬ها عايزة تقولى الصراحه فى‬ ‫حاجه تانيه؟‬ ‫نظرت له سها بغضب ثم اتجهت الى الداخل دون‬ ‫اضافه حرف واحد‬ ‫وقف فى الخارج قليلا ثم تبعها الى الداخل منتظرا ان‬ ‫يراها فى قمه غضبها من كلماته المستفزة لكنه فوجئ‬ ‫بها تضحك برقه وسعادة واضحه وهى تداعب ابنته‬ ‫التى بدورها اخذت تضحك بقوة مصدرة ذلك الصوت‬ ‫الطفولى الذى يدغدغ القلوب لدى سماعه فلم يستطع‬

‫عماد مقاومه البسمه التى ظهرت جليه على وجهه‬ ‫مرددا داخله ‪ :‬صبرنى يا رب‪ ......‬دى شكلها هبله ولا‬ ‫ايه البت دى‬ ‫‪............................................‬‬ ‫ظل ماجد قابعا فى مكتبه يطرق بقلمه على المكتب‬ ‫دون وعى وهو سارح بعيدا اخرجه من عامه صوت‬ ‫الساعى(( عم جلال ))وهو يخبرة ان الوقت اصبح بعد‬ ‫الغروب وان جميع المهندسين بالمكتب قد انصرفوا‬ ‫ماجد ‪:‬يااااه هى الساعه بقت كام يا عم جلال‬ ‫عم جلال ‪ :‬الساعه بقت ‪ 6‬يا بشمهندس‪..........‬الناس‬ ‫كلها مشيت‬ ‫ماجد ‪ :‬ايه دة؟ وعماد مشى قبل ما يعدى علياظ‬ ‫عم جلال وهو ينظر له باستغراب ‪:‬الباشمهندس عماد‬ ‫عدى عليك من بعد الضهر قبل ما ينزل يا بشمهندس‬ ‫خبط عماد راسه ببطن يدة ‪ :‬ااااااااه صحيح دة انا نسيت‬ ‫خالص‬

‫عم جلال ‪:‬ههههههههه اللى واخد عقلك يا بشمهندس‬ ‫ماجد مبتسما وهو يلتقط سترته وهم بالذهاب الى‬ ‫الخارج ‪ :‬هو عقلى بس ! ههههههه ادعيلى يا راجل يا‬ ‫طيب‬ ‫عم جلالك ‪:‬ربنا يسترها معاك دنيا واخره يا بنى ويريح‬ ‫عقلك وقلبك‬ ‫ماجد وقد عاد ادراجه الى الداخل بظهرة ‪:‬‬ ‫ايووووووووووووووووووووة هى الدعوه دى‬ ‫‪............‬ادعيهالى علطول يا عم جلال الهى ربنا‬ ‫يخليهملك‬ ‫عم جلال ‪ :‬هههههه بس كدة من عنيا يا بشمهندس‬ ‫‪........‬تامرنى بحاجه تانيه‬ ‫ماجد ‪:‬تشكر يا راجل يا طيب‬ ‫‪................................................‬‬ ‫عاد ماجد الى منزله بعد العشاء ليجد فوقيه تنتظرة‬ ‫بابتسامه واسعه بقرب الباب‬

‫ماجد بابتسامه يخالطها الاستغراب ‪ :‬ايه؟ ‪...........‬فى‬ ‫ايه؟‬ ‫فوقيه بنظرة ذات مغزى ‪ :‬حذر فظر كدة‬ ‫سكت ماجد برهه ثم اتجه نحوها بلهفه ‪ :‬كلمتيهم يا‬ ‫ماما ؟‬ ‫فوقيه ‪ :‬وانتى كنت فاكرنى هستنى‬ ‫ماجد ‪:‬طب قالولك ايه؟‬ ‫فوقيه ‪:‬طب ادخل بس غير هدومك عقبال ما احضرلك‬ ‫الاكل ونتكلم وانت بتاكل‬ ‫ماجد بلهفه ‪:‬اكل مين يا ماما دلوقتى ؟ دة انا ممكن‬ ‫اروح اتغدى عندهم دلوقتى‬ ‫فوقيه ‪ :‬هههههههه طب براحه بس يا واد بلاش الدلقه‬ ‫دى‬ ‫ماجد ‪:‬قولى يا ماما تعبتينى‬ ‫فوقيه ‪:‬طب خلاص خلاص يا سيدى هقولك‬

‫انا روحت لنفين انهاردة وفاتحتها فى الموضوع‬ ‫وفرحت جدا كمان ومعندهاش مانع وان شاء الله هتكلم‬ ‫زوجها وترد علينا‬ ‫ماجد ‪ :‬يا ماما سيبك من دة كله‪ .....‬هي رايها ايه؟‬ ‫فوقيه مدعيه البلاهه ‪ :‬هى مين دى يا بنى‬ ‫ماجد ‪ :‬ايه يا ماما التمثيل دة مكشوف اوى‬ ‫فوقيه ‪ :‬يا رااااااجل طب ابقى دور بقى على اللى‬ ‫هيعبرك‬ ‫ماجد ‪ :‬طب خلاص حقك عليا ‪.‬انتى ممثله اعظم من‬ ‫امينه رزق‪ .....‬قووووووولى بقى‬ ‫فوقيه ‪ :‬هههههههه ولا حاجه وشها جاب الوان وجريت‬ ‫على اوضتها‬ ‫ماجد ‪ :‬يعنى ايه يا ماما مش فاهم؟‬ ‫فوقيه وهى تدفعه للمرور ‪ :‬اوعى يا لا دة انتى غبى‬ ‫وهتجبلى الضغط‬

‫مرت فوقيه الى الداخل بينما تسمر ماجد مكانه واخذ‬ ‫يردد ك وشها احمر وجريت على اوضتها‬ ‫ابتسم لنفسه ثم وضع يده تحت ذقنه مفكرا ‪ :‬دة يبقى‬ ‫اسمه خجل ولا موافقه ؟ ‪........‬لالالالالالالالالالا دة‬ ‫خجل وموافقه مع بعض‪......‬باين كدة ؟ ‪.......‬ااااااااه‬ ‫باين‬ ‫هز راسه وهو يتجه الى الداخل ‪ :‬ايوة صح‪ ......‬هو‬ ‫كدة‬ ‫بينما كانت فوقيه تتابعه من المطبخ بضحكات مكتومه‬ ‫وقلبها يقفز فرحا لفرحه ابنها الوحيد‬ ‫نهايه الفصل الثامن عشر‬ ‫الفصل التاسع عشر‬ ‫الاحلام‪ ................‬كلمه اعتاد الناس اطلاقها على ما يرونه فى نومهم‬ ‫من احداث ‪......‬لكن البعض الاخر اعتاد اطلاقها على ما يتمنى حدوثه‬ ‫فى اليقظه فيما اصبحت تعرف باحلام اليقظه‬ ‫والحق يقال ان احلام اليقظه اصبحت هى السائدة الان‪ ...........‬لكن‬ ‫القليل القليل من الناس هم من اصبحوا يناضلون لتحقيق هذة الاحلام‬

‫اما الاكثريه منهم فهم ينتظرون فقط تحققها بمعجزة بينما هم يتأملونها‬ ‫بكثير من الشغف‬ ‫وبالنهايه مع الوقت تذهب هذة الاحلام ادراج الرياح فالامانى‬ ‫والاحلام لا تتحقق الا اذا توجت بالعمل والمثابرة‬ ‫قد تحتاج احيانا الكثير من الوقت فى العمل الدئوب لتتحقق لكنك فى‬ ‫النهايه تنسى كل ما مررت به من صعاب حين تغمرك السعادة لدى‬ ‫تحقيق حلمك او عندما توشك على تحقيقه‪ .‬عندها لا يتسع صدرك‬ ‫للمعاناه والفرحه معا بل تطغو الفرحه وتبيد اى الم بقى بصدرك‬ ‫اطلت الحديث عن الاحلام وتحقيقها لكنى اردت ان اصف حال عصام‬ ‫فى هذة الفترة‬ ‫نعم انها الفترة التى كانت تسبق تحقيق الحلم بخطوة واحدة‬ ‫انه ذلك الحلم الذى اغترب من اجله عصام فى المانيا لاكثر من خمس‬ ‫وعشرون عاما لا يرى عائلته الا مرة فى السنه فى زيارة لا تزيد عن‬ ‫الشهر الواحد‪ .......‬ربما حاول جاهدا ان يكون معهم فى صغرهم اكثر‬ ‫من هذة الفترة ليقوم على تربيتهم فعصام كان يعى جيدا ان الاموال‬ ‫والعمل على جمعها لا يجب ان تنسيه واجبه نحو اولادة وحقوقهم عليه‬ ‫فى تعليمهم الاخلاق والتدين وقد حمد الله كثيرا على ان رزقه زوجه‬ ‫صالحه كنفين تعينه على ذلك‪.‬‬ ‫تلك التى لطالما ساندته فى محنه ‪.‬‬ ‫تلك التى وافقت على مشاركته دربه منذ البدايه وهى تعلم صعوبه هدفه‬ ‫الذى اراد تحقيقه فى الحياه‬

‫تلك التى صدقت برائته مما ادعاه الجميع عليه وقت ان رفض تصديقه‬ ‫اقرب الاقربين اليه حتى اخوته‬ ‫تلك كانت الفتاه الصبورة القنوعه التى تعرف عليها عصام وقت ان كان‬ ‫شابا فى الجامعه‬ ‫تلك التى لطالما جشعته وقوت عزيمته وقت ان كان يمر بالصعاب فى‬ ‫غربته وهو يبدأ من مما يطلقون عليه\"تحت الصفر \"من العمل فى شتى‬ ‫المجالات التى لك ان تتخيلها وقد كان يوما الوريث الاول لواحدة من‬ ‫اكبر المؤسسات الضخمه فى هذا البلد‬ ‫حتى استطاع اخيرا بعد سنوات ليست بالقليله ان يجد وظيفه تناسب‬ ‫مجال تخرجه فى ادارة الاعمال‬ ‫اما الان فبعد مرور ما يقرب من خمسه وعشرين عاما او يزيد من‬ ‫السفر والتنقل وقد اصبح المدير التنفيذى لواحدة من اكبر شركات‬ ‫التسويق فى المانيا قرر العودة والاستقرار فى وطنه الحبيب وبين‬ ‫اسرته الصغيرة بعد انقضاء اخر عقد له مع الشركه‪.‬‬ ‫ذلك العقد الذى ينص على بقائه عامين متتاليين دون اجازات طويله ‪.‬‬ ‫وها قد بقى عام واحد من المدة المحدده ويقترب تحقيق الحلم العظيم‬ ‫لعصام فى العودة الابديه الى الوطن واعاده بناء الامبراطوريه التى‬ ‫ضاعت فى الماضى بسببه ليعيد الحق الى اصحابه ويرتاح ضميرة‬ ‫لبقيه حياته‬ ‫‪...................................................................‬‬

‫كان ماجد يرقد على سريرة متأملا سقف حجرته بعد اداء صلاة العشاء‬ ‫والسنن بعدها يجافيه النوم‬ ‫ينهش الفضول والتفكير عقله منتظرا الرد‬ ‫اخبرته فوقيه نفين وعدتها بالرد عليها بما سيقوله زوجها فى اليوم‬ ‫التالى مما جعل ماجد يعد الساعات والدقائق منتظرا يومه التالى بفارغ‬ ‫الصبر‬ ‫فى ذلك الوقت كانت نفين قد جلست فى حجرتها تحدث زوجها من‬ ‫\"اللاب توب \" الخاص بها‬ ‫عصام بشك ‪:‬انتى بتقولى منار ولا انا اللى سمعت غلط؟‬ ‫نفين وهى تضحك‪ :‬هههههه اه والله منار‬ ‫زفرت بارتياح ثم اضافت ‪:‬ابنات كبرت يا عصام ومحسناش بيهم‬ ‫عصام ولا تزال الدهشه تسيطر عليه ‪:‬بنات ايه اللى كبرت؟ دة انا اخر‬ ‫مرة كنت موجود كانت بتستنانى اجيبلها عسليه وانا راجع‪ .........‬فجأه‬ ‫كدة بقت عروسه ومتقدملها عريس‪ !! ......‬فكرينى يا نفين كدة البت‬ ‫دى عندها كم سنه؟‬ ‫نفين وهى تضحك بشدة ‪ :‬هههههههههههههه ايه يا عصام انت مذبهل‬ ‫كدة ليه ؟ انت فاكر انهم هيفضلوا عيال بقيت حياتهم مستنين العسليه‬ ‫بتاعتك؟ ايوة يا سيدى كبرت وبقت عروسه منار قفلت ‪ 17‬اهى وماشيه‬ ‫كمان فى‪18‬‬

‫عصام بتريقه ‪:‬يا سلااااااام ومش عايزانى ابقى مذبهل‪ ..........‬انتى يا‬ ‫ست انتى بتقولى ‪ 17‬و ‪18‬دى زى مايكونوا ‪ 27‬ولا ‪ 28 .‬ايوة طبعا‬ ‫لسه صغيرة‪ .‬ثم مين بقى اللى متقدملها دة واد زميلها فى المدرسه؟‬ ‫نفين ‪ :‬ههههههه لا والله يا عصام دة راجل ملو هدومه‪ .‬ماجد اللى فى‬ ‫الشقه اللى قدامنا ‪ .‬اللى كلمتك عنهم يا عصام قبل كدة؟‬ ‫عصام متذكرا ‪ :‬ااااااه بن صاحبتك اللى اتعرفتى عليها دى ؟‬ ‫ثم تغير وجهه للصرامه فجأه ‪ :‬وان شاء الله البيه بقى داخل خارج عندنا‬ ‫مع الست والدته ؟‬ ‫نفين ‪ :‬لا والله يا عصام دة شاب مؤدب جدا وعمرة ما رفع عينه فى‬ ‫واحدة من البنات ولا حتى انا يا اللى قد مامته ‪ .‬دة فى السنه اللى‬ ‫قاعدناه مدخلش عندنا غير ‪ 3‬مرات بالعدد وكلهم احنا اللى بعتنالوا فيهم‬ ‫‪.‬ما شاء الله عليه حوالى ‪ 23‬سنه وتحسه راجل كدة وواخد باله من‬ ‫مامته‪ ...........‬طب دة هو اللى وقف جنبنا يوم الحرامى‬ ‫ما‪..................‬توقفت نفين فجأه عن الكلام وقد ادركت زله لسانها‬ ‫بينما اتسعت اعين عصام متسائله ‪ :‬حرامى ايه دة ؟‬ ‫نفين محاوله التملص ‪:‬حرامى ؟ انا قلت حرامى؟‬ ‫عصام ‪ :‬مش عايز لف ودوران يا نفين‪ ............‬انا وانتى عارفين انك‬ ‫قولتى حرامى‬ ‫ثم اضاف بنفاذ صبر وهو يجز على اسنانه ‪ :‬قولى ايه اللى حصل‬ ‫بسرعه انتى عارفانى خلقى ضيق‬

‫نفين محاوله تهدئته ‪:‬اهدى بس يا عصام مفيش حاجه والله ‪ .‬دة كان‬ ‫حرامى دخل عندنا من شباك المطبخ تقريبا كان مفتوح و‪ ......‬و‪.......‬‬ ‫ترددت قليلا ثم اضافت بعد ان حثها عصام على ذلك ‪:‬وخبط مى فى‬ ‫دماغها لما شافته‬ ‫عصام بهوجاء وقد انتفض من مكانه ‪ :‬كمان خبط مى‪ .......‬وهي فين يا‬ ‫نفين البنت دلوقتى؟‬ ‫نفين بسرعه ‪ :‬يا عصام اهدى مى كويسه والله الموضوع دة عدى‬ ‫بقالوة يجى خمس شهور‬ ‫عصام بغضب ‪ :‬ولسه فاكرة تقوليلى يا مدام؟‬ ‫زفر بقوة غضبه ثم اضاف ‪ :‬كملى‪ ...........‬كملى ايه اللى حصل بعد‬ ‫كدة؟‬ ‫نفين ‪ :‬الحمد لله جات سليمه والله ‪ ......‬مى يا حبيبتى دماغها اتعورت‬ ‫يومها وماجد هو اللى جابلها الدكتور وش الفجر والله وفضل هو ومامته‬ ‫معانا لحد ما فاقت ومسابوناش غير لما حط اقفال على الشبابيك‬ ‫والابواب كلها وكمان تانى يوم هو اللى راح عمل المحضر وفضل‬ ‫معاهم وهما بيعاينو الشقه ‪.‬‬ ‫يبقى راجل ويستحق بنتك ولا لأ؟‬ ‫عصام ‪ :‬بعيدا عن عقابكوا كلكوا لما ارجع عشان خبيتوا عليا‬ ‫‪........‬بس بجد راجل وخليتى عندى فضول اشوفه واتعرف عليه‬

‫نفين بفرحه ‪ :‬طب اجيبلك منار بقى تتكلم معاها وبكرة ان شاء الله‬ ‫اخليك تكلمه‬ ‫عصام‪ :‬لااااااااا‪ ........‬انا اكلمه هو الاول وبعدين ابقى اكلم منار‬ ‫نفين بخيبه امل وقد قلبت شفتها السفلى كالاطفال ‪ :‬ليه كدة ؟ متفرح‬ ‫البنت الاول وبعدين ابقى كلمه‬ ‫عصام وهو يكتم ضحكاته على طفوليه زوجته وتعاطفها مع ابنائها‬ ‫‪:‬مهو انا لازم اكلمه الاول يا ذكيه عشان لو معجبنيش مش هيبقى فيها‬ ‫انى اكلم منار اصلا‬ ‫نفين بمرح ‪ :‬انا مش ذكيه يا خويا انا نفين‬ ‫عصام ‪ :‬ههههههه معلش اتلغبط اصل ذكيه واكله عقلى‬ ‫نفين وقد همت باغلاق\" اللاب توب ‪\":‬لا يا راجل ‪ ............‬طب ابقى‬ ‫خلى ذكيه تنفعك بقى‬ ‫عصام بسرعه ‪ :‬استنى بس يا مجنونه دة انا مصدقت تكلمينى من غير‬ ‫العيال‬ ‫نفين وهى ترفع راسها بكبرياء وجديه مصتنعه وقد اغلقت عياناها ‪:‬‬ ‫خلاص اعتذر عن اللى قولته الاول ‪.‬قول‪ .......‬انا اسف( قالتها بافراد‬ ‫حروفها حرفا حرفا)‬ ‫عصام بابتسامه ونظرة اشتياق ‪ :‬طب ينفع وحشتينى ؟‬

‫فتحت نفين عينيها التى ملائتها الدموع اثر صوته الحنون وكلمات فقد‬ ‫اشتاقت لزوجها الحبيب ايضا ونظرت اليه نظرة تحمل شوقها الجارف‬ ‫وحنينها اليه ‪:‬لو قلتها تانى‬ ‫عصام بحب ‪:‬بس كدة؟ وحشتينى وبحبك وبموت فيكى كمان وعايز‬ ‫اخد اول طيارة وابقى عندك فى لحظه‪.‬‬ ‫ثم اردف بصوت يملؤة الحزن والاشتياق‪ :‬انتى متخيله انا تعبان قد ايه‬ ‫وانتى قاعدة قدامى كدة ومش عارف اخدك فى حضنى ؟ ‪.‬طب متخليه‬ ‫انى مبسوط فى البعد عنكم وانا قلبى هيتفرتك على بنتى حتى لو كان‬ ‫اللى حصل بقالوا خمس سنين؟‬ ‫نفين ولم تستطع دموع عيناها ان تبقى فى مقلتيها اكثر فاقتربت من‬ ‫الشاشه ووضعت راسها عليها ‪ :‬وحشتنى اوى يا عصام‪ .......‬اوووى‬ ‫‪........‬ياااااااااااه مش مصدقه انك خلاص هتفضل جنبنا ومش هتسافر‬ ‫تانى‪ ............‬انا بعد الايام والساعات لرجوعك يا عصام‬ ‫بدورة وضع عصام ايضا راسه على شاشه\" اللاب توب\" الخاص به‬ ‫وامضى الزوجان وقتا ليس بالقصير يبث كلا منهما اشتياقه وحبه‬ ‫للاخر‬ ‫‪..........................................................‬‬ ‫فى غرفه منار ومى كان هناك ما يشبه \" الزفه \"بعد ذهاب فوقيه‬ ‫مى وهى تضرب على المكتب كمن يضرب على الدف ‪ :‬زوقينى يا‬ ‫ماما اوووووووام يا ماما‪..........‬دة ماجد هياخدنى المنتخب يا ماما‬

‫مهند ‪ :‬ههههههههههه هيلعبها بدل جدو اصل عجز اوى والفرقه‬ ‫محتاجه دم جديد‬ ‫منار وقد اصبح وجهها كحبه الطماطم فادعت الصراخ بهما ‪:‬دة انتو‬ ‫اللى دمكو تقيل‪ ............‬ما تحترمو نفسكو بقى‬ ‫مى مقلدة اياها بميوعه ‪ :‬متحترموا نفسكو بقى‪.‬‬ ‫ثم اردفت ‪ :‬هتعمليهم علينا يا بت ؟‬ ‫طب بلاش الواد العبيط اللى مش عارف حاجه فى حاجه دة‬ ‫غمزت لها ثم اردفت ‪ :‬عليا انا يا نصيبى بيه؟‬ ‫صرخ مهند عندها ‪ :‬اااااااااه افتكرت‪ ........‬ايوة ايوة‬ ‫قولتوووووووووولى اتاريه عماله يقولى انا لقيت نسيبى لقيت‬ ‫نسيبى‪.....‬بقى انتى بقى نسيبى؟‬ ‫بتستغفلونى وانا واقف ؟‪ ........‬اه يا ولاد الذينه‬ ‫دفعته بمى بخفه لتقف بدل منه امام منار‪:‬اوعى يا لا كدة بلا نسيبى بلا‬ ‫طليقى‬ ‫قوليلى بقى يا كتكوته هتعملوا اييييييييييه؟‬ ‫منار وهى تلقى بنظرها على اى شيئ فى الغرفه سوى وجه اخوتها ‪:‬‬ ‫هعمل ايه فى ايه؟ ما انا قاعدة معاكوا اهو‪ ........‬انا اعرف حاجه؟‬ ‫مهند ‪ :‬انا اعرف حاجه؟ ااااه يا سهنه انتى يا سهنه‬

‫ثم اضاف بكثير من الحماس وهو يلوح بيدة بعدة حركات حماسيه‪ :‬ما‬ ‫الست لسه قايله برة اهى هتبقى رسمى بعد الامتحانات وسنه ولا اتنين‬ ‫ووووووهبااااا هتلبسى كلبش فى الشقه اللى فوق يا اوختشى العزيزة‬ ‫تناقلت مى ومنار النظرات باستغراب بينهما تارة وبالنظر الى مهند‬ ‫تارة اخرى‬ ‫منار ‪ :‬تعرفى الواد دة؟‬ ‫مى ‪ :‬ولا عمرى شوفت خلقته‬ ‫ثم صرخه الاثنتان صرخه قويه ‪ :‬يا ماماااااااااااا‬ ‫‪................................................‬‬ ‫فى اليوم التالى كان ماجد يجوب غرفه مكتبه ذهابا وايابا بقلق شديد‬ ‫حتى انه كان يقضم اطراف اظافرة احيانا ‪ .‬بينما عماد كان يتابعه‬ ‫والتسليه تملؤ عينيه والابتسامه الواسعه على شفتيه‬ ‫ماجد بعصبيه ‪ :‬انت يا جدع انت بتضحك على ايه؟‬ ‫عماد ‪ :‬انا كلمتك يا عم ؟‪ ............‬لف لف كمان لفه عقبال ما النتيجه‬ ‫تطلع‬ ‫ثم قلد ممثله فى احد الافلام الشهيره ‪ :‬منصور يا بنى ان شاء الله‬ ‫ماجد ‪ :‬اتريق اتريق ما انت خلاص ضامن وفرحك اخر الشهر‬ ‫عماد متجاهلا تلميح ماجد ‪:‬يا بنى اهدى شويه‪ .....‬هتكلم الراجل‬ ‫بالمنظر دة يقول عليك ايه ؟طالب خايف فى امتحان الشفوى؟‬

‫ماجد جالسا بجوار صديقه على الفوتيه الخاص بمكتبه ‪:‬قلقان اوى يا‬ ‫عماد ليرفض‬ ‫عماد مطمئنا ‪:‬لو مكنش فيه موافقه مبدئيه مكنش طلب‬ ‫يكلمك‪............‬صدقنى انا توقعى الشخصى انه عايز يكلمك عشان‬ ‫التفاصيل‬ ‫ماجد‪ :‬ما اعتقدش‪ ..........‬مكنش طلب يكلمنى لوحدى‬ ‫عماد مفكرا ‪ :‬هو طلب غريب‪ ......‬بس لو مكانه لازم اعصرك الاول‬ ‫عشان اطمن على بنتى متنساش انه متغرب ومش سهل يوافق على‬ ‫واحد ماقبلوش وجها لوجه قبل كدة‬ ‫ماجد وقد اخذ بجر عماد خارج المكتب ‪ :‬اطلع برة يا لا انت وترتنى‬ ‫اكتر ما انا متنيل‪ ............‬اطلع كتكو القرف مليتو البلد‬ ‫عماد وهو يقاوم الخروج قرب الباب ‪ :‬استنى بس هقولك على حاجه‬ ‫حلوة هتفيدك اوى فى الليله دى‬ ‫توقف ماجد عن جرة ناظرا له بتساؤل ‪:‬حاجه ايه؟‬ ‫عماد بميوعه وهو يهيئ نفسه للهروب بفتح الباب ‪ :‬الحبايه الزرقه يا‬ ‫عينيه‬ ‫امسك ماجد بالمطفئه القابعه فوق احد المكاتب الصغيره بينما فر عماد‬ ‫الى الخارج واصوات ضحكاته تملا الشركه‬ ‫اعاد ماجد المطفئه الى مكانها وقد نجح عماد فى رسمه البسمه على‬ ‫شفتيه وسط توترة الشديد‬

‫نظر الى الساعه فوجدها تقترب من الرابعه عصرا‪ .‬انه ذلك الموعد‬ ‫الذى اخبرته فوقيه بأن حددة عصام للتواصل بينهما بعد ان اعطته رقم‬ ‫الايميل الخاص به‬ ‫توجه ماجد الى مكتبه وقام بفتح بريدة الالكترونى بعد ان اضاف بريد‬ ‫عصام وانتظر اجابه الدعوه للمحادثه من الطرف الاخر بعد ان اخبر‬ ‫سكرتيره بعدم السماح لدخول احد كائنا من كان‬ ‫لم يمر الكثير من الوقت حتى ااته الاجابه وبدأت المحادثه التى تقدمها‬ ‫ماجد‬ ‫ماجد ‪:‬السلام عليكم ورحمه الله يا فندم‪ ...........‬مع حضرتك ماجد‬ ‫نصر الدين‬ ‫عصام ‪ :‬وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته‪ ....‬اهلا يا بشمهندس ‪.‬‬ ‫اخبارك ايه؟‬ ‫ماجد ‪ :‬الحمد لله يا فندم تمام‪.‬‬ ‫عصام ‪ :‬طبعا انت عارف انا طلبت اكلمك بخصوص ايه‬ ‫ماجد ‪:‬طبعا يا فندم ‪ .‬انا ليا الشرف انى اطلب من حضرتك ايد الانسه‬ ‫منار‬ ‫عصام ‪ :‬اكيد انت عارف اهميه المرحله اللى منار بتدرس فيها وان‬ ‫مينفعش الموضوع يبقى رسمى دلوقتى‬ ‫ماجد ‪ :‬عارف يا فندم ومقدر والله ‪ .‬انا مش هلف وادور على حضرتك‬ ‫انا بحب اتكلم دوهرى‬

‫عصام بابتسامه‪:‬اتفضل‪ ......‬انا بفضل الاسلوب دة‬ ‫ماجد ‪:‬انا فعلا كنت ناوى اجل الكلام فى الموضوع خالص السنه دى ‪.‬‬ ‫بس لقيت انه مينفعش يكون عندى انجذاب للانسه منار ونيه فى‬ ‫الارتباط بيها من غير ما اهلى واهلها يكونوا على علم بده‬ ‫انا اسف يا فندم بس بصراحه حسيت انه دة هيتحكم فى تصرفاتى‬ ‫معاها قدام الناس اكتر عشان مش هكون قلقان ديما انها ممكن ترتبط‬ ‫باى حد تانى وبالتالى تفكيرى يقودنى انى المحلها‬ ‫انا اسف يا فندم بس والله هو دة اللى فكرت فيه‬ ‫عصام وقد غضب بداخله قليلا لما قاله ماجد عن التلميح لها والتحكم فى‬ ‫تصرفاته معها امام الناس الا انه انبهر برجولته وشجاعته فى الكلام‬ ‫معه وقد ظهر ذلك واضحا فى الابتسامه التى زينت وجهه‬ ‫عصام ‪ :‬طيب افرض انى مش موافق؟‬ ‫ماجد وقد امتعق وجهه لهذة العبارة فأجاب بسرعه ‪ :‬ليه بس يا فندم؟‬ ‫عصام ومازال محافظا على ابتسامته ‪ :‬افرض هي مش موافقه؟‬ ‫ماجد وقد حاول ان يتمالك نفسه فمجرد تخيل رفض منار له قد االمه‬ ‫فابتاع ريقه ثم اجاب ‪:‬هحترم قرارها يا فندم واوعد حضرتك انى مش‬ ‫هتعرضلها ابدا‬ ‫عصام وقد اتسعت ابتسامته ‪ :‬تبقى راجل بجد يا بنى وتستاهلها‬ ‫نظر له ماجد وهو غير مستوعب ما قاله عصام ‪:‬نعم ‪ ...........‬انا مش‬ ‫فاهم حاجه‬

‫عصام ضاحكا ‪ :‬ههههههه لما انت وشك جاب الوان كدة امال البت‬ ‫تعمل ايه؟‬ ‫ماجد بابتسامه بدأت تشق طريقها تدريجيا الى فمه ‪ :‬يعنى حضرتك‬ ‫موافق‪ ...........‬يعنى خلاص كدة‬ ‫عصام ‪ :‬من ناحيتى انا خلاص كدة‪ ...........‬بس لسه طبعا الكلمه‬ ‫الاخيرة لصاحبه الشأن‬ ‫ماجد بفرحه ‪ :‬يعنى حضرتك موافق كدة خلاص؟ مش هتسألنى عن‬ ‫شغلى ودراستى و‪...........‬كدة يعنى؟‬ ‫عصام ‪ :‬هههههه لا يا سيدى انا عارف كل دة ومش مهم كمان انا المهم‬ ‫عندى ادى بنتى للشخص اللى يستحقها‪.‬بس طبعا زى ما اتفقنا اكلم منار‬ ‫الاول وبعدين ابقى اديك معاد تانى نتكلم فى التفاصيل لو في نصيب ان‬ ‫شاء الله‬ ‫ماجد بلهفه ظهرت فى سرعته بالرد ‪:‬امتى؟‬ ‫عصام رافعا احدى حاجبيه باستغراب‪ :‬هو ايه اللى امتى؟‬ ‫ماجد وقد اضطربت كلماته ‪:‬يعنى‪ .......‬امتى حضرتك هتسألها وترد‬ ‫عليا؟‬ ‫عصام ‪ :‬هكلمها بعد ما اقفل معاك علطول ان شاء الله‬ ‫ظهرت الفرحه جليه على وجه ماجد فأردف عصام بتسليه ‪:‬بس هى‬ ‫بقى هتاخد وقتها براحتها فى الرد‬

‫‪.....‬يمكن النهاردة يمكن بكرة‪............‬يمكن كمان اسبوع‬ ‫فرغ ماجد فاه ‪ :‬اسبوع!‬ ‫عصام ‪ :‬اه اسبوع ويمكن شهر كمان او ‪..........‬يمكن متوافقش اصلا‬ ‫انتفض ماجد من كرسيه واقفا بينما لم يتمالك عصام نفسه من الضحك ‪:‬‬ ‫هههههه اقعد اقعد بهزر معاك يا راجل‪.‬‬ ‫جلس ماجد يلتقط انفاسه بارتياح بينما اردف عصام بجديه ‪:‬لازم طبعا‬ ‫تاخد وقتها فى التفكير‪ .......‬المهم عندى انك تبعد خالص اليومين دول‬ ‫لحد ما تاخد قرارها وكمان عايزك تبقى عند وعدك ليا فى حال انها‬ ‫رفضت ولا ايه يا بشمهندس‬ ‫ماجد بجديه ‪:‬انا تحت امر حضرتك يا فندم واوعدك ان الفترة الجايه‬ ‫لحد ما حضرتك تدينى الرد انا حتى لو شفت الانسه منار صدفه همشى‬ ‫فى طريقى كأنى مش شايفها والقرار اللى هتاخدة انا هحترمه‬ ‫عصام ‪ :‬دة عشمى فيك‪ ............‬يلا بقى عشان معطلكش عن شغلك‬ ‫اكتر من كدة‬ ‫ماجد بسرعه ‪ :‬عطله ايه بس يا فندم ؟ الشغل كله تحت امرك‬ ‫عصام ممازحا ‪ :‬بس انا بقى مش فاضيلك ولسه ورايا مكالمه تانيه‬ ‫‪.........‬لو مش عايز ادينا قاعدين نسلى بعض انا فاضى‪ ........‬انت‬ ‫وراك حاجه؟‬ ‫ماجد مستجيبا للمزحه واضعا يدة على راسه ممثلا التذكر ‪:‬ياااااااة هو‬ ‫انا مقلتش لحضرتك ان انا عندى اجتماع مهم‬

‫عصام ممثلا الدهشه ‪:‬لا والله‪ ........‬مقولتليش انت على الحكايه دى‬ ‫قبل كدة‪........‬امتى الكلام دة؟‬ ‫ماجد عاقدا حاجبيه متصنعا الاسى ‪ :‬اول امبارح كدة‪ ....‬بس الدكتور‬ ‫طمنى وقالى الحاله مش خطيرة اوى‬ ‫عصام ‪ :‬هههههه تصدق اللماضه واحدة‪ ..........‬المهم صحيح فكرتنى‬ ‫‪........‬بمناسبه الدكتور انا متشكر جدا للى عملته مع عليتى فى يوم‬ ‫الحرامى دة‪ ......‬صدقنى لسه عارف امبارح والا كنت اتشرفت‬ ‫بمعرفتك من زمان‬ ‫ماجد ‪:‬الشرف ليا يا فندم والله‪ ..‬وبعدين دة واجبى‪ ........‬اى حد مكانى‬ ‫كان هيعمل اللى عملته واكتر‬ ‫عصام ‪ :‬ربنا يكتر من الشباب اللى زيك يا بنى‬ ‫ثم اضاف بلهجه امرة مرحه ‪ :‬على اجتماعك يا عم انت بقى وسيبنى‬ ‫اشوف مكالماتى‬ ‫ماجد بابتسامه ‪ :‬حاضر يا فندم ‪.‬السلام عليكم‬ ‫عصام ‪ :‬وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته‬ ‫‪.................................................‬‬ ‫انتهى ماجد من محادثته بينما كان عماد يخوض محادثه اخرى لكن عبر‬ ‫هاتفه الذى اعلن ورود مكالمه من‪ .........................‬سها‬ ‫تجاهل عماد اتصالها فى اول مرة اى ان اصرارها ارغمه على الرد‬ ‫ليأتيه صوتها فى الجه المقابله‬

‫سها بصوت خجول ‪ :‬السلام عليكم ورحمه الله وبركاته‬ ‫عماد بخشونه ‪:‬وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته‪ ........‬نعم‬ ‫سكتت سها قليلا تستجمع شجاعتها امام لهجته القاسيه ثم تابعت ‪ :‬انا‬ ‫كنت بكلمك علشان عايزة اتناقش معاك فى حاجه مهمه ممكن دلوقتى؟‬ ‫عماد زافرا ‪:‬اتفضلى‪.......‬بخصوص ايه؟‬ ‫سها ‪ :‬بخصوص الفرح‬ ‫عندها هب عماد بقوة ‪ :‬والله انا راجل عندى شغل ومش فاضى للكلام‬ ‫الفارغ دة‪ .......‬روحى اتفرجى على اللى انتى هايزاة واختارى اللى‬ ‫انتى عايزاه وانا هبعتلك الكرديت بتاعتى‪ ..........‬خلاص؟‬ ‫عندها اتاه ايضا صوت سها العالى الذى يشوبه بكأؤها بوضوح ‪:‬انا‬ ‫مش عايزة منك حاجه‪ .....‬انا اصلا كنت بتصل عشان اقولك انى مش‬ ‫عايزة فرح اصلا‪ ...........‬وانا قلتلك قبل كدة انى مش للبيع‪.‬‬ ‫هدأ صوتها ثم اردفت ولا يزال البكاء يسيطر على صوتها ‪:‬انت ليه‬ ‫مصر تحسسنى انك بتشترينى ؟‪.............‬انا متطلبتش منك حاجه‬ ‫وانت وعدتنى انك هتعاملنى بالحسنى‪ ............‬والله مش عايزة منك‬ ‫اكتر من كدة‪ ........‬يا سيدى بلاش عشان هبقى مراتك بس عاملنى على‬ ‫انى بنى ادمه بلاش الاسلوب دة‬ ‫رق عماد لصوت بكاؤها وكلمتها ‪ .‬المه ان يتسبب فى جرحها دائما بهذة‬ ‫الطريقه ‪.‬لام نفسه على معاملته القاسيه دائما معها فما ذنبها هى ان كان‬

‫قلبه يحمل الجراح والألام الى الان ‪.‬ايجب عليه ان يجرحها دائما‬ ‫ليشعر بالانتصار لقلبه المجروح ؟‬ ‫اجفلت سها واتسعت عيناها الرماديتين المليئتان بالدموع لدى سماع‬ ‫صوته الحنون ‪ :‬طيب انا اسف‪ ........‬ممكن تبطلى عياط بقى؟‬ ‫والله مش قصدى اجرحك بالكلام بس صدقينى انا مضغوط‬ ‫‪.............‬ممكن تقبلى اعتذراى ؟ وصدقينى مش هخلف وعدك معاكى‬ ‫تانى‬ ‫سها وقد مسحت دموعها واتاه صوتها كطفله بريئه ‪:‬وعد مش‬ ‫هتجرحنى بكلامك دة تانى؟‬ ‫عماد مبتسما ‪ :‬وعد‬ ‫سها ‪ :‬طب ادينى هديه الهدنه بقى‬ ‫عماد مستغربا ‪:‬هديه ايه؟‬ ‫سها ‪:‬هو بصراحه طلب‪...........‬اللى انا اسه طلباه دلوقتى‪.‬بعد اذنك‬ ‫مش عايزة فرح ‪ .‬يعنى‪...........‬انا وانت مش اول مرة لينا وحكايه‬ ‫الفرح دى هتبقى بايخه اوى وهتبقى فلوس على الفاضى‪ .‬شركتك وبيتك‬ ‫اولى بالفلوس دى‬ ‫انبهر عماد لطريقه تفكيرها فلم يظن ان امرأه نشأت وسط كل هذا‬ ‫الترف قد يكون هذا هو تفكيرها‬ ‫افاق على صوتها ‪:‬انت روحت فين؟‬

‫عماد ‪:‬ها‪ ...........‬معاكى‪........‬طيب اقفلى دلوقتى عشان ورايا شغل‬ ‫لما اخلصه نبقى نشوف الموضوع دة‪..........‬ممكن؟‬ ‫سها وهى سعيدة لطريقه حديثه التى اصبحت اكثر لينا ‪:‬اه طبعا‬ ‫‪..........‬هستناك ترد عليا ‪.......‬مع السلامه‬ ‫اغلقت الخط تاركه عماد وسط ذهوله المتكرر لتصرفاتها الغريبه ‪ :‬هل‬ ‫يعقل ان هناك امرأة تفكر بهذة الطريقه فى هذا المجتمع؟‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫مر الشهر سريعا على الجميع بالطبع وافقت منار على طلب ماجد لكن‬ ‫بعد ان استأذنت والدها لاداء الاستخارة اولا مما اسعد الجميع هذا‬ ‫التفكير السليم‬ ‫اما ماجد فقد ارتاح قلبه كثيرا وبدأ يعد الايام والشهور حتى تنتهى تلك‬ ‫السنه ليبدأ بعد انتهائها‬ ‫علاقته الرسميه بمنار حياته كما اطلق عليها‬ ‫اما عماد فالبطبع وافق على فكرة عدم اقامه حفل للزفاف وقد اكتفو‬ ‫بحفله بسيطه لدى عقد القران حضرها الاحبه من الطرفين الذين‬ ‫تضمنوا ماجد ومنار وعائلتيهما بالطبع‬ ‫اما السنه فقد مرت على الجميع باختلاف كبير بين احوالهم‪.‬‬ ‫فمنهم من كان يعد الساعات والدقائق قبل الايام والشهور لانقضائها‬ ‫كماجد ومنار ونفين وعصام‬

‫ومنهم من مرت عليه طويله مليئه ومحمله بالاحداث الحلوة والمرة‬ ‫على حد سواء كتلك الاسرة الصغيرة التى تكونت حديثا‬ ‫ومنهم من خاضها بين الذكريت والحاضر والمستقبل فلم يحدد ما ان‬ ‫كانت مرت بسرعه ام ببطئ كفوقيه ومى ومهند‬ ‫لكنها بالنهايه مرت ككثير من الايام والشهوروالسنين‬ ‫واخيرا اتى اليوم المنتظر لدى العاشقان ‪ .‬اخر ايام امتحانات الثانويه‬ ‫العامه لدى‪ ...............‬منار‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫نهايه الفصل التاسع عشر‬ ‫الفصل الثالث والعشرون‬ ‫انهت سها صلاتها وشرعت فى تبديل ملابسها‬ ‫كان الجو حارا ولم تجد جهاز التحكم الخاص بمكيف الهواء فقررت‬ ‫ارتداء قميصا قطنيا خفيفا يساعدها على الراحه والنوم فى هذا الجو‬ ‫الحار‬ ‫اخرجته من حقيبتها الكبيرة التى نقلها عماد الى غرفتها بعد ان قررت‬ ‫الهروب مؤقتا بعيدا عنه‬

‫انهت ارتدائه ثم نظرت حولها ببسمه نابعه من قلبها وهى تتامل الغرفه‬ ‫ذات الالوان الطفوليه والمليئه بالالعاب وصور الكارتونات ذات الطابع‬ ‫الوردى فى انحاء الغرفه ‪.‬‬ ‫اغلقت عينيها بالم وما لبثت ان فتحتهم مرة اخرى بتصميم وعزم‬ ‫سها لنفسها ‪ :‬لا يا سها مش هتضعفى تانى‪.‬انتى قويه وتقدرى تكملى ‪.‬‬ ‫وكله يهون عشان وفاء‬ ‫اخذت تردد لنفسها ‪:‬عماد مش زى يحى ‪ .‬عماد مش زى يحى‬ ‫وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها التى صحبت شلالات الدموع من‬ ‫مقلتيها لدى تذكر زوجها الاول يحى الذى تدافعت صورته الى عقلها‬ ‫فى احدى الليالى التى لا تعد وهو يعود مخمورا الى القصر ليوقظها من‬ ‫نومها ويأخذ منها كامل حقوقه عنوة وسط المها وانتحابها الذى قد‬ ‫يدعوه احيانا الى ضربها بقسوة‬ ‫اخذ جسدها بالارتجاف وقد اصبحت تكرر بصوت خافت لكن مسموع‬ ‫‪:‬عماد مش زى يحى‬ ‫تذكرت كلمات طبيبها النفسى الذى عالجها لفترات طويله بأن تغير‬ ‫حالها وتشغل نفسها دائما بأى شيئ ولو كان بسيطا كى لا تترك لنفسها‬ ‫العنان لتذكر الماضى مرة اخرى‬ ‫وبالفعل اخذت نفسا عميقا قامت على اثرة تعلق فستانها لتضعه بالخزانه‬ ‫وتعود لترتيب باقى ملابسها‬

‫لكنها استدارت فزعه لدى دخول عماد المفاجئ غرفتها فتغلبت‬ ‫غريزتها على عقلها وقلبها الذان كررا مرارا وتكرارا ‪ :‬عماد مش‬ ‫زى يحى‬ ‫انتفضت سها مردته الى الخلف بسرعه وقد شدت ملائه السرير‬ ‫بعصيبه وحاولت لفها حول نفسها من اعلى راسها حتى اخمص قدميها‬ ‫ليخرج صوتها العالى الملئ بالخوف والتربص الذان وافقا‬ ‫تصرفها‪:‬اطلع برة‪ ...........‬انت عايز منى ايه؟‬ ‫وقف عماد متسمرا وهو يرى تصرفاتها الجنونيه ‪ :‬تلك المراه ماذا تظن‬ ‫اننى فاعل؟‬ ‫اتظن حقا اننى اتيت لذلك السبب الذى دفعها الى تلك التصرفات؟‬ ‫لم يعلم كيف خرج صوته هادئا رغم ما يتملكه من رغبه فى صفعها‬ ‫على ماظنته به‬ ‫عماد ‪:‬انتى بتعملى ايه يا سها ؟‬ ‫نظرت له سها بعدم فهم وما زال التربص والخوف يفرضان السيطرة‬ ‫عليها فاردف عماد ‪ :‬ايه الملايه اللى انتى لفاها دى ؟ وايه الرعب اللى‬ ‫انتى فيه ده ؟‬ ‫هم بالاقتراب الا ان صوتها الجهورى جعله يتسمر مكانه ثانيه‬ ‫سها ‪ :‬خليك مكانك ‪ ..........‬لو قربت منى هقتلك‬ ‫ظنت ان تسمرة لوهله يعنى تراجعه لكنها لم تعلم انها جعلته يفقد صوابه‬ ‫بكلماته وبسرعه البرق كان يقف مواجها لها يمسكها من زراعها بقوة‬

‫قيدت حركتها وهو ينزع الملائه التى غطت بها نفسها وهو يصرخ بها‬ ‫‪:‬شيلى الزفته دى‬ ‫انتى فاكرة نفسك ايه ؟ ولا فاكرنى انا ايه؟‬ ‫اظن انا قلتلك قبل كده انى راجل بحب مراتى‬ ‫انتى ملكيش لازمه هنا ليا‪ ............‬انتى دورك داده لوفاء وبس‬ ‫‪.............‬اللى زيك ماتملاش عينى‪ .‬فاهمه؟‬ ‫جذبها من زراعها مقربا وجهها الى وجهه بقوة حتى اصبحت عيناهما‬ ‫متقابلتين كما لو كانتا تحتضنان بعضهما مما جعل سها رغما عنها تهيم‬ ‫فى بريق عينيه ذات اللون العسلى الصافى الذى لاحظته لاول مرة‬ ‫حتى اتاها صوت عماد الذى ربما هدأ فى علوة لكن نبرته كانت لاتزال‬ ‫تحمل كل الحزم والقوة ‪ :‬حتى لو كنتى عريانه مش هبصلك‬ ‫انهى جملته ثم نفضها عنه بقوة لتسقط على السرير بينما خرج من‬ ‫غرفتها صافعا الباب خلفه بقوة مما جعله تنتفض مكانها غارقه فى‬ ‫بحور من الاهات والدموع والالام مرة اخرى‬ ‫ارتمت براسها على السرير تنتحب بقوة وهى تغطى وجهها بكلتا يديها‬ ‫اما عماد فاتجه الى حمام غرفته يضع راسه تحت صنبور المياه عله‬ ‫يطفئ بعض الرغبات المشتعله براسه الان اما بضرب سها او اخذها‬ ‫بين ذراعيه بقوة ويعتصرها بين احضانه حتى تبلى عظامها‬ ‫اغمض عينيه ولايزال راسه تحت صنبور المياه وهو يتذكر عينيها‬ ‫الرماديتين الهائمه التان ازالت الضباب عن عينيه وجعلته يراهما‬ ‫بوضوح لاول مرة‬

‫اخرج راسه فجأة يلتقط انفاسه وهو يستند براحتى يده على حوض‬ ‫المياه فخرج صوته من بين انفاسه المتلاحقه ‪:‬ماشى يا سها‪ ........‬يانا‬ ‫يانتى‪ .........‬لما نشوف اخرتها معاكى ايه‬ ‫للمره الثانيه ترى سها ذلك الحلم المخيف والغريب لكن هذة المرة يمد‬ ‫الرجل خلف الباب لها يده لتدخل الا ان سها تردد فى ذلك فيصر الرجل‬ ‫الذى يختفى وراء الباب على مد يدة اليها فيأتيه صوتها الباكى ‪ :‬بس‬ ‫انت بابك قديم اوى ومش هتعرف تحمينى منهم‬ ‫ليرد عليها الرجل من خلف الباب ‪ :‬بابى قديم بس ممكن يتجدد‬ ‫‪............‬دة باب قوى ومش هيقدروا يعدوا منه وراكى‬ ‫سها بخطوات بطيئه متردده ناحيه البستان ‪:‬بس انا خايفه‬ ‫يحثها بيده ثانيه على التقدم بينما هى تنظر خلفها لتجد الوحوش تقترب‬ ‫بسرعه كبيرة والباب يكاد يغلق ثانيه وهى مكانها لاتدرى ما تفعل‬ ‫استيقظت سها من نومها لاهثه وهى تتمتم(( اعوذ بالله من الشيطان‬ ‫الرجيم)) ثلاثا ثم نفثت عن يسارها ثلاثا‬ ‫نظرت حولها لتبحث عن هاتفها فأجفلت على صوت المؤذن يعلن عن‬ ‫دخول وقت الفجر‬ ‫رددت الاذان ثم تخذت شالا على كتفيها وخرجت تجوب الشقه على‬ ‫اطراف اصابعها تبحث عن الحمام فغرفه الصغيرة لم تكن ذات حمام‬ ‫خاص كذلك سها لم تحفظ اماكن الغرف بالتحديد فقد كانت متوترة وقت‬ ‫كان عماد يريها اركان البيت‬

‫كانت تشعر بالتوتر وهى تجوب شقته فى الظلام على اطراف اصابعها‬ ‫الا ان رات ضوا ياتى من اخر الممر الطويل الذى يجمع الغرف‬ ‫ابتسمت لنفسها وهى تتذكر مكن الحمام القريب من غرفه وفاء والذى‬ ‫دلها عليه عماد من قبل قائله فى نفسها بسخريه ‪ :‬هه غبيه‬ ‫اتجهت الى الحمام سارحه فاصطدمت بعماد الذى خرج من غرفته‬ ‫فجأة ولا يزال يكمل ارتداء جبته البيضاء التى غطت راسه‬ ‫كان عماد يتميز ببنيته القويه فوقعت سها ارضا اثر اصطدامها به بعد‬ ‫ان ارتطم زراعها باحدى التحف الطويله الموضوعه فى الممر‬ ‫فاصدرت تاوها عاليا‬ ‫بينما اكمل عماد ارتداء جبته بسرعه وانحنى بجانبها على ركبتيه‬ ‫ارضا ليرى ما الذى اصابها‬ ‫اسندها بكلتا يديه بلهفه ‪ :‬جرالك حاجه ؟‬ ‫سها وهى تمسك بزراعها ‪ :‬لا ابدا بسيطه‬ ‫عماد ‪ :‬بسيطه ازاى ؟انا سمعت صوت خبطه جامدة وصوتك كمان‬ ‫ميطمنش‬ ‫كانا يجلسان ارضا وسط الظلام الذى لا يثنيه سوى الضوء الخافت‬ ‫الذى يأتى من اخر الممر‬ ‫كانت سها تجلس مستنده على زراعى عماد القويتين حيث لف احدهما‬ ‫حول ظهرها يسندها والاخرى ممسكه يدها بقلق بينما هو يجلس مستندا‬ ‫على ركبتيه‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook