ﻏﯾوم ﻣﯾﺳو ﻧداء اﻟﻣﻼك رواﯾﺔ 1
ﻏﯾوم ﻣﯾﺳو ﻧداء اﻟﻣﻼك 2
ﻏﯾوم ﻣﯾﺳو ﻧداء اﻟﻣﻼك رواﯾﺔ ﺗرﺟﻣﺔ :ﺣﺳﯾن ﻋﻣر اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﺳﻣﺎ ﻟﻠﻧﺷر 3 اﻟﻛﺗﺎب ﻧداء اﻟﻣﻼك
اﻟﻌﻧوان اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠرواﯾﺔ: ﺗﺄﻟﯾف L’Appel de l’ange ﻏﯾوم ﻣﯾﺳو By : Guillaume Musso © XO Editions 2011 اﻟطﺑﻌﺔ All rights reserved اﻷوﻟﻰ٢٠١٤ ، اﻟﺗرﻗﯾم اﻟدوﻟﻲ: ISBN:978-9953-68-735-3 ©ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق ﻣﺣﻔوظﺔ اﻟﻧﺎﺷر اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء – اﻟﻣﻐرب ص.ب) ٤٠٠٦ :ﺳﯾدﻧﺎ( ٤٢اﻟﺷﺎرع اﻟﻣﻠﻛﻲ )اﻷﺣﺑﺎس( ھﺎﺗف٠٥٢٢ ٣٠٧٦٥١–٠٥٢٢ ٣٠٣٣٣٩ : ﻓﺎﻛس+٢١٢ ٥٢٢ ٣٠٥٧٢٦ : Email: [email protected] ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن ص .ب ١١٣ – ٥١٥٨ :اﻟﺣﻣراء ﺷﺎرع ﺟﺎﻧدارك – ﺑﻧﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘدﺳﻲ ھﺎﺗف 01 ٣٥٢٨٢٦ –01 ٧٥٠٥٠٧ ﻓﺎﻛس+ ٩٦١ ١ ٣٤٣٧٠١ : Email:[email protected] 4
اﻟﺷﺎطﺊ أﻛﺛر أﻣﺎﻧﺎً ،وﻟﻛﻧﻧﻲ أھوى ﻣﺻﺎرﻋﺔ اﻷﻣواج. إﯾﻣﯾﻠﻲ دﯾﻛﻧﺳون 5
6
ﻣﻘ ّدﻣﺔ ھﺎﺗ ٌف ﻣﺣﻣول؟ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ،ﻟم ﺗﺟدي ﻓﯾﮫ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻟﻛﻲ ﻻ ﺗﺑدﯾن ﻣﺗﺧﻠّﻔﺔ ،ﺗﻧﺻﺎﻋﯾن ﻟﻼﺑﺗﻼء ﺑﺟﮭﺎ ٍز ﻣن طرا ٍز ﺑﺳﯾ ٍط ﺟداً ذي ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣﺗواﺿﻌﺔ .ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻷوﻟﻰ ،ﺗﺗﻔﺎﺟﺋﯾن أﺣﯾﺎﻧﺎً ﺑﺄ ّﻧ ِك ﺗﺛرﺛرﯾن ﺑﺻو ٍت ﻋﺎ ٍل ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻣطﻌم أو اﻟﻘطﺎر أو ﻋﻠﻰ رﺻﯾف اﻟﻣﻘﺎھﻲ .ﻓﻌﻼً إ ّﻧﮭﺎ ﻓﻛرة ﻋﻣﻠﯾﺔ وﻣﺛﯾرة ﻟﻼطﻣﺋﻧﺎن أن ﺗﻛون ﻋﺎﺋﻠﺗك وأﺻدﻗﺎﺋك داﺋﻣﺎً ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول ﺻوﺗك. ﻛﻛ ّل اﻟﻧﺎس ،ﺗﻌﻠّﻣ ِت أن ﺗﻛﺗﺑﻲ رﺳﺎﺋل ﻧ ّﺻﯾﺔ ﻗﺻﯾرة ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﻘر ﻋﻠﻰ ﻟوﺣﺔ اﻷزرار اﻟﺻﻐﯾرة واﻋﺗد ِت إرﺳﺎﻟﮭﺎ ﺑﻘ ّوة وﻋﻧف .ﻛﻛ ّل اﻟﻧﺎس ،ﺗﺧﻠّﯾ ِت ﻋن ﻣﻔ ّﻛرﺗ ِك اﻟورﻗﯾﺔ ﻻﺳﺗﺑداﻟﮭﺎ ﺑﻧﺳﺧﺗﮫ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﺧ ّزﻧ ِت ﻓﻲ ذاﻛرﺗﮫ أرﻗﺎم ھواﺗف ﻣﻌﺎرﻓك وﻋﺎﺋﻠﺗ ِك وﻋﺷﯾﻘ ِك وأﺧﻔﯾ ِت ﻓﯾﮫ أرﻗﺎﻣك اﻟﻘدﯾﻣﺔ وﻛذﻟك اﻟرﻣز اﻟﺳ ّري ﻟﺑطﺎﻗﺗ ِك اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻟ ِك أن ﺗﻧﺳﯾﮫ. ﺣﺗﻰ وإن ﻛﺎن ﯾﻠﺗﻘط ﺻوراً ذات ﻧوﻋﯾﺔ ردﯾﺋﺔ ،ﻓﻘد اﺳﺗﺧدﻣ ِت ﻛﺎﻣﯾرا ھﺎﺗﻔ ِك اﻟﻣﺣﻣول .ﻓﻘد ﻛﺎن ﻣن اﻟظرﯾف أن ﺗﺣﻣﻠﻲ ﻣﻌ ِك ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﺻورة ﻣﺿﺣﻛﺔ ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﻌرﺿﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ زﻣﻼﺋك 7
وزﻣﯾﻼﺗك .زﯾدي ﻋﻠﻰ ذﻟك أ ّن اﻟﺟﻣﯾﻊ ﯾﻔﻌل ھذا اﻷﻣر .ﺗﻌﻠّق اﻟﺟﮭﺎز ﺑﺎﻟﻌﺻر :ﺗﻼﺷت اﻟﺣدود واﻟﻔواﺻل ﺑﯾن اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ واﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ﻻ ﺳﯾﻣﺎ وأن اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻗد أﺻﺑﺣت أﻛﺛر إﻟﺣﺎﺣﺎً وأﻛﺛر ﻟﯾوﻧ ًﺔ وﺗﺗطﻠّب ﺑﺎﺳﺗﻣرار اﻟﺗﻼؤم ﻣﻊ اﺳﺗﺧداﻣك ﻟﻠزﻣن. * ﻣؤ ّﺧراً ،اﺳﺗﺑدﻟ ِت ﺟﮭﺎزك اﻟﻘدﯾم ﺑﺟﮭﺎ ٍز ﺟدﯾ ٍد أﻛﺛر ﺣداﺛ ًﺔ :ﺟﮭﺎ ٌز ﺻﻐﯾ ٌر ﻣذھل ﯾﺗﯾﺢ ﻟ ِك اﻟوﺻول إﻟﻰ رﺳﺎﺋﻠك اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﺗﺻ ّﻔﺢ اﻹﻧﺗرﻧت وﺗﺧزﯾﻧﮫ ﺑﻣﺋﺎت اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت. وھﻧﺎ أﺻﺑﺣ ِت ﻣدﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧداﻣﮫ .وﻛﺄ ّﻧﮫ ﻣﻐرو ٌس ﻓﻲ ﺟﺳدك ،ﻏدا ھﺎﺗﻔك اﻟﻣﺣﻣول ﻣن اﻵن ﻓﺻﺎﻋد ًا اﻣﺗداداً ﻟذاﺗك ﯾراﻓﻘك ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺣ ّﻣﺎﻣك وﻣراﺣﯾﺿك .أﯾﻧﻣﺎ ﺣﻠﻠت ،ﻧﺎدراً ﻣﺎ ﺗدﻋﯾن اﻟوﻗت ﯾﻣ ّر ﻟﻧﺻف ﺳﺎﻋﺔ دون أن ﺗﻧظري إﻟﻰ ﺷﺎﺷﺔ ھﺎﺗﻔك ﻣﻧﺗظر ًة ﻣﻛﺎﻟﻣﺔ ﻟم ﺗﺄ ِت أو رﺳﺎﻟﺔ ﺣﻣﯾﻣﯾﺔ أو رﺳﺎﻟﺔ ﻣن ﺻدﯾق .وإذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺣﺎوﯾﺔ رﺳﺎﺋﻠك اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﺎرﻏﺔ ،ﺗﻧﻘرﯾن ﻋﻠﻰ اﻷزرار ﻟﺗﺗﺄ ّﻛدي ﻣن أ ّن ﻟﯾس ھﻧﺎك أ ّي رﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻻﻧﺗظﺎر. ﻛﻣﺎ ﻟﻌﺑﺔ طﻔوﻟﺗك ،ﯾﺷﻌرك ھﺎﺗﻔك اﻟﻣﺣﻣول ﺑﺎﻻطﻣﺋﻧﺎن واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ .ﺷﺎﺷﺗﮫ ﻣرﯾﺣﺔ وﻣﮭ ّدﺋﺔ وﻣﻧ ّوﻣﺔ .ﯾﻣﻧﺣ ِك اﻟﮭدوء ﻓﻲ ﻛ ّل اﻟظروف وﯾو ّﻓر ﻟك ﺳﮭوﻟﺔ اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي ﯾﺗرك ﻛ ّل اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت ﻣﻔﺗوﺣﺔ... * وﻟﻛن ،ذات ﻣﺳﺎء ،وأﻧ ِت ﺗﻌودﯾن إﻟﻰ اﻟﺑﯾت ،ﺗﻔ ّﺗﺷﯾن ﻓﻲ ﺟﯾوﺑ ِك ﺛ ّم ﺣﻘﯾﺑﺗ ِك وﺗﻛﺗﺷﻔﯾن ﺑﺄ ّن ھﺎﺗﻔك اﻟﻣﺣﻣول ﻗد اﺧﺗﻔﻰ .ھل ﺿﺎع؟ ھل ُﺳ ِرق؟ ﺗرﻓﺿﯾن أن ﺗﺻ ّدﻗﻲ ذﻟك ،ﻓﺗﻌﺎودﯾن 8
اﻟﺑﺣث ﻋﻧﮫ وﻟﻛن دون أن ﯾﺣﺎﻟﻔك اﻟﻧﺟﺎح ،ﻓﺗﺣﺎوﻟﯾن إﻗﻧﺎع ذاﺗ ِك ﺑﺄ ّﻧ ِك ﻗد ﻧﺳﯾﺗ ِﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺗب ،وﻟﻛن ...ھﯾﮭﺎت :ﺗﺗذ ّﻛرﯾن ﺑﺄ ّﻧك ﻗد ﻧظر ِت ﻓﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺻﻌد ﻋﻧد ﻣﻐﺎدرﺗك اﻟﻌﻣل – وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷ ّك ﻓﯾﮫ – ﻓﻲ اﻟﻣﺗرو وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻓﻠﺔ. اﻟﻠﻌﻧﺔ! ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ،ﺗﻐﺿﺑﯾن ﺑﺳﺑب ﻓﻘداﻧك ﻟﺟﮭﺎز اﻟﮭﺎﺗف ﻧﻔﺳﮫ ،ﺛ ّم ﺗﮭ ّﻧﺋﯾن ﻧﻔﺳ ِك ﺑﻛوﻧ ِك ﻗد أ ّﻣﻧ ِت ﻋﻠﻰ اﻟﺟﮭﺎز ﺿ ّد \"اﻟﺳرﻗﺔ \\ اﻟﺿﯾﺎع \\ اﻟﻛﺳر\" وأﻧ ِت ﺗﺣﺳﺑﯾن ﻧﻘﺎط اﻟوﻓﺎء اﻟﺗﻲ ﺳوف ﺗﺳﻣﺢ ﻟ ِك ،ﻣﻧذ اﻟﻐد ،أن ُﯾﻘ ّدم ﻟ ِك ﺟﮭﺎ ٌز ﺟدﯾد ﻓﺎﺋق اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ وﯾﻌﻣل ﺑواﺳطﺔ اﻟﻠﻣس. ﻣﻊ ذﻟك ،ﺣﺗﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً ،ﯾﺟﺎﻓﯾ ِك اﻟﻧوم وﻻ ﺗﻧﺟﺣﯾن ﻓﻲ إﻏﻣﺎض ﻋﯾﻧﯾ ِك ... * ﺗﻧﮭﺿﯾن ﺧﻠﺳﺔ ودون ﺿﺟﯾﺞ ﻟﺋﻼ ﺗوﻗظﻲ اﻟرﺟل اﻟﻧﺎﺋم إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑ ِك . ﻓﻲ اﻟﻣطﺑﺦ ،ﻓوق ﺧزاﻧﺔ ،ﺳﺗﺑﺣﺛﯾن ﻋن اﻟﻌﻠﺑﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ واﻟﻣﺗﺂﻛﻠﺔ ﻷﻋﻘﺎب اﻟﺳﺟﺎﺋر اﻟﺗﻲ أﺧﻔﯾﺗﮭﺎ ھﻧﺎك ﺗﺣ ّﺳﺑﺎً ﻟﻠﺣﺎﻻت اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ .ﺗﺷﻌﻠﯾن ﺳﯾﺟﺎرة ﻣﻧﮭﺎ وﺗرﻓﻘﯾﻧﮭﺎ ﺣﯾث أﻧ ِت ﺑﻛﺄ ٍس ﻣن اﻟﻔودﻛﺎ. ﺗ ّﺑﺎً ... ﺗﻛوﻧﯾن ﺟﺎﻟﺳﺔ ،ﻣﻘ ّوﺳﺔ اﻟظﮭر ﻋﻠﻰ ﻛرﺳﯾ ِك .ﺗﺷﻌرﯾن ﺑﺎﻟﺑرد ﻷ ّﻧ ِك ﻗد ﺗرﻛ ِت اﻟﻧﺎﻓذة ﻣﻔﺗوﺣ ًﺔ ﺑﺳﺑب راﺋﺣﺔ اﻟﺳﯾﺟﺎرة. ﺗﻘوﻣﯾن ﺑﺟرد ﻛ ّل ﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﮫ ھﺎﺗﻔك اﻟﻣﺣﻣول :ﺑﻌض ﻣﻘﺎطﻊ اﻟﻔﯾدﯾو ،ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻟﺧﻣﺳﯾن ﺻورة ،ﺗوارﯾﺦ ﺗﺻ ّﻔﺣك ﻟﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ،ﻋﻧواﻧ ِك )ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮫ اﻟرﻗم اﻟﺳ ّري ﻟﺑﺎب ﻣدﺧل اﻟﻌﻣﺎرة(، 9
وﻋﻧوان واﻟدﯾ ِك وأرﻗﺎم ھواﺗف أﻧﺎ ٍس ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗوﺟد ﻓﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ورﺳﺎﺋل ﻗد ﺗﺗرك اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄ ّن ... ﻻ ﺗﻛوﻧﻲ ذھﺎﻧﯾﺔ! ﺗﺄﺧذﯾن ﻧﻔﺳﺎً ﺟدﯾداً ﻣن اﻟﺳﯾﺟﺎرة وﺗﺗﺟ ّرﻋﯾن ﺟرﻋ ًﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﻛﺣول. ظﺎھرﯾﺎً ،ﻻ ﯾوﺟد ﻣﺎ ﯾﺳﻲء إﻟﻰ ﺳﻣﻌﺗ ِك ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﺣﻘﯾﻘﻲ وﻟﻛ ّﻧ ِك ﺗدرﻛﯾن ﺟ ّﯾداً ﺑﺄ ّن اﻟﻣظﺎھر ﺗﻛون ﺧﺎدﻋﺔ. ﻣﺎ ُﯾﻘﻠﻘ ِك ھو أن ﯾﻛون ھﺎﺗﻔك اﻟﻣﺣﻣول ﻗد وﻗﻊ ﺑﯾن أﯾ ٍد ﻏﯾر أﻣﯾﻧﺔ ﻟﺷﺧ ٍص ﺳﻲء اﻟﻧواﯾﺎ. ھﻧﺎ ،ﺗﺷﻌرﯾن ﺑﺎﻟﺣﺳرة واﻟﻧدم ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺻور واﻟرﺳﺎﺋل اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﺑﻌض اﻟﻣﻛﺎﻟﻣﺎت واﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠّق ﺑﺎﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺑﺎﻷﻣوال وﺑﺎﻟﺟﻧس ...وذﻟك ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗد ّﻗق ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋﻧﮭﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﺷﺧ ٍص ﻣﺎ ﯾرﯾد أن ﯾﺳﻲء إﻟﯾك وﯾﻠﺣق اﻷذى ﺑك أن ﯾﺟد ﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾﺣ ّطم ﻣن ﺧﻼﻟﮫ ﺣﯾﺎﺗ ِك .ﺣﯾﻧﮭﺎ ﺗﻧدﻣﯾن وﻟﻛن اﻟﻧدم ﻋﻧدھﺎ ﻻ ُﯾﺟدي ﻓﻲ ﺷﻲء. وﻷ ّﻧ ِك ﺗرﺗﻌﺷﯾن ﻣن اﻟﺑرد ،ﺗﻧﮭﺿﯾن ﻟﻛﻲ ﺗﻐﻠﻘﻲ اﻟﻧﺎﻓذة ،ﻓﺗﻠﺻﻘﯾن ﺟﺑﯾﻧ ِك ﺑزﺟﺎج اﻟﻧﺎﻓذة وﺗﻧظرﯾن إﻟﻰ اﻷﺿواء اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزال ﺗﺷ ّﻊ ﺑﺄﻧوارھﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﯾل وأﻧ ِت ﺗﻘوﻟﯾن ﻓﻲ ﻧﻔﺳ ِك ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد ﯾﻛون ھﻧﺎك ﻓﻲ اﻟطرف اﻵﺧر ﻣن اﻟﺷﺎرع رﺟ ٌل ﯾرﻧو ﺑﻌﯾﻧﯾﮫ إﻟﻰ ﺷﺎﺷﺔ ھﺎﺗﻔ ِك اﻟﻣﺣﻣول وھو ﯾﻛﺗﺷف ﺑﺑﮭﺟ ٍﺔ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟظﻠﯾﻠﺔ ﻣن ﺣﯾﺎﺗ ِك اﻟﺧﺎ ّﺻﺔ وﯾﻔ ّﺗش ﺑﺗﺄ ﱟن ودﻗﺔ ﻓﻲ أﺣﺷﺎء اﻟﺟﮭﺎز ﺑﺣﺛﺎً ﻋن أﺳرار ِك اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﻣﺷﯾﻧﺔ. 10
اﻟﻘﺳم اﻷ ّول اﻟﻘ ّط واﻟﻔﺄر 11
12
اﻟﻔﺻل اﻷ ّول ﺗﺑﺎدل اﻟﮭﺎﺗﻔﯾن اﻟﻣﺣﻣوﻟﯾن ھﻧﺎك أﻧﺎ ٌس ﻗدرھم أن ﯾﻠﺗﻘوا .أﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧوا وأﯾﻧﻣﺎ ﺣﻠّوا ﯾﻠﺗﻘون ﺑﺑﻌﺿﮭم ذات ﯾوم. ﻛﻠودﯾﺎ ﻏﺎﻻي ﻧﯾوﯾورك ،ﻣطﺎر ﺟون إف ﻛﯾﻧﯾدي ﻗﺑل أﺳﺑو ٍع ﻣن ﻋﯾد اﻟﻣﯾﻼد ھﻲ -وﺑﻌد ذﻟك؟ -وﺑﻌد ذﻟك ،ﻗ ّدم ﻟﻲ راﻓﺎﺋﯾل ﻗرطﺎً ﻣن اﻷﻟﻣﺎس ھد ّﯾﺔ ﻣن ﻣﺗﺎﺟر ﺗﯾﻔﺎﻧﻲ وطﻠب إﻟ ّﻲ أن أﻛون زوﺟﺗﮫ. ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن ،وھﻲ ُﺗﻠ ِﺻق اﻟﮭﺎﺗف ﻋﻠﻰ أذﻧﮭﺎ ،ﺗﺗﺟ ّول أﻣﺎم اﻟﻛ ّوات اﻟﻣز ّﺟﺟﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗط ّل ﻋﻠﻰ ﻣدرج اﻟﻣطﺎر .وﻋﻠﻰ ﺑﻌد ﺧﻣﺳﺔ آﻻف ﻣﯾل ﻣﻧﮭﺎ ،ﻛﺎﻧت ﺻدﯾﻘﺗﮭﺎ اﻟﻣﻘ ّرﺑﺔ ،ﻓﻲ ﺷ ّﻘﺗﮭﺎ اﻟﺻﻐﯾرة اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺷﻣﺎل ﻟﻧدن ﺗﺳﺗﻣﻊ ﺑﻛﺎﻣل اﻟﻠﮭﻔﺔ إﻟﻰ ﺗﻔﺎﺻﯾل ﻣﻐﺎﻣرﺗﮭﺎ اﻟروﻣﺎﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺗﻔﺎﺣﺔ اﻟﻛﺑﯾرة*. * اﻟﺗﻔﺎﺣﺔ اﻟﻛﺑﯾرة :أﺣد اﻷﻟﻘﺎب اﻟﺗﻲ ﯾطﻠﻘﮭﺎ ﺳﻛﺎن ﻧﯾوﯾورك ﻋﻠﻰ ﻣدﯾﻧﺗﮭم – اﻟﻣﺗرﺟم. - 13
ﻗﺎﻟت ﺟوﻟﯾﺎن: -ﺣ ّﻘﺎً ﻟﻘد ﻣﻧﺣ ِك اﻟﺟﺎﺋزة اﻟﻛﺑرى! ﻋطﻠﺔ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻷﺳﺑوع ﻓﻲ ﻣﺎﻧﮭﺎﺗن وﻏرﻓﺔ ﻓﻲ ﻓﻧدق واﻟدورف ) (Waldorfورﺣﻠﺔ ﺗﻧ ّزه ﻓﻲ ﻋرﺑﺔ ﺣﻧطور وطﻠ ٌب ﻟﻠزواج ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ... ﻗﺎﻟت ﻣﺎدﻟﯾن ﻣﺑﺗﮭﺟ ًﺔ: -ﻧﻌم .ﻛﺎن ﻛ ّل ﺷﻲء راﺋﻌﺎً ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻓﻼم اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ. -ھل ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﺷرﺣﻲ ﻟﻲ ﻛﯾف ﯾﻛون أﻣ ٌر ﻣﺎ )ﻓﺎﺋق( اﻟروﻋﺔ ،أ ّﯾﺗﮭﺎ اﻟﺳ ّﯾدة اﻟﻣﺗﺧﻣﺔ؟ ﺣﺎوﻟت ﺟوﻟﯾﺎن ﺑطرﯾﻘﺔ ﺧرﻗﺎء أن ﺗﺗدارك اﻟﻣوﻗف ،ﻗﺎﺋﻠﺔ: -أﻗﺻد :ر ّﺑﻣﺎ ﻛﺎن ھذا ﯾﻔﺗﻘر ﻟﻠﻣﻔﺎﺟﺄة .ﻧﯾوﯾورك ،ﻣﺗﺎﺟر ﺗﯾﻔﺎﻧﻲ ،اﻟﺗﻧ ّزه ﺗﺣت اﻟﺛﻠﺞ وﺣﻠﺑﺔ اﻟﺗزﻟّﺞ ﻓﻲ ﺳﺎﻧﺗرال ﺑﺎرك ...ھذا أﻣ ٌر ﻏﯾر ﻣﻧﺗ َظر ،أﻣ ٌر ﺗﻘﻠﯾدي! ر ّدت ﻣﺎدﻟﯾن ﺑﺧﺑث وﺷ ّﻧت ھﺟوﻣﺎً ﻣﺿﺎداً: -إن ﻟم ﺗﺧ ّﻧﻲ اﻟذاﻛرة ،ﺣﯾﻧﻣﺎ طﻠﺑ ِك واﯾن ﻟﻠزواج ،ﻛﺎن ذﻟك أﺛﻧﺎء اﻟﻌودة ﻣن ﺣﺎﻧﺔ، ﻓﻲ ﻟﯾﻠ ٍﺔ ﻣن ﻟﯾﺎﻟﻲ اﻟﺷرب .ﻛﺎن ﻣﺗﺧﻣﺎً ﺑﺎﻟﺷراب ﻛﻣﺎ ﻟو أ ّﻧﮫ ﻋرﺑﺔ ﻣﺗرو ﻣﻛﺗ ّظﺔ ﺑﺎﻟرﻛﺎب ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ اﻟذروة وذھب إﻟﻰ اﻟﻣﻐﺎﺳل ﻟﻛﻲ ﯾﺗﻘ ّﯾﺄ ﺑﻌد أن طﻠب ﯾد ِك ﻣﺑﺎﺷر ًة ،أھذا ﺻﺣﯾﺢ؟ ر ّدت ﺟوﻟﯾﺎن ﻣﺳﺗﺳﻠﻣ ًﺔ: -ﺣﺳﻧﺎً ،ﻟﻘد ﻛﺳﺑ ِت ھذه اﻟﺟوﻟﺔ. اﺑﺗﺳﻣت ﺟوﻟﯾﺎن وھﻲ ﺗﻘﺗرب ﻣن ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺻﻌود إﻟﻰ اﻟطﺎﺋرة ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻟﻠﻌﺛور ﻋﻠﻰ راﻓﺎﺋﯾل وﺳط اﻟﺣﺷد اﻟﻐﻔﯾر .ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﻋطﻠﺔ ﻋﯾد اﻟﻣﯾﻼد ﺗﻠك ،ﻛﺎن اﻵﻻف ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻓرﯾن ﯾﺳﺗﻌﺟﻠون اﻟﺧطﻰ إﻟﻰ 14
ﺑﮭو اﻟﻣطﺎر اﻟذي ﻛﺎن ﯾط ّن ﻛﻣﺎ ﻟو أ ّﻧﮫ ﺧﻠﯾﺔ ﻧﺣل .ﺑﻌﺿﮭم ﻛﺎﻧوا ﯾذھﺑون ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ ﻋﺎﺋﻼﺗﮭم ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن آﺧرون ﯾﻐﺎدرون إﻟﻰ آﺧر اﻟدﻧﯾﺎ ﻗﺎﺻدﯾن أﻣﺎﻛن ﻓردوﺳﯾﺔ ،ﺑﻌﯾد ًا ﻋن ﺟو ﻧﯾوﯾورك اﻟﺧﺎﻧق واﻟﻛﺋﯾب. ﻗﺎﻟت ﺟوﻟﯾﺎن: -ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟم ﺗﻘوﻟﻲ ﻟﻲ ﻣﺎذا ﻛﺎن ﺟواﺑك؟ -ھل ﺗﻣزﺣﯾن؟ ﻗﻠ ُت ﻟﮫ ﻧﻌم طﺑﻌﺎً! -أﻟم ﺗﻌ ّذﺑﯾﮫ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء؟ -أﻋ ّذﺑﮫ؟ ﺟوﻟﻲ ،ﻟﻘد ﻗﺎرﺑت اﻟراﺑﻌﺔ واﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﻋﻣري! أﻻ ﺗﻌﺗﻘدﯾن ﺑﺄﻧﻧﻲ ﻗد اﻧﺗظرت ﻛﺛﯾر ًا ھﻛذا؟ أﻧﺎ أﺣ ّب راﻓﺎﺋﯾل وأﻧﺎ أﺧرج ﻣﻌﮫ ﻣﻧذ ﺳﻧﺗﯾن وﻧﺳﻌﻰ ﻷن ﯾﻛون ﻟدﯾﻧﺎ طﻔل .ﺧﻼل ﺑﺿﻌﺔ أﺳﺎﺑﯾﻊ ،ﺳوف ﻧﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﻣﻧزل اﻟذي اﺧﺗرﻧﺎه ﻣﻌﺎً .ﺟوﻟﯾﺎن ،ھذه ھﻲ اﻟﻣ ّرة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ اﻟﺗﻲ أﺷﻌر ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺄﻧﻧﻲ ﻣﺣﻣﯾﺔ وﺳﻌﯾدة. -أﻧ ِت ﺗﻘوﻟﯾن ھذا ﻷ ّﻧﮫ ﺑﺟﺎﻧﺑ ِك اﻵن ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ اﻧﻔﺟرت ﻣﺎدﻟﯾن ﺿﺎﺣﻛ ًﺔ: -ﻛﻼ! ﻟﻘد ذھب ﻟﻛﻲ ﯾﺳ ّﺟل أﻣﺗﻌﺗﻧﺎ .أﻗول ھذا ﻷ ّن ھذا ﻣﺎ أﻋﺗﻘده! ﺗو ّﻗﻔت أﻣﺎم ﻛﺷ ٍك ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺻﺣف .ﻛﺎﻧت ﻋﻧﺎوﯾن اﻟﺻﻔﺣﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺻﺣف اﻟﻣﺻﻔوﻓﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺑﻌﺿﮭﺎ ﺗرﺳم ﺻورة ﻋﺎﻟ ٍم ﺳﺎﺋ ٍر ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ھدى ﯾرﺑط ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ :أزﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺑطﺎﻟﺔ، ﻓﺿﺎﺋﺢ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺳﺧط اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻛوارث ﺑﯾﺋﯾﺔ... ﻗﺎﻟت ﺟوﻟﯾﺎن ﺑطرﯾﻘﺔ ﻻذﻋﺔ: -أﻻ ﺗﺧﺷﯾن أن ﺗﻛون ﺣﯾﺎﺗ ِك ﻣﻊ راﻓﺎﺋﯾل ﻣﺗو ّﻗﻌﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ؟ ر ّدت ﻣﺎدﻟﯾن: 15
-ھذه ﻟﯾﺳت ﻧﻘﯾﺻﺔ! أﻧﺎ أﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺷﺧ ٍص ﻗو ّي وﻣوﺛو ٍق وﻣﺧﻠص .ﻛ ّل ﺷﻲء ﻣن ﺣوﻟﻧﺎ ھ ّش وﺿﻌﯾف وﻣﮭزوز .ﻻ أرﯾد ﻟﺣﯾﺎﺗﻲ اﻟزوﺟﯾﺔ أن ﺗﻛون ھﻛذا .أرﯾد أن أﻋود إﻟﻰ ﺑﯾﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء وأﻧﺎ ﻣﺗﺄ ّﻛدة ﻣن أﻧﻧﻲ ﺳﺄﺟد اﻟﮭدوء واﻟﺻﻔﺎء ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻲ .أﻓﮭﻣ ِت ﻣﺎ أﻗول؟ ﻗﺎﻟت ﺟوﻟﯾﺎن: -ھﻣﻣم.... -ﻟﯾس ھﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣ ّق \"ھﻣﻣم\" ﯾﺎ ﺟوﻟﻲ .اﺑدﺋﻲ إذ ًا ﺟوﻟﺗ ِك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﺎﺟر ﻟﺷراء ﻓﺳﺗﺎﻧك ﻟﺗﻛوﻧﻲ إﺷﺑﯾﻧﺗﻲ! -ھﻣﻣم. ﻣ ّرة أﺧرى ،ر ّددت اﻟﻔﺗﺎة اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ھذه اﻟﻛﻠﻣﺔ وﻟﻛن ھذه اﻟﻣ ّرة ﻟﺗﺧﻔﻲ اﻧﻔﻌﺎﻟﮭﺎ أﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﻟﺗﻌ ّﺑر ﻋن ﺷ ّﻛﮭﺎ وارﺗﯾﺎﺑﮭﺎ. ﻧظرت ﻣﺎدﻟﯾن إﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﯾدھﺎ .ﺧﻠﻔﮭﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻣدارج اﻹﻗﻼع ،ﻛﺎﻧت طﺎﺋرات ﻣﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﺑﯾﺎض ﺗﻧﺗظر ﻓﻲ أرﺗﺎ ٍل ﻗﺑل أن ﺗﮭ ّم ﺑﺎﻹﻗﻼع واﻟﺗﺣﻠﯾق. -ﺣﺳﻧﺎً ،ﺳﺄﺗرﻛ ِك اﻵن ،طﺎﺋرﺗﻲ ُﺗﻘ ِﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﻧﺻف ﻣﺳﺎ ًء وﻟم أﻋﺛر ﺑﻌد ﻋﻠﻰ ...ﻋﻠﻰ زوﺟﻲ! ﺻ ّﺣﺣت ﻟﮭﺎ ﺟوﻟﯾﺎن وھﻲ ﺗﺿﺣك: -زوﺟ ِك اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ...ﻣﺗﻰ ﺳﺗﺄﺗﯾن إﻟ ّﻲ ﻓﻲ زﯾﺎر ٍة ﻗﺻﯾرة إﻟﻰ ﻟﻧدن؟ ﻟﻣﺎذا ﻻ ﺗﺄﺗﯾن ﻓﻲ ﻋطﻠﺔ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻷﺳﺑوع ھذه؟ -أرﻏب ﻛﺛﯾر ًا ﻓﻲ ذﻟك ،وﻟﻛن ھذا ﻣﺳﺗﺣﯾل :ﺳوف ﺗﺣ ّط طﺎﺋرﺗﻧﺎ ﻓﻲ روﯾﺳﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺑ ّﻛرة ﺟ ّداً .ﺑﺎﻟﻛﺎد ﺳﯾﻛون ﻟدي اﻟوﻗت ﻟﻛﻲ أﻣ ّر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾت وأﺳﺗﺣ ّم ﻗﺑل ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺗﺟر. -ﺣﺳﻧﺎً ﻗوﻟﻲ إذاً إ ّﻧ ِك ﻻ ﺗﻛ ّﻔﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل! 16
-أﻧﺎ ﺑﺎﺋﻌﺔ زھور ﯾﺎ ﺟوﻟﻲ! وﻓﺗرة ﻋﯾد اﻟﻣﯾﻼد ھﻲ واﺣدة ﻣن أﻛﺛر ﻓﺗرات ﻋﻣﻠﻲ! -ﺣﺎوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّل أن ﺗﻧﺎﻣﻲ ﺧﻼل اﻟرﺣﻠﺔ. وﻋدﺗﮭﺎ ﻣﺎدﻟﯾن ﻗﺑل أن ﺗﻐﻠق اﻟﮭﺎﺗف: -ﺣﺳﻧﺎً! ﺳوف أ ّﺗﺻل ﺑ ِك ﻏداً. * ھو -ﻻ ﺗﻠ ّﺣﻲ ﻋﻠ ّﻲ ﯾﺎ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ :ﻣن ﻏﯾر اﻟوارد أن ﻧﻠﺗﻘﻲ! -وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻻ أﺑﻌد ﻋﻧك إﻻ ﻋﺷرﯾن ﻣﺗراً ﺗﺣت اﻟﺳﻠّم اﻵﻟﻲ ﺑﺎﻟﺿﺑط... ﻗ ّطب ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺣﺎﺟﺑﯾﮫ واﻟﮭﺎﺗف اﻟﻣﺣﻣول ﻣﻠﺗﺻ ٌق ﺑﺄذﻧﮫ واﻗﺗرب ﻣن اﻟدراﺑزﯾن اﻟذي ُﯾﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠّم اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﻲ .ﺗﺣت اﻟﺳﻼﻟم ،ﻛﺎﻧت اﻣرأة ﺷﺎﺑﺔ ﺳﻣراء ﻋﻠﻰ ھﯾﺋﺔ اﻟﺳ ّﯾدة اﻟﻌذراء ﺗﺗﺣ ّدث ﺑﺎﻟﮭﺎﺗف وھﻲ ﺗﻣﺳك ﺑﯾ ِد طﻔ ٍل ﯾرﺗدي ﻣﻌطﻔﺎً رﯾﺎﺿﯾﺎً ﻓﺿﻔﺎﺿﺎً ﺑﻌض اﻟﺷﻲء .ﻛﺎن ﺷﻌرھﺎ طوﯾ ٌل وﺗرﺗدي ﺑﻧطﺎل ﺟﯾﻧز واطﺊ اﻟﺧﺻر وﺳﺗر ًة ذات زﻏ ٍب وﻛذﻟك ﻧظﺎرة ﺷﻣﺳﯾﺔ ذات ھﯾﻛ ٍل واﺳ ٍﻊ ﺗﺧﻔﻲ ﻣﺛل ﻗﻧﺎ ٍع ﺟزء ًا ﻛﺑﯾراً ﻣن وﺟﮭﮭﺎ. ﻟ ّوح ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﯾده ﻧﺣو اﺑﻧﮭﺎ اﻟذي ر ّد اﻟﺗﺣﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺣﯾﺎء. أﻣر ،ﻏﺎﺿﺑﺎً: -أرﺳﻠﻲ إﻟ ّﻲ ﺷﺎرﻟﻲ واﻧﺻرﻓﻲ! ﻛﻠّﻣﺎ ﯾرى زوﺟﺗﮫ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛﺎن ﯾﺟﺗﺎﺣﮫ ﻏﺿ ٌب ﻣﺷو ٌب ﺑﺎﻷﻟم .ﺷﻌو ٌر ﻗو ٌي ﻟم ﯾﻛن ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺟﻌﻠﮫ ﻋﻧﯾﻔﺎً وﻣﺣﺑطﺎً ﻓﻲ آ ٍن واﺣد. 17
اﺣﺗ ّﺟت ﺑﺻو ٍت ﻓﯾﮫ ﻧﺑرة إﯾطﺎﻟﯾﺔ ﺧﻔﯾﻔﺔ ﻗﺎﺋﻠ ًﺔ: -ﻻ ﯾﻣﻛﻧك اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺗﺣ ّدث ﻣﻌﻲ ﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ! اﻧﻔﺟر ﻏﺎﺿﺑﺎً: -ﻻ ﺗﺗﺟ ّرﺋﻲ ﻋﻠﻰ إﻋطﺎء اﻟدروس! ﻟﻘد ا ّﺗﺧذ ِت ﺧﯾﺎراً ﻋﻠﯾ ِك أن ﺗﺗﺣ ّﻣﻠﻲ ﻧﺗﺎﺋﺟﮫ .أﻧ ِت ُﺧﻧ ِت ﻋﺎﺋﻠﺗ ِك ﯾﺎ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ! ﻟﻘد ُﺧﻧ ِﺗﻧﺎ ،ﺷﺎرﻟﻲ وأﻧﺎ. -دع ﺷﺎرﻟﻲ ﺧﺎرج ھذا اﻟﻣوﺿوع! -أدﻋﮫ ﺧﺎرج ھذا اﻟﻣوﺿوع؟ ﺑﯾﻧﻣﺎ ھو اﻟذي ﯾدﻓﻊ ﺛﻣن ﺧﯾﺎﻧﺗك؟ ﺑﺳﺑب طﯾﺷ ِك وﻣﺟوﻧ ِك ﻻ ﯾرى واﻟده ﺳوى ﻟﺑﺿﻌﺔ أﺳﺎﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم! -أﻧﺎ ﻣﺗﺄ ّس... ﻗﺎطﻌﮭﺎ: -واﻟطﺎﺋرة؟ ﺛم ﺳﺄل وھو ﯾرﻓﻊ ﺻوﺗﮫ: -ھل ﺗرﯾدﯾن أن أذ ّﻛر ِك ﻟﻣﺎذا ﯾﺧﺎف ﺷﺎرﻟﻲ ﻣن رﻛوب اﻟطﺎﺋرة ﻟوﺣده ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾرﻏﻣﻧﻲ ﻋﻠﻰ أن أﻋﺑر اﻟﺑﻼد ﻓﻲ ﻛ ّل ﻋطﻠ ٍﺔ ﻣدرﺳﯾﺔ؟ -ﻣﺎ ﺣﺻل ﻟﻧﺎ ،إ ّﻧﮭﺎ اﻟﺣﯾﺎة ...إ ّﻧﮭﺎ اﻟﺣﯾﺎة ﯾﺎ ﺟوﻧﺎﺛﺎن .ﻧﺣن ﺑﺎﻟﻐون وﻟﯾس ھﻧﺎك طر ٌف ﻟطﯾف وطر ٌف آﺧر ﺷ ّرﯾر. ﺷﻌر ﻓﺟﺄ ًة ﺑﺎﻟﺗﻌب وھو ﯾﻠ ّﻣﺢ إﻟﻰ اﻟطﻼق اﻟذي وﻗﻊ ﺑﺳﺑب أﺧطﺎء زوﺟﺗﮫ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﻗﺎل: -ﻟﯾس ھذا ﻣﺎ ﻗ ّدره اﻟﻘﺎﺿﻲ. ﻣطرﻗﺎً ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ،أﻟﻘﻰ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻧظرة ﻋﻠﻰ ﻣدرج اﻟﻣطﺎر .ﻛﺎﻧت اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟراﺑﻌﺔ واﻟﻧﺻف ﻋﺻراً وﻟﻛن اﻟﻠﯾل ﻟم ﯾﻛن ﻟﯾﺗﺄﺧر ﻋن اﻟﺣﻠول .ﻋﻠﻰ اﻟﻣدارج اﻟﻣﺿﺎءة ،ﻛﺎن ﺻ ﱞف طوﯾ ٌل ﻣن اﻟطﺎﺋرات 18
اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ ﺗﻧﺗظر اﻹﺷﺎرة ﻣن ﺑرج اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻗﺑل أن ﺗﻘﻠﻊ ﻧﺣو ﺑرﺷﻠوﻧﺔ وھوﻧﻎ ﻛوﻧﻎ وﺳﯾدﻧﻲ وﺑﺎرﯾس ... أردف: -ﺣﺳﻧﺎً ،ﻛ ّﻔﻲ ﻋن اﻟﻛﻼم .ﺳﯾﺑدأ اﻟدوام اﻟﻣدرﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ﻛﺎﻧون اﻟﺛﺎﻧﻲ \\ ﯾﻧﺎﯾر، ﺳوف أﻋﯾد إﻟﯾ ِك ﺷﺎرﻟﻲ ﻋﺷ ّﯾﺔ ﺑدء اﻟدوام اﻟﻣدرﺳﻲ. واﻓﻘت ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻋﻠﻰ ﻋرﺿﮫ: -ﺣﺳﻧﺎً .ﻣﺳﺄﻟﺔ أﺧﯾرة .ﻟﻘد اﺷﺗرﯾ ُت ﻟﮫ ھﺎﺗﻔﺎً ﻣﺣﻣوﻻً .أو ّد اﻻﺗﺻﺎل ﺑﮫ ﻓﻲ أ ّي وﻗت أﺷﺎء. اﻧﻔﺟر ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻏﺎﺿﺑﺎً: -أﻧ ِت ﺗﻣزﺣﯾن! ھذا ﻏﯾر ﻣﻌﻘول! ﻻ ﯾﻘﺗﻧﻲ طﻔ ٌل ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻋﻣره ھﺎﺗﻔﺎً ﻣﺣﻣوﻻً. اﻋﺗرﺿت ﻗﺎﺋﻠ ًﺔ: -ﺳﻧﺗﻧﺎﻗش ﻓﻲ ھذا اﻷﻣر. -إذا ﻛﻧﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎﻗش ﻓﻲ ھذا اﻷﻣر ،ﻻ ﯾﺣ ّق ﻟ ِك أن ﺗ ّﺗﺧذي ﺑﻣﻔرد ِك ھذا اﻟﻘرار .ر ّﺑﻣﺎ ﺳﻧﻌﺎود اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ھذا اﻷﻣر ،أ ّﻣﺎ اﻵن ،ﻓﺎﺣزﻣﻲ أﻏراﺿ ِك ودﻋﻲ ﺷﺎرﻟﻲ ﯾﻧﺿ ّم إﻟ ّﻲ! اﻧﺻﺎﻋت ﺑﮭدوء: -ﺣﺳﻧﺎً. اﻧﺣﻧﻰ ﺟوﻧﺛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟدراﺑزﯾن وﻏ ّﺿن ﻋﯾﻧﯾﮫ ﻟﯾﺗﺄ ّﻛد ﻣن أ ّن ﺷﺎرﻟﻲ أﻋﺎد إﻟﻰ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ھﺎﺗﻔﺎً ﻣﻠ ّوﻧﺎً ﺻﻐﯾراً .ﺛ ّم ﻋﺎﻧق اﻟﺻﺑ ّﻲ واﻟدﺗﮫ وﺑﺧطوة ﻣﺗر ّددة اﻋﺗﻠﻰ اﻟدرج اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﻲ. دﻓﻊ ﺟوﻧﺛﺎن ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﻓرﯾن ﻟﯾﻛون ﻓﻲ اﺳﺗﻘﺑﺎل اﺑﻧﮫ. -ﻣرﺣﺑﺎً ﺑﺎﺑﺎ. 19
ارﺗﻣﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺟوﻧﺎﺛﺎن واﺣﺗﺿﻧﮫ ﺑﯾن ذراﻋﯾﮫ: -ﻣرﺣﺑﺎً ﯾﺎ ﺑﻧ ّﻲ. * ھﻣﺎ ﻛﺎﻧت أﺻﺎﺑﻊ ﻣﺎدﻟﯾن ﺗﻣ ّر ﻣﻧزﻟﻘﺔ ﺑﺄﻗﺻﻰ ﺳرﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻟوﺣﺔ أزرار اﻟﮭﺎﺗف اﻟﻣﺣﻣول .ﻛﺎﻧت ﺗﺟول ،واﻟﮭﺎﺗف ﺑﯾن ﯾدﯾﮭﺎ ،أﻣﺎم اﻟواﺟﮭﺎت اﻟزﺟﺎﺟﯾﺔ ﻟﻣﺗﺎﺟر اﻟﺳوق اﻟﺣ ّرة وھﻲ ﺗﻛﺗب دون ﺗرﻛﯾ ٍز اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺻﯾرة ﻟﺗر ّد ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ راﻓﺎﺋﯾل .ﻛﺎن ﺻدﯾﻘﮭﺎ ﻗد أﺣﺳن ﺗﺳﺟﯾل أﻣﺗﻌﺗﮭﻣﺎ وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﻘف ﻓﻲ اﻟدور اﻵن ﻟﻛﻲ ﯾﻌ ُﺑر ﻧﻘﺎط اﻟﺗﻔﺗﯾش اﻷﻣﻧﯾﺔ .ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺗﮭﺎ اﻟﮭﺎﺗﻔﯾﺔ ،اﻗﺗرﺣت ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺎدﻟﯾن أن ﯾﻧﺿ ّم إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺎﻓﺗﯾرﯾﺎ. ﺳﺄل ﺷﺎرﻟﻲ ﺑﺗﮭذﯾ ِب: -ﺑﺎﺑﺎ ،أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺟوع ﻗﻠﯾﻼً .ھل ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن أﺗﻧﺎول ﺷطﯾرة ﺑﺎﻧﯾﻧو ﻣن ﻓﺿﻠك؟ ﻋﺑ َر ﺟوﻧﺎﺛﺎن ،وھو ﯾﺿﻊ ﯾده ﻋﻠﻰ ﻛﺗف اﺑﻧﮫ ،اﻟﻣﺗﺎھﺔ اﻟزﺟﺎﺟﯾﺔ واﻟﻔوﻻذﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤ ّدي إﻟﻰ ﺑواﺑﺎت اﻟﺻﻌود .ﻛﺎن ﯾﻛره اﻟﻣطﺎرات ،ﺧﺎ ّﺻﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﻔﺗرة ﻣن اﻟﺳﻧﺔ – ﻓﺗرة أﻋﯾﺎد اﻟﻣﯾﻼد وﻛﺎﻧت ﺻﺎﻻت اﻟﻣطﺎر ﺗذ ّﻛره ﺑﺎﻟظروف اﻟﻣﺷؤوﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻋ ِﻠ َم ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺧﯾﺎﻧﺔ زوﺟﺗﮫ ﻟﮫ ،ﻗﺑل ﻋﺎﻣﯾن ، -وﻟﻛن ﻟﺷ ّدة ﻓرﺣﺗﮫ ﺑﻠﻘﺎء ﺷﺎرﻟﻲ ،أﻣﺳك ﺑﮫ ﻣن ﺧﺻره ورﻓﻌﮫ ﻋن اﻷرض. 20
ﻗﺎل ﺑﻧﺷﺎ ٍط وﺣﻣ ّﯾﺔ وھو ﯾﺗﺣ ّول ﯾﻣﯾﻧﺎً وﯾﺳﺎراً ﻟﻛﻲ ﯾدﺧل إﻟﻰ اﻟﻣطﻌم: -ﺷطﯾرة ﺑﺎﻧﯾﻧو ﻟﮭذا اﻟﻔﺗﻰ ،ﺷطﯾرة واﺣدة! ﻛﺎﻧت ﻛﺎﻓﺗﯾرﯾﺎ ﻻ ﺑورت دو ﺳﯾﯾل ،اﻟﻛﻔﺗﯾرﯾﺎ اﻟرﺋﯾﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺿﺎﺣﯾﺔ ﺗﻣﺗ ّد ﺣول ﻓﻧﺎ ٍء ﺗﺗو ّﺳطﮫ طﺎوﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ُﺗﻌ َر ُض ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ واﺳﻌﺔ ﻣن اﻷطﻌﻣﺔ اﻟﻣﺣﻠّﯾﺔ اﻟﺧﺎ ّﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ. ﺗﺳﺎءﻟت ﻣﺎدﻟﯾن وھﻲ ﺗﺗﻔ ّﺣص اﻟﻣﺄﻛوﻻت اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎﺋدة: -ھل أﺗﻧﺎول ﻗطﻌﺔ ﻣن اﻟﻛﺎﺗو ﺑﺎﻟﺷوﻛوﻻ أم ﻗطﻌﺔ ﻣن اﻟﺑﯾﺗزا؟ طﺑﻌﺎً ﺳﺗﻛون ﻗطﻌﺔ ﻣن اﻟﻔﺎﻛﮭﺔ أﻧﺳب وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺿ ّور ﺟوﻋﺎً .وﺿﻌت ﻗطﻌﺔ اﻟﻛﺎﺗو ﻋﻠﻰ طﺑﻘﮭﺎ ﺛ ّم أﻋﺎدﺗﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ﻓوراً ﺣﺎﻟﻣﺎ وﺷوش ﻟﮭﺎ ﺟﯾﻣﯾﻧﻲ ﻛرﯾﻛﯾت† ﺧﺎ ّﺻﺗﮭﺎ ﻓﻲ أذﻧﮭﺎ ﺑﻌدد اﻟﺳﻌرات اﻟﺣرارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوﯾﮭﺎ ھذه اﻟﻘطﻌﺔ ﻣن اﻟﺣﻠوى. ﺷﻌرت ﺑﺷﻲ ٍء ﻣن اﻹﺣﺑﺎط ووﺿﻌت ﺗ ّﻔﺎﺣ ًﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠّﺔ اﻟﻣﺻﻧوﻋﺔ ﻣن أﻏﺻﺎن اﻟﺻﻔﺻﺎف وطﻠﺑت ﻛوﺑﺎً ﻣن اﻟﺷﺎي ﺛ ّم ذھﺑت ﻟﺗﺳ ّدد ﺣﺳﺎﺑﮭﺎ ﻋﻧد ﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ. † ﺟﯾﻣﯾﻧﻲ ﻛرﯾﻛﯾت :ﺷﺧﺻﯾﺔ وھﻣﯾﺔ ظﮭرت ﻷول ﻣرة ﻓﻲ ﻓﯾﻠم اﻟﺻور اﻟﻣﺗﺣرﻛﺔ واﻟت دﯾزﻧﻲ ﺑﯾﻧوﻛﯾو. 21
ﺧﺑز ﺳﯾﺎﺑﺎﺗﺎ اﻹﯾطﺎﻟﻲ ،ﺑﯾﺳﺗو ،ﺑﻧدورة ﻣﺧﻠّﻠﺔ وﺟﺎﻧﺑون ﺑﺎرﻣﺎ وﺟﺑﻧﺔ اﻟﻣوزارﯾﻼ: ﺳﺎل ﻟﻌﺎب ﺷﺎرﻟﻲ أﻣﺎم ﺷطﯾرﺗﮫ اﻹﯾطﺎﻟﯾﺔ .ﻣﻧذ ﻧﻌوﻣﺔ أظﺎﻓره ،ﻛﺎن ﯾراﻓق واﻟده إﻟﻰ ﻣطﺎﺑﺦ اﻟﻣطﺎﻋم ،اﻷﻣر اﻟذي ﻣﻧﺣﮫ ﻧﻛﮭﺔ اﻷطﻌﻣﺔ اﻟﻠذﯾذة وﻧ ّﻣﻰ ﻓﺿوﻟﮫ ﻧﺣو ﻛ ّل ﺻﻧوف اﻟﻧﻛﮭﺎت. ﺣ ّذره ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﻌد أن دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ وﺟﺑﯾﺗﮭﻣﺎ اﻟﺧﻔﯾﻔﺔ: -اﻧﺗﺑﮫ ﻟﺋﻼ ﺗﻘﻠِب طﺑﻘك ،ا ّﺗﻔﻘﻧﺎ؟ واﻓق اﻟﺻﺑ ّﻲ ﺑﺈﺷﺎر ٍة ﻣن رأﺳﮫ ،ﺣرﯾﺻﺎً ﻋﻠﻰ أن ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻟﮭ ّش ﺑﯾن ﺷطﯾرة ﺑﺎﻧﯾﻧو وﻗﺎرورة اﻟﻣﯾﺎه ﺧﺎ ّﺻﺗﮫ. ﻛﺎن اﻟﻣطﻌم ﻣﻛ ّﺗظﺎً ﺑﺎﻟزﺑﺎﺋن .ﻛﺎﻧت اﻟﺻﺎﻟﺔ اﻟﺑﯾﺿوﯾﺔ اﻟﺷﻛل ﺗﻣﺗ ّد ﻋﻠﻰ طو ِل ﺟدا ٍر زﺟﺎﺟ ّﻲ ﯾط ّل ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣدارج. ﺳﺄل ﺷﺎرﻟﻲ اﻟﺗﺎﺋﮫ وﺳط ﺟﻣوع اﻟﻣﺳﺎﻓرﯾن: -أﯾن ﻧﺟﻠس ،ﺑﺎﺑﺎ؟ ﻧظر ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﻌﯾ ٍن ﻗﻠﻘﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺷد اﻟﻛﺛﯾف اﻟﻣﺗﻼطم ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎﻋد .ﺑدا واﺿﺣﺎً أ ّن ھﻧﺎك ﻣن اﻟزﺑﺎﺋن ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻣﺗو ّﻓرة .ﺛ ّم .وﻛﺄ ّﻧﮫ ﺑﻔﻌل اﻟﺳﺣر ،ﺷﻐرت طﺎوﻟﺔ ﻗرب اﻟﻛ ّوة اﻟزﺟﺎﺟﯾﺔ. ﻗﺎل ﺟوﻧﺎﺛﺎن وھو ﯾﻐﻣز ﻻﺑﻧﮫ: -ﺗﻘ ّدم إﻟﻰ اﻟﺷرق ،أ ّﯾﮭﺎ اﻟﻧوﺗ ّﻲ اﻟﺻﻐﯾر! ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ُﯾﺳرع اﻟﺧطﻰ ،د ّوى رﻧﯾن ھﺎﺗﻔﮫ اﻟﻣﺣﻣول وﺳط اﻟﺿوﺿﺎء .ﺗر ّدد ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓﻲ ﺗﻠ ّﻘﻲ اﻟﻣﻛﺎﻟﻣﺔ .ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أ ّن ﯾدﯾﮫ ﻛﺎﻧﺗﺎ ﻣﺷﻐوﻟﺗﯾن – ﻛﺎﻧت ﺣﻘﯾﺑﺗﮫ ذات 22
اﻟﻌﺟﻼت ﻓﻲ ﯾد وطﺑﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﯾد اﻷﺧرى – ﺣﺎول أن ﯾﺳﺣب ﺟﮭﺎز ھﺎﺗﻔﮫ ﻣن ﺟﯾب ﺳﺗرﺗﮫ ،وﻟﻛن ... ﯾﺎ ﻟﮭذا اﻟﺗﺟﻣﮭر! ﺗﺄ ّﺳﻔت ﻣﺎدﻟﯾن وھﻲ ﺗرى اﻟﻌدد اﻟﮭﺎﺋل ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻓرﯾن اﻟذﯾن ﯾﺟﺗﺎﺣون اﻟﻣطﻌم .وھﻲ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻗد أ ِﻣ َﻠت ﻓﻲ أن ﺗرﺗﺎح ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت ﻗﺑل رﺣﻠﺗﮭﺎ، ﻟم ﺗﺟد ﺣﺗﻰ طﺎوﻟ ًﺔ ﻟﺗﺟﻠس إﻟﯾﮭﺎ! آخ! ﺻرﺧت ﺣﯾﻧﻣﺎ داﺳت ﻣراھﻘﺔ ﻣﺗﺣ ّررة ﻋﻠﻰ ﻗدﻣﮭﺎ وواﺻﻠت ﺳﯾرھﺎ ﺣﺗﻰ دون ﻛﻠﻣﺔ اﻋﺗذا ٍر. ﻓﺗﺎة ﻣزﻋﺟﺔ ﻗذرة! ﻗﺎﻟت ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ وھﻲ ﺗرﻣﻘﮭﺎ ﺑﻧظرة ﻗﺎﺳﯾﺔ ،ر ّدت ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻔﺗﺎة ﺑﺎﺣﺗﺷﺎ ٍم ﺑﺎﻟ ٍﻎ ﻟم ﯾﺗرك ﻣدﻟوﻟﮫ أ ّي ﺷ ّك. ﻟم ﺗﺣ َظ ﻣﺎدﻟﯾن ﺣﺗﻰ ﺑﻔرﺻﺔ اﻻﻧزﻋﺎج ﻣن ھذا اﻻﻋﺗداء .ﻓﻘد ﻟﻣﺣت طﺎوﻟﺔ ﺷﺎﻏرة ﻣﻼﺻﻘﺔ ﻟﻠﻛ ّوة اﻟزﺟﺎﺟﯾﺔ .ﺣ ّﺛت ﺧطﺎھﺎ ﺧﺷﯾﺔ أن ﺗﺧﺳر اﻟﻣﺣ ّل اﻟﺛﻣﯾن .ﻟم ﯾﻛن ﻗد ﺗﺑﻘﻰ ﺑﯾﻧﮭﺎ وﺑﯾن ھدﻓﮭﺎ ﺳوى ﺛﻼﺛﺔ أﻣﺗﺎر ﺣﯾﻧﻣﺎ ر ّن ھﺎﺗﻔﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﯾﺑﺗﮭﺎ. ھذه ﻟﯾﺳت اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ! ﻗ ّررت ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ أﻻ ﺗر ّد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎﻟﻣﺔ ﺛ ّم ﻋدﻟت ﻋن رأﯾﮭﺎ :ﻻ ﺷ ّك أ ّن راﻓﺎﺋﯾل ھو ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾ ّﺗﺻل ﺑﮭﺎ .أﻣﺳﻛت ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ُﻣرﺗﺑ ٍك ﺑﺈﺣدى ﯾدﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﺻﯾﻧﯾﺔ ﻓﻘﺎﻟت: -اﻟﻠﻌﻧﺔ ،ﻛم ﺛﻘﯾ ٌل إﺑرﯾق اﻟﺷﺎي ھذا! ﻗﺎﻟت ذﻟك ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻔ ّﺗش ﻓﻲ ﺣﻘﯾﺑﺗﮭﺎ ﻟ ُﺗﺧرج ھﺎﺗﻔﮭﺎ اﻟﻐﺎرق ﺑﯾن ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻔﺎﺗﯾﺣﮭﺎ اﻟﺿﺧﻣﺔ ودﻓﺗر ﻣﻼﺣظﺎﺗﮭﺎ 23
واﻟرواﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺑﺻدد ﻗراءﺗﮭﺎ .ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻠ ّوى ﻟﻛﻲ ﺗﺿﻐط ﻋﻠﻰ ز ّر اﻟﺟﮭﺎز وﺗﺿﻌﮫ ﻋﻠﻰ أذﻧﮭﺎ ﺣﯾﻧﻣﺎ... * اﺻطدم ﺟوﻧﺎﺛﺎن وﻣﺎدﻟﯾن وﺟﮭﺎً ﻟوﺟﮫ .ﺗطﺎﯾر ﻛ ّل ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﯾﻧﯾﺗﯾن ﻣن إﺑرﯾق اﻟﺷﺎي واﻟﺗﻔﺎﺣﺔ واﻟﺷطﯾرة وﻗﺎرورة اﻟﻧﺑﯾذ ﻓﻲ اﻟﮭواء ﻗﺑل أن ﯾﺗﮭﺎوى وﯾﺗﻧﺎﺛر ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻓو ِﺟﺊ ﺷﺎرﻟﻲ ﺑﺎﻟﺻدﻣﺔ ﻓﺗرك طﺑﻘﮫ ﯾﺳﻘط ﻣن ﯾدﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻷرض وأﺧذ ﯾﺑﻛﻲ. ﯾﺎ ﻟﻠﺣﻣﻘﺎء! اﺳﺗﺷﺎط ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻏﺿﺑﺎً وھو ﯾﻧﮭض ﺑﺻﻌوﺑﺔ. ﺻرخ: -أﻻ ﯾﻣﻛﻧ ِك أن ﺗري أن ﺗد ّﺳﯾن ﻗدﻣﯾ ِك! ﯾﺎ ﻟﻠﻣﻌﺗوه! اﺳﺗﺷﺎطت ﻣﺎدﻟﯾن ﻏﺿﺑﺎً وھﻲ ﺗﻠﺗﻘط أﻧﻔﺎﺳﮭﺎ. اﺣﺗ ّﺟت ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺑل أن ﺗﻠﺗﻘط ھﺎﺗﻔﮭﺎ وﺣﻘﯾﺑﺗﮭﺎ وﻣﻔﺎﺗﯾﺣﮭﺎ ﻣن ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻗﺎﻟت: -آه! ﻷ ّن ھذا ﺧطﺄي ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك؟ ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺑدﯾل اﻷدوار ،ﯾﺎ ﻋﺟوزي! اﻧﺣﻧﻰ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻋﻠﻰ اﺑﻧﮫ ﻟﯾطﻣﺋﻧﮫ وﯾﮭ ّدﺋﮫ وھو ﯾﻠﺗﻘط اﻟﺷطﯾرة اﻟﻣﺣﻔوظﺔ ﺑﻐﻼ ٍف ﺑﻼﺳﺗﯾﻛﻲ وﻛذﻟك ﻗﺎرورة اﻟﻣﯾﺎه وھﺎﺗﻔﮫ اﻟﻣﺣﻣول. ﻗﺎل ﺣﺎﻧﻘﺎً: -أﻧﺎ رأﯾ ُت ھذه اﻟطﺎوﻟﺔ ﻗﺑﻠ ِك ! ﻛﻧﺎ ﻗد ﺟﻠﺳﻧﺎ ﺗﻘرﯾﺑﺎً ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧزﻟ ِت ﺑﺳرﻋﺔ ﻣﺛل اﻧﮭﯾﺎ ٍر ﺟﻠﯾد ّي ﺣﺗﻰ ﻣن دون ... -ھل ﺗﻣزح؟ ﻟﻘد وﺟدت ھذه اﻟطﺎوﻟﺔ ﻗﺑﻠك ﺑﻛﺛﯾر! ﻛﺷف ﻏﺿب اﻟﻣرأة اﻟﺷﺎ ّﺑﺔ ﻋن ﻟﻛﻧﺔ إﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻟم ﺗﻛن ظﺎھرة إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ. 24
-ﻣﮭﻣﺎ ﯾﻛن ﻣن أﻣر ،أﻧ ِت ﻟوﺣد ِك ﺑﯾﻧﻣﺎ أﻧﺎ ﻣﻌﻲ طﻔل. ﻗﺎﻟت ﻏﺎﺿﺑﺔ وھﻲ ﺗﻛﺗﺷف ﺑﻘﻌﺔ ﻣن اﻟﻧﺑﯾذ وﻗد ﻟ ّوﺛت ﻗﻣﯾﺻﮭﺎ: -ﯾﺎ ﻟﮫ ﻣن ﻋذ ٍر ﺟﻣﯾل! ﻻ أرى ﻛﯾف ﯾﻣﻧﺣك وﺟود طﻔ ٍل ﺷﻘﻲ اﻟﺣ ّق ﻓﻲ أن ﺗﻌﯾدﻧﻲ إﻟﻰ اﻟداﺧل وﺗﻠ ّطﺦ ﻗﻣﯾﺻﻲ! ھ ّز ﺟوﻧﺎﺛﺎن ،ﻓ ِزﻋﺎً ،رأﺳﮫ ورﻓﻊ ﻋﯾﻧﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء .ﻓﺗﺢ ﻓﻣﮫ ﻟﻛﻲ ﯾﺣﺗ ّﺞ ،ﻟﻛ ّن ﻣﺎدﻟﯾن ﺑﺎﻏﺗﺗﮫ ﺑﺳرﻋﺔ: -ﺛ ّم أﻧﻧﻲ ﻟﺳ ُت ﻟوﺣدي! أ ّﻛدت ﻣﺎدﻟﯾن ذﻟك ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻟﻣﺣت راﻓﺎﺋﯾل ،ﻓﮭز ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻛﺗﻔﯾﮫ وأﻣﺳك ﺑﯾد ﺷﺎرﻟﻲ، ﻗﺎﺋﻼً: -ﺗﻌﺎ َل ،ﺳﻧذھب إﻟﻰ ﻣﻛﺎ ٍن آﺧر. ھﻣﮭم وھو ﯾﻐﺎدر اﻟﻣطﻌم: -ﺑﻠﮭﺎ ٌء ﻣﺳﻛﯾﻧﺔ ... * أﻗﻠﻌت رﺣﻠﺔ طﺎﺋرة ﺷرﻛﺔ اﻟﺧطوط اﻟﺟوﯾﺔ دﻟﺗﺎ ﻣن ﻧﯾوﯾورك إﻟﻰ ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣﺳﺎ ًء .ﻣﺑﺗﮭﺟﺎً ﺑﻠﻘﺎء اﺑﻧﮫ ،ﻟم ﯾﺷﻌر ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻛﯾف ﻣﺿﻰ اﻟوﻗت. ﻣﻧذ اﻧﻔﺻﺎل واﻟدﯾﮫ ،ﻛﺎن ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺧو ٍف ﺷدﯾ ٍد ﻣن اﻟطﺎﺋرة .ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮫ أن ﯾﺳﺎﻓر ﺑﻣﻔرده أو أن ﯾﻧﺎم ﺧﻼل رﺣﻠﺔ اﻟطﯾران .ﻓﻛﺎﻧت اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻟﺳﺑﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻐرﻗﮭﺎ اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﻣﺧ ّﺻﺻﺔ ﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻧﻛﺎت وﺳرد اﻟﺣﻛﺎﯾﺎت اﻟﻐرﯾﺑﺔ واﻟﻣﺿﺣﻛﺔ وﻣﺷﺎھدة ﻓﯾﻠم اﻟﺣﺳﻧﺎء واﻟﺷﺎرد ﻟﻠﻣ ّرة اﻟﻌﺷرﯾن ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﺣﺎﺳو ٍب ﻣﺣﻣول ﻣﻊ اﻟﺗﻠ ّذذ ﺑﻌﻠ ٍب ﺻﻐﯾر ٍة ﻣن اﻟﻣﺛﻠﺟﺎت ﻣن ﻣﺎرﺟﺔ ھﺎﺟن داز .ﻛﺎن ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺛﻠﺟﺎت ﻣﺧ ّﺻص ﻟر ّﻛﺎب درﺟﺔ رﺟﺎل 25
اﻷﻋﻣﺎل ،وﻟﻛن ﻣﺿﯾﻔﺔ ﻣﺗﻔ ّﮭﻣﺔ ،اﺳﺗﺳﻠﻣت أﻣﺎم ﻋذوﺑﺔ ﺷﺎرﻟﻲ واﻟﺳﺣر اﻷﺧرق ﻟواﻟده ،اﺳﺗﻣﺗﻌت ﺑﺧرق اﻟﻘواﻋد. ﻏﺎدرة طﺎﺋرة ﺷرﻛﺔ اﻟﺧطوط اﻟﺟوﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ رﻗم ٢٩ﻣطﺎر ﺟون إف ﻛﯾﻧﯾدي ﻋﻧد اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﻧﺻف ﻣﺳﺎ ًء .ﻓﻲ اﻟﻣﻘﻌد اﻟوﺛﯾر واﻟﻣرﯾﺢ ﻓﻲ ﺟﻧﺎح رﺟل اﻷﻋﻣﺎل - ،ﻻ ﺷ ّك أ ّن راﻓﺎﺋﯾل ﻛﺎن ﻗد أﺣﺳن ﺗدﺑﯾر اﻷﻣور ، -أدارت ﻣﺎدﻟﯾن آﻟﺔ اﻟﺗﺻوﯾر ﺧﺎ ّﺻﺗﮭﺎ وﺑدأت ﺗﺳﺗﻌرض ﺻور ﻣﻐﺎﻣرﺗﮭﻣﺎ اﻟﻧﯾوﯾورﻛﯾﺔ .ﻣﻠﺗﺻﻘﯾن ﺑﺑﻌﺿﮭﻣﺎ ،ﻋﺎش اﻟﻌﺎﺷﻘﺎن ﻣﺟ ّدداً أﺟﻣل ﻟﺣظﺎت رﺣﻠﺔ أ ّول أﯾﺎم ﺷﮭر اﻟﻌﺳل ﺑﺎﺑﺗﮭﺎج وﺳرور .ﺛ ّم ﻏﻔﻰ راﻓﺎﺋﯾل ﻓﻲ ﺣﯾن أ ّن ﻣﺎدﻟﯾن ﺷﺎھدت ﺑﺎﺑﺗﮭﺎج ،ﻟﻠﻣ ّرة اﻷﻟف ،اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻛوﻣﯾدي اﻟﻘدﯾم ،اﻟﻣوﻋد ،ﻟﻠﻣﺧرج ﻟوﺑﯾﺗش اﻟﻣﻌروض ﻋﻠﻰ ﺟﮭﺎز اﻟﻔﯾدﯾو اﻟﺧﺎ ّص ﺑﺎﻟﻣﻘﻌد. ﺑﻔﺿل اﻟﻔﺎرق ﻓﻲ اﻟﺗوﻗﯾت ،ﺑﺎﻟﻛﺎد ﻛﺎﻧت اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻗد ﺑﻠﻐت اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺣ ّطت طﺎﺋرة ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓﻲ ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو. ﻣﺎ أن ﺧرﺟﺎ ﻣن اﻟطﺎﺋرة ،ﺗﺧﻠّص ﺷﺎرﻟﻲ ﻣن ﻗﻠﻘﮫ ،ﻓﻧﺎم ﺑﯾن ذراﻋﻲ واﻟده. ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﻘﺎدﻣﯾن ،ﺟﺎل ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺑﺻره ﺑﺣﺛﺎً ﻋن ﺻدﯾﻘﮫ ﻣﺎرﻛوس اﻟذي ﻛﺎن ﯾدﯾر ﻣﻌﮫ ﺣﺎﻧﺔ ﻓرﻧﺳﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﻓﻲ ﻗﻠب ﺣ ّﻲ ﻧورث ﺑﯾش واﻟذي ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔﺗرض أن ﯾﺄﺗﻲ ﻻﺻطﺣﺎﺑﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎرة .وﻗف ﻋﻠﻰ أطراف أﺻﺎﺑﻊ ﻗدﻣﯾﮫ ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺑ ّﯾﻧﮫ وﺳط اﻟﺣﺷد. 26
ﻋ ّﺑر ﻋن ﺳﺧطﮫ ﻗﺎﺋﻼً: -ﻛﻧ ُت ﻷﺗﻌ ّﺟب ﻟو أ ّن ھذا اﻟرﺟل ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﺣ ّدد! ﺑﻌد أن أﻋﯾﺗﮫ اﻟﺣﯾﻠﺔ ،ﻗ ّرر أن ﯾﺗﻔ ّﻘد ھﺎﺗﻔﮫ ﻟﯾﺗﺣ ّﻘق إن ﻛﺎن ﻗد ﺗﻠ ّﻘﻰ رﺳﺎﻟﺔ .ﺣﺎﻟﻣﺎ ﻏ ّﯾر ﻣن وﺿﻌﯾﺔ \"اﻟطﯾران\" ﺣﺗﻰ ظﮭر ﻧ ﱞص إﺿﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ: أھﻼ وﺳﮭﻼً ﺑ ِك ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ،ﻋزﯾزﺗﻲ! أﺗﻣﻧﻰ أن ﺗﻛوﻧﻲ ﻗد اﺳﺗطﻌ ِت أن ﺗرﺗﺎﺣﻲ ﺧﻼل اﻟرﺣﻠﺔ وأن راﻓﺎﺋﯾل ﻟم ﯾﺷﺧر ﻛﺛﯾر ًا ؛ (-أﻧﺎ آﺳﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑدر ﻣﻧﻲ ﻟﻠﺗ ّو :أﻧﺎ ﻣﺑﺗﮭﺟﺔ ﻟﻛوﻧ ِك ﻗد ﺗز ّوﺟ ِت ووﺟد ِت اﻟرﺟل اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ إﺳﻌﺎدك .أﻋد ِك ﺑﺄﻧﻧﻲ ﺳﺄﺑذل ﻗﺻﺎرى ﺟﮭدي ﻟﻛﻲ أُؤ ّدي ﺑﺟ ّدﯾﺔ وﺗﻔﺧﯾ ٍم دور اﻹﺷﺑﯾﻧﺔ! ﺻدﯾﻘﺗ ِك ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،ﺟوﻟﯾﺎن. ﻓ ّﻛر وھو ﯾﻌﯾد ﻗراءة اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻘﺻﯾرة: -ﻣﺎ ھذه اﻟﺧدﯾﻌﺔ؟ أﯾﻛون ﻣﻘﻠﺑﺎً ﻣن ﻣﺎرﻛوس؟ اﻋﺗﻘد ذﻟك ﺧﻼل ﺑﺿﻊ ﺛوا ٍن، إﻟﻰ أن ﻓ ّﺗش ﺟﮭﺎز ھﺎﺗﻔﮫ :اﻟطراز ﻧﻔﺳﮫ ،اﻟﻠون ﻧﻔﺳﮫ ،وﻟﻛن ...ﻟم ﯾﻛن ھذا ﺟﮭﺎزه! أﺗﺎﺣت ﻟﮫ ﻧظره ﺳرﯾﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﺑرﯾد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ أن ﯾﻛﺗﺷف ھوﯾﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺟﮭﺎز .اﻣرأة اﺳﻣﮭﺎ ﻣﺎدﻟﯾن ﻏرﯾن ﺗﻌﯾش ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس. أرﻏﻰ وأزﺑد: 27
-اﻟﻠﻌﻧﺔ! إ ّﻧﮫ ھﺎﺗف ﺣﺑﯾﺑﺔ اﻟﻘﻠب اﻟﺗﻲ ﺻﺎدﻓﻧﺎھﺎ ﻓﻲ ﻣطﺎر ﺟون إف ﻛﯾﻧﯾدي! ﻧظرت ﻣﺎدﻟﯾن إﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﯾدھﺎ وھﻲ ﺗﺗﺛﺎءب .إ ّﻧﮭﺎ اﻟﺳﺎدﺳﺔ واﻟﻧﺻف ﺻﺑﺎﺣﺎً .ﻟم ﺗﺳﺗﻐرق اﻟرﺣﻠﺔ ﺳوى أﻛﺛر ﻣن ﺳﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﺑﻘﻠﯾل وﻟﻛن ﺑﺳﺑب اﻟﻔﺎرق ﻓﻲ اﻟﺗوﻗﯾت، ﺣطت اﻟطﺎﺋرة ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ﯾوم اﻟﺳﺑت ﺻﺑﺎﺣﺎً .ﻛﺎﻧت روﯾﺳﻲ ﺗﺳﺗﯾﻘظ ﺑﺳرﻋﺔ .ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ،ﻛﺎﻧت أﺟواء ﻋطﻠﺔ ﻋﯾد اﻟﻣﯾﻼد ﻗد ﺧ ّﯾﻣت ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﺎر ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟوﻗت ﻛﺎن ﻣﺑﻛراً. ﺳﺄل راﻓﺎﺋﯾل وھو ﯾﻘف أﻣﺎم اﻷﻣﺗﻌﺔ: -ھل أﻧت ﻣﺗﺄ ّﻛدة ﻣن أ ّﻧ ِك ﺗرﯾدﯾن اﻟذھﺎب إﻟﻰ اﻟﻌﻣل اﻟﯾوم؟ ﻗﺎﻟت وھﻲ ﺗﺷ ّﻐل ھﺎﺗﻔﮭﺎ ﻟﺗﺗﺣ ّﻘق ﻣن ﺑرﯾدھﺎ: -طﺑﻌﺎً ﯾﺎ ﻋزﯾزي! ﻟﻘد أﺧﺑرﺗك ﺑﺄ ّن ﻟ ّدي اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟطﻠﺑﯾﺎت ﻓﻲ اﻻﻧﺗظﺎر. اﺳﺗﻣﻌت ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﯾﺑﮭﺎ ﺣﯾث ﻛﺎن ﺻو ٌت ﻓﺎﺗر وﻧﺎﻋس ،ﻣﺟﮭول ﺗﻣﺎﻣﺎً ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮭﺎ ،ﻗد ﺗرك رﺳﺎﻟﺔ: \"ﻣرﺣﺑﺎ ﺟون؛ أﻧﺎ ﻣﺎرﻛوس .اوه ...ﻟدي ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺻﻐﯾرة ﻣﻊ ﺳﯾﺎرﺗﻲ ﻣن طراز L4 :ﺗﮭرﯾ ٌب ﻟﻠزﯾت واﻟذي ...ﺣﺳﻧﺎً ،ﺳوف أﺷرح ﻟك اﻷﻣر ﻻﺣﻘﺎً .أﺧﯾراً ،ﻛ ّل ھذا ﻷﺧﺑرك ﺑﺄﻧﻧﻲ ﻗد أﺻل ﻣﺗﺄﺧراً ﺑﻌض اﻟﺷﻲء .اﻟﻣﻌذرة.\"... ﺗﺳﺎءﻟت وھﻲ ﺗﻐﻠق اﻟﮭﺎﺗف: 28
-ﻣن ھو ھذا اﻟطﺎﺋش إذاً؟ أﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﺷﺧ ٌص ا ّﺗﺻل ﺑرﻗ ٍم ﺧﺎطﺊ؟ ھﻣﻣم... ﺧﺎﻣرھﺎ اﻟﺷ ّك ،ﻓﺗﻔ ّﺣﺻت ھﺎﺗﻔﮭﺎ ﺑﺎﻧﺗﺑﺎه وﺗرﻛﯾز :ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺎرﻛﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ،ﻣن اﻟطراز ﻧﻔﺳﮫ ...وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ھﺎﺗﻔﮭﺎ. ﺻرﺧت ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻوﺗﮭﺎ: -اﻟﻠﻌﻧﺔ إذاً! ھذا ھﺎﺗف اﻷﺑﻠﮫ اﻟذي ﺻﺎدﻓﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎر! 29
30
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺣﯾﺎﺗﺎن ﻣﻧﻔﺻﻠﺗﺎن ﻣن اﻟﻣرﻋب أن ﻧﻛون وﺣﯾدﯾن ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧﻛون اﺛﻧﯾن ﺑول ﻣوران أرﺳل ﺟوﻧﺎﺛﺎن أ ّول رﺳﺎﻟﺔ ﻧ ّﺻﯾﺔ ﻗﺻﯾرة... ھﺎﺗﻔ ِك ﺑﺣوزﺗﻲ .ھل ھﺎﺗﻔﻲ ﺑﺣوزﺗ ِك؟ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻻﻣﺑﯾرور واﻟﺗﻲ ر ّدت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﺎدﻟﯾن ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺗﻘرﯾﺑﺎً: ﻧﻌم! أﯾن أﻧت؟ ﻣﺎدﻟﯾن ﻏرﯾن ﻓﻲ ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو .واﻧت؟ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ) :ﻣﺎذا ﺳﻧﻔﻌل؟ 31
ﺑﻛ ّل ﻟطف ...ﺳﺄﻓﻌل اﻷﻣر ﻧﻔﺳﮫ ﻣﺎ ﺣﺳﻧﺎً .اﻟﺑرﯾد ﻣوﺟود ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ، أن أﺗﻣ ّﻛن ﻣن ذﻟك .ﻣﺎ ھو ﻋﻧواﻧك؟ أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ ﺳوف أرﺳل إﻟﯾ ِك ھﺎﺗﻔك ﻏداً ﺻﺑﺎﺣﺎً ﺑوﺳﺎطﺔ ﺷرﻛﺔ ھذا ھو ﻋﻧواﻧﻲ :ﻟو ﺟﺎردان إﻛﺳﺗرا أوردﯾﻧﯾر ٣ ،ﺑﻲ ﺷﺎرع دﯾﻼﻣﺑر ﻓﻲ ﻓﯾدﯾﻛس. ﺑﺎرﯾس ،ﻓﻲ اﻟداﺋرة اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷرة. ﻣطﻌم ﻓرﯾﻧش ﺗﺎﺗﺷز ١٦٠٦ ﺳﺗوﻛﺗون ﺳﺗرﯾﺗز ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو. ﺳﻲ اﯾﮫ. أﻧ ِت ﺑﺎﺋﻌﺔ زھور أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ إذا ﻛﺎن ھذا ﺻﺣﯾﺣﺎً ،ﻟدﯾ ِك طﻠب ﻋﺎﺟل ﻣن ﺷﺧص اﺳﻣﮫ أوﻟﯾﻎ ﻣوردوروف ٢٠٠ :وردة ﺣﻣراء ﯾﺟب إرﺳﺎﻟﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺳرح ﺷﺎﺗوﻟﯾﮫ ﻟﻠﻣﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌ ّرى ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث .ﺑﯾﻧﻲ وﺑﯾﻧك ،أﺷ ّك أن ﺗﻛون زوﺟﺗﮫ ... 32
ﺑﺄي ﺣ ﱟق ﺗﺗﻧ ّﺻت ﻋﻠﻰ رﺳﺎﺋﻠﻲ ﻟﻛﻲ أﺳدي ﻟ ِك ﺧدﻣﺔ .ﻧو ٌع ﻣن اﻟﻣﺳ ّﺟﻠﺔ؟ اﻟﺣﻣﺎﻗﺔ! أرى أ ّﻧك ﻓ ﱞظ ﻓﻲ رﺳﺎﺋﻠك ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻧﻌم. ﻛﻧت ﻓ ّظﺎً ﻓﻲ ﻛﻼﻣك! ﻣﻣﺗﺎز .طﺎﺑت ﻟﯾﻠﺗ ِك. إذن أﻧت ﺻﺎﺣب ﻣطﻌم ،ﯾﺎ ﺟوﻧﺎﺛﺎن؟ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﻟدى ﺣﺎﻧﺗك اﻟﻣﺷﺑوھﺔ ﺣﺟ ٌز ﺟدﯾد :طﺎوﻟﺔ ﻟﺷﺧﺻﯾن ﻏداً ﻣﺳﺎ ًء ﺑﺎﺳم اﻟﺳ ّﯾد واﻟﺳ ّﯾدة ﺳﺗرزﺷوﻓﺳﻛﻲ .أﺧﯾرا، ھذا ﻣﺎ ﻓﮭﻣﺗﮫ ﻣن رﺳﺎﻟﺗﮭﻣﺎ .وﻟﻛن اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﻛﺎن ﺳﯾﺋﺎً ... ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ،اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻵن اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً ... 33
ھ ّز ﺟوﻧﺎﺛﺎن رأﺳﮫ ﺑﺎﻧزﻋﺎج ود ّس اﻟﮭﺎﺗف ﻓﻲ اﻟﺟﯾب اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﺳﺗرﺗﮫ .ﻟﻘد أﺳﺧطﺗﮫ ھذه اﻟﻣرأة. * ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ واﻟﻧﺻف ﻣﺳﺎ ًء ﻏﺎدرت ﺳﯾﺎرة ﺑﯾﺟو 4Lﻗدﯾﻣﺔ ،ﻟوﻧﮭﺎ أﺣﻣر ﻏﺎﻣق اﻟطرﯾق اﻟﻌﺎ ّم ١٠١ﻟﻛﻲ ﺗﺳﻠك اﻟﻣﺧرج اﻟذي ﯾؤ ّدي إﻟﻰ داوﻧﺗﺎون .ﺳﺎرت اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻣﺛل ﻋﺟ ٍل ﻋﻠﻰ طرﯾق أﻣﺑﯾرﻛﺎدﯾرو ﻟﻠواﺟﮭﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾﻧﺎء ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو ،وھﻲ ﺗﻌطﻲ اﻻﻧطﺑﺎع ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﺗﺳﯾر ﺑﺑطء .ﻋﺑﺛﺎً ﻛﺎﻧت درﺟﺔ اﻟﺗدﻓﺋﺔ ﻓﻲ أﻗﺻﺎھﺎ ،ﻓﻘد ﻛﺎن زﺟﺎج اﻟﺳﯾﺎرة ﻣﻐﺑﺷﺎً ﺑﺎﻟﺑﺧﺎر. ﻗﺎل ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻣﺗﺷﻛ ّﯾﺎً وھو ﯾﺗﻛ ّوم ﻓﻲ اﻟﻣﻘﻌد ﺑﺟﺎﻧب اﻟﺳﺎﺋق: -ﺳوف ُﺗﺧرﺟﻧﺎ ﻋن اﻟطرﯾق ﺑﻛوﻣﺔ اﻟﺧردة ﺧﺎ ّﺻﺗك ھذه! داﻓﻊ ﻣﺎرﻛوس ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ،ﻗﺎﺋﻼً: -ﻛﻼ ،ﻛوﻣﺔ اﻟﺣدﯾد ﺧﺎ ّﺻﺗﻲ ُﺗﺻد ِر ﺧرﯾراً .ﻟو ﺗﻌﻠم ﻛﯾف زﺧر ْﻓﺗﮭﺎ! ﺑدا ﻣﺎرﻛوس ﺑﺷﻌره اﻟﻣﻠﺗﺻق واﻟﻣﻧﻔوش وﺣﺎﺟﺑﯾﮫ اﻟﻣﺷ ّﻌﺛﯾن وذﻗﻧﮫ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺣﻠﻘﮭﺎ ﻣﻧذ ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎً وأﺟﻔﺎﻧﮫ اﻟﺳﺎﺑﻠﺔ ﻣﺛل دروﺑﻲ ،وﻛﺄ ّﻧﮫ ﻗﺎد ٌم ﻣن ﻋﺻ ٍر آﺧر – ﻋﺻر ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﺎرﯾﺦ – ﺑل ،ﻟﺑﻌض اﻷﯾﺎم ،ﻣن ﻛوﻛ ٍب آﺧر .وھو ﯾﺗﻣﺎوج ﻓﻲ ﺑﻧطﺎ ٍل ﻣن ﻣﺎرﻛﺔ ﺑﺎﺟﻲ وﻗﻣﯾص ھﺎوا ّي ﻣﻔﺗو ٍح ﺣﺗﻰ ﺻ ّرﺗﮫ ،ﺑدا ﺷﺑﺣﮫ اﻟﻛﺳﯾﺢ وﻛﺄ ّﻧﮫ ﻗد ﻋ ﱢوج و ُﻓ ّﻛك ﻟﻛﻲ ُﯾﺣﺷﻰ ﻓﻲ ُﺣﺟرة اﻟﺳﯾﺎرة .وھو ﯾﻧﺗﻌل زوﺟﺎً ﻗدﯾﻣﺎً ﻣن أﺣذﯾﺔ ﺗوﻧﻐز، ﻛﺎن ﯾﻘود اﻟﺳﯾﺎرة ﺑﻘد ٍم واﺣدة ،ﻛﺎن ﻛﺎﺣﻠﮫ ﻣوﺿوﻋﺎً ﻋﻠﻰ د ّواﺳﺔ اﻟﻔﺎﺻل واﻟواﺻل ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎﻗب ﻣﺷط ﻗدﻣﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ د ّواﺳﺔ اﻟﺳرﻋﺔ ود ّواﺳﺔ اﻟﻣﻛﺎﺑﺢ. 34
ﻗﺎل ﺷﺎرﻟﻲ ﺑﺣﻣﺎﺳﺔ وھو ﯾﮭﺗ ّز ﻓﻲ اﻟﻣﻘﻌد اﻟﺧﻠﻔﻲ: -أ ّﻣﺎ أﻧﺎ ،ﻓﺄﺣ ّب ﻛﺛﯾراً ﺳﯾﺎرة اﻟﺧﺎل ﻣﺎرﻛوس! رد ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺎرﻛوس وھو ﯾﻐﻣزه: -ﺷﻛراً أ ّﯾﮭﺎ اﻟﺻﺑ ّﻲ اﻟﻌزﯾز! أﻣره ﺟوﻧﺎﺛﺎن: -ﺷﺎرﻟﻲ! ارﺑط ﺣزام اﻷﻣﺎن وﻛ ّف ﻋن اﻟﺗﺄرﺟﺢ ﻓﻲ ﻛ ّل اﻟﺟﮭﺎت. ﺛ ّم اﻟﺗﻔت إﻟﻰ ﺻدﯾﻘﮫ: -ھل ﻣررت ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﻌم ﺑﻌد ظﮭﯾرة اﻟﯾوم؟ -أوه ...ﻣطﻌﻣﻧﺎ ﻣﻐﻠق اﻟﯾوم ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ -وﻟﻛﻧك اﺳﺗﻠﻣت اﻟ ّﺑطﺎت ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّل ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ -أ ّي ّﺑطﺎت؟ -أﻓﺧﺎذ اﻟ ّﺑطﺎت واﻟﺟرﺟﯾر اﻟﺗﻲ ﯾرﺳﻠﮭﺎ إﻟﯾﻧﺎ ﺑوب وودﻣﺎرك ﻛ ّل ﯾوم ﺟﻣﻌﺔ. -آه! ﻛﻧ ُت أﻗول ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ أﻧﻧﻲ ﻗد ﻧﺳﯾ ُت أﻣراً ﻣﺎ! اﺳﺗﺷﺎط ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻏﺿﺑﺎً: -ﯾﺎ ﻟك ﻣن ﺷﺧ ٍص أﺣﻣ ٍق وﻋﻧﯾد! ﻛﯾف ﻧﺳﯾت اﻷﻣر اﻟوﺣﯾد اﻟذي طﻠﺑت ﻣﻧك أن ﻻ ﺗﻧﺳﺎه؟ ﺑرطم ﻣﺎرﻛوس: -ھذه ﻟﯾﺳت ﻛﺎرﺛﺔ أﯾﺿﺎً... -ﺑل ﻛﺎرﺛﺔ ﺑﺎﻟﺿﺑط! ﺣﺗﻰ وإن ﻛﺎن وودﻣﺎرك ﺷﺧﺻﺎً ﺳﻣﺟﺎً ﻻ ُﯾﺣ َﺗ َﻣل، ﻓﺈ ّن ﻣزرﻋﺗﮫ ﺗﻘ ّدم ﻟﻧﺎ ﺧﯾرة ﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﻧﺎ .إذا ﺗﺧﻠّﻔت ﻋن ﻣوﻋ ٍد ﺣ ّددﺗﮫ ﻣﻌﮫ ،ﺳوف ﯾﻛرھﻧﺎ وﻟن ﯾرﻏب ﻓﻲ أن ﻧﻛون زﺑﺎﺋﻧﮫ .اﺳﻠك 35
اﻟطرﯾق ﻧﺣو اﻟﻣطﻌم :أراھﻧك ﻋﻠﻰ أ ّﻧﮫ ﻗد ﺗرك ﺣﻣوﻟﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﻧﺎء اﻟﺧﻠﻔﻲ ﻟﻠﻣطﻌم. طﻣﺄﻧﮫ ﻣﺎرﻛوس: -ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن ارى ذﻟك ﺑﻣﻔردي .ﺳﺄﺻل أ ّوﻻً إﻟﻰ اﻟﻣﻧز... ﻗﺎطﻌﮫ ﺟوﻧﺎﺛﺎن: -ﻛﻼ! أﻧت ﻟﺳت ﺳوى ﺿﻧﯾ ٍك ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﮫ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﺄﺗوﻟﻰ اﻷﻣور ﺑﻧﻔﺳﻲ. -وﻟﻛ ّن اﻟﺻﻐﯾر ﻣﻧﮭوك اﻟﻘوى! ﻗﺎل ﺷﺎرﻟﻲ ﺑﻣرح: -ﻛﻼ ،ﻛﻼ! أﻧﺎ أﯾﺿﺎً أرﯾد اﻟذھﺎب إﻟﻰ اﻟﻣطﻌم! ﺟزم ﺟوﻧﺎﺛﺎن وأﻣر ﻣﺎرﻛوس وھو ﯾﻣﺳﺢ ﺑﻛ ّم ﻗﻣﯾﺻﮫ اﻟﺑﺧﺎر اﻟﻣﺗﻛ ّﺛف ﻋﻠﻰ اﻟزﺟﺎج: -ھﻛذا ،ﺳوي اﻷﻣر .اﺳﻠك اﻟﺷﺎرع اﻟﻔرﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺷﺎرع اﻟﺛﺎﻟث. وﻟﻛ ّن اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻣن طراز 4Lﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻧدﻓﻊ ﻓﻲ ﺧ ّط ﺳﯾرھﺎ .ﻓﻌﺟﻼﺗﮭﺎ اﻟﺿ ّﯾﻘﺔ ﺗﻔﺗﻘر إﻟﻰ اﻟﺗﺷ ّﺑث اﻟﻣﺣﻛم ﺑﺎﻷرض وﻗﺳﺎوة اﻟﻣﻘود أﺛﻧﺎء ﺗﻐﯾﯾر اﻻﺗﺟﺎه ﻛﺎدت أن ﺗﺗﺳ ّﺑب ﺑﺣﺎد ٍث. ﺻرخ ﺟوﻧﺎﺛﺎن: -ھل ﺗرى ﺟ ّﯾداً أ ّﻧك ﻻ ﺗﺗﺣ ّﻛم ﺑﻛﺗﻠﺔ اﻟطﯾن ھذه؟ اﻟﻠﻌﻧﺔ ،ﺳوف ﺗﻘﺗﻠﻧﺎ! أ ّﻛد ﻣﺎرﻛوس وھو ﯾﻌ ّدل اﺗﺟﺎه اﻟﻣﻘود وﺳط ﺟوﻗﺔ ﻣن اﻟزﻣﺎﻣﯾر اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ: -أﻧﺎ أﻓﻌل ﻣﺎ ﺑوﺳﻌﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ! 36
وھو ﯾﺻﻌد ﺷﺎرع ﻛﯾرﻧﻲ ﺳﺗرﯾت ،اﺳﺗﻌﺎدت اﻟﻣرﻛﺑﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﺷﯾﺋﺎً ﻣن اﻟﺗوازن واﻻﺳﺗﻘرار. ﺳﺄل ﻣﺎرﻛوس ﺑﻌد ﺻﻣ ٍت طوﯾل: -ھل ﻷ ّﻧك ﻗﺎﺑﻠت أﺧﺗﻲ أﻧت ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ؟ ﺻ ّﺣﺢ ﻟﮫ ﺟوﻧﺎﺛﺎن: -ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻟﯾﺳت ﺳوى أﺧت ﻏﯾر ﺷﻘﯾﻘﺔ ﻟك. -ﻛﯾف ﺣﺎﻟﮭﺎ؟ رﻣﻘﮫ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﻧظرة ﻋداﺋﯾﺔ: -إذا ﻛﻧت ﺗﻌﺗﻘد ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻗد أﺟرﯾﻧﺎ ﻣﻛﺎﻟﻣﺔ و ّدﯾﺔ... ﻛﺎن ﻣﺎرﻛوس ﯾدرك ﺑﺄ ّن اﻟﻣوﺿوع ﺣ ّﺳﺎس وﻟذﻟك ﻟم ُﯾﻠ ّﺢ .ر ّﻛز ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎدة اﻟﺳﯾﺎرة ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ﺟﺎدة ﻛوﻟوﻣﺑوس وﯾرﻛن )ﺷﺑﮫ ﺳﯾﺎرﺗﮫ( أﻣﺎم ﺣﺎﻧﺔ ﺗﺣﻣل ﻟوﺣﺔ ﻣﻛﺗوب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓرﯾﻧش ﺗﺎﺗش ،ﻓﻲ زاوﯾﺔ ﺷﺎرع أوﻧﯾون ﺳﺗرﯾت وﺳﺗوﻛﺗون ﺳﺗرﯾت. ﻛﻣﺎ ﺗو ّﻗﻊ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ،ﻛﺎن ﺑوب وودﻣﺎرك ﻗد ﺗرك ﺣﻣوﻟﺗﮫ ﺧﻠف اﻟﻣطﻌم .أﻣﺳك اﻟرﺟﻼن ﺑﺎﻟﺳﻼل اﻟﻣﺻﻧوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﺻب ﻟﯾ ْو ِدﻋﺎھﺎ ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺑﺎردة ﻗﺑل أن ﯾﺗﺄ ّﻛد ﻣن أ ّن ﻛ ّل ﺷﻲء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ُﯾرام ﻓﻲ اﻟﺻﺎﻟﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ. ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻧﺔ ﻓرﯾﻧش ﺗﺎﺗش ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺻﺎﻟﺔ ﺻﻐﯾرة ﻣﺳ ّدﺳﺔ اﻷﺿﻼع ﻓﻲ ﻗﻠب ﺣﻲ ﻧورث ﺑﯾش ،اﻟﺣ ّﻲ اﻹﯾطﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو .ﻛﺎﻧت ﺻﻐﯾرة وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﺣﻣﯾﻣﯾﺔ وداﻓﺋﺔ وﻛﺎن اﻟﻣﺣ ّل ﻣن اﻟداﺧل ﯾﺗﻣ ّﺛل ﺑﮭﯾﺋﺔ ﺣﺎﻧﺔ ﻓرﻧﺳﯾﺔ ﻣن طراز ﺛﻼﺛﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن :دﯾﻛور ﺧﺷﺑﻲ ،زﯾﻧﺔ ﻧﺎﺗﺋﺔ وﻧﺎﻓرة ،أرﺿﯾﺔ ﻣن اﻟﻣوزاﯾﯾك ،ﻣراﯾﺎ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣن طراز \"اﻟﻌﺻر اﻟﺟﻣﯾل\" وﺻور ﻗدﯾﻣﺔ ﻟﻛ ّل ﻣن ﺟوزﻓﯾن ﺑﺎﻛر وﻣورﯾس ﺷوﻓﺎﻟﯾﮫ وﻣﯾﺳﺗﯾﻧﻐﯾت .ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺗﻘ ّدم وﺟﺑﺎت ﻓرﻧﺳﯾﺔ 37
ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑﻼ ﻏرور وﺑﻼ ﺑﮭرﺟﺔ وﻣظﺎھر ﺧﺎدﻋﺔ .ﻋﻠﻰ اﻟﻠوح اﻟﻣﻌﻠّق ﻋﻠﻰ اﻟﺟدار، ﯾﻣﻛن ﻟﻠزﺑﺎﺋن أن ﯾﻘرأوا اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ\" :ﻣر ّﻗﻘﺎت اﻟﺣﻠزون ﺑﺎﻟﻌﺳل ،ﺷراﺋل اﻟ ّﺑط ﺑﺎﻟﺑرﺗﻘﺎل ،ﻣﻌﺟﻧﺎت ﺗروﺑﯾزﯾﮫ.\"... وﻗف ﺷﺎرﻟﻲ أﻣﺎم اﻟﻣﺷرب اﻟﻼﻣﻊ اﻟذي ﯾﻣﺗ ّد ﻋﻠﻰ طول اﻟﺻﺎﻟﺔ وﺳﺄل واﻟده: -ﺑﺎﺑﺎ ،ھل ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن أﺗﻧﺎول ﻗطﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﺛﻠﺟﺎت؟ -ﻛﻼ ﯾﺎ ﻋزﯾزي .ﻟﻘد ﺗﻧﺎوﻟت ﻣﻧﮫ ﻛﯾﻠوﻏراﻣﺎت ﻓﻲ اﻟطﺎﺋرة .ﺛ ّم أ ّن اﻟوﻗت ﻣﺗﺄﺧ ٌر ﺟداً ،ﻛﺎن ﻋﻠﯾك أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﺳرﯾرك ﻣﻧذ وﻗت طوﯾل. -وﻟﻛ ّﻧﻧﺎ ﻓﻲ ﻋطﻠﺔ... ﺗدﺧل ﻣﺎرﻛوس: -ھﯾﺎ ﯾﺎ ﺟون ،ﻛن راﻗﯾﺎً! -آه ،ﻛﻼ ،ﻟن ﺗﺗد ّﺧل ﻓﻲ اﻷﻣر أﻧت أﯾﺿﺎً! -وﻟﻛن ھذا ﻋﯾد اﻟﻣﯾﻼد! ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ ﺟوﻧﺎﺛﺎن أن ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﺿﺣك وھو ﯾﻘول: -ﺻﺑ ّﯾﺎن! أﺧذ ﻣﻛﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣطﻌم ،ﺧﻠف طﺎوﻟﺔ اﻟﻣطﺑﺦ اﻟﻣﻔﺗوح اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠزﺑﺎﺋن أن ﯾﺗﺎﺑﻌوا ﺟزﺋﯾﺎً ﺗﺣﺿﯾر اﻷطﺑﺎق. ﺳﺄﻟﮫ اﺑﻧﮫ: -ﻣﺎ اﻟذي ﯾطﯾب ﻟك؟ ﺗﺣﻣ ّس اﻟﺻ ّﺑﻲ: -ﻣﺛﻠّﺟﺔ ﻣن ﻣﺎرﻛﺔ \"اﻟﺳ ّﯾدة اﻟﺑﯾﺿﺎء\"! ﺑﺧ ّﻔﺔ وﻣﮭﺎرة ،ﻛﺳر \"اﻟطﺎھﻲ اﻟﻣﺣﺗرف\" ﺑﺿﻌﺔ أﻟواح ﻣن اﻟﺷوﻛوﻻ اﻟﺳوداء ﻓﻲ ﻗﺻﻌ ٍﺔ ﺻﻐﯾرة ﻟﻛﻲ ﯾذﯾﺑﮭﺎ ﻓﻲ وﻋﺎء اﻟﺗذوﯾب. 38
ﺳﺄل ﻣﺎرﻛوس: -وأﻧت ﻣﺎذا ﺳﺗﺄﺧذ؟ -ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻔﺗﺢ ﻗﺎرورة ﻧﺑﯾذ ... -إن ﺷﺋت ذﻟك. ﻻﺣت اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﻋرﯾﺿﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﻣﺎرﻛوس .ﻏﺎدر ﻣﻘﻌده ﺑﻣر ٍح وﺣﯾوﯾﺔ ﻟﯾذھب إﻟﻰ ﻣﻛﺎﻧﮫ اﻟﻣﻔ ّﺿل :ﺟوف اﻟﻣطﻌم. أﻋ ّد ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓﻲ اﻷﺛﻧﺎء ،وﺗﺣت اﻷﻧظﺎر اﻟﺷرھﺔ ﻟﺷﺎرﻟﻲ ،ﻓﻲ ﻛو ِب ﻛرﺗﯾن ﻣن اﻟﺑوظﺔ ﺑﺎﻟﻔﺎﻧﯾﻠﯾﺎ وﻣﻌﮭﺎ ﻗطﻌﺔ ﻣرﻧﻎ .ﻣﺎ أن ذاﺑت أﻟواح اﻟﺷوﻛوﻻ ،ﻣزج ﻣﻌﮭﺎ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﻣﻠﯾﺋﺔ ﻣن ﻗﺷدة اﻟ ُزھﯾرة .ﺳﻛب اﻟﺷوﻛوﻻ اﻟﺳﺎﺧﻧﺔ ﻓوق اﻟﻘﺷدة اﻟﻣﺟ ّﻣدة وﻏ ّطﻰ ﻛ ّل اﻟﻣزﯾﺞ ﺑﻛرﯾﻣﺎ اﻟﺷﺎﻧﺗﯾﮫ واﻟﻠوز اﻟﻣﺣ ّﻣص. ﻗﺎل ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ،وھو ﯾﻐرز ﻣﺟ ّﺳم ﻣظﻠّﺔ ﺻﻐﯾرة ﻓوق ﻗ ّﺑﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺎ: -اﺳﺗﻣﺗﻊ! اﺳﺗﻘ ّر اﻷب واﻻﺑن ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺔ وﺟﻠﺳﺎ ﺟﻧﺑﺎً إﻟﻰ ﺟﻧب ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌ ٍد ﻧﺎﻋم اﻟﻣﻠﻣس. اﻟﺗﻣﻌت اﻟﻧﺟوم ﻓﻲ ﻋﯾﻧﻲ ﺷﺎرﻟﻲ ﻓرﺣﺎً ،ﻓﺗﺳﻠّﺢ ﺑﻣﻠﻌﻘﺔ طوﯾﻠﺔ وﺑدأ ﯾﺗﻠ ّذذ ﺑﻛوب \"اﻟﺳ ّﯾدة اﻟﺑﯾﺿﺎء\". ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻋﺎد ﻣﺎرﻛوس ﻣن ﺟوف اﻟﻣطﻌم ،ﻗﺎل ﻣﮭﺗﺎﺟﺎً: -اﻧظر ﻗﻠﯾﻼً إﻟﻰ ھذه اﻟﻘﺎرورة اﻟﻌﺟﯾﺑﺔ! -ﻗﺎرورة ﺳﻛرﯾﻣﯾﻧﻎ إﯾﻐل !١٩٩٧ھل ﺗﮭذي أم ﻣﺎذا؟ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘوارﯾر ﻣﺧ ّﺻص ﻟﻠزﺑﺎﺋن! أﻟ ّﺢ ﻣﺎرﻛوس ﻓﻲ اﻟطﻠب: -ھ ّﯾﺎ! ﺳﺗﻛون ھذه ھدﯾﺗﻲ ﻓﻲ ﻋﯾد اﻟﻣﯾﻼد. ﺑﻌد ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺷﻛﻠﯾﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً ،واﻓق ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻋﻠﻰ أن ﯾﻔﺗﺢ ﻗﺎرورة 39
اﻟﻧﺑﯾذ اﻟﻛﺑﯾرة .ﻓﻲ ﻛ ّل اﻷﺣوال ،ﻛﺎن ﻣن اﻷﻓﺿل أن ﯾﺷرب ﻣﺎرﻛوس ﺑﺿﻌﺔ أﻛواب ﻣن اﻟﺧﻣر ﻓﻲ اﻟﻣطﻌم ﺣﯾث ﺳﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّل ﺗﺣت أﻧظﺎر ﺟوﻧﺎﺛﺎن أ ّﻣﺎ ﺑﺧﻼف ذﻟك ﻓﺳوف ﯾﺟﺎزف اﻟﻛﻧدي ﺑﺎﻟﺗطواف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻧﺎت واﻹﻓراط ﻓﻲ اﻟﺷراب وﺗﺗﺗﺎﻟﻰ ﻛوارﺛﮫ وھو ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻛﺣول .ﻟﻣ ّرات ﻋدﯾدة ،اﺳﺗﻐ ّل ﺑﻌض أﺻﺣﺎﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻧﺎت طﯾﺑﺗﮫ وﺳذاﺟﺗﮫ ﻻﺑﺗزازه ﻓﻲ ﻟﻌﺑﺔ اﻟﺑوﻛر وﺟﻌﻠﮫ ﯾو ّﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺳﻧدات إﻗرار ﺑدﯾون ﺧﯾﺎﻟﯾﺔ اﺿط ّر ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻟﺗﺣ ّﻣل ﻣﺷﺎق ﻛﺑﯾرة ﻟﺗﺳدﯾدھﺎ ﻻﺣﻘﺎً. أﺑدى ﻣﺎرﻛوس إﻋﺟﺎﺑﮫ اﻟﺷدﯾد ﺑﺎﻟﻧﺑﯾذ وھو ﯾﺳﻛﺑﮫ ﻓﻲ ﻛو ٍب ﻟﻛﻲ ﯾﺷرﺑﮫ: -ﯾﺎ ﻟﺑﮭﺎء ﻟون ھذا اﻟﻧﺑﯾذ اﻟﻌﺎﺑق ﺑﺎﻟرﺣﯾق! ﻛﺎن ﻣﺎرﻛوس اﻟطﻔل ﻏﯾر اﻟﺷرﻋﻲ ﻣن واﻟد ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ وﻣﻐﻧ ّﯾﺔ ﻣن ﺑﻼد اﻟﻛﯾﺑﯾك واﻟذي ﻟم ﯾرث ﻓﻠﺳﺎً واﺣداً ﻣن واﻟده اﻟذي ﻛﺎن رﺟل أﻋﻣﺎ ٍل ﻣن أﺛرﯾﺎء ﻧﯾوﯾورك. وﻛﺎﻧت واﻟدﺗﮫ ﻗد ﺗو ّﻓت ﻣﻧذ ﻓﺗرة ﻗﺻﯾرة وﻟم ﯾﻛن ﯾﺣﺗﻔظ ﻣﻊ أﺧﺗﮫ ﻏﯾر اﻟﺷﻘﯾﻘﺔ ﺳوى ﺑﻌﻼﻗﺎت ﺿﻌﯾﻔﺔ .ﻣﻔﻠﺳﺎً وﻣﻌدﻣﺎً ،ﻛﺎن ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ﻗوﻗﻌﺔ ﻣن اﻹھﻣﺎل ،ﻻ ﻣﺑﺎﻟﯾﺎً ﺑﻣظﮭره اﻟﺟﺳدي وﺟﺎھﻼً ﺑﺄﺻول اﻟﻠﺑﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻣر ّﻓﮭﺔ وأﺻول اﻟﻌﯾش ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ﻛﺎن ﯾﻧﺎم ﻻﺛﻧﺗﻲ ﻋﺷرة ﺳﺎﻋﺔ ﯾوﻣﯾﺎً وﯾﻘ ّدم ﯾد اﻟﻌون ﻟﻠﻣطﻌم أﺣﯾﺎﻧﺎً وﻟﻛ ّن ﺿﻐوط اﻟﺣﯾﺎة وﻣواﻋﯾد اﻟﻌﻣل ﻛﺎﻧت ﺗﺑدو ﻣن ﻏﯾر ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﯾﮫ .ﻛﺎن ﺳﺎذﺟﺎً إﻟﻰ ﺣ ّد اﻟﺑﻼھﺔ وﺑﺳﯾطﺎً إﻟﻰ ﺣ ّد ﯾﺑدو ﻣﻌﮫ ﻣﻐ ّﻔﻼً ،ﻟدﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﺛﯾر اﻟﺷﻔﻘﺔ ﺣﺗﻰ وأن ﻛﺎﻧت ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋدم إﺣﺳﺎﺳﮫ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺿﻧﯾﺔ ﻟﺗدﺑﯾر ﺷؤون اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ. طﯾﻠﺔ اﻟﻣ ّدة اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻐرﻗﮭﺎ زواج ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻣﻊ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ،ﻟم ﯾ َر ﻓﻲ ﻣﺎرﻛوس ﺳوى ﻣﻌﺗو ٍه ﻟﯾس ھﻧﺎك أ ّي ﺷﻲ ٍء ﯾﺟﻣﻌﮫ ﺑﮫ. وﻣﻊ ذﻟك ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ھﺟرﺗﮫ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ،ﻛﺎن أﺧوھﺎ ﻏﯾر اﻟﺷﻘﯾق 40
اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﺳﺎﻧده ووﻗف إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﮫ .ﺣﯾﻧذاك ،رﻏم وﺟود ﺷﺎرﻟﻲ ،اﺳﺗﺳﻠم ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻟﻼﻧزﻻق إﻟﻰ ﻣﮭﺎوي اﻟﯾﺄس واﻻﻛﺗﺋﺎب. ﻣﺳﺗﺳﻠﻣﺎً ﻟﻠﺧﻣول واﻟﻌﺟز ،اﺳﺗﻐرق ﻓﻲ أﺣزاﻧﮫ وﺑﺎت ﯾﺗر ّدد ﻋن ﻗر ٍب ﻋﻠﻰ اﻟﺳ ّﯾدﯾن ﺟﺎك داﻧﯾﯾل وﺟوﻧﻲ ووﻛر. ﻟﺣﺳن اﻟﺣظ ،وﺑﻣﻌﺟزة ﻏرﯾﺑﺔ ،وﺿﻊ ﻣﺎرﻛوس ﻛﺳﻠﮫ ﺑﯾن ﻗوﺳﯾن وﻟﻠﻣ ّرة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ،أﺧذ ﻣﺻﯾره ﺑﯾدﯾﮫ .ﻓﻘد ﻟﻔت ﻧظره ﻣطﻌ ٌم إﯾطﺎﻟﻲ ﻣﺗﮭﺎﻟك ﻛﺎن ﻗد اﻣﺗﻠﻛﮫ ﻣﺎﻟ ٌك ﺟدﯾد وﻛﺎﻓﺢ ﻟﯾﻘﻧﻊ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻟﻛﻲ ﯾﺣ ّوﻟوا اﻟﻣﻛﺎن إﻟﻰ ﺣﺎﻧﺔ ﻓرﻧﺳﯾﺔ وﺗﺳﻠﯾم أﻓراﻧﮭﺎ إﻟﻰ ﺻﮭره .أﺗﺎﺣت ھذه اﻟﻣﺑﺎدرة ﻟﺟوﻧﺎﺛﺎن أن ﯾﻘف ﻋﻠﻰ ﻗدﻣﯾﮫ ﻣن ﺟدﯾد .ﻣﺎ ﻛﺎد ﻣﺎرﻛوس أن ﯾﺷﻌر ﺑﺄ ّن ﺻدﯾﻘﮫ ﻗد ﻧﺟﺎ ﺣﺗﻰ وﻗﻊ ﻣن ﺟدﯾد ﻓﻲ ﻛﺳﻠﮫ اﻟﺣﺎد. ﻗﺎل ﻣﺎرﻛوس وھو ﯾﻣ ّد ﻧﺣو ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻛﺄﺳﺎً ﻣن اﻟﻧﺑﯾذ: -ﺑﺻ ّﺣﺗك! ﺧﻠص اﻟﻔرﻧﺳﻲ وھو ُﯾدﯾر ﺟﮭﺎز رادﯾو آرت دﯾﻛو اﻟذي ﻛﺎن ﻗد اﻗﺗﻧﺎه ﻣن ﺳو ٍق ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟرﺧﯾﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺳﺎدﯾﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻘول: -إذاً ،ھذا ﻋﯾد ﻣﯾﻼد ﺳﺎﺑق ﻷواﻧﮫ. ﺿﺑط ﺟﮭﺎز اﻟرادﯾو ﻋﻠﻰ ﻣﺣ ّطﺔ ﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟروك ﻛﺎﻧت ﺗﺑ ّث ﺑ ّﺛﺎً ﺣ ّﯾﺎً Light My .Fire اﻧﺗﺷﻰ ﻣﺎرﻛوس وھو ﯾﻔﺗرش ﻣﻘﻌداً ﻓﻲ ﻋﻣق اﻟﺣﺎ ّﻧﺔ ودون أن ُﯾﻌ َرف إن ﻛﺎن ﯾﻘﺻد اﻟﻧﺑﯾذ اﻟﻔرﻧﺳﻲ أم ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟدورز ،ﻗﺎل: -آه! ﻛم راﺋ ٌﻊ ھذا! ﺣﺎول ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻣن ﺟﮭﺗﮫ أن ﯾرﺗﺎح .ﺣ ّل أزرار ﯾﺎﻗﺔ ﻗﻣﯾﺻﮫ وﺧﻠﻊ ﺳﺗرﺗﮫ ،وﻟﻛن أﻏﺎظﮫ أن ﯾرى ھﺎدف ﻣﺎدﻟﯾن اﻟﻣﺣﻣول ﻣوﺿوﻋﺎً ﻋﻠﻰ 41
اﻟطﺎوﻟﺔ .ﻓﺗﻧ ّﮭد ﻗﺎﺋﻼً ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ :ﺣﻛﺎﯾﺔ اﻟﮭﺎﺗف اﻟﻣﺣﻣول ھذه ﺳ ُﺗﻔﻘدﻧﻲ ﺣﺟوزاﺗﻲ. ﻣن ﺑﯾن زﺑﺎﺋﻧﮫ اﻟﻣﻧﺗظﻣﯾن ،ﻛﺎن ﺑﻌﺿﮭم ﯾﻣﻠك ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ رﻗﻣﮫ اﻟﺷﺧﺻﻲ :وھو اﻣﺗﯾﺎ ٌز أﺗﺎح ﻟﮭم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﺳﻲ اﻟﺗﻲ ﯾد ّﻓق ﻓﯾﮭﺎ اﻟزﺑﺎﺋن ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻧﺔ. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺎرﻛوس ﯾﻣﺳك ﺑﺎﻟﺟﮭﺎز ،ﻧظر ﺟوﻧﺎﺛﺎن إﻟﻰ اﺑﻧﮫ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻐﻔو ﺑﮭدوء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﻌد .ر ّﺑﻣﺎ رﻏب ﻟو أ ّﻧﮫ أﺧذ ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﻋﺷرة أﯾﺎم ﻣن اﻟﻌطﻠﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﻌﺗﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو أﻓﺿل ﺑﺄﻣر ﺷﺎرﻟﻲ وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ أن ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﺑذﻟك. وﻗد ﺧرج ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن اﻟﻣﺄزق اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺧﺎﻧق اﻟذي ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻧﮫ ﻟﺳﻧوا ٍت ﻋدﯾدة ﺧﻠت وﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺣﻠﺣﻠﺔ ﺟدﯾرة ﺑﺄن ﺗﺣ ّﺻﻧﮫ ﺿ ّد اﻟﻘروض واﻻﺳﺗداﻧﺔ ﻣن اﻟﺑﻧوك وﻋدم ﺳداد اﻷﻗﺳﺎط وﺳواھﺎ ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﺗﺧﻠّف ﻋن اﻟﺗﺳدﯾد. ﻣﻧﮭﻛﺎً ﻣن اﻟﺗﻌب ،أﻏﻣض ﻋﯾﻧﯾﮫ وﺗراءت ﻟﮫ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ،ﻛﻣﺎ اﻟﺗﻘﻰ ﺑﮭﺎ ﻣﺻﺎدﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎر .ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء ﻋﺎﻣﯾن ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻠﻘﺎء ،ﻛﺎن اﻷﻟم ﻻ ﯾزال ﺣﺎ ّداً ﻛﻣﺎ ﻛﺎن .ﻟم ﯾﺣﺗﻣل ﻋذاب ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ﻓﻔﺗﺢ ﻋﯾﻧﯾﮫ وﻏ ّب ﺷ ّﻔﺔ ﻣن اﻟﻧﺑﯾذ ﻋﻠﻰ أﻣل أن ﯾطرد ﺻورﺗﮭﺎ ﻣن ذھﻧﮫ .ﻟم ﯾﻛن ﻗد ﺣظﻲ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻗد ﺗﻣ ّﻧﺎھﺎ ﻟﻧﻔﺳﮫ ،وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎن ھذه ھذ ﺣﯾﺎﺗﮫ .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت أﺻﺎﺑﻌﮫ اﻟدﺑﻘﺔ ﺑﺎﻟدﺳم ﺗﻧزﻟق ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ اﻟﻣﻠﺳﺎء ﻟﯾﺳﺗﻌرض اﻟﺻور اﻟﻣﺧ ّزﻧﺔ ﻓﻲ ذاﻛرة اﻟﮭﺎﺗف اﻟﻣﺣﻣول ،ھﺗف ﻣﺎرﻛوس ﻣﺗﻌ ّﺟﺑﺎً: -إﯾﮫ! ﺻﺎﺣﺑﺔ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮭﺎ! أﺛﺎر ذﻟك اھﺗﻣﺎم ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓﻣ ّرر رأﺳﮫ ﻣن ﻓوق ﺷﺎﺷﺔ اﻟﮭﺎﺗف اﻟﻣﺣﻣول وﻗﺎل: 42
-دﻋﻧﻲ أرى. ﻛﺎن ﻣن ﺑﯾن اﻟﺻور اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﻣرأة اﻟﺷﺎ ّﺑﺔ ﺑﻌض اﻟﺻور اﻟﻣﺛﯾرة واﻟﻠطﯾﻔﺔ. ﻛﺎﻧت ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺎت إﯾﺣﺎﺋﯾﺔ ﻣﺧﻠّدة ﺑﺎﻷﺑﯾض واﻷﺳود :ﻛﺎﻧت ﺗرﺗدي ﻓﺳﺗﺎﻧﺎً ﻣن اﻟداﻧﺗﯾﻼ اﻟرﻗﯾﻘﺔ ﺑﺣﻣﺎﻟﺗﯾن ﻣن اﻟﺳﺎﺗﺎن وھﻲ ﺗرﻓﻊ إﺣدى ﯾدﯾﮫ ﻟﺗﺧﻔﻲ ﺑﺎﺣﺗﺷﺎم أﺣد ﻧﮭدﯾﮭﺎ أو ﺗﻼﻣس ﺑر ّﻗﺔ ﻣﻧﺣﻧﻰ ورﻛﮭﺎ .ﻟﯾس ھﻧﺎك ﻣﺎ ھو أﻛﺛر ﺧﺑﺛﺎً وﺷ ّراﻧﯾﺔ ﻣن أن ﯾﺿﻊ اﻟﺑﻌض ﻣﻘﺎطﻊ ﻣن أﺷرطﺗﮭم اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣواﻗﻊ اﻹﻧﺗرﻧت... ﺳﺄل ﺷﺎرﻟﻲ وﻗد ﺻﺣﺎ ﻣن ﻏﻔوﺗﮫ: -ﺑﺎﺑﺎ ،ھل ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن أرى؟ -ﻛﻼ ،ﻛﻼُ ،ﻋد إﻟﻰ ﻧوﻣك ،ھذا ﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻸطﻔﺎل. ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ،ﺗﻔﺎﺟﺄ ﻣن أ ّن ﻓﺗﺎة اﻟﻣطﺎر اﻟﻣزﻋﺟﺔ ،ﺑﮭﯾﺋﺗﮭﺎ اﻟﻣﺗﺻ ّﻧﻌﺔ ﻛﺎﻣرأة ﺳﻠﯾطﺔ ووﻗﺣﺔ ،أﻧﯾﻘﺔ ورﺷﯾﻘﺔ ،ﻗد أﻗﺎﻣت ھﻲ اﻷﺧرى ﺣﻔﻠﺗﮭﺎ اﻟﺻﻐﯾرة ﻣن اﻟوﺿﻌﯾﺎت اﻟﺧﺑﯾﺛﺔ. ﻣﻧدھﺷﺎً أﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﻣﺑﺗﮭﺟﺎً ،ر ّﻛز ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻧظره ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﻣودﯾل .ظﺎھرﯾﺎً ،ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻠ ّﮭﻰ ،ﻣﺗﺄﻗﻠﻣﺔ ﻣﻊ ﻟﻌﺑﺔ اﻟرﺿﺎ ،وﻟﻛن ﺧﻠف اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ وﺟﮭﮭﺎ ھﻧﺎك ﻣﺳﺣﺔ ﻣن اﻟﺿﯾق واﻟﺿﺟر .ﻻ ﺷ ّك أ ّن ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺻور ﻛﺎن ﺑﺎﻷﺣرى ﻣن ھﻠوﺳﺎت رﺟﻠﮭﺎ اﻟذي اﻋﺗﺑر ﻧﻔﺳﮫ ﻟﻠﺣظﺔ ھﻠﻣوت ﻧﯾوﺗن* ُ .ﺗرى َﻣن ﻛﺎن ﯾﻘف ﺧﻠف آﻟﺔ اﻟﺗﺻوﯾر؟ أھو زوﺟﮭﺎ؟ أھو ﻋﺷﯾﻘﮭﺎ؟ ﺗذ ّﻛر ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد ﻟﻣﺢ رﺟﻼً ﻓﻲ اﻟﻣطﺎر وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ أن ﯾﺗذ ّﻛر ﻣﻼﻣﺢ وﺟﮭﮫ. ﻗﺎل ﺑﻠﮭﺟﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ وھو ﯾﺿﻊ اﻟﮭﺎﺗف اﻟﻣﺣﻣول ﺗﺣت أﻧظﺎر ﻣﺎرﻛوس اﻟﺧﺎﺋﺑﺔ: * ھﻠﻣوت ﻧﯾوﺗن :ﻣﺻ ّور أﻟﻣﺎﻧﻲ ﺷﮭﯾر. 43
-ﺣﺳﻧﺎً ،ھﯾﺎ ،ھذا ﯾﻛﻔﻲ! ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺷﻌر ﻓﺟﺄ ًة ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻣﺗﻠ ّﺻص ،ﺗﺳﺎءل ﺑﺄ ّي ﺣ ّق ﯾﻧﺑش ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺧﺎ ّﺻﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﻣرأة؟! ﻟﻔت اﻟﻛﻧدي ﻧظره ،ﻗﺎﺋﻼً: -ﻛﻣﺎ ﻟو أ ّﻧﮭﺎ ﻓﻌﻠت ھﻲ اﻷﺧرى اﻟﺷﻲء ﻧﻔﺳﮫ! ﻗﺎل وھو ﯾﻣﻸ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻛﺄﺳﺎً ﻣن اﻟﻧﺑﯾذ ﻣن ﻗﺎرورة ﺳﻛرﯾﻣﯾﻧﻎ إﯾﻐل: -أﻧﺎ ﻻ أﺑﺎﻟﻲ :ﻟﯾس ھﻧﺎك أ ّي ﺧطر ﻓﻲ أ ّﻧﮭﺎ ﺗﺟد ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺻور ﻓﻲ ھﺎﺗﻔﻲ اﻟﻣﺣﻣول .إذا ﻛﻧ َت ﺗﻌﺗﻘد ﺑﺄ ّﻧﻧﻲ ﻗد اﻟﺗﮭﯾ ُت ﺑﺎﻹﻣﺳﺎك ﺑﺑوﺑول ﻓﻲ اﻟﺻورة... ﻛﺎن ﻟﻘﺎرورة اﻟﻧﺑﯾذ ﻣﻠﺣﻘﺎت ﺷﮭ ّﯾﺔ ﻣن ﻓﺎﻛﮭﺔ ﺣﻣراء وﺧﺑ ٍز ﻣدھو ٍن ﺑﺎﻟﺗواﺑل .وھو ﯾﺗﻠ ّذذ ﺑﻣذاق اﻟﻣﺷروب،اﺳﺗﻌرض ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓﻲ ذھﻧﮫ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺣﺗوﯾﮫ ھﺎﺗﻔﮫ اﻟﻣﺣﻣول. ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﻟم ﯾﺗذ ّﻛر ﻛ ّل ﻣﺎ ﻓﯾﮫ .طﻣﺄن ﻧﻔﺳﮫ: -ﻓﻲ ﻛ ّل اﻷﺣوال ،ﻟﯾس ھﻧﺎك ﻣﺎ ھو ﺣﻣﯾﻣﻲ وﻻ ﻣﺎ ھو ﻣﺷﺑوه. اﻷﻣر اﻟذي اﻧﺧدع ﺑﮫ ﺧداﻋﺎً ﺗﺎ ّﻣﺎً. * ﺑﺎرﯾس اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ واﻟﻧﺻف ﺻﺑﺎﺣﺎً ﻛﺎن اﻟﻐطﺎء اﻟﻣﻌ ّرق ﻟﺳﯾﺎرة ﻣن ﻧوع ﺟﺎﻛوار XFأﺣدث طراز ﯾﺳﯾر ﻓﻲ اﻟزرﻗﺔ اﻟﺑﺎردة واﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﺣﻠّق اﻟﺑﺎرﯾﺳﻲ .ﻛﺎﻧت ﺣﺟرة اﻟﻘﯾﺎدة ،اﻟﻣز ّﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣواد اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ – اﻟﺟﻠد اﻷﺑﯾض واﻟﺧﺷب اﻟﺟوزي واﻷﻟﻣﻧﯾوم اﻟﺻﻘﯾل – ُﺗظﮭر اﻟﺑذخ واﻟراﺣﺔ واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ. وﻓﻲ اﻟﻣﻘﻌد 44
اﻟﺧﻠﻔﻲ ،ﻛﺎﻧت أﻣﺗﻌﺔ ﻣن ﻧﺳﯾﺞ ﻣوﻧوﻏرام ﺗﺗواﺟد ﺑﺟﺎﻧب ﺣﻘﯾﺑﺔ ﻏوﻟف وﻋد ٍد ﻣن ﺻﺣﯾﻔﺔ ﻟوﻓﯾﻐﺎرو. ﺳﺄﻟﮭﺎ راﻓﺎﺋﯾل ﻣن ﺟدﯾد: -ھل أﻧ ِت ﻣﺗﺄ ّﻛدة ﻣن أ ّﻧ ِك ﺳﺗﻔﺗﺣﯾن ﻣﺗﺟر ِك اﻟﯾوم؟ ﺻرﺧت ﻣﺎدﻟﯾن: -ﯾﺎ ﻋزﯾزي! ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﻧﺎ وأن ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻛﺛﯾراً ﻋن ھذا اﻷﻣر. أﻟ ّﺢ ﻋﻠﯾﮭﺎ: -ﯾﻣﻛﻧك أن ﻧﻣ ّدد ﻋطﻠﺗﻧﺎ .ﺳﺄﻗود اﻟﺳﯾﺎرة ﺣﺗﻰ دوﻓﯾل ،ﺳﻧﻣﺿﻲ اﻟﻠﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻧورﻣﺎﻧدي وﺳﻧﺗﻧﺎول اﻟﻐداء ﻏداً ﻣﻊ واﻟدي. -ھذا ﻋر ٌض ﻣﻐ ٍر ،وﻟﻛن ...ﻛﻼ .ﻓﺿﻼً ﻋن ذﻟك ،ﻟدﯾك ﻣوﻋ ٌد ﻣﻊ زﺑون ﻟزﯾﺎرة ﻣوﻗﻊ اﻟﺑﻧﺎء. ﻗﺎل اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري وھو ﯾﻧﻌطف ﻧﺣو ﺟﺎدة ﺟوردان: -أﻧ ِت ﻣن ﺗﻘ ّررﯾن. ﻣ ّرت اﻟﺳﯾﺎرة ﺑﻛ ّل ﻣن داﻓﯾر – روﺷﯾرو ،ﻣوﻧﺗﺑﺎرﻧﺎس ،راﺳﺑﺎي :وﺑذﻟك ﻗطﻌت ﺟزءاً ﻛﺑﯾراً ﻣن اﻟداﺋرة اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷرة ﻗﺑل أن ﺗﺗو ّﻗف ﻓﻲ داﺋرة اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﺷرة، ﺷﺎرع ﻛﺎﻣﺑﺎﻧﻲ -ﯾروﻣﯾﯾر أﻣﺎم ﺑﺎ ٍب أﺧﺿر ﻏﺎﻣق. -ھل آﺗﻲ ھذا اﻟﻣﺳﺎء ﻷﺻﺣﺑ ِك ﻣن اﻟﻣﺗﺟر؟ -ﻛﻼ ،ﺳوف أﻧﺿ ّم إﻟﯾك ﺑﺎﻟدراﺟﺔ اﻟﻧﺎرﯾﺔ. -ﺳوف ﺗﺗﺟ ّﻣدﯾن ﻣن اﻟﺑرد! ر ّدت وھﻲ ﺗﻘ ّﺑﻠﮫ: -ر ّﺑﻣﺎ وﻟﻛﻧﻧﻲ أﻋﺷق دراﺟﺗﻲ اﻟﻧﺎرﯾﺔ ﻣن طراز ﺗرﯾوﻧف! طﺎل ﻋﻧﺎﻗﮭﻣﺎ إﻟﻰ أن أﺧرﺟﮭﻣﺎ زﻣ ّو ُر ﺳﺎﺋق ﺗﺎﻛﺳﻲ ﻣﺳﺗﻌﺟل ﻣن ﺷرﻧﻘﺗﮭﻣﺎ ﺑﻌﻧف. ﺻﻔﻘت ﻣﺎدﻟﯾن ﺑﺎب اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﺑرﻟﯾﻧﯾﺔ ﻗﺑل أ ّن ﺗو ّﺟﮫ 45
ﻗﺑﻠﺔ ودا ٍع ﻟﻌﺷﯾﻘﮭﺎ .أدﺧﻠت اﻟرﻗم اﻟﺳ ّري ﻟﻛﻲ ﺗﻔﺗﺢ ﺑﺎب روا ٍق ﯾط ّل ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺣ ٍﺔ ﻣﺳ ّورة ﺑﺎﻷﺷﺟﺎر .ھﻧﺎك ،ﺑﻣﺣﺎذاة اﻟﺣدﯾﻘﺔ ،ﻛﺎن ﯾﻘﻊ اﻟﻣﺑﻧﻰ اﻟذي اﺳﺗﺄﺟرﺗﮫ ﻣﻧذ أن أﻗﺎﻣت ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس. دﺧﻠت إﻟﻰ اﻟﺷ ّﻘﺔ اﻟﻣؤﻟّﻔﺔ ﻣن طﺎﺑﻘﯾن ،اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠورﺷﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻧﯾت ﻓﻲ اﻟﺣ ّﻲ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر وﻗﺎﻟت وھﻲ ﺗرﺗﺟف ﺑرداً: -أوووو! درﺟﺔ اﻟﺣرارة ١٥ﺗﺣت اﻟﺻﻔر ھﻧﺎ داﺧل اﻟﺑﯾت! رﻓﻌت ﻗﺎطﻊ ﺳ ّﺧﺎن اﻟﻣﯾﺎه وھﻲ ﺗﺷﻌل ﻋود ﺛﻘﺎ ٍب ووﺻﻠت ﺷرﯾط إﺑرﯾﻘﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﻌ ّد ﻟﻧﻔﺳﮭﺎ ﻛوﺑﺎً ﻣن اﻟﺷﺎي. ﻛﺎﻧت ورﺷﺔ اﻟرﺳم اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻗد أﺧﻠت ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ﻣﻧذ زﻣ ٍن طوﯾل ﻟﺷﻘﺔ ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻣﻛ ّوﻧﺔ ﻣن ﻏرﻓﺗﯾن ﻣﻊ ﺻﺎﻟون وﻣطﺑ ٍﺦ وﻏرﻓﺔ ﻧﺻﻔﯾﮫ .وﻟﻛ ّن ارﺗﻔﺎع اﻟﺳﻘف وﺳ َﻌﺔ اﻟﻛ ّوات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺧﺗرق اﻟﺟدار اﻟرﺋﯾس واﻷرﺿﯾﺔ اﻟﺧﺷﺑﯾﺔ اﻟﻣدھوﻧﺔ ﻛﺎﻧت ﺗذ ّﻛر ﺑﺎﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺑداﺋﯾﺔ وﺗﺳﺎھم ﻓﻲ ﺳﺣر اﻟﻣﻛﺎن وﺻﺑﻐﺗﮫ. أدارت ﺟﮭﺎز اﻟرادﯾو اﻟﻣﺧﺻص ﻟﺑ ّث ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺟﺎز وﺗﺄ ّﻛدت ﻣن أ ّن أﺟﮭزة اﻟﺗدﻓﺋﺔ ﺗﻌﻣل ﺑﺄﻗﺻﻰ درﺟﺎﺗﮭﺎ وﺑدأت ﺗرﺗﺷف اﻟﺷﺎي وھﻲ ﺗدﻧدن ﻋﻠﻰ إﯾﻘﺎع ﺗروﻣﺑﯾت ﻟوﯾس آرﻣﺳﺗروﻧﻎ ﺑﺎﻧﺗظﺎر أن ﺗﺗد ّﻓﺄ اﻟﺷ ّﻘﺔ. اﺳﺗﺣ ّﻣت ﻋﻠﻰ ﻋﺟ ٍل وﺧرﺟت ﻣن اﻟﺣ ّﻣﺎم وھﻲ ﺗرﺗﻌش وأﺧرﺟت ﻣن ﺧزاﻧﺔ ﻣﻼﺑﺳﮭﺎ ﻗﻣﯾﺻﺎً ﻣن ﻣﺎرﻛﺔ ﺗﯾرﻣوﻻﻛﺗﯾل وﺑﻧطﺎل ﺟﯾﻧز وﺑﻠوزة ﻓﺿﻔﺎﺿﺔ ﻣﻧﺳوﺟﺔ ﻣن اﻟﺻوف اﻹﻧﺟﻠﯾزي .ﺣﯾﻧﻣﺎ أﺻﺑﺣت ﺟﺎھزة ﻟﻠﺧروج ،ﻗﺿﻣت ﻗطﻌﺔ ﺷوﻛوﻻﺗﮫ ﻣن ﻛﯾﻧدر ﺑوﯾﻧو وھﻲ ﺗرﺗدي ﺑﻠوزة رﯾﺎﺿﯾﺔ ﻣن اﻟﺟﻠد وﻋﻘدت ﺣول ﻋﻧﻘﮭﺎ ﺷﺎﻟﮭﺎ اﻷﻛﺛر دﻓﺋﺎً. ﻛﺎﻧت اﻟﺳﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻛﺎد ﻗد ﺑﻠﻐت اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً ﺣﯾﻧﻣﺎ رﻛﺑت ﻣﻘﻌد دراﺟﺗﮭﺎ اﻟﻧﺎرﯾﺔ اﻟﺻﻔراء اﻟﺑ ّراﻗﺔ .ﻛﺎن ﻣﺧزﻧﮭﺎ ﻗرﯾﺑﺎً ﺟ ّداً وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ 46
أرادت أن ﺗﺗﺟ ّﻧب اﻟﻣرور ﺑﺎﻟﻣرﺳم وھﻲ ﺗذھب إﻟﻰ راﻓﺎﺋﯾل .ﺗطﺎﯾر ﺷﻌرھﺎ ﻓﻲ اﻟﮭواء وھﻲ ﺗﻘطﻊ ﺗﻠك اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﻘﺻﯾرة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺗر ﻣن اﻟطرﯾق اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺷﻘﮭﺎ .ھﻧﺎ ،ﻛﺗب راﻣﺑو وﻓﯾرﻟﯾن ﻗﺻﺎﺋد ﺷﻌرﯾﺔ ،وأﺣ ّب أراﻏون وإﻟزا ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ وﺧﻠّد ﻏودار ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻓﯾﻠﻣﮫ اﻷ ّول :ذاك اﻟﻣﺷﮭد اﻟﺣزﯾن واﻟﻣؤ ّﺛر ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ واﻟذي ﯾﺗﮭﺎوى ﻓﻲ ﺟﺎن – ﺑول ﺑﯾﻠﻣوﻧدو\" ،وھو ﯾﻠﮭث ﺗﻌﺑﺎً\" ،وﻗد ﺗﻠ ّﻘﻰ طﻠﻘﺎً ﻧﺎر ّﯾﺎً ﻓﻲ ظﮭره، ﺗﺣت أﻧظﺎر ﺧطﯾﺑﺗﮫ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ. ﻟ ّﻔت ﻣﺎدﻟﯾن ﺟﺎدة راﺳﺑﺎي وﺳﻠﻛت ﺷﺎرع دﯾﻼﻣﺑر ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻐت ﻣﺗﺟرھﺎ اﻟﻣﺳ ّﻣﻰ \"اﻟﺣدﯾﻘﺔ اﻟﻌﺟﯾﺑﺔ\" واﻟذي ﺗﺗﻔﺎﺧر ﺑﮫ وﻗد اﻓﺗﺗﺣﺗﮫ ﻗﺑل ﺳﻧﺗﯾن. رﻓﻌت اﻟﺳﺗﺎرة اﻟﺣدﯾد ﺑﺷﻲ ٍء ﻣن اﻟﺗﺧ ّوف .ﻟم ﺗﻛن ﻗد ﻏﺎﺑت أﺑداً ﻣ ّدة طوﯾﻠﺔ ﺟ ّداً. ﺧﻼل ﻋطﻠﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ،ﻛﺎﻧت ﻗد ﻓ ّوﺿت ﻣﻘﺎﻟﯾد اﻟﻣﺧزن إﻟﻰ ﺗﺎﻛوﻣﻲ ،ﺗﻠﻣﯾذھﺎ اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﻲ اﻟذي أﻧﮭﻰ ﺗدرﯾﺑﮫ ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ ﺑﺎﺋﻌﻲ اﻟزھور ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس. ﺣﯾﻧﻣﺎ دﺧﻠت إﻟﻰ اﻟﻣﺣ ّل ،ﺗﻧ ّﮭدت وﺗﻧ ّﻔﺳت اﻟﺻﻌداء .ﻛﺎن ﺗﺎﻛوﻣﻲ ﻗد ا ّﺗﺑﻊ ﻧﺻﺎﺋﺣﮭﺎ ﺣرﻓﯾﺎً .ﻛﺎن اﻟﻔﺗﻰ اﻵﺳﯾوي ﻗد ﺗز ّود ﺑﺎﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ﻣن ﺳوق روﻧﺟﯾس* وﻛﺎن اﻟﻣﺗﺟر ﻣﻠﯾﺋﺎً ﺑﺎﻷزھﺎر اﻟطﺎزﺟﺔ :اﻟﺳﺣﻠﺑﯾﺔ ،اﻟﺧزاﻣﻰ اﻟﺑﯾﺿﺎء ،اﻟزﻧﺑق ،أزھﺎر ﺑﻧت اﻟﻘﻧﺻل، اﻟ َﺧ ْر َﺑق ،اﻟ ُﺻ ّﻔﯾر ،اﻟﻣﯾﻣوزا ،اﻟﻧرﺟس اﻷَ َﺳﻠﻲ ،اﻟﻧﺑﻔﺳﺞ ،اﻷﻣﺎرﻟﺳﻲ .ﻛﺎﻧت ﺷﺟرة اﻟﻣﯾﻼد اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ز ّﯾﻧﺎھﺎ ﺳو ّﯾﺎً ُﺗﺿﻲء ﺑﻛ ّل أﺿواﺋﮭﺎ وأﺣزﻣﺔ اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت اﻟطﻔﯾﻠﯾﺔ واﻟﺣرﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗدﻟّﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻘف. * روﻧﺟﯾس :ﺳوق ﺷﮭﯾرة ﻓﻲ ﺑﺎرﯾسُ ،ﺗﻌد أﻛﺑر ﺳوق ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟطﺎزﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم. 47
ﺑﻌد أن اطﻣﺄ ّﻧت ،ﺗﺧﻠّﺻت ﻣن ﺑﻠوزﺗﮭﺎ اﻟﺻوﻓﯾﺔ ﻟﺗرﺗدي ﺻدرﯾﺗﮭﺎ ،ﺟﻣﻌت أدوات ﻋﻣﻠﮭﺎ – ﻣﻘ ّص اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ ،ﻣر ّش اﻟﺳﻘﺎﯾﺔ ،اﻟﻣﻌزق اﻟﯾدوي – واﻧﻛ ّﺑت ﺑﺳﻌﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﮭﺎم اﻷﻛﺛر إﻟﺣﺎﺣﺎً وھﻲ ﺗﻧ ّظف أوراق ﺷﺟرة ﺗﯾن وﺗﻧﻘل أﺻﯾﺻﺎً ﻟﻠﺳﺣﻠﺑﯾﺔ وﺗﺷ ّذب ُﺷﺟﯾرة ﺑوﻧزاي. ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻌرض زھورھﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻛﺎن ﺳﺎﺣ ٍر وﺷﺎﻋري ،ﻓﻘﺎﻋﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﻠم ،ﻣﻼذ ﺳﻼ ٍم واطﻣﺋﻧﺎن ﺑﻌﯾداً ﻋن ﺻﺧب اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻋﻧﻔﮭﺎ .ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت درﺟﺔ اﻟﺣزن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،ﻛﺎﻧت ﺗرﯾد أن ﯾﺿﻊ زﺑﺎﺋﻧﮭﺎ ﻣﺷﺎﻏﻠﮭم ﺟﺎﻧﺑﺎً ﻟﺣظﺔ ﯾﺗﺟﺎوزون ﻋﺗﺑﺔ ﻣﺗﺟرھﺎ .ﻛﺎن ﺟ ّو ﻣﺗﺟرھﺎ \"اﻟﺣدﯾﻘﺔ اﻟﻌﺟﯾﺑﺔ\" ،ﻓﻲ ﯾوم اﻟﻣﯾﻼد ،ﻓﺎﺗﻧﺎً وﺳﺎﺣراً ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ّو ﺧﺎ ّص ،ﯾﻌﯾد اﻟزﺑﺎﺋن إﻟﻰ رواﺋﺢ اﻟطﻔوﻟﺔ وﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻟﻐﺎﺑر. ﻣﺎ أن ﻓرﻏت ﻣن \"اﻻھﺗﻣﺎﻣﺎت اﻷوﻟّﯾﺔ\" ﺑﺎﻟزھور ،أﺧرﺟت اﻟﻣرأة اﻟﺷﺎ ّﺑﺔ أﺷﺟﺎر اﻟﻣﯾﻼد ﻟﻛﻲ ﺗﺿﻌﮭﺎ أﻣﺎم اﻟواﺟﮭﺔ وﻓﺗﺣت ﻣﺗﺟرھﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎم اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ .اﺑﺗﺳﻣت ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺷﺎھدت أ ّول زﺑو ٍن ﻟﮭﺎ – ﻓﻲ ﻣﮭﻧﺔ ﺑﯾﻊ اﻟزھور ،ﻛﺎن ﻗو ٌل ﻣﺄﺛو ٌر ﻗدﯾم ﯾﻘول :إن ﻛﺎن اﻟزﺑون اﻷ ّول رﺟﻼً ھذا ﯾﻌﻧﻲ أ ّن اﻟﻧﮭﺎر ﺳﯾﻛون ﺳﻌﯾداً ،-ﺛ ّم ﻋﺑﺳت أﻣﺎم طﻠب زﺑوﻧﮭﺎ :ﻛﺎن ﯾرﯾد أن ﯾرﺳل ﺑﺎﻗﺔ ﻣن اﻟزھور إﻟﻰ زوﺟﺗﮫ دون أن ﯾﺗرك ﻟﮭﺎ ﺑطﺎﻗﺔ ﺗﻌرﯾ ٍف .ﻛﺎﻧت اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟدارﺟﺔ ﻋﻧد اﻷزواج اﻟﻐﯾورﯾن :إرﺳﺎل زھور ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺟﮭوﻟﺔ ﻟرﺻد ر ّد ﻓﻌل زوﺟﺎﺗﮭم .إذا ﻋﺎدت اﻟزوﺟﺔ وﻟم ﺗﺗﺣ ّدث ﻋن ﺑﺎﻗﺔ اﻟزھور ،ﻓﯾﺳﺗﻧﺗﺟون أ ّن ﻟدﯾﮭﺎ ﻋﺷﯾق ...دﻓﻊ اﻟرﺟل ﺣﺳﺎﺑﮫ وﻏﺎدر اﻟﻣﺗﺟر ﻏﯾر ﻣﻛﺗر ٍث ﺑﺗرﺗﯾب ﺑﺎﻗﺔ اﻟزھور. ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن ﻗد ﺷرﻋت ﻟوﺣدھﺎ ﺑﺗﺟﮭﯾز ﺑﺎﻗﺔ اﻟزھور اﻟﺗﻲ 48
ﺳﯾﺳﻠّﻣﮭﺎ ﺗﺎﻛوﻣﻲ ﻋﻧد اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷرة إﻟﻰ ﻣﺻر ٍف ﻓﻲ ﺷﺎرع ﺑوﻻر – ﺣﯾﻧﻣﺎ د ّوت أﻧﻐﺎم ﻣوﺳﯾﻘﻰ أﻏﻧﯾﺔ Jumpin’ Jack Flashﻓﻲ اﻟﻣﺗﺟر .ﻗ ّطﺑت ﺑﺎﺋﻌﺔ اﻟزھور ﺣﺎﺟﺑﯾﮭﺎ .ﻛﺎﻧت أﻧﻐﺎم ھذه اﻟﻣﻘطوﻋﺔ اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ اﻟﺷﮭﯾرة ﻟﻔرﻗﺔ روﻟﯾﻧﻎ ﺳﺗوﻧز ﺗﺻدر ﻣن ﺟﯾب ﺣﻘﯾﺑﺗﮭﺎ اﻟظﮭرﯾﺔ اﻟذي ﻛﺎن ﯾوﺟد ﻓﯾﮫ اﻟﮭﺎﺗف اﻟﻣﺣﻣول ﻟذاك اﻟﻣدﻋو ﺟوﻧﺎﺛﺎن .ﺗر ّددت ﻓﻲ اﻟر ّد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎﻟﻣﺔ وﻟﻛن إﻟﻰ ﺣﯾن أن ﺣﺳﻣت أﻣرھﺎ اﻧﻘطﻊ اﻟرﻧﯾن .اﺳﺗﻣ ّر اﻟﺻﻣت ﻟدﻗﯾﻘﺔ إﻟﻰ أن أﺷﺎر ﺻو ٌت ﻗﺻﯾر وﺧﻔﯾض إﻟﻰ أ ّن اﻟﻣ ّﺗﺻل ﻗد ﺗرك رﺳﺎﻟﺔ ﻗﺻﯾرة. ھ ّزت ﻣﺎدﻟﯾن ﻛﺗﻔﯾﮭﺎ .ﺳوف ﻟن ﺗ ّرد ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻟﻣﺔ ﻟم ﺗﻛن ﺗﺧ ّﺻﮭﺎ ...ﻛﺎن ﻟدﯾﮭﺎ أﻣ ٌر آﺧر ﻟﺗﻘوم ﺑﮫ! ﺛ ّم إ ّﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺑﺎﻟﻲ ﻛﺛﯾراً ﺑذﻟك اﻟﻧﻛرة اﻟﻣدﻋو ﺟوﻧﺎﺛﺎن اﻟﺳﻣﺞ واﻟﻛرﯾﮫ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ .وﻣن ﺛ ّم ...ﻣﻧﻘﺎدة ﺑﻔﺿو ٍل ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻘﺎوﻣﺗﮫ ،ﺿﻐطت ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ اﻟﻣﻠﺳﺎء وأﻟﺻﻘت اﻟﮭﺎﺗف اﻟﻣﺣﻣول ﻋﻠﻰ أذﻧﮭﺎ .ارﺗﻔﻊ ﺻو ٌت ﺧﺷ ٌن وﻣﺗر ّدد ﻣن اﻟﺟﮭﺎز :ﻛﺎﻧت أﻣﯾرﻛﯾﺔ ،ﺗﺗﺣ ّدث ﺑﻠﻛﻧﺔ إﯾطﺎﻟﯾﺔ ﺧﻔﯾﻔﺔ ،ﺗﺟﮭد ﻟﻛﻲ ﺗﻐﺎﻟب دﻣوﻋﮭﺎ. ﺟوﻧﺎﺛﺎن ،ھذه أﻧﺎ ،ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ .ا ّﺗﺻل ﺑﻲ ﻣن ﻓﺿﻠك .ﯾﺟب أن ﻧﺗﺣ ّدث ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻧﺎ، ﯾﺟب أن ...أﻧﺎ أﻋرف ﺑﺄﻧﻧﻲ ﻗد ﺧﻧﺗك ،أﻧﺎ أﻋرف أ ّﻧك ﻻ ﺗدرك ﻟﻣﺎذا ﻧﺳﻔ ُت ﻛ ّل ﺷﻲء. ﺟوﻧﺎﺛﺎن ،ﻣن ﻓﺿﻠك ،اﻓﻌل ذﻟك ﻣن أﺟل ﺷﺎرﻟﻲ واﻓﻌل ذﻟك ﻣن أﺟﻠﻧﺎ .أﻧﺎ أﺣ ّﺑك... ﺳوف ﻟن ﺗﻧﺳﻰ وﻟﻛ ّﻧك ﺳوف ﺗﺳﺎﻣﺣﻧﻲ .ﻟﯾس ﻟدﯾﻧﺎ ﺳوى ﺣﯾﺎة واﺣدة ،ﯾﺎ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ،وﻗد ُﺧﻠﻘﻧﺎ ﻟﻛﻲ ﻧﻘﺿﯾﮭﺎ ﻣﻌﺎً وﻧﻧﺟب أطﻔﺎﻻً آﺧرﯾن .ﻟﻧﺳﺗﻌﯾد ﻣﺷﺎرﯾﻌﻧﺎ وﺧططﻧﺎ ،وﻟﻧﺗﺎﺑﻊ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﻛﻣﺎ ﻛ ّﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً .ﻣن دوﻧك ،ﻻ ﺣﯾﺎة ﻟﻲ... اﺧﺗﻧق ﺻوت اﻟﻣرأة اﻹﯾطﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣز ٍن ﻻ ﻣﺗﻧﺎ ٍه واﻧﺗﮭت اﻟرﺳﺎﻟﺔ. 49
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 497
- 498
- 499
- 500
- 501
- 502
- 503
- 504
- 505
- 506
- 507
- 508
- 509
- 510
- 511
- 512
- 513
- 514
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 500
- 501 - 514
Pages: