أﺧرﺟ ُت ﻣﺣﻔظﺗﻲ ﻟﻛﻲ أﺑﺣث ﻓﯾﮭﺎ ﻋن ﻧﻘو ٍد. ﺳﺄﻟﺗﮭﺎ وأﻧﺎ أدﺧل اﻟﻘطﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ آﻟﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺷروﺑﺎت: -ھل ﺗرﯾدﯾن ﺷﯾﺋﺎً؟ -أرﯾ ُد أن ﺗدﻋﻧﻲ ﺑﺳﻼم. ﺣﺎوﻟ ُت أن أﻗﻧﻌﮭﺎ. -اﺳﻣﻌﻲ ،ﻟﻘد اﻧطﻠﻘﻧﺎ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎطﺋﺔ. -ارﺣل اﻵن ،ﺳوف أﺗد ّﺑر أﻣري ﻟوﺣدي. -ﺑﻣﺎذا ﺳﺗﺗدﺑرﯾن أﻣر ِك؟ أﻧ ِت ﻻ ﺗﻣﻠﻛﯾن اﻟﻣﺎل وﻻ ﺗﺗﺣد ّﺛﯾن ﻛﻠﻣﺔ ﻣن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ. ﺳوف ﻟن أﺗرﻛ ِك ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎل .ھذه ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻲ ﻛرﺟ ٍل ﺑﺎﻟﻎ. رﻓﻌت ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ واﻓﻘت ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻧﻘود اﻟﺗﻲ أﻋطﯾﺗﮭﺎ ﻟﮭﺎ. اﺧﺗﺎرت ﻣن آﻟﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﻗﺎرورة ﺻﻐﯾرة ﻣن اﻟﺣﻠﯾب ﻣﻊ ﻓراوﻟﺔ وﻋﻠﺑﺔ ﻣن ﺑﺳﻛوﯾت أورﯾو .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻧﺎول ﺣﻠوﯾﺎﺗﮭﺎ ،اﻟﺗﻘط ُت ﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﺻﺣﯾﻔﺔ ﻣﺗرو ﻛﺎﻧت ﻣرﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ طﺎوﻟ ٍﺔ. -اﻧظري ،ھﺎ ھﻲ ﺻورﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ .وﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧ ِك أن ﺗري ،ھﻲ ﻟﯾﺳت ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﺣوادث اﻟﻣﺗﻔرﻗﺔ. ﻧظرت إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ وﻣن ﺛ ّم رﻓﻌت ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ. -ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﻲ أن ﺷﺎھدﺗ َك ﻓﻲ اﻟﺗﻠﻔزﯾون! ﻓﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ھﺎﺟﻣ َت ﻓﯾﮫ ﺑﺷ ّدة اﻟﻧﺑﺎﺗﯾﯾن! ﻛﺎﻧت ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﻧﺎظرة أﻋﺎرض ﻓﯾﮭﺎ ﻧﺷطﺎء أﻗوﯾﺎء ﻛﺎﻧوا ﯾﺳﻌون إﻟﻰ ﻣﻧﻊ ﺗﻘدﯾم طﺑق اﻟﻛﺑدة اﻟدﺳﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ. ﺳﺄﻟت ﺑﺎﺳﺗﻔزاز: -إذا ﻛﻧ َت ﻧﺟﻣﺎً ﺷﮭﯾراً ،ﻣﺎذا ﺗﻔﻌل ﻋﻧد ﻋﺎھرات ﯾﺑﻌن ﺧدﻣﺎﺗﮭن 250
اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻟﻘﺎء ٢٠ﯾورو ،ﻣﺳﺎء ﻟﯾﻠﺔ رأس اﻟﺳﻧﺔ ،وﻣﻌك ﻋﻠﺑﺗك اﻟﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن؟ طﻠﺑ ُت ﻣﻧﮭﺎ: -ﺣﺳﻧﺎً ،ھﯾﺎ اﺗﺑﻌﯾﻧﻲ. ﻓﻠﯾﺑﺎرك ﷲ ﻓﻲ اﻟﺗﻠﻔزﯾون .أﻋﺎدت إﻟﯾﮭﺎ ﺷﮭرﺗﻲ ﺷﯾﺋﺎً ﻣن اﻟﺛﻘﺔ وواﻓﻘت ،وھﻲ ﺗﺗرك ﻣﺳﺎﻓﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺑﯾﻧﮭﺎ وﺑﯾﻧﻲ ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﺻﺣﺑﻧﻲ إﻟﻰ ﺳﯾﺎرﺗﻲ ﻣن طراز ﺑﻲ إم دﺑﻠﯾو. -ﻗﺑل ﻛ ّل ﺷﻲ ،ﻟم أﻛن زﺑوﻧﺎً ﻟﻠﻌﺎھرات وأﻧ ِت ﺗﻌﻠﻣﯾن ذﻟك ﺟ ّﯾداً ،وإﻻ ﻟﻣﺎ ﺻﻌد ِت إﻟﻰ ﺳﯾﺎرﺗﻲ ،ﺣﺗﻰ ﻟﻠﮭروب ﻣن اﻟﺷرطﺔ... ﻟم ﺗر ّد ﻋﻠ ّﻲ ،وﻛﺎن ذﻟك دﻟﯾﻼً ﻋﻠﻰ أ ّﻧﻧﻲ ﺳ ّﺟﻠت ﻧﻘط ًﺔ. ﺷرﺣ ُت ﻟﮭﺎ وأﻧﺎ أﻣﺳك ﺑﺎﻟﻌﺑوة اﻟﻠدﻧﺔ وأرﻣﯾﮭﺎ ﻓﻲ إﺣدى اﻟﺣﺎوﯾﺎت اﻟﻌﺎ ّﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرآب: -ﺛ ّم إ ّن ھذه اﻟﻣﺧدرات ﻟﯾﺳت ﻟﻲ .ھذه ﺣﻛﺎﯾﺔ ﻣﻌ ّﻘدة وﻟﻛﻧﻧﻲ اﺿطرر ُت ﻟﻠﻘﺑول ﺑﮭﺎ ﻟﻛﻲ أﺣﺻل ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻣﺳ ّدس. -وﻣﺎ ﺷﺄﻧك ﺑﮭذا اﻟﻣﺳ ّدس .ﻣﺎذا ﺳﺗﻔﻌل ﺑﮫ؟ -ھو ﻟﻛﻲ أﺣﻣﻲ ﻧﻔﺳﻲ ﺑﮫ ﻓﻘط. ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷ ّك ﻓﯾﮫ أ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﺗﺎة أﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻷ ّﻧﮭﺎ ﻗﺑﻠت ﺑﮭذا اﻟﺗوﺿﯾﺢ دون أن ﺗﺣﺗ ّﺞ ﻋﻠﯾﮫ. -ﺣﺳﻧﺎً ،اﻵن ﺣﺎن دور ِك .ﺳﺗﻘوﻟﯾن ﻟﻲ َﻣ ْن ﺗﻛوﻧﯾن وأﯾن ﺗﻘﯾﻣﯾن ،وإﻻ ﺳﺄﺳﺗدﻋﻲ رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ. ﺑدأت ﺑﺎﻟﺣدﯾث: -ﻟﻘد ارﺗﻛﺑ ُت ﺣﻣﺎﻗ ًﺔ .ھرو ٌب ﻣؤ ّﻗت وھذا ﻛ ّل ﻣﺎﻓﻲ اﻷﻣر .أﻧﺎ أﻋﯾش ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك، وﻟﻛﻧﻲ أﻗﺿﻲ اﻟﻌطﻠﺔ ﻣﻊ واﻟدي .ﻟدﯾﻧﺎ ﻣﻧز ٌل ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎطﺊ اﻷزرق. 251
-أﯾن ﯾﻘﻊ؟ -ﻓﻲ ﻛﺎب – داﻧﺗﻲ. أﻋرف اﻟﻣﻛﺎن ﺟ ّﯾداً .ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻛﺎن اﻣﺗﻠﻛت ﻣطﻌﻣﻲ \"اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ\" اﻷ ّول. -ﻛﻧ ُت أرﯾد اﻟﻌودة إﻟﻰ ﺑﯾﺗﻲ وﻟﻛ ّن ﺣﻘﯾﺑﺗﻲ ُﺳ ِر َﻗت ﻣﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎر اﻟﺳرﯾﻊ وﻟم ﯾﻌد ﻟد ّي ﻻ ھﺎﺗﻔﻲ اﻟﻣﺣﻣول وﻻ ﻣﺣﻔظﺔ ﻧﻘودي. ﻛﺎﻧت ﺗﺑدو ﺻﺎدﻗﺔ ،ﻣﻊ أ ّﻧﮫ ﻛﺎن ھﻧﺎك ﺷﻲ ٌء ﻣﺧﺗ ﱞل دون أن أﻋرف ﻟﻣﺎذا. -ا ّﺗﺻل ﺑﺄﺑﻲ أو ﺑﺄ ّﻣﻲ إذا ﻛﻧ َت ﻻ ﺗﺻدﻗﻧﻲ! أﻋطﺗﻧﻲ رﻗﻣﺎً أدرﺟﺗﮫ ﻓﻲ ھﺎﺗﻔﻲ اﻟﻣﺣﻣول .ﺑﻌد ر ّﻧﺔ واﺣدة ﻓﻘط ،ر ّدت ﻋﻠ ّﻲ ﺳ ّﯾدة ﺗدﻋﻰ ﻛواﻟﺳﻛﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﻠ ّﻘت ﻣﻛﺎﻟﻣﺗﻲ ﻋﻠﻰ أ ّﻧﮫ ﻓر ٌج .أ ّﻛدت ﻟﻲ ﻛ ّل اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ :ﻛﺎﻧت اﺑﻧﺗﮭﺎ ﻗد ﻓ ّرت ﻣن اﻟﺑﯾت ﺑﻌد ﻣﺷﺎﺟرة ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ .ﺑدا ﻗﻠﻘﮭﺎ واﺿﺣﺎً وﺟﻠﯾﺎً ﻣﻊ أ ّﻧﮭﺎ ﺣﺎوﻟت أﻻ ُﺗظﮭر ذﻋرھﺎ .ﺣ ّوﻟ ُت اﻟﻣﻛﺎﻟﻣﺔ إﻟﻰ آﻷﯾس ﻛﻲ ُﺗطﻣﺋﻧﮭﺎ .وﻷﻧﻧﻲ ﻟم أﺷﺄ أن أﻛون ﻣﺗطﻔﻼً ،ﺧرﺟ ُت ﻟﻛﻲ أد ّﺧن ﺳﯾﺟﺎرة ﻣﺳﺗﻧداً إﻟﻰ ﻏطﺎء ﻣﺣرك ﺳﯾﺎرﺗﻲ ،وﻟﻛﻧﻧﻲ ﺳﻣﻌ ُت اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻣن ﻣﺣﺎدﺛﺗﮭﻣﺎ .ظ ّﻠﺗﺎ ﻟدﻗﺎﺋق طوﯾﻠﺔ ﺗﺗﺣ ّدﺛﺎن ﻋﺑر اﻟﮭﺎﺗف. اﻋﺗذرت ﻟﻲ آﻟﯾس وذرﻓت ﺑﻌض اﻟدﻣوع .ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺣ ّوﻟت إﻟ ّﻲ أﻣﮭﺎ ﻣن ﺟدﯾد ،اﻗﺗرﺣ ُت ﻋﻠﻰ اﻟﺳ ّﯾدة ﻛواﻟﺳﻛﻲ أن أوﺻل ﺑﻧﻔﺳﻲ اﺑﻧﺗﮭﺎ .ﻛﺎن ﻋﻠ ّﻲ \"أن أﺳﯾر ﻧﺣو اﻟﺟﻧوب\" ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻟﻛﻲ أﺣﺿر ﻣراﺳم دﻓن واﻟدي وﻛﺎن ﺑوﺳﻌﻲ أن أﻛون ﻓﻲ آﻧﺗﯾب ﻋﻧد اﻟ ُﺿﺣﻰ. ﺗ ّرددت طوﯾﻼً ،وﻟﻛﻧﮭﺎ اﻧﺗﮭت إﻟﻰ اﻟﻘﺑول ﺑﺎﻗﺗراﺣﻲ. * ﻛﻧﺎ ﻧﺳﯾر ﻣﻧذ ﻧﺻف ﺳﺎﻋﺔ. ﺳﻠﻛﻧﺎ طرﯾق ﺳوﻟﻲ اﻟﺳ ّﯾﺎر ﺗﺣت اﻟﻐﯾوم اﻟﻣﻛﻔﮭ ّرة وﻧداﺋف اﻟﺛﻠﺞ 252
وﺗﺟﺎوزﻧﺎ إﯾﻔري .ﻛﺎﻧت آﻟﯾس ﻏﺎرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺣف اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗروي ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺟواﻧب ﺣﯾﺎﺗﻲ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ واﻟزوﺟﯾﺔ. ﻗﺎﻟت وھﻲ ﺗﻣﻌن اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺻور ٍة ﻟﻔراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ: -زوﺟﺗك ﺟﻣﯾﻠﺔ... -ھﺎه ،ھذه ﺟﻣﻠﺔ أﺳﻣﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّل ﻣ ّرة واﺣدة ﻓﻲ اﻟﯾوم ﻣﻧذ ﻋﺷر ﺳﻧوات.. -وھل ھذا ﯾﻐﺿﺑك؟ -ﻟﻘد ﻓﮭﻣ ِت ﻛ ّل ﺷﻲء. -ﻟﻣﺎذا؟ -ﻟو أ ّﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻛن ﺟﻣﯾﻠﺔ ﺟ ّداً ،ر ّﺑﻣﺎ ﻟﻣﺎ ﺧﺎﻧﺗﻧﻲ. أﻋطت رأﯾﺎً أﻛﺑر ﻣن ﺳﻧواﺗﮭﺎ اﻟﺧﻣس ﻋﺷرة: -أﻋﺗﻘد أ ّن ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮭذا اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣوﺿوع. -ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻟﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع .ﻛ ّﻠﻣﺎ ﺗﻛوﻧﯾن ﺟﻣﯾﻠﺔ ،ﻛﻠّﻣﺎ ﺗﻛون ﻟدﯾ ِك إﻏراءات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رﻏﺑﺎت .ھذه ﻣﺳﺄﻟﺔ رﯾﺎﺿﯾﺎت... -وﻟﻛن اﻷﻣر ﻧﻔﺳﮫ ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﯾك ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ ﻓﻲ ﺑراﻣﺟك اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ،ﻛﻧت ﺗﻣ ّﺛل دور اﻟطﺎھﻲ اﻟﻣﺛﯾر اﻟذي ... ﻗﺎطﻌﺗﮭﺎ: -ﻛﻼ! اﻷﻣر ﻟﯾس ﻛذﻟك .ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻲ ،أﻧﺎ ﻟﺳ ُت ھﻛذا. -ﻟﺳ َت ﻣﺎذا؟ -أﻧ ِت ﺗزﻋﺟﯾﻧﻧﻲ. ﻗﺎﻟت: -رأي ﺑ ّﻧﺎ ٌء ﺟ ّداً. أﻣﺎم ﺻﻣﺗﻲ ،أدارت اﻟرادﯾو وأﺧذت ﺗﺗﻧ ّﻘل ﺑﯾن اﻟﻣﺣطﺎت .اﻋﺗﻘد ُت أ ّﻧﮭﺎ ﺗﺑﺣث ﻋن ﻣﺣ ّطﺔ ﺗﺑ ّث \"ﻣوﺳﯾﻘﻰ ﺷﺑﺎﺑﯾﺔ\" ،ﻟﻛ ّن ﺑﺣﺛﮭﺎ 253
ﺗو ّﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﺣطﺔ ﻓراﻧس ﻣﯾوزﯾك .وﻓﻲ اﻟﺣﺎل ،ﺷﻐﻔت آﻟﯾس ﺑﺎﻟﻣﻘطوﻋﺔ اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ :ﻣﻌزوﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧو رﻗﯾﻘﺔ وﻣرھﻔﺔ. ﻗﻠ ُت: -ھذه ﻣﻌزوﻓﺔ ﺟﻣﯾﻠﺔ. -ﺷوﻣﺎن ،Davidsbundlertanze ،اﻟﻣﻘطوﻋﺔ .٦ اﻋﺗﻘد ُت أ ّﻧﮭﺎ ﺗﺳﺧر ﻣ ّﻧﻲ إﻟﻰ أن اﻧﺗﮭت اﻟﻣﻘطوﻋﺔ وأﻋﻠﻧت ﻣﻘ ّدﻣﺔ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ: \"ﻛﻧﺗم ﺗﺳﺗﻣﻌون إﻟﻰ ﻣورﯾزﯾو ﺑوﻟﻠﯾﻧﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﯾؤ ّدي Davidsbundlertanze ﻟروﺑﯾرت ﺷوﻣﺎن\". -أﺣﺳﻧ ِت! ﺗظﺎھرت ﺑﺎﻟﺗواﺿﻊ: -ھذه ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺳﮭﻠﺔ. -ﻻ أﻋرف ﺷوﻣﺎن ﺟ ّﯾداً .ﻓﻲ ﻛ ّل اﻷﺣوال ،ﻟم أﺳﻣﻊ ﻗط ھذه اﻟﻣﻘطوﻋﺎت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ. -إ ّﻧﮭﺎ ﻣﮭداة إﻟﻰ ﻛﻼرا واﯾك ،اﻻﻣرأة اﻟﺷﺎ ّﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣﻐرﻣﺎً ﺑﮭﺎ. ﺗرﻛت ﺑرھﺔ ﺻﻣ ٍت ﺗﻣ ّر ﻗﺑل أن ﺗؤ ّﻛد: -أﺣﯾﺎﻧﺎً اﻟﺣ ّب ﯾد ّﻣر وأﺣﯾﺎﻧﺎً ﯾﺗﺑﻠور ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﻓﻧﯾﺔ راﺋﻌﺔ... -ھل ﺗﻌزﻓﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧو؟ ﺻﻣﺗت ﻟﺑرھ ٍﺔ ﻗﺑل أن ﺗﺟﯾب .وھو ﺗﺣ ّﻔ ُظ أﺑدﺗﮫ ﻟﻣ ّرا ٍت ﻋدﯾدة ﺧﻼل ھذه اﻟﻠﯾﻠﺔ، وﻛﺄ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺧﺷﻰ أن ﺗرﺗﻛب ﻋﻣﻼً أﺧرﻗﺎً أو ﺗﺳﺗﻠم ﻟﻺﻓراط ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺔ. -ﻛﻼ ،أﻋزف ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﺎن .اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ھﻲ ﺷﻐﻔﻲ. -واﻟﻣدرﺳﺔ ،ھل أﻣورك ﺟ ّﯾدة ﻓﯾﮭﺎ؟ أﻧ ِت ﻓﻲ أ ّي ﺻ ّف؟ 254
اﺑﺗﺳﻣت: -ھذا ﺟ ّﯾد ،ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻧﻔﺳك ﻣﺟﺑراً ﻋﻠﻰ إﺛﺎرة اﻟﺣدﯾث ﻣﻌﻲ. -وھذا اﻟﮭروب اﻟﻣؤ ّﻗت ﻣن اﻟﺑﯾت ،ﻣﺎذا ﻛﻧ ِت ﺗرﯾدﯾن أن ﺗﺛﺑﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﮫ؟ ﻗﺎﻟت وﻗد اﺳﺗﻐرﻗت ﻓﻲ ﻗراءة اﻟﺻﺣف: -ھذه اﻟﻣ ّرة ،أﻧت ﻣن ﺗزﻋﺟﻧﻲ. * اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺣﺎدﯾﺔ ﻋﺷرة ﻣﺳﺎ ًء ﻛﺎﻧت آﻟﯾس ﻗد ﻧﺎﻣت ﻣﻧذ ﺳﺎﻋﺗﯾن وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ اﺳﺗﯾﻘظت ﻋﻧد وﺻوﻟﻧﺎ ﻗﺑﺎﻟﺔ ﺑﻠدة ﺑون ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛ ّﻧﺎ ﻻ ﻧزال ﻧﺳﯾر ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ رﻗم ٦ﺑﺎﺗﺟﺎه ﻣدﯾﻧﺔ ﻟﯾون. ﺳﺄﻟﺗﻧﻲ وھﻲ ﺗﻔرك ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ: -ﻣﺗﻰ ﻣوﻋد دﻓن واﻟدك؟ -ﺑﻌد ﻏد. -ﻣﺎ ﺳﺑب وﻓﺎﺗﮫ؟ -ﻻ أﻋرف أ ّي ﺷﻲ ٍء ﻋن ذﻟك. ﻧظرت إﻟ ّﻲ ﺑطرﯾﻘ ٍﺔ ﻏرﯾﺑﺔ. ﻗﻠت وﻗد ﺑﻘﯾ ُت ﻣراوﻏﺎً: -ﻟم ﻧﻛن ﻧﺗﻛﻠّم ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻧﺎ ﻣﻧذ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎً. وﻟﻛن ﺑﻣﺎ أﻧﻧﻲ ﻟم أﻛن أﺷﻌر ﺑﺄ ّﻧﻧﻲ ﻣذﻧب ﻓﻲ أ ّي ﺷﻲء ،ازدادت ﺛﻘﺗﻲ ﺑﻧﻔﺳﻲ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء. -ﻛﺎن واﻟدي ﯾدﯾر ﻣطﻌﻣﺎً ُﯾدﻋﻰ ﻻ ﺷوﻓﺎﻟﯾﯾر ،ﻣطﻌ ٌم ﻋﺎد ﱞي ﺟ ّداً ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺗﺣرﯾر ﻓﻲ أوش .ﻛﺎن ﯾﺣﻠم طﯾﻠﺔ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺑﺄن ﯾﻧﺎل ﻧﺟﻣ ًﺔ ﻓﻲ دﻟﯾل ﻏﯾد ﻣﯾﺷﻼن ،وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻟم ﯾﻧﺟﺢ ﻗ ّط ﻓﻲ ﺑﻠوغ ذﻟك. 255
ﺗﺟﺎوز ُت رﺗ ًﻼ ﻣن اﻟﺳﯾﺎرات ﻗﺑل أن أﺗﺎﺑﻊ ﺣدﯾﺛﻲ: -ﻓﻲ ﺻﯾف ﺳﻧواﺗﻲ اﻷرﺑﻌﺔ ﻋﺷرة ،ﻋﻣﻠ ُت ﻓﻲ اﻟﻣطﻌم ﻛﻌﺎﻣل ﺧدﻣﺔ .ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء، ﺑﻌد أن اﻧﺗﮭﻰ دواﻣﻲ ،ﺑﻘﯾ ُت ﻓﻲ اﻟﻣطﺑﺦ ﻟﻛﻲ أﺟ ّرب أﻓﻛﺎري .وھﻛذا أﻋدد ُت ﺛﻼﺛﺔ أطﺑﺎق وﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺣﻠوى واﻟﺗﻲ رﺿﻲ واﻟدي ،ﺗﺣت ﺿﻐط ﻣﺳﺎﻋده ،أن ﯾﺿﯾﻔﮭﺎ إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟطﻌﺎم ﻓﻲ ﻣطﻌﻣﮫ .ﺳرﯾﻌﺎً وﺑﻔﺿل ﺗﻧﺎﻗل أﺧﺑﺎر طﺑﺧﻲ ھﻣﺳﺎً ،ﺟﺎء اﻟﻧﺎس ﻟﻛﻲ ﯾﺗذ ّوﻗوا ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﺧﺎ ّص ھذه اﻷطﺑﺎق .اﻷطﺑﺎق اﻟﺗﻲ ﻗﻣ ُت أﻧﺎ ﺑﺈﻋدادھﺎ .ﻟم ﯾﺣ ّﺑذ واﻟدي أن أﺿﻌﮫ ﻓﻲ اﻟظ ّل .ﻋﻧد ﺑدء اﻟﻌﺎم اﻟدراﺳﻲ ،وﻟﻛﻲ ﯾﺑﻌدﻧﻲ ﻋن اﻟﻣطﻌم، ﺳ ّﺟﻠﻧﻲ واﻟدي ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺳوﻓﯾﺎ – آﻧﺗﯾﺑوﻟﻲ ﻓﻲ ﺟﻧوب ﺷرق ﻓرﻧﺳﺎ. -ھذا ﺗﺻ ّر ٌف ﻗﺎس... -ﻧﻌم .وﻓﻲ اﻷﺷﮭر اﻟﺗﻲ ﺗﻠت ،ﻣﻧﺢ دﻟﯾل ﻣﯾﺷﻼن ﻧﺟﻣ ًﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﻣذ ّﻛراً ﺑﺎﻹﺑداﻋﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻣطﻌم! ﺣﻘد ﻋﻠ ّﻲ واﻟدي ﺣﻘداً ﻛﺑﯾراً ،ﻛﻣﺎ ﻟو أﻧﻧﻲ ﺳرﻗ ُت ﻣﻧﮫ أﺟﻣل ﯾو ٍم ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ. -ﯾﺎ ﻟﮫ ﻣن ﻣﻐ ّﻔل! -ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘطﯾﻌﺔ ﺑﯾﻧﻧﺎ. اﻟﺗﻘطت ﻧﺳﺧﺔ ﺗﺎﯾم آوت ﻧﯾوﯾورك اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻋﻧد ﻗدﻣﯾﮭﺎ ودﻟّﺗﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘطﻊ اﻟذي أﺷﺎرت إﻟﯾﮫ ﻣن اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ. -وھذه اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ ،ھل ھﻲ ﺻﺣﯾﺣﺔ أم أ ّﻧﮭﺎ أﺳطورة؟ -ﯾﺟب أن أﻗرأ أو أن أﻗود اﻟﺳﯾﺎرة ،ﯾﺟب أن ﻧﺧﺗﺎر... -ﯾﻘوﻟون ﺑﺄ ّﻧك ﻗد أﻏوﯾت زوﺟﺗك ﺑﻔﺿل طﺑ ٍق ﻣن ﺣﻠوى اﻟﻣﻌﻛرون* ! * ﻣﻌﻛرون :ﻗرص ﺣﻠوى ﺑﺎﻟﻠوز واﻟﺳ ّﻛر. 256
ﻗﻠ ُت ﻣﺑﺗﺳﻣﺎً: -ھذه ﻗ ّﺻﺔ طوﯾﻠﺔ ﺟ ّداً. -اروھﺎ ﻟﻲ! -ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ،ﻛﺎﻧت ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻗد ﺗز ّوﺟت ﻟﺗ ّوھﺎ ﻣن ﻣﺻرﻓﻲ .وﻛﺎﻧت ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﺷﮭر اﻟﻌﺳل ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎطﺊ اﻷزرق ﻓﻲ اﻟﻔﻧدق اﻟذي ﻛﻧ ُت أﻋﻣل ﻓﯾﮫ .وﻗﻌ ُت ﻓﻲ ﺣ ّﺑﮭﺎ ﻣن اﻟﻧظرة اﻷوﻟﻰ ،ﻛﻣﺎ ﻟو أﻧﻧﻲ اﻟﺗﻘط ُت ﻓﯾروﺳﺎً .ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق ،ﺧﻼل اﻟﺳﮭرة، ﺷﺎھدﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن اﻟﺷﺎطﺊ ،ﻣن دون زوﺟﮭﺎ .ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺷﻲ ﺑﻣﺣﺎذاة اﻷﻣواج وھﻲ ﺗد ّﺧن ﺳﯾﺟﺎر ًة .ﺳﺄﻟﺗﮭﺎ ﻋن ﺣﻠواھﺎ اﻟﻣﻔ ّﺿﻠﺔ ،ﻓﻘﺎﻟﺔ ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﺗﻔ ّﺿل طﺑق اﻟر ّز ﺑﺎﻟﺣﻠﯾب ﻣﻊ اﻟﻔﺎﻧﯾﻼ اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺟ ّدﺗﮭﺎ ﺗﻌ ّده ﻟﮭﺎ ... -وﻣن ﺛ ّم ﻣﺎذا ﺣدث؟ -أﻣﺿﯾ ُت اﻟﻠﯾﻠﺔ وأﻧﺎ أﺗﺣ ّدث ﺑﺎﻟﮭﺎﺗف ﻣﻊ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ .ﻧﺟﺣ ُت ﻓﻲ اﻻﺗﺻﺎل ﻣﻊ ﺟ ّدﺗﮭﺎ ﻟﻛﻲ أﻋرف اﻟوﺻﻔﺔ اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﻹﻋداد اﻟﺣﻠوى وﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ، ﻋﻣﻠ ُت طﯾﻠﺔ اﻟﻧﮭﺎر ﻟﻛﻲ أﻋ ّد طﺑﻘﺎً ﻣن ﺣﻠوى اﻟﻣﻌﻛرون ﺑﺎﻟر ّز واﻟﺣﻠﯾب .أﻋدد ُت ﻣن ھذه اﻟﺣﻠوى ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﺛﻧﻲ ﻋﺷر طﺑﻘﺎً وﻗ ّدﻣﺗﮭﺎ ﻟﮭﺎ .وﺗﻛ ّﻔﻠت اﻷﺳطورة ﺑﻣﺎ ﺗﺑ ّﻘﻰ ﻣن اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ. أﺑدت اﻟﻔﺗﺎة إﻋﺟﺎﺑﮭﺎ: -أﻧت را ٍق ﺟداً. -أﺷﻛر ِك. ﻣﺎزﺣﺗﻧﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ: -ﻓﻲ اﻟﻌﻣق ،أﻧت ﺗﺷﺑﮫ إﻟﻰ ﺣ ﱟد ﻣﺎ ﺷوﻣﺎن .ﻟﻛﻲ ﯾﺛﯾر إﻋﺟﺎب 257
ﻣﺣﺑوﺑﺗﮫ ،ﻛﺎن ﯾﻛﺗب ﻟﮭﺎ أﻟﺣﺎن اﻟﻛوﻧﺷرﺗو .وأﻧت ،ﻛﻧ َت ﺗﻌ ّد ﻟﮭﺎ أطﺑﺎق ﺣﻠوى اﻟﻣﻌﻛرون! * ﺷﺎﻟون – ﺳور – ﺳﺎون ،ﺗورﻧوس ،ﻣﺎﻛون ...ﻛﺎﻧت اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻗد ﺑﻠﻐت اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﯾل ﺣﯾﻧﻣﺎ أﻋﻠﻧت ﻟﻧﺎ ﻟوﺣﺔ طرﻗﯾﺔ \" :ﻟﯾوم ٦٠ :ﻛم\". ﻗﺎﻟت آﻟﯾس: .Happy New Year- أﺟﺑﺗﮭﺎ: -ﺳﻧﺔ ﺳﻌﯾدة. -أﻧﺎ أﺗﺿو ّر ﺟوﻋﺎً... -وأﻧﺎ أﯾﺿﺎً .ﺳوف ﻧﺗو ّﻗف ﻟﻼﺳﺗراﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺣ ّطﺔ ﺧدﻣﺔ ﻟﻛﻲ ﻧﺷﺗري ﺷطﺎﺋر. ﺻرﺧت: -ﺷطﺎﺋر! أﻧﺎ أﺣﺗﻔل ﺑرأس اﻟﺳﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺷﯾف اﻷﻋظم ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم وﯾرﯾد أن ﯾطﻌﻣﻧﻲ ﺷطﺎﺋر ﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣﻠﻔوﻓﺔ ﺑورق اﻟﺳﻠوﻓﺎن! ﻟﻠﻣ ّرة اﻷوﻟﻰ ﻣﻧذ أﺳﺑوع ،اﻧﻔﺟر ُت ﺿﺎﺣﻛﺎً .ﻟم ﺗﻛن ﺗﻠك اﻟﻔﺗﺎة ﺗﻌدم اﻟﻧﺑﺎھﺔ. -ﻣﺎذا ﺗرﯾدﯾﻧﻧﺎ أن ﻧﻔﻌل؟ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن أطﺑﺦ ﻟ ِك أ ّي ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎرة. -ھﻼّ ﺗو ّﻗﻔﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎ ٍن ﻣﺎ؟ ﺑﻌد أن ﺳرﻧﺎ ﻟﻣﺳﺎﻓﺔ أرﺑﻌﻣﺎﺋﺔ وﺧﻣﺳﯾن ﻛﯾﻠو ﻣﺗراً دون أن ﻧﺗو ّﻗف ﻓﻲ اﺳﺗراﺣ ٍﺔ، ﻛﻧﺎ ﻣﺗﻌﺑﯾن. -ﻣﻌ ِك ﺣق :ﻧﺳﺗﺣق ﻓﻌﻼً أن ﻧﺄﺧذ ﻗﺳطﺎً ﻣن اﻟراﺣﺔ. 258
ﺑﻌد ﻋﺷرﯾن دﻗﯾﻘﺔ ﻣن ذﻟك ،ﺳﻠﻛ ُت ﻣﻔرق ﻓﻧدق \"ﻏﺎر دي ﺑﯾراش\" ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻟﯾون، وﻣن ﺛ ّم ﺗﺎﺑﻌت اﻟﺳﯾر ﻧﺣو ﻣرﻛز اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺣﯾث رﻛﻧ ُت اﻟﺳﯾﺎرة ﻓﻲ ﻣوﻗ ٍف ﻣﺧ ّﺻ ٍص ﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟطﻠﺑﺎت. -اﺗﺑﻌﯾﻧﻲ. رﻏم اﻟﺑرد ،ﻛﺎﻧت اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺗﺿ ّﺞ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة :ﻣوﺳﯾﻘﻰ ،ﻣﻔرﻗﻌﺎت ،ﻓرق اﻟﻣﺗﻠﻔظﯾن ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﻗﺎت ،وﺑﻠﮭﺎء ﻛﺎﻧوا ﯾﻐ ّﻧون ﺑﺄﺻوا ٍت ﻋﺎﻟﯾﺔ أﻏﺎ ٍن ﺑذﯾﺋﺔ... ﻗﺎﻟت آﻟﯾس وھﻲ ﺗرﻓﻊ ﺳﺣﺎﺑﺔ ﺑﻠوزﺗﮭﺎ ﺣﺗﻰ رﻗﺑﺗﮭﺎ: -ﻟم أﺣب ﻗط ﯾوم اﻟﺣﺎدي واﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﻛﺎﻧون اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر. -وأﻧﺎ ﻛذﻟك. ﻟم أﻛن ﻗد زر ُت ﻟﯾون ﻣن زﻣ ٍن طوﯾ ٍل ﺟداً .ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧ ُت ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣري ،ﻋﻣﻠ ُت ﻟﻣ ّدة ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر ﻛﻌﺎﻣل ﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻣطﻌم ﻗرﯾ ٍب ﻣن اﻷوﺑرا ،ﻓﻲ ﺗﻘﺎطﻊ ﺷﺎرع ﻟوﻧﻎ ﻣﻊ ﺷﺎرع ﺑﻠﯾﻧﻲ. ﺣﯾﻧﻣﺎ وﺻﻠت آﻟﯾس أﻣﺎم ﻣطﻌم ﻓورﺷﯾت آﻏوش أ ّﻛدت: -إ ّﻧﮫ ﻣﻐﻠق. -ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ھذا ﻣﺎ ﻛﻧ ُت أﺗو ّﻗﻌﮫ .ﻛﺎن ﺻﺎﺣب اﻟﻣطﻌم ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﻛﻧ ُت أﻏﻣل ﻓﯾﮭﺎ ﻗد أھﻣل وﺟﺑﺎت ﻋﺷﺎء ﻋﯾد اﻟﻣﯾﻼد ورأس اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟدﯾدة. ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺷﺎرع ،ﻛﺎن زﻗﺎ ٌق ﺿ ّﯾق ﯾﻣﺗ ّد ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻣﻧﺣرف ﻟﻛﻲ ﯾﺻل إﻟﻰ ﺷﺎرع ﺑﻼﺗر .ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟطرﯾق اﻟﻣﺑ ّﻠطﺔ ،ﻛﻧ ُت أﻋرف ﺑﺎﺑﺎً ﺻﻐﯾراً ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗط ّل ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﺎﺑﺦ .ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ،ﻛﺎن ﻣﻘﻔﻼً ،وﻟﻛن ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﯾﻠﺔ ،ﻛﻧ ُت ﻗد ﺧرﻗ ُت 259
اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮫ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻣرات ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﻌد اﻷﻣر ﯾﺗو ّﻗف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻲ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺗﻔﺻﯾل. * ﻛﺎن ﻣطﺑﺦ اﻟﻣطﻌم ﺣدﯾﺛﺎً ،وﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎﻓﺔ واﻟﺗرﺗﯾب. ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧظرت آﻟﯾس ﺑﻘﻠق إﻟﻰ زﺟﺎج اﻟﻧﺎﻓذة اﻟذي ط ّﯾرﺗ ُﮫ ﻓﻲ ﺷظﺎﯾﺎ ﻣﺗﻧﺎﺛرة ،ﺳﺄﻟﺗﻧﻲ: -ھل أﻧت ﻣﺗﺄ ّﻛد ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻟن ﺗﻛون ھﻧﺎك ﺻ ّﻔﺎرة اﻹﻧذار؟ -اﺳﻣﻌﻲ ،ﻟﺳ ُت ﻣﺗﺄ ّﻛداً ﻣن أي ﺷﻲء ،وﻟﻛن إن ﻛﺎن ﯾﺧﯾﻔ ِك ﻛﺛﯾراً ،ﯾﻣﻛﻧ ِك اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎرة .ﻟ ِك اﻟﺣ ّق ﻓﻲ أن ﺗﻛوﻧﻲ ﺟﺑﺎﻧﺔ ھﻠﻌﺔ. داﻓﻌت ﻋن ﻧﻔﺳﮭﺎ: -ﻛﻼ ،ﻟﺳ ُت ﺧﺎﺋﻔﺔ! -ﻷ ّﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ أﻧ ِت ﻣن أزﻋﺟ ِﺗﻧﻲ ﻟﻛﻲ أطﺑﺦ ﻟ ِك ﺷﯾﺋﺎً ﻣﺎ... ﻧظرت إﻟ ّﻲ ﺑﺗﺣ ﱟد. -ﺣﺳﻧﺎً ،ﺳﺄﺗﻛ ّﻔل أﻧﺎ ﺑﺈﻋداد اﻟﺳﺑﺎﻏﯾﺗﻲ وأﻧت ﺳوف ﺗﻌ ّد أطﺑﺎق ﺣﻠوى اﻟﻣﻌﻛرون، اﺗﻔﻘﻧﺎ ﻋﻠﻰ ھذا؟ -أطﺑﺎق ﺣﻠوى اﻟﻣﻌﻛرون؟ ﻛﻼ ،ھذا ﻣﺳﺗﺣﯾل .أﺣﺗﺎج ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّل إﻟﻰ أرﺑﻊ وﻋﺷرﯾن ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻛﻲ أﻋ ّد أطﺑﺎﻗﺎً ﺟدﯾرة ﺑﮭذا اﻻﺳم .إن ﻟم ﻧﺗرﻛﮭﺎ ﺗرﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﺛﻼّﺟﺔ ،ﺳوف... -ھﺎه ،ﻟﻘد ﻓﮭﻣت :أﻧت ﺗﺧﺎف اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ. أﺛﺎرﺗﻧﻲ ﻣﻼﺣظﺗﮭﺎ ﺑﺷ ّدة: -ﻛﻣﺎ ﺗﺷﺎﺋﯾن .ﻛﯾف ﺗﻧوﯾن أن ﺗﻌ ّدي أطﺑﺎﻗ ِك ﻣن اﻟﺳﺑﺎﻏﯾﺗﻲ؟ ر ّدت وھﻲ ﺗﻔﺗﺢ أﺣد أدراج اﻟﺛﻠﺞ: -ﺻﻠﺻﺔ ﺑﺎﻟرﯾﺣﺎن .ھﻧﺎك رﯾﺣﺎن طﺎزج ﻓﻲ اﻟﺛﻼﺟﺔ. 260
ﺑدأت ﺑﺗﺟﻣﯾﻊ ﻣﻘﺎدﯾر اﻟﻣواد اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﻲ أطﺑﺎﻗﮭﺎ وﻓﻌﻠ ُت اﻷﻣر ذاﺗﮫ وأﻧﺎ أﺷ ِﻌ ُل اﻟﻔرن. طﻠﺑ ُت ﻣﻧﮭﺎ وأﻧﺎ أﺷﯾر إﻟﻰ زﺑدﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﺗﺎﻧﻠس: -أﻋطﻧﻲ \"ﻣؤﺧرة اﻟدﺟﺎﺟﺔ\"* ! أﺿﺣﻛﺗﮭﺎ اﻟﻌﺑﺎرة .ﻛﺎﻧت اﺑﺗﺳﺎﻣﺗﮭﺎ ﻧﺎدرة ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺟﻣﯾﻠﺔ. ﻗﻣ ُت ﺑﻐرﺑﻠﺔ اﻟﺳ ّﻛ َر وﻣﺳﺣوق اﻟﻠوز واﻟﻛﺎﻛﺎو داﺧل اﻹﻧﺎء .وھﻲ ﻗﺎﻣت ﺑوﺿﻊ اﻟرﯾﺣﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺎء اﻟﻔﺎﺗر وﻣن ﺛ ّم ﻗطﻌت ﺳوﯾﻘﺎﺗﮫ ﻟﻛﻲ ﻻ ُﺗﺑﻘﻲ ﺳوى اﻟورﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺗﺟﻔﯾﻔﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺳﺣﺔ ﻣن اﻟﻘﻣﺎش. ﺗر ّددت ﺛم ﺳﺄﻟﺗﻧﻲ: Grana Padano -أو Parmigiano Reggiano؟ أﺟﺑﺗﮭﺎ: ! Parmigiano- ﺛم ﺳﺄﻟﺗﮭﺎ ﺑﻔظﺎظﺔ وأﻧﺎ أﺷﺎھدھﺎ ﺗﺑﺷر ﺟﺑﻧﺔ اﻟﺑﺎرﻣﯾزان: -ﻟﻣﺎذا ھرﺑ ِت ﻣن اﻟﺑﯾت؟ -ﻟد ّي ...ﻟد ّي ﺻدﯾ ٌق ﺑﺎرﯾﺳ ﱞﻲ ﺻﻐﯾر ﻛﻧ ُت ﻗد اﻟﺗﻘﯾ ُت ﺑﮫ ﺧﻼل رﺣﻠ ٍﺔ ﻣدرﺳﯾ ٍﺔ إﻟﻰ ﻓرﻧﺳﺎ .أرد ُت أن أﻟﺗﻘﻲ ﺑﮫ وﻟﻛ ّن واﻟد ّي ﻟم ﯾﻛوﻧﺎ ﻣواﻓﻘﯾن ﻋﻠﻰ ذﻟك. ﺑدت ﻣﻧﺣرﻓﺔ اﻟﻣزاج وﺗﺄ ّﺧرت ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﺳؤاﻟﻲ وھﻲ ﺗﺑﺣث ﻋن ﻛﻠﻣﺎﺗﮭﺎ ،وھﻲ ﺗدﻋك أﻧﻔﮭﺎ وذﻗﻧﮭﺎ ﻣﺗﺟ ّﻧﺑ ًﺔ اﻟﻧظر إﻟ ّﻲ ﻣﺑﺎﺷر ًة .وھﻲ إﺷﺎرات ﻛﺛﯾرة ﺟﻌﻠﺗﻧﻲ أﻋﺗﻘد ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﺗﻛذب. -ﻧﺣن اﻻﺛﻧﯾن ﻧﻌرف أ ّن ھذه ﻟﯾﺳت ھﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ * ﻣؤﺧرة اﻟدﺟﺎﺟﺔ :إﻧﺎء ﻧﺻف ﻛروي ﻣﺻﻧوع ﻋﺎدة ﻣن اﻟﺳﺗﺎﻧﻠس ﻏﯾر اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻠﺻدأ. 261
ﺗﻌﻠّﻘت ﻧظرﺗﮭﺎ ﺑﻧظرﺗﻲ ،وﺗو ّﺳﻠت إﻟ ّﻲ ﺑﺄن ﻻ أﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣزﯾد ﻋن اﻟﻣوﺿوع .ﻋد ُت إﻟﻰ وﺻﻔﺗﻲ وﺳﻛﺑ ُت اﻟﺧﻠﯾط اﻟﻣﻣزوج ﺑﺎﻟﻛﺎﻛﺎو ﻛﺎﻟﻣطر ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎض اﻟﺑﯾض اﻟﻣﺧﻔوق ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ھﻲ ﺗﺟ ّﻣﻊ ﻓﻲ اﻟﻘﺻ ِﻌﺔ ﺧﻠﯾط اﻟﺟﺑﻧﺔ واﻟرﯾﺣﺎن واﻟﺻﻧوﺑر واﻟﺛوم وزﯾت اﻟزﯾﺗون. ﺣﯾﻧﻣﺎ أﺻﺑﺢ اﻟﻌﺟﯾن ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺎً ،ﻣررﺗﮫ ﻓﻲ ﻗﻣ ٍﻊ ﻟﻠﺗزﯾﯾن وﺻﻧﻌ ُت أﻗراﺻﺎً ﻣن اﻟﻌﺟﯾن. ﺗذ ّوﻗت ﻣﺎ أﻋ ّدﺗﮫ وأﺿﺎﻓت ﻣﻠﺣﺎً وﺑﮭﺎراً وﻣن ﺛ ّم أﺿﺎﻓت ﻣ ّرة أﺧرى ﺑﻌض اﻟزﯾت وھﻲ ﺗﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺧﻠط ﻟﻛﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺻ ٍﺔ ﻣﺎﺋﻌﺔ وﻣﺗﻣﺎﺳﻛﺔ ﻓﻲ آ ٍن واﺣد. َ -ﻣ ْن ﻋ َﻠﻣ ِك أن ﺗﻌ ّدي ھذا اﻟطﺑق؟ ر ّدت ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺑﮫ اﻟﺑداھﺔ: -ﺗﻌﻠّﻣت ذﻟك ﻟوﺣدي. ﺑﺎﻧﺗظﺎر أن ﺗﺳﺗوي ﻗﺷور اﻟﺑﺳﻛوﯾت اﻟﺗﻲ أﻋددﺗﮭﺎ ،اﻧﻛﺑﺑ ُت ﻋﻠﻰ إﻋداد ﺻﻠﺻﺔ اﻟﺷوﻛوﻻ اﻟﺳﻣﯾﻛﺔ ﻟﺗزﯾﯾن اﻟﺑﺳﻛوﯾت ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ھﻲ ﺗﻐطس اﻟﺳﺑﺎﻏﯾﺗﻲ ﺑﺎﻟﻘﻣﺢ اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺎء اﻟﻣﻐﻠﻲ. ﻓﻲ أدراج اﻟﻣطﺑﺦ ،ﻋﺛر ُت ﻋﻠﻰ ﺷوﻛوﻻ ﺳوداء ذات ﻧوﻋﯾﺔ ﻏﯾر ردﯾﺋﺔ .ﻗﺿﻣت آﻟﯾس ﻗطﻌ ًﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻗﻣ ُت ﺑد ّق ﺛﻼﺛﺔ أﻟواح ﻣﻧﮭﺎ ﻟﻛﻲ أﻋ ّد ﻗﺷدﺗﻲ. -ﻻ ﺑ ّد أن ﺗو َﺿﻊ ﻟﻌ ّدة ﺳﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﺛﻼﺟﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺻﺑﺢ ﻣرھﻣﯾﺔ وﻟذﯾذة. ﻧظر ُت إﻟﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ .ﻛﺎﻧت اﻟﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘﺎرب اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺟراً .وﺿﻌ ُت ﺣﻠوى اﻟﻣﻌﻛرون ﻓﻲ اﻟﻔرن وﺧﻔّﺿ ُت ﻓﻲ اﻟﺣﺎل درﺟﺔ ﺣرارﺗﮫ. ﺳﺄﻟﺗﻧﻲ وھﻲ ﺗﺻ ّب ﻟﻧﻔﺳﮭﺎ ﻛﺄﺳﺎً ﻣن اﻟﺣﻠﯾب: -ﻟم ﺗﺧﺑرﻧﻲ ﻟﻣﺎذا أﻏﻠﻘت ﻣطﻌﻣك واﺑﺗﻌدت ﻋن ﻛ ّل ﺷﻲء؟ 262
-ھذه ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻌ ّﻘدة ،ﻻ ﯾﻣﻛﻧ ِك أن ﺗﻔﮭﻣﻲ... ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ،ﻓ ّﻛر ُت ﺑﻛواﺳر ﺷرﻛﺔ وﯾن إﻧﺗرﺗﯾﻧﻣﻧت اﻟذﯾن اﺿطرر ُت ﻷن أﺑﯾﻊ ﻟﮭم ﻛ ّل ﻣوﺟوداﺗﻲ ﻟﻛﻲ أﺗ ّﺟﻧب اﻹﻓﻼس واﻟذي ﺟ ّردوﻧﻲ ﻣن اﺳﻣﻲ وﻋﻣﻠﻲ .ﻣﻧذ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ،أﺻﺑﺢ ﻣن ﺣ ّق ﻛل ﻣطﺎﻋم ﻣﺟﻣوﻋﺗﮭم أن ُﺗدر َج أطﺑﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ أطﻌﻣﺗﮭﺎ. ﺣﯾﺎ ٌة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻹﺑداع اﻟﻣﺳروق ﻣن ﻗﺑل ﻣﺿﺎرﺑﯾن ﻻ ذ ّﻣﺔ وﻻ ﺿﻣﯾر ﻟﮭم .إﻓﻼس ﻣﻐﺎﻣر ٍة ﻛﻧ ُت ﻗد وھﺑﺗﮭﺎ ﺟﺳدي وروﺣﻲ ﻣذ ﻛﻧ ُت ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣري... ﻛﺎن ﺳﻛﯾن ﻣن طراز ﻻﻏﯾول طوﯾل ﺑﻣﻘﺑ ٍض ﻣﺻﻧو ٍع ﻣن اﻟﻌﺎج واﻵﺑﻧوس ﻣوﺿوﻋﺎً ﻋﻠﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ .أﻣﺳﻛﺗﮫ ﻣن ﻣﻘﺑﺿﮫ ورﻣﯾﺗﮫ أﻣﺎﻣﻲ .دار اﻟﺳﻛﯾن ﻋ ّدة دورات ﻓﻲ اﻟﮭواء ﻗﺑل أن ﯾﺳﺗﻘ ّر ﻓﻲ اﻟﺑﺎب ﻣﺳ ّﺑﺑﺎً ﺿ ّﺟﺔ ﻣﺧﻧوﻗﺔ. -ﻟﯾس ھﻧﺎك ﺳوى \"ﻻﻣﺑﯾرور\" واﺣد .واﻟﻼﻣﺑﯾرور ھو أﻧﺎ. دون أن ﺗﻧﺑس ﺑﺑﻧت ﺷﻔﺔ ،اﻗﺗرﺑت آﻟﯾس ﻣن اﻟﺑﺎب وﺳﺣﺑت ﻣﻧﮫ اﻟﺳ ّﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ اﻟﺗﻲ أﺷﺎر ﻓﯾﮫ رﻧﯾن ﻣوﻗّت اﻟﻔرن أ ّن ﺣﻠوى اﻟﻣﻌﻛرون ﺧﺎﺻﺗﻲ ﻗد اﺳﺗوت. * ﺳﻛﺑ ُت ﻗﻠﯾﻼً ﻣن اﻟﻣﺎء ﺗﺣت ورﻗﺔ اﻟﺳﻠوﻓﺎن وأﺗﺎح ﺗﺻﺎﻋد اﻟﺑﺧﺎر ﻷن ﯾﻛون اﻗﺗﻼع اﻟﺑﺳﻛوﯾت ﻣن اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ ﺳﮭﻼً. ﻗﺎﻟت آﻟﯾس: -ﺑﺎرع. ﺳﺎﻋدﺗﻧﻲ ﻓﻲ ﺗزﯾﯾن أﻧﺻﺎف ﻗطﻊ اﻟﺑﺳﻛوﯾت ﺑﺳﺧﺎء ﺑوﺳﺎطﺔ ﺻﻠﺻﺔ اﻟﺷوﻛوﻻ ﻗﺑل أن ﯾﺗ ّم ﻟﺻق ﻛ ّل ﻗطﻌﺗﯾن ﻣﻊ ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ ﻟﺗﺷﻛﯾل ﻗطﻊ ﺣﻠوى اﻟﻣﻌﻛرون. 263
-ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﺑﻧوﻋﯾﺔ ﻣﻣﺗﺎزة ،ﯾﺟب أن ﻧﺗرﻛﮭﺎ ﻟﻣ ّدة أرﺑﻊ وﻋﺷرﯾن ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺛﻼّﺟﺔ ،وﻟﻛﻧﻧﺎ ﺳﻧﺳ ّرع اﻷﻣور وذﻟك ﺑوﺿﻌﮭﺎ ﻟﻣ ّدة ﺳﺎﻋﺔ واﺣدة ﻓﻲ اﻟﺛﻼﺟﺔ. ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻣ ّدة ﻣن اﻟزﻣن ،ﻗ ّدﻣت ﻟﻧﺎ آﻟﯾس ﺻﺣﻧﯾن ﻣن اﻟﻣﻌ ّﺟﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎھﺎ ﺑﺷﮭ ّﯾﺔ ﻣﻔﺗوﺣﺔ .ﺧﻼل ﺗﻧﺎول اﻟوﺟﺑﺔ ،روت ﻟﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟطراﺋف :وﻣﻧﮭﺎ أ ّن ﻣوزارت ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣره ﻛﺎن ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ أن ﯾﻧﺳﺦ اﻟﺗوﻟﯾﻔﺔ اﻟﺳ ّرﯾﺔ ﻟﻣﻌزوﻓﺔ آﻟﯾﻐري اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻣﯾزﯾرﯾر وھو ﻟم ﯾﺳﺗﻣﻊ إﻟﯾﮭﺎ ﺳوى ﻟﻣ ّرة واﺣدة، وأ ّن أﻏﻧﯾﺔ آداﺟﯾو ﻵﻟﺑﯾﻧﯾوﻧﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻵﻟﯾﻧﯾوﻧﻲ ،وأ ّن ﺑﯾﻛﺎﺳو ﻛﺎن ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﯾﻣﺿﻲ ﺗوﻗﯾﻌﺎﺗﮫ ﻣﺑﺎﺷر ًة ﻋﻠﻰ ﺟﻠد ﻣﻌﺟﺑﯾﮫ ﻟﻛﻲ ﯾﻣﻧﻊ ھؤﻻء اﻟﻣﻌﺟﺑﯾن ﻣن ﺑﯾﻊ ﺗوﻗﯾﻌﺎﺗﮫ ،وأ ّن ﻓﻲ أﻏﻧﯾﺔ Hey Judeﻟﻔرﻗﺔ ﺑﯾﺗﻠز ﻟم ﺗﻌزف آﻻت اﻟﺟوﻗﺔ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﻘطﻊ اﻟﺛﺎﻟث ﻷ ّن رﯾﻧﻐو ﺳﺗﺎر ﻛﺎن ﻗد ذھب إﻟﻰ اﻟﺣ ّﻣﺎﻣﺎت أﺛﻧﺎء اﻟ َﻌرض! ﻛﺎﻧت ﻟﮭﺟﺗﮭﺎ ﺗﺗﻐ ّﯾر ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﻛون ﻣرﺗﺎﺣﺔ وﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﺧﻔ ﱟﻲ .ﻛﺎﻧت ﻧﺑراﺗﮭﺎ أﻛﺛر \"ﻏﻣﻐﻣﺔ\" وﻛﺎﻧت ر ّﻧﺔ ﺻوﺗﮭﺎ ﺗﺣﺗﺟب .وﻛﺎﻧت ﻓﻲ ھذا اﻷﻣر ﺗﺟﻌﻠﻧﻲ أﻓ ّﻛر ﺑﺎﻷﺧوﯾن ﻏﺎﻻﻏﯾر* وﻛﻧ ُت ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌدا ٍد ﻟﻛﻲ أراھن ﺑﺄ ّن ھذه اﻟﻔﺗﺎة ﻛﺎﻧت ﻗد ﻋﺎﺷت ﻓﻲ ﺷﻣﺎل إﻧﺟﻠﺗرا. وﻣﻊ أ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺗﻠك ﺛﻘﺎﻓ ًﺔ ﻣوﺳوﻋﯾﺔ ،ﻟم ﺗﻛن ﻣﺗزﺣﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ،وإ ّﻧﻣﺎ ﻓﺿوﻟﯾﺔ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻛ ّل ﺷﻲء وﺗﺳﺗﻣﺗﻊ ﺑﺗﻘﺎﺳم ﻣﻌرﻓﺗﮭﺎ .ﻛﺎﻧت ﻣن ﻧوع اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﯾﺣﻠم ﺑﮭم ﻛ ّل اﻵﺑﺎء واﻷ ّﻣﮭﺎت... * \"اﻷﺧوان ﻏﺎﻻﻏﯾر\" :ﻣﻐﻧﻲ وﻋﺎزف ﻏﯾﺗﺎر ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ روك أوﯾﺳس وﻛﻼھﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺻل ﻣن ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر. 264
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر )(٣ ﺗﺎﺑﻌﻧﺎ ﻧزوﻟﻧﺎ ﻧﺣو اﻟﺟﻧوب. ﺧﻼل ﺳﺎﻋﺗﯾن ،ﻛﻧ ُت ﻗد اﺑﺗﻠﻌ ُت ﻣﺋﺗﯾن وﺗﺳﻌﯾن ﻛﯾﻠوﻣﺗراً وﻛﺎﻧت آﻟﯾس ﻗد اﺑﺗﻠﻌت ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﺛﻼﺛﯾن ﻗطﻌ ًﺔ ﻣن ﺣﻠوى اﻟﻣﻌﻛرون. اﺷﺗﻛت ﻗﺎﺋﻠ ًﺔ: -ﺑطﻧﻲ ﯾؤﻟﻣﻧﻲ. -ﻟﻘد ﺣ ّذرﺗ ِك ﻣن ذﻟك. ﺗو ّﻗﻔﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻣن اﻟطرﯾق اﻟﺳ ّﯾﺎر ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻗﺑل إﯾﻛس – إن – ﺑروﻓﺎﻧس .دﻓﻌ ُت ﻗﯾﻣﺔ وﻗود ﺳﯾﺎرﺗﻲ ﻟدى اﻟﺻﻧدوق ﺑﯾﻧﻣﺎ ذھﺑت آﻟﯾس إﻟﻰ اﻟﺣ ّﻣﺎﻣﺎت .ﻋﺎدت ﺑﻌد ﺑﺿﻊ دﻗﺎﺋق ،ﺷﺎﺣﺑﺔ اﻟوﺟﮫ وﻓﻲ ﯾدھﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺣﺎرم اﻟورﻗﯾﺔ. -ھل ﺗرﯾدﯾن ﻓﻧﺟﺎﻧﺎً ﻣن اﻟﺷﺎي؟ -ﻛﻼّ ،اﻧﺗظرك ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎرة. * اﻟﺷﺎطﺊ اﻷزرق اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً ﻟ ّوﻧت اﻟﺷﻣس اﻟﺳﺎطﻌﺔ ﻓﻲ اﻷﻓق اﻟﺳﻣﺎء ﺑﺄﺷرط ٍﺔ وردﯾﺔ .ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟطرﯾق ﺑﯾن ﻣدﯾﻧ َﺗﻲ ﻧﯾس وﻛﺎن ،ﻛﺎﻧت ﺷﺑﮫ ﺟزﯾرة ﻛﺎب – داﻧﺗﯾب ﺗذوب وﺳط اﻟﺻﺧور وأﺷﺟﺎر اﻟﺻﻧوﺑر اﻟﺑﺣرﯾﺔ. 265
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛ ّﻧﺎ ﻧﺳﯾر ﺑﻣﺣﺎذاة اﻟﺑﺣر اﻷﺑﯾض اﻟﻣﺗو ّﺳط ،طﻠﺑ ُت ﻣن آﻟﯾس: -ﺳﯾﻛون ﻋﻠﯾك أن ﺗرﺷدﯾﻧﻲ إﻟﻰ اﻟطرﯾق. ﺗﺟﺎوزﻧﺎ ﺻﺧرة إﯾدن روك اﻟﺑﮭ ّﯾﺔ .ﺛم ﻗﺎدﺗﻧﻲ آﻟﯾس ﺣﺗﻰ آﺧر ﺑوا ّﺑﺔ ﻟزﻗﺎق ﺳﺎن – ﺳوﺳﻲ .ﻓﻲ ھذا اﻟﺟ ّو اﻟﺑدﯾﻊ واﻟﻔردوﺳﻲ ،وﺳط اﻟﻔﻧﺎدق اﻟﻔﺎﺧرة وﻣﺳﺎﻛن ذوي اﻟﻣﻠﯾﺎرات ،ﻛﺎن واﻟدا آﻟﯾس ﯾﻣﻠﻛﺎن ﻣﻧزﻻً ﻟﻘﺿﺎء ﻋطﻠﺗﮭم. ﻛﺎن اﻟﺳﯾﺎج ﻗد ُﺗ ِر َك ﻣﻔﺗوﺣﺎً .وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻓﺔ ﺗزﯾد ﻋن ﻣﺎﺋﺗﻲ ﻣﺗر ،ﻛﺎن ﻣﻣ ّر ﻣﻔرش ﺑﺎﻟﺣﺻﻰ ﯾﻌﺑر ﻏﺎﺑ ًﺔ ﻣن أﺷﺟﺎر اﻟﺻﻧوﺑر ﻗﺑل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﻧز ٍل ﻛﺑﯾر ﯾﻌود ﻟﺳﻧوات اﻟﺛﻼﺛﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن وﯾ ّﺗﺟﮫ ﺑﺎﺗﺟﺎه اﻟﺑﺣر .ﻛﺎﻧت ﺳ ّﯾدة ﻣﻣﺷوﻗﺔ اﻟﻘﺎﻣﺔ وﻣﺗﻣ ّﯾزة ﺗﻧﺗظرﻧﺎ ﻋﻠﻰ درج اﻟﻣﻧزل .ﻓﺗﺣت آﻟﯾس اﻟﺑواﺑﺔ وأﺧذﺗﺎ ﺑﻌﺿﯾﮭﻣﺎ ﺑﺎﻷﺣﺿﺎن. ﻋ ّرﻓت ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ وھﻲ ﺗﻣ ّد ﯾدھﺎ إﻟ ّﻲ: -اﻟﺳ ّﯾدة ﻛواﻟﺳﻛﻲ. ﻻ ﺑ ّد أﻧﮭﺎ ﻗد أﻧﺟﺑت اﺑﻧﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻣ ٍر ﻣﺑ ّﻛ ٍر ﺟ ّداً ،ﻷﻧﻧﻲ ﻟم أﻋ ِطﮭﺎ ﻣن اﻟﻌﻣر أﻛﺛر ﻣن ﺧﻣﺳﺔ وﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎً .ﻛﺎن ﺷﻌرھﺎ اﻷﺷﻘر ﻣﺿﺑوﺑﺎً ﻓﻲ ﻣﺷﺑ ٍك ﻣﺗﺻ ّﻧ ٍﻊ وﻧظرﺗﮭﺎ واﺿﺣﺔ وﺣﺎ ّدة؛ وﻣﻼﻣﺢ وﺟﮭﮭﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟر ّﻗﺔ واﻟﻧﻌوﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن وﺟود ﻧدﺑﺔ ﻣﺗﻣ ّﯾزة ﺗﺑدأ ﻣن ﻗوس ﺣﺎﺟﺑﮭﺎ وﺗﺷ ّق أﻋﻠﻰ ﺧ ّدھﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﺻل إﻟﻰ زاوﯾﺔ ﻓﻣﮭﺎ .إھﺎﻧﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻣﺗو ّﻗﻌﺔ ﻟدرﺟﺔ أ ّﻧﮫ ﻻ ﺗراودﻧﺎ ﺳوى رﻏﺑﺔ وﺣﯾدة :ﻣﻌرﻓﺔ ظروف ھذا اﻟﺟرح. ﺷﻛرﺗﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋدﺗﻲ ﻟﮭﺎ وﻋرﺿت ﻋﻠ ّﻲ ﺗﻧﺎول ﻓﻧﺟﺎن ﻣن اﻟﻘﮭوة وﻟﻛﻧﻧﻲ ﺷرﺣ ُت ﻟﮭﺎ ﺑﺄ ّن ﻟدي ﻣوﻋد. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧ ُت أﺻﻌد إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎرة ،ﻟﺣﻘت ﺑﻲ آﻟﯾس ﻟﻛﻲ ﺗﺄﺧذ ﻣﺎ 266
ﯾﻘﺎرب اﻟﻌﺷر ﻗطﻊ ﻣن ﺣﻠوى اﻟﻣﻌﻛرون اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻠﺗﮭﻣﮭﺎ ﺧﻼل اﻟرﺣﻠﺔ. ﻗﺎﻟت ﻟﻲ وھﻲ ﺗﻐﻣزﻧﻲ ﻗﺑل أن ﺗﻌود إﻟﻰ واﻟدﺗﮭﺎ: -ھذه ﻟﻌﺻروﻧﯾﺗﻲ. ﻛﺎﻧت ﻗد ﻗطﻌت ﺑﺿﻌﺔ أﻣﺗﺎر ﺣﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﻔﺗت إﻟ ّﻲ وﻧﺻﺣﺗﻧﻲ ﺑرزاﻧﺔ: -اﻋﺗ ِن ﺑﻧﻔﺳك. * اﻧطﻠﻘ ُت ﺑﺎﻻﺗﺟﺎه اﻟﻣﻌﺎﻛس ورﻛﻧ ُت ﺳﯾﺎرﺗﻲ أﻣﺎم اﻟﺷﺎطﻲ اﻟذي ﯾد ّل ﻋﻠﻰ ﺑداﯾﺔ اﻟطرﯾق اﻟﺳﺎﺣﻠﻲ .أﺧذ ُت اﻟﻣﺳ ّدس ﻣن ﺻﻧدوق اﻟﻘﻔﺎزات ،وأﻗﻔﻠ ُت أﺑواب ﺳﯾﺎرﺗﻲ ﻣن طراز ﺑﻲ إم دﺑﻠﯾو ،وﻣﺷﯾ ُت ورأﺳﻲ ﻣﻠﻲ ٌء ﺑﺎﻟذﻛرﯾﺎت. ﻛﻧ ُت ﻗد وﻟِد ُت ﻓﻲ أوش ،إ ّﻻ أﻧﻧﻲ ﻋﺷ ُت ﺑﻌض أﺟﻣل ﻟﺣظﺎت ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻓﻲ آﻧﺗﯾب .ﻓﻲ ﺳ ّن اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷرة ،أرﺳﻠﻧﻲ واﻟدي إﻟﻰ ﻣدرﺳﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن ھﻧﺎ ،ﻓﻲ ﺳوﻓﯾﺎ – آﻧﺗﯾﺑوﻟﻲ .ﻓﻲ ﺳ ّن اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة ،ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻟم ﻗﺻر ﻏرﯾﻣﺎﻟدي ،ﻗ ّﺑﻠ ُت ﺟوﺳﺗﯾن، ﺣﺑﯾﺑﺗﻲ ﻓﻲ ﺳ ّن اﻟﻣراھﻘﺔ .وﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ،ﻓﻲ ﺣﺻن ﺳﺎن – ﺑول – دي ﻓﺎﻧس وﻣن ﺛ ّم ﻓﻲ ﻓﻧدق ﻛﺎب ﻗﻣ ُت ﺑﺈدارة ﻣطﺎﻋﻣﻲ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ. ﺟﻌﻠﺗﻧﻲ ھذه اﻟذﻛرﯾﺎت اﻟﺗﻲ طﻔت إﻟﻰ اﻟﺳطﺢ أرﺗﻌش .ﻛﺎن أﻣراً ﻏرﯾﺑﺎً أن ﯾﻘودﻧﻲ اﻟﻘدر إﻟﻰ ﻣﻛﺎن أوﻟﻰ ﻧﺟﺎﺣﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﯾو ٍم ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻘدر ﻣن اﻻﻧﺣراف.... ﻛﺎﻧت اﻟﻧزھﺔ ﻗﺻﯾرة وﻣﺣﺎط ًﺔ ﺑﻣﻧﺣدرات ﻣد ّوﺧﺔ .ﻗﻔز ُت ﻣن ﺻﺧر ٍة إﻟﻰ أﺧرى ﻟﻛﻲ أﺑﻘﻰ ﻓﻲ أﻗرب ﻣﻛﺎ ٍن إﻟﻰ اﻟﺷﺎطﺊ اﻟﻣﻧﺣدر اﻟذي ﯾﺣﺎذي اﻷﻣواج واﻟذي ﯾﻘ ّدم إطﻼﻟ ًﺔ ﻓرﯾد ًة ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﺣ ّﺻﻧﺔ وﻋﻠﻰ ﻗﻣم ﺟﺑﺎل اﻷﻟب اﻟﻣﻐطﺎة ﺑﺎﻟﺛﻠوج وﻋﻠﻰ ُﺟزر ﻟﯾران. 267
وﻗﻔ ُت أﻣﺎم اﻟﺷﻣس اﻟﺑرﺗﻘﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺳود اﻷﻓق .ﻛﺎن اﻟﺟ ّو ﺻﺎﻓﯾﺎً واﻟﻣﺷﮭد ﺑﺎھراً ﺟداً ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟوﺣدة واﻟﻘﻠق ﯾﻧﮭﺷﺎن ﺑطﻧﻲ. ﻛﺎن ﻧﮭﺎراً ﺟﻣﯾﻼً ﻟﻠﻣوت. أﺧرﺟ ُت اﻟﻣﺳ ّدس ﻣن ﻗراﺑﮫ .ﻋﺎدت أﻗوال ﻛرﯾﺳﺗوف ﺳﺎﻟﻔﯾر إﻟﻰ ذاﻛرﺗﻲ\" :ﻣﺳ ّدس ﺳﻣﯾث آﻧد وﯾﺳون ﻣودﯾل ٦٠ﻣن ﻋﯾﺎر ٣٨ﺳﺑﯾﺷل\". ﻟدى ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺎس رأ ٌي ﺣول اﻻﻧﺗﺣﺎر .ھل ھو ﻓﻌل ﺷﺟﺎﻋﺔ أم ﻓﻌل ﺟﺑن؟ ﻻ ھذا وﻻ ذاك ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد .إ ّﻧﮫ ﻣﺟرد ﻗرار ﯾﺎﺋس ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺟد اﻟﻣر ُء ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﻣﺄزق .إ ّﻧﮫ اﻟﻣﻼذ اﻷﺧﯾر ﻟﺧروج اﻟﻣرء ﻣن ﺣﯾﺎﺗﮫ واﻟﺗﺧﻠص ﻣ ّﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣ ّﻣﻠﮫ. ﻟطﺎﻟﻣﺎ واﺟﮭت ،ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﺟﺎﺑﮭت .ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﺻﺎرﻋ ُت ﻛ ّل ﺷﻲء ،ﻗﺎھراً ﻗدري وﻓﺎرﺿﺎً ﺣ ّظﻲ ،ﻟﻛن اﻟﯾوم ،ﻛﺎن اﻷﻣر ﻣﺧﺗﻠﻔﺎً .ﻛﺎن ﻟد ّي ﻋد ﱞو ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﺟﺎﺑﮭﺗﮫ :أﻧﺎ ذاﺗﻲ .اﻟﻌدو اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ .اﻟﻌدو اﻷﺧطر. ﻟم ﯾﻛن ﺗﺻ ّرﻓﻲ ﻣﻧطﻘﯾﺎً ﻓﻲ ﺷﻲء .ﻟم أﻛن ﻗد ﺧ ّطط ُت ﻟﮫ ﻣﺳﺑﻘﺎً ﻣﻧذ أﺷﮭر ﻋدﯾدة وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﻔرض ﻧﻔﺳﮫ ﻛر ﱟد وﺣﯾد ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻌزﻟﺔ اﻟﻘﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗﮭﻣﻧﻲ ﻣﻧذ ﺑﺿﻌﺔ أﯾﺎم وﺗ ْودي ﺑﻲ ﻧﺣو اﻟﻌدم .ﻓ ّﻛر ُت ﺑﺎﻟﺻداﻗﺔ ،وﻟﻛن ﻟم ﯾﻛن ﻟد ّي أﺻدﻗﺎء ﻗط .ﻓ ّﻛر ُت ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻛﻧ ُت ﻗد ﻓﻘد ُت ﻋﺎﺋﻠﺗﻲ .ﻓ ّﻛر ُت ﻓﻲ اﻟﺣ ّب ،ﻟﻛ ّﻧﮫ ﻛﺎن ﻗد طﺎر .ﻣ ّرت ﺻورة اﺑﻧﻲ ﻓﻲ ذھﻧﻲ وﺣﺎوﻟ ُت أن أﺗﻌ ّﻠق ﺑﮭﺎ وﻟﻛن ،أﺣﯾﺎﻧﺎً ،ﺣﺗﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺄطﻔﺎﻟﻛم ﻻ ﯾﻛون ﻛﺎﻓﯾﺎً ﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻣوت. وﺿﻌ ُت اﻟﻣﻌدن اﻟﺑﺎرد ﻟﻠﺳﺑطﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺻدﻏﻲ .ﻟ ّﻘﻣ ُت اﻟﻣﺳ ّدس وﻧظر ُت ﻟﻠﻣ ّرة اﻷﺧﯾرة إﻟﻰ اﻟﺷﻣس وأﺧذ ُت ﻧﻔﺳﺎً أﺧﯾراً وﺿﻐط ُت ﻋﻠﻰ اﻟزﻧﺎد ﻛﻧو ٍع ﻣن اﻟﺗﺣرﯾر. 268
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر )(٤ ﺿﻐط ُت ﻋﻠﻰ اﻟزﻧﺎد .ﺿﻐط ُت ﻣ ّر ًة واﺣدة .ﺿﻐط ُت ﻣ ّرﺗﯾن .وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﻣت. ﻓﺣﺻ ُت ﻣﺧزن اﻟطﻠﻘﺎت :ﻛﺎن ﻓﺎرﻏﺎً .ﻣﺳﺗﺣﯾل. ﻟﻘد ﺗﺣ ّﻘﻘ ُت ﺑﻧﻔﺳﻲ ﻣن اﻟطﻠﻘﺎت اﻟﺧﻣس ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻏﺎدر ُت أوﻟﻧﻲ – ﺳو – ﺑوا. ﻋد ُت إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎرة وﻓﺗﺣت اﻟﺻﻧدوق اﻷﻣﺎﻣﻲ ﻟﻠﺳﯾﺎرة :ﻟم ﺗﻛن ھﻧﺎك ذﺧﺎﺋر .ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك ﺳوى اﻟﻣﻧدﯾﻠﯾن اﻟورﻗﯾﯾن اﻟﻠذﯾن أﺧذﺗﮭﻣﺎ آﻟﯾس ﻣن ﻣﺣ ّطﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﺗﻣﺳﺢ ﺑﮭﻣﺎ ﯾدﯾﮭﺎ .ﺑﯾن ﺑﻘﻊ ﺣﻠوى اﻟﻣﻌﻛرون ﺑﺎﻟﺷوﻛوﻻ ،ﻛﺎﻧت ﻗد ﺗرﻛت ﻟﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﻣﻛﺗوﺑ ًﺔ ﺑﺳرﻋﺔ ﺑوﺳﺎطﺔ ﻗﻠم ﻟ ّﺑﺎدي أزرق اﻟﻠون. ﻋزﯾزي اﻟﺳ ّﯾد ﻻﻣﺑﯾرور ،أﺧﯾراً ،أرﯾد أن أﻗول ﺟوﻧﺎﺛﺎن. ﻟﻘد ﺳﻣﺣ ُت ﻟﻧﻔﺳﻲ أن أﺳﺣب اﻟطﻠﻘﺎت ﻣن ﻣﺳدﺳك وأرﻣﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎوﯾﺔ اﻟﻘﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣرآب ﻣﺣطﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧت ﺗﺷرب ﻗﮭوﺗك .ﻻ أﻋرف ﻟﻣﺎذا أرد َت أن ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺳﻼ ٍح ،وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻛﻧ ُت ﺷﺑﮫ ﻣﺗﺄ ّﻛدة ﺑﺄ ّن ھذه ﻓﻛر ٌة ﺳﯾﺋﺔ. ﻛﻣﺎ أﻧﻧﻲ أﻋﻠم ﺑﺄ ّﻧك ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﯾﻠﺔ ﺣﺗﻰ إن ﻛﻧت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ُﯾرام ،ﺑذﻟ َت ﺟﮭداً ﻟﻛﻲ ُﺗﺿﺣﻛﻧﻲ وﺗﻌﺗﻧﻲ ﺑﻲ. 269
أﻧﺎ ﻣﺗﺄ ّﺳﻔﺔ ﺑﺷﺄن ﻣﺷﺎﻛﻠك اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺑﺷﺄن زوﺟﺗك .ر ّﺑﻣﺎ ﺳﺗﻌود اﻷﻣور إﻟﻰ ﻧﺻﺎﺑﮭﺎ ذات ﯾوم ﺑﯾﻧﮭﺎ وﺑﯾﻧك .وﻟﻛن ر ّﺑﻣﺎ أﯾﺿﺎً ﻟم ﺗﻛن ﺑﻛ ّل ﺑﺳﺎطﺔ ﺣ ّب ﺣﯾﺎﺗك. ﻟزﻣ ٍن طوﯾل ،ﻟم أﻛن ﺳﻌﯾدة .ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧ ُت ﻓﻌﻼً ﺣزﯾﻧﺔ ،ﺗﻌﻠّﻘ ُت ﺑﺟﻣﻠ ٍﺔ ُﺗﻧ َﺳب أﺣﯾﺎﻧﺎً إﻟﻰ ﻓﯾﻛﺗور ھوﻏو ،واﻟﺗﻲ ﻧﺳﺧﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن دﻓﺗر ﯾوﻣﯾﺎﺗﻲ .ﻛﺎﻧت ﺗﻘول\" :أﺟﻣل ﺳﻧوات اﻟﺣﯾﺎة ھﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻟم ﻧﻌﺷﮭﺎ ﺑﻌد\". اﻋﺗ ِن ﺑﻧﻔﺳك ،ﯾﺎ ﺟوﻧﺎﺛﺎن. آﻟﯾس. ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻗرأ ُت ھذه اﻟﻛﻠﻣﺎت ،اﺳﺗﻌﺎدت اﻟﺣﯾﺎة ﻓﺟﺄ ًة ﺗﻔ ّوﻗﮭﺎ واﻧﮭﻣرت دﻣوﻋﻲ ،وﺣﯾداً، ﻣﺛل ﻣﻐ َﻔ ٍل ،ﻓﻲ ﺳﯾﺎرﺗﻲ. 270
اﻟﻔﺻل اﻟﻌﺷرون ﻟﻐز اﻟﻠﺣم اﻟﺣ ّﻲ أﻟﻣﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﻣن اﻷﻛﺛر ﺑﻌداً. ﻓﻼﻧﯾري أوﻛوﻧور ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو ﯾوم اﻻﺛﻧﯾن ﻣﺳﺎ ًء اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺟراً ﺣﯾﻧﻣﺎ رﻓﻊ ﺟوﻧﺎﺛﺎن اﻟﺳ ّﻣﺎﻋﺎت ﻋن أذﻧﯾﮫ ،أدرك أ ّن دﻣﻌ ًﺔ ﺗﺳﯾل ﻋﻠﻰ ﺧ ّده .ﻛﺎن ذﻟك اﻟﻐوص ﺣﺗﻰ درﺟﺔ اﻧﻘطﺎع اﻟﻧﻔس ﻓﻲ ﺗﻌ ّرﺟﺎت اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷﻛﺛر ﺣﻠﻛ ًﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺻﻌﺑﺎً ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ. ھل ﺣ ّﻘﺎً آﻟﯾس ﻛواﻟﺳﻛﻲ ھذه اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻗد اﻋﺗرض طرﯾﻘﮭﺎ ھﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ آﻟﯾس دﯾﻛﺳون ،ﺿﺣ ّﯾﺔ ﺟ ّزار ﻟﯾﻔرﺑول؟ ﻋﺑﺛﺎً ﺣﺎول اﻟﺗﺣ ّﻘق ﻣراراً وﺗﻛراراً ﻣن اﻟﺗوارﯾﺦ ،ﻛﺎن ھﻧﺎك أﻣ ٌر ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﻣﺎ ُﯾرام. ﺗﻠ ّﻘت ﻣﺎدﻟﯾن ﻗﻠب آﻟﯾس اﻟﻣﻣ ّزق ﻓﻲ اﻟﺧﺎﻣس ﻣن ﺣزﯾران \\ ﯾوﻧﯾو .٢٠٠٩وﻛﺎن اﻟﻣﺧﺑر اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﺑﻧﺎ ًء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟوراﺛﯾﺔ ،ﻗد ﺣ ّدد رﺳﻣﯾﺎً ﺑﺄن ﻋﺿﻠﺔ اﻟﻘﻠب ھذه ﺗﻌود ﻟﻠﻔﺗﺎة اﻟﻣﺧﺗﻔﯾﺔ ،ﺑل وأ ّﻛد اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺧﺑري ﻧﺗﺎﺋﺟﮫ ﺑﻌﺑﺎرة \"دون أدﻧﻰ ﺷ ّك ﻣﺣ ّﺗﻣل\". 271
واﻟﺣﺎل أ ّن ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻛﺎن ﻗد اﻟﺗﻘﻰ آﻟﯾس ﻛواﻟﺳﻛﻲ ﻟﯾﻠﺔ اﻟﺣﺎدي واﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﻛﺎﻧون اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر .٢٠٠٩أي ﺑﻌد ﺗﻠ ّﻘﻲ ﻣﺎدﻟﯾن ﻟﻠﻘﻠب اﻟﻣﻣ ّزق ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﺳ ّﺗﺔ أﺷﮭر! ﻧزع ﺳدادة ﻗﺎرورة اﻟﻔودﻛﺎ وﺳﻛب ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻛﺄﺳﺎً ﻣﻧﺷطﺎً ﻣن اﻟﺷراب .ﻛﺎن ﻻ ﯾزال ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر ﺻدﻣﺔ اﻛﺗﺷﺎﻓﮫ ،ﻓﺣﺎول أن ﯾﺿﺑط ﻧﻔﺳﮫ وأﻻ ﯾﺗﺳ ّرع ،وھو ُﯾراﺟﻊ وﯾد ّﻗق ﻣﻧﮭﺟﯾﺎً ﻓﻲ ﻛ ّل اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ راودت ذھﻧﮫ. اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻷوﻟﻰ :أﻻ ﺗﻛون ھﻧﺎك أي ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﺗﺎﺗﯾن اﻟﻠﺗﯾن ﺗﺣﻣﻼن اﺳم آﻟﯾس ﻧﻔﺳﮫ .وأ ّن اﻷﻣر ﺑر ّﻣﺗﮫ ﯾﺗﻌﻠّق ﺑﻣﺣض ﻣﺻﺎدﻓﺔ أو ﺗواﻓق :اﻟﺑﻠوزة اﻟﻘطﻧﯾﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ، ﺷﻌﺎر ﻓرﯾق ﻛرة اﻟﻘدم ﻧﻔﺳﮫ ،اﻟﺷﻐف ﺑﺎﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ﻧﻔﺳﮫ ،اﻟﺟﺳد ﻧﻔﺳﮫ. ھذا أﻣ ٌر ﯾﺻﻌب ﺗﺻ ّوره ،وﻟﻛن ﻟ َم ﻻ... اﺣﺗﻣﺎ ٌل ﺛﺎن :أن ﺗﻛون ﻟدى آﻟﯾس ﺗوأ ٌم ﺧﻔ ّﻲ .ﻛﻼ .ھذه ﻓﻛرة ﺣﻣﻘﺎء .ﻟﻣﺎذا ﺗﻌﯾش واﺣدة ﻣﻧﮭﻣﺎ وﺳط ﻋﺎﺋﻠﺔ أﻣﯾرﻛﯾﺔ ﺛر ّﯾﺔ واﻷﺧرى ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺣﻠوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر؟ ﺛ ّﻣﺔ ﺧﯾﺎ ٌر ﺛﺎﻟث .ﻛﺎﻧت اﻟﻔﺗﺎﺗﺎن اﻟﻠﺗﺎن ﺗﺣﻣﻼن اﺳم آﻟﯾس ھﻣﺎ اﻟﺷﺧص ﻧﻔﺳﮫ .وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ،إ ّﻣﺎ أ ّن اﻟﻣﺧﺑر اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻗد أﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺣﻣض اﻟﻧووي ﻟﻌﺿﻠﺔ اﻟﻘﻠب )وھذا اﺣﺗﻣﺎ ٌل ﻧﺎدر( ،وإ ّﻣﺎ أ ّن آﻟﯾس ﺧﺿﻌت ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ زرع ﻗﻠب )وھو اﺣﺗﻣﺎل أﻛﺛر ﺟدارة ﺑﺎﻟﺗﺻدﯾق ،دون اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﺣﺳﺑﺎن ﺑﺄ ّن اﻟﻘﻠب اﻟذي وﺻل إﻟﻰ اﻟﺷرطﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻗد ﺗ ّم اﺳﺗﺋﺻﺎﻟﮫ وﻓق اﻟﻘواﻋد اﻟﺟراﺣﯾﺔ ،وإ ّﻧﻣﺎ ﺗ ّم ﺗﺷرﯾﺣﮫ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل(. اﺣﺗﻣﺎ ٌل أﺧﯾر :ﺗﻔﺳﯾ ٌر ﺧﺎرق ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ ،ﻧو ٌع ﻣن اﻟﺗﻘ ّﻣص ،وﻟﻛن ﻣن ُﯾﺻ ّدق ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺣﻣﺎﻗﺎت؟ ﻓ ّﻛر ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻟدﻗﺎﺋق إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻗﺑل أن ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟوﻗت اﻟﻣﺗﻘ ّدم ﻓﻲ 272
اﻟﻠﯾل .ذھب إﻟﻰ ﻏرﻓﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أن ﯾﺟد ﻓﯾﮭﺎ ﺳﺑﯾﻼً إﻟﻰ اﻟﻧوم .ﻣﻧذ اﻟﯾوم اﻷ ّول ،راوده ذاك اﻟﺷﻌور اﻟﻣﺟﻧون ﺑﺄ ّن ﺣﯾﺎة ﻣﺎدﻟﯾن وﺣﯾﺎﺗﮫ ﻗد ارﺗﺑطﺗﺎ ﺑﺧﯾ ٍط ﻏﯾر ﻣرﺋﻲ .ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﯾﻠﺔ ،ﺗو ّﺻل إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﻣﻔﻘودة :آﻟﯾس. ﻣﺎدﻟﯾن \\ آﻟﯾس ... ﻛﺎن ﻣدﯾﻧﺎً ﺑﺗﻔﺳﯾرا ٍت ﻟﻸوﻟﻰ .ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ دﯾ ٌن ﻟﻠﺛﺎﻧﯾﺔ. 273
274
اﻟﻔﺻل اﻟﺣﺎدي واﻟﻌﺷرون اﻟﺟﺎﻧب اﻟوﺣﺷﻲ اﻟ ّدوار ،ھو ﺷﻲ ٌء ﻣﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺧوف ﻣن اﻟﺳﻘوط. إ ّﻧﮫ ﺻوت اﻟﻔراغ اﻟذي ﯾﻧﺎدﯾﻧﺎ ﻣن اﻷﺳﻔل ﻓﯾﺟذﺑﻧﺎ وﯾﺳﺣرﻧﺎ .إ ّﻧﮫ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻘوط اﻟﺗﻲ ﻧﻘﺎوﻣﮭﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﻛون ﻗد أُﺻﺑﻧﺎ ﺑﺎﻟذﻋر. ﻣﯾﻼن ﻛوﻧدﯾرا ﺑﺎرﯾس ،ﻣوﻧﺑﺎرﻧﺎس ﯾوم اﻟﺛﻼﺛﺎء ٢٠ﻛﺎﻧون اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ وﻋﺷرون دﻗﯾﻘﺔ ﻣﺳﺎ ًء أﻣﺎم ﻣرآة ﺷ ّﻘﺗﮭﺎ ،ر ّﺗﺑت ﻣﺎدﻟﯾن ﻣظﮭرھﺎ اﻟﻣﻣ ّوه :ﺗﺑ ّرج واﺣﺗﺷﺎم ،ﻛﻌﺑﺎن ﻋﺎﻟﯾﺎن ﻟﻛﻲ ﺗﺣ ّدد ﺧ ّط ﺳﯾرھﺎ ،ﻓﺳﺗﺎ ٌن ﺧﻔﯾف أﺳود اﻟﻠون ﻣن اﻟﺣرﯾر اﻟﻧﺎﻋم واﻟﺻﻘﯾل .ﻛﺎن ﻛ ّل ﺷﻲء ﯾﺗﻼﻋب ﻋﻠﻰ طول اﻟﺳﺎﻗﯾن :ﻟم ﯾﻛن اﻟﻔﺳﺗﺎن طوﯾﻼً ﺟ ّداً وﻻ ﻗﺻﯾراً ﺟ ّداً ،ﯾﺻل إﻟﻰ ﻓوق اﻟرﻛﺑ ِﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً .ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺳﺎء ،اﻋﺗﺑرت ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﻟو أ ّﻧﮭﺎ ﻓﻲ \"ﻣﮭ ّﻣﺔ\" وﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻧﺳﺎء اﻟﺟ ّذاﺑﺎت اﻟﻠواﺗﻲ ﯾﻘﺎطرن ﻋﻠﻰ ﺳرﯾر ﺟورج ،أن ﺗﻛون ﻣﺛﯾرة ﻓﯾﻣﺎ ﻟو أرادت اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ اﻹﯾﻘﺎع ﺑﮫ. ارﺗدت اﻟﻣﻌطف اﻟﻣﺻﻧوع ﻣن اﻟﻐﺑردﯾن اﻟذي أھداه راﻓﺎﺋﯾل ﻟﮭﺎ 275
وﺧرﺟت ﻣن ﺷ ّﻘﺗﮭﺎ وھﻲ ﺗﺷﻌر ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻣﺛﯾرة وﺧﺑﯾﺛﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮫ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺧدع اﻟﻌد ّو. ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ،ﻛﺎﻧت اﻟﺳﯾﺎرات ﺗﺳﯾر ﻣﺗﻼﺻﻘ ًﺔ .رﻏم ﺷ ّدة اﻟﺑرد ،ﻓ ّﺿﻠت اﻟﻣﺗرو ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎرة اﻷﺟرة ودﻟﻔت إﻟﻰ ﺟوف ﻣﺣ ّطﺔ راﺳﺑﺎي. ﻣوﻧﺑﺎرﻧﺎس ،ﺑﺎﺳﺗور ،ﺳﯾﻔر – ﻟﯾﻛورب ... ﻛﺎن ﻗطﺎر اﻷﻧﻔﺎق ﻣزدﺣﻣﺎً ﺣﯾث ﯾﻌود ﻣﻌظم اﻟر ّﻛﺎب ﻣن ﻋﻣﻠﮭم وﯾﺧرج آﺧرون ﻟﺗﻧﺎول اﻟﻌﺷﺎء أو ﯾذھﺑون ﻟﻣﺷﺎھدة اﻟﻌروض اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ أو اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ وﻻ ﯾزال آﺧرون ﯾﺗﺳ ّوﻗون ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎﺗﮭم ﻟﻌﯾد اﻟﻣﯾﻼد. ﻓﺗﺣت ﻣﺎدﻟﯾن ﺣﻘﯾﺑﺔ ﯾدھﺎ :ﻛﺎﻧت اﻟﺣﻘﯾﺑﺔ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﺳ ّدﺳﮭﺎ ﻣن طراز ﻏﻠوك ١٧ – وھو ﺳﻼح ﺧدﻣﺗﮭﺎ اﻟذي ﻟم ﺗﻌﯾده أﺑداً إﻟﻰ ﻗﺳم اﻟﺷرطﺔ – وﻛذﻟك ﻛﺗﺎب ﺟﯾ ٍب ھو ﻋﺑﺎرة ﻋن رواﯾﺔ اﻟﻔﺎرس اﻟﺳوﯾدي ﻟﻠرواﺋﻲ ﻟﯾو ﺑﯾروﺗز ،وھو اﻟﻛﺗﺎب اﻟذي ﻧﺻﺣﮭﺎ ﺑﮫ ﻣﻧذ زﻣن طوﯾل ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺗري ﻣﻧﮭﺎ ﻛﺗﺑﮭﺎ. ﻛﺎﻣﺑرون ،ﻻ ﻣوت – ﺑﯾﻛﯾﮫ ،دوﺑﻠﯾﻛس ،ﺑﯾر – ھﺎﻛﯾم ... وﻗﻔت ﻣﺎدﻟﯾن ﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ اﻟﻣﻘﻌد اﻟﻣﺗﺣ ّرك وﻧظرت ﻣن ﺣوﻟﮭﺎ .ﺑدا ﻟﮭﺎ أن ﻋدد ًا ﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺎً ﻣن اﻟﻧﺎس ﯾﻘرأون ﻓﻲ وﺳﺎﺋط اﻟﻧﻘل اﻟﻌﺎ ّﻣﺔ .ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻛ ّل اﻟﺑﻠدان اﻷﺧرى ،ﻛﺎن اﻟﻧﺎس ﯾﻧﻘﺑون ﻓﻲ ﺷﺎﺷﺎت ھواﺗﻔﮭم اﻟﻣﺣﻣوﻟﺔ وھم ﯾﺗﺣﺎورون ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن وﯾﺗﺳﻠون ﺑﺎﻷﻟﻌﺎب وﯾﺳﺗﻣﻌون إﻟﻰ ﻣوﺳﯾﻘﺎھم .ﺣﺎوﻟت أن ﺗﺳﺗﻐرق ﻓﻲ ﻗراءة اﻟرواﯾﺔ ،وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﻓﯾﮭﺎ .ﻛﺎن ھﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس ،واﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗداﻓﻊ واﻟﮭرج واﻟﻣرج ،وﺧﺎ ّﺻﺔ ،ﻛﺎن ھﻧﺎك ﻋبء اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟذﻧب اﻟذي ُﯾﺛ ِﻘل ﻛﺎھﻠﮭﺎ .ﻣﻧذ ﯾوم اﻟﺳﺑت ،ﻛﺎﻧت ﺗﻛذب ﻋﻠﻰ راﻓﺎﺋﯾل. 276
وﻛﺎﻧت أﻛﺎذﯾﺑﮭﺎ ﺗﻐدو ﺗدرﯾﺟﯾﺎً ﻏﯾر ﺑرﯾﺋﺔ .ھذا اﻟﻣﺳﺎء ،ﺟﻌﻠﺗﮫ ُﯾﺻ ّدق ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ذاھﺑﺔ إﻟﻰ ﻣراﺳم دﻓن اﺑﻧﺔ إﺣدى ﺻدﯾﻘﺎﺗﮭﺎ. ﻟﺣﺳن ﺣ ّظﮭﺎ ،ﻟم ﯾﻛن راﻓﺎﺋﯾل ﺷ ّﻛﺎﻛﺎً وﻻ ظﻧوﻧﺎً ،وإﻻ ﻟﻣﺎ اﺳﺗﻐرق وﻗﺗﺎً طوﯾﻼً ﺣﺗﻰ ﯾﻛﺷﻔﮭﺎ. ﺑﺎﺳﻲ ،ﺗروﻛﺎدﯾرو ،ﺑواﺳﯾﯾر ،ﻛﻠﯾﺑر... ﻛﻣﺎ ﺗو ّﻗﻌت وﺗﺄ ّﻣﻠت ،ﻟم ﯾﺗﺄ ّﺧر ﺟورج ﻻ ﺗوﻟﯾب ﻓﻲ اﺳﺗﻌﺎدة اﻟﺻﻠﺔ ﻣﻌﮭﺎ .ﻟم ﺗﻣ ِض ﺑﺿﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ \"ﺣﺎدﺛﺗﮭﻣﺎ\" ﺣﺗﻰ ا ّﺗﺻل ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺟر وﻋرض ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗﻧﺎول اﻟﻐداء ﻣﻌﮫ .وﻟﻛﻲ ُﺗﺷ ّوﻗﮫ ،رﻓﺿت ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻋرﺿﮫ وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻟﺣﺳن اﻟﺣ ّظ أﻟ ّﺢ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓواﻓﻘت ﻣﺎدﻟﯾن ھذه اﻟﻣ ّرة ﻋﻠﻰ أن ﺗﺗﻧﺎول اﻟﻌﺷﺎء ﻣﻌﮫ. ﻛﺎﻧت ﺗﻌرف ﺟ ّﯾداً اﻟرﺟﺎل ﻣن أﻣﺛﺎل ﺟورج .ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎﻻت اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ُﺗﻧ َﺷر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻼت اﻟﻧﺳوﯾﺔ ُﺗطﻠق ﻋﻠﻰ ھؤﻻء اﻟرﺟﺎل ﻟﻘب \"اﻟﻔ ّﺗﺎﻧﯾن اﻟﻘﮭرﯾﯾن\" وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ُﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮭم ﻟﻘب \"اﻟﺷرھﯾن ﺟﻧﺳﯾﺎً\" إ ّﻧﮭﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣرادﻓﺎت ﻟﯾس إﻻّ ... ﻧزﻟت ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺧ ّط رﻗم .٦ﻣﺎ أن ﺧرﺟت ﻣن اﻟﻣﺗرو ،ﺣﺗﻰ أﺳرھﺎ اﻻﻧﺑﻌﺎث اﻟﺧﻼب ﻟﻸﺿواء .ﻋﻠﻰ ﻣدى أﻛﺛر ﻣن ﻛﯾﻠوﻣﺗرﯾن ،ﻣن ﻛوﻧﻛورد وﺣﺗﻰ ﺳﺎﺣﺔ إﯾﺗوال، ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺋﺎت ﻣن أﺷﺟﺎر أﺟﻣل ﺟﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣزﯾﻧﺔ ﺑﺷﻌﻼت ﻛرﯾﺳﺗﺎﻟﯾﺔ ﻣﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠون اﻷزرق .ﻟم ﯾﻛن ﺣﺗﻰ ﺑوﺳﻊ اﻟﺑﺎرﯾﺳﻲ اﻷﻛﺛر ﺿﺟراً أن ﯾﺑﻘﻰ ﻻ ﻣﺑﺎﻟﯾﺎً أﻣﺎم ﺳﺣر اﻟﻣﺷﮭد. ﺷ ّدت ﻣﻌطﻔﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮭﺎ وﺳﻠﻛت ﺟﺎدة ھوش وﺳﺎرت ﺣﺗﻰ وﺻﻠت إﻟﻰ ﻣطﻌم روﯾﺎل ﻣوﻧﺳو. اﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ ﺟورج ﻗﺎﺋﻼً: -أﻧ ِت ﻓﺎﺗﻧﺔ. 277
ﻟم ﯾﻛن ﯾﺳﺧر ﻣﻧﮭﺎ .ﻛﺎﻧت ﺻﺎﻟﺔ طﻌﺎم اﻟﻣطﻌم ُﺗﺑ ِﮭ ُر ﺑﺄﻋﻣدﺗﮭﺎ اﻟﻣﺗراﺻﻔﺔ وأراﺋﻛﮭﺎ اﻟﺟﻠدﯾﺔ اﻟﺻوﻓﯾﺔ اﻟﻠون وأﺛﺎﺛﮭﺎ اﻟﻣﺗﻣ ّﯾز :ﻛﺎﻧت ﻣﻘﺎﻋد اﻟﺑﺎر ﻣﻌدﻧﯾﺔ وطﺎوﻟﺔ اﻟﺷراب ﺷﻔﯾﻔﺔ... ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﯾﺟﻠﺳﺎن إﻟﻰ طﺎوﻟﺔ ﻓﻲ رﻛ ٍن ﻣﻧز ٍو ﻣن اﻟﺻﺎﻟﺔ ،ﺳﺄﻟﮭﺎ: -ھل أﺣﺑﺑ ِت زﯾﻧﺔ اﻟﻣطﻌم؟ ھ ّزت ﻣﺎدﻟﯾن رأﺳﮭﺎ ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب. -ھذه دﯾﻛورات ﺳﺗﺎرك اﻟﺧﺎ ّﺻﺔ .ھل ﺗﻌﻠﻣﯾن ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت \"ﺗز ّﯾن\" ﻣطﻌﻣﻲ أﯾﺿﺎً؟ ﻛﻼ ،ﻟم ﺗﻛن ﺗﻌرف ذﻟك. ﺑدءاً ﻣن ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ،ﻟم ﺗﻌد ﺗﺗﻛﻠّم ﺗﻘرﯾﺑﺎً ،ﻣﻛﺗﻔﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﺟﻣﯾﻠﺔ وﻣﺑﺗﺳﻣﺔ ،ﻣﺗظﺎھرة ﺑﺎﻹﻋﺟﺎب أﻣﺎم اﻻﺣﺗﻔﺎل اﻟﻐراﻣﻲ ﻟﺟورج اﻟﻣﺑﺗﮭﺞ ﻛﺎﻟﺷﺎﻣﺑﺎﻧزي .ﻛﺎن ﺣدﯾﺛﮫ ﻣﺗﻧ ّوﻋﺎً وﯾﺗﺣ ّدث ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن ﻛﻠﯾﮭﻣﺎ .ﺗﻛﻠّم ﻋن رﺣﻼﺗﮫ وﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ ﻟﻠرﯾﺎﺿﺎت اﻟﺻﻌﺑﺔ وﻋن داﻓﯾد ﻏﯾﺗﺎ وآرﻣﺎن ﻓﺎن ﺑﯾورن اﻟﻠذﯾن ﻛﺎن \"ﯾﻌرﻓﮭﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎً\" وﻋن اﻟﻠﯾل اﻟﺑﺎرﯾﺳﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑره \"ﻛﺋﯾﺑﺎً وﻣﺷؤوﻣﺎً وﯾﻛﺎد ﯾﻛون ﻣﻣﯾﺗﺎً\". -إ ّﻧﮭﺎ ﺣﺎﻟ ٌﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺧطورة :ﻟم ﺗﻌد ھﻧﺎك ﺛﻘﺎﻓﺔ \"أﺻﯾﻠﺔ\" ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ. أﻓﺿل اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌروض اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ اﻟراﻗﺻﺔ وﻛذﻟك أﻛﺛر اﻟﻣﺎرﻛﺎت إﺑداﻋﺎً ھﺎﺟرت إﻟﻰ ﺑرﻟﯾن وﻟﻧدن .إذا أرد ِت ﻓﻌﻼً أن ﺗﺣﺗﻔﻠﻲ ﺑﻌﯾد رأس اﻟﺳﻧﺔ ،اﻟﯾوم ،ﯾﺟب أن ﺗﺳﺗﻘﻠّﻲ طﺎﺋرة وﺗﺳﺎﻓري! ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن ﺗﺻﻐﻲ ﺑﺄذ ٍن ﺳﺎھﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻠك اﻷﻗوال اﻟﻣﺑرﻣﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔ ّوه ﺑﮭﺎ ﻟﻣﺋﺎت اﻟﻣ ّرات .ﺣﯾﻧﻣﺎ أﺣﺿر ﻟﮫ اﻟﻧﺎدل طﺑﻘﺎً ﻣن اﻟﺑﯾض اﻟﺑرﯾﺷت ﺑﺎﻹرﺑﯾﺎن واﻟﻔطر ،وﻗطﻌﺔ ﻣن ﻟﺣم اﻟﻌﺟل ﺑﺎﻟﻌﺻﯾر واﻟﺟزر ، ...ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن ﺗﺗﺳﺎءل ﻋ ّﻣﺎ ﺳﯾﺗﺻ ّوره ﺟوﻧﺎﺛﺎن. 278
ﺑﻌد ﺗﻧﺎول ﻛ ّل ﻟﻘﻣﺔ ﻣن ﺣﻠواھﺎ – وھو طﺑق ﻣن ﺣﻠوى اﻟﻣﯾل – ﻓوي اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷوﻛوﻻ واﻟﻠﯾﻣون ، -واﻓﻘت ﻋﻠﻰ أن ﺗذھب ﻟﺗﺷرب \"آﺧر ﻛﺄ ٍس\" ﻓﻲ ﻣﻧزل ﺟورج. ﺟﻠﺳت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﻌد ﺑﺟﺎﻧب ﺟورج ﻓﻲ ﺳﯾﺎرة اﻟﺑورش اﻟﺗﻲ ﻗ ّرﺑﮭﺎ ﺣﺎرس ﻣرآب اﻟﺳﯾﺎرات .ﻗﺑل أن ُﯾﻘ ِﻠﻊ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎرة ،اﻧﺣﻧﻰ ﻻ ﺗوﻟﯾب ﻧﺣو ﻣﺎدﻟﯾن وطﺑﻊ ﻗ ّﺑﻠ ًﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻣﮭﺎ. ﻣن اﻟﻣؤ ّﻛد أ ّن ھذا اﻟرﺟل ﻻ ﯾﺷ ّك ﻓﻲ أ ّي ﺷﻲء. اﺑﺗﺳﻣت ﻟﮫ وﺗظﺎھرت ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻗد أﺣ ّﺑﺗﮫ وﺑﺎدﻟﺗﮫ ﻗﺑﻠﺗﮫ. * ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ذﻟك ،ﻓﻲ ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو... ﻛﺎﻧت اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺟدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎر ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﻧﺗﺻف اﻟظﮭﯾرة .ﻗ ّﺑل ﺟوﻧﺎﺛﺎن اﺑﻧﮫ ووﺿﻌﮫ ﻋﻠﻰ اﻷرض .وﻓﻲ ﯾده ﺑطﺎﻗﺔ طﺎﺋرة ،وﺿﻊ ﻋﯾﻧﮫ ﻓﻲ ﻋﯾن ﻣﺎرﻛوس. -ﺣﺳﻧﺎً ،ﺳوف أأﺗﻣ ُﻧك ﻋﻠﻰ ﺷﺎرﻟﻲ ﻟﻣ ّدة ﯾوﻣﯾن .أﻟﯾﺳﺎﻧدرا ﺳﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺧﻼل اﻟﻌطﻠﺔ وﯾﻣﻛﻧﮭﺎ أن ﺗﺄﺗﻲ ﻟﺗﻘ ّدم ﻟك اﻟﻌون .أ ّﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻣطﻌم ،ﻓﻘد أﻟﻐﯾ ُت ﻛل اﻟﺣﺟوزات ﺣﺗﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻷﺳﺑوع. -ھل أﻧت ﻣﺗﺄ ّﻛد ﻣن أ ّﻧك ﺳﺗﺳﺗﻘ ّل ھذه اﻟطﺎﺋرة؟ -ﻧﻌم أﻧﺎ ﻣﺗﺄ ّﻛد ﻣن ذﻟك. -ﻻ أدري ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻣﺎ اﻟذي ﺳوف ﺗﻔﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﻟﻧدن. -ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﺳوف أذھب إﻟﻰ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر .ﯾﺟب أن أﻟﺗﻘﻲ ﺑﺷﺧ ٍص ھﻧﺎك وأن أﺗﺄ ّﻛد ﻣن ﺗﻔﺻﯾﻠﯾن أو ﺛﻼﺛﺔ... -وھذا اﻷﻣر ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻻﻧﺗظﺎر واﻟﺗﺄﺟﯾل؟ -ﻛﻼ. 279
-أﻻ ﺗرﯾد أن ﺗﺷرح ﻟﻲ اﻟﻣوﺿوع؟ ظ ّل ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﯾراوغ وﯾﺗﮭ ّرب ﻣن اﻟﻣوﺿوع: -ﻋﻠ ّﻲ دﯾ ٌن وﯾﺟب أن أﺳ ّدده ،ھﻧﺎك أﺷﺑﺎ ٌح ﯾﺟب أن أطردھﺎ ،ھﻧﺎك ﻣﻧﺎطق ﻣظﻠﻣﺔ ﯾﺟب أن أﻧﯾرھﺎ... -ھل ﻟﮭذا اﻷﻣر ﺻﻠﺔ ﺑﺗﻠك اﻟﺳ ّﯾدة اﻟﺗﻲ ُﺗدﻋﻰ ﻣﺎدﻟﯾن ﻏرﯾن؟ -ﺳوف أﺷرح ﻟك ﻛ ّل ﺷﻲء ﺣﯾﻧﻣﺎ أرى اﻟﻣوﺿوع ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو أوﺿﺢ .وﺣﺗﻰ ﺗﺣﯾن ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ،اﻋﺗ ِن ﺟ ّﯾداً ﺑﺷﺎرﻟﻲ. -ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد. -أ ّﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾك ،ﯾﺟب أن ﺗﺣﺗﺳﻲ وﻻ ﻗطرة ﻛﺣول واﺣدة ،وﻻ ﺗﺣﺿر ﻣوﻣﺳﺎت إﻟﻰ اﻟﺑﯾت ،وﻻ ﺗﺗﻌﺎطﻰ اﻟﻣﺧ ّدرات واﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻓﺗﺛﯾر اﻟﻘرف واﻟﺗﻘ ّزز... -أﻋﺗﻘد أﻧﻧﻲ ﻗد ﻓﮭﻣت. -وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮫ ھو ،ﯾﺟب أن ﯾﻧ ّظف أﺳﻧﺎﻧﮫ ﺻﺑﺎﺣﺎً وظﮭراً وﻣﺳﺎ ًء ،وأﻻ ﯾﺷﺎھد أﻓﻼﻣﺎً أو رﺳوﻣﺎت ﻣﺗﺣرﻛﺔ ﻋﻧﯾﻔﺔ وﻻ أن ﯾﺣﺿر ﺗﻠﻔزﯾون اﻟواﻗﻊ ،ﯾﺟب أﻻ ﯾﺗﻧﺎول اﻟﺳﻛﺎﻛر ﻛل ﺧﻣس دﻗﺎﺋق ،وﯾﺟب أن ﯾﺗﻧﺎول ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّل ﺧﻣﺳﺔ أطﺑﺎق ﻣن اﻟﻔﺎﻛﮭﺔ أو اﻟﺧﺿﺎر ﻛ ّل ﯾوم وأن ﯾرﺗدي ﻣﻧﺎﻣﺗﮫ وﯾذھب إﻟﻰ ﺳرﯾره ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻣﺳﺎ ًء. -ﻟﻘد ﻓﮭﻣت. -ھل ﻛ ّل ﺷﻲء واﺿﺢ؟ -ﻣﺛل ﻋﺻﯾر اﻟﻧﻘﺎﻧق. ھذا اﻟﺟواب اﻟذي ر ّد ﺑﮫ ﻣﺎرﻛوس ﺟﻌل ﺷﺎرﻟﻲ ﯾﻧﻔﺟر ﺿﺎﺣﻛﺎً. ﺿ ّﻣﮭم ﺟوﻧﺎﺛﺎن واﺣداً ﺑﻌد اﻵﺧر ﻟﻠﻣ ّرة اﻷﺧﯾرة ﻗﺑل أن ﯾﻌﺑر ﻣﻧطﻘﺔ اﻟرﻛوب. أﻗﻠﻌت رﺣﻠﺔ ﺷرﻛﺔ اﻟطﯾران اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗو ّﺟﮭﺔ ﻧﺣو ﻟﻧدن ﻣن 280
ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو ﺑﻌد اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟواﺣدة ظﮭراً ﺑﻘﻠﯾل .وھو ﯾﻧظر ﻣن ﺧﻼل ﻛ ّوة اﻟطﺎﺋرة ،ﺷﻌر ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺎﻧﻘﺑﺎ ٍض ﻓﻲ اﻟﻘﻠب. ھل ﻛﺎﻧت ﻓﻛرة ﺣﺳﻧﺔ أن ﯾﺗرك ﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ اﺑﻧﮫ اﻟذي اﻟﺗﻘﺎه ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ﻟوﻗ ٍت ﻗﺻﯾر ﺧﻼل ﻋطﻠﺔ أﻋﯾﺎد اﻟﻣﯾﻼد؟ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻟم ﺗﻛن ﻓﻛرة ﺣﺳﻧﺔ .وﻣﻊ ذﻟك ،ﺟﮭد ﻟﻛﻲ ﯾزﯾﺢ وﺳﺎوﺳﮫ ﺟﺎﻧﺑﺎً .ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراھن ،ﻟم ﯾﻌد ﺑوﺳﻌﮫ أن ﯾﻌود أدراﺟﮫ .ﻛﺎن ﻻ ﺑ ّد ﻟﮫ أن ﯾﻔﮭم ،أن ﯾذھب ﺣﺗﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ ھذا اﻟﻠﻐز ،إﻟﻰ ﻣﺎ وراء اﻟذﻛرﯾﺎت واﻷﻋذار اﻟﻛﺎذﺑﺔ. ﺑﻌد ﻣﺎدﻟﯾن ،ﺟﺎء دوره ﻟﻛﻲ ﯾواﺟﮫ ﺷﺑﺢ آﻟﯾس دﯾﻛﺳون. * ﺑﺎرﯾس دﻋﺎ ﺟورج ﻣﺎدﻟﯾن إﻟﻰ اﻟدﺧول أ ّوﻻً ﻓﻲ ﻣﻘﺻورة اﻟﻣﺻﻌد اﻟﺻﻐﯾر .أﻏﻠق ﺑﺎب اﻟﻣﺻﻌد وﺿﻐط ﻋﻠﻰ ز ّر اﻟطﺎﺑق اﻟﺧﺎﻣس وأﻟﺻق ﻟﺳﺎﻧﮫ ﺑﻔم اﻟﻣرأة اﻟﺷﺎﺑﺔ .اﻟﺗﺻﻘت إﺣدى ﯾدﯾﮫ ﺑﻧﮭدﯾﮭﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺳﻌت اﻷﺧرى إﻟﻰ رﻓﻊ ﺛوﺑﮭﺎ. ﺷﻌرت ﻣﺎدﻟﯾن ﺑﺄ ّن ﺣﻠﻘﮭﺎ ﻗد ﺗﻌ ّﻘد وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻧﺟﺣت ﻓﻲ ﺗﺣﺎﺷﻲ إظﮭﺎر ﺗﻘ ّززھﺎ .ﻛﺎﻧت ھﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﮭ ّﻣ ٍﺔ. ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﮭ ّﻣﺔ. ﻛﺎﻧت ﺷ ّﻘﺔ ﺟورج اﻟﻣزدوﺟﺔ ﺗﺷﻐل آﺧر طﺎﺑﻘﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻣﺎرة .ﻛﺎﻧت اﻟﺷ ّﻘﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻘﯾن ﻣﻧ ّظﻣﺔ ﻋﻠﻰ ھﯾﺋﺔ ﻋﻠّﯾﺔ ﻋﺻرﯾﺔ ذات دﯾﻛو ٍر ﻣﺗواﺿﻊ ﻣﻠ ّو ٍن ﺑﻠﻣﺳ ٍﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ. ﻛﺎن ﺳﻠّ ٌم ﺻﺎﻋ ٌد ﻣﺻﻧو ٌع ﻣن اﻟﻔوﻻذ ﯾوﺻل ﺑﯾن اﻟطﺎﺑﻘﯾن. ﻧزع ﺟورج ﻣﻌطف ﺿﯾﻔﺗﮫ وﻣن ﺛ ّم ﻟﻣس ﻗﺎطﻌﺎً زﺟﺎﺟﯾﺎً أطﻠق ﻣوﺳﯾﻘﻰ ﻣﻔﺎﺟﺋﺔ: -ھل ﺗﺣﺑﯾن ھذه اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ؟ إ ّﻧﮭﺎ ﻣوﺳﯾﻘﻰ Progressive 281
Tranceﻣزﺟﮭﺎ ﻣوﺳﯾﻘ ﱞﻲ داﻧﻣﺎرﻛﻲ ھو :ﻛﺎرل ﻛﺎرل ،ﻣﻠك اﻟﻣﺳرح اﻟﺑرﻟﯾﻧﻲ. ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻲ ،أﻧﺎ أﻋﺗﺑره ﻣوزارت اﻟﺟدﯾد. أ ّﻣﺎ أﻧت ،ﻓﺄﻧت ﻓﻲ ﻣﻧﺗﮭﻰ اﻟﺑﻼھﺔ ،ﻓ ّﻛرت ﻣﺎدﻟﯾن ﺑﮭذا اﻟﻛﻼم وھﻲ ﺗﻘ ّدم ﻟﮫ أﺟﻣل وأروع اﺑﺗﺳﺎﻣﺎﺗﮭﺎ. اﻵن وﻟم ﯾﻌد ھﻧﺎك ﻏﯾرھﻣﺎ ،ﺑدأت ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻧﺣرا ٍف ﻓﻲ ﻣزاﺟﮭﺎ .د ّق ﻗﻠﺑﮭﺎ ﺑﻘ ّوة ﻓﻲ ﺻدرھﺎ .ﺷﻌرت ﺑﺷﻲ ٍء ﻣن اﻟﺧوف ﻣﻣﺎ ﺳﯾﺣدث .ﻛﺎن ﺟز ٌء ﻣﻧﮭﺎ ﯾو ّد ﻟو أ ّﻧﮫ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻛﺎ ٍن آﺧر ،ﻣﻊ راﻓﺎﺋﯾل ،وﺳط اﻟراﺣﺔ اﻟوﺛﯾرة ﻟﺷ ّﻘﺗﮭﺎ .وﻟﻛ ّن وﺟﮭﺎً آﺧر ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺗﮭﺎ، ﻛﯾﺎ ٌن داﺧﻠ ﱞﻲ آﺧر ﻛﺎن ﯾﺷﻌر ﺑﺗﺣرﯾ ٍض ﻣﺣﻣوم ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺧطر. اﻗﺗرﺣت ﻋﻠﯾﮫ وھﻲ ﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﺧﻠف اﻟﺑﺎر: -ھل أﻋ ﱡد ﻟك ﻛوﺑﺎً ﻣن ﺑﯾﻧك ﺑﯾوزي ﻛﺎت؟ ﻟدى ﺳﻣﺎﻋﮫ ﻛﻠﻣﺔ ﺑﯾوزي ،أﻓرج ﺟورج ﻋن ﺻﯾﺣﺔ رﺿﺎ .وﻗف ﺧﻠف ﻏﻧﯾﻣﺗﮫ ووﺿﻊ ﯾدﯾﮫ ﻋﻠﻰ ردﻓﯾﮭﺎ ﻗﺑل أن ﯾرﻓﻌﮭﻣﺎ إﻟﻰ ﺻدرھﺎ. ﻗﺎﻟت وھﻲ ﺗﺗﺣ ّرر ﻣﻧﮫ ﺑﻠطف: -اﻧﺗظر ﯾﺎ ﻋزﯾزي ،ﺳوف أﻗﻠب ﻛ ّل ﺷﻲء! اﻟﺗﻘطت ﻛوﺑﯾن ﻟﺧ ّض اﻟﻣﺷروﺑﺎت وﻣﻸﺗﮭﻣﺎ ﺑﻣﻛﻌﺑﺎ ٍت ﻣن اﻟﺛﻠﺞ .أﺧرج ﻣن ﺟﯾﺑﮫ ﻗرﺻﯾن وردﯾﯾن ﻣز ّﯾﻧﯾن ﺑﻧﺟﻣ ٍﺔ وﻗﺎل ﻟﮭﺎ: -ﻋﻧدي ھد ّﯾﺔ ﻟك! أﻗراص إﯾﻛﺳﺗﺎزي... أﺧذت أﺣد اﻟﻘرﺻﯾن وﻏﻣزﺗﮫ ﺑطرﯾﻘ ٍﺔ ﻣﺛﯾرة. اﻗﺗرﺣت وھﻲ ﺗﺗظﺎھر ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻗد ازدردت ﻗرص اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن اﻟﻣ ّﻧﺑﮫ: -ﺳﯾﻛون ﻋﻠﯾك أن ﺗﺧ ّﻔف اﻟﺿوء. ھذا اﻷﺑﻠﮫ ﺳوف ُﯾﺣ ِﺑ ُط ﺧ ّطﺗﻲ. ﺳﺎرﻋت إﻟﻰ ﺳﻛب ﻛﺄﺳﯾن ﻣن اﻟﻔودﻛﺎ ﻓﻲ أﻛواب اﻟﻛوﻛﺗﯾل 282
وأﻛﻣﻠت ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﺑﻌﺻﯾر اﻟﻠﯾﻣون اﻟﮭﻧدي وﺑﻘﻠﯾل ﻣن ﺧﻼﺻﺔ ﻋﺻﯾر اﻟرﻣﺎن. اﺳﺗﻐﻠت ﻟﺣظﺔ ﻣن ﻋدم اﻧﺗﺑﺎه ﺟورج ﻟﻛﻲ ﺗز ّﯾن ﻣﺷروﺑﮫ ﺑﺟرﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ﻣﺎدرة روھﺎﯾﺑﻧول ،وھو ﻣﻧ ّو ٌم ﻗو ّي ُﯾﺳ َﺗﺧ َدم ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن ﻣن ﻗﺑل ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﻏﺗﺻﺎب. ﻗﺎﻟت وھﻲ ﺗﻘ ّدم ﻟﮫ ﻛﺄﺳﮫ ﻣن ﺑﯾﻧك ﺑﯾوزي ﻛﺎت: -ﻓﻲ ﺟرﻋ ٍﺔ واﺣدة! ﺣﻣداً ! ﻟم ﯾﺗﻣ ّﻧﻊ ﺟورج ﺣﺗﻰ ﺷرب ﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺄﺳﮫ ﻣن ﺷراب ،وﻟﻛن ﻣﺎ أن أﻧزل ﻛﺄﺳﮫ ﺣﺗﻰ ﻗﻠب ﻣﺎدﻟﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌ ٍد ﻣﻠ ّﺑ ٍس ﺑﻧﺳﯾ ٍﺞ أﺳو ٍد وﻗد ُﻧ ِﺛرت ﻓوﻗﮫ ﻣﺧ ّددات ﺻﻐﯾرة ﻣﻘﻠّﻣﺔ ﺑﺎﻷﺑﯾض واﻷﺳود. أﻣﺳﻛت ﯾداه ﺑرأس اﻟﻣرأة اﻟﺷﺎ ّﺑﺔ ﻣو ّﺟﮭﺎً ﻓﻣﮫ ﻧﺣو ﻓﻣﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﻘ ّﺑﻠﮭﺎ ﻗﺑﻠ ًﺔ ﺗﺻ ّورھﺎ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﺷﺑﻘ ّﯾﺔ .ﻏ ّط ﻟﺳﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﻓﻣﮭﺎ ورﻓﻊ ﺛوﺑﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻎ ﺳرواﻟﮭﺎ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺻﻐﯾر ﺛ ّم ﺣ ّل أزرار اﻟﺟزء اﻟﻌﻠوي ﻣﻧﮫ وھو ﯾداﻋب ﻧﮭدﯾﮭﺎ وﯾﻣ ّص وﯾﻌ ّض ﺣﻠﻣﺗﯾﮭﺎ. ﺷﻌرت ﻣﺎدﻟﯾن أ ّن ﻗﻔﺻﮭﺎ اﻟﺻدري ﯾﻧطﺑق وﺿﺎق ﺗﻧﻔّﺳﮭﺎ .ﻛﺎن ﺟﺳد ﺟورج اﻟﻣﻠﺗﺻق ﺑﺟﺳدھﺎ ﺛﻘﯾﻼً وﻣزﻋﺟﺎً ﯾﺑﻌث ﺣرار ًة وراﺋﺣﺔ ﻣزﻋﺟﺔ .أﺛﺎر ﻟﻌﺎﺑﮫ اﻟﺳﺎﺧن واﻟﻣﺎﻟﺢ ﻟدﯾﮭﺎ اﻟﻐﺛﯾﺎن واﻻﺧﺗﻧﺎق .اﺳﺗﺣﻛم ﺑﮭﺎ ﺟورج اﻟﮭﺎﺋﺞ وﻋ ّض ﻋﻧﻘﮭﺎ ﻣﺗﺧ ّﯾﻼً ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ھﯾﺋﺔ اﻷﺳد ﻗﺑل اﻟﺗﮭﺎم اﻟﻐزال .ﻛﺎﻧت ﺗﺧﺗﻧق وﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﮫ ﻛﺎﻧت راﺿﯾﺔ .ﻟم ﯾرﻏﻣﮭﺎ أﺣ ٌد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻲء إﻟﻰ ھذا اﻟﻣﻛﺎن .ﻟم ﯾرﻏﻣﮭﺎ أﺣد ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻛﺎن. ﻛﺎن ﺑوﺳﻌﮭﺎ أن ﺗوﻗف اﻟﻠﻌﺑﺔ ﺑﻛﻠﻣﺔ ﺑﺳﯾطﺔ أو ﺑﺻرﺧ ٍﺔ ﻣﻧﮭﺎ وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻔﻌل ذﻟك. ﻟﻛﻲ ﺗﻘﺎوم اﻟﻣوﻗف ،ر ّﻛزت أﻧظﺎرھﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺣﯾط ﺑﮭﺎ 283
ﻣر ّﻛزة ذھﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺧب اﻟذي أﺣدﺛﺗﮫ إﺣدى ﻓردﺗﻲ ﺣذاﺋﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﺳﻘطت ﻋﻠﻰ اﻷرض وھﻲ ﺗﺣ ّدق ﻓﻲ اﻟﺳﻘف اﻟﻣﻧﺎر ﺑﺄﺿواء اﻟﺳﯾﺎرات اﻟﻣﺎ ّرة ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع .ﻛﺎن وﺟﮫ ﺻﺎﺣب اﻟﻣطﻌم ﻣﻠﺗﺻﻘﺎً ﺑوﺟﮭﮭﺎ .ﺗرك اﻟرﺟل ﻧﮭدﯾﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﺑدأ ﺑﻌﺿﻌﺿﺔ أذﻧﯾﮭﺎ. ھﻣس ﻟﮭﺎ: -ھل ﺗﺣ ّﺑﯾن ھذا؟ اﻛﺗﻔت ﻣﺎدﻟﯾن ﺑﺎﻟﺗﺄ ّوه وھﻲ ﺗﺷﻌر ﺑﻧﻌوظﺔ ﻋﻠﻰ ورﻛﮭﺎ .ﺑﺣرﻛ ٍﺔ ﻣﺗﺳﻠّطﺔ ،أﻣﺳك ﺟورج ﺑﯾدھﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﺿﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺿوه اﻟذﻛري .أﻏﻣﺿت ﻣﺎدﻟﯾن ﻋﯾﻧﮭﺎ وﺷﻌرت ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺑﮫ طﻌم اﻟدم ﻓﻲ ﻓﻣﮭﺎ. اﻟﺑﺣث .اﻟﻣﻌرﻓﺔ .اﻹدراك .اﻟﺗﺣﻘﯾق. ﻛﺎﻧت ﺗﻠك ھﻲ ﺳﻠﺳﻠﺗﮭﺎ ﻣﻧذ دﺧوﻟﮭﺎ إﻟﻰ ﺳﻠك اﻟﺷرطﺔ .ﺷرطﯾ ٌﺔ ﻛﺎﻧت وﺷرطﯾ ٌﺔ ﺳﺗﺑﻘﻰ .ﻛﺎﻧت ﺗﻠك ھﻲ طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ .ﺷﻲ ٌء ﻣﺣﻔو ٌر ﻓﻲ داﺧﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻣزﻣ ٍن ﻛﻣﺎ ﻟو أ ّﻧﮫ ﻣر ٌض. ﻛﺎﻧت أﺻﺎﺑﻊ ﺟورج ﺗﻧزل اﻵن ﻧﺣو ﺑطﻧﮭﺎ وھﻲ ﺗﺗﺣ ّﺳس ﻓﺧذﯾﮭﺎ وﺗﻛﺗﺷف ﻧﻣ ّو ﻋﺎﻧﺗﮭﺎ. أدارت ﻣﺎدﻟﯾن رأﺳﮭﺎ ﻧﺣو اﻟﻣرآة اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺻﺎﻟون ورأت ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ اﻟﻠﺗﯾن ﻛﺎﻧﺗﺎ ﺗﻠﺗﻣﻌﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺗﻣﺔ .طﻌم اﻟد ّوار ،ﻏﻣوض اﻟﻌﻧف ،ﺿرورة ﺗﺟﺎوز اﻟﺣدود :ھذا اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺷ ّوه اﻟذي ﻛﺑﺗﺗﮫ ﻣﻧذ ﻋﺎﻣﯾن ﻋﺎد ﺑﻘ ّوة إﻟﻰ ذھﻧﮭﺎ ﻣﺛل ﻛﯾ ٍد ﯾرﺗ ّد ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺑﮫ. طﻔت اﻟذﻛرﯾﺎت واﻷﺣﺎﺳﯾس اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳطﺢ. ﻛﺎن ھﻧﺎك ﺧط ٌر إﺿﺎﻓﻲ؛ أﻻ وھو اﻟﺧﺿوع اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻟﮭذه اﻟﻣﮭﻧﺔ أن ﺗﺧﻠﻘﮫ. ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﺑﺟرﯾﻣﺔ دم ،ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻧﺎﻓس وﯾزاﺣم أدرﯾﻧﺎﻟﯾن ﻋﻣﻠﮭﺎ. ﻻ اﻟﻌطل وﻻ اﻟﺧروج ﻣﻊ اﻟزﻣﯾﻼت وﻻ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺟﻧس .ﻛﺎن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﺟﻠﻌﮭﺎ ﻣﮭووﺳﺔ ﺑﺷﻲ ٍء 284
وﺣﯾد أﻻ وھو ﻋﻣﻠﮭﺎ ،ﻛﺎن اﻟﻠﻐز اﻟذي ﯾﻛﺗﻧف اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣ ّﻘق ﻓﯾﮭﺎ ﯾﺗﻧﺎھﺷﮭﺎ. ﻓﻲ ﻣﺎ ﻣﺿﻰ ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻧﺷﻐﻠﺔ ﺑﻘﺿ ّﯾﺔ ﻣﮭ ّﻣﺔ ،ﻛﺎﻧت \"ﺗﻌﯾش\" ﻓﻲ اﻟﻣﻔوﺿﯾﺔ وﺗﻧﺎم ﻓﻲ ﺳﯾﺎرﺗﮭﺎ اﻟﻣرﻛوﻧﺔ ﻓﻲ ﻣوﻗف اﻟﺳﯾﺎرات أو ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺣﺟرات اﻻﺣﺗﺟﺎز .ھذا اﻟﻣﺳﺎء ،ﻛﺎن اﻷﻣر ﻣﺧﺗﻠﻔﺎً .ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّل ،ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟظﺎھرﯾﺔ .ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ،ﻟم ﺗﻛن ھﻧﺎك ﺟرﯾﻣﺔ ﻗﺗل ،وﻟﻛن ﺣﺎ ّﺳﺔ اﻟﺷم ﻟدﯾﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻘول ﻟﮭﺎ أن ﺗﺳﺗﺑﺳل ﻓﻲ ﻣﮭ ّﻣﺗﮭﺎ ھذه .ﻛﺎﻧت ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻗد أﺻﺑﺣت اﻟوﺳواس اﻟﻣﺗﺳ ّﻠط ﻋﻠﻰ ﻓﻛرھﺎ :ﻣﺎ اﻟذي اﺳﺗطﺎع أن ﯾدﻓﻊ ھذه اﻟﻣرأة إﻟﻰ أن ﺗﺧ ّرب طواﻋﯾﺔ ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟزوﺟﯾﺔ وﺗد ّﻣر ﺑﯾﺗﮭﺎ؟ ﻣن اﻟﻣؤ ّﻛد أ ّن ﺳﻠوﻛﺎً ﻛﮭذا ﻛﺎن ﯾﺧﻔﻲ أﻣراً ﺧطﯾراً ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ... ﻟﻣزﯾ ٍد ﻣن اﻟوﻗت ،ﺗﻣ ّﮭﻠت أﺻﺎﺑﻊ ﺟورج ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوﯾف ﺟﺳدھﺎ وھﻲ ﺗﻠﺗ ّف ﺣول اﻟﻧﺳﯾﺞ اﻟﻣﺑﻠّل ﻟﺳرواﻟﮭﺎ اﻟداﺧﻠﻲ ﻗﺑل أن ﺗﻔﻘد ﺗدرﯾﺟ ّﯾﺎً ﺧ ّﻔﺗﮭﺎ ورﺷﺎﻗﺗﮭﺎ .ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺷﻌرت أ ّن ﺟﺳد \"ﻋﺷﯾﻘﮭﺎ\" ﯾﻧﮭﺎر ﺑﻘوة ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﺣ ّررت ﻣﺎدﻟﯾن ﻧﻔﺳﮭﺎ وﺳﺣﺑت ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻣن اﻷرﯾﻛﺔ ﻛﻐرﯾﻘ ٍﺔ ﻛﺎدت ﺗﺧﺗﻧق وﺗﺻﻌد إﻟﻰ ﺳطﺢ اﻟﻣﺎء .رﻗد ﻻ ﺗوﻟﯾب ﻋﻠﻰ اﻷرﯾﻛﺔ ﻣرھﻘﺎً ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺧ ّدر .ﺗﺄ ّﻛدت ﻣﺎدﻟﯾن ﻣن أ ّن اﻟرﺟل ﻻ ﯾزال ﯾﺗﻧ ّﻔس .ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻣﻧﻰ أﻻ ﯾؤ ّدي اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻟﻣﻧ ّوم واﻟﻣﺷروب إﻟﻰ ﻣﺿﺎﻋﻔﺎت ﺧطﯾرة ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ. * اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺣﺎدﯾﺔ ﻋﺷرة ﻣﺳﺎ ًء ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ أﻻ ﺗﺿ ّﯾﻊ وﻗﺗﺎً وأن ﺗﻘوم ﺑﻌﻣﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ودون إﺑطﺎء. ﺑﺎﺷرت ﻣﺎدﻟﯾن ﻋﻣﻠﮭﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ وﻣﻧ ّظﻣﺔ .ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺷ ّﻘﺔ ﺗﺧﻔﻲ ﺳ ّراً وﻛﺎﻧت ﻣﺗﺄ ّﻛدة ﻣن ھذا اﻷﻣر .ﻗﺑل ﻛ ّل ﺷﻲء أوﻗﻔت ﺗﻠك 285
اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺻﺎﺧﺑﺔ اﻟﻣﺻ ّﻣﺔ ﻟﻶذان واﻟﺗﻲ أوﻗﻔت ﺷﻌرھﺎ رﻋﺑﺎً وأﺷﻌﻠت ﻛ ّل اﻷﺿواء وﺑدأت ﺣﻣﻠﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻔﺗﯾش. ﻛﺎﻧت اﻟﺷ ّﻘﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻘﯾن ﻛﺑﯾرة وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻓﺎرﻏﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎً .أو ﺑﺎﻷﺣرى ﻛﺎن ﻛ ّل ﺷﻲء ﻓﯾﮭﺎ ﻣر ّﺗﺑﺎً ﺑﺎﻧﺗظﺎم وﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮫ اﻟﻣﻧﺎﺳب .ﻛﺎن ﺟورج رﺟﻼّ ﯾد ّﻗق ﻛﺛﯾراً ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل وﺑﻛ ّل ﺗﺄﻛﯾد ﯾو ّظف ﻣد ّﺑرة ﻟﻠﻣﻧزل ﻟﻛﻲ ﺗﻘوم ﺑﺗﻧظﯾﻔﮫ وﺗرﺗﯾﺑﮫ واﻻﻋﺗﻧﺎء ﺑﮫ .ﻛﺎﻧت ﻟدﯾﮫ ﺧزاﻧﺔ ﺗدﻓﻊ أ ّي اﻣرأة ﺣظ ّﯾﺔ إﻟﻰ اﻻﻧﺳﯾﺎق وراء اﻻﺳﺗﯾﮭﺎم .ﻛﺎن ﻛ ّل ﺷﻲ ٍء ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ واﻷدراج ﻣر ّﺗﺑﺎً ﺗرﺗﯾﺑﺎً ﻣﺣﻛﻣﺎً :ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﯾﺎﺿﺔ ،أﺟﮭزة ﺑ ّث اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ﻣن أﺣدث طراز ،اﻟﻣﺋﺎت ﻣن اﻷﺳطواﻧﺎت واﻷﻗراص اﻟﻣدﻣﺟﺔ ،وﺑﻌض اﻟﻛﺗب اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ... ﻗﻠﺑت ﻣﺎدﻟﯾن ﻛ ّل اﻷﻟﺑﺳﺔ وﻓﺗﺣت ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻓﺗﺣﮫ وﺑﺣﺛت ﻓﻲ ﻛ ّل ﺧﺑﺎﯾﺎ اﻟﻣﻛﺎن وزواﯾﺎه .ھذا اﻟﻧوع ﻣن \"اﻟﻣﮭﺎرة\" ﻻ ﯾزول .ﻟم ﺗﻛن ﺗﻌﻠم ﺣ ّﻘﺎً ﻋن ﻣﺎذا ﻛﺎﻧت ﺗﺑﺣث وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻌرف أ ّن ھﻧﺎك ﺷﻲ ٌء ﻣﺎ ﻻ ّﺑد ﻣن اﻟﻌﺛور ﻋﻠﯾﮫ .ھل ﯾﻣﻛن ﻟذﻟك اﻟﺷﻲء أن ﯾﻛون ﻣﺧ ّﺑﺄ وﺳط اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﻔظ ﻻ ﺗوﻟﯾب ﺑﮭﺎ ﻓﻲ أﺿﺎﺑﯾر أو ﻣﺻ ّﻧﻔﺎت ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻲ؟ ﺗﺣ ّﻘﻘت ﻣن أ ّن ﺟورج ﻻ ﯾزال ﻏﺎﺋﺑﺎً ﻋن اﻟوﻋﻲ ﺛ ّم أﺧرﺟت ﻣﺳ ّدﺳﮭﺎ ﻣن طراز ﻏﻠوك ﺗﺣ ّﺳﺑﺎً ﻷن ﯾﺳﺗﯾﻘظ ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻣﻔﺎﺟﺊ وﺟﻠﺳت ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﮫ ﻟﻛﻲ ﺗﻘوم ﺑﻔﺣص وﺗدﻗﯾق اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺗو ّﻓرة :ﻛﺷوﻓﺎت ﺣﺳﺎﺑﺎت ﻣﺻرﻓﯾﺔ ،إﺷﻌﺎرات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻓواﺗﯾر ﺗﺳدﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻛﮭرﺑﺎء ،ﺳﻧدات أﻣوال ﻣﻧﻘوﻟﺔ وﻏﯾر ﻣﻧﻘوﻟﺔ .اﺳﺗﻐرﻗت ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ \"اﻟﺗﻘﺻﻲ\" أﻛﺛر ﻣن ﺳﺎﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن وﻗﺗﮭﺎ وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻔ ِض إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ أ ّي ﺷﻲء ﻟم ﺗﻛن ﺗﻌرﻓﮫ ﻣن ﻗﺑل .ﻛﺎن ﺻﺎﺣب اﻟﻣطﻌم ﯾﻣﻠك إﯾرادات أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺣﻛم إدارﺗﮫ واﺳﺗﺛﻣﺎره ﻟﻣﻧﺷﺄﺗﮫ وﻟﻛن ﺑﺷﻛ ٍل ﺧﺎص 286
ﺑﻛوﻧﮫ ﻣدﯾراً ﻟﻣؤ ّﺳﺳﺔ دﯾﻠﯾو .اﻏﺗﺎظت ﻣﺎدﻟﯾن ﻟﻛوﻧﮭﺎ ﻗد ﻋﺎدت ﺑﺧ ّﻔﻲ ﺣﻧﯾن .ﻛﺎن اﻟوﻗت ﯾﻣ ّر ﺳرﯾﻌﺎً. ﺑﻘﻲ اﻟﺣﺎﺳوب اﻟﻣﺣﻣول اﻟﻣﺻﻧوع ﻣن اﻷﻟﻣﻧﯾوم واﻟﻣوﺿوع ﻋﻠﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺎﻟون .ﻓﺗﺣت اﻟﻣﺣ ّﻘﻘﺔ اﻟﺟﮭﺎز ﺑﺣذ ٍر .ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺷرطﯾﺔ ،ﻛﺎﻧت ﻟدﯾﮭﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟﻘرص اﻟﺻﻠب ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺧدﻣﺔ ﺧﺎ ّﺻﺔ وﻟﻛ ّن ﻣﻌﺎرﻓﮭﺎ اﻟﺧﺎ ّﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻣﺣدودة .وﻟﺣﺳن ﺣ ّظﮭﺎ ،ﻛﺎن اﻟﺟﮭﺎز ﻣوﺻوﻻً ﺑﺎﻷﺳﺎس اﻷﻣر اﻟذي و ّﻓر ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺿرورة إدﺧﺎل ﻛﻠﻣﺔ ﻣرور ﻟﻔﺗﺢ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ. اﻛﺗﻔت ﺑﺈﺟراء ﻣﻧﺎورﺗﯾن أو ﺛﻼث ﻣﻧﺎورات أﺳﺎﺳﯾﺔ وھﻲ ﺗﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣﻛﺗب وﺗراﺟﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺻور – اﻟﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺻور اﻟﻐطس ﺗﺣت ﻣﯾﺎه اﻟﺑﺣر – وﺗﻔﺣص ﺗوارﯾﺦ اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ .اﺳﺗﻌرﺿت ﺳرﯾﻌﺎً اﻟرﺳﺎﺋل اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﻔوظﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﺑﺔ ﺗﻠﻘﻲ اﻟرﺳﺎﺋل وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺟد ﻓﯾﮭﺎ أ ّي ﺷﻲ ٍء ھﺎ ّم. اﻟﺗﺣﻘﯾق ھو اﻹﺻرار واﻟﻣﺛﺎﺑرة. دون أن ﺗﺛﺑط ﻋزﯾﻣﺗﮭﺎ ،ﻓ ّﺗﺷت ﺑرﻧﺎﻣﺞ إرﺳﺎل اﻟﺑرﯾد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ .ﻛﺎن ﺣﺳﺎب ﺟورج ﻣوﺳوﻣﺎً ﺑﻧظﺎم .IMAPﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن ﻗد ﻗﺎﻣت ﺑﺎﻹﺟراء ﻧﻔﺳﮫ ﻟﻌﻧواﻧﮭﺎ اﻟﺧﺎ ّص ،اﻷﻣر اﻟذي أﺗﺎح ﻟﮭﺎ أن ﺗﻔﺣص رﺳﺎﺋﻠﮭﺎ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ھﺎﺗﻔﮭﺎ اﻟﻣﺣﻣول وﻋﻠﻰ ﺣﺎﺳوﺑﮭﺎ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻲ آ ٍن واﺣد .ﻟم ﺗﻛن ھﻧﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أن ﺗﻛون ﺧﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻌرف ﺑﺄ ّﻧﮫ ،ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﺗﺑﻘﻰ ﻛ ّل اﻟرﺳﺎﺋل ﻣؤرﺷﻔﺔ وﻣﺧ ّزﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎدوم ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﺗﻠك اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻘد اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻗد أُﻟﻐﯾت ﻣن ﺣﺎﺳوﺑﮫ. وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳوف ﺗﻘوم ﻣﺎدﻟﯾن اﻵن ﺑﺟوﻟ ٍﺔ ﻓﻲ اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﻣﺧ ّزﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب .ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك اﻵﻻف ﻣن اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗ ّم ﺗﻠ ّﻘﯾﮭﺎ أو إرﺳﺎﻟﮭﺎ 287
ﻣﻧذ ﺳﻧوا ٍت ﻋدﯾدة .أدﺧﻠت ﻛﻠﻣﺎت ﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ إﻟﻰ أن ﻧﺟﺣت ﻓﻲ ﻋزل اﻟﺑرﯾد اﻟذي ﺗﺑﺣث ﻋﻧﮫ .وﻛﺎن ذﻟك اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ أ ّﻧﮭﺎ ﺗﺳﯾر ﻓﻲ اﻟطرﯾق اﻟﺻﺣﯾﺢ: ﻣن :ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ دﯾﻠﯾﻠو إﻟﻰ :ﺟورج ﻻ ﺗوﻟﯾب اﻟﻣوﺿوع :ر ّد: اﻟﺗﺎرﯾﺦ ٤ :ﺣزﯾران \\ ﯾوﻧﯾو ١٩:٤٧ ،٢٠١٠ ﺟورج، أﺗو ّﺳل إﻟﯾك أن ﺗﺗﺧﻠّﻰ ﻋن ﻣﺷروﻋك ﻓﻲ اﻟذھﺎب ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓﻲ ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو .ﻟﻘد ا ّﺗﺧذﻧﺎ اﻟﻘرار اﻟﺳﻠﯾم .ﻟﻘد ﻓﺎت اﻷوان ﻋﻠﻰ اﻟﻧدم ،ﻛﻧ ُت أﻋﺗﻘد ﺑﺄ ّﻧك ﻗد أدرﻛت ﻣن ﺧﻼل ﻗراءة اﻟﺻﺣف... اﻧ َس ﺟوﻧﺎﺛﺎن وﻣﺎ ﺣدث ﻟﻧﺎ .دﻋﮫ ﯾﻌﯾد ﺗﻛوﯾن ﻧﻔﺳﮫ. إذا اﻋﺗرﻓت ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﺳوف ﺗﺿﻌﻧﺎ ﻧﺣن اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ وﺿ ٍﻊ ﻣﺄﺳوي وﺳوف ﺗﺧﺳر ﻛ ّل ﺷﻲء :ﻋﻣﻠك ،ﺷ ّﻘﺗك ،ورﻓﺎھﯾﺗك. ف ﻛﺎﻧت اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻣﻔ ّﻛﻛﺔ ﻻ راﺑط ﺑﯾن ﻣﺿﺎﻣﯾﻧﮭﺎ وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ھﺎ ّﻣﺔ .ﻣ ّﻣﺎ ﻻ ﺷ َك ﻓﯾﮭﺎ، ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك أﻣو ٌر ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻛﺷف ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻗراءة ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺳطور .طﺑﻌت اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻟﻣزﯾ ٍد ﻣن اﻷﻣﺎن ،أرﺳﻠت ﻧﺳﺧ ًﺔ ﻣن اﻟرﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻋﻧواﻧﮭﺎ اﻟﺧﺎ ّص. * 288
اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟواﺣدة ﺻﺑﺎﺣﺎً ر ّﺷت ﻣﺎدﻟﯾن اﻟﻣﺎء اﻟﺑﺎرد ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ وﻣن ﺛ ّم ﺻﻔﻌﺗﮫ ﺑﺿﻊ ﺻﻔﻌﺎت .ﻓﺗﺢ ﺟورج ﻋﯾﻧﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﻣﺣ ّددة ﺣﯾث ﺗﻠ ّﻘﻰ ﺻﻔﻌ ًﺔ ﺟدﯾدة ﻣلء وﺟﮭﮫ. -ﻣﺎ ھذ...؟ ﻛﺎن ﺟﺎﻟﺳﺎً ،ﻣوﺛوﻗﺎً ﺑرﺑطﺔ ﻋﻧﻘﮫ إﻟﻰ ﻛرﺳ ﱟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﺎﻟون .ﺣﺎول ان ﯾﺣ ّرر ﻧﻔﺳﮫ وﻟﻛ ّن ﯾدﯾﮫ ﻛﺎﻧﺗﺎ ﻣﻘ ّﯾدﺗﯾن ﺧﻠف ظﮭره وﻛﺎن ﻛ ّل ﻛﻌ ٍب ﻣن ﻛﻌﺑﯾﮫ ﻣﻌﻘوداً إﻟﻰ أﺣد أرﺟل اﻟﻛرﺳﻲ .ﻋﻠﻰ ﺑﻌد ﻋﺷرة ﺳﻧﺗﯾﻣﺗرات ﻣن وﺟﮭﮫ ،ﻛﺎﻧت ﺳﺑطﺎﻧﺔ ﺳﻼ ٍح آﻟﻲ ﻣﺻو ّﺑﺔ ﻋﻠﯾﮫ وﺗﮭ ّدده .ﻛﺎن ﯾﺄﺗﻣر ﺗﻣﺎﻣﺎً ﺑﺄواﻣر اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺣﺎذر ﻓﻲ اﺻطﺣﺎﺑﮭﺎ إﻟﻰ ﺑﯾﺗﮫ واﻟﺗﻲ ﺣ ّوﻟﺗﮫ إﻟﻰ \"ﻗطﻌﺔ ﺳﺟق\". -أﻧﺎ ...أﻧﺎ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻋطﯾ ِك أﻣواﻻً .ھﻧﺎك ﻋﻠﺑﺔ ﺻﻐﯾرة ﻓﻲ اﻟﺧزاﻧﺔ ﺗﺣﺗوي ﻓﻲ اﻷﻗ ّل ﻋﻠﻰ ﻋﺷرﯾن أﻟف ﯾورو. أﺟﺎﺑت ﻣﺎدﻟﯾن وھﻲ ﺗﻠ ّوح ﺑرزم اﻷوراق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ وﺟﮭﮫ: -ﻧﻌم ،ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﻲ أن ﻋﺛر ُت ﻋﻠﻰ أﻣواﻟك. -وﻟﻛن ﻣﺎذا ﺗرﯾدﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎل؟ -اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ. -اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋن ﻣﺎذا؟ -ﻋن ھذا. ﺧﻔض رأﺳﮫ ﻟﯾﻛﺗﺷف ﺑرﯾد ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ. َ -ﻣ ْنَ ...ﻣ ْن ﺗﻛوﻧﯾن ﺑﺎﻟﺿﺑط؟ ﻛﻧ ُت أﻋﺗﻘد أ ّﻧك ﺑﺎﺋﻌﺔ زھور وأ ّﻧ ِك... -أﻧﺎ اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻣﺳدس اﻟﺣرﺑﻲ ،ھذا ﻛ ّل ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر. 289
-ﻻ أﻋرف ﻣﺎ اﻟذي ﯾﮭ ّﻣ ِك ﻓﻲ ھذه اﻟﻘﺿﯾﺔ ،وﻟﻛﻧﻧﻲ أﻧﺻﺣ ِك ﺑﺄن... -ﻓﻲ وﺿﻌك ھذا ،أﻋﺗﻘد أ ّن ﻟﯾس ھﻧﺎك ﻣﺎ ﺗﻧﺻﺣﻧﻲ ﺑﮫ .ﻓﻠﻧﻌد إﻟﻰ ھذه اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ :ﻟﻣﺎذا ﻛﻧت ﺗرﯾد اﻟذھﺎب ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻻﻣﺑﯾرور ﻓﻲ ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو؟ ﻛﺎن ﺟورج ،وھو ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻘﻠق ،ﯾﺗﺻ ّﺑب ﻋرﻗﺎً ﻣدراراً .وﻟﻛﻲ ﺗﺣ ُﺛﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻼم، ﺻ ّﻌدت ﻣﺎدﻟﯾن ﻣن ﺿﻐطﮭﺎ ﺑﺄن ﺿﻐطت ﺑﺳﺑطﺎﻧﺔ اﻟﻣﺳ ّدس ﻋﻠﻰ ﺟﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻟﻣطﻌم. ﻗﺎل ﺟورج: -ﺟوﻧﺎﺛﺎن ،إ ّﻧﮫ ھو اﻟﺷﺧص اﻟذي أدﯾن ﻟﮫ ﺑﻛ ّل ﺷﻲء .ﻟﻘد أﺧرﺟﻧﻲ ﻣن اﻟورطﺔ وﺟﻌﻠﻧﻲ أﺗد ّرج ﻓﻲ اﻟﻌﻣل .ﻛﺎن ﺷﺎ ّﺑﺎً وﻣﻣﺗﻠﺋﺎً ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ .ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ،ﻛﺎن ﻓﻌﻼً رﺟﻼً اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎً :ﻛﺎن رﺟﻼً ﻛرﯾﻣﺎً ،ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ أن ﯾﺧﻠّﺻك ﻣن ﻋﻔﺎرﯾﺗك وﯾﺟﻌﻠك ُﺗﺧ ِرج أﻓﺿل ﻣﺎ ﻓﻲ داﺧﻠك... -وﻟﻛﻲ ﺗﺷﻛره ﻋﻠﻰ ذﻟك وﺗر ّد ﻟﮫ اﻟﺟﻣﯾل ،ﺳرﻗت ﻣﻧﮫ زوﺟﺗﮫ؟ داﻓﻊ ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﺧﺗﻼﺟﺎت وﺧﻔﻘﺎ ٌت ﺗﺗﺻﺎﻋد ﻓﻲ ﺻدره: -اﻷﻣر ﻟﯾس ھﻛذا ﺗﻣﺎﻣﺎً! وھل ﺗﺻ ّدﻗﯾن أ ّن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻗد ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻏرام رﺟ ٍل ﻣﺛﻠﻲ! ﻛﺎﻧت ﻣﺟﻧوﻧﺔ ﺑﺣ ّب زوﺟﮭﺎ! ﺑﺣرﻛ ٍﺔ ﻣن رأﺳﮫ ،ﻣﺳﺢ ﺟورج اﻟﻌرق اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺳﯾل ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ .ﺗﺎﺑﻊ ﻛﻼﻣﮫ: -ﻛﺎﻧﺎ زوﺟﯾن ﻏرﯾﺑﯾن وﻣﺗﺣ ّﻣﺳﯾن :ﻛ ﱞل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﻌﺟ ٌب ﺑﺎﻵﺧر .ﻛ ﱞل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﯾرﯾد إدھﺎش اﻵﺧر .ﺗﻘﺎﺳﻣﺎ ﻣﮭﺎﻣﮭﻣﺎ ،ﻓﻘد ﺗﻛ ّﻔل ھو ﺑﺎﻷﻓران وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑﻼت ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎت اﻟﺗﻠﻔزﯾون ،أ ّﻣﺎ ھﻲ ﻓﺗﻠزم 290
اﻟﻛواﻟﯾس وﺗﺗﻛ ّﻔل ﺑﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ وﺗﻧﻣﯾﺗﮭﺎ .ﻛﺎﻧت ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﺗﺣﺗرم زوﺟﮭﺎ اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗرﻏب ﻓﻲ ﺟﻌﻠﮫ ﯾﻌرف اﻟﻣطﺑﺦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻗﺎطﺑ ًﺔ ،وﻟﻛن... ...-وﻟﻛن ﻣﺎذا؟ -ﺑرﻏﺑﺗﮭﺎ ﻓﻲ أن ﺗﻛﺑر ﺑﺳرﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ،ا ّﺗﺧذت ﻗرارات اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺧﺎطﺋﺔ ﻗﺎدت اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻹﻓﻼس. ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراھن ،ﻛﺎﻧت أﺳﻧﺎن ﺟورج ﺗﺻط ّك .ﺗﻐ ّطﻲ ھﺎﻻت ﺳوداء داﻛﻧﺔ أﺳﻔل ﻋﯾﻧﯾﮫ ﻛﻣﺎ ﻟو أ ّﻧﮭﺎ ﺳﺣﺎﺑ ٌﺔ ﻣن اﻟدﺧﺎن اﻷﺳود .ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻟم ﯾﻛن ﺧﻠﯾط ﺷراب اﻹﯾﻛﺳﺗﺎزي واﻷﻗراص اﻟﻣﻧ ّوﻣﺔ ﺧﻠﯾطﺎً ُﯾﻧ َﺻﺢ ﺑﮫ. -ﺻورك وﺻور ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ھذه اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﻓﻲ ﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻔﺿﺎﺋﺢ ،ﻛﺎﻧت إذن ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺷر ٍك وﻓ ّﺦ؟ -ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد! ذات ﯾوم ،ﻗﺑل ﻋﺎﻣﯾن ،ا ّﺗﺻﻠت ﺑﻲ ﻣن ﺟزر اﻟﺑﺎھﺎﻣﺎ .ﻛﺎن ذﻟك ﺧﻼل ﻋطﻠﺔ أﻋﯾﺎد اﻟﻣﯾﻼد ﺑﺎﻟﺿﺑط .وأﻧﺎ ﻛﻧ ُت ﻓﻲ ﺟزر اﻟﻣﺎﻟدﯾف ﻣﻊ أﺣد أﺻدﻗﺎﺋﻲ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ رﯾﺎﺿﺔ اﻟﻐطس .ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟذﻋر وطﻠﺑت ﻣﻧﻲ أن آﺗﻲ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﺎﺳو ﻗﺑل اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﺻراً ﻣن اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ .ﻗﺎﻟت ﻟﻲ ﺑﺄ ّن اﻷﻣر ﻣﻠ ﱞﺢ وﻋﺎﺟل .ﺣﺎوﻟ ُت ﻛﺛﯾر ًا أن أﻋرف اﻟﻣزﯾد ﻋن اﻷﻣر وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ أ ّﻛدت ﻟﻲ ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻛﻠّﻣﺎ ﻋرﻓ ُت أﻗ ّل ﻋن اﻟﻣوﺿوع ﺳﯾﻛون ﻣن اﻷﻓﺿل ﻟﻲ. -ﻣﺎ اﻟذي دﻓﻌك إﻟﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ طﻠﺑﮭﺎ؟ -ﻛﺎﻧت ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻣﻌﻠّﻣﺗﻲ وﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ اﻟﻘول ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻓﻌﻼً ﻗد ﺗرﻛت ﻟﻲ اﻟﺧﯾﺎر .أﻧﺎ أﺗذ ّﻛر أ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ورطﺔ ﻛﺑﯾرة :ﻛﺎﻧت رﺣﻼت اﻟطﯾران ﻣﻠﯾﺋﺔ؛ وﻛﺎن ﻋﻠ ّﻲ أن أﻣ ّر ﺑﻠﻧدن ﻛﻲ أﺻل ﻓﻲ اﻟﻣوﻋد اﻟﻣﺣ ّدد .ﻛﻧ ُت أﻋﺗﻘد ﺑﺄﻧﻧﻲ ﺳﺄﻋرف اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺎ أن 291
أﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎن وﻟﻛن اﻷﻣر ﻟم ﯾﻛن ﻛذﻟك .ﻗﺎﻣت ﻓﻘط ﺑﺈﺧراج ھذه اﻟﺻور اﻟواھﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﺻ ّور ﺑﺎﺑﺎرازي ﻣﺣﻠّﻲ وﻋدﻧﺎ ﺑرﺣﻠﺔ اﻟطﯾران ﻧﻔﺳﮭﺎ. -وﺑﻌد ذﻟك؟ -ﻋﻧد وﺻوﻟﻧﺎ ،ﻛﺎن ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓﻲ اﻧﺗظﺎرﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎر .ﻻ أﻋﻠم َﻣن اﻟذي أﺧﺑره ﺑﺎﻷﻣر ،وﻟﻛن اﻷﻣر ﺳﺎر ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺳوء .ﻟﻛﻣﻧﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﻲ وﺗﺷﺎﺟر ﺑﻌﻧ ٍف ﻣﻊ زوﺟﺗﮫ أﻣﺎم اﻟﺟﻣﯾﻊ .ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ،أﻋﻠﻧﺎ طﻼﻗﮭﻣﺎ وﺑﯾﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺗﮭﻣﺎ. -أﻟم ﺗﺧﺑر أﺑداً ﺻدﯾﻘك ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ؟ -ﻛﻼ .ﻟﻘد ﻓ ّﻛر ُت ﻓﻲ ذﻟك ﻣ ّرات ﻋدﯾدة .ﺷﻌر ُت ﺑﺎﻟﻧدم .ﻛﻧ ُت أﻋﻠم ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎ ٍل ﺳ ّﯾﺋﺔ وﺑﺄ ّﻧﮫ ﯾﻌﯾش ﺑﺎﺋﺳﺎً ﻓﻲ ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو .ﺗﺣ ّدﺛ ُت ﻋن ذﻟك ﻣﻊ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ وﻓﻲ ﻛ ّل ﻣ ّرة ﻛﺎﻧت ﺗﺛﻧﯾﻧﻲ ﻋن ﻓﻌل ذﻟك ،ﻻ ﺳﯾﻣﺎ وأ ّن ... ...-ﻻ ﺳﯾﻣﺎ وأ ّن ﻣؤﺳﺳﺗﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗدﻓﻊ ﻟك ﺑﺳﺧﺎء ﻟﻛﻲ ﺗﻠﺗزم اﻟﺻﻣت. داﻓﻊ ﺟورج ﻋن ﻧﻔﺳﮫ: -اﺳﻣﻌﻲ ،أﻧﺎ ﻟم أ ّد ِع ﻗط ﺑﺄﻧﻧﻲ رﺟ ٌل ﺻﺎﻟﺢ .ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك ﺳوى ﺟوﻧﺎﺛﺎن َﻣ ْن ﯾﻌﺗﻘد ذﻟك. -وﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ؟ -ﻻ ﺗزال ﺗﻌﯾش ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ﻣﻊ اﺑﻧﮭﺎ .ﻣﻧذ وﻓﺎة واﻟدھﺎ ،ﺗﮭﺗ ّم ﺑﺷﻛ ٍل رﺋﯾس ﺑﻣؤﺳﺳﺗﮭﺎ. -ھل ﻟدﯾﮭﺎ رﺟل ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ؟ -ﻻ أدري .ﺗﺄﺗﻲ أﺣﯾﺎﻧﺎً ﺑﺻﺣﺑﺔ رﺟﺎ ٍل ﺧﻼل اﻟﺳﮭرات اﻟﺧﯾرﯾﺔ 292
أو إﻟﻰ اﻟﻌروض اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﯾﺔ ،وﻟﻛن ھذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أ ّﻧﮭﺎ ﺗﺧرج ﻣﻊ ھؤﻻء اﻟرﺟﺎل. ﺣﺳﻧﺎً ،ھل ﺳﺗﺣ ّررﯾﻧﻧﻲ ،ﯾﺎ ﻟﻠﻌﻧﺔ! -اﺧﻔض ﺻوﺗك ،ﻣن ﻓﺿﻠك .إﻟﻰ ﻣﺎذا ُﺗﻠ ّﻣﺢ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺗﮭﺎ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﻛﺗب\" :ﻛﻧ ُت أﻋﺗﻘد ﺑﺄ ّﻧك ﻗد أدرﻛت ﻣن ﺧﻼل ﻗراءة اﻟﺻﺣف\"...؟ -ﻻ أﻋرف أ ّي ﺷﻲ ٍء ﻋن ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق! ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن ﺣذرة وﻣﺗ ّﯾﻘظﺔ .ﻋﻧد ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ،ﻛﺎن ھﻧﺎك ﻛ ّل ﻣﺎ ﯾؤ ّﻛد ﺑﺄن ﺟورج ﯾﻛذب .ﺑﻌد أن اﺳﺗﻌﺎد أﻧﻔﺎﺳﮫ ،ﺑﺎت ﯾﮭ ّدد: -أﻧ ِت ﺗدرﻛﯾن ﺟﯾداً أ ّﻧﮫ ﻣﺎ أن ﺗﺣ ّررﯾﻧﻲ ،ﺳوف أﺳﺎرع إﻟﻰ أﻗرب ﻣﻔوﺿﯾﺔ ﺷرطﺔ و ... -أﻧﺎ ﻻ أﻋﺗﻘد ،ﻛﻼ. -وﻟﻣﺎذا؟ -ﻷ ّن اﻟﺷرطﺔ ھﻲ أﻧﺎ ،أ ّﯾﮭﺎ اﻷﺣﻣق! ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﮭدأ .ﻛﺎﻧت ﻓﻲ وﺿ ٍﻊ ﻣﺣﻔو ٍف ﺑﺎﻟﺧطر .ﻣﺎ ھﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ؟ أھﻲ وﺿﻊ ﺳﺑطﺎﻧﺔ اﻟﻣﺳ ّدس ﻓﻲ ﻓﻣﮫ؟ أم ﺻ ّب اﻟﻣﺎء ﻓﻲ ﻣﺟﺎرﯾﮫ اﻟﺗﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﺧﻧﻘﮫ؟ أم ﻗطﻊ ﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﺳﻼﻣﯾﺎت إﺻﺑﻌﮫ؟ إ ّن رﺟﻼً ﻣﺛل داﻧﻲ ﻛﺎن ﻟﯾﺟﻌل ﺟورج ﯾﺗﻛﻠّم ﻓﻲ أﻗ ّل ﻣن ﺧﻣس دﻗﺎﺋق .وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻣﺗﺄﻛ ّدة ﻣن أ ّن داﻧﻲ ﻧﻔﺳﮫ ﻛﺎن ﻟﯾﺗﻣ ّﻧﻰ أن ﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺔ اﻷﺧرى .أﻣﺳﻛت ﺑﺳﻛﯾن ﻣطﺑﺦ وﻗطﻌت أ ّول رﺑﺎ ٍط ﻛﺎن ﯾو ِﺛق ﺟورج ﻣﺣ ﱢرر ًة ﺑذﻟك ﯾده اﻟﯾﻣﻧﻰ. ﻗﺎﻟت وھﻲ ﺗﻐﺎدر اﻟﺷ ّﻘﺔ: -ﺳﺗﻔﻌل ﻣﺎ ﺗﺑ ّﻘﻰ ﻟوﺣدك. 293
294
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﻌﺷرون ﺷﺑﺢ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر إ ّن ﺳ ّراً ﻧﺣﺗﻔظ ﺑﮫ ھو ﻛﺈﺛم ﻻ ﻧﻌﺗرف ﺑﮫ ﻷﺣد: ﯾﻧﺗﺷر وﯾﺗﻔ ّﺳﺦ ﻓﻲ داﺧﻠﻧﺎ وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺗﻐ ّذى إﻻ ﻣن أﺳرا ٍر أﺧرى. ﺧوان ﻣﺎﻧوﯾل دي ﺑرادا ﯾوم اﻷرﺑﻌﺎء ﻓﻲ اﻟﺣﺎدي واﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﻛﺎﻧون اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر ﻟﻧدن ﺣ ّطت رﺣﻠﺔ ﺷرﻛﺔ اﻟطﯾران اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣطﺎر ھﯾﺛرو ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً وﺳط اﻟظﻼم واﻟﻣطر واﻟﺿﺑﺎب .ﻟم ُﯾﻐظ ھذا اﻟطﻘس \"اﻹﻧﺟﻠﯾزي\" ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻛﺛﯾراً :ﻓﮭو ﻟم ﯾﺄ ِت إﻟﻰ ھﻧﺎ ﻟﻘﺿﺎء ﻋطﻠﺗﮫ .ﻣﺎ أن ﻧزل ﻣن اﻟطﺎﺋرة ،ﺣﺗﻰ ﺻرف ﺑﻌض اﻟدوﻻرات وذھب إﻟﻰ ﻣﻛﺗب ھﯾرﺗز ﻟﻛﻲ ﯾﺄﺧذ اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﺗﻲ ﺣﺟزھﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﯾﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت. ﻣن ﻟﻧدن ،ﻛﺎن ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﺳﯾر ﻟﻣ ّدة أرﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق اﻟﺳ ّﯾﺎر ﻟﻛﻲ ﯾﺻل إﻟﻰ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر .ﻛﺎﻧت اﻟﻛﯾﻠوﻣﺗرات اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟطرﯾق ﻛﺎﺑوﺳ ّﯾ ًﺔ :اﻋﺗﻘد ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺄ ّﻧﮫ ﺳوف ﻟن ﯾﻌﺗﺎد أﺑداً ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎدة اﻟﺳﯾﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻷﯾﺳر ﻣن اﻟطرﯾق .ﺳرت ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻋر 295
اﻟﻣﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑرﯾطﺎﻧﯾﯾن ﻓﻲ ذھﻧﮫ )ﻟطﺎﻟﻣﺎ اﻧﺗﻘدﻧﺎ ﻋﺟرﻓﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ،وﻟﻛن ﻣﺎ رأﯾﻛم ﻓﻲ ﺷﻌ ٍب ﯾﺟ ّد ﻓﻲ رﻓض اﻟﯾورو وﯾﺳﺗﻣ ّر ﻓﻲ ﻗﯾﺎدة اﻟﺳﯾﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻷﯾﺳر ﻣن اﻟطرﯾق وﯾﺣ ّرك اﻟﺳﺑﺎﺑﺔ واﻟوﺳطﻰ ﻟرﺳم إﺷﺎرة اﻟﺷرف؟( ،وﻟﻛ ّﻧﮫ رﻓض ھذه اﻟﺗﺻ ّورات اﻟﻌرﻗﯾﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ .ﺗﻧ ّﻔس وﻗﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺄ ّﻧﮫ ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺗﻧ ّﺑﮭﺎً وأن ﯾﺳﯾر ﺑﺳرﻋﺔ أﺧ ّف وﯾر ّﻛز ذھﻧﯾﺎً. ﺛ ّم وﺻل إﻟﻰ ﻣﺳﺗدﯾرة ﻓﻛﺎد أن ﯾﺧطﺊ اﻻﺗﺟﺎه ،أراد أن ﯾﻧﯾر ﻏ ّﻣﺎز اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻻﺗﺟﺎه اﻟذي ﯾ ّود أن ﯾﺳﻠﻛﮫ ،وﻟﻛن ﺑﺳﺑب اﻻﺗﺟﺎه اﻟﻣﻌﺎﻛس ﻟﻠﻣﻘﺎﺑض ،أدار ﻣﺎﺳﺣﺎت اﻟﺑﻠور وﻛﺎد أن ﯾﺻدم ﺳﯾﺎرﺗﮫ. ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق اﻟﺳ ّﯾﺎر ،ﺳﺎر ﺑﺣذ ٍر وﺗر ﱟو وﻗد اﻋﺗﺎد ﺗدرﯾﺟﯾﺎً ﻋﻠﻰ ﻣ ّر اﻟطرﯾق ﻋﻠﻰ اﻹﺷﺎرات .ﻋﻧد ﻣﺣﯾط ﻣدﯾﻧﺔ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر أدار ﺧدﻣﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣواﻗﻊ GPSوأدﺧل ﻓﻲ ﺟﮭﺎز اﻟﺑﺣث إﺣداﺛﯾﺎت ﻣﻔوﺿﯾﺔ ﺷﯾﺗﺎم ﺑرﯾدج ﻟﻠﺷرطﺔ .اﺳﺗﺳﻠم ﻟﻠﻘﯾﺎدة إﻟﻰ أن وﺻل إﻟﻰ ﻣﺑﻧﻰ ﯾﻣﯾل ﻧﺣو اﻟﻠون اﻟرﻣﺎدي واﻟذي ﺷﻌر أﻣﺎﻣﮫ ﺑﻧو ٍع ﻣن اﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﺗﺄ ّﺛر. ﻛﺎﻧت اﻷﻣﺎﻛن ﻛﻣﺎ ﺗﺻ ّورھﺎ .ھذا ھو اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﻋﻣﻠت ﻓﯾﮫ ﻣﺎدﻟﯾن ،إ ّﻧﮫ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي اﻧﺗﻘﻠت إﻟﯾﮫ ذات ﺻﺑﺎ ٍح ﺷﺎﺣ ٍب إﯾرن دﯾﻛﺳون ﻟﺗﺑﻠّﻎ ﻋن اﺧﺗﻔﺎء اﺑﻧﺗﮭﺎ... ﻓﻲ ﺑﮭو اﻟﻣدﺧل ،اﺳﺗﻌﻠم ﻟﻛﻲ ﯾﻌرف إن ﻛﺎن رﺟل اﻟﺗﺣ ّري ﺟﯾم ﻓﻼھﯾرﺗﻲ ﻻ ﯾزال ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻛﺎن .وﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﺳﺄل إن ﻛﺎن اﻟﺷرطﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺳﺗﻘﺑﻠﮫ. -ﻟدي ﻣﻌطﯾﺎت ﺟدﯾدة ﻷﺧﺑره ﺑﮭﺎ ﺣول إﺣدى اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺣ ّﻘق ﻓﯾﮭﺎ. أﻏﻠﻘت ﻣوظﻔﺔ اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﺳ ّﻣﺎﻋﺔ ھﺎﺗﻔﮭﺎ ﺛ ّم دﻋﺗﮫ ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺑﻌﮭﺎ .اﺟﺗﺎزا اﻟﺻﺎﻟﺔ اﻟﻔﺳﯾﺣﺔ اﻟﻣﺻ ّﻣﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺿﺎء اﻟﻣﻔﺗوح واﻟﺗﻲ ﺗذ ّﻛر أﻧﮫ 296
ﻗد ﺷﺎھدھﺎ ﻓﻲ ﺻورة ﻋﯾد ﻣﯾﻼد ﻣﺎدﻟﯾن .ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻔوﺿﯾﺔ ﻏﺎرﻗﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﮭﺎ .ﺧﻼل ﻛ ّل ھذه اﻟﺳﻧوات ،ﻟم ﯾﻛن ﻗد ﺗﻐ ّﯾر أ ّي ﺷﻲ ٍء ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻠ ّﮭم إّﻻ ﺻورة إﯾرﯾك ﻛﺎﻧﺗوﻧﺎ اﻟﺗﻲ اﺧﺗﻔت ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺻورة واﯾن روﻧﻲ. ﻟﯾس ھﻧﺎك أﻓﺿل ﻣ ّﻣﺎ ﻗد ﻓﻌﻠت ،اﻟرﺟﺎل... أدﺧﻠﺗﮫ ﻣو ّظﻔﺔ اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗب اﻟذي ﻛﺎن ﻓﻼھﯾرﺗﻲ ﯾﺗﻘﺎﺳﻣﮫ ﻣﻊ ﻧﻘﯾ ٍب ﺷﺎ ّب. -ﺳوف ﯾﺳﺗﻘﺑﻠك رﺟل اﻟﺗﺣ ّري اﻟﻘﺎﺋد. أﻟﻘﻰ ﺟوﻧﺎﺛﺎن اﻟﺗﺣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرطﻲ اﻵﺧر وﺗﻘ ّدم ﻓﻲ اﻟﺣﺟرة. ﻛﺎن ﻓﻼھﯾرﺗﻲ ﻗد اﺳﺗﻌﺎد اﻟﺻورة اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻟﻼﻋب \"ﻛﺎﻧﺗوﻧﺎ\" وأﻟﺻﻘﮭﺎ ﺑﺟﺎﻧب إﻋﻼن ﺣﻔﻠﺔ ﻟﻔرﻗﺔ ﻛﻼش ﻟﻠروك. ﻛﺎﻧت ھذه ﻧﻘطﺔ ﺟ ّﯾدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮫ... ﻛﺎن ﻗد أﻟﺻق ﺑﺎﻟدﺑﺎﺑﯾس اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻور ﻋﻠﻰ اﻟﻠوﺣﺔ اﻟﻣﺻﻧوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔﻠّﯾن – أﻋﯾﺎد ﻣﯾﻼد ،اﺣﺗﻔﺎﻻت اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻘﺎﻋد ،اﺣﺗﻔﺎﻻت ﻣﺗﻧ ّوﻋﺔ – ...واﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻛﻠّﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن \"ﻻ ﺗزال ھﻧﺎ\" .أﺧﯾراً ،ﻓﻲ اﻷﻋﻠﻰ إﻟﻰ اﻟﯾﻣﯾن ،ﻛﺎﻧت ﻗد أُﻟ ِﺻﻘت اﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺻﻔ ّرة واﻟﻣﮭﺗرﺋﺔ اﻟﻣﻧﺷورة آﻧذاك ﺣول اﺧﺗﻔﺎء آﻟﯾس دﯾﻛﺳون .ﻟم ﯾﻛﺗ ِف ﻓﻼھﯾرﺗﻲ ﺑﻌدم اﻧﺗزاﻋﮭﺎ ﻓﺣﺳب ،ﺑل وﻛﺎن ﻗد وﺿﻌﮭﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺻورة ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟزﻣﯾﻠﺗﮫ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻓرﯾق اﻟﺗﺣﻘﯾق .ﻛﺎن اﻟوﺿﺎح ﺑﺎدﯾﺎً ﻟﻸﻧظﺎر :ﻛﺎن ﻟﻠﻣرأﺗﯾن ﻧظرة اﻟﺣزن واﻟﻛدر ﻧﻔﺳﮭﺎ ،وﻛذﻟك اﻟﺟﻣﺎل ﻧﻔﺳﮫ وﻛﺎﻧﺗﺎ ﺗﻌطﯾﺎن اﻻﻧطﺑﺎع ﺑﺄ ّﻧﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺗﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎ ٍن آﺧر ،ﻓﻲ ﻋﺎﻟ ٍم ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﺣداً ﺳواھﻣﺎ ،ﻓﻲ ﻋﺎﻟ ٍم ﺑﻌﯾ ٍد ﻋن اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي اﻟﺗﻘطﺗﮫ آﻟﺔ اﻟﺗﺻوﯾر. ﺳﺄﻟﮫ ﻓﻼھﯾرﺗﻲ وھو ﯾﻐﻠق اﻟﺑﺎب ﻣن ﺧﻠﻔﮫ: -ﺑﻣﺎذا ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن أﺳﺎﻋدك؟ 297
أﻟﻘﻰ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﺣﯾﺔ .ﻛﺎن ﻟﻠﺷرطﻲ وﺟ ٌﮫ ﻣﻠﯾﺢ وﺷﻌ ٌر أﺷﻘر – أﺻﮭب ،وﻗوا ٌم وﺑﻧﯾﺔ ﺿﺧﻣﺎن ووﻗوران .ﻛﺎن ﯾﺑدو ﻓﻲ اﻟﺻور \"رﺟﻼً وﺳﯾﻣﺎً\" ،ﺣﺗﻰ وإن ﻛﻧﺎ ﻧﻼﺣظ ﻋﻠﯾﮫ اﻵن ﺷﯾﺋﺎً ﻣن اﻹھﻣﺎل .ﺧﺎ ّﺻﺔ ﺑطﻧﮫ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗدﻟّﻰ ﻣن ﻛ ّل اﻟﺟواﻧب :ﺳوف ﻟن ﺗﻛون ﺑﺿﻌﺔ أﺳﺎﺑﯾﻊ ﻣن ﺣﻣﯾﺔ \"دﯾوﻛﺎن\" ﺑذﺧﺎً ﻟﻛﻲ ﺗﻌﯾد إﻟﯾﮫ ﻗواﻣﺎً أﻛﺛر إﻏرا ًء. ﺑدأ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺎﻟﻛﻼم وھو ﯾﮭ ّم ﺑﺎﻟﺟﻠوس: -ﻟدﯾﻧﺎ إﺣدى ﻣﻌﺎرﻓﻧﺎ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،ﯾﺎ ﺣﺿرة اﻟﻧﻘﯾب. َ -ﻣ ْن ھﻲ؟ -ﻣﺎدﻟﯾن ﻏرﯾن. اﺷﺗﻌل وﻣﯾ ٌض ﺧﺎﻓت ﻓﻲ ﻋﯾﻧﻲ ﻓﻼھﯾرﺗﻲ. -ﻣﺎدﻟﯾن ...ﻟم ﺗﻌد ﺗزودﻧﻲ أﺑداً ﺑﺄﺧﺑﺎرھﺎ ﻣﻧذ أن اﺳﺗﻘﺎﻟت .ﻛﯾف ﺣﺎﻟﮭﺎ؟ -أﻋﺗﻘد أ ّﻧﮭﺎ ﺑﺧﯾر .إ ّﻧﮭﺎ ﺗﻌﻣل اﻵن ﺑﺎﺋﻌﺔ زھور ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس. -ھذا ﻣﺎ ﺳﻣﻌﺗﮫ. ﺗﺎﺑﻊ ﺟوﻧﺎﺛﺎن: -ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،أﻧﺎ ﻟﺳ ُت ھﻧﺎ ﻟﻛﻲ أﺣ ّدﺛك ﻋن ﻣﺎدﻟﯾن ،وإ ّﻧﻣﺎ ﻋن آﻟﯾس دﯾﻛﺳون. ارﺗﺑك ﻓﻼھﯾرﺗﻲ وﻋﺑس ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﺗﮭدﯾدي .ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ،ﻛﺎن اﻟﺗو ّﺗر ﺟﻠ ّﯾﺎً وﻟم ﯾﻌد ﻟدى ﺟوﻧﺎﺛﺎن أدﻧﻰ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ أن ﯾﻧﺻﺣﮫ ﺑﺄن ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﻧظﺎم. -أﻧت ﺻﺣﻔ ﱞﻲ ﻟﻌﯾن ﺗﻧﺑش ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺋط ،أھذا ﺻﺣﯾﺢ؟ -ﻟﯾس ﺗﻣﺎﻣﺎً ،أﻧﺎ ﺷﯾف. -ﺷﯾف ﻣﺎذا؟ --ﺷﯾف ط ّﺑﺎخ. 298
ﺗﻔ ّرﺳﮫ اﻟﺷرطﻲ وھدأ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء: -ﻓﻲ ﻓﺗر ٍة ﻣﺎ ،ﻛﻧت ﺗظﮭر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻠﻔزﯾون ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ -ﻧﻌم ،أﻧﺎ ھو. -إذاً ﻣﺎ اﻟذي ﺟﺋ َت ﺗﻔﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﻲ؟ -ﻟدي ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻗد ﺗﮭ ّﻣك. ﻧظر اﻟﺷرطﻲ إﻟﻰ زﻣﯾﻠﮫ ﺧﻔﯾ ًﺔ وﻣن ﺛ ّم أﻟﻘﻰ ﻧظر ًة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺟدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﻟواﺣدة ظﮭراً. ﺳﺄﻟﮫ: -ھل ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻐداء؟ -ﻟﯾس ﺑﻌد .اﺳﺗﻘﻠﻠ ُت طﺎﺋرة ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو ووﺻﻠ ُت إﻟﻰ ﻟﻧدن ھذا اﻟﺻﺑﺎح. -ﻓﻘط ﻟﻛﻲ ﺗﺗﺣ ّدث إﻟ ّﻲ؟ -ﻧﻌم ،ھذا ﺻﺣﯾﺢ. -ھﻧﺎك ﻣطﻌ ٌم ﯾرﺗﺎده رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ ﯾﺑﻌد ﻣن ھﻧﺎ ﺑﺷﺎرﻋﯾن ،ﻣﺎ رأﯾك ﺑطﺑ ٍق ﻣن اﻟﺳﻣك واﻟﺑطﺎطﺎ اﻟﻣﻘﻠﯾﺔ؟ أﺟﺎب ﺟوﻧﺎﺛﺎن وھو ﯾﻧﮭض ﻟﻛﻲ ﯾﻠﺣق ﺑﮫ: -ﺑﻛل طﯾﺑﺔ ﺧﺎطر. -وﻟﻛﻧﻧﻲ أﺧﺑرك ﻣن اﻵن ،إ ّﻧﮫ ﻟﯾس ﻣطﻌم *... Fat Duck * ﻟم ﯾﻛن اﻟﺷرطﻲ ﻛﺎذﺑﺎً ﺑﺷﺄن ھذه اﻟﻧﻘطﺔ .ﻛﺎن اﻟﻣﺣ ّل ﺻﺎﺧﺑﺎً وﺗﻔوح ﻣﻧﮫ راﺋﺣﺔ اﻟﻘﻠﻲ واﻟﺑﯾرة واﻟﺗﻌ ّرق. * ﻣطﻌم Fat Duckھو ﻣطﻌم ذواﻗﻲ ﻟﻠﺷﯾف ھﯾﺳﺗون ﺑﻠوﻣﻧﺗﺎل ،و ُﯾﻌ َﺗ َﺑر اﻟﻣطﻌم اﻟذي ﯾﻘ ّدم أﺣد أﻓﺧر اﻟﻣواﺋد ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة. 299
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 497
- 498
- 499
- 500
- 501
- 502
- 503
- 504
- 505
- 506
- 507
- 508
- 509
- 510
- 511
- 512
- 513
- 514
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 500
- 501 - 514
Pages: