ﻟﺣظﺎ ٌت ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣن ﺣﯾث ... * ﺛ ّم ﻧزل أﺣد اﻟﻣراﻓﻘﯾن إﻟﻰ اﻟرﺻﯾف واﻧﻘطﻊ اﻟﺳﺣر اﻟﻣﻧﺣرف. -ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻧﺻرف ،ﯾﺎ ﻣﻌﻠم ،وإﻻ ﺳوف ﯾﺿﯾﻊ ﻣ ّﻧﺎ اﻟﺟﺎﻣﺎﯾﻛﻲ. -ﺳﺄﻟﺣق ﺑك إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎرة. أﻧﮭﻰ داﻧﯾﯾل ﻛﺄﺳﮫ ﻣن اﻟﻧﺑﯾذ وﻣن ﺛ ّم ﻧﮭض. -ﯾﻣﻛﻧ ِك أن ﺗﻌﺗﻣدي ﻋﻠ ّﻲ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻋدﺗ ِك ،ﯾﺎ ﻣﺎدي ،وﻟﻛن ﻗد ﺗﻛون ھذه آﺧر ﻣ ّرة ﻧﻠﺗﻘﻲ ﻓﯾﮭﺎ. -ﻟﻣﺎذا؟ ھ ّز ﻛﺗﻔﯾﮫ وﻗﺎل: -ﻷﻧﻧﻲ ﺳوف أﻣوت ﻓﻲ وﻗ ٍت ﻟﯾس ﺑﺑﻌﯾد. -أﻧت ﺗﻘول ھذا اﻟﻛﻼم ﻣﻧذ ﺳﻧوات ﻋدﯾدة. ﺣ ّك دوﯾل ﺣﺎﺟﺑﯾﮫ ﺑﺈﻋﯾﺎء. -ھذه اﻟﻣ ّرة ،اﻟﺟﻣﯾﻊ ﯾطﻠﺑون رأﺳﻲ :اﻟروس واﻷﻟﺑﺎن ورﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ وﻣﻛﺗب ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ) *(OFACواﻟﺟﯾل اﻟﺟدﯾد اﻟﺻﺎﻋد ﻓﻲ اﻟﺣﻲ واﻟذي ﻟم ﯾﻌد ﯾﺣﺗرم أ ّي ﺷﻲء... -ﻛﻧ َت ﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟدوام أن اﻷﻣور ﺳوف ﺗﻧﺗﮭﻲ ﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ ﻗﺎل وھو ﯾﻌﯾد إﻟﯾﮭﺎ ﺳﻼﺣﮭﺎ: * :Office of Foreign Assets Controlأي ﻣﻛﺗب ﻣراﻗﺑﺔ اﻷﺻول اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وھو ﻓرع ﻣن وزارة اﻟﺧزاﻧﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﯾﻛﺎﻓﺢ ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﺧﺎص ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال. 200
-ﻋﺎﺟﻼً أم آﺟﻼً. ﺛ ّم ﻧظر إﻟﯾﮭﺎ ﻟﻠﻣ ّرة اﻷﺧﯾرة وﺧرﺟت ﻣن ﻓﻣﮫ ﻛﻠﻣﺎت ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻗد أﻋ ّدھﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎً: -ﻗُﺑﻠﺗﻧﺎ ...ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ أﻓ ّﻛر ﺑﮭﺎ. أﺧﻔﺿت ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ. -ﻛﺎن ذﻟك ﻗﺑل أﻛﺛر ﻣن ﻋﺷرﯾن ﻋﺎﻣﺎً ،ﯾﺎ داﻧﯾﯾل. -ھذا ﺻﺣﯾﺢ ،وﻟﻛﻧﻧﻲ أرﯾدك أن ﺗﻌﻠﻣﻲ ﺑﺄ ّن ﺗﻠك اﻟذﻛرى ﻻ ﺗزال ﺗﺻﺎﺣﺑﻧﻲ ﺑﺎﺳﺗﻣرار وأ ّﻧﻧﻲ ﻟﺳ ُت ﻧﺎدﻣﺎً ﻋﻠﻰ ذﻟك. ﺑدورھﺎ ،ﻧظرت إﻟﯾﮫ ،ﻛﺎن ﺻﻌﺑﺎً وﻗﺎﺳﯾﺎً ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﺳﻣﻊ ذﻟك اﻟﻛﻼم ،وﺻﻌﺑﺎً ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﻘﺑل ﺑذﻟك .ﻛﺎن ذﻟك ﻣﺻﺎﺣﺑﺎً ﺑﺷﻲ ٍء ﻣن اﻹﺣﺑﺎط أﯾﺿﺎً وﻟﻛن اﻟﻌﺎﻟم ﻟم ﯾﻛن أﺑﯾ َض أو أﺳو َد ودﻓﻌﮭﺎ اﻟﺻدق واﻟﻧزاھﺔ إﻟﻰ اﻻﻋﺗراف: -وأﻧﺎ أﯾﺿﺎً ،ﯾﺎ داﻧﯾﯾل ،ﻟﺳ ُت ﻧﺎدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك. 201
202
اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر اﻟﻔﺗﺎة اﻟﻣﻔﻘودة ﻟم ﺗﻛن ﺗﻌﻠم أ ّن اﻟﺟﺣﯾم ،ھو اﻟﻐﯾﺎب ﺑول ﻓﯾرﻟﯾن ﻓﻲ اﻷﺳﺑوع اﻟذي ﺗﻼ اﻟﻠﻘﺎء ﺑﯾن ﻣﺎدﻟﯾن وداﻧﻲ ،ﺣﺿر ﺷﮭو ٌد ﺟدد \"ﺑﻐزارة\" إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﺷرطﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﺳﻣﺢ ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﻔﻌﯾل اﻟدﻟﯾل اﻟﻣﺗﻌ ّﻠق ﺑﺎﻟﺷﺎﺣﻧﺔ اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺑﯾﺿﺎء اﻟﻠون .أ ّﻛد ﺛﻼﺛﺔ أﺷﺧﺎ ٍص ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّل ﺑﺄ ّﻧﮭم ﻗد ﺷﺎھدوا ﻓﺗﺎة ﺷﻘراء ﺗﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر ﺣواﻟﻲ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻋرﺑﺔ ﺧدﻣﯾﺔ ﺗﺷﺑﮫ اﻟﻌرﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ اﻟﺳ ّﺑﺎﻛون أو اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾون. ﺳﻣﺣت ﺷﮭﺎداﺗﮭم اﻟﻣﻘ ّدﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑرﺳم ﺻورة ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﻘرﯾﺑﯾﺔ ﻟرﺟ ٍل ذي \"ﻣﻼﻣﺢ أﻟﺑﺎﻧﯾﺔ\" ﯾﺗراوح ﻋﻣره ﺑﯾن اﻟﺛﻼﺛﯾن واﻷرﺑﻌﯾن ﻋﺎﻣﺎً واﻟذي واﻓق اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﻛﺗب اﻟﻣﻼﺣﻘﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻛرون ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺑﺣث وﺗﺣ ّري واﺳﻌﺔ ﻋﻧﮫ. * وﺑطرﯾﻘ ٍﺔ ﺳرﯾﺔ ،أطﻠق دوﯾل ﻣوﻗﻌﺎً ﻟﻼﻧﺗرﻧت، www.alice-dixon.com ، ﻛﺄﺳﺎ ٍس ﻟﺷرﻛﺔ ﻣﻛﻠّﻔﺔ ﺑﺟﻣﻊ اﻟﺗﺑرﻋﺎت ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺋﺎت 203
ﻣن اﻟﻠوﺣﺎت اﻹﻋﻼﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣ ّطﺎت اﻟﻘطﺎرات وﻣواﻗف اﻟﺣﺎﻓﻼت واﻟﻣﻌﺎرض اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻛ ّل أﻧﺣﺎء إﻧﺟﻠﺗرا. * ﻓﻲ اﻟﺣﺎدي واﻟﻌﺷرﯾن ﻣن آذار \\ ﻣﺎرس ،ﻓﻲ ﺿﺎﺣﯾﺔ ﺗوﯾﻛﻧﮭﺎم اﻟﻠﻧدﻧﯾﺔ ،أﺛﻧﺎء ﺑطوﻟﺔ اﻷﻣم اﻟﺳﺗﺔ ،ﺗم ﺗوزﯾﻊ اﺛﻧﯾن وﺛﻣﺎﻧﯾن أﻟف ﻣذ ّﻛرة ﺑﺣث ﻟﻣﺷﺎھدي ﻣﺑﺎرة اﻟرﻛﺑﻲ ﺑﯾن ﻓرﯾﻘﻲ إﻧﺟﻠﺗرا واﺳﻛﺗﻠﻧدا. وﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن ﻧﯾﺳﺎن \\ اﺑرﯾل ،أﺛﻧﺎء ﻣﺑﺎراة رﺑﻊ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻣن ﺑطوﻟﺔ دوري اﻷﺑطﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎﺑل ﻓﯾﮭﺎ ﻓرﯾﻘﺎ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر ﯾوﻧﺎﯾﺗد وإف ﺳﻲ ﺑورﺗوُ :ﻋ ِر َﺿت ﺻورة آﻟﯾس ﻟﻣ ّدة دﻗﯾﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺎت اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ ﻟﻣﻠﻌب أوﻟد ﺗراﻓورد أﻣﺎم ﺳﺑﻌﯾن أﻟف ﺷﺧص وﻣﺋﺎت ﻣﻼﯾﯾن اﻟﻣﺷﺎھدﯾن ﻋﺑر اﻟﺗﻠﻔزﯾون. * اﻧطﻼﻗﺎً ﻣن ھﻧﺎ ،أﻋطت اﻟﺷﮭﺎدات اﻟﻣﻘ ّدﻣﺔ ﻓﻌﻼً ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻠﻣوﺳﺔ .ﺗﻠ ّﻘت ﻣﻔوﺿﯾﺔ اﻟﺷرطﺔ ﺣ ّﺻﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﻣﻛﺎﻟﻣﺎت اﻟﮭﺎﺗﻔﯾﺔ اﻟﻣﻌ ﱢطﻠﺔ واﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻟﻛ ّن اﻷدﻟّﺔ اﻟﺟدﯾدة ﺗﺿﺎﻋﻔت :أ ّﻛد طﺑﯾ ٌب ﺑﺄ ّﻧﮫ ﺻﺎدف آﻟﯾس ﻓﻲ ﯾوم اﺧﺗﻔﺎﺋﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎر اﻷوروﺑﻲ اﻟﺳرﯾﻊ ،ﯾوروﺳﺗﺎر ،اﻟﻣ ّﺗﺟﮫ ﻧﺣو ﺑروﻛﺳل .وﻗﺎﻟت ﻋﺎھرة أ ّﻧﮭﺎ ﻗد \"اﺷﺗﻐﻠت\" ﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﻲ دي ﻓﺎﻟﯾن ،ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺣﻣراء ﻣن أﻣﺳﺗردام ،اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺄﺳواﻗﮭﺎ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ، وﺑﻌروﺿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌ ّري وﺑﻔﺗﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻌروﺿﺎت ﻓﻲ \"واﺟﮭﺎت زﺟﺎﺟﯾﺔ\" .وأﻗﺳﻣت اﻣرأة ﻣدﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧ ّدرات ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﻘﺎﺳﻣت ﻣﻌﮭﺎ ﺟرﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ ﺳﺎھو. وأ ّﻛد ﺳﺎﺋ ُق ﺷﺎﺣﻧﺔ ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد ﺷﺎھدھﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﺎرة ﺳوداء اﻟﻠون ﻣن طراز ﻣرﺳﯾدس ﻋﻠﻰ أوﺗوﺳﺗراد ﻓﻲ ﺑوﻟوﻧﯾﺎ .وأرﺳﻠت ﺳﺎﺋﺣﺔ إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﺷرطﺔ ﺻورة ﻣﻠﺗﻘطﺔ ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن ﻣﺳﺑﺢ ﻓﻧد ٍق ﻓﺎﺧر ﻓﻲ ﺗﺎﯾﻠﻧد ُﺗﺷﺎ َھد ﻓﯾﮭﺎ ﻓﺗﺎة ﻣراھﻘﺔ ﺗﺷﺑﮫ آﻟﯾس إﻟﻰ وأرﺳﻠت ﺳﺎﺋﺣﺔ إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﺷرطﺔ ﺻورة ﻣﻠﺗﻘطﺔ ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن ﻣﺳﺑﺢ ﻓﻧد ٍق ﻓﺎﺧر ﻓﻲ ﺗﺎﯾﻠﻧد ُﺗﺷﺎ َھد ﻓﯾﮭﺎ ﻓﺗﺎة ﻣراھﻘﺔ ﺗﺷﺑﮫ آﻟﯾس إﻟﻰ 204
ﺣ ّد اﻟﺗطﺎﺑق اﻟﺗﺎم ،ﻛﺎﻧت ﺑرﻓﻘﺔ رﺟ ٍل ﻣﺳ ّن .ﺗم ﻧﺷر اﻟﺻورة ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗرﻧت وﺗﻣت دراﺳﺗﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﯾﯾن ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﺗﺷ ّﻛل ،وﻟﻛن ﺗ ّم اﺳﺗﺑﻌﺎد ھذا اﻟدﻟﯾل رﺳﻣﯾﺎً. * ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻣن ﻣﺟﮭول ،زﻋم ﻣﺧﺗ ﱞل ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد اﺧﺗطف اﻟﻔﺗﺎة واﻏﺗﺻﺑﮭﺎ وﻣن ﺛ ّم ﻗﺗﻠﮭﺎ، وﻟﻛ ّﻧﮫ ﺗرك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺻﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺣدﯾد ھوﯾﺗﮫ ﺧﻼل أﯾﺎم .وﺳرﻋﺎن ﻣﺎ اﻛ ُﺗ ِﺷف ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻛﺎن ﻣﻌ َﺗﻘﻼّ أﺛﻧﺎء اﺧﺗﻔﺎء آﻟﯾس. * ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷر ﻣن ﻧﯾﺳﺎن \\ أﺑرﯾل ،ﻓﻲ اﻟطﺎﺑق اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ﻗﺑل ﻣرآ ٍب ﻓﻲ ﺣﻲ ﻣوس ﺳﺎﯾد ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر ،ﺗ ّم اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ ﺟ ّﺛﺔ ﻟﯾﺎم ﻛﯾﻠروي ،وﻗد ُﺿ ِرب ﺣﺗﻰ اﻟﻣوت ﺑﻌﺻﺎ اﻟﺑﯾﺳﺑول .ﻛﺎن اﻟرﺟل ﻣﻌروﻓﺎً ﺑﺄ ّﻧﮫ أﺣد ﺿ ّﺑﺎط داﻧﻲ \"دوب\" دوﯾل .ﻟم ﯾﺻﺑﺢ ھذا اﻟﻣوت ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺷرطﺔ ﻷ ّن ﻟﯾﺎم ﻛﺎن أﯾﺿﺎً ﻣﺧﺑرھم وورﻗﺗﮭم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧوا ﯾﻌﻘدون اﻷﻣل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻟﻺﯾﻘﺎع اﻟﺳرﯾﻊ ﺑﻌ ّراب ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر. * ﻟم ﺗﻧم ﻣﺎدﻟﯾن ﺗﻠك اﻟﻠﯾﻠﺔ. 205
206
اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر اﻟﺻﻧدوق ﻣن ﯾﻐﻣس ﯾدﯾﮫ ﺑﺎﻟدم ﺳوف ﯾﻐﺳﻠﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟدﻣوع ﻣﺛ ٌل أﻟﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر ﻣن ﺣزﯾران \\ ﯾوﻧﯾو ،وﺻل طر ٌد ﻏرﯾب إﻟﻰ ﻣﻔوﺿ ّﯾﺔ اﻟﺷرطﺔ ﻓﻲ ﺷﯾﺗﺎم ﺑرﯾدج. ﻛﺎن اﻟطرد ﻣو ّﺟﮭﺎً إﻟﻰ اﻟﻧﻘﯾب ﻣﺎدﻟﯾن ﻏرﯾن ،ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻗﺿﯾﺔ آﻟﯾس دﯾﻛﺳون. ﻛﺎن ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺣﺎوﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹﻏﻼق ﻣن اﻟﺑﻼﺳﺗﯾك ﺷﺑﯾﮭﺔ ﺑﺣﺎﻓظﺎت اﻟﺑرودة اﻟﺗﻲ ﯾﺗ ّم اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﺧﻼل اﻟﻧزھﺎت .ﻓﺗﺣت ﻣﺎدﻟﯾن اﻟﺻﻧدوق :ﻛﺎن ﻣﻠﯾﺋﺎً ﺑﻣﻛﻌﺑﺎت ﺛﻠﺞ ﻣﺳﺣوﻗﺔ .أﺑﻌدت ﺑﯾدﯾﮭﺎ اﻟﻣﻛﻌﺑﺎت اﻟﺷﻔﯾﻔﺔ .ﻛﺎﻧت اﻟطﺑﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺋﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﯾﺎض، وﻟﻛن ﻛﻠّﻣﺎ ﺣﻔرت أﻛﺛر ،ﻛﻠّﻣﺎ ﻟ ّوث ﺳﺎﺋ ٌل أﺣﻣر اﻟﺛﻠﺞ .ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺷﺎھدت ﺑﻘﻊ اﻟدم ،ﺗﺳﺎرع إﯾﻘﺎع د ّﻗﺎت ﻗﻠﺑﮭﺎ .ﺣﺎوﻟت ﺟﺎھدة أن ﻻ ﺗرﺗﻌب وﺗو ّﻗﻔت ﻟﺑرھ ٍﺔ ﻣن اﻟزﻣن ﻗﺑل أن ﺗﺳﺗﺄﻧف ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻛﺷف .ﻓﻲ اﻟﻘﺎع ،ﻛﺎن ھﻧﺎك ...ﻗطﻌﺔ ﻟﺣم ﻧﺻف ﻣﺟ ّﻣدة ﻧظرت إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺗﻘ ّزز .وﻣن ﺛ ّم أدرﻛت أ ّﻧﮭﺎ ﻋﺿ ٌو ﻣن ﺟﺳ ٍم ﺑﺷري. 207
ﻛﺎن ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗﻠب ﺗ ّم ﺗﺷرﯾﺣﮫ ﺑﻔظﺎظﺔ .ﻗﻠ ٌب ﺑﺷري .ﻗﻠب آﻟﯾس. * ھذه اﻟﻣ ّرة ،ﻛﺎن ﯾﺗو ّﻓر ﻟدى ﻣﺧﺗﺑر ﺑﯾرﻣﯾﻧﻐﮭﺎم ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن اﻟﻣﺎدة وﻟم ﯾﻛن ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻻ إﻟﻰ ﺑﺿﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﻟﻛﻲ ﯾﺛﺑت ﺑﺄ ّن اﻟﻌ ّﯾﻧﺎت اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻋن اﻟﻘﻠب اﻟﻣﺟ ّﻣد ﻛﺎﻧت ﺗﺗطﺎﺑق ﻣﻊ آﺛﺎر اﻟﺣﻣض اﻟﻧووي DNAاﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺷﻌر آﻟﯾس. اﻵن ،ﻟم ﯾﻌد ھﻧﺎك أدﻧﻰ ﺷك .ﻟﻘد ﻣﺎﺗت آﻟﯾس. * ﻓﻲ ذﻟك اﻟﯾوم ،اﻧﻛﺳر ﺷﻲ ٌء ﻣﺎ ﻋﻧد ﻣﺎدﻟﯾن .ﻋﺎدت إﻟﻰ ﺑﯾﺗﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﻟو أ ّﻧﮭﺎ ﺗﺳﯾر وھﻲ ﻧﺎﺋﻣﺔ ،ﺗﺟ ّرﻋت اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻛؤوس اﻟوﯾﺳﻛﻲ وﺣﺑﺗﯾن ﻣﻧ ّوﻣﺗﯾن .ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻟم ﺗذھب إﻟﻰ ﻋﻣﻠﮭﺎ وﻻ ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ .ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﺑﯾﻊ ،ظﻠّت واھﻧﺔ اﻟﻘوى، طرﯾﺣﺔ ﺳرﯾرھﺎ ،ﻓﻲ ﻧو ٍع ﻣن اﻟ ُﺳﺑﺎت ،ﺗﺎﺋﮭﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﺣول واﻷدوﯾﺔ .ﻛﺎن اﻟواﻗﻊ ﻗد أﺻﺑﺢ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮭﺎ ﻻ ُﯾطﺎق .ﻟم ﯾﻌد ھﻧﺎك أ ّي ﺷﻲ ٍء ﻣﮭ ﱟم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮭﺎ .ﺣﺗﻰ وﻻ ﺗوﻗﯾف اﻟﻣﺧﺗ ّل اﻟذي ﯾﻘف ﺧﻠف ھذه اﻟﺟرﯾﻣﺔ .أﺿﺎﻋت رﺷدھﺎ وأﺻﺑﺣت ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺗر ّﻛز ﺑذھﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻣﺳﺗﻌدة ﻷن ﺗﺿﻐط ﻋﻠﻰ زر \"إﯾﻘﺎف\" ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ. * ﻓﻲ اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻣن ﺣزﯾران \\ ﯾوﻧﯾو ،أﻋﻠﻧت ﺻﺣﯾﻔﺔ ﺻن ﻓﻲ أﻋﻣدة ﺻﻔﺣﺎﺗﮭﺎ ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد ﺗ ّم اﻻﺗﺻﺎل ﻣﻊ إﯾرن دﯾﻛﺳون ﻣن ﻗﺑل ﺷرﻛﺔ إﻧﺗﺎج وأ ّﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﻠ ّﻘت ﻣﺑﻠﻐﺎً ﻗدره ﺧﻣﺳون أﻟف ﺟﻧﯾﮫ اﺳﺗرﻟﯾﻧﻲ ﻟﻛﻲ ُﺗﺧرج إﻟﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ ﻗ ّﺻﺔ ﻣﻘﺗﺑﺳﺔ ﻣن اﺧﺗﻔﺎء اﺑﻧﺗﮭﺎ. * 208
ﻓﻲ اﻟﺳﺎدس واﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﺣزﯾران \\ ﯾوﻧﯾو ،ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻔﺗﯾش ﻋﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق ،أوﻗﻔت ﺷرطﺔ ﻣﯾرﺳﯾﺳﺎﯾد رﺟﻼً ﯾدﻋﻰ ھﺎراﻟد ﺑﯾﺷوب .ﻛﺎن اﻟرﺟل ،وھو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ُﺳﻛر ،ﯾﻧﻘل ﻋﺑر اﻟﺻﻧدوق اﻟﺧﻠﻔﻲ ﻟﻌرﺑﺗﮫ أدوات ﺣﺎ ّدة ﻣﻠ ّطﺧﺔ ﺑﺎﻟدم .زﻏم ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد ﻗ ّطﻊ ﺧﻧزﯾراً ﺑر ّﯾﺎً ﺻدﻣﮫ ﺑﺎﻟﺻدﻓﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺔ ﺑوﻻﻧد .وﻟﻛن ﻛﻠﻣﺎﺗﮫ ﻛﺎﻧت ﻏﺎﻣﺿﺔ وﻣﺛﯾرة ﻟﻼرﺗﯾﺎب .ﺗ ّم اﺳﺗﺟواب اﻟرﺟل واﻗﺗﯾد إﻟﻰ زﻧزاﻧﺔ ﺧﺎ ّﺻﺔ ﺑﺈزاﻟﺔ آﺛﺎر اﻟ ُﺳﻛر ﻓﻲ اﻟﻣﻔوﺿﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ﻟﺷرطﺔ ﺑرﯾﺳﻛوت .ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺑدأ اﻻﺳﺗﺟواب ،ﻟم ﯾراود اﻟﺷ ّك رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ اﻟﻣﻧﺎوﺑﯾن ﺑﺄ ّن أﻣﺎﻣﮭم اﻟرﺟل اﻟذي ُﺗطﻠق ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻣﻧذ ﺳﻧوا ٍت ﻋدﯾدة ﻟﻘب \"ﺟ ّزار ﻟﯾﻔرﺑول\". اﻋﺗرف ﺑﯾﺷوب ،ﺧﻼل ﺟﻠﺳﺔ اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﯾﮫ ،ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻋﺷرﯾن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻗﺗل ﻟﻧﺳﺎء ﺷﺎ ّﺑﺎت أو ﻣراھﻘﺎت وﻣﺛﻠﮭﺎ ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻏﺗﺻﺎب ارﺗﻛﺑﮭﺎ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗ ّدة ﻣن اﻟﻌﺎم ٢٠٠١وﺣﺗﻰ اﻟﻌﺎم .٢٠٠٩ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻔﺎﺟﺄة ﻛﺑﯾرة .ﺳﻣﺣت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺣﺗﺟﺎز ﺑﺳﯾطﺔ ﺑﺷﺄن ﺗﻧﺎول اﻟﻛﺣول ﺑﺗوﻗﯾف أﺣد أﻋﺗﻰ رﺟﺎل اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺳﺗﺎﺧﺎﻧوﻓﯾﯾن اﻟﻣرﻋﺑﯾن اﻟذﯾن ﻋرﻓﺗﮭم إﻧﺟﻠﺗرا .اﻟﻌﺷرات ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻘﺗل واﻻﺧﺗطﺎف اﻟﺗﻲ ظﻠّت ﻏﺎﻣﺿﺔ وﺟدت طرﯾﻘﮭﺎ أﺧﯾراً إﻟﻰ اﻟﺣ ّل. اﺳﺗﻐرﻗت اﻋﺗراﻓﺎت ھﺎراﻟد ﺑﯾﺷوب طﯾﻠﺔ اﻟﻠﯾل .ﻋﻧد اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺑﺎﻛر ،ﻛﺎﻧت آﺧر ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻗﺗل ﻧﺳﺑﮭﺎ إﻟﻰ ﻧﻔﺳﮫ ھﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻗﺗل آﻟﯾس دﯾﻛﺳون .ﺷرح ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد أﻟﻘﻰ ﺟ ّﺛﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﮭر ﻣﯾرﺳﻲ ﺑﻌد أن أرﺳل ﻗﻠﺑﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﻔوﺿﯾﺔ ﺷرطﺔ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر. * ﺷﻐﻠت اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻋﻧﺎوﯾن اﻟﺻﻔﺣﺎت اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺻﺣف طﯾﻠﺔ أﺳﺎﺑﯾ ٍﻊ ﻋدﯾدة. 209
ﺗ ّم اﺳﺗﺟواب ﺑﯾﺷوب واﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ أﻗواﻟﮫ ﻟﻌﺷرات اﻟﻣرات وﻟﻛ ّن ذاﻛرﺗﮫ ﻛﺎﻧت ﺗﺧوﻧﮫ ،وﻛﺎن ﯾﺧﻠط ﻏﺎﻟﺑﺎً ﺑﯾن اﻟﺗوارﯾﺦ وﯾﺑﻘﻰ ﻣﺗردداً وﻏﺎﻣﺿﺎً ﺣول ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺑﻌض ﺟراﺋﻣﮫ .ﻟدى ﺗﻔﺗﯾش ﻣﺳﻛﻧﮫ ،ﻋﺛر اﻟﻣﺣ ّﻘﻘون ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﯾﺎ ﻣن ﺟﺛث ﻛﺛﯾرة ﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ھوﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ أﺻﺣﺎﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻣؤ ّﻛد. * ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن ﺗﻣوز \\ ﯾوﻟﯾو ،ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﯾل ،ﻋﻠّﻘت ﻣﺎدﻟﯾن ﻏرﯾن ﺣﺑل ﻣﺟ ّﻔف اﻟﺷﻌر إﻟﻰ اﻟﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻠو ﺷرﻓﺔ ﺑﯾﺗﮭﺎ. ﻛﺎن ﯾﺟب ﻟﺗﻠك اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﺗﻧﺗﮭﻲ. ﺑﻣﺳﺎﻋدة ﻣﺎ ﺗﺑ ّﻘﻰ ﻣن اﻟوﯾﺳﻛﻲ ،اﺑﺗﻠﻌت ﻛ ّل اﻷدوﯾﺔ اﻟﻣﺗو ّﻓرة ﻟدﯾﮭﺎ ،واﻟت ﯾﺗﺗﻛ ّون ﺑﺷﻛ ٍل أﺳﺎﺳﻲ ﻣن أﻗراص ﻣﻧ ّوﻣﺔ وﻣﮭ ّدﺋﺎت .ﺛم ﺻﻌدت إﻟﻰ ﻛرﺳ ﱟﻲ وأﻣﺳﻛت ﺑﺣﺑل ﻣﺟﻔّف اﻟﺷﻌر ﻟﻛﻲ ُﺗﺷ ّﻛل ﺑﮫ ﺣﻠﻘﺔ .د ّﺳت رأﺳﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻠﻘﺔ وﺷ ّدت اﻟﻌﻘدة. ﻛﺎن ﯾﺟب ﻟﺗﻠك اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﺗﻧﺗﮭﻲ. ﻣﻧذ ﺷﮭر ،اﺟﺗﺎﺣت ﺻو ٌر ﻣرﻋﺑﺔ ﺧﯾﺎﻟﮭﺎ .ﺻو ٌر ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣ ّﻣﻠﮭﺎ واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗرك ﻟﮭﺎ أ ّي ﻣﮭﻠﺔ .ﺻو ٌر ﺟﻌﻠﺗﮭﺎ ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻷھوال اﻟﺗﻲ ﻻ ﺑ ّد أن آﻟﯾس ﻗد ﺗﻌ ّرﺿت ﻟﮭﺎ. ﻛﺎن ﯾﺟب ﻟﺗﻠك اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﺗﻧﺗﮭﻲ .ﻛﺎن ﯾﺟب ﻟﺗﻠك اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﺗﻧﺗﮭﻲ. * ﻓﻘﻔزت ﻣن اﻟﻛرﺳﻲ. 210
اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر زھرة اﻟﺳﺣﻠﺑﯾﺔ اﻟﺳوداء وﺣﯾد ًة ) ،(...أﻧﺎ داﺋﻣﺎً وﺣﯾدة \\ ﻣﮭﻣﺎ ﺣﺻل. ﻣﺎرﻟﯾن ﻣوﻧرو ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو ﯾوم اﻻﺛﻧﯾن ﺻﺑﺎﺣﺎً أﺷرﻗت اﻟﺷﻣس ﻋﻠﻰ ﺗﯾﻠﯾﻐرام ھﯾل .اﻧﻌﻛﺳت اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺷﻣس ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑض اﻟﺛﻼّﺟﺔ اﻟﻣﺻﻧوع ﻣن اﻟﻛروم ،ﻣﻌ ّرﺿﺔ اﻟﻣطﺑﺦ اﻟﻣﻌﺗم ﻟﻧو ٍر ﺳﺎطﻊ .ﺑﮭر اﻧﻌﻛﺎس اﻟﺳطوع ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓرﻓﻊ ﯾده إﻟﻰ وﺟﮭﮫ ﻟﯾ ّﺗﻘﻲ اﻟﺷﻌﺎع. اﻟﺻﺑﺎح ،ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ... ﻣ ّﺳد ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺟﻔﻧﯾﮫ وﻗد أﻧﮭﻛت اﻟﻠﯾﻠﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎء اﻟﺗﻲ ﻗﺿﺎھﺎ أﻣﺎم ﺷﺎﺷﺔ ﺣﺎﺳوﺑﮫ ﻗواه .ﺷﻌر ﺑﺣرﻗ ٍﺔ ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾﮫ ،وط ّﻧت أذﻧﺎه وﺗﺷ ّﺑﻊ دﻣﺎﻏﮫ ﺑﺎﻷھوال واﻟﻔظﺎﺋﻊ. ﻧﮭض ﺑﻣﺷ ّﻘﺔ وﺷ ّﻐل آﻟﺔ إﻋداد اﻟﻘﮭوة وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻛﻣﻼﻛ ٍم داﺋﺦ ﺑﻌد أن ﺗﻠ ّﻘﻰ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺿرﺑﺎت ،ﺑﻘﻲ ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب دﻗﯾﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ دون ﺣراك ،وﻧظرﺗﮫ ﺗﺎﺋﮭﺔ ﻓﻲ اﻟﻔراغ ،ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر ذاك اﻟﻐوص ﻓﻲ اﻟظﻠﻣﺎت 211
واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺳوداء .ارﺗﻌش؛ ﻛﺎن طﯾف آﻟﯾس ،اﻟﻣﺧﻔور ﺑظ ّل ﻣﺎدﻟﯾن ،ﻻ ﯾزال ﻣزروﻋﺎً ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ .اﺧﺗﻠط ﻓﻲ ذھﻧﮫ ﻛ ّل ﺷﻲء وﺗﺷ ّوش .اﻟﻌﺗﮫ اﻟﻘﺎﺗل ﻟﺟ ّزار ﻟﯾﻔرﺑول، ﺑؤس ﺷﯾﺗﺎم ﺑرﯾدج ،ﺑﻘﺎﯾﺎ اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ،ﻏﻣوض داﻧﻲ دوﯾل ،اﻟدم ،اﻟدﻣوع ،اﻟﻣوت... رﻏم ھذا اﻟﺗﻘ ّزز ،وﻣﻊ ذﻟك ﻟم ﺗﻛن ﻟدﯾﮫ ﺳوى رﻏﺑﺔ وﺣﯾدة :أن ﯾﺟﻠس أﻣﺎم اﻟﺣﺎﺳوب ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗﻣ ّر ﻓﻲ اﻛﺗﺷﺎف ﻣﺎ ﺗﺑ ّﻘﻰ ﻣن وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻔﺗﺣﮭﺎ ﺑﻌد ،ﻟﻛن ﺷﺎرﻟﻲ ﺳوف ﻟن ﯾﺗﺄ ّﺧر ﻓﻲ اﻻﺳﺗﯾﻘﺎظ وﻗﺑل أن ﯾﻌ ّد اﻟﻔطور ﻻﺑﻧﮫ ،ﻛﺎن ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺣﻣﺎم ﻟﻛﻲ ﯾﻐﺗﺳل ﻣن ھذا اﻟﺟﻧون .ظ ّل واﻗﻔﺎً ﻟوﻗ ٍت طوﯾل ﺗﺣت ر ّﺷﺎش اﻟﻣﺎء اﻟﺳﺎﺧن وھو ﯾدﻋك ﺟﻠده ﺑﺎﻟﺻﺎﺑون إﻟﻰ ﺣ ّد اﻟﺗﻘ ّﺷر ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺧﻠّص ﻣن ﺻور اﻟﻛﺎﺑوس اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺑذھﻧﮫ. آﻟﻣﺗﮫ أﺳﺋﻠﺔ ﻣﻌ ّذﺑﺔ وأﻟ ّﺣت ﻋﻠﯾﮫ .أ ّي ﻓظﺎﻋﺎت أذاﻗﮭﺎ ﺑﯾﺷوب ﻟﮭذه اﻟﺻﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﻛﯾﻧﺔ ﻗﺑل أن ﯾﻘﺗﻠﮭﺎ؟ ھل ﻗ ّدم اﻋﺗراﻓﺎت أﺧرى ﺣول آﻟﯾس؟ ھل اﻋﺗرﺿت ﻣﺎدﻟﯾن ﻣن ﺟدﯾد طرﯾق داﻧﻲ وﺧﺎ ّﺻﺔ ﻛﯾف ﺗﺣ ّوﻟت ﺷرطﯾﺔ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر اﻟﻌﻧﯾدة إﻟﻰ ﺑﺎﺋﻌﺔ زھور ﺑﺎرﯾﺳﯾﺔ ﻟطﯾﻔﺔ؟ * ﺑﺎرﯾس ،اﻟداﺋرة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻋﺷرة اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷرة ﺻﺑﺎﺣﺎً رﻛﻧت ﻣﺎدﻟﯾن دراﺟﺗﮭﺎ اﻟﻧﺎرﯾﺔ ﻣن طراز ﺗرﯾوﻧف ﻓﻲ ﻣوﻗ ٍف ﻣﺧ ّﺻص ﻟﻠﻣرﻛﺑﺎت ذات اﻟﻌﺟﻠﺗﯾن ،ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺟﺎدة ﻓﯾﻛﺗور ھوﻏو .ﻧزﻋت ﻗﻧﺎﻋﮭﺎ اﻟواﻗﻲ ،ﺷ ّﻌﺛت ﺷﻌرھﺎ ودﻓﻌت ﺑﺎب ﺣﺎﻧﺔ إﯾﻐﻠون ،وھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺣﺎﻧﺔ ﺻﻐﯾرة ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ذات ﻧﻣ ٍط ﺷﻌﺑﻲ ﺗﺷ ّﻛل ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎرﻗﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺣﻲ اﻟراﻗﻲ .ﺟﻠﺳت إﻟﻰ أ ّول طﺎوﻟﺔ ﺑﺟﺎﻧب اﻟﻧﺎﻓذة .ﻛﺎﻧت ﺗﻠﻘﻲ ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ﻧظرة ﻣﺗﻣﯾزة ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﯾﮫ ﻓﺎﻧﻔﺎن ،ﻣطﻌم ﺟورج ﻻ 212
ﺗوﻟﯾب اﻟذي ﺗﺷﻣﺦ ﻻﻓﺗﺗﮫ اﻟﻣﮭﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﻣن اﻟﺷﺎرع .طﻠﺑت ﻓﻧﺟﺎﻧﺎً ﻣن اﻟﺷﺎي وﻗطﻌﺔ ﻛرواﺳﺎن ﺛ ّم ﺳﺣﺑت ﺣﺎﺳوﺑﮭﺎ اﻟﻣﺣﻣول ﻣن ﺣﻘﯾﺑﺗﮭﺎ اﻟظﮭرﯾﺔ و ... ﻣﺎذا أﻓﻌل ھﻧﺎ؟ ﺣ ّﯾرھﺎ اﻟﺳؤال وھﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻف اﻵﺧر ﻣن دﻣﺎﻏﮭﺎ .ﻟﻣﺎذا ﺗﺧ ِرج ﻓﺟﺄ ًة ﻋن اﻟﺧطوط اﻟﻣرﯾﺣﺔ ﻟﺣﯾﺎﺗﮭﺎ؟ ﻛﺎن ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺧزن ،ﻣﻊ ﺗﺎﻛوﻣﻲ وزﺑﺎﺋﻧﮭﺎ ،وﻟﯾس ﻓﻲ ﻣﺧﺑﺄ أﻣﺎم ﻣطﻌم رﺟ ٍل ﻟم ﺗﻛن ﺗﻌرﻓﮫ ﻻ ﻣن ﺣواء وﻻ ﻣن آدم. ﻟم ﺗﻌودي ﻓﻲ ﺳﻠك اﻟﺷرطﺔ ،ﯾﺎ ﻋﺟوزﺗﻲ! ﻟم ﺗﻌودي ﻓﻲ ﺳﻠك اﻟﺷرطﺔ! ﻛ ّررت ھذه اﻟﻌﺑﺎرة ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﻘﺗﻧﻊ ﺑذﻟك ﻓﻌﻼً .وﻟﻛن ھل ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣرء أن ﯾﺗﺧﻠّص ﻧﮭﺎﺋﯾﺎً ﻣن ﻣﮭﻧ ٍﺔ ﻛﺗﻠك؟ ﻟﺑﺿﻊ ﻟﺣظﺎ ٍت إﺿﺎﻓﯾﺔ ،اﺧﺗﺎرت أن ﺗﺿﻊ ﺑﯾن ﻗوﺳﯾن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺗﮭﺎ .ﻛﺎﻧت ﺗﺣﺗﻔظ ﻓﻲ ﺟﯾﺑﮭﺎ ﺑﻣﻘﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣ ّدث ﻋن ﻋﻼﻗﺔ ﺟورج وﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ. ﺳﻠّﻛﻲ ﺳﺣﺎﯾﺎ ِك! أﻣرت ﻧﻔﺳﮭﺎ وھﻲ ﺗﻔردھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ. اﺳﺗﻌرﺿت اﻟﺻور ﻣن ﺟدﯾد ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل ،اﻟدﻻﺋل اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن دﺣﺿﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺎﻧﺔ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ اﻟزوﺟﯾﺔ. ﻛﺎن ﺛ ّﻣﺔ أﻣ ٌر ﻏﯾر ﺳوي ﻓﻲ ھذه اﻟﺻور .ﻓﯾﮭﺎ ﺟﺎﻧ ٌب ﻓﻧ ّﻲ ﻣﺑﺎﻟ ٌﻎ ﻓﯾﮫ .وﻛﻌﺎرﺿﺔ أزﯾﺎء ﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻛﺎﻧت ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﺗﻣﺗﻠك اﻟﺣﺎﺳﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻟﻛﻲ ﺗ ّﺗﺧذ اﻟوﺿﻌﯾﺔ وﺗﻠﻌب ﻣﻊ اﻹﺿﺎءة .ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺻور ُﺗﻌ َﺗ َﺑر أ ّﻧﮭﺎ ﻣن ﻋﻣر ﺻﺣﺎﻓﻲ ﺑﺎﺑﺎرازي ،ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن ﺑﺧﻼف ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎﻋﺔ ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ،ﺑﻌﯾداً ﻋن ﻛوﻧﮭﺎ \"ﻣﺳروﻗﺔ\"، ﺣﺻﯾﻠﺔ إﺧرا ٍج ﻣدرو ٍس ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ. 213
وﻟﻛن ﺑواﺳطﺔ َﻣ ْن؟ وﻣﺎ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ؟ ﻗﺿﻣت ﻗطﻌﺔ اﻟﻛرواﺳﺎن وھﻲ ﺗوﺻل ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﮫ ﺣﺎﺳوﺑﮭﺎ ﺑﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت. وﺟدت ﺑﺳﮭوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ اﻟﻣطﻌم رﻗم ھﺎﺗف ﻛﺎﻓﯾﮫ ﻓﺎﻧﻔﺎن .ا ّﺗﺻﻠت ﺑﺎﻟرﻗم وطﻠﺑت اﻟﺗﺣ ّدث إﻟﻰ ﺟورج ،وﻟﻛ ّﻧﮭم ر ّدوا ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺄ ّن اﻟﺳﯾد ﻻ ﺗوﻟﯾب ﻟن ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﻣطﻌم ﻗﺑل اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺣﺎدﯾﺔ ﻋﺷرة ﺻﺑﺎﺣﺎً .اﺳﺗﻔﺎدت ﻣن اﻟوﻗت اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ أﻣﺎﻣﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﺗﻘ ّدم ﻗﻠﯾﻼً ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﺣث .ﻛﺎن اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺻورة اﻟﻣطﻌم :ﺣدﯾث وﻓﺎﺧر .ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎدات ،ﻛﺎن اﻟﻣرء ﯾرى أ ّن اﻟﻣؤ ّﺳﺳﺔ ﺗﺧ ّص ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻔﻧﺎدق اﻟﻔﺎﺧرة وﯾن إﻧﺗرﺗﯾﻧﻣﻧت. اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺗﻲ اﺷﺗرت ﻛ ّل ﻓ ّﻌﺎﻟﯾﺎت ﻻﻣﺑﯾرور ...ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷطﻌﻣﺔ – اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت أﺳﻌﺎرھﺎ ﻓﻠﻛﯾﺔ ،ﻋرﻓت ﺑﻌض اﻟوﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ ﺷﮭرة ﺟوﻧﺎﺛﺎن .ﻟم ﯾﻛن ﺟورج ﻗد ﺳرق ﻣﻧﮫ زوﺟﺗﮫ ،ﺑل وأﺷﮭر وﺻﻔﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻟطﺑﺦ أﯾﺿﺎً! ظﺎﻟم... أﺟرت ﻣﺎدﻟﯾن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺑﺣث ﺟدﯾدة ﺣول ﺟورج ﻻ ﺗوﻟﯾب ورﺳت ﻋﻠﻰ ﻣد ّوﻧﺔ... ﻏطس .ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺑدو ،ﻛﺎن ﻻ ﺗوﻟﯾب ﻣﻐرﻣﺎً ﺑﺎﻟﺗﺻوﯾر ﺗﺣت اﻟﻣﺎء .ﻛﺎن ﻣوﻗﻌﮫ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،اﻟﻣﺣ ّدث ﺗﻣﺎﻣﺎً ،ﻋﺑﺎرة ﻋن واﺟﮭﺔ ﻋرض ﻟﻣﺧﺗﻠف رﺣﻼﺗﮫ وﯾﻘ ّدم اﻟﻣﺋﺎت ﻣن اﻟﺻور اﻟﺑﮭﯾﺔ ﻟﻸﺳﻣﺎك اﻟﻣﺗﻌددة اﻷﻟوان واﻟﺳﻼﺣف اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ واﻟﻣرﺟﺎن ذات اﻷﻟوان اﻟﻔﺎﻗﻌﺔ .ﻛﺎن ﻻ ﺗوﻟﯾب ﯾﻛﺗﺷف اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻧذ ﺳﻧوات .وﻗد ﻣﺎرس اﻟﻐطس ﻓﻲ دوﻟﺔ ﺑﯾﻠﯾز وﻓﻲ ﺟزر اﻟﮭﺎواي وﻓﻲ زﻧزﯾﺑﺎر وﻓﻲ ﺟزر اﻟﻣﺎﻟدﯾف وﻓﻲ اﻟﺑرازﯾل وﻓﻲ اﻟﻣﻛﺳﯾك. ﻛﺎن ﻛل ﺷﻲء ﻣﺻ ّﻧﻔﺎً وﻣؤر َﺷﻔﺎً وﻣو ّﺿﺣﺎً ﺑﺎﻟﺷرح واﻟﺗﻌﻠﯾق .وھﻲ 214
ﺗﺳﺗﻌرض ﺻﻔﺣﺎت اﻟﻣوﻗﻊ ،ﺗو ّﻗﻔت ﻣﺎدﻟﯾن ﻋﻧد ﺻورة ﺳﻣﻛﺔ ﻧﻣر ﻗر ٍش* راﺋﻌﺔ. ﺣﺳب اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣ ّدون ﻋﻠﻰ اﻟﺻورة ،ﺗ ّم ﺗﺻوﯾر اﻟﺣﯾوان اﻟﻐﺿروﻓﻲ ﻓﻲ ﺟزر اﻟﻣﺎﻟدﯾف ،ﻓﻲ اﻟﺳﺎدس واﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﻛﺎﻧون اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر ﻋﺎم .٢٠٠٩أذھل ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺻورة اﻟﺷرطﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ .ﺣﺳب اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﻛﺎﻧت اﻟﺻور اﻟﻣﻠﺗﻘطﺔ ﻣﻊ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﺗﻌود إﻟﻰ اﻟﺛﺎﻣن واﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﻛﺎﻧون اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر ﻋﺎم .٢٠٠٩ﻛﺎﻧت اﻟﺻور ﻣﻠﺗﻘطﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎط ٍﺊ ﻓﻲ ﻧﺎﺳو ﻓﻲ ﺟزر اﻟﺑﺎھﺎﻣﺎ .ﻋدا ﻋن أ ّن ﺟزر اﻟﻣﺎﻟدﯾف واﻟﺑﺎھﺎﻣﺎ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّل ﺑﻌد ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر أﻟف ﻛﯾﻠو ﻣﺗر ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻧﻘطﺗﯾن ﻣﺗﻌﺎرﺿﺗﯾن ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻣن اﻟﻛرة اﻷرﺿﯾﺔ ...إﻋﺎدة اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﻣﻛﺎﻧﯾن ﺑواﺳطﺔ اﻟطﺎﺋرة ﻟﯾوﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻛﺎﻧت ﻣﻣﻛﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﺻﻌﺑﺔ ﻧظراً إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﺑور واﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .وﻷ ّﻧﮭﺎ اﻗﺗﻧﻌت ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻗد أﻣﺳﻛت ﺑﺷﻲ ٍء ﻣﺎ ،ﺳﻌت إﻟﻰ ﺗﻌﻣﯾق ﺣدﺳﮭﺎ .وھﻲ ﺗﻧﺗﻘل ﻣن ﺻﻔﺣﺔ إﻟﻰ أﺧرى ،ﻻﺣظت ﺑﺄ ّن أ ّﯾﺎً ﻣن زﯾﺎرات ﻻ ﺗوﻟﯾب ﻟم ﺗﺳﺗﻐرق أﻗ ّل ﻣن أﺳﺑو ٍع واﺣ ٍد .وھذا أﻣ ٌر ﻣﻧطﻘﻲ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺳﺎﻓر اﻟﻣرء إﻟﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟم ﻟﻛﻲ ﯾﻣﺎرس اﻟﻐطس ...واﻟﺣﺎل أ ّن رﺣﻠﺗﮫ إﻟﻰ ﺟزر اﻟﻣﺎﻟدﯾف ﻟم ﺗﺳﺗﻐرق ﺳوى ﯾوﻣﯾن .ﻛﺎن ﻛ ّل ﺷﻲء ﯾدﻓﻊ إذاً إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄ ّن ﺟورج ﻗد ﻗطﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻋطﻠﺗﮫ ﻟﻛﻲ ﯾﻧﺿ ّم إﻟﻰ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ. ﺷﻌرت ﻣﺎدﻟﯾن ﺑﺄ ّن ﺷﯾﺋﺎً ﻣﺎ ﯾﻧﮭش ﻓﻲ أﻋﻣﺎق ﺑطﻧﮭﺎ .ﺣرﻗ ٌﺔ ﺣﺎ ّدة وﻟذﯾذة ،ﻗﺷﻌرﯾرةٌ ﺣﺎ ّدة ﺗد ّل ﻋﻧدھﺎ ﻋﻠﻰ أ ّﻧﮭﺎ اﻛﺗﺷﻔت اﻟدﻟﯾل اﻷ ّول ﻟﺗﺣﻘﯾ ٍق .ﻟم ﺗﻌودي ﺷرطﯾﺔ ،ر ّدد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺻوﺗﮭﺎ اﻟداﺧﻠﻲ. * ﻧﻣر اﻟﻘرش :ﺣﯾوان ﺑﺣري ﻏﺿروﻓﻲ ﯾﺷﺑﮫ اﻟﻘرش ﻓﻲ ﺷﻛﻠﮫ واﻟﻧﻣر ﻓﻲ ﻟون ﺟﻠد. 215
وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ اﺧﺗﺎرت أن ﻻ ﺗﺳﻣﻌﮫ وﺧرﺟت ،ﻣﺑﺗﮭﺟﺔ ﺑﺎﻛﺗﺷﺎﻓﮭﺎ ،ﻟﺑﺿﻊ دﻗﺎﺋ ٍق إﻟﻰ اﻟرﺻﯾف ﻟﺗد ّﺧن ﺳﯾﺟﺎر ًة. * ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو -ﺻﺑﺎح اﻟﺧﯾر ﺑﺎﺑﺎ. ر ّد ﺟوﻧﺎﺛﺎن وھو ﯾرﻓﻊ ﺷﺎرﻟﻲ ﺑﯾن ذراﻋﯾﮫ ﻟﻛﻲ ﯾﻘ ّﺑﻠﮫ وﯾﺿ ّﻣﮫ ﻗﺑل أن ُﯾﺟ ِﻠ َﺳﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌ ٍد ﺻﻐﯾ ٍر ﻓﻲ اﻟﻣطﺑﺦ: -ﺻﺑﺎح اﻟﺧﯾر ﯾﺎ وﻟدي اﻟﻛﺑﯾر. ﻓرك اﻟطﻔل ﻋﯾﻧﯾﮫ ود ّس رأﺳﮫ ﻓﻲ ﻛوب ﻣن اﻟﺷوﻛوﻻ اﻟﺳﺎﺧﻧﺔ .دھن ﻟﮫ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺎﻟزﺑدة ﺷطﯾرة ﻏ ّطﺎھﺎ ﺑﻘﻠﯾ ٍل ﻣن ﻋﺳل اﻷﻛﺎﺳﯾﺎ .ﺷﻛره ﺷﺎرﻟﻲ وﺳﺄﻟﮫ إن ﻛﺎن ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺷﺎھد أﻓﻼم اﻟﺻور اﻟﻣﺗﺣرﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ اﻟﺻﻐﯾرة .ﻓﻲ ھذا اﻟﺻﺑﺎح ،ﻛﺎن ﻟدى ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺳﺑﺑﺎً ﻣﻘﻧﻌﺎً ﻟﻛﻲ ﯾﺟ ّﻧﺑﮫ ﻣوﻋظﺗﮫ اﻟﻣﻧﺎھﺿﺔ ﻟﻠﻛﺎﺛوﻟﯾﻛﯾﺔ .ﻓر ّد ﻋﻠﯾﮫ وھو ُﯾﺷ ّﻐل ﺑﻧﻔﺳﮫ اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﺑواﺳطﺔ ﺟﮭﺎز اﻟﺗﺣ ّﻛم: -طﺑﻌﺎً ،ﯾﺎ ﻋزﯾزي. اﻗﺗرب ﺷﺎرﻟﻲ ﻣن ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾون .اﺳﺗﻐ ّل ﺟوﻧﺎﺛﺎن اﻧﺷﻐﺎل اﺑﻧﮫ ﺑﻣﺷﺎھدة ﺳﺑوﻧﺞ ﺑوب ﻟﻛﻲ ﯾﺟﻠس أﻣﺎم ﺷﺎﺷﺔ ﺣﺎﺳوﺑﮫ وﯾﺳﺗﺄﻧف اﻛﺗﺷﺎف \"ﻣﻠف دﯾﻛﺳون\". ﻣن ﺑﯾن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ظ ّل ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﺳﺗﻌرﺿﮭﺎ ﻛﺎن ﯾوﺟد ﻣﻘطﻊ ﻓﯾدﯾو ﻣﺿﻐوط ﺷ ّﻐﻠﮫ ﺑﻌد أن أوﺻل ﺳﻣﺎﻋﺎﺗﮫ .ﻟم ﺗﻛن اﻟﺻورة ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟودة .ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷ ّك ﻓﯾﮫ أ ّن اﻟﻔﯾﻠم ﻗد ﺻ ﱢو َر ﺑﻛﺎﻣﯾرا ھﺎﺗف ﻣﺣﻣول أو ﺑﻛﺎﻣﯾرا رﻗﻣﯾﺔ ﺗﻌود إﻟﻰ أواﺳط اﻟﻌﻘد اﻷﺧﯾر ﻣن اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .وﻟﻛن اﻟﺻوت ﻛﺎن ﻣﺳﻣوﻋﺎً .ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰُ ،ﺗﺷﺎھد ﻣﺎدﻟﯾن وھﻲ ﻣﻐﻣﺿﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾن .ﻣﺳﺗﻠﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳرﯾر ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ،وﺗﺑدو وﻛﺄ ّﻧﮭﺎ ﻻ ﺗزال 216
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺑوﺑﺔ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّل ﺗﻐ ّط ﻓﻲ ﻧو ٍم ﻋﻣﯾق .ﺛ ّم ﯾﺿﻊ اﻟرﺟل \"اﻟﻛﺎﻣﯾرا\" ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺔ رأس اﻟﺳرﯾر وﯾﺻ ّور ﻧﻔﺳﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ .ﻛﺎن رﺟ ًﻼ أﺳﻣر اﻟﺑﺷرة ،طﺎﻓﺣﺎً ﺑﺎﻟرﺟوﻟﺔ، ذا وﺟ ٍﮫ ﻣر ّﺑﻊ وﻧظر ٍة ﻛﺋﯾﺑﺔ وﻣﺗﻌﺑﺔ. ﺑدأ ﺑﺻو ٍت ﻏﯾر ﻣﻣ ّﯾز: -ھذه اﻟﻣ ّرة ،ﺳﺗﺧرﺟﯾن ﻣن اﻟورطﺔ ،ﯾﺎ ﻣﺎدي... أدرك ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓﻲ اﻟﺣﺎل أ ّن اﻟرﺟل ھو داﻧﻲ دوﯾل... * ﺑﺎرﯾس ﺗو ّﻗﻔت ﺳﯾﺎرة اﻟﺑورش ﺑﺎﻧﺎﻣﯾرا ﻗﺑﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻌم ﺑﻌد أن ﺗﺟﺎوزت اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺣﺎدﯾﺔ ﻋﺷرة واﻟﻧﺻف .ﺧرج ﺟورج ﻻ ﺗوﻟﯾب ﻣن ﻣرﻛﺑﺗﮫ وﺳﻠّم اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﻟﻠﺳﺎﺋق ﻟﻛﻲ ﯾرﻛن اﻟﺳﯾﺎرة. ﻗ ّطﺑت ﻣﺎدﻟﯾن ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ ﻟﻛﻲ ُﺗﻣ ِﻌن اﻟﻧظر إﻟﯾﮫ وھﻲ ﺟﺎﻟﺳﺔ ﺧﻠف اﻟواﺟﮭﺔ اﻟزﺟﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﮭﻰ .ﺑدا أﻛﺑر ﺳ ّﻧﺎً ﻣﻣﺎ ھو ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺻور وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻻ ﯾزال ﯾﺑدو ﻓﻲ ھﯾﺋﺔ ﺟ ّﯾدة: ﻣظﮭر أﻧﯾق ،ﺟﺳ ٌم رﯾﺎﺿﻲ .ﺑدت زواﻟﻔﮫ ﻣﺎﺋﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﯾﺎض ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد وﻟﻛن ﻟﯾس ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻛﻲ ﻧدرﺟﮫ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ \"اﻟﻌﺟوز اﻟوﺳﯾم\". ﻗ ّررت أن ﺗﺄﺧذ وﻗﺗﮭﺎ وﺗراﻗﺑﮫ .ﻧظراً إﻟﻰ اﻟﺗوﻗﯾت اﻟذي وﺻل ﻓﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﻣطﻌم ،ﻛﺎن ﻣ ّﻣﺎ ﻻ ﺷ ّك ﻓﯾﮫ أ ّن ﺟورج ﯾﻛ ّرس وﻗﺗﮫ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎ ّﻣﺔ أﻛﺛر ﻣ ّﻣﺎ ﯾﻛ ّرﺳﮫ ﻷﻓراﻧﮫ. وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻘﺗﻧﻌﺔ ﺑﺄ ّﻧﮫ ﺳوف ﻟن ﯾﺗﺄ ّﺧر ﻛﺛﯾراً ﻣﺎ أن ﺗﻧﺗﮭﻲ ﻓﺗرة اﻟﺧدﻣﺔ. ﻛﻠّﻣﺎ اﻗﺗرب ﻣوﻋد اﻟﻐداء ،ﻛﻠّﻣﺎ اﻣﺗﻸ ﻣﻘﮭﻰ إﯾﻐﻠون اﻟﺻﻐﯾر اﻟذي وﺟدت ﻣﺎدﻟﯾن ﻣﻼذاً ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟرواد .ﺳﺄﻟﺗﮭﺎ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﻣﻘﮭﻰ إن ﻛﺎﻧت ﺗو ّد أن ﺗﺗﻧﺎول ﺷﯾﺋﺎً ،اﻷﻣر اﻟذي واﻓﻘت ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻛﻲ ﻻ ﺗﻔﻘد ﻣوﻗﻌﮭﺎ ﻟﻠرﺻد واﻟﻣراﻗﺑﺔ .طﻠﺑت طﺑق اﻟﯾوم .ﻟم ﺗﻛن اﻟوﺟﺑﺔ وﺟﺑﺔ اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر 217
ﻧﻔﺳﮭﺎ ،وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺟﺎﺋﻌﺔ ﻛﺛﯾراً ﺑﺣﯾث أ ّﻧﮭﺎ اﻟﺗﮭﻣت ﻓﻲ ﺑﺿﻊ ﻟﻘﯾﻣﺎت طﺑﻘﮭﺎ ﻣن \"ﺻﺎﺳﯾﺟو ﺗوﻟوز ﺑﺎﻟزﻋﺗر وﺑﺎﻟﺑﺻل اﻟﻣﻐ ّﻣس ﺑﺎﻟﻛراﻣﯾل\". ﻧﻌم ،ﻟﻘد ﻋﺎودت اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض :اﻟﻣﺧﺎﺑﺊ ،اﻟﻣطﺎﺣن ،اﻟﺗﺧﻣﯾﻧﺎت، وﺟﺑﺎت اﻟطﻌﺎم اﻟﺳرﯾﻌﺔ واﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ...وﻣﻊ ذﻟك اﻗﺗﻧﻌت ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻗد وﺿﻌت ﺧ ّطﺎً ﻋﻠﻰ ﻛ ّل ھذا ،وﻟﻛ ّن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻌود ﺑﻌﺟﻠﺔ .ﻣﺎ اﻟذي ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ أن ﺗﺑرھﻧﮫ ﻟﻧﻔﺳﮭﺎ؟ أن ﺗﺑرھن ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻔﻘد ﺑﺻﯾرﺗﮭﺎ؟ ﻋﻠﻰ أ ّﻧﮭﺎ ﻻ ﺗزال ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻓ ّك ﺧﯾوط ﺳ ﱟر ﻏﺎﻣض؟ ﻛﺎن ھذا اﻷﻣر ﯾﺣ ّرﺿﮭﺎ أﻛﺛر ﻣ ّﻣﺎ ﯾرﻋﺑﮭﺎ .ﻣﻧذ أﻛﺛر ﻣن ﻋﺎﻣﯾن ،ﻛﺎﻧت ﻗد ﺟﮭدت ﻓﻲ ﻣﺳﺢ ﻣﺎﺿﯾﮭﺎ ،واﻵن ﺗﺧﺷﻰ أن ﯾﻧﺑﻌث ھذا اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﯾن ﻏ ّرة ،ﻛﻣﺎ ﻟو أ ّﻧﮫ ﻣﺎر ٌد ﯾﺧرج ﻣن ﻗﻣﻘﻣﮫ .ﻛﺎﻧت أﺷﺑﮫ ﺑﻣدﻣﻧﺔ ﻣﺧ ّدرات أو ﻣدﻣﻧﺔ ﻛﺣول :ﻟم ﺗﺑرأ ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻣﻧﮭﺎ وﯾﻣﻛن ﻟﮭﺎ أن ﺗﻐرق ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺟدﯾد ﻋﻧد أدﻧﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ. ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗذ ّﻛرت ﻣﺎﺿﯾﮭﺎ ،ﻓﺎﺿت اﻟدﻣوع ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ .إﺑﻌﺎد اﻟﺣزن وﺧﺎﺻﺔ ﻋدم ﻣﻌﺎودة اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ آﻟﯾس .ﻛﺎن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺧﯾر اﻟذي ﻗﺎﻣت ﺑﮫ ﻗد رﻣﻲ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺎع اﻟﮭﺎوﯾﺔ .اﺳﺗﯾﻘظت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺑﻌد ﯾوﻣﯾن ﻣن اﻟﻐﯾﺑوﺑﺔ ﻣن ﺟ ّراء ﻣﺣﺎوﻟﺗﮭﺎ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺣﺎر .ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻓﺗﺣت ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ ،ﻛﺎن ھﺎﺗﻔﮭﺎ ﻓﻲ ﯾدھﺎ .وﻷ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗزال ﻣذھوﻟﺔ ﻣن ھول اﻟﺻدﻣﺔ ،ﻧظرت إﻟﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﮭﺎﺗف دون أن ﺗدرك ﺷﯾﺋﺎً .ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺔ اﻟﺳرﯾر اﻟﺻﻐﯾرة ،ﻗرب ﺑﺎﻗﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻣن أزھﺎر اﻟﺑﻧﻔﺳﺞ ،ﻛﺎن ﯾوﺟد ﻣﻐﻠّف ﺳﺣﺑت ﻣﻧﮫ ﺑطﺎﻗﺔ زﯾﺎرة: \"ﯾﻣﻠك اﻟﻣرء داﺋﻣﺎً اﻟﺧﯾﺎر\" اﻋﺗ ٍن ﺑﻧﻔﺳ ِك داﻧﯾﯾل 218
ﻋﺎدت إﻟﻰ ھﺎﺗﻔﮭﺎ وﺗﺑ ّﯾن ﻟﮭﺎ أ ّن أﺣدھم ﻗد اﺳﺗﺧدم ﺟﮭﺎزھﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﻘوم ﺑﺗﺻوﯾر ﻧﻔﺳﮫ. ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺷ ّﻐﻠت اﻟﺗﺳﺟﯾل ،ظﮭر وﺟﮫ داﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ .ﻟم ﯾﺳﺑق ﻟﮭﺎ أن ﺷﺎھدﺗﮫ أﺑداً ﺑﮭذا اﻟﻘدر ﻣن اﻟﺗﻌب وﻣن \"اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ\" .ﺑدأ ﺑﺻو ٍت ﻣﺗﻌب: -ھذه اﻟﻣ ّرة ،ﺳﺗﺧرﺟﯾن ﻣن اﻟورطﺔ ،ﯾﺎ ﻣﺎدي ... * -ھذه اﻟﻣ ّرة ،ﺳﺗﺧرﺟﯾن ﻣن اﻟورطﺔ ﯾﺎ ﻣﺎدي ،وﻟﻛن ﻟن ﯾﻧﺟﺢ ذﻟك داﺋﻣﺎً .أﻧﺎ أﻋرف ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺷرطﺔ :إ ّﻧﮭم ﻻ ﯾﺧﺗﻠﻔون ﻛﺛﯾراً ﻋن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻠذﯾن ﻣﺛﻠﻲ .أﻧﺎ أﻋﻠم ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﺳﺗﻧﺗﮭﻲ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﺑﺳﻠوك اﻟطرﯾق اﻟوﻋرة ﻧﻔﺳﮭﺎ :طرﯾق اﻻﻧﻐﻣﺎس ﻓﻲ اﻟظﻠﻣﺎت واﻟﻌﻧف واﻷﻟم واﻟﮭواﺟس واﻟﻣوت... أﻧﺎ أﻋﻠم أ ّﻧ ِك ﺗﻧﺎﻣﯾن ﻣﻊ ﻣﺳ ّدﺳك .أﻧﺎ أﻋﻠم أ ّﻧ ِك ﻣﺳﻛوﻧﺔ ﺑﺎﻟﺧوف .أﻧﺎ أﻋﻠم أ ّن ﻟﯾﺎﻟﯾ ِك ﻣﺿطرﺑﺔ وﻣﺄھوﻟﺔ ﺑﺎﻷﺷﺑﺎح واﻟﺟﺛث واﻟﻌﻔﺎرﯾت .أﻧﺎ أﻋرف ﺣزﻣك ،وﻟﻛن أﻋرف أﯾﺿﺎً ھذا اﻟﺟﺎﻧب ﻣن اﻻﺳوداد ﻓﻲ داﺧﻠ ِك .ﻛﺎن ﻣوﺟوداً ﻓﯾك ﻣﻧذ ﻛﻧ ِت ﻣراھﻘﺔ وﻟم ﯾﻔﻌل ﻋﻣﻠك ﺳوى ﺗﺿﺧﯾﻣﮫ .وﻟﻛ ّﻧﮫ أﯾﺿﺎً ﺣ ّوﻟك إﻟﻰ ﻛﺎﺋن أﺷﺑﮫ ﺑﺎﻟﻣ ّﯾت .ﻟﻘد ﻓﻘد ِت ﻧﻘﺎء ِك وﻋذوﺑﺗك وﻧور ِك .اﻵن ،اﻟﻧور اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﺗﻘد ﻓﻲ داﺧﻠ ِك ھو ﻧور ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟطرﯾدة .ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻗ ِك ،ﻟﺳ ِت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛﺛﯾراً ﻋن واﻟدة ﺗﻠك اﻟﺻﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠّﻘﺔ ﺑﺷ ّراﻗﺔ ﻣﺧ ّدر اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن .ﻟﻘد أﺻﺑﺣ ِت ﺷرﯾرة ،ﻣدﻣﻧﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺣ ّﺻﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﻣﻼﺣﻘﺔ وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻛﻲ ﺗﻧﺎل ﺣ ّﺻﺗﮭﺎ ﻣن اﻷدرﯾﻧﺎﻟﯾن .إ ّﻧﮭﺎ ﺿرﺑﺗ ِك ،ﺟرﻋﺗ ِك ،وﻣﺿﺗ ِك .ھذا ھو ﻣﺎ ﺗﺗﺑﺎھﯾن ﺑﮫ وھذا ھو ﻣﺎ ﺳﺗﻣوﺗﯾن ﺑﮫ... ﺗو ّﻗف داﻧﻲ ﻋن اﻻﺳﺗرﺳﺎل ،وھو ﯾﻌطﻲ اﻻﻧطﺑﺎع ﺑﺄ ّﻧﮫ ﯾﺑﺣث ﻋن ﻛﻠﻣﺎﺗﮫ ﺑﺈﺷﻌﺎﻟﮫ ﺳﯾﺟﺎرة .ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺣﯾ ُث اﻟﺗدﺧﯾن ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد 219
ﻣﻣﻧو ٌع ﺑﺻراﻣﺔ ،وﻟﻛن ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن ،وإن ﻛﺎﻧت ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻣﻌﺷر اﻟﺑﺷر، ﻟم ﺗﻛن ﺗﺧ ّص ﺷﺧﺻﺎً ﻣﺛل دوﯾل. ﺗﺎﺑﻊ ﺣدﯾﺛﮫ: -أﻧت ﻣﺗﻌ ّطﺷﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﻟﻛن ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟﻣطﻠق ھذه ﺗﻧﮭﺷ ِك ﻣن اﻟداﺧل وﺳوف ﻟن ﺗﺗو ّﻗف أﺑداً .ﺑﻌد آﻟﯾس ،ﺳﯾﻛون ھﻧﺎك ﻣوﺗﻰ آﺧرون وﺗﺣﻘﯾﻘﺎت أﺧرى وﻣﺟرﻣون آﺧرون ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺣﺑﺳﮭم ...وﻓﻲ ﻛ ّل ﻣرة ،ﺳوف ﺗﺷﻌرﯾن ﺑﺎﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﻌزﻟﺔ واﻟﺷرود .ﺗرﯾدﯾن أن ﺗﻼﺣﻘﻲ اﻟﺷ ّر وﻟﻛ ّن اﻟﺷ ّر ﻟﯾس ﻟﮫ أ ّي ﺷﻲ ٍء ﻟﯾﻔﻌﻠﮫ ﺑ ِك. ﺳوف ﯾﮭ ّدك وﯾﺗرﻛ ِك وﺣﯾدة ،ھذا ﻛ ّل ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر .اﻟﺷ ّر ﯾﻧﺗﺻر داﺋﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ، ﺻ ّدﻗﯾﻧﻲ ...أﻧ ِت ﻓﻲ ﻋداد اﻟﻣﻔﻘودﯾن ﯾﺎ ﻣﺎدي .ﯾﺟب أن ﺗﺧرﺟﻲ ﻣن ھذه اﻟد ّواﻣﺔ ﻗﺑل أن ﺗﮭوي إﻟﻰ ھ ّوة ﻟن ﺗﻌودي ﻣﻧﮭﺎ. ﻻ أرﯾد أن ﺗﻛون ﺣﯾﺎﺗ ِك ھﻛذا .ﻻ أرﯾد ِك أن ﺗدﻋﻲ ﻧﻔﺳ ِك ﺗﺳﺣﻘﯾن .ارﺣﻠﻲ ﻋن ھذا اﻟﺣﻲ ،ﯾﺎ ﻣﺎدي .ارﺣﻠﻲ ﻋن ھذه اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺳﺧﯾﻔﺔ .ﻋﯾﺷﻲ أﺣﻼﻣ ِك .ﺳﺎﻓري إﻟﻰ ﺑﺎرﯾس .اﻓﺗﺣﻲ ﻣﺗﺟر اﻟزھور ذاك اﻟذي ﺗﺗﺣ ّدﺛﯾن ﻋﻧﮫ ﻣﻧذ زﻣﺎ ٍن طوﯾل! ﻻ ﺗدﻋﯾﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وھم .ﻟﻘد وﺟد ِت ﻟﮫ اﺳﻣﺎً ،أﺗذ ّﻛر ذﻟك ...ﻣﺎذا ﻛﺎن اﻻﺳم؟ ﻋﻧوان أﻏﻧﯾﺔ ﻓرﻧﺳﯾﺔ ﻗدﯾﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻋﺗﻘد :اﻟﺣدﯾﻘﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ... ظﻠّت اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻣﻌﻠّﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﮭواء .ﺣ ّل داﻧﻲ ز ّراً ﻣن أزرار ﻗﻣﯾﺻﮫ وﺳﺣب ﺑﺿﻊ ﻧﻔﺛﺎت ﻋﺻﺑﯾﺔ ﻣن ﺳﯾﺟﺎرﺗﮫ وھو ﯾﺣﯾد ﺑﺑﺻره ﻋن اﻟﮭدف .ﻓرك ﻋﯾﻧﯾﮫ وﺗﻧ ّﮭد وﺑﺣث ﻋن ﺷﻲ ٍء ﻣﺎ ﻟﯾﺿﯾﻔﮫ وﻗ ّرب ﯾده ﻣن اﻟﺟﮭﺎز ﻟﻛﻲ ُﯾطﻔﺋﮫ وﻣن ﺛ ّم ﻋدل ﻋن رأﯾﮫ .ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ھﯾﺋﺔ رﺟ ٍل وﻗﻊ ﻓﻲ ﺿﯾ ٍق ﺷدﯾد وﻓﻲ وﺿ ٍﻊ ﻣﯾؤوس ﻣﻧﮫ .ﺑﺎﻏﺗﺗﮫ دﻣﻌﺔ ﺗﻌب وﺟرت ﻋﻠﻰ 220
طول ﺧ ّده .ﻣﺳﺣﮭﺎ ﺑﺣرﻛﺔ رﻋﻧﺎء ﺗﻛﺎد ﺗﻛون طﻔوﻟﯾﺔ .ﻟم ﯾﻛن داﻧﻲ ﻗد ﺑﻛﻰ ﻛﺛﯾراً ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ .وﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ،ﻏﻣﻐم ﺑﺑﺳﺎطﺔ: -أﺣ ّﺑ ِك. ﺛ ّم ﻗﻔزت اﻟﺻورة ﻗﺑل أن ﺗﺗﺷ ّوش. وأدرﻛت ﻣﺎدﻟﯾن ﻓطرﯾﺎً ﺑﺄ ّن داﻧﻲ ﻗد ﻣﺎت. ﻣن ﻋﻠﻰ ﺳرﯾرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ،ﻧظرت إﻟﻰ ﺑﺎﻗﺔ اﻟﺑﻧﻔﺳﺞ وﻣن ﺛ ّم ﻧظرت ﻣن ﺟدﯾد إﻟﻰ ﺑطﺎﻗﺔ اﻟزﯾﺎرة .وﺣﯾﻧﻣﺎ ﻗﻠﺑت اﻟﺑطﺎﻗﺔ ،اﻛﺗﺷﻔت ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺗﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣن اﻷرﻗﺎم .رﻗم ھﺎﺗ ٍف أدرﺟﺗﮫ ﺑﺎﻧدﻓﺎع ﻟﻛﻲ ﺗ ّﺗﺻل ﺑﮫ .ﻛﺎن رﻗم ﻣﺻر ٍف ﻓﻲ ﺳوﯾﺳرا .ﻗ ّدﻣت ﻧﻔﺳﮭﺎ وﻋ ّرﻓت ﺑﺎﺳﻣﮭﺎ ﻓﺄﺧﺑروھﺎ ﺑﺄ ّن ﺣﺳﺎﺑﺎً ﻗد ﻓُ ِﺗ َﺢ ﺑﺎﺳﻣﮭﺎ وأ ّن ﻣﺑﻠﻐﺎً ﻣن ﺛﻼﺛﻣﺎﺋﺔ أﻟف ﯾورو ﻗد أو ِد َع ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﮭﺎ ھذا. * ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو ﻗﻔزت اﻟﺻورة ﻗﺑل أن ﺗﺗﺷ ّوش. ﺧﻼل ﺑﺿﻊ ﺛوا ٍن ،ظل ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻣﺷدوھﺎً أﻣﺎم ﺷﺎﺷﺔ ﺣﺎﺳوﺑﮫ ،ﻣﺑدﯾﺎً رﻏﻣﺎً ﻋﻧﮫ ﻧوﻋﺎً ﻣن اﻹﻋﺟﺎب ﺣﯾﺎل اﻟﺳ ّﻔﺎح. داﻧﻲ دوﯾل ھذا ...ﯾﺎ ﻟﮫ ﻣن رﺟ ٍل ﻏرﯾب... ﻣﺎ اﻟذي ﺣ ّل ﺑﮫ ﻣﻧذ ﻋﺎﻣﯾن وﻧﺻف؟ ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﻣرﻋب ،ﻻ ﺗﺻﻣد أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﺋل طوﯾﻼً ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺎت اﻹﻧﺗرﻧت وھذه اﻟﻣ ّرة أﯾﺿﺎً ،ﺣﻣل ﻟﮫ ﻣﺣرك ﻏوﻏل ﻟﻠﺑﺣث ﺟواﺑﺎً ﺷﺑﮫ ﻣو ّﻗت. اﻛﺗﺷﺎ ٌف ﺑﺷﻊ ﻋﻠﻰ أﺑواب ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر 221
ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ ﺗﻌود إﻟﻰ ١٠ﺗﻣوز \\ ﯾوﻟﯾو .٢٠٠٩أي ﺑﻌد ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻔﯾﻠم ﺑﯾوم واﺣد أو ﯾوﻣﯾن. ﻟم ﯾﻛن داﻧﻲ ﯾﺧﺎدع :ﻛﺎن ﯾﻌﻠم ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻣﻌ ّر ٌض ﻟﺧط ٍر ﻣﻣﯾت .ﻛﺎن اﻟﺻﺣﺎﻓﻲ ﯾﺷرح ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد ﺗ ّم اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ ﺟ ّﺛﺔ ﻋ ّراب اﻟرذﯾﻠﺔ داﻧﻲ \"دوب\" دوﯾل وﻗد ﻗُ ِط َﻌت ﯾداه وﻗدﻣﺎه واﻗ ُﺗ ِﻠﻌت أﺳﻧﺎﻧﮫ ﻛﺎﻣﻠ ًﺔ ﺑﺎﻟﻛ ّﻣﺎﺷﺔ .اﻧﺗﻘﻣت ﻋﺻﺎﺑﺔ اﻷوﻛراﻧﯾﯾن ﻣﻧﮫ ﺑﻘﺳوة... أﺷﺎع ھذا اﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﺟدﯾد اﻟﺑرودة ﻓﻲ ظﮭره .ﻋﺎد ﺟوﻧﺎﺛﺎن إﻟﻰ ﻣﻛﺗب ﺣﺎﺳوﺑﮫ .ﻟم ﯾﻛن ﻗد ﺗﺑ ّﻘﻰ ﻟﮫ ﺳوى وﺛﯾﻘ ٍﺔ أﺧﯾرة ﻟﻛﻲ ﯾﻔﺗﺣﮭﺎ .ﻛﺎﻧت اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻠف : JPG ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺻورة .ﻣ ّرر اﻟﻣؤ ّﺷر ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺣﺎﺳوب وﻧﻘر ﻋﻠﻰ اﻟﺻورة ،ﻓﺗﺟ ّﻣد اﻟدم ﻓﻲ ﻋروﻗﮫ. * ﺑﺎرﯾس ﺟﺎدة ﻓﯾﻛﺗور ھوﻏو ﻏﺎدر ﺟورج ﻻ ﺗوﻟﯾب اﻟﻣطﻌم ﺑﻌد اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ظﮭراً ﺑﻘﻠﯾل. ﻗﻔزت ﻣﺎدﻟﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ورﻛﺑت دراﺟﺗﮭﺎ اﻟﻧﺎرﯾﺔ وﻻﺣﻘت ﺳﯾﺎرﺗﮫ ﻣن ﻛﺛب ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﻐﯾب ﻋن ﺑﺻرھﺎ .ظﻠّت ﺗﺳﯾر ﻓﻲ إﺛره ﺣﺗﻰ ﺷﺎرع ﻛﻠﯾﻣﺎن – ﻣﺎرون ﻓﻲ ﻗﻠب اﻟﻣﺛﻠّث اﻟذھﺑﻲ. ﺗو ّﻗﻔت ﺳﯾﺎرة اﻟﺑورش ﻟﺑﺿﻊ ﺛوا ٍن أﻣﺎم ﻣﻛﺗ ٍب ﻋﻘﺎريٍ ﻓﺎﺧر .ﻋﺎﻧﻘﺗﮫ اﻟﻣرأة اﻟﺷﺎ ّﺑﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺿﻣت إﻟﯾﮫ ﺑﺣﻣﺎﺳ ٍﺔ وﺣﻣﯾﺔ .ﻻ ﺷ ّك أ ّﻧﮭﺎ إﺣدى اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻼت ﻣﻊ اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻌﻘﺎري. ﻛﺎﻧت اﻟﻣرأة ﻣﻣﺷوﻗﺔ اﻟﻘﺎﻣﺔ ،ﺷﻘراء ،ﺷﺎ ّﺑﺔ ،ﺗرﺗدي ﺗﻧ ّورة ﻗﺻﯾرة وذات ﺳﺣ ٍر ﺳﻼﻓﻲ. ﻣﺛﯾرة ﻟﻠﺷق وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻣﺗﻣ ّﯾزة إﻟﻰ درﺟﺔ أ ّﻧﮭﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺗﺑﯾﻊ ﺷﻘﻘﺎً ﺗﺑﻠﻎ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﺛﻼﺛﺔ أو أرﺑﻌﺔ ﻣﻠﯾون ﯾورو ﻟزﺑﺎﺋن أﻏﻧﯾﺎء ﻣن ذوي اﻟﻣﻘﺎﻣﺎت اﻟرﻓﯾﻌﺔ .ﻏﺎدرت اﻟﺳﯾﺎرة اﻟداﺋرة اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﺿ ّﻔﺔ اﻟﯾﺳرى 222
وﻣوﻗف ﻣدرﺳﺔ اﻟط ّب .وﻟﺞ اﻟﺛﻧﺎﺋﻲ ﯾداً ﺑﯾد ﺷﺎرع ﺳﺎن – ﺳوﻟﺑﯾس ﺛ ّم اﻧﻌطف إﻟﻰ ﺷﺎرع ﺑوﻧﺎﺑرت ﻗﺑل أن ﯾدﻟﻔﺎ ﺗﺣت رواق ﻋﻣﺎر ٍة ﻓﻲ ﺷﺎرع آﺑﻲ. اﻧﺗظرت ﻣﺎدﻟﯾن ﻷﻛﺛر ﻣن ﻋﺷرﯾن دﻗﯾﻘﺔ ﻗﺑل أن ﺗدﺧل ﺳ ّﯾدة ﻋﺟوز ﺑدورھﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻣﺎرة .أﺳرﻋت ﻓﻲ أﺛرھﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﺗﻔ ّﺣص ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺑرﯾد .ﻛﺎن أﺣد ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺑرﯾد ﺑﺎﺳم ﻻ ﺗوﻟﯾب .ﻣ ّﻣﺎ ﻻ ﺷ ّك ﻓﯾﮫ أ ّن ﺟورج ﯾﻌﯾش ﻋﯾﺷ ًﺔ ﺑﺎذﺧﺔ :ﻛﺎن ﯾﺗو ّﻓر ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎرة ﺟﻣﯾﻠﺔ ،وﻋﺷﯾﻘﺔ ﺷﺎ ّﺑﺔ ،وﺷ ّﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺳﺎن – ﺟﯾرﻣﺎن – دي – ﺑري .وھذا أﻣ ٌر ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﺑﺎﺋ ٍﻊ ﺳﺎﺑ ٍق ﻟﻠﮭوت دوغ. اﺳﺗﻐرﻗت اﺳﺗراﺣﺗﮭﻣﺎ اﻹﯾروﺗﯾﻛﯾﺔ ﻟﻣ ّدة ﻗﺻﯾرة :ﺑﻌد ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب رﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ،ﻛﺎن اﻟﻌﺎﺷﻘﺎن ﻗد أﺻﺑﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع ﻣن ﺟدﯾد وﻋﺎدا ﺑﺧطﻰ ﻣﺳرﻋﺔ إﻟﻰ ﻣوﻗف اﻟﺳﯾﺎرات، وﻣن ﺛ ّم اﻟﺗﺣق ﺟورج ﺑﺷرﯾﻛﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل .وﻣن دون أن ُﯾﻼﺣظ ﺑﺄ ّﻧﮫ ُﻣرا َﻗب و ُﻣﻼﺣق، ذھب إﻟﻰ ﺣﻲ ﺗﯾرن ﻋﺑر ﺟﺎدة واﻏرام واﻧﻌطف إﻟﻰ ﺷﺎرع ﻧﯾﻔﺎ ودﻟف إﻟﻰ اﻟﺑواﺑﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﻣﺧ ّﺻﺻﺔ ﻟدﺧول اﻟﻌرﺑﺎت ﻟﻔﻧد ٍق ﺟﻣﯾل ﺧﺎ ّص ﻣطﻠﻲ ﺑﺎﻟﻠون اﻷﺑﯾض اﻟﺧﺎﻓت .ﻣﻧطﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﺻﯾف ،ﺗو ّﻗﻔت اﻟدراﺟﺔ اﻟﻧﺎرﯾﺔ ﻟﻣﺎدﻟﯾن أﻣﺎم ﻟوﺣ ٍﺔ ذھﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺑﻧﻰ ُﻧ ِﻘ َﺷت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺄﺣر ٍف ﺣدﯾﺛﺔ :ﻣؤﺳﺳﺔ دﯾﻠﯾﻠو. رﻛﻧت \"اﻟﺷرطﯾﺔ\" دراﺟﺗﮭﺎ ﻟﯾس ﺑﻌﯾداً ﻋن ﺻﺎﻟﺔ ﺑﻠﯾﯾل وﻋﺎدت أدراﺟﮭﺎ .ﻛﺎن اﻟطﻘس اﻟﻐﺎﺋم ﻗد ﺗرك ﻣﻛﺎﻧﮫ ﻟﻠﺷﻣس ،وﻟﻛ ّن اﻟﺑرد ﻛﺎن ﻗﺎرﺳﺎً واﻟﺑﺧﺎر ﯾﻧﺑﻌث ﻣن ﻓم اﻟﺷﺎ ّﺑﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ. ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻷﺣﯾﺎء اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ اﻟراﻗﯾﺔ ﺣﯾث ﻣﺣ ّﻼت اﻟﺗ ّﺟﺎر اﻟﻧﮭﻣﯾن :ﺷرﻛﺔ ﻣﯾزون دو ﺷوﻛوﻻ ،وﺻﺎﻟﺔ ﻣﺎرﯾﺎج ﻓرﯾر ﻟﻠﺷﺎي ...ﺣرﯾﺻ ًﺔ ﻋﻠﻰ أﻻ ﺗﺷﯾﺢ ﺑﺑﺻرھﺎ ﻋن ﻣدﺧل اﻟﻌﻣﺎرة ،وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ راﻏﺑﺔ ﻓﻲ أن 223
ﺗﺗد ّﻓﺄ ،ﺟﻠﺳت ﻣﺎدﻟﯾن إﻟﻰ طﺎوﻟ ٍﺔ ﻓﻲ إﺣدى أﺷﮭر ﺻﺎﻻت اﻟﺷﺎي ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس. ﻛﺎﻧت طﺎوﻟﺔ اﻟﺷراب ﻣﺣﺎطﺔ ﺑﺳو ٍر ﺿﺧ ٍم ﻣن اﻟرﻓوف اﻟﻣﺻﻧوﻋﺔ ﻣن ﺧﺷب اﻟﺟوز ﻣز ّﯾ ٍن ﺑﺎﻟﻌﺷرات ﻣن اﻟﻌﻠب اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿ ّم أﻓﺧر وأﺛﻣن أﻧواع اﻟﻧﺑﯾذ .ﻛﺎن اﻟﻣﻛﺎن ﯾﻔوح ﺑراﺋﺣﺔ اﻟﺑﺧور واﻟﯾﺎﺳﻣﯾن .ﻛﺎﻧت ﻗﺎﺋﻣﺔ أﻧواع اﻟﺷﺎي وﻓﯾرة .ﺑﺷﻲ ٍء ﻣن اﻟﻣﺻﺎدﻓﺔ ،اﻧﻘﺎدت ﺑﺷﻌرﯾﺔ اﻷﺳﻣﺎء واﺧﺗﺎرت ﻓﻧﺟﺎﻧﺎً ﻣن \" ُﺳﺣب ھﻣﺎﻻﯾﺎ\" ﻣﻊ ﻓطﯾرة ﺳﺎﺑﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟزﺑدة. ﻛ ّرد ﻓﻌل اﻧﻌﻛﺎﺳﻲ ،أﺧرﺟت ﺣﺎﺳوﺑﮭﺎ اﻟذي أوﺻﻠﺗﮫ ﺑﻧﻘطﺔ واي – ﻓﺎي ﻟﻛﻲ ﺗﺗﻣ ّﻛن ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻹﻧﺗرﻧت. ﻗﺎدﺗﮭﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﺗﻲ أﺟرﺗﮭﺎ ﺣول ﻣؤﺳﺳﺔ دﯾﻠﯾﻠو إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ أن ﻓراﻧك دﯾﻠﯾﻠو، واﻟد ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ،ﻗد أ ّﺳس ھذه اﻟﻣﻧ ّظﻣﺔ ﻗﺑل وﻓﺎﺗﮫ ﺑﺑﺿﻊ ﺳﻧوات .وﻛﺎن ﯾﻣﯾل إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺗﻼﻣﯾذ اﻟﻣﺗﻔ ّوﻗﯾن وﻟﻛن اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻣن ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ دراﺳﺗﮭم وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺧﺻﯾص ﻣﻧﺢ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﮭم .ﻛﺎن ﻣﻘ ّر ھذه اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ – وھﻲ واﺣدة ﻣن اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻷﻛﺛر ﺳﺧﺎ ًء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم – ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ،وﻟﻛن ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﻓر ٌع ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ﺣﯾث ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ إدارﺗﮫ ...ﺟورج ﻻ ﺗوﻟﯾب. ﻣطرﻗ ًﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ،ارﺗﺷﻔت ﻣﺎدﻟﯾن رﺷﻔﺔ ﻣن ﻧﻘﯾﻌﮭﺎ اﻟذي ﻛﺎن ﺑﻧﻛﮭﺔ اﻟﺑﻧدق واﻟﻌﻧب اﻟﻣﺳﻛﻲ .اﺷﺗ ّدت اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺣول ﻻ ﺗوﻟﯾب اﻟذي ﻛﺎﻧت ﻛ ّل اﻟدﻻﺋل ﺗ ّﺗﺟﮫ ﻧﺣوه. ﺑﺄ ّي أﻋﺟوﺑﺔ ﺗو ّﺻل ھذا اﻟرﺟل اﻟﻣﻧطﻠق ﻣن اﻟﻌدم إﻟﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺔ وﻋطف اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺗﻲ \"ﺻرﻓت\" ﺟوﻧﺎﺛﺎن ورﻋﺎﯾﺔ وﻋطف ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻓﻲ آ ٍن واﺣد؟ ﻛﺎن ﻛ ّل اﻛﺗﺷﺎ ٍف ﻣن اﻛﺗﺷﺎﻓﺎﺗﮭﺎ ُﯾﺻ ّﻌد ﻣن إﺛﺎرﺗﮭﺎ درﺟ ًﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ .ﻛﺎن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟذي أﺟرﺗﮫ ُﯾﻠﮭﻣﮭﺎ .ﻟم ﺗﻌد ﺗﻔ ّﻛر ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ﻓﻲ 224
ﺑﺎﻗﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﻟزھور أو ﻓﻲ أﻋﺷﺎﺑﮭﺎ اﻟﺗزﯾﯾﻧﯾﺔ أو ﻓﻲ ﻣﺗﺟرھﺎ .ﻟم ﺗﻌد ﺗﻔ ّﻛر إﻻ ﻓﻲ ﻛﺷف ﺳ ّر ﺟورج ﻻ ﺗوﻟﯾب اﻟذي ﻟم ﯾراودھﺎ اﻟﺷ ّك ﻓﻲ أ ّﻧﮫ أﯾﺿﺎً ﺳر اﻧﻔﺻﺎل ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ وﺟوﻧﺎﺛﺎن. * ﺑﻌد ﺳﺎﻋﺗﯾن وﻧﺻف ﻛﺎن اﻟﻠﯾل ﻗد ﺣلّ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺧرج ﺟورج ﻣن ﻣﺑﻧﻰ ﻣؤﺳﺳﺔ دﯾﻠﯾﻠو .ﻓﻲ ﻏﺿون ذﻟك، ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن ﻗد ﺗو ّﻓرت ﻋﻠﻰ اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻛﻲ ﺗﺗذ ّوق اﻟﻌدﯾد ﻣن أﺻﻧﺎف اﻟﺷﺎي اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .ﺳ ّددت ﻋﻠﻰ ﻋﺟ ٍل ﺣﺳﺎﺑﺎً ﺑﺎھظﺎً ﻟﻘﺎء ﻣﺎ ﺷرﺑت ووﺻﻠت إﻟﻰ دراﺟﺗﮭﺎ اﻟﻧﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ وﺻﻠت ﻓﯾﮭﺎ ﺳﯾﺎرة اﻟﺑورش ﺑﺄﻗﺻﻰ ﺳرﻋﺗﮭﺎ إﻟﻰ ﺟﺎدة ﻛورﺳﯾل. ﯾﺎ ﻟﻠﻌﻧﺔ! اﻣﺗطت دراﺟﺗﮭﺎ ﻣن طراز ﺗرﯾوﻧف وأﻗﻠﻌت ﺑﺳرﻋﺔ وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻣﺎ أن وﺻﻠت إﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﯾرن ،اﺧﺗﻔت اﻟﺳﯾﺎرة ﻋن أﻧظﺎرھﺎ. ﻻ ﺗﮭﻠﻌﻲ .ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ ،ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺟورج أن ﯾﻌود إﻟﻰ اﻟﻣطﻌم ﻣن أﺟل ﻓﺗرة اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎﺋﯾﺔ. ﺣﺎﻟﻔﮭﺎ اﻟﺣ ّظ ! ﺻﺎدﻓت اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﺑرﻟﯾﻧﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗدﯾرة إﯾﺗوال .ﻣن ﺟدﯾد ،ﺷﻌرت ﺑﺗﻠك اﻟرﺟﻔﺔ ﻣن اﻹﺛﺎرة اﻟﺧﻔﯾﻔﺔ .اﺳﺗﺑ ّدت ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻣﺗزاﯾد ﻟﻌﺑﺔ \"اﻟﺗﺣﻘﯾق\" اﻟذي أﺟرﺗﮫ .ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﺧﺗرق ﺳ ّر ﺟورج ،أن ﺗﻔ ّﺗش ﺷ ّﻘﺗﮫ ،أن ﺗﺳﺗﺟوﺑﮫ ﻟﻛﻲ ﺗرﻏﻣﮫ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺟﻠس إﻟﻰ طﺎوﻟﺔ اﻟطﻌﺎم ،أن ... ﺗوﻗﻔﻲ! ﻟم ﺗﻌودي ﺷرطﯾﺔ! ﺻرخ اﻟﺻوت ﻓﻲ رأﺳﮭﺎ. ﻛﺎن ذﻟك ﺻﺣﯾﺣﺎً :ﻛﺎن اﻟﺷروع ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾ ٍق ﻣن دون ﺑطﺎﻗﺔ اﻟﺷرطﺔ ﺧﺎ ّﺻﺗﮭﺎ أﻛﺛر ﺻﻌوﺑﺔ .ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن اﺳﺗدﻋﺎؤه إﻟﻰ ﻣﻔوﺿﯾﺔ 225
اﻟﺷرطﺔ أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻔﺗﯾش ﻣﺳﻛﻧﮫ .وﻟﻛن ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻘوة ،ﻛﺎن ﺑوﺳﻌﮭﺎ أن ﺗﺳﺗﺧدم اﻟدھﺎء وﺗﺟد وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠدﺧول ﻓﻲ اﺗﺻﺎ ٍل ﻣﻌﮫ وﻛﺳب ﺛﻘﺗﮫ. أ ّي ﺷﺧص؟ ﺗﺎﺑﻌت ﻣﺎدﻟﯾن ،اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻔﺢ اﻟرﯾﺢ وﺟﮭﮭﺎ ،اﻟﺳﯾﺎرة ﻋﻠﻰ ﺟﺎدة ﻓﯾﻛﺗور ھوﻏو وﻣن ﺛ ّم ﺗو ّﻗﻔت ﻣﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ إﺷﺎرة ﻣرورﯾﺔ ﺣﻣراء .ﻟم ﯾﻌد ﻣﻘﮭﻰ وﻣطﻌم ﻛﺎﻓﯾﮫ ﻓﺎﻧﻔﺎن ﯾﺑﻌد ﻋن اﻟﻣﻛﺎن ﺳوى ﺣواﻟﻲ ﻋﺷرﯾن ﻣﺗراً. اﻋﺛري ﻋﻠﻰ ﺷﻲ ٍء ﻣﺎ .اﻵن. ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻓﺗﺣت اﻹﺷﺎرة اﻟﻣرورﯾﺔ ،أﺳرﻋت ﻟﻛﻲ ﺗﺻل إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﺳﯾﺎرة اﻟﺑﺎﻧﺎﻣﯾرا. ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ،ﺳوف ﻟن ﺗﺟﺎزﻓﯾن ﺑﺗﮭﺷﯾم ﻋظﺎﻣك! وﻟﻛن ﻛﺎﻧت ﻗ ّوة ﺗدﻓﻌﮭﺎ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم. ﻻ ﺗﺗﻠﻔﻲ دراﺟﺗ ِك اﻟﻧﺎرﯾﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ! ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺳﯾﺎرة اﻟﺑورش ﺗﺑطﺊ ﻣن ﺳﯾرھﺎ ،ﻗطﻌت ﻣﺎدﻟﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟطرﯾق وداﺳت ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﺑﺢ ﻓﺟﺄ ًة ﻟﻛﻲ ﺗوﻗف ﻋﺟﻠﺗﮭﺎ اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ .ﺻدﻣت واﻗﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎرة اﻟدراﺟﺔ اﻟﻧﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺎﻟت ﻓﯾﮭﺎ ﻧﺣو اﻷرضُ .ﻗ ِذﻓت ﻣﺎدﻟﯾن ﻣن دراﺟﺔ ﺗرﯾوﻧف اﻟﺗﻲ اﻧزﻟﻘت ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎر وأﻧﮭت ﺳﯾرھﺎ ﻋﻧد ﻋﻣود ﻣﺻﺑﺎ ٍح ﻛﮭرﺑﺎﺋﻲ .ﺗدﺣرﺟت اﻟﻣرأة اﻟﺷﺎ ّﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻗطران اﻹﺳﻔﻠت .ارﺗطﻣت ﺟﻣﺟﻣﺗﮭﺎ ﺑﺎﻷرض ،وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻣﯾﺔ ﺟ ّﯾداً ﺑﻔﺿل ﻗﻧﺎﻋﮭﺎ اﻟواﻗﻲ و ُﺧ ّﻔﻔت اﻟﺻدﻣﺔ ﺑﻔﺿل ﺑطء ﺳﯾر اﻟﺳﯾﺎرة ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﺣدوث اﻻﺻطدام. أﺻدرت ﻋﺟﻼت ﺳﯾﺎرة اﻟﺑﺎﻧﺎﻣﯾرا ﺻرﯾراً وﻗد ﺗرﻛت ﺑﻌض آﺛﺎر اﻟﻣ ّطﺎط ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻔﻠت وﺗوﻗّﻔت ﻋﻠﻰ اﻟﻔور .ﺧرج ﺟورج ﻣرﻋوﺑﺎً ﻣن وﺣﺷﮫ اﻟﻔوﻻذي ﻟﻛﻲ ﯾﮭرع ﻧﺣو ﻣﺎدﻟﯾن. -أﻧﺎ ...أﻧﺎ ﻣﺗﺄ ّﺳف! ﻟﻘد ﻗطﻌ ِت ﻋﻠ ّﻲ اﻟطرﯾق! 226
ﺗﺣ ّﻘﻘت ﻣﺎدﻟﯾن ﻣن ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻷﺿرار :ﻛﺎﻧت ﺑﻠوزﺗﮭﺎ ﻗد اھﺗرأت وﺑﻧطﺎﻟﮭﺎ اﻟﺟﯾﻧز ﻗد ﺗﻣ ّزق وﯾداھﺎ وﺳﺎﻋداھﺎ ﻗد اﻧﺧدﺷت و ُﺟ ِرﺣت .وﻟﻛن ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك ﻣﺎ ھو أﺧطر ﻣن ھذه اﻷﺿرار. ﻗﺎل ﺟورج وھو ﯾﻔ ّﻌل ھﺎﺗﻔﮫ اﻟﻣﺣﻣول: -ﺳوف أﺳﺗدﻋﻲ ﺳﯾﺎرة إﺳﻌﺎف. أ ّﻛدت وھﻲ ﺗﻧزع ﻗﻧﺎﻋﮭﺎ اﻟواﻗﻲ: -أﻋﺗﻘد أن ھذا ﻟن ﯾﻛون ﺿرورﯾﺎً. ﺷ ّﻌﺛت ﺷﻌرھﺎ وﻗد ّﻣت ﻟﮫ أﺟﻣل اﺑﺗﺳﺎﻣﺎﺗﮭﺎ. اﻟﺗﻣﻊ وﻣﯾ ُض رﻏﺑ ٍﺔ ﻓﻲ ﻋﯾﻧﻲ ﺟورج :ﺷﻌﻠﺔ اﻟﺻ ّﯾﺎد. ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻗﺑﻠت ﺑﺎﻟﯾد اﻟﺗﻲ ﻣ ّدھﺎ ﻧﺣوھﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺎﻋدھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﮭوض ،أدرﻛت ﻣﺎدﻟﯾن ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻗد ﺗو ّﺻﻠت إﻟﻰ ﺗﻣرﯾر إﺣدى ﻗدﻣﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﺑﺎب. ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﺣﻠﻘﺔ رﻗم :١اﺳﺗدراج اﻟﻌدو. * ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو ﻧﻘر ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠ ّف اﻷﺧﯾر .اﻧﻔﺗﺣت اﻟﺻورة ﻣلء اﻟﺷﺎﺷﺔ .ﻛﺎﻧت ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧﺳﺧﺔ اﻹﻋﻼن اﻟﺻﻐﯾر اﻟﻣﻌﻠّق ﺑﺂﻻف اﻟﻧﺳﺦ ﻓﻲ اﻷرﻛﺎن اﻷرﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣ ّﺗﺣدة ﻟﻺﺷﺎرة إﻟﻰ اﺧﺗﻔﺎء آﻟﯾس دﯾﻛﺳون .ﻓﻲ ﻣرﻛز اﻟﺻﻔﺣﺔ ،ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك ﺻورة ﻟﺻﺑﯾﺔ ﺗﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر ﺣواﻟﻲ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎً ،ذات ﺷﻌ ٍر أﺷﻘر وﻗﺻﯾر ،واﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﺗﺎﻟﻔﺔ ووﺟ ٍﮫ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺷﺣوب ﻣﺑﺛو ٍر ﺑﺎﻟﻧﻣش .وﻛﺎن ﻗد ﺗ ّم اﺧﺗﯾﺎر ھذه اﻟﺻورة ﻷ ّن اﻟﺻﺑﯾﺔ اﻟﻣراھﻘﺔ ﻛﺎﻧت ﺗرﺗدي ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘﻣﯾص اﻟرﯾﺎﺿﻲ اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗرﺗدﯾﮫ ﯾوم اﺧﺗطﺎﻓﮭﺎ :ﺑﻠوزة ﻗطﻧﯾﺔ ﻧﺎﻋﻣﺔ ذات ﻗﻠﻧﺳوة ،ﺑﺎﻟﻠوﻧﯾن اﻟوردي واﻟرﻣﺎدي ﻣن ﻣﺎرﻛﺔ & Abercrombie .Fitchﻛﻧزة رﯾﺎﺿﯾﺔ 227
ﻓﺿﻔﺎﺿﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺟﻌﻠﺗﮭﺎ ﻣﻣﯾ ّزة ﻣن ﺧﻼل ﺧﯾﺎطﺔ ﺷﻌﺎر اﻟﺷرف ﻟﻔرﯾق ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر ﯾوﻧﺎﯾﺗد ﻟﻛرة اﻟﻘدم. ﻣن ﺑﯾن وﺛﺎﺋق \"ﻣﻠف دﯾﻛﺳون\" اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛﺎن ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻗد ر ّﻛز ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﺧﺎ ّص ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻣﺎدﻟﯾن وﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق .ﻛﺎﻧت ﺗﻠك أ ّول ﺻورة ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻵﻟﯾس ﯾﺳﺗﻐرق ﻓﻌﻼً وﻗﺗﺎً ﻟﻠﺗدﻗﯾق ﻓﯾﮭﺎ. ﻣﺎ أن ظﮭرت اﻟﺻورة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ ،ﺗﻘﺎﻓز ﻗﻠﺑﮫ ﻓﻲ ﺻدره .اﺟﺗﺎﺣﮫ ﻣوﺟ ٌﺔ ﻣن اﻧﺣراف اﻟﻣزاج .ﺛ ّم اﻟﺗﻘت ﻧظرﺗﮫ ﺑﻧظرة آﻟﯾس واﻧﻘﺑﺿت ﻣﻌدﺗﮫ .ﻛﺎن ﯾﻌرف ھذه اﻟﻔﺗﺎة .ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﮫ أن اﻟﺗﻘﻰ ﺑﮭﺎ. ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﮫ أن ﺗﺣ ّدث ﻣﻌﮭﺎ. ﻣﺻﻌوﻗﺎً ﺑﺎﻟﻘﻠق واﻟﻐ ّم ،أﻏﻠق ﻋﻠﻰ ﻋﺟ ٍل ﺣﺎﺳوﺑﮫ .ﺗﺳﺎرع إﯾﻘﺎع ﻧﺑض ﻗﻠﺑﮫ وارﺗﻌﺷت ﯾداه .ﺗﻧ ّﻔس ﺑﻌﻣق ﻟﯾﺳﺗﻌﯾد ھدوءه ،وﻟﻛن ﻟم ﯾﺣدث ﺷﻲ ٌء ﻣن ذﻟك. ﺻﻌدت إﻟﻰ اﻟﺳطﺢ ﺑﻘ ّوة ذﻛرى ﻟﻘﺎ ٍء ﺗرك ﻓﻲ ذھﻧﮫ ﻧدﺑ ًﺔ ﻻ ﺗﻧدﻣل .ﺣﺎول أن ﯾﺑﻌدھﺎ ﻋن ذھﻧﮫ ،ﻟﻛ ّن رﺟﻔ ًﺔ ﺟﻠﯾدﯾﺔ ﺳرت ﻓﻲ ﺟﺳده ﻛﻣﺎ ﻟو أﻧ ّﮫ ﯾذوب ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺧوف. ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ أن ُﯾﺻ ّﻔﻲ ﻗﻠﺑﮫ ﻣن ذﻟك. 228
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر اﻟﻣﻧ ّوم اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﻲ ﻣن ﺑﯾن ﻛ ّل اﻟﻣﺻﺎﺋب ﺳﺗﻛون اﻟﻣﺻﺎﺋب اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺣﻘﮭﺎ اﻟﻣرء ﺑﻧﻔﺳﮫ اﻷﻛﺛر إﯾﻼﻣﺎً ﺳوﻓوﻛﻠﯾس ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو اﻻﺛﻧﯾن ١٩ﻛﺎﻧون اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷرة واﻟﻧﺻف ﻧزل ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻣن اﻟﻘطﺎر اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌد ﺷﺎرﻋﯾن ﻣن ﻏراس ﻛﺎﺗﯾدرال .ﻛﺎﻧت اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻏﺎرﻗﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﺎ ٍض ﻛﺛﯾ ٍف ﯾﻛﺗم اﻷﺻوات وﯾﻐﻠّف اﻟﺷوارع ﺑﺷرا ٍع ﻣن اﻟﻐﻣوض. ﻏﺎدر ﺷﺎرع ﺑوﯾل ﺳﺗرﯾت ﺳﯾرا ﻋﻠﻰ اﻟﻘدﻣﯾن ،وﺳﺎر ﻟﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺗر ﻗﺑل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻟﯾﻧوﻛس. أﻋﻠم ﻣﻛﺗب اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل: -أﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣوﻋ ٍد ﻣﻊ اﻟدﻛﺗورة ﻣوراﻟﯾس وھﻲ ﺑﺎﻧﺗظﺎري. وﻷ ّﻧﮫ ُط ِﻠب ﻣﻧﮫ أن ﯾﻧﺗظر ﻓﻲ اﻟﺑﮭو ،اﺳﺗرﺧﻰ ﻓﻲ أرﯾﻛﺔ ﺻﺎﻟﺔ اﻻﻧﺗظﺎر وأﺧرج ﻣن ﺟﯾﺑﮫ اﻟورﻗﺔ اﻟﺗﻲ طﺑﻊ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺻورة آﻟﯾس اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ. 229
ﻟم ﯾﻛن وﺟﮫ اﻟﺻﺑﯾﺔ ﻗد ﺑﺎرح ذھﻧﮫ طﯾﻠﺔ اﻟﻧﮭﺎر .اﺟﺗﮭد ﻓﻲ أن ﯾدﻓﻊ ذﻛراھﺎ ﺟﺎﻧﺑﺎً، ﻓﻲ أن ﯾﻘول ﻟﻧﻔﺳﮫ ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد أﺧطﺄ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺷﺧص ،وﻟﻛن ﺷﯾﺋﺎً ﻣن ذﻟك ﻟم ﯾﺣﺻل. ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺻﺎدف آﻟﯾس دﯾﻛﺳون ،ﻛﺎﻧت ﺳﻣراء وﺗ ّدﻋﻲ ﺑﺄ ّن اﺳﻣﮭﺎ آﻟﯾس ﻛواﻟﺳﻛﻲ، وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗرﺗدي اﻟﺑﻠوزة اﻟوردﯾﺔ اﻟﻠون ﻧﻔﺳﮭﺎ وﯾﺑدو اﻟﺣزن ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﻧظرﺗﮭﺎ. -ﻣﺳﺎء اﻟﺧﯾر ﯾﺎ ﺟوﻧﺎﺛﺎن. رﻓﻊ أﻧظﺎره ﻧﺣو ﻓﺗﺎ ٍة ﺟﻣﯾﻠﺔ ذات ﺑﺷر ٍة ﻛﺎﻣدة وﺷﻌ ٍر أﺳود ﻓﺎﺣم ،وأﺟﺎب: -ﻣﺳﺎء اﻟﺧﯾر آﻧﺎ – ﻟوﺳﯾﺎ. ﻛﺎﻧت اﻟدﻛﺗورة ﺗﺗﺿ ّوع أﻧﺎﻗ ًﺔ ورزاﻧ ًﺔ .ﺗرﺗدي وھﻲ ﻗﺻﯾرة اﻟﻘﺎﻣﺔ ﺻدرﯾﺗﮭﺎ اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻣﯾ ٍص ،ﻋﻠﻰ ھﯾﺋﺔ ﺳﺗر ٍة ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﺗﻧ ّﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻣﺣﺗﺷم طﯾﻔﮭﺎ اﻟﻼﺋق. -ھﻼّ أﺗﯾت ﻣﻌﻲ إﻟﻰ ﻣﻛﺗﺑﻲ؟ ﺳﺎر ﻓﻲ إﺛرھﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺻﻌد ﺑﺧطﻰ واﺛﻘﺔ. ﻗﺎﻟت وھﻲ ﺗﺿﻐط ﻋﻠﻰ ز ّر اﻟطﺎﺑق اﻟﺳﺎدس: -ﻟﻘد ﻣ ّر زﻣ ٌن طوﯾل وأﻧت ﻟم ﺗزرﻧﺎ. واﻓﻘﮭﺎ ﺟوﻧﺎﺛﺎن اﻟرأي ،ﻗﺎﺋﻼً: -ﻣﻧذ أﻛﺛر ﻣن ﻋﺎم ﺑﻘﻠﯾل. ﺻﻌدت ﻣﻘﺻورة اﻟﻣﺻﻌد ﻓﻲ ﺻﻣت .ﻛﺎن ﻗد اﻟﺗﻘﻰ ﻣﻊ آﻧﺎ – ﻟوﺳﯾﺎ ﻣوراﻟﯾس ﺧﻼل اﻷﺷﮭر اﻷوﻟﻰ ﻣن وﺟوده ﻓﻲ ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو .وھﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻋﺻﯾﺑﺔ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﮫ .ﻛﺎن إﻟﯾوت ﻛوﺑر ،وھو طﺑﯾ ٌب ﺟراح ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ،وزﺑو ٌن داﺋم ﻓﻲ ﻣطﻌﻣﮫ وﻗد ﺑﺎت أﺣد 230
أﺻدﻗﺎﺋﮫ اﻟﻣﻘ ّرﺑﯾن ،ھو اﻟذي ﻧﺻﺣﮫ ﺑﺎﻟطﺑﯾﺑﺔ اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣوراﻟﯾس .وﻗد ﺣ ّذره اﻟطﺑﯾب اﻟﻌﺟوز\" :ھﻲ ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺗﺣ ّل ﻣﺷﺎﻛل ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎ ّﺻﺔ وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﺟﯾد ﻣﺳﺎﻋدة اﻵﺧرﯾن ﻣﻊ أ ّﻧﮭﺎ أﻛﺛر ﺟﻣﺎﻻً ﻣن أن ﺗﻛون طﺑﯾﺑﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ\". وﻗد ﺧﺿﻊ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻟﺑﻌض اﻟﺟﻠﺳﺎت اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﺎح ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء وﻣن ﺛ ّم ﻟم ﯾﻌد ﯾﺄﺗﻲ إﻟﯾﮭﺎ إﻻ ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺿﺎدات اﻟﻘﻠق ،ﺛم اﻧﻘطﻊ ﻋن اﻟﻣﺟﻲء إﻟﻰ اﻟﻌﯾﺎدة ﻧﮭﺎﺋﯾﺎً .ﻟم ﯾﻛن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣن أﺟﻠﮫ ھو وﻓﻲ ﻛ ّل اﻷﺣوال ،ﻟم ﯾﻛن ﻣﺳﺗﻌداً ﺑﻌد ﻟذﻟك .ذات ﻣﺳﺎء ،ﺑﻌد ﺑﺿﻌﺔ أﺳﺎﺑﯾﻊ ﻣن ﺟﻠﺳﺗﮫ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ،اﻟﺗﻘﻰ ﻣﺻﺎدﻓ ًﺔ ﻣﻊ أﻧﺎ – ﻟوﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻧﺔ ﻧورث ﺑﯾش .ﻛﺎن اﻟﻣﺣ ّل أﻗرب إﻟﻰ ﻣرﺳﻰ ﻟﻠد ّراﺟﯾن أﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﻣﻘﮭﻰ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻛوﺳت .ﯾؤدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳرح ﻋﺎز ٌف ﻣﻧﻔرد ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾﺗﺎر أﻏﻧﯾﺔ ﻗدﯾﻣﺔ ﻟﻔرﻗﺔ ﻟﯾد زﯾﺑﻠﯾن ﻟﻠروك وھو ﯾد ّق ﺑﺈﺣدى ﻗدﻣﯾﮫ آﻟﺔ اﻟﻛﺎﺟون وﯾﻘود ﺑﺎﻷ×رى ﺟﮭﺎز اﻟﺳﺎﻣﺑﻠر .ﻟم ﯾﻛن ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻗد اﻧﺗﮭﻰ ﻣن ﺣداد زوﺟﺗﮫ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ؛ وﻛﺎﻧت آﻧﺎ – ﻟوﺳﯾﺎ ﻗد اﻧﻔﺻﻠت ﻋن ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ،وھو ﺗﺎﺟ ٌر ﻣﺳﺗﺄﺛر وأﻧﺎﻧﻲ ﯾﻌﯾش ﻓﻲ اﻟطرف اﻵﺧر ﻣن اﻟﺑﻼد ،وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﯾ ّﺗﻣﺔ ﺑﮫ .ﺷرﺑﺎ ﺑﻌض أﻛواب اﻟﺑﯾرة وﻏﺎزﻻ ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ ﻗﻠﯾ ًﻼ ووﺟدا ﻧﻔﺳﯾﮭﻣﺎ ﻣﮭ ّﯾﺋﯾن ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻻرﺗﻛﺎب ﺣﻣﺎﻗ ٍﺔ .ﻟدﯾﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻟﺣظﺎﺗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻘوط... ﻗﺎﻟت ﻟﻛﻲ ﺗﻘطﻊ اﻟﺻﻣت: -ﺗﺑدو ﻓﻲ ﺣﺎﻟ ٍﺔ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮭﺎ. ﻗﺎل ﻣواﻓﻘﺎً: -ﻟﻘد ﻋﺷت أﯾﺎﻣﺎً أﻓﺿل .ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،أرﯾد أن أطﻠب ﻣﻧ ِك ﺧدﻣ ًﺔ. اﻧﻔﺗﺢ ﺑﺎب اﻟﻣﺻﻌد ﻋﻠﻰ ﻣﻣ ﱟر طوﯾ ٍل ﯾؤ ّدي إﻟﻰ ﻣﻛﺗب آﻧﺎ - 231
ﻟوﺳﯾﺎ :وھو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻏرﻓﺔ ﺻﻐﯾرة ذات إﻧﺎرة ﺧﻔﯾﻔﺔ ﺗط ّل ﻋﻠﻰ ﺷﺎرع ھﺎﯾد ﺳﺗرﯾت. -أﻧﺎ أﺻﻐﻲ إﻟﯾك. -إن ﻛﻧ ُت أﺗذ ّﻛر ﺟﯾداً ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧ ُت أراﺟﻌ ِك ﻓﻲ اﻟﻌﯾﺎدة ،ﻛﻧ ِت ﺗﺳ ّﺟﻠﯾن ﺟﻠﺳﺎﺗﻧﺎ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ ﺗذ ّﻛرت وھﻲ ﺗﻧﻘر اﺳم ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻋﻠﻰ ﻟوﺣﺔ ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﺣﺎﺳوﺑﮭﺎ: -ﻧﻌم ،وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﺟﻠﺳﺎت ُﺗﺣﺻﻰ ﻋﻠﻰ أﺻﺎﺑﻊ اﻟﯾد اﻟواﺣدة. وﺣﯾﻧﻣﺎ وﺻﻠت إﻟﻰ ﻣﻠ ّﻔﮫ ،أوﺿﺣت ﻟﮫ: -ﻟدي ﺗﺳﺟﯾﻼت ﺛﻼث ﺟﻠﺳﺎت. -ھل ﯾﻣﻛﻧ ِك أن ﺗزودﯾﻧﻲ ﺑﻣﻠﻔﺎت اﻟﺗﺳﺟﯾل؟ -ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد ،ﺳوف أرﺳﻠﮭﺎ ﻟك ﻋﺑر اﻟﺑرﯾد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور .ھذا ﺟز ٌء ﻣن اﻟﻌﻼج .ھل ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ أ ّي ﺷﻲء آﺧر؟ أﻛ ّد وھو ﯾﻧﮭض: -ﺷﻛراً ،ﺳﯾﻛون اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ُﯾرام. -ﺣﺳﻧﺎً ،ﺳوف ﻟن أﻟ ّﺢ ﻋﻠﯾك. ﻧﮭﺿت واﻗﻔﺔ ﺑدورھﺎ ،ﻧزﻋت ﺑﻠوزﺗﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﻋﻠّﻘﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺟ ٍب ﻟﻠﻣﻌﺎطف. ارﺗدت واﻗﯾﺎً ﻣطرﯾﺎً ﻣن اﻟﺟﻠد اﻟﻛﺳﺗﻧﺎﺋﻲ اﻟﻠون واﻟذي ﺟﻌﻠﮭﺎ أﺷﺑﮫ ﺑﻌﺎرﺿﺔ أزﯾﺎء أﻛﺛر ﻣﻧﮭﺎ طﺑﯾﺑﺔ واﻗﺗرﺣت ﻋﻠﯾﮫ: -ﻟﻘد اﻧﺗﮭﻰ دواﻣﻲ ،ھل أوﺻﻠك؟ -ﯾﺳﻌدﻧﻲ ذﻟك. ﺳﺎر ﻓﻲ إﺛرھﺎ إﻟﻰ ﻣوﻗف اﻟﺳﯾﺎرات ﺗﺣت اﻷرض ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻐﺎ ﺳﯾﺎرة ﻣن طراز أودي ﺳﺑﺎﯾدر ﺟدﯾدة. 232
-ﻛم ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﺗﺟرﯾن ﻓﻲ اﻷﺳﺑوع ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗدﻓﻌﻲ ﺛﻣن ﺳﯾﺎرة ﻛﮭذه؟ ﻗﺎﻟت وھﻲ ﺗدﯾر ﻣﻔﺗﺎح إدارة اﻟﻣﺣ ّرك: إ ّﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت ﻟﻲ. -ﻓﮭﻣت :ﻟﻘد ﻋﺎد ﺻدﯾﻘك اﻟﺗﺎﺟر. -أﻟم ﺗﻌد زوﺟﺗك؟ وﻷ ّﻧﮫ وﺟد اﻟﺳؤال ﻋﺑﺛﯾﺎً ،ھ ّز ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻛﺗﻔﯾﮫ .اﻧطﻠﻘت اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ اﻟﺳﻘف ﻓﻲ ﺷﺎرع ﺑوش ﺳﺗرﯾت واﻧﻌطﻔت ﻧﺣو ﻟﯾﻔﻧورث .ﻛﺎﻧت آﻧﺎ – ﻟوﺳﯾﺎ ﺗﺣب أن ﺗﻌﯾش ﺣﯾﺎ ًة ﺧ ِطرة .اﺳﺗﻔﺎدت ﻣن اﻟﺧ ّط اﻟﻣﺳﺗﻘﯾم ﻟﺷﺎرع ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ ﺳﺗرﯾت ﻟﻛﻲ ﺗﻧطﻠق ﻓﯾﮫ ﺑﺳرﻋﺔ ﺟﻧوﻧﯾﺔ. -ﻣﺎذا ﺗﻘﺻدﯾن ،ﺑﮭذا اﻷﻣر؟ ﻗﺎﻟت وھﻲ ﺗﺧﻔّف ﻣن اﻟﺳرﻋﺔ: -اﻋذرﻧﻲ. وھﻲ ﻣطرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ،ﺳﺎرت ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻣﺳﺗﻘﯾم وﺻﻌدت ﺑﺻﻣت ﺟﺎدة ﻏراﻧت أﻓﯾﻧﯾو ﺛ ّم ﺟﺎدة ﻟوﻣﺑﺎرد .ﺑﻌد ﺑرھ ٍﺔ ،ﻋ ﱠرﺿت ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻟﺧطر ﻣﺣﺿر ﺿﺑط ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ : -أﻧت ﻣﺛل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس ﯾﺎ ﺟوﻧﺎﺛﺎن :ﺿﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﺎطﻘك اﻟﻣظﻠﻣﺔ .ﻟن ﺗﻛون ﺣ ّﻘﺎً أﺣﺳن ﺣﺎﻻً إﻻ إذا ﺗﺣ ّررت ﻣن ﻋبء أﺷﺑﺎﺣك. ﻗﺎل ﻣﻣﺎزﺣﺎً: -اﻷﺷﺑﺎح ،ﯾﺟب أﻻ ﯾﻛون ھذا ﻋﺑﺋﺎً ﺛﻘﯾﻼً. ﻋﻠّﻘت ﻗﺎﺋﻠ ًﺔ: -وﻟﻛ ّن اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﺟرﺟرھﺎ ﺗزن أطﻧﺎﻧﺎً. 233
ﺗﺄ ّﻣل ﻋﻧد ھذه اﻻﻧطﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺗﺑ ّﻘﻰ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ،ﺛ ّم وﺿﻌﺗﮫ ﻓﻲ ﻗ ّﻣﺔ ﺗﯾﻠﯾﻐرام ھﯾل. ﺳﺄﻟﮭﺎ وھو ﯾﻔﺗﺢ ﺑﺎب ﺳﯾﺎرة اﻟﺳﺑﺎﯾدر: -وأﻧ ِت ،ھل أﻧ ِت أﺣﺳن ﺣﺎﻻً؟ اﻋﺗرﻓت ﻗﺎﺋﻠﺔ: -ﻛﻼ ،وﻟﻛن ھذه ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ. -ﺣﺳﻧﺎً ،ﻟن أﻟ ّﺢ ﻋﻠﯾ ِك. أﻓرﺟت ﻋن اﺑﺗﺳﺎﻣ ٍﺔ واﻧطﻠﻘت ﻛﺎﻹﻋﺻﺎر ﻧﺣو أﺿواء اﻟﻣدﯾﻧﺔ. ﻣرﺗﺎﺣﺎً ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﺑﯾﺗﮫ ،دﻓﻊ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺎب اﻟﻣﻧزل .ﻛﺎن ﻣﺎرﻛوس ﻧﺎﺋﻣﺎً ﻋﻠﻰ اﻷرﯾﻛﺔ أﻣﺎم ﺣﻠﻘﺔ ﻗدﯾﻣﺔ ﻣن ﺳﺗﺎر ﺗرﯾك .أطﻔﺄ ﺟﮭﺎز اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﻗﺑل أن ﯾﻣ ّد رأﺳﮫ إﻟﻰ ﻏرﻓﺔ اﺑﻧﮫ ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺄ ّﻛد ﻣن أ ّن ﻛ ّل ﺷﻲء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ُﯾرام .ﻛﺎن ﺷﺎرﻟﻲ ﯾﻐ ّط ﻓﻲ ﻧو ٍم ﻋﻣﯾق. ﻛﺎن ﻗد ﺧ ّر ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺗﮫ اﻟﺻﻐﯾرة ﻟﻠرﺳم وھو ﯾﺳﺎﻋد آﻧﻐري ﺑﯾرد ﻓﻲ ﻣﻌرﻛﺗﮫ ﺿ ّد اﻟﺧﻧﺎزﯾر اﻟﺧﺿراء. أوﻗف ﺟوﻧﺎﺛﺎن اﻟﻠوﺣﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻏﺎﺿﺑﺎً ﺑﻌض اﻟﺷﻲء .ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﻣر، ﻛﺎن ﯾﻧﺎم ﻓوق ﻛﺗﺎ ٍب ،ﻻ أﻣﺎم ﺷﺎﺷ ٍﺔ! ﺗ ّذﻛر ﺗﻠك اﻷوﻗﺎت اﻟﺑﻌﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻐرق ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻗراءة رواﯾﺔ ﻣﻐﺎﻣرات ﺗﺎن ﺗﺎن ﻟﻠﻛﺎﺗب اﻟﺑﻠﺟﯾﻛﻲ ﺟورج رﯾﻣﻲ ورواﯾﺔ اﻟﻔرﺳﺎن اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻟﻠﻛﺎﺗب أﻟﻛﺳﺎﻧدر دوﻣﺎ وأﻋﻣﺎل ﻣﺎرﺳﯾل ﺑﺎﻧﯾول وﺟول ﻓﯾرن وﻣن ﺛ ّم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ أﻋﻣﺎل ﺳﺗﯾﻔﺎن ﻛﯾﻧﻎ وﺟون إﯾرﻓﯾﻧﻎ .ﺑدا ﻟﮫ ﻛ ّل ذﻟك ﺷﯾﺋﺎً ﻣن اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻟﺳﺣﯾق. ﺑﯾن اﻟﺗﻠﻔزﯾون وأﺟﮭزة اﻟﻣﺣﺎورة واﻟﺣواﺳﯾب واﻟﮭواﺗف ،ﺗﻐزو اﻟﺷﺎﺷﺎت واﻟﺷﺑﻛﺎت ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﻣﻧذ ﻧﻌوﻣﺔ أظﻔﺎرﻧﺎ .وذﻟك ﻓﻲ اﻟ ّﺿ ّراء أﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﻓﻲ اﻟ ّﺳ ّراء. 234
ھل ﻏدو ُت ﻋﺟوزاً ﻣﻐ ّﻔﻼً؟ ﺗﺳﺎءل ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻗﺑل أن ﯾﺳﺗﺳﻠم ﺑدوره ﻹﻏراء ﺣﺎﺳوﺑﮫ، ﺟﺎﻟﺳﺎً أﻣﺎم ﺷﺎﺷﺔ ﺣﺎﺳوﺑﮫ اﻟﻣﺣﻣول ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺣ ّﻘق إن ﻛﺎﻧت اﻟرﺳﺎﺋل اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟواردة ﻣن آن – ﻟوﺳﯾﺎ ﻗد وﺻﻠت إﻟﯾﮫ. ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك ﺑﺎﻟﺿﺑط ﺛﻼث ﻣﻠﻔﺎت mp3ﺗﺗﻌﻠّق ﺑﺎﻟﺟﻠﺳﺎت اﻟﺛﻼث اﻟﺗﻲ ﺧﺿﻊ ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﯾﺎدﺗﮭﺎ .ﻛﺎن ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻣﺎ ﯾﺑﺣث ﻋﻧﮫ .ﻛﺎن اﻟﻣﻘطﻊ اﻟذي ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﯾﮫ ﻣوﺟوداً ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ. أوﺻل ﺟﮭﺎز اﻻﺳﺗﻣﺎع ﺑﺎﻟﺣﺎﺳوب وأطﻔﺄ اﻷﺿواء وﺟﻠس ﻋﻠﻰ أرﯾﻛﺗﮫ ﻟﻛﻲ ﯾﺻﻐﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺳﺟﯾل. ﺧﻼل اﻟدﻗﺎﺋق اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﺗﺳﺟﯾل ،ﻛﺎن ُﯾﺳ َﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﺧﺎ ّص ﺻوت آن – ﻟوﺳﯾﺎ ،اﻟﻣرﯾﺢ إﻟﻰ درﺟﺔ ﻻ ُﺗﺻ ّدق ،اﻟذي ﯾﻧﻛ ّب ﻋﻠﻰ إدﺧﺎل زﺑوﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﺳﺗرﺧﺎء اﻟﺗﺎ ّم اﻟذي ﯾﺿﺎھﻲ ﺗﻧوﯾﻣﺎً ﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾﺎً ﺧﻔﯾﻔﺎً. ﺛ ّم دﺧﻠت ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﻣوﺿوع: \"ﻓﻲ اﻷﺳﺑوع اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﺗﺣ ّدث ﻟﻲ ﻋن اﻷﺳﺑوع اﻷﺳوأ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك :ﺗﻠك اﻷﯾﺎم اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﺳرت ﻓﯾﮭﺎ زوﺟﺗك وﻋﻣﻠك ﻓﻲ آ ٍن واﺣد .أﺳﺑو ٌع ﻋﻠﻣت ﻓﯾﮫ أﯾﺿﺎً ﺑﺧﺑر وﻓﺎة واﻟدك اﻟذي ﻟم ﺗﻛن ﻗد ﻛﻠّﻣﺗﮫ ﻣﻧذ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎً .وﻗد أﺧﺑرﺗﻧﻲ ﺑﺄ ّﻧك ﺗر ّددت طوﯾﻼً ﻓﻲ اﻟذھﺎب ﻟﺣﺿور ﻣراﺳم دﻓﻧﮫ .وﻣن ﺛ ّم ،ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ،اﺳﺗﻘﻠﻠت اﻟطﺎﺋرة إﻟﻰ ﺑﺎرﯾس، ھل ھذا ﺻﺣﯾﺢ ﺗﻣﺎﻣﺎً؟\" ﺑﻌد ﺑرھ ٍﺔ ﻣن اﻟﺻﻣت ،ﺑدأ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺳرد اﻋﺗراﻓﮫ .ﻣﻧذ ﻋﺻر ھﺎﻟﺗﮫ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ، اﻋﺗﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺎت اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ وﺗد ّرب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﺑﻼت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ .وﻟﻛن ﻣﻧذ ﻋﺎﻣﯾن ﻟم ﯾﻌد أﺣ ٌد \" ُﯾﺻﻐﻲ إﻟﯾﮫ\" 235
وﻛﺎن ھذا أﻣراً ﻏرﯾﺑﺎً ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮫ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﻧدرك إﻟﻰ أي درﺟﺔ ﻛﺎن ﻛﻼﻣﮫ وﺣدﯾﺛﮫ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻣﺣ ّﻣﻠﯾن ﺑﺎﻻﻧﻔﻌﺎل وﺑﺎﻷﻟم: \"وﺻﻠ ُت إﻟﻰ ﺑﺎرﯾس ﻓﻲ اﻟﺣﺎدي واﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﻛﺎﻧون اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟظﮭﯾرة .ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺳﻧﺔ ،ﻛﺎن اﻟﺷﺗﺎء ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺑرودة ﻓﻲ ﻛ ّل أﻧﺣﺎء ﻓرﻧﺳﺎ .ﻛﺎن اﻟﺛﻠﺞ ﻗد ﺗﺳﺎﻗط ﻗﺑل ذﻟك ﺑﺄﺳﺑوع ،وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻣﺎﻛن ،ﻛﺎﻧت اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻻ ﺗزال أﺷﺑﮫ ﺑﺣﻠﺑﺔ ﺗز ّﻟﺞ \"... 236
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر )(١ ﻣﻼﻗﺎة طرﯾﻘك اﻟﻧﺟﺎح ﻟﯾس داﺋﻣﺎً دﻟﯾﻼً ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻟّق ،إ ّﻧﻣﺎ ھو ﻏﺎﻟﺑﺎً اﻟﻣﻛﺳب اﻟﺟﺎﻧﺑﻲ ﻣن أﻟ ٍم ﻛﺎﻣن. ﺑورﯾس ﺳﯾروﻟﻧﯾك \"وﺻﻠ ُت إﻟﻰ ﺑﺎرﯾس ﻓﻲ اﻟﺣﺎدي واﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﻛﺎﻧون اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟظﮭﯾرة .ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺳﻧﺔ ،ﻛﺎن اﻟﺷﺗﺎء ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺑرودة ﻓﻲ ﻛ ّل أﻧﺣﺎء ﻓرﻧﺳﺎ .ﻛﺎن اﻟﺛﻠﺞ ﻗد ﺗﺳﺎﻗط ﻗﺑل ذﻟك ﺑﺄﺳﺑوع ،وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻣﺎﻛن ،ﻛﺎﻧت اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻻ ﺗزال أﺷﺑﮫ ﺑﺣﻠﺑﺔ ﺗزﻟّ ٍﺞ\"... ﺑﺎرﯾس ﻗﺑل ﻋﺎﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﺎدي واﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﻛﺎﻧون اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر ﻋﺎم ٢٠٠٩ اﺳﺗﺄﺟر ُت ﺳﯾﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣطﺎر ،ﺳﯾﺎرة ﺑرﻟﯾﻧﯾﺔ أﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣرﯾﺣﺔ ﻛﺎن ُﯾﻔﺗرض ﺑﮭﺎ أن ﺗﻛون ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻗطﻊ اﻟطرﯾق ﻓﻲ ظرو ٍف ﻣﻼﺋﻣﺔ .وﻛﻧ ُت ﻗد اﺳﺗطﻌت أن أﺣﺟز رﺣﻠﺔ ﺟوﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻣدﯾﻧﺔ ﺗوﻟوز ،وﻟﻛن ﺑﺳﺑب اﻷﻋﯾﺎد ،أُ ﱢﺟ َﻠت ﻣراﺳم دﻓن واﻟدي ﺣﺗﻰ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻛﺎﻧون 237
اﻟﺛﺎﻧﻲ \\ ﯾﻧﺎﯾر ،وأﺛﺎرت ﻓﻛرة ﻗﺿﺎء ﺳﮭرة رأس اﻟﺳﻧﺔ ﺟﻧﺎﺋزﯾﺔ ﻣﻊ أﺧﺗﻲ وزوﺟﮭﺎ اﻻﺿطراب ﻟدي. وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻗ ّررت أن أﺳﺎﻓر إﻟﻰ أوش ﺑﺎﻟﺳﯾﺎرة وأن ﻻ أﺳﺎﻓر إﻻ ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺳﺎ ًء .ﺑﺎﻧﺗظﺎر ذﻟك ،ﺑﻘﻲ ﻟﻲ أن أﻗﺿﻲ أرﺑﻊ وﻋﺷرﯾن ﺳﺎﻋﺔ .ﻟم أﻛن ﻗد أﻏﻣﺿ ُت ﻋﯾﻧﻲ ﻣﻧذ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم وﻧوﯾ ُت أن أﻏرق ﻧﻌﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻟﯾﻠﺔ طوﯾﻠ ٍﺔ ﺟداً .ﺣﻠﻣت ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻗراص اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻵﻻم وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﻛن أﺗو ّﻓر ﻋﻠﻰ اﻷدوﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﺳﮭل اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ طﺑﯾ ٍب ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت. ﻗﺑل ﻛ ّل ﺷﻲء ،ﻛﺎن ﻋﻠ ّﻲ أن أﺟد ﻓﻧدﻗﺎً ،ﻷ ّن اﻟﻔﻧدق اﻟذي أﻧزل ﻓﯾﮫ ﻋﺎد ًة ،ﻓﻲ اﻟداﺋرة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ،ﻛﺎن ﻣﻣﺗﻠﺋﺎً وﻟم ﺗﻌد ﻓﯾﮫ ﻏرف ﺷﺎﻏرة. أﺧﺑرﻧﻲ ﻣو ّظف اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﺑﺟﻔﺎء: ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧت أﻣ ّر ﺣﺗﻰ ﺑﺷﻛ ٍل ﻣﻔﺎﺟﺊ ،ﻛﺎن ﻣﺳؤوﻟو اﻟﻔﻧدق ﯾﺗد ّﺑرون أﻣرھم ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗﻘﺑﻠوﻧﻲ ﻓﻲ أ ّﺑﮭﺔ ﻷﻧﻧﻲ ﻛﻧ ُت ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻻﻣﺑﯾرور ،ﻷ ّﻧﮫ ﻛﺎن ﺷرﻓﺎً ﻟﮭم أن أﺧﺗﺎر ﻓﻧدﻗﮭم ،ﻷ ّﻧﮭم ﻛﺎﻧوا ﻗد ﻋﻠّﻘوا ﺻورﺗﻲ اﻟﺗﻲ أھدﯾﺗﮭﺎ إﻟﯾﮭم ﻓﻲ ﺻﺎﻟوﻧﮭم اﻟﺻﻐﯾر ،ﺗﻣﺎﻣﺎً ﺑﺟﺎﻧب ﺻور اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻣرﻣوﻗﺔ اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﻧزﻟت ﻓﻲ ﻓﻧدﻗﮭم ،ﻟﻛن اﻷﺧﺑﺎر ﺗﻧﺗﺷر ﺑﺳرﻋﺔ وﻻ ﺑ ّد أ ّن اﻟﻣوظﻔﯾن ﻗد ﻋﻠﻣوا ﺑﺄﻣر \"ﻧﻛﺑﺗﻲ\" ،ﻷ ّﻧﮫ ﻟم ﯾﺑ ِد أﺣ ٌد أدﻧﻰ ﺟﮭ ٍد ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻻﺗﻲ .ﻛﻧ ُت أﻋرف اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟزﻣﻼء ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﻔﻧﺎدق واﻟﻣطﺎﻋم اﻟﻔﺎﺧرة ،وﻟﻛ ّن ﻣﺎزوﺧﯾﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺣدودة وﻛﻧ ُت ﻋﺎﻗداً اﻟﻌزم ﻋﻠﻰ أﻻ أﻣﻧﺣﮭم ھدﯾﺔ َﺟﻠدي .ﺑﻌد إﺟراء ﺑﺿﻊ ﻣﻛﺎﻟﻣﺎت ھﺎﺗﻔﯾﺔ ،ﻋﺛر ُت ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﻋﻠﻰ ﻏرﻓﺔ ﻓﻲ ﻓﻧد ٍق ﻣﺗواﺿﻊ ،ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺷﺎﺗو – روج ،ﻓﻲ زاوﯾﺔ 238
ﺟﺎدة ﺑﺎرﺑﯾس وﺷﺎرع ﺑوﻟﯾﮫ .ﻛﺎﻧت ﻏرﻓﺗﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ \"ﺣﻘﯾرة\" ،ﺑل وﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻘﺳوة ﻻ ﺳﯾﻣﺎ وأ ّن اﻟﺑرد ﻓﯾﮭﺎ ﻛﺎن ﻗﺎرﺳﺎً .ﺣﺎوﻟت أن أرﻓﻊ درﺟﺔ اﻟﺗدﻓﺋﺔ ﻓﯾﮭﺎ ،وﻟﻛ ّن ذﻟك ﻟم ﯾﻐ ّﯾر ﻓﻲ اﻷﻣر اﻟﺷﻲء اﻟﻛﺛﯾر .ﻛﺎﻧت اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣﺳﺎ ًء؛ وﻛﺎن اﻟﻠﯾل ﻗد ھﺑط .ﺟﻠﺳ ُت ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺳرﯾر وأﻣﺳﻛت ﺑرأﺳﻲ ﺑﯾن ﯾد ّي ﻣطرﻗﺎً ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﻣﺎ آﻟت إﻟﯾﮫ ﺣﺎﻟﻲ .اﺳﺗﺑ ّد ﺑﻲ اﻟﺷوق إﻟﻰ اﺑﻧﻲ وﻛذﻟك إﻟﻰ زوﺟﺗﻲ وإﻟﻰ ﺣﯾﺎﺗﻲ .ﺧﻼل أﺳﺑوع واﺣد ،ﺧﺳر ُت ﻛ ّل ﺷﻲء .ﻗﺑل ذﻟك ﺑﺑﺿﻌﺔ أﯾﺎم ،ﻛﻧ ُت أﻋﯾش ﻣﻊ أﺳرﺗﻲ ﻓﻲ طﺎﺑ ٍق ﻋﻠوي ﻣن ﻋﻣﺎر ٍة ﻓﻲ ﺷﺎرع ﺗرﯾﺑﯾﻛﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﻧﮭﺎﺗن وأدﯾر إﻣﺑراطورﯾﺔ وأﻣﻠك ﺑطﺎﻗﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﺳوداء ذات اﻻﻣﺗﯾﺎزات وﺛﻼﺛﯾن طﻠﺑﺎً ﻹﺟراء ﻣﻘﺎﺑﻼت ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻓﻲ أﺳﺑو ٍع واﺣد ...ھذا اﻟﻣﺳﺎء ،اﺳﺗﺑ ّدت ﺑﻲ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻛﺎء وﺗﮭ ّﯾﺄت ﻟﻘﺿﺎء ﻟﯾﻠﺔ رأس اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻋزﻟ ٍﺔ ﻓﻲ ﻏرﻓ ٍﺔ ﻗذرة. ﻟن ﺗﺳﯾر ﻟوﺣدك أﺑداً... َﻓ َرض ﻗد ٌر ﻣﺷؤو ٌم ﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠ ّﻲ ﻓﺟﺄ ًة .ﻏﺎدر ُت ﻏرﻓﺗﻲ ﻷذھب إﻟﻰ ﺳﯾﺎرﺗﻲ .وأﻧﺎ أﻗود اﻟﺳﯾﺎرة ،أدﺧﻠ ُت ﻋﻧواﻧﺎً إﻟﻰ ﺧدﻣﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣواﻗﻊ ،GPSﺷﺎرع ﻣﻛﺳﯾم ﻏورﻛﻲ ﻓﻲ أوﻟﻧﻲ – ﺳوا – ﺑوا ،وﺗﺎﺑﻌت اﻟﺳﯾر ﺣﺳب إرﺷﺎدات اﻟﺻوت اﻟﻧﺳﺎﺋﻲ ﻟﻠدﻟﯾل .ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻛ ّدس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﻌد اﻟذي ﺑﺟﺎﻧﺑﻲ اﻟﺻﺣف اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ واﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺷﺗرﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎر .ﻛﺎﻧت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﺗﺟﺎھﻠﺗﻧﻲ ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة، ﺗﻛ ّرس ﺻﻔﺣﺎﺗﮭﺎ اﻷوﻟﻰ ﻟوﺿﻌﻲ ھذه اﻟﻣ ّرة ﺑﻘﻠ ٍب ﻋﺎﻣ ٍر ﺑﺎﻟﻔرح :ﻻﻣﺑﯾرور اﻟﻣﺧﻠوع، ﻻﻣﺑﯾرور اﻟﻣﻌزول ،ﺳﻘوط ﻻﻣﺑﯾرور... ﻛﺎﻧت ﺗﻠك ﻟﻌﺑﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ وﻛﻧ ُت ﻗد أﻋدد ُت ﻧﻔﺳﻲ ﻟذﻟك .وھذا ﻟم ﯾﻣﻧﻊ ﻣن أ ّن ھذه اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻛﺎﻧت ﻣﺣ ّطﻣﺔ ﻟﻲ اﻵن وﺗﻠ ّﻘﯾﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ 239
وﺟﮭﻲ ﻛﻣﺎ ﻟو أ ّ،ھﺎ ﻟﻛﻣﺎت ﻛﺛﯾرة ﺗﻧﮭﺎل ﻋﻠ ّﻲ .وﻣﻊ ذﻟك ﻟم أﺳﺗطﻊ أن أُﻗ ِﻧ َﻊ ﻧﻔﺳﻲ ﺑﺄﻧﻧﻲ ﺳوف أﺳﻘط ﯾوﻣﺎً ﻣﺎ .ﻋدا إﻋداد وﺻﻔﺎت وﺟﺑﺎت اﻟﻣطﺑﺦ ،ﻣﺎ اﻟذي أﺟﯾد ﻓﻌﻠﮫ؟ ﻻ ﺷﻲء أو اﻟﻧذر اﻟﯾﺳﯾر ...ﺑﺧﺳﺎرﺗﻲ ﻟﻔراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ،ﻓﻘدت اﻟﺷﻌﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗدﻓﻊ ﺑﻲ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ،اﻟﻔﺎﺻل اﻟذي ﺣ ّوﻟﻧﻲ ﻣن طﺎ ٍه ذي ﻧﺟو ٍم \"ﻋﺎدي\" إﻟﻰ ﻣﻌﻠّم أﻓﺿل ﻣﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .ﻛﺎن ھﻧﺎك ﺧﻣﺳﺔ وﻋﺷرون ﻣطﻌﻣﺎً ﻣن ﻓﺋﺔ اﻟﺛﻼث ﻧﺟوم ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وﻗراﺑﺔ ﺛﻣﺎﻧﯾن ﻣطﻌﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،وﻟﻛن ﻟم ﯾﻛن ﻣطﻌ ٌم واﺣد ﻟدﯾﮫ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻧﺗظﺎ ٍر ﻷﻛﺛر ﻣن ﻋﺎم ﻟﻛﻲ ﯾﺣظﻰ اﻟزﺑون ﺑطﺎوﻟ ٍﺔ ﻓﯾﮫ .ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻘط ﻓﻲ ﻣطﻌﻣﻲ وﻛﻧ ُت أﻋﻠم ﺑﺄ ّﻧﻧﻲ أدﯾن ﺑذﻟك ﻟﻔراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ .ﻷﻧﻧﻲ ﻟم أﻛن أﻋﻣل إﻻ ﻣن ﺧﻼل ھذا :اﻟﺣ ّب اﻟﺣﺻري ،اﻟﻌﺎطﻔﺔ، اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺗواﺻﻠﺔ إﻟﻰ اﻹﻏواء .اﻟﺗﻘﯾ ُت ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧ ُت أﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر واﺣداً وﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎً ،وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻛﻧ ُت أﺑﺣث ﻋﻧﮭﺎ ﺑدءاً ﻣن ﺑﺎﺣﺔ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ .أﻣﺿﯾ ُت ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻲ اﻷﻣل ﻓﻲ أن ﺗوﺟد اﻣرأة ﻣﺛﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎ ٍن ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻛرة اﻷرﺿﯾﺔ .اﻣرأة ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻣﺛل ﻛﺎﺗرﯾن زﯾﺗﺎ – ﺟوﻧز واﻟﺗﻲ ﻗد ﻧﺿﯾف إﻟﯾﮭﺎ دﻣﺎغ ﺳﯾﻣون دو ﺑوﻓوار .اﻣرأة ﻟدﯾﮭﺎ ﻋﺷرة أزوا ٍج ﻣن اﻷﺣذﯾﺔ ذات اﻟﻛﻌب اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺳﺎق اﻟطوﯾﻠﺔ ﺿﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ أزﯾﺎﺋﮭﺎ وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻗﺎدرة ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ أن ﺗﺗﺣ ّدث ﻣﻌﻛم ﻋن ﺗﺄﺛﯾر ﻣوﺳﯾﻘﻰ ھﺎﯾدن ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل ﺑﯾﺗﮭوﻓن أو ﻋن أﺛر اﻟﺻدﻓﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟرﺳﺎم ﺑﯾﯾر ﺳوﻻج. ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﺗدﺧل إﻟﻰ ﻗﺎﻋ ٍﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗرق ﻛ ّل اﻷﻧظﺎر وﺗﺄﺳرھﺎ .ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺳﺎء ﯾرﻏﺑن ﻓﻲ أن ﺗﺻﺑﺢ ﺻدﯾﻘﺗﮭ ّن اﻟﻣﻘ ّرﺑﺔ واﻟرﺟﺎل ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ اﻟﻧوم ﻣﻌﮭﺎ واﻷطﻔﺎل ﯾﻧﺑﮭرون ﺑر ّﻗﺗﮭﺎ وﻟطﺎﻓﺗﮭﺎ .ﻛﺎن ذﻟك أﻣراً ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎً واﻋﺗﯾﺎدﯾﺎً وﻋﻔوﯾﺎً ﻻ إرادﯾﺎً. ﻟﻘد ﻋﺷﻧﺎ ﺳﻧوات ﺣ ّﺑﻧﺎ ﻓﻲ ظ ّل ھذا اﻟﺗو ّھﺞ وھذه اﻟﺣﻣﺎﺳﺔ وھذا اﻟﺗﻘﺎﺳم اﻟﻐرﯾب ﻓﻲ 240
اﻟﻣﮭﺎم :ﻛﻧ ُت أﺣظﻰ ﺑﺎﻟﺷﮭرة وﻛﺎﻧت ھﻲ ﺗﺣظﻰ ﺑﺎﻟﺳﺣر واﻟﺟﺎذﺑﯾﺔ .اﺳﺗﻣر ﺣ ّﺑﻧﺎ ﺧﻼل ﻋﺷرة أﻋوام ﻓﻲ ﺗواز ٍن ﻋﻠﻰ ھذا اﻹﯾﻘﺎع. * ﻗطﻌ ُت اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ إﻟﻰ أوﻟﻧﻲ ﻋﺑر اﻟطرﯾق اﻟﻣزدوج ﻓﻲ ﻋﺷرﯾن دﻗﯾﻘﺔ .وﺟد ُت ﻣﻛﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﺷﺎرع ﻏورﻛﻲ ،ﻟﯾس ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻟﻣﺑﻧﻰ اﻟذي ﯾﻘﯾم ﻓﯾﮫ ﻛرﯾﺳﺗوف ﺳﺎﻟﻔﯾر. ﻗﻠ ُت وأﻧﺎ أﺿﻐط ﻋﻠﻰ ز ّر اﻟﺟرس: -أﻧﺎ ﺟوﻧﺎﺛﺎن. -ﺟوﻧﺎﺛﺎن َﻣ ْن؟ -ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻻﻣﺑﯾرور ،اﺑن ﺧﺎﻟﺗك. ﻛﺎن ﺳﺎﻟﻔﯾر اﺑن أﺧت واﻟدﺗﻲ .ﻟم ﻧﻛن ﻗد اﻟﺗﻘﯾﻧﺎ ﻗط ﻗﺑل أن ﯾ ّﺗﺻل ﺑﻲ ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك، ﻗﺑل ﺛﻼﺛﺔ أﻋوام .ﺧﻼل اﻟﻌطﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎﺣﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ،ﺗ ّﻣت ﻣطﺎردﺗﮫ ﻣن ﻗﺑل رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ ﺑﻌد ﺷﺟﺎ ٍر ﻓﻲ إﺣدى اﻟﺣﺎﻧﺎت .ﻟم ﯾﻛن ﯾﻌرف أﺣداً ﻓﻲ ﻣﺎﻧﮭﺎﺗن وﻗد أﻓﻠس ﺗﻣﺎﻣﺎً .وﺑداﻓ ٍﻊ ﻣن اﻟﻘراﺑﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ،دﻓﻌ ُت ﻛﻔﺎﻟﺗﮫ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﺳﺗﺿﻔﺗﮫ ﻟﻣ ّدة ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎً ﻓﻲ أﺣد ﻣﻼﺣق اﻟﻣطﺎﻋم ﺑﺎﻧﺗظﺎر أن ﺗﺳ ّوى ﻗﺿﯾﺗﮫ .ﻟﻌب اﻟرﺟل ﻣﻌﻲ ﻟﻌﺑﺔ اﻟﻣﺻﺎرﺣﺔ وﻟم ﯾﺧ ِف ﻋ ّﻧﻲ طﺑﯾﻌﺔ أﻧﺷطﺗﮫ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ :ﻛﺎن ﯾو ّزع اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن .أﺷﺎع ذﻟك اﻟﺑرودة ﻓﻲ ظﮭري وﻟﻛ ّﻧﺔ أ ّﻛد ﻟﻲ ﺑﺄن ﺳﺟ ّﻠﮫ ﻧظﯾف ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ. ﺳﺄﻟﻧﻲ وھو ﯾﻔﺗﺢ ﻟﻲ اﻟﺑﺎب: -ﻣﺎذا ﺗﻔﻌل ھﻧﺎ؟ أﺟﺑﺗﮫ وأﻧﺎ أھ ّم ﺑﺎﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﺷ ّﻘﺔ: -أﻧﺎ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أن ﺗﺳدي إﻟ ّﻲ ﺧدﻣ ًﺔ. 241
-ﻟم ﺗﺻب ﻓﻲ ﻗﺻدك ،أﯾﮭﺎ اﻟﻌﺎھر .ﻟﻘد ﻋد ُت ﻟﻛﻲ \"أﻣﻸ اﻟﺧ ّزان\" ،وﻟﻛﻧﻧﻲ ﺳﺄﺧرج ﻣﺟ ّدداً. -اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﮭ ّﻣﺔ. -ﻣﺎ اﻟذي ﺗرﯾده؟ -ﯾﻠزﻣﻧﻲ ﺳﻼ ٌح. ُ -ﺗرﯾد ﺳﻼﺣﺎً؟ -ﻧﻌم ،أرﯾد ﺑﻧدﻗﯾﺔ ﺣرﺑﯾﺔ. -ھل رأﯾت وﻗد ُﻛ ِﺗ َب ﻋﻠﻰ ﺑﺎب ﻣﻧزﻟﻲ \"ﻣﺗﺟر أﺳﻠﺣﺔ\"؟ أﯾن ﺗرﯾدﻧﻲ أن أﻋﺛر ﻟك ﻋﻠﻰ ﺑﻧدﻗﯾﺔ ﺣرﺑﯾﺔ؟ -اﺑذل ﺟﮭداً ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ذﻟك! ﺗﻧ ّﮭد ﺳﺎﻟﻔﯾر. -اﻟﯾوم ﺳﮭرة رأس اﻟﺳﻧﺔ ،ﯾﺎﻟﻠﻌﻧﺔ! ﯾﺣﺗﻔل اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ وﻟد ّي ﻛﻣﯾﺔ ھﺎﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻋﻠ ّﻲ أن أﺑﯾﻌﮭﺎُ .ﻋد إﻟ ّﻲ ﻏداً. -ﻛﻼ ،أﻧﺎ أﺣﺗﺎج إﻟﯾﮭﺎ ھذا اﻟﻣﺳﺎء! -ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن أؤ ّﻣﻧﮭﺎ ﻟك ھذا اﻟﻣﺳﺎء .ﻋﻠ ّﻲ أن أﺳﻠّم أﻛﺑر ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻣن اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻓﻲ أٌﻗ ّل وﻗ ٍت ﻣﻣﻛن. -ﺗذ ّﻛر أﻧﻧﻲ ﺳﺎﻋدﺗ َك ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧ َت ﻓﻲ ورطﺔ ﺷدﯾدة... -و َﻣ ْن ﺳﯾﻌ ّوﺿﻧﻲ ﻋن ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎ ﺳﺄﻓﻘده ﻣن ﻣراﺑﺢ؟ -ﻗل ﻟﻲ ﻛم ﯾﻠزﻣك؟ -ﺳﺄﺳﺎﻋدك إن اﺷﺗرﯾت ﻣﻧﻲ ﻣﺎ ﻗﯾﻣﺗﮫ أرﺑﻌﺔ آﻻف ﯾورو ﻣن اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن .وأﺿف إﻟﻰ ذﻟك ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﯾورو ﺛﻣن اﻟﺑﻧدﻗﯾﺔ اﻟﺣرﺑﯾﺔ. ﻗﻠ ُت ﺑﺗﮭ ّور: -ﺣﺳﻧﺎً ،ا ّﺗﻔﻘﻧﺎ .ﻻ أﺗﺻ ّور أ ّﻧك ﺗرﻓض اﻟﻘﺑض ﺑﺎﻟدوﻻر ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ 242
ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻏﺎدرت ﻧﯾوﯾورك ،ﻛﻧ ُت ﻗد أﻓرﻏت ﺧزﻧﺗﻲ وﻛﺎن ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺟﯾﺑﻲ ﻋﺷرة آﻻف دوﻻر ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ. ﻗﺎل ﻟﻲ: -اﻣﻧﺣﻧﻲ ﻓرﺻﺔ ﺳﺎﻋﺔ واﺣدة .ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﻧﺗظرﻧﻲ ھﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت :ﺧذ ﻗﺳطﺎً ﻣن اﻟراﺣﺔ ،ﯾﺑدو ﻋﻠﻰ وﺟﮭك اﻟﺗﻌب واﻹﻋﯾﺎء .ﻋﻠﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ ،ﻋﻣﻠ ُت ﺑﻧﺻﯾﺣﺗﮫ واﺳﺗﻠﻘﯾ ُت ﻋﻠﻰ أرﯾﻛﺗﮫ .ﻛﺎﻧت ﺗوﺟد ﻗﺎرورة ﻛوﻧﯾﺎك ﻣﻔﺗوﺣﺔ .ﺳﻛﺑ ُت ﻟﻧﻔﺳﻲ ﻗدﺣﺎً ﻛﺑﯾراً ﻣﻧﮭﺎ وﻣن ﺛ ّم ﻛوﺑﺎً ﺛﺎﻧﯾﺎً ﻗﺑل أن أﻏﻔو. ﻋﺎد ﺳﺎﻟﻔﯾر ﺑﻌد اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻣﺳﺎ ًء ﺑﻘﻠﯾل. ﻣ ّد ﻧﺣوي ﻣﺳ ّدﺳﺎً ﻣن اﻟﻛروم وﻟﮫ ﻗﺑﺿﺔ ﺳوداء وﻗﺎل: -ﻟﻘد أﺧذ ُت ﻟك ﻣﺎ وﺟد ُﺗﮫ. ﻛﺎن اﻟﻣﺳ ّدس اﻟﺣرﺑﻲ ﻣﻠﻣﻠﻣﺎً وﻟﻛ ّﻧﮫ ﺛﻘﯾﻼً .ﻛﺎن ﻣﺧزن اﻟﻣﺳ ّدس ﻣﺣﺷ ّواً ﺑﺧﻣس ﺧراطﯾش. -ھذا ﻣﺳ ّدس ﺳﻣﯾث آﻧد وﯾﺳون ﻣودﯾل ٦٠ﻣن ﻋﯾﺎر ٣٨ﺳﺑﯾﺷل. دﺧﻠت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻣن أذ ٍن وﺧرﺟت ﻣن اﻷﺧرى. أﻋطﯾﺗﮫ اﻟﻣﺎل وأﻋطﺎﻧﻲ ﻋﻠﺑﺔ ﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ ﻟدﻧﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﺑواﺳطﺔ ﺳ ّﺣﺎب ﻛﺎﻧت ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺣواﻟﻲ ﻋﺷرﯾن ﺟرﻋﺔ ﻣن اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن .ﺗر ّددت ﻓﻲ أن أﺗرﻛﮭﺎ ﻟﮫ وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻗ ّررت ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ أن آﺧذھﺎ ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﺄﻧﻲ ﺳﺄﺗﻠﻔﮭﺎ ﻻﺣﻘﺎً. ﻋﻠﻠت ذﻟك ﻟﻧﻔﺳﻲ ﻗﺎﺋﻼً :ﺳﯾﺑﻘﻰ ھذا ﻋﻠﻰ اﻟدوام ﻣﺎ ﻟن ﯾﺳﺗﮭﻠﻛﮫ أﺣ ٌد. أﻋرف ذﻟك ،ﯾﺣﺻل ﻟﻲ أﺣﯾﺎﻧﺎً أن أﻛون ﺳﺎذﺟﺎً... 243
اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻣﺳﺎ ًء وﺿﻌ ُت اﻟﻣﺳدس اﻟﺣرﺑﻲ واﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺻﻧدوق اﻷﻣﺎﻣﻲ ﻟﻠﺳﯾﺎرة وﺳﻠﻛت طرﯾق اﻟﻔﻧدق .ﻟم أﺗﺣ ّﻣل ﻣﺷ ّﻘﺔ ﺗﺷﻐﯾل ﺧدﻣﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣواﻗﻊ GPSﻟﻠﺗﻌ ّرف ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق ﺑﺎﻻﺗﺟﺎه اﻟﻣﻌﺎﻛس :اﻟطرﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﺧرج ﺷﺎﺑﯾل... اﻟﻠﻌﻧﺔ. ﻟﻘد ﻓ ّوﺗت ﻟﻠﺗو ﺑﻐﺑﺎء ﻣﻔرﻗﺎً .ﻛﺎن اﻟﻛوﻧﯾﺎك ﻗد أرھﻘﻧﻲ .ﻓﺟﺄ ًة ،ﻟم أﻋد ﻣﺗﺄ ّﻛداً ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻣن اﺳم اﻟﺷﺎرع .ﺑﯾن ﺑواﺑﺔ ﻛﻠﯾﻧﯾﺎﻧﻛور وﺑواﺑﺔ ﻛﻠﯾﺷﻲ ،ﺗﺎﺑﻌ ُت اﻟﺳﯾر ﻋﻠﻰ ﺟﺎدات ﻣﺎرﯾﺷو ﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻣﺗر. ﻟم ﯾﻛن اﻟﻣﻛﺎن ﺟ ّذاﺑﺎً .ﻛﺎﻧت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣوﻣﺳﺎت ﺗﺣت اﻟﺿوء اﻟﺑﺎھت ﻟﻠوﺣﺎت اﻹﻋﻼﻧﯾﺔ ﺗﻐري اﻟزﺑون .ﺗﺗو ّﻗف ﺑﻌض اﻟﺳﯾﺎرات ﻟﻠﺣظﺎت ﻗﻠﯾﻠﺔُ :ﯾﻧ ّزل زﺟﺎج اﻟﻧواﻓذ، وﯾﻧﺎﻗش اﻟرﺟﺎل ﻓﻲ ﺳﻌر ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺟﻧس أو اﻟﻣﻧﺎدﻣﺔ وﻣن ﺛ ّم ،ﺣﺳب اﻟر ّد اﻟذي ﯾﺗﻠ ّﻘوﻧﮫ ،ﯾﻐﺎدرون ﺑرﻓﻘﺔ اﻟﻔﺗﺎة أو ﻣن دوﻧﮭﺎ .ﺗﺣ ّوﻟت إﺷﺎرة اﻟﻣرور أﻣﺎﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﻠون اﻷﺣﻣر .ﻓﺎﺣ ُﺗﺟز ُت رﻏﻣﺎً ﻋ ّﻧﻲ أﻣﺎم ﻣوﻗ ٍف ﻟﻠﺣﺎﻓﻼت .ﻧﻘرت ﻓﺗﺎ ٌة ﻣﺷرﻗﯾﺔ ،ﺗرﺗدي ﺗﻧورة ﻗﺻﯾرة وﺗﻧﺗﻌل ﺣذا ًء ﺟﻠدﯾﺎً طوﯾﻼً ،ﻋﻠﻰ زﺟﺎج ﻧﺎﻓذة ﺳﯾﺎرﺗﻲ وھﻲ ﺗﻌرض ﻋﻠ ّﻲ ﻣﻔﺎﺗﻧﮭﺎ .ﺣﺎوﻟت ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ أن أﺗﺟﺎھﻠﮭﺎ وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ أ ّدت ﻧوﻋﺎً ﻣن ﻓﺎﺻ ٍل راﻗ ٍص أﺷﺑﮫ ﺑﻣﺎ ُﯾﻘ ّدم ﻓﻲ ﻣﻠﮭﻰ ﻣوﻻن – روج .ﻋﯾﻧﺎھﺎ ﻛﺎﻧﺗﺎ ﺣزﯾﻧﺗﯾن وﻓﺎرﻏﺗﯾن .ﺻﻌﺑت ﻋﻠ ّﻲ وﻗ ّرر ُت أن أﺧﻔض زﺟﺎج ﻧﺎﻓذة ﺳﯾﺎرﺗﻲ ﻟﻛﻲ أﺟﺎﻣﻠﮭﺎ وأﺛﻧﻲ ﻋﻠﻰ رﻗﺻﮭﺎ. أﻧﺎ أدري ،أﻧﺎ ﺳﺎذج... * وﺻﻠت ﺳﯾﺎرﺗﺎ اﻟﺷرطﺔ ﻛﺎﻹﻋﺻﺎر ﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﻋﺷرﯾن ﻣﺗراً ﺧﻠف ﺳﯾﺎرﺗﻲ .ﻓﻲ أٌﻗ ّل ﻣن ﺛﻼث ﺛوان ،اھﺗ ّز اﻟﺷﺎرع ﻋﻠﻰ وﻗﻊ ﺻﻔﺎرات 244
اﻹﻧذار اﻟﻣرﺳﻠﺔ ﻟﻸﺿواء اﻟزرﻗﺎء .أﺧرج رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ اﻟدروع اﻟواﻗﯾﺔ ﻟﺳواﻋدھم ،ﻋﺎﻗدﯾن اﻟﻌزم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻻﻧدﻓﺎع ﻣﺳﺎء ﺣﻔﻠﺔ ﻟﯾﻠﺔ رأس اﻟﺳﻧﺔ ،وھم ﯾﺣ ّﻣﻠون اﻟﻔﺗﯾﺎت وﯾﺗﺣ ّﻘﻘون ﻣن ھوﯾﺔ اﻟزﺑﺎﺋن. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧ ُت أرﻓﻊ زﺟﺎج ﻧﺎﻓذﺗﻲ ،ﻓﺗﺢ ﺷﺑ ٌﺢ ﻧﺳوي ﻓﺟﺄ ًة ﺑﺎب ﺳﯾﺎرﺗﻲ وﺟﻠﺳت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﻌد ﺑﺟﺎﻧﺑﻲ. ﺻرﺧت ﺑﺎرﺗﺑﺎك: -اﻗﻠﻊ ﺑﺳﯾﺎرﺗك وإﻻ ﺳ َﺗﺳﺟن ﻧﻔﺳك! ﻛﺎﻧت ﺻﺑﯾﺔ .ﻣراھﻘﺔ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرھﺎ. ﻋﺎھرة؟ ﻓﻲ ھذا اﻟﺳ ّن؟ ﺻرﺧت: -أﺳ ِرع ،اﻟﻠﻌﻧﺔ! ﻓﻲ أ ّي ﻣﺄز ٍق وﺿﻌ ُت ﻧﻔﺳﻲ؟ ﻻ ﺑ ّد أ ّﻧﮫ ﻛﺎن ﻓﻲ دﻣﻲ ﻏراﻣﺎن ﻣن اﻟﻛﺣول ،وﻛﺎن ﻣﻌﻲ ﻣﺳ ّدس ﺣرﺑﻲ وﺟرﯾب ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻓﻲ ﻋﻠﺑﺗﻲ وﻓﺗﺎةٌ ﻗﺎﺻر ﺟﺎﻟﺳ ٌﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎرﺗﻲ. ﻛﻧ ُت ﺳﺄﺟد ﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﺟن وأﻗﺿﻲ ﻓﯾﮫ ﻓﺗرة طوﯾﻠﺔ. ﻟم أﻧﺗظر ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺣ ّول اﻹﺷﺎرة اﻟﻣرورﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺿوء اﻷﺧﺿر واﻧﻌطﻔ ُت ﻋﻧد أ ّول ﻣﻔرق. 245
246
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر )(٢ ﺳﻠﻛ ُت ،ﺑﺄﻗﺻﻰ ﺳرﻋﺔ ،ﺟﺎدة ﺑورت – دي ﺳﺎن – أوﯾن واﻧدﻓﻌت ﺑﯾن ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﺣﻠّق اﻟﻣﺣﯾط ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ. ﺳﺄﻟت اﻟراﻛﺑﺔ: -إﻟﻰ ﻣﺎذا ﺗرﻣﯾن؟ أﺟﺎﺑت ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﺑﻠﮭﺟﺔ ﻣﺑﮭﻣﺔ: *\"Just wanna escape these bloody cops\"- أﺷﻌت ﺿوء ﺳﻘف اﻟﺳﯾﺎرة واﺳﺗﻐﻠﻠت ﺑطء ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎرة ﻟﻛﻲ أﻣﻌن اﻟﻧظر ﻓﯾﮭﺎ. ﻛﺎﻧت ﻓﺗﺎة ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرھﺎ ،ذا ُت ﻗوا ٍم ﻧﺣﯾل ﺷﻌرھﺎ ﻣﺻﺑو ٌغ ﺑﺎﻟﻠون اﻷﺳود ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﺿﻊ ﺧﺻﻼت ﺣﻣراء ﻗرﻣزﯾﺔ ،ﺗﻧﺳدل ﺷراﺑﺔ طوﯾﻠﺔ ﺟداً دون ﺗو ّﻗف ﻓوق ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ .ﻛﺎﻧت ﺗرﺗدي ﺑﻧطﺎل ﺟﯾﻧز ﺿ ّﯾق وﺗﻧﺗﻌل ﺧ ّﻔﯾن ﻣن اﻟﺟﻠد وﺗﻠﺑس ﻗﻣﯾﺻﺎً رﯾﺎﺿﯾﺎً ﻣﻘﻠّﻣﺎً ﺗﻐ ّطﯾﮫ ﺟزﺋﯾﺎً ﺑﻠوزة ذات ﻗﻠﻧﺳوة ﻟوﻧﮭﺎ زھر ﱞي ورﻣﺎدي وﻣطﺑو ٌع ﻋﻠﯾﮭﺎ رﻣز ﻓرﯾق ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر ﯾوﻧﺎﯾﺗد ﻟﻛرة اﻟﻘدم ،ﺗﻠﺗﻣﻊ ﻣﺎﺳ ٌﺔ ﺻﻐﯾرة ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺧرھﺎ اﻷﯾﺳر ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺗدﻟّﻰ ﻓﻲ رﻗﺑﺗﮭﺎ طو ٌق ﻗروﺳطﻲ ﻣن اﻟﻔ ّﺿﺔ واﻟﻛرﯾﺳﺗﺎل اﻷﺣﻣر اﻟر ّﻣﺎﻧﻲ ،ﯾﻣﻧﺣﮭﺎ ﻣﻛﯾﺎﺟﮭﺎ اﻟﻘوط ّﻲ – * إﻟﻰ اﻟﻔرار واﻟﺗﺧﻠّص ﻣن رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ اﻟﻠﻌﯾﻧﯾن ھؤﻻء. 247
اﻟ ُﻛﺣل وﻗﻠم اﻟﻌﯾن اﻷﺳود ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺷرة اﻟﺷﺎﺣﺑﺔ – ھﯾﺋﺔ ﺟ ّﺛﺔ وﻟﻛ ّﻧﮫ ﯾد ّل أﯾﺿﺎً ﻋﻠﻰ اﺳﻠ ٍو ﻣدرو ٍس ﺑدراﯾﺔ. ﻧظر ُت إﻟﻰ ﻓردﺗﻲ ﺣذاﺋﮭﺎ :ﻛﺎﻧﺗﺎ ﺟدﯾدﺗﯾن ﺗﻘرﯾﺑﺎً .ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺻﺑﯾﺔ ﺗرﺗدي ﺛﯾﺎﺑﺎً ﻣن اﻟﻣﺎرﻛﺎت اﻟﺷﮭﯾرة وﺗﺗز ّﯾن ﺑﻣﺟوھرات .ﻟم ﺗﻛن ھذه اﻟﺻﺑﯾﺔ ﻣن ﻓﺗﯾﺎة اﻟﺷوارع ،وإ ّﻧﻣﺎ ﻣراھﻘﺔ ﺛرﯾﺔ. ﻟم أد ٍر ﻣﺎذا أﻓﻌل .ﻟم ﯾﻛن ﺑوﺳﻌﻲ أن أﺗرﻛﮭﺎ وﺳط اﻟطرﯾق اﻟداﺋري .ﻛﺎن ﻋﻠ ّﻲ أن أﻋرف اﻟﻣزﯾد ﻋن وﺿﻌﮭﺎ وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺑ ُد ﻛﺛﯾرة اﻟﻛﻼم .ﺳﻠﻛ ُت أ ّول طرﯾق ﻓرﻋﯾﺔ ﺗﻘود إﻟﻰ ﻣﺣ ّطﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﺑواﺑﺔ ﻣوﻧﺗروي وﺗو ّﻗﻔ ُت ﻓﻲ اﻟﻣرآب. ﺳﺄﻟﺗﮭﺎ ﺑﺎﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ: -ﻣﺎ اﺳﻣ ِك؟ -وﺑﻣﺎذا ﻗد ﺗﻔﯾدك ﻣﻌرﻓﺔ اﺳﻣﻲ؟ -اﺳﻣﻌﻲ ،أﻧ ِت ﻣن ﺻﻌد ِت إﻟﻰ ﺳﯾﺎرﺗﻲ دون أن أطﻠب ﻣﻧ ِك أ ّي ﺷﻲء ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳوف ﺗﺧﻔﺿﻲ ﻣن ﻟﮭﺟﺗ ِك ،اﺗ ّﻔﻔﻘﻧﺎ؟ ھ ّزت ﻛﺗﻔﯾﮭﺎ وأدارت رأﺳﮭﺎ. ر ّدد ُت ﺑﺣزم: -ﻣﺎ اﺳﻣ ِك؟ ﺗﻧﮭ ّدت ﻗﺎﺋﻠ ًﺔ: -آﻟﯾس ،آﻟﯾس ﻛواﻟﺳﻛﻲ. -أﯾن ﺗﺳﻛﻧﯾن؟ -ﻻ أرى أ ّن ھذا ﯾﻌﻧﯾك ﻓﻲ ﺷﻲء. -ﻟﻣﺎذا ﺧﻔت ﻣن رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ ،ﻗﺑل ﻗﻠﯾل؟ اﻟﺗﻔﺗت إﻟ ّﻲ: -وأﻧت ﻟﻣﺎذا ﺧﻔ َت ﻣﻧﮭم؟ 248
ﺑوﻏ ﱡت ﺑﺎﻟﺳؤال ،ﻓداﻓﻌ ُت ﻋن ﻣوﻗﻔﻲ ﻗﺎﺋﻼً: -ﻟﻘد أﻓرط ُت ﻓﻲ اﻟﺷراب ،وھذا ﻛ ّل ﻣﺎﻓﻲ اﻷﻣر. ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ،ﺳﻘط ﻏطﺎء اﻟﺻﻧدوق اﻷﻣﺎﻣﻲ اﻟذي ﻟم أﻛن ﻗد أﺣﻛﻣ ُت إﻏﻼﻗﮫ، ﻓﺎﻧﻛﺷف ﻣﺎ ﺑداﺧﻠﮫ .أﺛﺎرت رؤﯾﺔ اﻟﺳﻼح اﻟﻧﺎري واﻟﻣﺧدرات اﻟرﻋب ﻓﻲ اﻟﻔﺗﺎة .ﻓﺗﺣت اﻟﺑﺎب ﻛﻲ ﺗﮭرب ﻣن اﻟﺳﯾﺎرة ،ﻣﻘﺗﻧﻌﺔ ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻗد وﻗﻌت ﺑﯾن ﯾدي ﻓﺎﻋل ﺳوء. رﻛﺿ ُت ﺧﻠﻔﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرآب وﻗﻠت ﻟﮭﺎ: -اﻧﺗظري ،اﻷﻣر ﻟﯾس ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﻘدﯾن! ر ّدت ﻋﻠ ّﻲ وھﻲ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻣﺣطﺔ اﻟﺧدﻣﺔ: -دﻋﻧﻲ وﺷﺄﻧﻲ. أﺷﻌﻠ ُت ﺳﯾﺟﺎر ًة وﻧظرت إﻟﯾﮭﺎ ﻋﺑر اﻟواﺟﮭﺔ اﻟزﺟﺎﺟﯾﺔ .ﺟﻠﺳت ﻋﻠﻰ ﻛرﺳ ّﻲ ﺑﻼ ﻣﺳﻧد ﻗرب اﻟﻣو ّزع اﻵﻟﻲ ﻟﻠﻣﺷروﺑﺎتَ .ﻣ ْن ﺗﻛون ھذه اﻟﻔﺗﺎة؟ ﻋ ّﻣﺎ ﺗﺑﺣث ﻓﻲ ﻓرارھﺎ؟ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ،راودﺗﻧﻲ اﻟرﻏﺑﺔ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻌودة إﻟﻰ ﺳﯾﺎرﺗﻲ واﻻﻧﺳﺣﺎب واﻟرﺣﯾل ﻋن اﻟﻣﻛﺎن .ﻟم ﯾﻛن اﻷﻣر ﺑر ّﻣﺗﮫ ﯾﻌﻧﯾﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﻲء .ﺳوف ﻟن أﻛﺳب ﻣن ھذه اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ ﺳوى اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل. ﺗﻧﮭ ّدت وﻟﻛ ّﻧﻧﻲ ﻗرر ُت رﻏم ﻛ ّل ﺷﻲء أن أﻟﺣق ﺑﮭﺎ .ﻛﺎﻧت ﻣﺣ ّطﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ﻣز ّﯾﻧﺔ ﺑدﯾﻛورات ﻋﯾد رأس اﻟﺳﻧﺔ :ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك اﻷﺿواء اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺣزﯾﻧﺔ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء وﺷﺟرة اﻟﺗﻧوب اﻟﻣﻧﺗوﻓﺔ وﻛرات ﻋﯾد اﻟﻣﯾﻼد اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ ،وﺗﺻدح أﻏﻧﯾﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ وﻗدﯾﻣﺔ ﺗﻌود إﻟﻰ أﻋوام اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻣن اﻟرادﯾو. -ھﻼّ ﻗ ّدﻣ ِت ﻟﻲ ﻓﻧﺟﺎﻧﺎً ﻣن ﻗﮭوة اﻹﺳﺑرﯾﺳو؟ ﻗﺎﻟت وھﻲ ﺗﮭ ّز ﺑرأﺳﮭﺎ: -ﻻ أﻣﻠك ﻧﻘوداً. 249
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 497
- 498
- 499
- 500
- 501
- 502
- 503
- 504
- 505
- 506
- 507
- 508
- 509
- 510
- 511
- 512
- 513
- 514
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 500
- 501 - 514
Pages: