ارﺗدت ﺳرواﻻً رﯾﺎﺿﯾﺎً ﻓوق ﻗﻣﯾص ﻧوﻣﮭﺎ ﻣﺑﺎﺷر ًة وﻓﺗﺣت ﺧزاﻧﺔ ﻣﻼﺑﺳﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﺄﺧذ ﻣﻧﮭﺎ ﺑﻠوز ًة. اﺧﺗﺎرت ﻓطرﯾﺎً آﺧر ﻣﺎ وﺿﻌﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻛوﻣﺔ اﻷﻟﺑﺳﺔ :ﺳﺗرة ﻗطﻧﯾﺔ ذات ﻗﻠﻧﺳوة وردﯾﺔ ورﻣﺎدﯾﺔ ﻣط ّرزة ﺑﺷﻌﺎر ﻧﺎدي ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر ﯾوﻧﺎﯾﺗد .اﻷﺛر اﻟوﺣﯾد اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ. اﻧﺗﻌﻠت زوﺟﺎً ﻣن اﻷﺣذﯾﺔ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ اﻟﻧﺳﯾﺟﯾﺔ دون أن ﺗﺑﺎﻟﻲ ﺑﻌﻘد اﻷرﺑطﺔ. ﻗﺎﻟت ﺑﺣزم: -ﺳوف أﺳﺗﻐ ّل ذﻟك ﻟﻛﻲ اﺗو ّﻗف ﻋﻧد ﻣو ّزع اﻟﻣﺷروﺑﺎت .أرﻏب ﻓﻲ ﺗﻧﺎول ﻗطﻌﺔ أورﯾو وﻛوﺑﺎً ﻣن ﺣﻠﯾب اﻟﻔراوﻟﺔ. ﺳﺄﻟت ﺷرﯾﻛﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ: -ھل ﺳﺗﺷﺗرﯾن ﻟﻲ ﻋﻠﺑﺔ ﻣن أﻗراص اﻟﻌﺳل؟ -ﻧﻌم .إﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء. * ﺧرﺟت آﻟﯾس ﻣن اﻟﻐرﻓﺔ .ﻓﻲ اﻟﻣﻣ ّر ،ﻛﺎن اﻟﺟ ّو ﯾﺑﻌث ﻋﻠﻰ اﻟراﺣﺔ .ﻋﺷﯾﺔ ذﻟك اﻟﯾوم ﻣن اﻟﻌطﻠﺔ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ ،ﻛﺎﻧت أﺟواء اﻟﻌﯾد ﺗﺧ ّﯾم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ وﻛﺎن اﻟﺳﻛن اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﯾﺿ ّم أﻛﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﻣﺎﺋﺔ طﺎﻟب ﻓﻲ اﻟطواﺑق اﻻﺛﻧﻲ ﻋﺷر اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻣرﻛز ﻟﯾﻧﻛوﻟن ﺳﻧﺗر :راﻗﺻون وﻣﻣﺛﻠون وﻣوﺳﯾﻘﯾون ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾون ﻣن ﺧﻣﺳﯾن ﺟﻧﺳﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ! ﻣﻊ أ ّن اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻛﺎدت أن ﺗﺑﻠﻎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺟراً ،ﻛﺎن اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﯾﻧﺗﻘﻠون ﻣن ﻏرﻓﺔ إﻟﻰ أﺧرى .ﻛﺛﯾرون ﻣﻧﮭم ﯾﺣ ّﺿرون ﺣﻘﺎﺋﺑﮭم ﻗﺑل أن ﯾﻐﺎدروا اﻟﻣدرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﻘﺿوا ﻋﯾد اﻟﻣﯾﻼد وﺳط أﺳرھم. ﻣﺎ أن وﺻﻠت إﻟﻰ اﻟﺑﮭو ،طﻠﺑت آﻟﯾس اﻟﻣﺻﻌد .ﺑﺎﻧﺗظﺎر وﺻول 350
اﻟﻣﺻﻌد ،ﻧظرت ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺎﻓذة إﻟﻰ أﺿواء اﻟﻌﻣﺎرات اﻟﻣﻧﻌﻛﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻧﮭر .ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗزال ﻓﻲ ﻧﺷوة اﻟﻌرض وﺧطت ﺧطوة راﻗﺻﺔ ﻗﺻﯾرة .ﺷﻌرت أﻛﺛر ﻣن أ ّي وﻗ ٍت ﻣﺿﻰ ﺑﺷﻲ ٍء ﻣن اﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﻌرﻓﺎن ﺑﺎﻟﺟﻣﯾل ﺣﯾﺎل اﻟﺣﯾﺎة .ﻣﺎذا ﻛﺎن ﺳﯾﺣ ّل ﺑﮭﺎ ﻟو أ ّﻧﮭﺎ ﻗد ﺑﻘﯾت ﻓﻲ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر؟ ھل ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗزال ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة اﻵن؟ ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ ﻛﻼ .ھﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﻧﮭﺎﺗن ﺗرﻋرﻋت ورﻏم ﻋﻘﺎﺑﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ زرع اﻟﻘﻠب ،ﻛﺎﻧت ﺗﻌﯾش ﺣﯾﺎة اﻟﻣﺷﺎھﯾر .أﺧذت اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﻲ ﺷﯾﺗﺎم ﺑرﯾدج ھذا اﻟﻣﺳﺎء اﻟدور اﻟرﺋﯾس ﻓﻲ ﻋر ٍض ﻟﻠﻣدرﺳﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻷﻛﺛر ﻓﺧﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك! ﻋﺑرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻣﺑﺎﻏت ﻗﺷﻌرﯾر ٌة ود ّﺳت ﯾدﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺟﯾﺑﻲ ﺑﻠوزﺗﮭﺎ .أﺣﯾت ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺳﺗرة اﻟﻘطﻧﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟوردﯾﺔ اﻟﻠون ذﻛرﯾﺎ ٍت وﺗداﻓﻌت ﻓﻲ ذھﻧﮭﺎ ﺻورةٌ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﻘدﯾﻣﺔ :واﻟدﺗﮭﺎ ،ﺣ ّﯾﮭﺎ ،ﻣدرﺳﺗﮭﺎ ،اﻟﺑؤس ،اﻟﻌﻣﺎرات اﻟﺑﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﻣطر ،اﻟوﺣدة اﻟﻣﻔزﻋﺔ واﻟﺧوف اﻟذي ﻟم ﯾﺑﺎرﺣﮭﺎ أﺑداً .اﻟﯾوم ،ﻛﺎﻧت ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﺗﺿطرب ﻓﻲ ﻧوﻣﮭﺎ وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻧﺎدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗرارھﺎ .وﺳوف ﻟن ﺗﻧدم ﻋﻠﯾﮫ أﺑداً. ھﻧﺎ ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ ﺟوﻟﯾﺎرد ﺳﻛول ،ﻛﺎن اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﻐرﻣﯾن ﺑﺎﻟﻔ ّن واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ .وﻛﺎن اﻟﻧﺎ ُس ﻣﻧﻔﺗﺣﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻛﺎر وﻣﺗﺳﺎﻣﺣﯾن وﻣﺑﺗﻛرﯾن وﻣﺛﯾرﯾن .ﻛﺎﻧت اﻟﺣﯾﺎة ﺳﮭﻠﺔ واﻟﺗﺟﮭﯾزات ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣل :ﻛﺎن ﺑﺎﺳﺗطﺎﻋﺗﮭﺎ ،ﻟو أرادت ذﻟك ،أن ﺗﻌﯾد ﺗﻣرﯾن اﻟﻌزف ﻋﻠﻰ ﻛﻣﺎﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﯾل ،ﻓﻲ ﺻﺎﻻت ﻛﺎﺗﻣﺔ ﻟﻠﺻوت ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻛ ّل طﺎﺑ ٍق ﻣن اﻟﻣﺑﻧﻰ. ﻛﺎﻧت اﻟﻣدرﺳﺔ ﻣﺟ ّﮭزة ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن ﻗﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﺎﺿرات وﺻﺎﻻت اﻟﻌرض وﻋﯾﺎدة ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﻣرﻛ ٍز ﻟﻠﺗﻧﺣﯾف واﻟرﺷﺎﻗﺔ... ﺣﯾﻧﻣﺎ وﺻل اﻟﻣﺻﻌد ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ،ﺿﻐطت آﻟﯾس ﻋﻠﻰ ز ّر اﻟطﺎﺑق 351
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷر ﺣﯾث ﺗﻘﻊ ﺻﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﻛﺑرى .ﻛﺎن رﻛن اﻟﺻﺎﻟون ﻻ ﯾزال ﯾﺿ ّﺞ ﺑﺎﻟطﻠﺑﺔ :ﻛﺎن ﺑﻌض اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﯾﺷﺎھدون ﺣﻔﻠﺔ ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﻋﻣﻼﻗﺔ وآﺧرون ﯾﻠﻌﺑون اﻟﺑﻠﯾﺎردو ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﺣﻠّق ﺑﻌﺿﮭم ﻋﻠﻰ طول طﺎوﻟﺔ ﺑﺎر اﻟﻣطﺑﺦ اﻟﻣﺷﺗرك وﯾﺗﻘﺎﺳﻣون ﻗطﻌﺎً ﻣن ﺣﻠوى ﻛﺎﺑﻛﯾك ﻣن ﻣﺗﺎﺟر ﻣﺎﻏﻧوﻟﯾﺎ ﺑﺎﻛﯾري. ﻗﺎﻟت ﻣﻐﯾظﺔ ﺑﻌد أن ﺗﺑ ّﯾﻧت أ ّن اﻟﻣوزﻋﺎت اﻷوﺗوﻣﺎﺗﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروﺑﺎت واﻟﻣﺄﻛوﻻت ﻗد ﻓرﻏت ﻣن ﻛ ّل ﺷﻲء: -ﻻ ﺣ ّظ ﻟﻲ! ﺳﺄل أﺣد اﻟﺣ ّراس اﻟﻠﯾﻠﯾﯾن: -ﻣﺎ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﯾﺎ آﻧﺳﺗﻲ اﻟﻌزﯾزة؟ -ﻟﻘد اﻧﻘطﻌ ُت ﻋن ﺑﺳﻛوﯾﺗﺎﺗﻲ اﻟﻣﻘ ّدﺳﺔ! ﻛﺎن اﻟﻣﻛﺎن ﻣﺣروﺳﺎً ﻷرﺑﻊ وﻋﺷرﯾن ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺗواﺻﻠﺔ ﻣن ﻗﺑل ﺟﮭﺎ ٍز ﻣﮭ ّم .ﻓﻔﻲ ﺟوﻟﯾﺎرد ،ﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن اﻟﺗﮭﺎون ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷﻣن :ﻛﺎﻧت اﻟﻣدرﺳﺔ ﺗﺿ ّم أطﻔﺎل دﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﯾن وأﺑﻧﺎء أﺳ ٍر ﻣﺎﻟﻛﺔ ،ﺑل واﺑﻧﺔ رﺋﯾ ٍس ﻻ ﯾزال ﯾﻣﺎرس ﻣﮭﺎﻣﮫ. ﻗﺑل أن ﺗﻌود إﻟﻰ ﻗﻣرة اﻟﻣﺻﻌد ،اﺷﺗرت آﻟﯾس ﻣﺷروﺑﮭﺎ وﻋﻠﺑﺔ اﻟﺑﺳﻛوﯾت ﻣن ﻟورﯾﻠﻲ .ذھﺑت ھذه اﻟﻣ ّرة إﻟﻰ اﻟطواﺑق اﻟﺳﻔﻠﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻘﻊ ﺻﺎﻻت اﻟﺣﻔﻼت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ. اﻛﺗﺷﻔت آﻟﯾس ﺷﺑﺣﺎً ﻏﺎﻣﻘﺎً وﺿﺧﻣﺎً ﻓﻲ اﻧﺗظﺎرھﺎ .رﺟ ٌل ﻣﻘ ّﻧﻊ ﯾﺻ ّوب ﻣﺳدﺳﺎً ﻧﺣوھﺎ. ﺗراﺟﻌت إﻟﻰ اﻟﺧﻠف ﻗﻠﯾﻼً وأطﻠﻘت ﺻرﺧ ًﺔ ﻣﺧﻧوﻗﺔ وﻟﻛ ّﻧﮫ ﺗﻘ ّدم وﻓﺗﺢ اﻟﻧﺎر. 352
اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ واﻟﻌﺷرون اﻷﺳﯾرة ﻻ أﺣد ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻠﺑس اﻟﻘﻧﺎع إﻟﻰ اﻷﺑد ﺳﯾﻧﯾك ﺿرب ﺳﮭﻣﺎ اﻟﻣﺳ ّدس اﻟﻠﯾزري آﻟﯾس ﻓﻲ أﺳﻔل ﺑطﻧﮭﺎ وھﻣﺎ ُﯾطﻠﻘﺎن ﺷﺣﻧﺎت ﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﺻﻌﻘﮭﺎ .اﻧﮭﺎرت اﻟﻣراھﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ،وﻗد اﻧﻘطﻌت أﻧﻔﺎﺳﮭﺎ و ُﺷ ّﻠت ﺳﺎﻗﺎھﺎ وﺗوﻗّف ﺟﮭﺎزھﺎ اﻟﻌﺻﺑﻲ. أﺻﺑﺢ اﻟﻣﮭﺎﺟم ﻓوﻗﮭﺎ ﺧﻼل ﺛﺎﻧﯾﺔ .أﻣﺳﻛﮭﺎ ﻣن ﺣﻠﻘﮭﺎ ود ّس ﻣﻧدﯾﻼً ﺑﻌﻧف ﻓﻲ ﻓﻣﮭﺎ، ﻗﺑل أن ﯾﻛ ّﻣﻣﮭﺎ ﺑﻘطﻌ ٍﺔ ﻣن اﻟﺷﺎش .اﻧﻐﻠﻘت أﺑواب اﻟﻣﺻﻌد ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ .ﺿﻐط ز ﱟر ﻟﻛﻲ ﯾﻧزل إﻟﻰ ﻗﺑو اﻟﻣﺑﻧﻰ وﺧﻼل ﻧزول اﻟﻣﺻﻌد أﻟﺻق آﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻷرض .ﻗﺑل أن ﺗﺳﺗر ّد أﻧﻔﺎﺳﮭﺎ ،ﺑطﺣﮭﺎ أرﺿﺎً ﻋﻠﻰ ﺑطﻧﮭﺎ ورﺑط ﻣﻌﺻﻣﯾﮭﺎ وﻋرﻗوﺑﯾﮭﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام رﺑطﺗﯾن ﻟدﻧﺗﯾن ﻣن اﻟﻧﺎﯾﻠون وﺷ ّدھﻣﺎ إﻟﻰ أﻗﺻﻰ درﺟﺔ. وﺻﻼ ﺧﻼل ﺑﺿﻊ ﺛوا ٍن إﻟﻰ اﻟﻛراج اﻟﺳﻔﻠﻲ .أﻣﺳك اﻟرﺟل ،اﻟذي ﻛﺎن ﻻ ﯾزال ﯾﻐ ّطﻲ رأﺳﮫ ﺑﻘﻧﺎﻋﮫ ،ﺑﺂﻟﯾس ﻛﻣﺎ ﻟو أ ّﻧﮭﺎ ﺣﻘﯾﺑﺔ ورﻓﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻔﮫ .ﻛﺎﻧت آﻟﯾس ﻻ ﺗزال ﻣذھوﻟ ًﺔ ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺻدﻣﺔ ،ﻓﺣﺎوﻟت ﺑرﺧﺎوة أن ﺗﻘﺎوم وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻛﻠّﻣﺎ ﺗﺣ ّرﻛت أﻛﺛر ﻛﻠّﻣﺎ ﻛﺎن اﻟرﺟل 353
ﯾﺷ ّد ﻋﻠﯾﮭﺎ أﻛﺛر .ﻛﺎﻧت ذراﻋﺎه ﻗ ّوﯾﺗﺎن ﻣﺛل ﻓ ّﻛﯾن ﺛﻘﯾﻠﯾن ﻗﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﺣق ﻋظﺎﻣﮭﺎ. ﻛﯾف اﺳﺗطﺎع أن ﯾﺧﺗرق ﻧظﺎﻣﺎً أﻣﻧﯾﺎً ﺑﮭذه اﻟدرﺟﺔ ﻣن اﻹﺣﻛﺎم؟ ﻛﯾف اﺳﺗطﺎع أن ﯾﻌﻠم ﺑﺄ ّن آﻟﯾس ﺳﺗﺳﺗﻘ ّل اﻟﻣﺻﻌد ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﻣﺣ ّددة؟ ﻋﺑر ﻓﻲ ﺣﻠﻛﺔ اﻟظﻼم ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻛراج إﻟﻰ أن وﺻﻼ إﻟﻰ ﺳﯾﺎرة ﺑﯾك – آب ﻧﺑﯾذﯾﺔ اﻟﻠون ﻣن طراز دودج .ﻛﺎﻧت اﻟﺳﯾﺎرة ﺑواﺟﮭﺗﮭﺎ اﻟﻣﺗو ّﺣﺷﺔ وزﺟﺎج ﻧواﻓذھﺎ اﻟﻣﺻﺑوغ وﻛروﻣﮭﺎ اﻟﺻﻘﯾل وﻋﺟﻼﺗﮭﺎ اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻣزدوﺟﺔ ذات ﻣﻧظ ٍر ﻣرﻋب .أﻟﻘﻰ اﻟرﺟل آﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻣﻘﻌد اﻟﺧﻠﻔﻲ ،ﻣﻧﻔﺻﻠ ًﺔ ﻋن اﻟﺳﺎﺋق ﺑﻠو ٍح ﻣن اﻟزﺟﺎج اﻟواﻗﻲ ﻛﺎﻟذي ﻧﺟده ﻓﻲ ﺳﯾﺎرات اﻷﺟرة .ﺟﻠس ﺧﻠف اﻟﻣﻘود وﻏﺎدر اﻟﻛراج دون ﻋواﺋق ﺑﻔﺿل ﺑطﺎﻗﺔ ﻣﻣﻐﻧطﺔ إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ. ﺣﯾن أﺻﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ،ﻧزع اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺟﮭول ﻗﻧﺎﻋﮫ اﻷﻣر اﻟذي ﺳﻣﺢ ﻵﻟﯾس أن ﺗﻠﻣﺢ وﺟﮭﮫ ﻓﻲ اﻟﻣرآة اﻟﻌﺎﻛﺳﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ .ﻛﺎن رﺟﻼً ﺣﻠﯾق اﻟرأس ﻟﮫ ﻋﯾﻧﺎن زﺟﺎﺟﯾﺗﺎن وﺧ ّدان ﺿﺧﻣﺎن رﺧوان وﻣﺻﺎﺑﺎت ﺑ ُﻌ ّدة وردﯾﺔ .ﻟم ﺗﻛن ﻗد اﻟﺗﻘط ﺑﮫ ﻣن ﻗﺑل ﻗ ّط. اﻧﺧرطت اﻟﺷﺎﺣﻧﺔ اﻟﺻﻐﯾرة وﺳط ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﯾر ﻟﻛﻲ ﺗﺳﻠك ﺷﺎرع ﺑرودواي ﻗﺑل أن ﺗﻧﻌطف ﻧﺣو ﺟﺎدة ﻛوﻟوﻣﺑس أﻓﯾﻧﯾو. * ارﺗﺟﻔت رﻛﺑﺗﺎ آﻟﯾس ود ّق ﻗﻠﺑﮭﺎ ﺑﺳرﻋﺔ وﺑدأت ﺗﺳﺗﻔﯾق ﺑﺻﻌوﺑﺔ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻏﻣﺎء اﻟﺗﺧ ّﺷﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺟدت ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻏﺎرﻗ ًﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺟراء اﻟذﺑذﺑﺎت اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳ ّدس اﻟﻠﯾزري .رﻏم ﺳﯾطرة اﻟﺧوف اﻟﺷدﯾد ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﺑذﻟت ﺟﮭودھﺎ ﻟﻛﻲ ﺗراﻗب ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺎﻓذة اﻟﻣﺳﺎر اﻟذي ﯾﺳﻠﻛﮫ ﺧﺎطﻔﮭﺎ .طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﯾظﻼّن ﻓﻲ اﻷﺣﯾﺎء \"اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ\" ،ﻛﺎﻧت ﺗﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻲ ٍء ﻣن اﻷﻣل .ﺣﺎوﻟت أن ﺗﻧﻘر ﺑﻘدﻣﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ زﺟﺎج 354
اﻟﻧﺎﻓذة ،وﻟﻛن اﻟرﺑﺎط اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺷ ّد ﻋرى ﻋرﻗوﺑﯾﮭﺎ ﻟم ﯾﺳﻣﺢ ﻟﮭﺎ ﺑﺄن ﺗؤﺗﻲ ﺑﺄدﻧﻰ ﺣرﻛﺔ .وھﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟرﻋب ﺗﻠك ،ﻛﺎدت أن ﺗﺧﺗﻧق ﺑﺗﻠك اﻟﻛﻣﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘطﻊ ﺗﻧ ّﻔﺳﮭﺎ .ﻗﺎﻣت ﺑﻣﺣﺎوﻟ ٍﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺣ ّرر ﯾدﯾﮭﺎ ،ﻟﻛ ّن اﻟﺣﺑﺎل اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ اﻧﻐرزت ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو أﻟﯾم ﻓﻲ ﻣﻌﺻﻣﯾﮭﺎ. ﻧزﻟت اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﺟﺎدة اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ إﻟﻰ أن ﺑﻠﻐت اﻟﺷﺎرع رﻗم .٤٢ﻛﺎﻧﺎ اﻵن ﺑﺟﺎﻧب ﻣطﺑﺦ ھﯾﻠز ﻛﯾﺗﺷن – ﻣطﺑﺦ اﻟﻌﻔرﯾت .ﺣﺎوﻟت آﻟﯾس أن ﺗﺳﺗﻣﻊ إﻟﻰ ﺻوت ﻋﻘﻠﮭﺎ: ﺣﺎﻓظﻲ ﻋﻠﻰ ھدوﺋ ِك! ﺗﻧ ّﻔﺳﻲ ﻣن أﻧﻔ ِك! ﺣﺎﻓظﻲ ﻋﻠﻰ ﺑرودة أﻋﺻﺎﺑ ِك! ﺳوف ﻟن ﺗﻣوت .ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،ﻟن ﺗﻣوت ﻓﻲ اﻟﺣﺎل .ﻟو أراد أن ﯾﻘﺗﻠﮭﺎ ،ﻟﻔﻌل اﻟرﺟل ذﻟك ﻣن ﻗﺑل .ﻛﻣﺎ أ ّﻧﮫ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﺳوف ﻟن ﯾﻐﺗﺻﺑﮭﺎ .ﻟو أ ّن ﺷﺧﺻﺎً ﻣﻌﺗوھﺎً أراد أن ُﯾﺷﺑﻊ ﻧزو ًة ﺟﻧﺳﯾﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ،ﻟﻣﺎ ﺟﺎزف وﻋ ّرض ﻧﻔﺳﮫ ﻟﻛ ّل ھذه اﻟﻣﺧﺎطر ﻣن ﺧﻼل دﺧوﻟﮫ إﻟﻰ ﻣﺑﻧﻰ ﻣراﻗب ﺑﮭذه اﻟدرﺟﺔ ﻣن اﻟﺷ ّدة ﻣﺛل ﺟوﻟﯾﺎرد. إذاً ،ﻣن ھو ھذا اﻟرﺟل؟ أﺛﺎر أﻣ ٌر ﻣﺎ اﻧﺗﺑﺎھﮭﺎ :ﻛﺎن اﻟرﺟل ﻗد ﺣرص ﻋﻠﻰ أﻻّ ُﯾﺻﯾﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺻدرھﺎ ﺑﺳﻼﺣﮫ وإ ّﻧﻣﺎ آﺛر أن ﯾﺳﺗﮭدف أﺳﻔل ﺑطﻧﮭﺎ. ﻛﺎن ﯾﻌﻠم أ ّﻧﻧﻲ ﻗد أﺟرﯾ ٌت ﻋﻣﻠﯾﺔ زرع ﻗﻠب وأ ّن ﺷﺣﻧ ًﺔ ﻛﮭرﺑﺎﺋﯾ ًﺔ ﻗرﯾﺑ ًﺔ ﺟ ّداً ﻣن اﻟﻘﻠب ﻗد ﺗﻘﺗﻠﻧﻲ... ﻣن دون أن ﺗﻌرف ﺑﻌد دواﻓﻊ ﺧﺎطﻔﮭﺎ ،أدرﻛت آﻟﯾس أ ّن ﻣﺎﺿﯾﮭﺎ ﯾﻣﺳك ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺳﺎء. ﻗﺎد اﻟرﺟل اﻟﺳﯾﺎرة ﺑﺣذ ٍر وﺗر ﱟو ،ﻣﻠﺗزﻣﺎً ﯾﻣﯾﻧﮫ ،ﺣرﯾﺻﺎً ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺳرﻋﺔ اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺟ ّﻧب أي ﻣﻼﺣﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷرطﺔ .وﺻل إﻟﻰ أﻗﺻﻰ ﻏرب اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻧزل ﻧﺣو اﻟﺟﻧوب وھو ﯾﺳﻠك اﻟطرﯾق اﻟﻣﺣﺎذي ﻟﻠﻧﮭر .ﻛﺎﻧﺎ ﯾﺳﯾران ﻣﻧذ أﻗ ّل ﻣن رﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ 355
ﺣﯾﻧﻣﺎ دﻟﻔت ﺳﯾﺎرة اﻟﺑﯾك -آب إﻟﻰ ﻧﻔق ﺑروﻛﻠﯾن ﺑﺎﺗﯾري. إ ّﻧﮫ ﻓﺎ ٌل ﺳﻲء ،ﻧﺣن ﻧﻐﺎدر ﻣﺎﻧﮭﺎﺗن... ﻛﺎﻧﺎ ﻗد ﻋﺑرا ﻧﻘطﺔ رﺳم اﻟﻌﺑور ﺣﯾﻧﻣﺎ ر ّن ھﺎﺗف اﻟرﺟل اﻟﻣﺟﮭول .ﻓﺗﺢ اﻟﺳ ّﻣﺎﻋﺔ ﺑﻌد أ ّول ر ّﻧﺔ ﺑﻔﺿل ﺳ ّﻣﺎﻋ ٍﺔ ﻣوﺻوﻟﺔ ﺑﻣﻛ ّﺑر اﻟﺻوت ،اﻷﻣر اﻟذي أﺗﺎح ﻵﻟﯾس أن ﺗﻠﺗﻘط اﻟﻘﺳم اﻷﻛﺑر ﻣن اﻟﻣﺣﺎدﺛﺔ .ﺳﺄل اﻟﻣ ّﺗﺻل: -ﻛﯾف ﺗﺳﯾر اﻷﻣور ،ﯾﺎ ﯾوري؟ ر ّد اﻟرﺟل اﻟﻣﺟﮭول ﺑﻠﻛﻧﺔ روﺳﯾﺔ واﺿﺣﺔ: -أﻧﺎ ﻓﻲ اﻟطرﯾق .ﻟﻘد ﺳﺎر ﻛ ّل ﺷﻲء ﻛﻣﺎ ﺟرى اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﮫ. -أﻟم ﺗؤذھﺎ ﻛﺛﯾراً؟ -ﻟﻘد اﺗ ّﺑﻌ ُت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت. -ﺣﺳﻧﺎً .ھل ﺗﻌرف ﻣﺎ اﻟذي ﺗﺑ ّﻘﻰ ﻋﻠﯾك اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ؟ ر ّد اﻟرﺟل اﻟروﺳﻲ: -ﻧﻌم. -ﻻ ﺗﻧ َس أن ﺗﻔ ّﺗﺷﮭﺎ ﺟ ّﯾداً وﺗﺗﺧﻠّص ﻣن ﺳﯾﺎرة اﻟﺑﯾك – آب. -ﻓﮭﻣت. اﻟﺻوت ﻓﻲ اﻟﮭﺎﺗف ...إ ّﻧﮫ ﺻوت ...ﻛﻼ ،ھذا ﻏﯾر ﻣﻣﻛن... أﺻﺑﺢ ﻛ ّل ﺷﻲء واﺿﺣﺎً اﻵن .ﺗﺳﺎرﻋت د ّﻗﺎت ﻗﻠب آﻟﯾس أﻛﺛر ﻣن ذي ﻗﺑل ،ﻷ ّﻧﮭﺎ أدرﻛت ﺑﺄ ّن اﻟﺧطر أﻛﺑر ﻣ ّﻣﺎ ﺗﺧ ّﯾﻠﺗﮫ ﻣن ﻗﺑل. ﺗﺣت وطﺄة اﻟﮭﻠﻊ اﻟﺷدﯾد ،ﻛﺗﻣت اﻟﻛ ّﻣﺎﻣﺔ أﻧﻔﺎﺳﮭﺎ ﻣن ﺟدﯾد .ﺑذﻟت ﺟﮭدھﺎ ﻛﻲ ﺗﺗﻧ ّﻔس ﺑﺑطء وھدوء :ﻓﻲ ﻣطﻠق اﻷﺣوال ،ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﻘوم ﺑﻣﺣﺎوﻟ ٍﺔ ﻣﺎ. 356
ھﺎﺗﻔﻲ اﻟﻣﺣﻣول! ﻣﺣﺎوﻟ ًﺔ أﻻ ﺗﺛﯾر اﻧﺗﺑﺎه اﻟرﺟل ،ﺗﻠ ّوت آﻟﯾس ﻟﻛﻲ ُﺗﺧ ِرج ھﺎﺗﻔﮭﺎ اﻟﻣﺣﻣول ﻣن اﻟﺟﯾب اﻟﺧﻠﻔﻲ ﻟﺳﺗرﺗﮭﺎ. ﻟﺳوء اﻟﺣ ّظ ،ﻣﻌﺻﻣﺎھﺎ اﻟﻣﻘ ّﯾدﯾن ﻛﺎﻧﺎ ﯾﺟﻌﻼن ﻣن أ ّي ﺣرﻛ ٍﺔ أﻣ ًر ﺻﻌﺑﺎً ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ .ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ \"ﯾوري\" ﺷﺑﮫ اﻟداﺋﻣﺔ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻠﻘﻲ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻧظرات ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣرآة اﻟﻌﺎﻛﺳﺔ .وﻣﻊ ذﻟك ،وﺑﻘ ّوة اﻟﺻﺑر واﻹﺻرار ،ﻧﺟﺣت ﻓﻲ أن ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺟﮭﺎز ھﺎﺗﻔﮭﺎ وأن ﺗﻔﺗﺣﮫ .ﻛﺎﻧت ﻗد أدرﺟت ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎن أ ّول رﻗﻣﯾن ﻣن اﻟرﻗم ٩١١ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺿ ِر َﺑت ﺳﯾﺎرة اﻟدودج ﺑﻘﺳوة .ﺗطﺎﯾر اﻟﮭﺎﺗف ﻣن ﯾدي آﻟﯾس ﻟﯾﻧطرح ﺗﺣت ﻛرﺳﻲ اﻟﻣﻘﻌد. ﺷﺗم اﻟرﺟل اﻟروﺳﻲ ﺑﺑذاءة اﻟﺷرطﻲ اﻟذي ﺗﺟﺎوز إﺷﺎرة اﻟﻣرور. ﻟم ﯾﻌد ﺑوﺳﻊ آﻟﯾس اﻟﻣﺣزوﻣﺔ ﻛﻘطﻌﺔ ﺳﺟق أن ﺗﻔﻌل أ ّي ﺷﻲء :أﺻﺑﺢ ﺟﮭﺎز اﻟﮭﺎﺗف ﺑﻌﯾداً ﻋن ﻣﺗﻧﺎول ﯾدھﺎ ﻧﮭﺎﺋﯾﺎً. ﺳﺎر ﻷﻛﺛر ﻣن ﺧﻣس ﻋﺷرة دﻗﯾﻘﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ وھﻣﺎ ﯾﻐوﺻﺎن ﻓﻲ ﻋﺗﻣﺔ اﻟﻠﯾل ﺑﺎﺗﺟﺎه اﻟﺟﻧوبُ .ﺗرى إﻟﻰ أﯾن ﻧذھب؟ ﻛﺎﻧت ﻣﻘﺗﻧﻌﺔ ﺑﺄ ّﻧﮭﻣﺎ ﻗد ﻏﺎدرا ﺑروﻛﻠﯾن ﻣﻧذ ﺑﻌض اﻟوﻗت ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻟﻣﺣت اﻟﻠوﺣﺔ اﻟطرﻗﯾﺔ ﻟﺟﺎدة ﻣﯾرﻣﺎﯾد أﻓﯾﻧﯾو ،إﺣدى اﻟطرق اﻟرﺋﯾﺳﺔ ﻓﻲ ﻛوﻧﺎي آﯾﺳﻼﻧد. ﺗﻣﻠّﻛﮭﺎ أﻣ ٌل ﺟﺎرف ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺻﺎدﻓﺎ ﺳﯾﺎرة ﺷرطﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﺑدورﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﺎدة ﺳﯾروف أﻓﯾﻧﯾو ،وﻟﻛ ّن اﻟﺷرطﯾﯾن رﻛﻧﺎ ﺳﯾﺎرﺗﮭﻣﺎ أﻣﺎم ﻛوخ ﻧﺎﺛﺎﻧز ﻓﯾﻣوس ﻟﯾﺗﻧﺎوﻻ ﺷطﺎﺋر ھوت دوغ .ﻟم ﯾﻛوﻧﺎ اﻟﺷرطﯾﯾن اﻟذﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﻧﺗظر ﻣﻧﮭﻣﺎ أن ﯾﻧﻘذاھﺎ. اﻧﻌطف اﻟرﺟل اﻟروﺳﻲ إﻟﻰ زﻗﺎ ٍق ﻣﻌﺗ ٍم وأطﻔﺄ أﻧوار ﺳﯾﺎرﺗﮫ .ﻟم ﺗﻛن ھﻧﺎك ﺳﯾﺎرات أﺧرى ُﺗﺷﺎھد ﻓﻲ اﻟزﻗﺎق .ﺗﻘ ّدم ﺣﺗﻰ وﺻل إﻟﻰ ﻋﻣﺎر ٍة ﺧ ِرﺑﺔ وأوﻗف ﻣﺣرك اﻟﺳﯾﺎرة. 357
ﺑﻌد أن ﺗﺄ ّﻛد ﻣن أ ّن اﻟﻣﻛﺎن ﻓﺎرغ ،ﻓﺗﺢ ﯾوري أﺣد اﻟﺑﺎﺑﯾن اﻟﺧﻠﻔﯾﯾن ﻟﺳﯾﺎرة اﻟدودج ﻟﻛﻲ ُﯾﺣ ّرر اﻟﻔﺗﺎة. ﺑﺿرﺑ ِﺔ ﺳﻛﯾن ،ﻣ ّزق اﻷرﺑطﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻘل ﻋرﻗوﺑﯾﮭﺎ. -ﺗﻘ ّدﻣﻲ! ﺳﻣﻌت آﻟﯾس ھدﯾر اﻷﻣواج وأﺣ ّﺳب ﺑﺎﻟﮭواء اﻟﻣﺎﻟﺢ ﯾﻣﺳﺢ وﺟﮭﮭﺎ .وﺟدا ﻧﻔﺳﯾﮭﻣﺎ وﺳط ﻣﻧطﻘ ٍﺔ ﻛﺋﯾﺑﺔ وﻣوﺣﺷﺔ ،ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﺣﯾط اﻷطﻠﻧطﻲ .ﻛﺎن ﯾﺳود ﺷﺑﮫ اﻟﺟزﯾرة ﺟ ﱞو ﻛﺋﯾب ،ﺑﻌﯾداً ﻋن ﻧﺎطﺣﺎت اﻟﺳﺣﺎب ﻓﻲ ﻣﺎﻧﮭﺎﺗن وھﯾﺟﺎن ﺑروﻛﻠﯾن .ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ﻛﺎﻧت ﻛوﻧﺎي آﯾﺳﻼﻧد ﺗﺳﺗﺿﯾف اﺣﺗﻔﺎﻻً ﺳوﻗ ّﯾﺎً ﺿﺧﻣﺎً .وﻛﺎﻧت أﻟﻌﺎﺑﮭﺎ اﻟﺷﮭﯾرة ﺑﺄﺻﺎﻟﺗﮭﺎ ﺗﺟذب اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﺳ ّواح اﻟﻘﺎدﻣﯾن ﻣن ﻛﺎ ّﻓﺔ أﻧﺣﺎء اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣ ّﺗﺣدة اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ. ﻛﺎﻧت أراﺟﯾﺣﮭﺎ اﻟدوراﻧﯾﺔ ﺗﮭﺗ ّز ﻋﻠﻰ إﯾﻘﺎع اﻟﻼزﻣﺎت اﻹﯾﻘﺎﻋﯾﺔ واﻟﮭﯾﺟﺎن ودوﻻﺑﮭﺎ اﻟﻌﻣﻼق ھو اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ،وﺳ ّﻛﺗﮭﺎ اﻷﻓﻌواﻧﯾﺔ ھﻲ اﻷﺳرع وﻗطﺎراﺗﮭﺎ اﻟﺷﺑﺢ اﻷﻛﺛر ﻓزﻋﺎً وﻋرﺿﮭﺎ اﻟﻐراﺋﺑﻲ Freak showﯾﺗﺑﺎھﻰ ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻋرض اﻟوﺣوش اﻷﻛﺛر ﺗﺷ ّوھﺎً وﺗﻣ ّﺳﺧﺎً .ﻛﺎن ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣرء ،وھو ﻣﻌﻠّق ﺑﺣﺑل ،أن ﯾﻘﻔز ﺑﺎﻟﻣظﻠّﺔ ﻣن أﻋﺎﻟﻲ ﺑر ٍج ﻋﻣﻼق. وﻟﻛن ذﻟك اﻟﻌﺻر اﻟﺑﮭﻲ أﺻﺑﺢ ﺑﻌﯾداً اﻵن .ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﯾﻠﺔ اﻟﺑﺎردة ﻣن ﺷﮭر ﻛﺎﻧون اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر ،ﻟم ﯾﻌد ﻟﻠﻣﻛﺎن ﺷﻲ ٌء ﻣن ﺑﮭﺎﺋﮫ وﺳﺣره اﻟﻐﺎﺑر .ﻣﻧذ أﻋوام اﻟﺳﺗﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ﻛﺎن اﻟﻣﻛﺎن ﻗد ﺷﮭد اﻧﺣداره وﻟم ﯾﺳﺗطﻊ أن ﯾﻘﺎوم اﻓﺗﺗﺎح دﯾزﻧﻲ ﻻﻧد وﺳواھﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺗزھﺎت اﻷﻛﺛر ﻣﻌﺎﺻر ًة .واﻟﯾوم ،ﻟم ﯾﻌد اﻟﻣﻛﺎن ﺳوى ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟ ِﺑ َور واﻟﻣراﺋب اﻟﻣﺳ ّﯾﺟﺔ واﻷﺑراج اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ اﻟﺷﺎھﻘﺔ واﻟﻛﺎﺑﯾﺔ .وﺣدھﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷراﺟﯾﺢ اﻟدوراﻧﯾﺔ ظ ّﻠت ﺗدور ﺧﻼل 358
أﺷﮭر ﻓﺻل اﻟﺻﯾف .ﻓﯾﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻟﻣﺎ ﺗﺑ ّﻘﻰ ﻣن أﺷﮭر اﻟﺳﻧﺔ ﺗﻌطﻲ اﻻﻧطﺑﺎع ﺑﺎﻟﺗﻔ ّﺳﺦ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ،ﯾﺗﺂﻛﻠﮭﺎ اﻟﺻدأ واﻟ َد َرن. وﺿﻊ ﯾوري ﻧﺻل ﺳ ّﻛﯾﻧﮫ ﻋﻠﻰ رﻗﺑﺔ آﻟﯾس وﺣ ّذرھﺎ: -إن ﺣﺎوﻟ ِت اﻟﻔرار ،ﺳﺄﻧﺣر ِك ﻣﺛل ﺧﺎروف. * ﺟ ّرھﺎ إﻟﻰ أر ٍض ﻣو ِﺣﻠﺔ ،ﻣﺣﻣﯾﺔ ﺑﺄﺳوا ٍر ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣﺧرﺑﺷﺔ ﯾﺟري ﻓﯾﮭﺎ رھ ٌط ﻣن اﻟﻛﻼب اﻟﮭﺎﺋﺟﺔ .ﻛﺎﻧت ﻛﻼب أﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑوﺑ ٍر أﺻﻔر اﻟﻠون واﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗﻣﻊ ﻋﯾوﻧﮭﺎ وﺳط اﻟظﻼم .ﻛﺎﻧت ﻧﺣﺎﻓﺗﮭﺎ ﺗد ّل ﻋﻠﻰ ﻧﻘ ٍص ﻣؤ ّﻛ ٍد ﻓﻲ ﺗﻐذﯾﺗﮭﺎ ُﺗظﮭره ﻣن ﺧﻼل ﺷراﺳﺗﮭﺎ وﻧﺑﺎﺣﮭﺎ اﻟﻣرﻋب .وﻗد ﺷ ّق ﻋﻠﻰ ﯾوري ﻧﻔﺳﮫ أن ُﯾﺳﻛت ﻛﻼﺑﮫ ﻣن ﺻﻧف اﻟدرواس. ﻗﺎد آﻟﯾس ﺑﺳرﻋﺔ ﺣﺗﻰ وﺻل إﻟﻰ ﻣﺳﺗود ٍع ﻣﮭﺟور ﻓﻔﺗﺢ ﺑﺎﺑﮫ وأرﻏم ﻓرﯾﺳﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻧزول ﺳ ّﻠ ٍم ﻣﻌدﻧﻲ ﯾؤ ّدي إﻟﻰ ﻧﻔ ٍق ﺿ ّﯾق .اﻧدﻓﻊ ﺗﯾﺎ ٌر ھواﺋ ﱞﻲ ﺻﻘﯾﻌﻲ ﻣﻌﮭﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﺿ ّﯾق .ﻛﺎن اﻟﻣﻣ ّر ﻣﻌﺗﻣﺎً ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﺑﺣﯾث اﺿط ّر اﻟرﺟل اﻟروﺳﻲ إﻟﻰ إﻧﺎرة ﻣﺻﺑﺎ ٍح ﯾدوي .ﻛﺎﻧت أﻧﺎﺑﯾب وﻣواﺳﯾر ﻣن ﻛ ّل اﻷﺣﺟﺎم ﺗﻣﻸ اﻟﻘﺑو .ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك ﻣﺣر ّﻛﺎت ﻗدﯾﻣﺔ وﻋ ّدادات ﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﺗﻛ ّدس ﻋﻠﻰ طول اﻟﻣﻣ ّر .ﻋﻠﻰ أﺣد ﺟدران اﻟﻘﺑو ،ﻛﺎﻧت ﻟوﺣﺔ ﺧﺷﺑﯾﺔ ﻣﺻﺑوﻏﺔ ﺗﺣﻣل ﺻور اﻟﻌﺷرات ﻣن اﻟوﺣوش اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎﻛﻲ اﻟﻌرض اﻷﻛﺛر رﻋﺑﺎً ﻓﻲ اﻟﺑﻠدة :The Scariest Show In Townﻛﺎﻧت ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻟوﺣﺔ إﻋﻼﻧﯾﺔ ﻟواﺣدة ﻣن ﺗﻠك اﻟﻘطﺎرات اﻟﺷﺑﺢ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن اﻟﻣﻧﺗزه ﯾﻌ ّﺞ ﺑﮭﺎ ﻗﺑل ﺧﻣﺳﯾن ﻋﺎﻣﺎً. ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺑدو ،أ ّﻧﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻵﻻت ﻹﺣدى اﻷراﺟﯾﺢ اﻟﻘدﯾﻣﺔ. ﻛﺎﻧت اﻹﻧﺎرة ﺧﺎﻓﺗﺔ وﯾﺗراﻗص ظﻼّھﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟدار .اﻧﻌﻛس اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﺑرك اﻟﻣﺎء اﻟراﻛد .ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺳرداب ،أﺛﺎرا ﻣﺟﻣوﻋ ًﺔ ﻣن اﻟﺟرذان اﻟﺿﺧﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺟرت، ﻓزﻋ ًﺔ ﻓﻲ ﻛ ّل اﻻﺗﺟﺎھﺎت .ﺟرت 359
دﻣو ٌع ﻋﻠﻰ ﺧ ّدي آﻟﯾس .ﺗراﺟﻌت ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ ﻻ إرادﯾﺔ إﻟﻰ اﻟوراء وﻟﻛ ّن ﯾوري ھ ّددھﺎ ﻣن ﺟدﯾد ﺑﻧﺻل ﺳ ّﻛﯾﻧﮫ ﻟﻛﻲ ﯾرﻏﻣﮭﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺳﻠك ﺳﻠّﻣﺎً ﺣﻠزوﻧﯾﺎً ﯾﻘود إﻟﻰ أﻋﻣﺎق اﻟﺳرداب .ھﻧﺎك ،ﻣ ّرا ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻋﺷرة أﺑواب ﺣدﯾد ﺗﺗﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ طول ﻣﻣ ّر ﻣﺳدو ٍد .ﻏرﻗت آﻟﯾس وھﻲ ﺗﻌﺑر ﺗﻠك اﻟظﻠﻣﺎت ﻓﻲ ﺧوﻓﮭﺎ وﺷﻌرت ﺑﺄ ّن ھ ّوة ُﺗﺣ َﻔ ُر ﻓﻲ ﻣﻌدﺗﮭﺎ. ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣﻣ ّر ،وﺻﻼ أﻣﺎم آﺧر ﻣﺳﺗطﯾ ٍل ﻣﻌدﻧﻲ .أﺧرج ﯾوري ﺟرزة ﻣن اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﻣن ﺟﯾﺑﮫ وﻓﺗﺢ ﺑﺎب اﻟﺟﺣﯾم. * ﻛﺎن اﻟﺟ ّو ﻓﻲ اﻟداﺧل ﺑﺎرداً ﺑرداً ﻗطﺑﯾﺎً واﻟظﻼم داﻣﺳﺎً وﺗﺎﻣﺎً .ﻗ ّرب ﯾوري ﻣﺻﺑﺎﺣﮫ ﻟﻛﻲ ﯾﻌﺛر ﻋﻠﻰ ﻗﺎطﻊ اﻟﻛﮭرﺑﺎء .ﻧﺷرت ﻟﻣﺑﺔ ﻧﯾون ﻣﻐﺑرة ﺑﻣﺷ ّﻘﺔ ﺿو ًء ﺧﺎﻓﺗﺎً ﻛﺷف ﻋن ﻏرﻓﺔ ﺻﻐﯾرة ذات ﺟدرا ٍن ﻣﺗﻘ ّﺷرة .ﻓﺎﺣت ﻣﻧﮭﺎ راﺋﺣﺔ اﻟﻌﻔوﻧﺔ واﻟرطوﺑﺔ .ﻛﺎن ﻟﻠﻛﮭف اﻟﻣدﻋم ﺑﺄﻋﻣدة ﻣﻌدﻧﯾﺔ ﺻدﺋﺔ ﺳﻘ ٌف ﻣﻧﺧﻔض ﯾﻌطﻲ ﻷ ﱟي ﻛﺎن ﺷﻌوراً ﺑرھﺎب اﻻﺣﺗﺟﺎز .ﻛﺎن اﻟﻣﻛﺎن ﯾﻔﺗﻘر ﻟﻠﺷروط اﻟﺻﺣﯾﺔ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺷﺑﮫ ﻣﻛﺎﻧﺎً إﺳﺑﺎرطﯾﺎً :إﻟﻰ اﻟﯾﻣﯾن ،ﻛﺎن ھﻧﺎك وﻋﺎ ٌء ﻟﻠﻣرﺣﺎض ﻣﺛﯾ ٌر ﻟﻼﺷﻣﺋزاز وﻣﻐﺳﻠ ٌﺔ ﺻﻐﯾرة ﻗذرة ،ﺑﯾﻧﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﯾﺳﺎر ،ﻛﺎن ھﻧﺎك ﺳرﯾ ٌر ﻣﻌدﻧ ّﻲ ﻗﺎﺑ ٌل ﻟﻠطﻲ. دﻓﻊ اﻟرﺟل اﻟروﺳﻲ ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎن آﻟﯾس إﻟﻰ داﺧل اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺿ ّﯾﻘﺔ .ﺳﻘطت ﻋﻠﻰ اﻷرﺿﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠت اﻟﻣﯾﺎه اﻵﺳﻧﺔ ﺳطﺣﮭﺎ إﺳﻔﻧﺟﯾﺎً وﻣﺛﯾراً ﻟﻼﺷﻣﺋزاز. ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﯾدﯾﮭﺎ اﻟﻣﻛ ّﺑﻠﺗﯾن ،اﺳﺗطﺎﻋت آﻟﯾس أن ﺗﻧﮭض وﺗو ّﺟﮫ ﺑﻛ ّل ﻣﺎ أوﺗﯾت ﻣن ﻗ ّوة رﻛﻠ ًﺔ ﻋﻧﯾﻔ ًﺔ ﻣن ﻗدﻣﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﯾن ﺳﺎﻗﻲ ﺧﺎطﻔﮭﺎ. ﺻرخ اﻟوﺣﺷﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟروﺳﯾﺔ وھو ﯾﺗﻠ ّوى أﻟﻣﺎً: 360
!* Cволочы- ﺗراﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺧﻠف وﻟﻛن ﻛﺎن ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺿرﺑﺎت ﻟﻛﻲ ُﯾط َرح أرﺿﺎً .ﻗﺑل أن ﺗﺗﻣ ّﻛن آﻟﯾس ﻣن ﺗوﺟﯾﮫ ﺿرﺑ ٍﺔ أﺧرى إﻟﯾﮫ ،اﻧﻘ ّض ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻏرس إﺣدى رﻛﺑﺗﯾﮫ ﻓﻲ ﻋﺻﻌﺻﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﻠﺻﻘﮭﺎ ﺑﺎﻷرض وھو ﯾﻛﺎد أن ﯾﺧﻠﻊ ﻛﺗﻔﮭﺎ. ﻛﺎدت آﻟﯾس أن ﺗﺧﺗﻧق .ﻣ ّرت ﺑﺿﻊ ﺛوا ٍن ﻣﺿطرﺑﺔ ،ﺛ ّم ﺳﻣﻌت ﻓرﻗﻌ ًﺔ ووﺟدت ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻣﻛ ّﺑﻠﺔ إﻟﻰ ﻣﺎﺳور ٍة ﺳﻣﯾﻛ ٍﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺗ ّد ﻋﻠﻰ طول اﻟﺟدار. وﺣﯾﻧﻣﺎ أدرك أن اﻟﻣﻧدﯾل ﻛﺎن ﻋﻠﻰ وﺷك أن ﯾﺧﻧﻘﮭﺎ ،ﺣ ّررھﺎ ﯾوري ﻣن ﻗطﻌﺔ اﻟﻧﺳﯾﺞ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻗد ﻏ ّطﻰ ﺑﮭﺎ ﻓﻣﮭﺎ .اﻧﺗﺎﺑت اﻟﻔﺗﺎة ،اﻟﺗﻲ اﻧﮭﻣرت دﻣوﻋﮭﺎ ﻧوﺑ ُﺔ ﺳﻌﺎ ٍل طوﯾﻠﺔ ﻗﺑل أن ﺗﺳﺗﻌﯾد أﻧﻔﺎﺳﮭﺎ ،وھﻲ ﺗﺳﺗﻧﺷق ﺑﺷراھﺔ اﻟﮭواء اﻟﻣﻧﻌش. اﺳﺗﻌﺎد ﯾوري ﺷﯾﺋﺎً ﻣن ﻏطرﺳﺗﮫ وھو ﯾﺳﺗﻠ ّذ ﺑﺎﻹﻣﻌﺎن ﻓﻲ إﯾﻼم ﺿﺣﯾﺗﮫ. ﻗﺎل ﺳﺎﺧراً: -ﺣﺎوﻟﻲ ﻣ ّرة أﺧرى أن ﺗﺿرﺑﯾﻧﻲ! ﺻرﺧت آﻟﯾس ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻوﺗﮭﺎ .اﺳﺗﺧدﻣت اﻟﺻراخ ﻛﺳﻼ ٍح أﺧﯾر وھﻲ ﺗﻌﻠم ﻋﻠم اﻟﯾﻘﯾن ﺑﺄ ّن ﻻ أﺣد ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺳﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣﯾق واﻟﻣﻧﻌزل وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﺑذﻟت ﻛل طﺎﻗﺔ ﯾﺄﺳﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﻣزﯾق ﺻﻣت اﻟﻠﯾل. اﺳﺗﺑ ّدت اﻟﻠ ّذة ﺑﺎﻟرﺟل اﻟروﺳﻲ ﻟوﻗ ٍت طوﯾل .ﻛﺎن ﻛ ّل ﺷﻲء ﯾﺛﯾره :ﺧوف اﻟﻔﺗﺎة، ﺿﯾق اﻟﻣﻛﺎن وﻋﺗﻣﺗﮫ ،واﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻘ ّوة اﻟذي * ﺧﺑﯾﺛﺔ ! 361
ﺗﻧﺎﻣﻲ ﻓﻲ داﺧﻠﮫ .وﻟﻛ ّﻧﮫ ﺗﻣﺎﻟك رﻏﺑﺗﮫ .ﻛﺎن ﻗد ﻗﯾل ﻟﮫ ﻛﺛﯾراً ﺑﺄﻻ ﯾﻐﺗﺻب اﻟﺻﺑ ّﯾﺔ ﺧﻼل اﻷﯾﺎم اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ .وﺑﻌد ذﻟك ﺳوف ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻔﻌل ﺑﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺷﺎء... * ﻛﺎﻧت آﻟﯾس اﻵن ﺗﻧﮭك رﺋﺗﯾﮭﺎ ﻣن ﻓرط اﻟﺻراخ وﻟﻛن ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺣ ّوﻟت ﺻرﺧﺎﺗﮭﺎ إﻟﻰ ﻧوﺑ ٍﺔ ﻣن اﻟﺑﻛﺎء .ارﺗﺄى ﯾوري ﺑﺄ ّن اﻟﻣزاح ﻗد طﺎل ﻛﺛﯾراً .ﻧﺑش ﻓﻲ ﺟﯾﺑﮫ وأﺧرج ﻣﻧﮫ ﺑﻛر ًة ﺳﻣﯾﻛﺔ ﻣن اﻟﺷرﯾط اﻟﻼﺻق اﻟذي اﺳﺗﺧدﻣﮫ ﻟﺗﻛﻣﯾم اﻟﻔﺗﺎة اﻟﻣراھﻘﺔ. وﻟدواﻓﻊ أﻣﻧﯾﺔ ،رﺑط ﻣن ﺟدﯾد ﻋرﻗوﺑﻲ اﻟﻔﺗﺎة ﻗﺑل أن ﯾﺗرﻛﮭﺎ ﻟﻣﺻﯾرھﺎ وھو ﯾﻐﻠق ﺧﻠﻔﮫ اﻟﺑﺎب اﻟﻣﻌدﻧﻲ. ﺳﻠك اﻟطرﯾق ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎه اﻟﻣﻌﺎﻛس ،ﺣﯾث ﺳﺎر ﺑﻣﺣﺎذاة ﺻ ّف اﻟﻛﮭوف وﺳﻠك اﻟﺳﻠّم اﻟﺣﻠزوﻧﻲ واﻟﻧﻔق اﻟﺟﻠﯾدي واﻟدرج اﻟﻔوﻻذي .وﺻل ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺳطﺢ وإﻟﻰ رھط اﻟﻛﻼب اﻟﺗﻲ ﺟ ّوﻋﮭﺎ ﻗﺻداً ﻟﻛﻲ ﯾﺑﻌد ﻓﺿوﻟﯾﯾن ﻣﺣﺗﻣﻠﯾن .واﻵن ،ﻟﻛﻲ ﯾزﯾل اﻵﺛﺎر، ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﺗﺧﻠّص ﻣن ﺳﯾﺎرة اﻟدودج .ﻛﺎن ﻟدﯾﮫ اﺣﺗﻣﺎل أن ﯾﺣرﻗﮭﺎ ﻓﻲ ﺑور ٍة ،ﻟﻛن ذﻟك أﻣ ٌر ﻣﺣﻔو ٌف ﺑﺎﻟﺧطر ﻷ ّﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟذﻟك أن ُﯾﻛ َﺷف ﻣن ﻗﺑل دورﯾﺔ ﺷرطﺔ .ﻛﺎن اﻟﺣ ّل اﻷﻛﺛر ﺑﺳﺎط ًﺔ ھو أن ﯾﺗرﻛﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎ ٍن ﻣﺎ ﻣن ﺣﻲ ﻛوﯾﻧز .ﺑ ِﺣﺗﺎراﺗﮭﺎ اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻣن ﻗﯾﺎس ﻋﺷرﯾن ﺑوﺻﺔ وواﻗﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟﺷﺑﯾﮭﺔ ﺑﻣد ّرﻋﺔ ،ﻛﺎﻧت ﺳﯾﺎرﺗﮫ ﺗﻣﺛل اﻟﺧدﯾﻌﺔ \"واﻟﺑرﯾق اﻟزاﺋف\" .وﻛﺎن ﺻﻧدوﻗﮭﺎ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﻧوع اﻟذي ﯾﺛﯾر اھﺗﻣﺎم اﻟﻠﺻوص. ﺑﺎﻷﺣرى ﻟو ُﺗ ِر َﻛت اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﻓﻲ ﻟوﺣﺔ ﺗﺷﻐﯾل اﻟﺳﯾﺎرة... راﺿﯾﺎً ﻋن ا ّﺗﺧﺎذ ﻗراره ،وﺻل إﻟﻰ اﻟزﻗﺎق اﻟذي ﻛﺎن ﻗد رﻛن اﻟﺳﯾﺎرة ﻓﯾﮫ ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺑ ّﯾن ﻟﮫ أ ّن... ....ﻟم ﺗﻌد اﻟﺳﯾﺎرة ﻣوﺟودة ھﻧﺎك! 362
ﻧظر ﻣن ﺣوﻟﮫ .ﻛﺎن ﻛ ّل اﻟﻣﻛﺎن ﺧﺎﻟﯾﺎً .أﺻﺎخ اﻟﺳﻣﻊ .ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك ﻣﺎ ُﯾﺳ َﻣﻊ ﺳوى ﺻﺧب اﻷﻣواج واﻟرﯾﺢ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﮭ ّز اﻷراﺟﯾﺢ اﻟدوراﻧﯾﺔ. ظ ّل ﯾوري ﻟﻠﺣظﺔ طوﯾﻠﺔ ﺟﺎﻣداً ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮫ دون ﺣراك ،ﻣذھوﻻً وﺣﺎﺋراً أﻣﺎم اﻟﺳرﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗ ّم ﺑﮭﺎ اﺧﺗﻼس اﻟﺳﯾﺎرة .ھل ﻛﺎن ﻟذﻟك أن ﯾﻘﻠﻘﮫ أم ُﯾﺑﮭﺟﮫ؟ وﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﺧﺎ ّص ،ھل ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ أن ُﯾﺧﺑر ﻣﻌﻠّﻣﮫ؟ ﻗ ّرر أﻻ ﯾﻘول ﺷﯾﺋﺎً .ﻛﺎن ﻗد ُط ِﻠ َب ﻣﻧﮫ أن ُﯾﺧﻔﻲ اﻟﺳﯾﺎرة واﻟﺳﯾﺎرة ﻗد اﺧﺗﻔت .ھذا ﻛ ّل ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر. ﻛﺎن اﻷﻣر اﻟﻣﮭ ّم ھو اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻔﺗﺎة... 363
364
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻣن واﻟﻌﺷرون ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺣ ّب ﺷﺧﺻﺎً ،ﺗﺄﺧذه ﺑﻛ ّل ﻣﺎ ﻟﮫ وﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ، ﺗﺄﺧذه ﺑﻛ ّل ارﺗﺑﺎطﺎﺗﮫ ،ﺑﻛ ّل اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ .ﺗﺄﺧذ ﺗﺎرﯾﺧﮫ، ﻣﺎﺿﯾﮫ وﺣﺎﺿره .إ ّﻣﺎ أن ﺗﺄﺧذ ﻛ ّل ﺷﻲء أو ﻻ ﺗﺄﺧذ أ ّي ﺷﻲء ر.ج .إﯾﻠوري ﻏرﯾﻧﺗش ﻓﯾﻠﯾﺞ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً اﺳﺗﯾﻘظ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻣﺗوﺛﺑﺎً وﻗد وﺿﻊ رأﺳﮫ ﻋﻠﻰ ﻛﺗف ﻣﺎدﻟﯾن .ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﻘﺳوة اﻟﺗﻲ اﺳﺗﯾﻘظ ﺑﮭﺎ ﻣن ﻏﻔوﺗﮫ ،ﺷﻌر ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻣدھش ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ُﯾرام .ﻛﺎن اﻟدفء ﻗد ﺷﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل .وھدﯾر اﻟرﯾﺎح وﻏﻠﻐﻠﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﯾﺗﺻﺎﻋدان ﻣن اﻟﺧﺎرج. ﻧظر إﻟﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ وﻟﻛ ّﻧﮫ ظ ّل ﻟﺑرھ ٍﺔ ﻣﺳﺗﻠﻘﯾﺎً ،ﻣﻠﺗﺻﻘﺎً ﺑﺎﻟﺟﺳد اﻟطري واﻟﺣﺎﻣﻲ .ﺛ ّم ﻧﮭض ﺑﻌﻧف وﺧرج ﺑﺻﻣت ﻣن اﻟﻔﻘﺎﻋﺔ اﻟداﻓﺋﺔ ﻟﺣ ّﺑﮫ اﻟوﻟﯾد .ارﺗدى ﺳﺗرﺗﮫ وﺑﻧطﺎﻟﮫ اﻟﺟﯾﻧز ﻗﺑل أن ُﯾﻐ ِﻠق ﺑﺎب اﻟﻐرﻓﺔ ﻛﻲ ﯾﻧزل إﻟﻰ اﻟﺻﺎﻟون .أﺧرج ﻣن ﺟﯾب ﻣﻌطﻔﮫ اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﻣﺻ ّورة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن ﻗد أﻋطﺗﮭﺎ ﻟﮫ ﯾوم أﻣس :اﻟﺑرﯾد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻣﺳروق ﻣن ﺣﺎﺳوب ﺟورج: 365
ﻣن :ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ دﯾﻠﯾﻠو إﻟﻰ :ﺟورج ﻻ ﺗوﻟﯾب اﻟﻣوﺿوع :ر ّد: اﻟﺗﺎرﯾﺦ ٤ :ﺣزﯾران \\ ﯾوﻧﯾو ١٩:٤٧ ،٢٠١٠ ﺟورج، أﺗو ّﺳل إﻟﯾك أن ﺗﺗﺧﻠّﻰ ﻋن ﻣﺷروﻋك ﻓﻲ اﻟذھﺎب ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓﻲ ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو .ﻟﻘد ا ّﺗﺧذﻧﺎ اﻟﻘرار اﻟﺳﻠﯾم .ﻟﻘد ﻓﺎت اﻷوان ﻋﻠﻰ اﻟﻧدم ،ﻛﻧ ُت أﻋﺗﻘد ﺑﺄ ّﻧك ﻗد أدرﻛت ﻣن ﺧﻼل ﻗراءة اﻟﺻﺣف... اﻧ َس ﺟوﻧﺎﺛﺎن وﻣﺎ ﺣدث ﻟﻧﺎ .دﻋﮫ ﯾﻌﯾد ﺗﻛوﯾن ﻧﻔﺳﮫ. إذا اﻋﺗرﻓت ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﺳوف ﺗﺿﻌﻧﺎ ﻧﺣن اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ وﺿ ٍﻊ ﻣﺄﺳوي وﺳوف ﺗﺧﺳر ﻛ ّل ﺷﻲء :ﻋﻣﻠك ،ﺷ ّﻘﺗك ،ورﻓﺎھﯾﺗك. ف. ﺟﻠس ﺟوﻧﺎﺛﺎن إﻟﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺻﻧوﻋﺔ ﻣن ﺧﺷب اﻟﺟوز اﻟﺗﻲ ﯾﺟﺛم ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺣﺎﺳوب .ﻻ ﺑ ّد أ ّن ﻛﻠﯾر ﻛﺎﻧت ﻗد اﻋﺗﺎدت ﻋﻠﻰ أن ﺗﻌﯾر ﺷ ّﻘﺗﮭﺎ ﻷﺻدﻗﺎﺋﮭﺎ .ﻛﺎﻧت ورﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻓراﺷﺔ ﻣﻠﺻﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻣرور ﻟﻔﺗﺢ اﻟﺑراﻣﺞ ﻛﺿﯾف. ا ّﺗﺻل ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت وأﺧذ وﻗﺗﮫ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﻗراءة اﻟرﺳﺎﻟﺔ .ھﻛذا ،ﻟم ﺗﻛن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻗد ﺧﺎﻧﺗﮫ ﻣﻊ ﺟورج ...ﻛﺎن ﻻ ﯾزال ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﯾﮫ ﺗﺻدﯾق ذﻟك .ﻟﻣﺎذا ﻣن ﺑﯾن ﻛ ّل اﻟﻣﺳرﺣﯾﺎت ﺗم ﺗرﻛﯾب ھذا اﻟﺳﯾﻧﺎرﯾو اﻟدﻧﻲء واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻹزدراء؟ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أ ّي ﺳ ﱟر آﺧر؟ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻗرأ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﻣ ّرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،وﺿﻊ إﺷﺎرة ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻠﺔ \"ﻛﻧ ُت أﻋﺗﻘد أ ّﻧك ﻗد ﻓﮭﻣت اﻟﻣوﺿوع ﺑﻌد ﻗراءة اﻟﺻﺣف .\"...إﻟﻰ ﻣﺎذا 366
ﻛﺎﻧت ﺗﻠ ّﻣﺢ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ؟ ﻛﺎﻧت اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﻌود إﻟﻰ ﺷﮭر ﺣزﯾران \\ ﯾوﻧﯾو. ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن ﻗد أﺳ ّرت ﻟﮫ ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻗد ﺑﺣﺛت ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻻت ﻣﻧﺷورة ﻓﻲ اﻟﺻﺣف اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻷﺷﮭر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺻﺎدﻓت اﺳﻣﻲ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ وﺟورج وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻌﺛر ﻋﻠﻰ دﻟﯾ ٍل ﻣﻠﻣوس .ﺗﺛﺎءب وﻧﮭض ﻟﻛﻲ ﯾﻌ ّد ﻓﻧﺟﺎﻧﺎً ﻣن اﻟﻘﮭوة ﻗﺑل أن ﯾﻧﮭﻣك ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وﯾﺳﺗﻐرق ﺑدوره ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ .ﻻ ﺑ ّد أن ﯾﻛون ﺗﻔﺳﯾر ھذا اﻟﻠﻐز ﻛﺎﻣﻧﺎً ﻓﯾﮭﺎ .ﺑﻌد ﺳﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﺣث ،وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻏرﯾﺑﺔ ﻓﻲ دﯾﻠﻲ ﻧﯾوز: ﺟزر اﻟﺑﺎھﺎﻣﺎ: اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ ﺟ ّﺛﺔ ﺧﺑﯾر ﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺟوف ﺳﻣﻛﺔ ﻗرش ﺣﯾﻧﻣﺎ اﻧطﻠق إﻟﻰ اﻟﺻﯾد ﻓﻲ ﻋرض ﺟزﯾرة ﻛوﻟوﻣﺑوس ،اﻛﺗﺷف ﻗﺎﺋد رﺣﻠﺔ ﺑﺣرﯾﺔ اﻛﺗﺷﺎﻓﺎً ﻣرﻋﺑﺎً وھو ﯾﻣﺳك ﺑﺳﻣﻛﺔ ﻗر ٍش ﻓﻲ ﺷﺑﺎﻛﮫ .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﯾرﻓﻌﮫ إﻟﻰ ﻗﺎرﺑﮫ ،ﻟﻔظ اﻟﻘرش ﻗطﻌﺔ طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﻌظم ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺑﮫ ﻛﺛﯾراً ﻋظم اﻟﻌﺿد .ارﺗﺑك اﻟرﺟل وأﺧﺑر ﺧﻔر اﻟﺳواﺣل اﻟذﯾن ﻓﺗﺣوا ﺑطن اﻟﺣﯾوان ﻟﯾﺟدوا ﻓﯾﮫ أﺟزا ًء أﺧرى ﻣن ھﯾﻛ ٍل ﻋظﻣﻲ ﻟﻛﺎﺋ ٍن ﺑﺷري وﺧﺎ ّﺻﺔ ﻗطﻌ ًﺔ ﻣن ﻗﻔ ٍص ﺻدري وﻓ َك. وﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺣﻣض اﻟﻧووي ﻟﻠﻌظﺎم ،اﺳﺗطﺎﻋت اﻟﺷرطﺔ اﻟﺑﺎھﺎﻣﯾﺔ أن ﺗﺣ ّدد ھوﯾﺔ ﺻﺎﺣب اﻟﺟ ّﺛﺔ .ﻛﺎﻧت اﻟﺟ ّﺛﺔ ﺗﻌود ﻟرﺟل اﻷﻋﻣﺎل اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﻟوﯾد وارﻧر ،ﻧﺎﺋب رﺋﯾس ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻔﻧﺎدق اﻟﻔﺎﺧرة وﯾن إﻧﺗرﺗﯾﻧﻣﻧت .وﻛﺎن اﻟﺳ ّﯾد وارﻧر اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر ﺧﻣﺳﺔ وأرﺑﻌﯾن ﻋﺎﻣﺎً ﻗد ﺗو ّﻗف ﻋن إﻋطﺎء أي إﺷﺎرة ﻟوﺟوده ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة ﻣﻧذ اﻟﺛﺎﻣن واﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﻛﺎﻧون 367
اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﺣﯾث ﺷو ِھد ﻓﻲ ﻣطﺎر ﻧﯾوﯾورك ﻓﻲ ﻣﺗﺟ ٍر ﺻﻐﯾر ﻟﻸﻟﺑﺳﺔ اﻟﺟﺎھزة ،ﻟدى ﻋودﺗﮫ ﻣن ﺟزر اﻟﺑﺎھﺎﻣﺎ ﻣﺑﺎﺷر ًة. ﻟم ُﯾﺻ ّدق ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻋﯾﻧﯾﮫ .ﻛﺎن ﻟوﯾد وارﻧر ﻗد ﻣﺎت ﻣﻧذ ﺳﻧﺗﯾن وﻟم ﯾﻌﻠم ﺑذﻟك إﻻ اﻟﯾوم! ﻟوﯾد وارﻧر ،اﻟﻣدﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ وﯾن إﻧﺗرﺗﯾﻧﻣﻧت ...اﻟرﺟل اﻟذي ﻋ ّﺟل ﻓﻲ ﺳﻘوطﮫ ﻣن ﺧﻼل رﻓﺿﮫ إﻋﺎدة ﺟدوﻟﺔ دﯾون ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻣﺑراﺗور .وﻓﻲ وﻣﺿ ٍﺔ ،طﻔت ذﻛرﯾﺎت اﻷوﻗﺎت اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳطﺢ :اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﻣﻔرﻏﺔ ﻟﻼﺳﺗداﻧﺔ ،إﻓﻼس ﻣؤ ّﺳﺳﺗﮫ، اﻟﻣﺻﺎﻋب اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧ ّﺑطت ﻓﯾﮭﺎ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﻘﺎوم ﺳﯾطرة وارﻧر وﻛواﺳره، ﺷرﻛﺎؤھم اﻟﺳﺎﺑﻘون ،اﻟذﯾن ﺗﺣ ّوﻟوا إﻟﻰ ﻧ ّﮭﺎﺑﯾن. أﺗﻛون زوﺟﺗﮫ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﻠ ّﻣﺢ إﻟﻰ ھذه اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺗﮭﺎ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺟورج؟ أﺗﻛون ﻗد ﻟﻌﺑت دوراً ﻓﻲ ﻣوت ﻟوﯾد وارﻧر؟ وﻟﻛن ﻣﺎ اﻟﻐرض ﻣن ذﻟك ،إذا ﻛﺎن ھذا اﻟﻌﻣل ﻟم ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق إﻓﻼس ﻣؤﺳﺳﺗﮭﻣﺎ؟ ﺣﺎﺋراً وﻗﻠﻘﺎً ﻣن ﺟ ّراء اﻛﺗﺷﺎﻓﮫ ،طﺑﻊ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﺟ ٍل اﻟﻣﻘطﻊ اﻟﻣﻘﺗﺑس ﻣن اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ وﺧرﺑش ﺑﺿﻊ ﻛﻠﻣﺎت ﻣو ّﺟﮭﺔ إﻟﻰ ﻣﺎدﻟﯾن ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺣﺎﺳوب .ﺛ ّم ارﺗدى ﻣﻌطﻔﮫ ﻗﺑل أن ﯾﻠﺗﻘط ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻟﺳ ّﯾﺎرة اﻟﻣﻌﻠّﻘﺔ ﻗرب اﻟﺑﺎب. * ﻣﻧذ وﺻوﻟﮫ ،ﻛﺎن ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻗد وﺟد ﺳﯾﺎرة ﻛﻠﯾر ﻣن طراز ﺳﻣﺎرت اﻟﻠوزﯾﺔ اﻟﻠون ﻣرﻛوﻧ ًﺔ ﻓﻲ اﻟز ّﻗﺎق اﻟﻣﺳدود .ﻛﺎن اﻟﺑرد ﯾزداد ﺷ ّد ًة .أدار ﻣﺣ ّرك اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﺻﻐﯾرة وﻗﺎم ﺑﺗﺣﻣﯾﺔ ﻣﺣ ّرﻛﮭﺎ وھو ﯾﺳﺗﻣﻊ ﻣن ﻣﺣ ّطﺔ إﺧﺑﺎرﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﻧﺎوﯾن اﻷﺧﺑﺎر: 368
\" ...ﺗﺳﺗﻣر اﻟﯾوم ﻓﻲ ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻣﻛﺳﯾﻛﯾﺔ ﺟﯾزﯾﺑﯾل ﻛورت ،ورﯾﺛﺔ رﺋﯾس ﻋﺻﺎﺑﺔ ﻣﺧدرات .اﻟﻣدﻋوة \"ﻻ ﻣوﻧﯾﻛﺎ\" ،إ ّﻧﮭﺎ اﺑﻧﺔ ﻋ ّراب.\"... وﻟﻛن ﻟم ﯾﻛن ﻟدﯾﮫ اﻟﻣزاج ﻷن ﯾﺣ ّﻣل ﻧﻔﺳﮫ وزر ﻛ ّل ﻣﺻﺎﺋب اﻟدﻧﯾﺎ .ﻗطﻊ ﺑث ﺟﮭﺎز اﻟرادﯾو ودﻟف إﻟﻰ ﺷﺎرع ﻏروف ﺳﺗرﯾت .ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺑﺎﻛر ،ﻛﺎﻧت ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﯾر ﺳﻠﺳﺔ .ﺳﻠك اﻟﺟﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ وﻣن ﺛ ّم ﻓﺎرﯾك وﺷﺎرع ﻛﺎﻧﺎل ﺳﺗرﯾت ...ﻛﺎن ﯾﻛﺗﺷف اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ اﻟﻧﯾوﯾورﻛﯾﺔ ،وھو ﯾﺟﺗﺎز ﻣﺳﺎﻓ ًﺔ ﻛﺎن ﻗد اﺟﺗﺎزھﺎ ﻟﻣﺋﺎت اﻟﻣ ّرات ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻘﯾم ھﻧﺎ. وﺳط ﺣﺷد ﺳﯾﺎرات اﻷﺟرة اﻟﺻﻔراء اﻟﻠون ،رأى ﺳﯾﺎرة ﻓﯾراري ﺳوداء ﻓﻲ ﻣرآﺗﮫ اﻟﻌﺎﻛﺳﺔ .ﺣﺗﻰ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻣﻠك ﻧﻘوداً ،ﻟم ﯾﻛن ﻣﻐرﻣﺎً ﻗط ﺑﺎﻟﺳﯾﺎرات ،وﻟﻛ ّن ھذه اﻟﺳﯾﺎرة ﻛﺎﻧت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .ﻛﺎن واﻟده ﻗد أھداه ﻧﻣوذﺟﺎً ﻣﺻ ّﻐراً ﻋﻧﮭﺎ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن طﻔﻼً: ﺳﯾﺎرة ﻣن طراز ٢٥٠ﺟﻲ ﺗﻲ ﻛﺎﯾﻔورﻧﯾﺎ ﺳﺑﺎﯾدر ذات ﻗﺎﻋدة ﻗﺻﯾرة .إﺣدى أﻛﺛر اﻟﺳﯾﺎرات ﻧدر ًة وﺟﻣﺎ ًﻻ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،واﻟﺗﻲ أُﻧﺗ َﺞ ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻘط ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﻋﺷرة ﻧﻣﺎذج ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ أﻋوام اﻟﺳﺗﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن .ﻣﺎ ﻛﺎن أن ﯾدﯾر رأﺳﮫ ﺣﺗﻰ ﺗﺟﺎوزﺗﮫ اﻟﺳﯾﺎرة ﻋن ﯾﻣﯾﻧﮫ ﺑﺳرﻋﺔ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻗﺑل أن ﺗﺧﺗﻔﻲ ﻣﻧدﻓﻌ ًﺔ ﻧﺣو ﺳوھو. ﯾﺎ ﻟﮫ ﻣن ﻣرﯾض... ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أ ّن ﺗرﯾﺑﯾﻛﺎ ﻛﺎن أﺣد اﻷﺣﯾﺎء اﻷﻛﺛر ﻏﻼ ًء ،إﻻ أ ّن ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻟم ﯾﺷﻌر ﻗ ّط ﺑﺎﻟراﺣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﯾﮫ ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﺟد اﻟﻣﻛﺎن ﻣﺟ ّرد ًا ﻣن اﻟﺳﺣر واﻻﻧﺳﺟﺎم. ﺷﻐل أ ّول ﻣﻛﺎن أﺗﯾﺢ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ أطراف اﻟﻌﻣﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾش زوﺟﺗﮫ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﯾﮭﺎ. ﻛﺎﻧت ﻋﻣﺎرة إﻛﺳﯾﻠﺳﯾور ﻣﺳﻛﻧﺎً ﻣﮭﯾﺑﺎً ﯾﺗﻛ ّون ﻣن ﺣواﻟﻲ 369
ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر طﺎﺑﻘﺎً ،ﯾﻌود ﺗﺎرﯾﺦ ﺑﻧﺎﺋﮫ إﻟﻰ ﺳﻧوات اﻟﻌﺷرﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن. ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻌ ّﮭدون ﻗد اﺳﺗوﻟوا ﻣؤ ّﺧراً ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻔﻧدق اﻟﻘدﯾم ذي اﻟدﯾﻛور اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﻘوﻣوا ﺑﺗﺟدﯾده وﺗﺣوﯾﻠﮫ إﻟﻰ أﺟﻧﺣﺔ ﻣز ّودة ﺑﺗﻘﻧﯾﺎت ﻓﺎﺋﻘﺔ اﻟﺗط ّور ﻣﺧ ّﺻﺻﺔ ﻟزﺑﺎﺋن ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟﻣﻼﯾﯾن. ﻗﺎل وھو ﯾدﺧل إﻟﻰ اﻟﻌﻣﺎرة: -ﻣرﺣﺑﺎ إﯾدي! ﻛﺎن اﻟﺑ ّوب ﯾرﺗدي ز ّﯾﺎً ﻟﻠﻌﻣل ﻛﺳﺗﻧﺎﺋﻲ اﻟﻠون ذا ﺷراﺋط ﻣذ ّھﺑﺔ ،واﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺛوا ٍن ﻋدﯾدة ﻟﻛﻲ ﯾﺗﻌ ّرف ﻋﻠﯾﮫ. ﻗﺎل وھو ﯾﻌدل طﺎﻗﯾﺗﮫ: -اﻟﺳ ّﯾد ﻻﻣﺑﯾرور! ﯾﺎ ﻟﮭذه اﻟﻣﻔﺎﺟﺄة... -أرﯾد أن أﻗﺎﺑل ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻣن ﻓﺿﻠك ،ھل ﯾﻣﻛﻧك إﺧﺑﺎرھﺎ ﺑﺄﻧﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﮭو؟ -وﻟﻛن اﻟوﻗت ﻻ ﯾزال ﺑﺎﻛراً... -أﻧﺎ ﻣﺻ ّر ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑﻠﺗﮭﺎ ،ﯾﺎ إﯾدي ،اﻷﻣر ﻓﻌﻼً ھﺎ ّم. -ﺳوف أ ّﺗﺻل ﺑﺎﻟﺳ ّﯾدة ﻣﺑﺎﺷر ًة ﻋﻠﻰ ھﺎﺗﻔﮭﺎ اﻟﺧﺎ ّص. ﻛﺎن إﯾدي ﺑروك ،اﻟذي ﯾﺷﺑﮫ ﺑﺟﺳده اﻟﻣﻐﻧﻲ اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﺑﻲ.ﺑﻲ .ﻛﯾﻧﻎ ،ﺑﻛ ّل ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ \"اﻟرﺟل اﻟﻣﻔﺗﺎح\" ﻟﻠﻌﻣﺎرة ،اﻟرﺟل اﻟذي ﯾﻌرف أﺳرار ﻛ ّل اﻟﺳﻛﺎن :ﺷﺗﺎﺋمِ ،ﺧ َدع، إﺳﺎءات ،ﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺧدرات ...ﺣﺳﺑﻣﺎ ﺗﻛون ﻟك ﻋﻼﻗﺎت ﺟ ّﯾدة أو ﺳﯾﺋﺔ ﻣﻌﮫ ،ﻗد ﺗﻐدو ﺣﯾﺎﺗك ﺳﮭﻠ ًﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ أو ﺗﺗﺣ ّول إﻟﻰ ﺟﺣﯾم. -ﺣﺳﻧﺎً ،ﯾﺎ ﺳ ّﯾدي ،إﻧﮭﺎ ﺗﻧﺗظرك. ﺷﻛر ﺟوﻧﺎﺛﺎن اﻟﺑ ّواب ﺑﺈﺷﺎر ٍة ﻣن رأﺳﮫ وطﻠب أﺣد اﻟﻣﺻﺎﻋد اﻟﻣﺗﺟﺎورة ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺑﮭو .أدرج اﻟرﻣز اﻟذي ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠﻣﺻﻌد أن ﯾﺗو ّﻗف 370
ﻣﺑﺎﺷر ًة ﻓﻲ ﺷ ّﻘﺔ زوﺟﺗﮫ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗﺢ أﺑواﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣو ّزع اﻟﺑﯾت اﻟﻣﻛ ّون ﻣن طﺎﺑﻘﯾن واﻟﻣﺑﻧﻲ ﻣن اﻟزﺟﺎج واﻟذي ﯾﺷﻐل آﺧر طﺎﺑﻘﯾن ﻣن اﻟﻌﻣﺎرة. ﺗﻘ ّدم ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺣﺗﻰ وﺻل إﻟﻰ اﻟﺻﺎﻟون اﻟذي ﻛﺎن ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺣﺟرة ﺷﺎﺳﻌﺔ اﻷطراف ﻣﺑﻠّطﺔ ﺑﺣﺟ ٍر طﻔﺣﻲ وﻣﻔروﺷﺔ ﺑﻔر ٍش ﺣدﯾث ﻣﺻﻧو ٍع ﻣن اﻟﺧﺷب اﻷﺻﮭب وﻣن ﺧﺷب اﻟﺟوز .ﻛﺎن ﻛ ّل ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن ﻣرﺳوﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻧﺎﺟ ٍز وﺑﺳﯾط. ﻣدﻓﺄﺗﺎن طوﯾﻠﺗﺎن ذات ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻧﺗﺎ ﺗﻘﺑﻌﺎن داﺧل ﻣﻠﺣ ٍق ﻣﻌدﻧﻲ ﺗﻠﻔظﺎن اﻟﻌﺷرات ﻣن أﻟﺳﻧﺔ اﻟﻠﮭب ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻧواﻓذ زﺟﺎﺟﯾﺔ واﺳﻌﺔ ،ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﮭر ھﯾدﺳون ،ﺗﻠﻐﻲ اﻟﺣدود ﺑﯾن اﻟداﺧل واﻟﺷرﻓﺔ .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺷﻣس ﺗﺷرق ،ﻛﺎن ﺗﻣﺎزج اﻷﻟوان واﻧﻌﻛﺎﺳﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣﯾﺎه ﺳﺎﺣراً ،ﺣﯾث ﺗﺗﻣﺎزج اﻷﻟوان اﻟوردﯾﺔ واﻟﺑﻧﻔﺳﺟﯾﺔ واﻟرﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺎﺋﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﯾﺎض. ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أ ّﻧﮫ ﻛﺎن ﻗد ﻋﺎش ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻛﺎن ﻟﻣ ّدة ﻋﺎﻣﯾن ،ﻛﺎن ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﯾﺷﻌر ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻏرﯾﺑﺎً ﻓﯾﮫ اﻵن .اﻟﺣدﯾﻘﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺷرﻓﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﺳﺎﺣﺗﮭﺎ أرﺑﻌﻣﺋﺔ ﻣﺗر ﻣر ّﺑﻊ، اﻟﻣﺷﮭد اﻟﻣﺗﻌﺎظم ،ﺧدﻣﺔ اﻟﺑواب اﻟﻣﺗواﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﺳﺎﻋﺔ ،طﺎﻗم اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ،اﻟﻣﺳﺑﺢ اﻟداﻓﺊ ﺑطول ﻋﺷرﯾن ﻣﺗراً ،ﻣﻠﻌب اﻟرﯾﺎﺿﺔ ،ﺣ ّﻣﺎم اﻟﺳﺎوﻧﺎ ...ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻓﯾﮭﺎ \"اﻹﻣﺑراطور\" ،ﻛﺎن ﻛ ّل ھذا اﻟﺑذخ ﯾﺑدو ﻟﮫ طﺑﯾﻌﯾﺎً وﻋﺎدﯾﺎً .أ ّﻣﺎ اﻟﯾوم، ﻓﻛﺎن ﯾﺷﻌر ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد ﺳﺑق ﻟﮫ وﻋﺎﻧﻲ ﻣن ﺟﻧون اﻟﻌظﻣﺔ وﺑﺄ ّﻧﮫ ﻟم ﯾﻌد ﺳوى ﺷﺧ ٍص ﺑﺳﯾط ﺟﺎء ﻟزﯾﺎرة اﻵﻟﮭﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺑدھم. ﺧرﺟت ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻣن ﻏرﻓﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟطﺎﺑق اﻟﻌﻠوي وھﻲ ﺗﮭرع وﺳﺄﻟت ﺑﻘﻠق: -ﻣﺎذا ﺣﺻل ﻟﺷﺎرﻟﻲ؟ 371
-ﺷﺎرﻟﻲ ﻓﻲ ﺻ ّﺣﺔ ﻣﻣﺗﺎزة .ﻟﻘد ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو ﻣﻊ ﺷﻘﯾﻘ ِك. ﺑﻌد أن اطﻣﺄ ّﻧت ،ﻧزﻟت اﻟﺳﻠّم اﻟزﺟﺎﺟﻲ اﻟذي أﻋطﻰ اﻻﻧطﺑﺎع ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﺗﻌوم ﻓﻲ اﻟﮭواء. ﻧظراً إﻟﻰ اﻟوﻗت ،ﻛﺎﻧت ﻗد ارﺗدت ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﺑﺄﻗﺻﻰ ﺳرﻋﺗﮭﺎ ﺑﻧطﺎﻟﮭﺎ اﻟﺟﯾﻧز اﻷﺳود اﻟﻠون وﺑﻠوزﺗﮭﺎ ذات اﻟﯾﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﻟرﻗم ٧اﻟﻣﺻﻧوﻋﺔ ﻣن اﻟﻛﺷﻣﯾر اﻟﺻوﻓﻲ اﻟﻠون. وﻣﻊ ذﻟك ،ﺑدت ﻓﻲ ھﯾﺋﺔ ﻻ ﺗﺷوﺑﮭﺎ ﺷﺎﺋﺑﺔ .ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ذاك اﻟﻠﺑس اﻟﻣﺗﻌﺟرف وذاك اﻟﻣظﮭر اﻟﺧﺎ ّﺻﯾن ﺑﺎﻷﻧﺎس اﻟﻣﻧﺗﻣﯾن إﻟﻰ اﻷﺳر اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾش ﺑﺛراء ﻣﻧذ أﺟﯾﺎل ﻋدﯾدة. ﻛﺎﻧت ﺛروﺗﮭﺎ ﻣطﺑوﻋﺔ ﺑﺧﺎﺗم \" . *\"given, not earnedرﺑ ّﻣﺎ ﻛﺎن ھذا اﻷﻣر ھو اﻟذي ﻓﺻﻠﮭﻣﺎ ﻋن ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ .ﺑﯾﻧﻣﺎ ھو ،وﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻣﻧﮭﺎ ،ﻛﺎن ﻗد ﻛﺳب ﺛروﺗﮫ... ﻗﺑل أن ﯾﺧﺳرھﺎ. ﺳﺄﻟﮭﺎ وھو ﯾﻘ ّدم ﻟﮭﺎ اﻟورﻗﺔ اﻟﺗﻲ ُط ِﺑﻌت ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗروي ﻗ ّﺻﺔ ﻣوت ﻟوﯾد وارﻧر: -ﻟﻘد ﻗﺗﻠ ِﺗﮫ ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ ﻟم ﺗﻛﻠّف ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﻋﻧﺎء ﺧﻔض ﻧظرھﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﻘرأ ﻣﺎ ھو ﻣﻛﺗوب ﻓﻲ اﻟورﻗﺔ .ﻟم ﺗﺳﺄﻟﮫ ﻋ ّﻣن ﻛﺎن ﯾﺗﻛ ّﻠم .ظﻠّت ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ﺳﺎﻛﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ﻟﺑﺿﻊ ﺛوا ٍن ﻗﺑل أن ﺗﺟﻠس ﻋﻠﻰ اﻷرﯾﻛﺔ وﺗﺗد ّﺛر ﺑﻐطﺎء. -ﻣ ْن ﻗﺎل ﻟك ذﻟك؟ ھذا اﻷﺣﻣق ﺟورج؟ ﻛﻼ ...ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻟﯾس... -ﻛﯾف ﺣدث ذﻟك؟ * ﻣﻣﻧوﺣﺔ وﻟﯾﺳت ﻣﻛﺗﺳﺑﺔ. 372
أﻏﻣﺿت ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ ،ﺗﺎرﻛ ًﺔ اﻟذﻛرﯾﺎت ﺗﺗد ّﻓق. ﺑدأت ﺗروي: -ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻛﺎﻧون اﻷول\\دﯾﺳﻣﺑر ،ﻗﺑل ﻋﺎﻣﯾن ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻣن اﻵن ...أﻧت راﻓﻘﺗﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻣطﺎر وأﺧﺑرﺗك ﺑﺄﻧﻧﻲ ﺳﺄذھب إﻟﻰ ﻟﻧدن ﻟزﯾﺎرة أﺣد ﻣطﺎﻋﻣﻧﺎ .ﻛﺎﻧت ﺗﻠك ﻛذﺑﺔ .ﻓﻲ اﻷﺳﺑوع اﻟذي ﺳﺑق ذﻟك ،ﻋﻠﻣ ُت أ ّن ﻟوﯾد وارﻧر ﺳﯾذھب إﻟﻰ ﺟزر اﻟﺑﺎھﺎﻣﺎ، ﻓﻲ ﻧﺎﺳو ،ﻟﻛﻲ ﯾﺗﻔﺎوض ﺑﺷﺄن ﻋﻘ ٍد ﯾﺗﻌﻠّق ﺑﺄﺣد ﻛﺎزﯾﻧوھﺎﺗﮭم .ﻗررت أن أذھب ﺑدوري إﻟﻰ ھﻧﺎك ﻟﻛﻲ أﻗﻧﻌﮫ ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺟدوﻟﺔ ﻗرﺿﻧﺎ .ﻟدى وﺻوﻟﻲ إﻟﻰ ھﻧﺎك، ﺗرﻛ ُت ﻟﮫ رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻧدق اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻧزل ﻓﯾﮫ أطﻠب ﻣﻧﮫ ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺄن ﯾﻠﺣق ﺑﻲ إﻟﻰ ﻛوﻟوﻣﺑوس .ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ،ﻟم ﺗﻛن ُﺗدرك ﺣﺟم اﻟﮭ ّوة اﻟﺳﺣﯾﻘﺔ ﻟﻣدﯾوﻧﯾﺗﻧﺎ .ﻛﺎﻧت ﻣطﺎﻋﻣﻧﺎ ﻗد ﺑدأت ﺑﺎﻟﺗط ّور وﻟﻛن اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺿت ﻋﻠﻰ ﻧﻣ ّوﻧﺎ .أرد ُت أن ﺗﺗرك ﻣﺟﻣوﻋﺔ وﯾن إﻧﺗرﺗﯾﻧﻣﻧت ﻟﻧﺎ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟوﻗت ﻟﻛﻲ ﻧﺳ ّدد دﯾوﻧﻧﺎ وﻟم ﺗﻛن ھﻧﺎك وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻛﻲ أﺗﺣ ّدث إﻟﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻧﻔراد ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك. -وھل ﺟﺎء ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺗ ِك؟ -ﻧﻌم .ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ اﻟﻌﺷﺎء ﻣﻌﺎً .ﺣﺎوﻟت أن أﻗﻧﻌﮫ ﺑﺄن ﯾﻣﻧﺣﻧﺎ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟوﻗت ،ﻟﻛ ّﻧﮫ ﻟم ُﯾﺻ ِﻎ إﻟ ّﻲ .وﺑدل ذﻟك ،أﻣﺿﻰ اﻟﺳﮭرة ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﻏواﺋﻲ ﺑوﻗﺎﺣﺔ ﺣﺗﻰ أﻧﻧﻲ ﻏﺎدر ُت اﻟطﺎوﻟﺔ ﻗﺑل ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﺣﻠﯾﺔ. دﺧﻠت ﻣد ّﺑرة اﻟﻣﻧزل إﻟﻰ اﻟﺻﺎﻟون وھﻲ ﺗﺣﻣل ﺻﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ إﺑرﯾق ﺷﺎي وﻓﻧﺟﺎﻧﯾن. اﻧﺗظرت ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﺧرج ﻟﻛﻲ ﺗواﺻل ﺣدﯾﺛﮭﺎ: -ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻋﺗﻘد ُت أ ّﻧﮫ ﻗد ﻏﺎدر ،ﺟﺎء ﻟوﯾد وارﻧر ﯾﻠﺣق ﺑﻲ إﻟﻰ ﻏرﻓﺗﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﻌرض ﻋﻠ ّﻲ ﺻﻔﻘﺔ .ﻛﺎن ﻣواﻓﻘﺎً ﻋﻠﻰ أن ﯾﺑذل ﺟﮭداً ﺑﺷﺄن دﯾﻧﻧﺎ وﻟﻛن ﺷرﯾطﺔ أن ... 373
...-أن ﺗﻧﺎﻣﻲ ﻣﻌﮫ؟ أﺟﺎﺑت ﺑﺈﺷﺎرة ﻣن رأﺳﮭﺎ: -ﺣﯾﻧﻣﺎ طردﺗﮫ ﻣن ﻏرﻓﺗﻲ ،أﻏﻠق اﻟﺑﺎب وارﺗﻣﻰ ﻋﻠ ّﻲ .ﻛﺎن ﻗد أﻓرط ﻓﻲ اﻟﺷراب وﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﺗﻌﺎطﻰ ﺟرﻋ ًﺔ ﻣن اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن .ﺻرﺧت وﻟﻛ ّن ﺿﺟﯾﺞ ﻋر ٍس ﻛﺎن ﯾﻣﻸ ﻛ ّل أرﺟﺎء اﻟﻔﻧدق .وأﻧﺎ أداﻓﻊ ﻋن ﻧﻔﺳﻲ ،أﻣﺳﻛ ُت ﺑﺗﻣﺛﺎ ٍل ﻛﺎن ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺔ ﺑﺟﺎﻧب اﻟﺳرﯾر: ﻛﺎن ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻣﺛﺎ ٍل ﻣن اﻟﺑروﻧز ﯾﻣ ّﺛل ﺟﯾﺎﻛوﻣﯾﺗﻲ .و ّﺟﮭ ُت ﺿرﺑﺔ ﻗو ّﯾﺔ ﺟ ّداً إﻟﻰ رأﺳﮫ .اﻧﮭﺎر ﻋﻠﻰ اﻷر .اﻋﺗﻘد ُت ﻟﻠوھﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد داخ وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻛﺎن ﻗد ﻣﺎت. ﻋزم ﺟوﻧﺎﺛﺎن ،ﻣذھوﻻً ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﺄﺧذ ﻣﻛﺎﻧﮫ ﻓﻲ اﻷرﯾﻛﺔ اﻷﻗرب إﻟﻰ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ. وﻛﺎﻧت ھذه اﻷﺧﯾرة ،ﺷﺎﺣﺑﺔ وﻣﺗد ّﺛرة ﺑﻐطﺎﺋﮭﺎ ،ﺗﺑدو رﻏم ﻛ ّل ﺷﻲء ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﮭدوء. أ ّﻣﺎ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ،ﻓﻠم ﯾﺳﺗطﻊ أن ﯾﻌرف ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾرﺗﺎح ﻟذﻟك أم أ ّﻧﮫ ﯾﺟ ّن ﺣﻧﻘﺎً .ﻛﺎن ﻟﻐزاً ﻋﻣره ﻋﺎﻣﯾن ﯾﻧﺣ ّل ﺑﺑﺿﻊ ُﺟﻣل .ﻋﺎﻣﺎن ﻣن ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺄﺣد ﻷ ّﻧﮫ ﻟم ﯾدرك ﻣﻘﺎﺻد ﺧﯾﺎﻧﺔ زوﺟﺗﮫ ...ﻟﻛوﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻗد ﺧﺎﻧﺗﮫ. -ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗطﻠﺑﻲ اﻟﺷرطﺔ؟ -ھل ﺗﻌﺗﻘد ﺣ ّﻘﺎً ﺑﺄ ّﻧﮭم ﻛﺎﻧوا ﻟﯾﺻ ّدﻗوا ﺣﻛﺎﯾﺗﻲ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع اﻟﻣﺷروع ﻋن اﻟﻧﻔس؟ ﺑوﺟود اﻟدﯾون اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ ﻋﻠﯾﻧﺎ؟ وﺑوﺟود اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ أرﺳﻠﺗﮭﺎ إﻟﯾﮫ ﻟﻛﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺗﻲ؟ -ﻣﺎذا ﻓﻌﻠ ِت ﺑﺎﻟﺟ ّﺛﺔ؟ -ﻧزﻟ ُت إﻟﻰ اﻟﺟﻧﺎح اﻟﻌﺎﺋم اﻟذي ﻛ ّﻧﺎ ﻗد اﺳﺗﺄﺟرﻧﺎه ﻧﺣن اﻻﺛﻧﯾن .ﻓ ّﻛرت ﻓﻲ أن أﺳﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﻣرﻛب اﻟذي ﺗﺿﻌﮫ إدارة اﻟﻔﻧدق ﺗﺣت ﺗﺻ ّرف اﻟزﺑﺎﺋن .ﻛﺎن ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗﺎرب ﻣن طراز ھﺎﻛر ﻛراﻓت ﻣﺻﻧوع ﻣن ﺧﺷب اﻷﻛﺎﺟو ،ھل ﺗﺗذ ّﻛره؟ رﻛﻧ ُت اﻟﻘﺎرب ﻗرب اﻟﺟﺳر اﻟﻌﺎﺋم 374
ﻟﻠﺟﻧﺎح ﺛ ّم ﺳﺣﺑ ُت اﻟﺟ ّﺛﺔ إﻟﻰ ﻗﻣرة اﻟﻘﺎرب .ﻛﺎن اﻟظﻼم داﻣﺳﺎً .دﻋو ُت ر ّﺑﻲ أﻻ أﺻﺎدف ﺧﻔر اﻟﺳواﺣل وذھﺑ ُت ﻷرﻣﻲ ﺟ ّﺛﺔ ھذا ...اﻟﺳﺎﻓل ﻋﻠﻰ ﺑﻌد ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﻋﺷرﯾن ﻣﯾﻼً ﻣن اﻟﺷﺎطﺊ .ﻗﺑل أن أﻓﻌل ذﻟك ،ﺧطر ﻟﻲ أن أﺣﺗﻔظ ﺑﻣﺣﻔظﺗﮫ وھﺎﺗﻔﮫ اﻟﻣﺣﻣول. -أﻟم ﯾﻼﺣظ أﺣ ٌد ﻓﻲ اﻟﻔﻧدق ﺑﺄ ّﻧ ِك ﻗد رﻛﺑ ِت اﻟﻣرﻛب؟ -ﻛﻼ ،ﻛﺎن اﻟﻌرس ﯾﺷﻐل اﻧﺗﺑﺎه ﻛ ّل طﺎﻗم اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻔﻧدق .ھل ﺗراﻧﻲ ﻓ ّظﺔ؟ أدار ﺟوﻧﺎﺛﺎن رأﺳﮫ ﻣذھوﻻً ﻟﻛﻲ ﯾﺗﮭ ّرب ﻣن ﻧظرات ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ .وﻟﻛ ّن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻛﺎﻧت ﻗد ﻋﻘدت اﻟﻌزم ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘول ﻛ ّل ﺷﻲء وﻟذﻟك ﻟم ﺗدع اﻟﺻﻣت ﯾﺳﺗﻣ ّر. واﺻﻠت اﻟﺣدﯾث ﻗﺎﺋﻠ ًﺔ: -ﻛﻧ ُت ﻓزﻋﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ .ﻟو ﻟو ِﺣ َظ اﺧﺗﻔﺎء وارﻧر ﻓﻲ ﺟزر اﻟﺑﺎھﺎﻣﺎ ،ﻟوﺻﻠوا إﻟ ّﻲ ﺳرﯾﻌﺎً. ﻓﻘد ﺷﺎھدﻧﺎ اﻟﻌﺷرات ﻣن اﻷﺷﺧﺎص وﻧﺣن ﻧﺗﻧﺎول اﻟﻌﺷﺎء ﻣﻌﺎً ﻓﻲ اﻟﻣطﻌم .ﻛﺎﻧت ﻓرﺻﺗﻲ اﻟوﺣﯾدة ھﻲ أن ﻻ ﯾﺗ ّم اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ اﻟﺟ ّﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل – وﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﻗﻣ ُت ﺑﺗﺛﻘﯾل اﻟﺟ ّﺛﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺳﺑﯾﻛﺔ اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ ﻣﺗن اﻟﻘﺎرب – وﻛذﻟك أن أﺟﻌل اﻟﻧﺎس ﯾﻌﺗﻘدون أ ّن وارﻧر ﻗد ﻋﺎد إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ .وﻣن ﺧﻼل اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﻲ رﺳﺎﺋﻠﮫ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﻗﻌ ُت ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺔ ﻛﺎﻧت ﺗدﻋوه ﻟﺗﺛﺑﯾت ﺣﺟز رﺣﻠﺔ ﻋودﺗﮫ .ﻓﺎ ّﺗﺻﻠ ُت ﺑﻣوﻗﻊ ﺷرﻛﺔ اﻟﺧطوط اﻟﺟوﯾﺔ وﻗﻣت ﺑﻣلء اﻻﺳﺗﻣﺎرات .ﻛﺎﻧت ﺣﯾﻠﺔ ﻣد ّﺑرة ،وﻟﻛن ﻛﺎن ﻻ ﺑ ّد أن ُﯾﺷﻐل أﺣ ٌد ﺟﺳدﯾﺎً ﻣﻛﺎن ﻟوﯾد .وﻟذﻟك ﻓ ّﻛر ُت ﻓﻲ ﺟورج ﺑﺳﺑب ﺗﺷﺎﺑﮭﮫ اﻟﺷدﯾد ﻣﻊ وارﻧر. -ﺳﺎﻋد ِك ﺟورج ﻓﻲ ﺗدﺑﯾر اﻟﺣﯾﻠﺔ؟ -ﻧﻌم .ﻣن ﺧﻼل ﻧﺷر ﻓﻛرة أ ّﻧﮫ ﻛﺎن ﻋﺷﯾﻘﻲ .ﻟﻘد اﺳﺗطﻌ ُت أن 375
أﺛﺑ َت وﺟودي ﻓﻲ ﺟزر اﻟﺑﺎھﺎﻣﺎ وأ ّدﻋﻲ ﺑﺄ ّﻧﮫ ھو َﻣن ﻛﺎن ﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻧدق .وﻣن ھﻧﺎ ﺟﺎءت ﺻور اﻟﻣﺻ ّور اﻟﺑﺎﺑﺎازي .ﻻ ﺳﯾﻣﺎ أ ّﻧﮫ ﻗد ﺳﺎﻓر ﺑواﺳطﺔ وﺛﺎﺋق ﻟوﯾد اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﻌودة .وﻣﺎ أن أﺻﺑﺣﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ﺣﺗﻰ طﻠﺑ ُت ﻣﻧﮫ أن ﯾﺟري ﻋ ّدة ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺷراء ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﻧ ُت ﻗد ﺣﺻﻠ ُت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﺟﯾب ﺳﺗرة وارﻧر .ﺑﻌد ﺑﺿﻌﺔ أﯾﺎم ﻣن ذﻟك ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗ ّم اﻛﺗﺷﺎف ﻏﯾﺎب وارﻧر ،ﻛﺎن رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ ﻣﻘﺗﻧﻌﯾن ﺗﻣﺎﻣﺎً ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد ﻋﺎد إﻟﻰ ﻣﺎﻧﮭﺎﺗن .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟم ﯾﺳ َﻊ أﺣ ٌد إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﺷﺎطﺊ ﺟزر اﻟﺑﺎھﺎﻣﺎ إﻟﻰ أن ﺗ ّم اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ ﺟ ّﺛﺗﮫ ﺑﻌد ذﻟك ﺑﺳ ّﺗﺔ أﺷﮭر. -إﻟﻰ أﯾن وﺻل اﻟﺗﺣﻘﯾق ،اﻵن؟ ﻟم ﺗﻛن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻗد ﻟﻣﺳت ﺑﻌد ﻛوب اﻟﺷﺎي ﺧﺎ ّﺻﺗﮭﺎ ﻓﺄﺧذت ﻋﻠﺑﺔ اﻟﺳﺟﺎﺋر ﻣن ﻣﺎرﻛﺔ داﻧﮭﯾل اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ اﻟﺧﻔﯾﺿﺔ وأﺷﻌﻠت ﺳﯾﺟﺎرة ﻣﻧﮭﺎ. -ﻻ أدري .أﻋﺗﻘد أ ّﻧﮭم ﻗد ﺟ ّﻣدوا اﻟﻣﻠ ّف .ﻓﻲ ﻛ ّل اﻷﺣوال ،ﻟم ﯾﺗم اﺳﺗﺟواﺑﻲ ﻗط ﺣول اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑﻣﺎ أﻧﻧﻲ رﺳﻣﯾﺎً ﻟم أﺗﻧﺎول اﻟﻌﺷﺎء ﻣﻌﮫ ھو وإ ّﻧﻣﺎ ﻣﻊ ﺟورج. ﺑﻌد أن ﺗﻣﺎﻟك ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻧﻔﺳﮫ ﻟوﻗ ٍت طوﯾل ،اﻧﻔﺟر أﺧﯾراً ﻏﺿﺑﮫ: -ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗ ّﺗﺻﻠﻲ ﺑﯾن أﻧﺎ ،زوﺟ ِك؟ ھل ﻛﺎﻧت ﺛﻘﺗ ِك ﺑﻲ ﺿﻌﯾﻔﺔ؟ أن ﻻ ﺗﺣ ّدﺛﯾﻧﻲ ﻋن اﻟﺳﻔر ،أﻣ ٌر ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻐﺎﺿﻲ ﻋﻧﮫ ،وﻟﻛن أن ﺗﺧﻔﻲ ﻋ ّﻧﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﻗﺗل! -ﻟﻛﻲ أﺣﻣﯾﻛﻣﺎ ،أﻧت وﺷﺎرﻟﻲ! ﻛﻲ ﻻ أﺟﻌﻠك ﺷرﯾﻛﺎً ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﻗﺗل! ﻛﻲ ﻻ ﻧذھب ﻧﺣن اﻻﺛﻧﺎن ﻣﻌﺎً إﻟﻰ اﻟﺳﺟن! ﻛﺎن ھﻧﺎك اﺣﺗﻣﺎ ٌل ﻛﺑﯾر ﺟ ّداً ﺑﺄن ﺗﻔﺷل ﺧ ّطﺗﻲ .ﻓ ّﻛر ﻓﻲ اﻷﻣرَ :ﻣ ْن ﻛﺎن ﺳﯾر ّﺑﻲ طﻔﻠﻧﺎ ﻟو ﺗ ّﻣت إداﻧﺗﻧﺎ؟ 376
ﺗﺄ ّﻣل ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓﻲ اﻟﺣ ّﺟﺔ .ﻛﺎن ﯾﺳﯾر ﻓﻲ اﻟطرﯾق وھو ﻣﻌﺟ ٌب ﺟزﺋﯾﺎً ﺑﺑرودة اﻷﻋﺻﺎب واﻟﻣﻧطق اﻟﻣﺗﻣﺎﺳك واﻟذﻛﺎء اﻟﺧﺎرق اﻟﺗﻲ ﺑﻔﺿﻠﮭﺎ ﻧﺟﺣت ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺟﺎة ﻣن اﻟﻘﺿﯾﺔ وﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ أﺳرﺗﮭﺎ .ھل ﻛﺎن ﻟﯾﺳﺗطﯾﻊ ھو أن ُﯾﻧ ّﻔذ ھﻛذا ﺳﯾﻧﺎرﯾو؟ ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ ﻛﻼ .ﻣ ّﻣﺎ ﻻ ﺷ ّك ﻓﯾﮫ ﻛﺎن ﻟﯾﺗﺻ ّرف ﻛﻣﺟرم .ﻣ ّﻣﺎ ﻻ ﺷ ّك ﻓﯾﮫ ﻛﺎن ﻟﯾﺳﺗﺳﻠم ﻟﻔﯾض اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﮫ... ﻓﺟﺄ ًة ،ﺗﻼﺷﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺑث واﻟﻔوﺿﻰ اﻟذي ﻛﺎن ﻓراﻗﮭﻣﺎ ﻗد ﺟﻌﻠﮫ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮫ .ﻣﺎ ﺣدث ﻟﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﻌﻧﻰ .وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ ذاﺗﮭﺎ ،أدرك ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺄ ّﻧﮫ ﯾﻧظر اﻵن إﻟﻰ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ﻋﻠﻰ أ ّﻧﮭﺎ ﻏرﯾﺑﺔ .ﻟم ﯾﻌد ﯾﺷﻌر ﺣﯾﺎﻟﮭﺎ ﺑﺄ ّي اﻧدﻓﺎ ٍع وﻻ أ ّي ﺷﻌو ٍر ﻛﻣﺎ ﻟو أ ّن ﺣﺎﺟزاً ﻻ ﻣرﺋﯾﺎً ﯾﻔﺻل ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻧﮭﺎﺋﯾﺎً اﻵن. 377
378
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ واﻟﻌﺷرون ﻣﻼ ٌك ﻓﻲ ﺟﺣﯾم *Luctor et emerge ﻣﺳﺗودع ﻛوﻧﺎي آﯾﺳﻼﻧد اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً ﻛﺎن اﻟﻛوخ اﻟﻣﻌﺗم ،اﻟﺑﺎرد واﻟرطب ،ﯾﺳﺑﺢ وﺳط راﺋﺣﺔ اﻟﻌﻔوﻧﺔ .ﻛﺎﻧت ﯾدا آﻟﯾس ﻣﻘ ّﯾدﺗﯾن ﺑﺈﺣﻛﺎم وﻗدﻣﺎھﺎ ﻣرﺑوطﺗﯾن ﺑﺧﯾ ٍط ﻣن اﻟﻧﺎﯾﻠون وﻣﻊ ذﻟك ﺿﻐطت ﺑﻛ ّل ﻣﺎ اوﺗﯾت ﻣن ﻗ ّوة ﻋﻠﻰ ﻗﯾودھﺎ ﻋﻠﻰ أﻣل أن ﺗزﯾل اﻟﻣواﺳﯾر اﻟﺻدﺋﺔ .وﻟﻛ ّن اﻟﻣﺎﺳورة ﻛﺎﻧت ﻣﺗﯾﻧ ًﺔ واﻧﮭﺎرت اﻟﻔﺗﺎة ﻋﻠﻰ اﻷرﺿﯾﺔ اﻟﻣﺑﻠّﻠﺔ. ﻣ ّزق ﻧﺣﯾ ُب ﯾﺄس ﺣﻠﻘﮭﺎ وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ظﻠّت ﻣﺧﻧوﻗ ًﺔ ﺑﺎﻟﻼﺻق اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻛ ّﻣﻣﮭﺎ. ﻻ ﺗﺑ ِك! ﺳرت ارﺗﻌﺎﺷﺎت ﻓﻲ ﺟﺳدھﺎ وﻛوى اﻟﺑرد ﻛ ّل أﻋﺿﺎء ﺟﺳﻣﮭﺎ وﻋ ّض ﻋﻠﻰ ﺟﻠدھﺎ وﺗﻐﻠﻐل إﻟﻰ ﻋظﺎﻣﮭﺎ .ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻼﺳل اﻟﻔوﻻذﯾﺔ * أﻧﺎ أﺻﺎرع ﻟﻛﻲ ﻻ أﻏرق .ﺷﻌﺎر ﻣﻘﺎطﻌﺔ زﯾﻠﻧد اﻟﮭوﻟﻧدﯾﺔ. 379
ﺗﻣ ّزق ﻟﺣم ﻣﻌﺻﻣﯾﮭﺎ ﻣﺳ ّﺑﺑ ًﺔ أﻟﻣﺎً ﻓظﯾﻌﺎً ﯾﺳري ﻓﻲ ﺟﺳدھﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺑﻠﻎ رﻗﺑﺗﮭﺎ. ﻓ ّﻛري... وﻟﻛ ّن اﻟﺑرد واﻟﺿﻐط اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺟﻌﻼ ﻛ ّل ﺗرﻛﯾ ٍز أﻣراً ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺔ .ﺳ ّد ﺷﻌو ٌر ﺑﺎﻟﻘﻠق واﻟﻌﺟز ﺻدرھﺎ. ﺗﺻﺎﻋد ﺻو ٌت ﺷﺑﯾﮫ ﺑﺻوت اﻷراﻧب ﺧﻠف اﻟﻣﻐﺳﻠﺔ اﻟدﺑﻘﺔ .رﻓﻌت آﻟﯾس رأﺳﮭﺎ ﻟﺗرى ﺧطم ﺟر ٍذ ﺑﺣﺟم ھرﯾرة .ﻣن ﺟدﯾد ،اﺧﺗﻧﻘت ﺻرﺧﺔ ﻗﺻﯾرة ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮭﺎ .ﻓزﻋﺎً ﻣﺛﻠﮭﺎ ،ﺳﺎر اﻟﺣﯾوان ﻋﻠﻰ طول اﻟﺟدار اﻟﻣﻘﺎﺑل واﺧﺗﻔﻰ ﺧﻠف ﺳرﯾر اﻟﻣﯾدان. ﺣﺎﻓظﻲ ﻋﻠﻰ ھدو ِﺋك... ﺗﻣﺎﻟك دﻣوﻋﮭﺎ وﺣﺎوﻟت أن ﺗﻔﺗﺢ ﻓ ّﻛﯾﮭﺎ وﻟﻛن اﻟﺷرﯾط اﻟﻼﺻق ﻛﺎن ﯾﺧ ّدرھﺎ و ُﯾطﺑق ﺑﺷ ّدة ﻋﻠﻰ ﻓﻣﮭﺎ .وﻣﻊ ذﻟك اﺳﺗطﺎﻋت أن ﺗﻣ ّرر ﻟﺳﺎﻧﮭﺎ ﺗﺣت أﺣد أطراف ﻛﻣﺎﻣﺗﮭﺎ وﻗﺿﻣت ﺑﻘواطﻌﮭﺎ طرف اﻟﺷرﯾط اﻟﻼﺻق إﻟﻰ أن ﺗﻣ ّﻛﻧت ﻣن ﺗﺣرﯾر ﺷﻔﺗﮭﺎ اﻟﺳﻔﻠﻰ. اﺳﺗﻧﺷﻘت ﺑﻌﻣق ﺟرﻋﺎت ﻋدﯾدة ﻣن اﻟﮭواء اﻟﻔﺎﺳد .أﺻﺑﺣت ﺗﺗﻧ ّﻔس ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو أﻓﺿل وﻟﻛن رﻏم درﺟﺔ اﻟﺣرارة اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ،ﺷﻌرت ﺑﻧﺑﺿﺎت ﻗﻠﺑﮭﺎ اﻟﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ. أدوﯾﺗﻲ! أدرﻛت ﻓﺟﺄ ًة أ ّﻧﮭﺎ ﺳوف ﻟن ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺳﺗﻣ ّر ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮭﺎ! ﻣﻧذ أن ﺧﺿﻌت ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ زرع اﻟﻘﻠب ،ﻛﺎﻧت ﺣﻘﯾﺑﺗﮭﺎ ُدرﺟﺎً ﺣﻘﯾﻘﯾﺎً ﻟﺻﯾدﻟﯾﺔ .ﻛﺎﻧت ﺗﻌﯾش ﺣﯾﺎة ﺷﺑﮫ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﺑﺗﻠﻊ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ﺧﻠﯾطﺎً ﻣﺣ ّﺿراً ﻣن اﻷدوﯾﺔ :طﺑﻌﺎً أﻗراﺻﺎً ﻣﺿﺎدة ﻟرﻓض اﻷﻧﺳﺟﺔ وﻟﻛن ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﺧﺎ ّص أﻗراﺻﺎً ﻣ ّﺿﺎدة ﻟﺣﺎﻻت ارﺗﻔﺎع اﻟﺿﻐط وﺣﺎﻻت اﻻﺿطراب ﻟﻛﻲ ﺗﻘﺎوم ارﺗﻔﺎع ﺿﻐطﮭﺎ اﻟﺷرﯾﺎﻧﻲ. 380
ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﺣ ّذرھﺎ طﺑﯾﺑﮭﺎ اﻟﺧﺎ ّص :ﻋدم ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻟﮭذه اﻷﻗراص ﻗد ُﯾﺗﻠف ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻛﻠﯾﺗﯾﮭﺎ ﺧﻼل ﺑﺿﻌﺔ أﯾﺎم ،ﺑل وﺧﻼل ﺑﺿﻊ ﺳﺎﻋﺎت! وﻗد ﺗﻧطﻠق اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ أ ّي وﻗت ،ﺧﺎ ّﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺟﻔﺎف. ﻛﺎن ﺣﻠﻘﮭﺎ ﺑﺎﻟﺿﺑط ﺟﺎ ّﻓﺎً وﻣﺗﮭ ّﯾﺟﺎً .ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﺷرب ﻣﺎ ًء ﻟﻛﻲ ﺗﺗﺟ ّﻧب ﺗراﺟﻊ ﻗدرة ﻛﻠﯾﺗﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ .ﺳﺎرت ﻋﻠﻰ أطراﻓﮭﺎ اﻷرﺑﻌﺔ ،إذ ﻛﺎﻧت ﯾداھﺎ ﻻ ﺗزاﻻن ﻣﻘ ّﯾدﺗﯾن ،وﻧﺟﺣت ﻓﻲ اﻟﺗﺣ ّرك ﻋﻠﻰ طول اﻟﻣﺎﺳورة ﺣﺗﻰ وﺻﻠت إﻟﻰ اﻟﻣﻐﺳﻠﺔ ،وﻟﻛ ّن ﺻﻧﺑور اﻟﻣﺎء ﻛﺎن ﻋﺎﻟﯾﺎً ﺟ ّداً .ﻣدﻓوﻋ ًﺔ ﺑﺎﻧدﻓﺎ ٍع ﺟدﯾد ،ﺷ ّدت ﻋﺿﻼﺗﮭﺎ وﺑﻌزﯾﻣ ٍﺔ ﻻ ﺗﻠﯾن ﺣﺎوﻟت ﻣن ﺟدﯾد أن ﺗﻔﺗﺢ اﻟﻣﺎﺳورة .ﺛ ّم ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﺑﺗﻌد ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺄﻗﺻﻰ ﺳرﻋﺔ :ﻓﻲ ﻛ ّل دﻓﻌ ٍﺔ ،ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻼزم اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾود ﺗﻧﻐرس ﻓﻲ ﻟﺣﻣﮭﺎ إﻟﻰ ﺣ ّد اﻹدﻣﺎء. وھﻲ ﺗﻔ ّر ﻣن اﻟﻣﻌرﻛﺔ ،اﺳﺗﺳﻠﻣت ﻟﻼرﺗﺧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺋط .ﻣﺳﺗﻠﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض، راودھﺎ اﻟﺷﻌور ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻌد ﺳوى ﺣﯾوا ٍن ﻣﻛ ّﺑل ﻣﻧﻘﺎ ٍد ﻟﻣﺷﯾﺋﺔ ﺻﺎﺣﺑﮫ .ﯾﺎﺋﺳ ًﺔ وﺣﺎﺋر ًة ﻓﻲ أﻣرھﺎ ،أﺧذت ﺗﻠﻌق اﻟﻣﺎء اﻟﻣﺗﺟ ّﻣﻊ اﻟذي ﻛﺎن ﯾرﺷﺢ ﻣن اﻷرﺿﯾﺔ. ﻓﻲ اﻟزاوﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻋﺔ ،ﻛﺎن اﻟﺟرذ ﯾرﻗﺑﮭﺎ. * ﺗرﯾﺑﯾﻛﺎ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً ﻛﺎﻧت اﻟﺷﻣس ﻗد أﺷرﻗت ﻓﻲ ﺳﻣﺎ ٍء ﺻﺎﻓﯾﺔ ﻛﺎﻟﻛرﯾﺳﺗﺎل. ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر ﺻدﻣﺔ ﻣﺎ ﻛﺷﻔﺗﮫ ﻟﮫ ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛﺎ ،ﺧرج ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻣن اﻛﺳﯾﻠﺳﯾور ،داﺋﺧﺎً ﺑﻌض اﻟﺷﻲء .ﺳﺎر ﻋﻠﻰ اﻟرﺻﯾف إﻟﻰ أن وﺻل إﻟﻰ ﺳﯾﺎرﺗﮫ ﻣن طراز ﺳﻣﺎرت ﻛﻠﯾر. ﺟﻠس ﺧﻠف اﻟﻣﻘود واﻧطﻠق ﺑﺎﺗﺟﺎه إﯾﺳت ﻓﯾﻠﯾﺞ ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﻗد ﺗواﻋد ﻣﻊ ﻣﺎدﻟﯾن .ﺗر ّدد ﻓﻲ 381
اﻻﺗﺻﺎل ﺑﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﯾطﻣﺋ ّن ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد وﺟد ﺿﺎﻟﺗﮫ وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ر ّﺑﻣﺎ ﻻ ﺗزال ﻧﺎﺋﻣﺔ. ﻟدى وﻗوﻓﮫ ﻋﻧد إﺷﺎرة ﺣﻣراء ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺷﺎرع ﻟﯾﺗل إﯾﺗﺎﻟﻲ ،ﻧظر ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎً ﻓﻲ ﻣرآﺗﮫ اﻟﻌﺎﻛﺳﺔ وﺑدھﺷﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻣﺢ ﻣن ﺟدﯾد اﻟﺧطوط اﻟرﺷﯾﻘﺔ واﻷﻧﯾﻘﺔ ﻟﺳﯾﺎرة ﻓﯾراري اﻟﺳوداء وھﻲ ﻓﻲ اﻟرﺗل اﻟﯾﻣﯾﻧﻲ ﺧﻠف ﺳﯾﺎرﺗﮫ. أﻣ ٌر ﻏرﯾب... ﻗ ّطب ﺟﺑﯾﻧﮫ ﻟﯾﺗﺄ ّﻛد ﻣن اﻷﻣر .ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أن ُﯾﺧطﺊ ﻓﻲ ذﻟك :ﻛﺎﻧت اﻟﺳﯾﺎرة ﻧﻔﺳﮭﺎ ذات اﻟﻐطﺎء اﻟﻣﻌدﻧﻲ اﻟﻣﺣﻧﻲ ﺑرﺷﺎﻗﺔ ،واﻟﻣﺻﺎﺑﯾﺢ اﻟﻧﺎﻓرة واﻟواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺗو ّﺣﺷﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻔﻲ ﻋﻠﯾﮭﺎ ھﯾﺋﺔ ﺷﺑﯾﮭﺔ ﺑﮭﺋﯾﺔ اﻟزواﺣف .اﺳﺗدار إﻟﻰ اﻟﺧﻠف .ھذه اﻟﻣ ّرة ﻛﺎﻧت اﻟﺳﯾﺎرة واﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ﺑﻼ ﺣراك وﻟﻛ ّن اﻟﺷﻣس اﻟﻣﻧﻌﻛﺳﺔ ﻋﻠﻰ واﺟﮭﺔ اﻟﺳﯾﺎرة أﺑﮭرت أﺑﺻﺎر ﺟوﻧﺎﺛﺎن وﻣﻧﻌﺗﮫ ﻣن ﺗﻣﯾﯾز وﺟﮫ اﻟﺳﺎﺋق .أراد أن ﯾﺗذ ّﻛر رﻗم اﻟﺳ ّﯾﺎرة اﻟﺷﺑﯾﮭﺔ ﺑﺎﻟﻌﻧﻛﺑوت وﻟﻛ ّﻧﮫ ُذ ِھل ﺑﺷ ّدة ﻟﻌدم وﺟود ﻟوﺣﺔ اﻟرﻗم ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎرة! اﻧﺗﻘﻠت إﺷﺎرة اﻟﻣرور إﻟﻰ اﻟﺿوء اﻷﺧﺿر .أرﻏﻣﮫ ﺻوت زﻣ ّو ٍر ﻋﻠﻰ اﻹﻗﻼع ﺑﺎﻟﺳ ّﯾﺎرة وﺗﺟﺎوز اﻟﺗﻘﺎطﻊ .ﺣﯾﻧﻣﺎ اﺳﺗطﺎع أن ﯾﻠﻘﻲ ﻣن ﺟدﯾد ﻧظرة ﻋﻠﻰ ﻣرآة ﺳﯾﺎرﺗﮫ اﻟﻌﺎﻛﺳﺔ ،ﻛﺎﻧت اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﻔﺎرھﺔ ﻗد ﺗوارت ﻋن اﻷﻧظﺎر... * ﻣﺳﺗودع ﻛوﻧﺎي آﯾﺳﻼﻧد ُﺳ ِﻣﻊ ﺿﺟﯾﺞ وﻗﻊ ﺧطوات. ﻓﺗﺣت آﻟﯾس ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ ،ﻣﺗو ّﺛﺑﺔ ﻣن اﻟﻧوم .ﻛم ﻛﺎﻧت اﻟﺳﺎﻋﺔ؟ ِﻟﻛم ﻣن اﻟوﻗت ظﻠّت ﻏﯾر واﻋﯾﺔ؟ أﺧﻣس دﻗﺎﺋق أم ﺧﻣس ﺳﺎﻋﺎت؟ 382
ﺟﻌﻠﮭﺎ اﻟﺑرد ﺗرﺗﻌش .ﺷﻌرت ﺑﺗﻧ ّﻣ ٍل ﻓﻲ ﺳﺎﻗﯾﮭﺎ وﻣ ّزﻗت ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺳﻼﺳل رﺳﻐﯾﮭﺎ. ﺣﺎوﻟت أن ﺗﻘف ﻋﻠﻰ ﻗدﻣﯾﮭﺎ ،وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻋﺟزت ﻋن ذﻟك .ﺷﻌرت ﺣﯾﻧﺋ ٍذ ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ واﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﮭﺎ .اﻧﻔﺗﺢ اﻟﺑﺎب ﻣﺣدﺛﺎً ﺻرﯾراً وظﮭر اﻟطﯾف اﻟﺿﺧم ﻟﯾوري وﺳط اﻟﻌﺗﻣﺔ. ﺻرخ ﻏﺎﺿﺑﺎً ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺑ ّﯾن ﻟﮫ ﺑﺄ ّﻧﮭﺎ ﻗد ﻗﺿﻣت رﺑﺎط ﯾدھﺎ. !C yчка*- أﻣﺳﻛﮭﺎ ﻣن ﺷﻌرھﺎ وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﺗو ّﺳﻠت إﻟﯾﮫ: -أﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺷرب اﻟﻣﺎء! أدوﯾﺗﻲ ﻟﯾﺳت ﻣﻌﻲ! ﻋﻠ ّﻲ ﺧطر أن ... -أﻏﻠﻘﻲ ﻓﻣ ِك! ﺷ ّدھﺎ ﺑﻌﻧف إﻟﻰ اﻟﺧﻠف ﻣﻧﺗزﻋﺎً ﻣن رأﺳﮭﺎ ﺧﺻﻠ ًﺔ ﻣن اﻟﺷﻌر .أدرﻛت أ ّن ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺗﮭﺎ أن ﺗﻠﺗزم اﻟﺳﻛوت .ﺑدا اﻟرﺟل اﻟروﺳﻲ وﻛﺄ ّﻧﮫ ﻗد ھدأ .ﻗ ّرب وﺟﮭﮫ ﻣن وﺟﮭﮭﺎ وھم ﯾﺗﺷ ّﻣم راﺋﺣﺔ ﻋطر ﻋﻧﻘﮭﺎ ،ﻣداﻋﺑﺎً ﺧ ّدھﺎ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﮫ اﻟﻐﻠﯾظﺔ واﻟدﺑﻘﺔ .أﺣ ّﺳت آﻟﯾس ﺑﺄﻧﻔﺎﺳﮫ ﻗرب ﻓﻣﮭﺎ وﻟم ﺗﺳﺗطﻊ أن ﺗﻛﺑت ﺗﻘ ّززھﺎ .أدارت رأﺳﮭﺎ وﺣﯾﻧذاك ﻟﻣﺣت اﻟﻛﺎﻣﯾرا اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﯾده. ﺑرز اﻟظ ّل اﻷﺳود واﻟﻛﺛﯾف ﻟﯾوري ﺗﺣت اﻟﺿوء اﻟﺷﺎﺣب ﻟﻠﻧﯾون .وﻋدھﺎ ﻗﺎﺋﻼً: -ﺳوف ﺗﺣﺻﻠﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎء ،وﻟﻛن ﻗﺑل ذﻟك ﺳوف ﻧﻣ ّﺛل ﻧﺣن اﻻﺛﻧﺎن ﻓﯾﻠﻣﺎً ﻗﺻﯾراً ﻣﻌﺎً... * ﯾﺎ ﻛﻠﺑﺔ! 383
384
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﻼﺛون اﻟوﺟﮫ اﻟﻣﺧﻔﻲ ﻟﻠﻘﻣر ﻛ ﱞل ﻣ ّﻧﺎ ﻗﻣ ٌر ،ﺑوﺟ ٍﮫ ﻣﺧﻔ ﱟﻲ ﻻ ﯾراه أﺣد. ﻣﺎرك ﺗوﯾن ﻟوﯾر إﯾﺳت ﺳﺎﯾد اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً د ّس ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺳﯾﺎرﺗﮫ ﻣن طراز ﺳﻣﺎرت ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﻣودﯾﺔ ﺑﯾن ﺳﯾﺎرﺗﯾن ﻣرﻛوﻧﺗﯾن إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟرﺻﯾف وﻧزل ﺟﺎدة ﺑوﯾري إﻟﻰ أن وﺻل إﻟﻰ اﻟﺷﺎرع رﻗم اﺛﻧﺎن .ﺑﻌد أن ﻛﺎن ﻟزﻣ ٍن طوﯾ ٍل ﺟ ّداً ﺣ ّﯾﺎً ﺳﯾﺊ اﻟﺳﻣﻌﺔ ،ﻏدا اﻵن ﺣ ّﻲ ﺑوﯾر إﯾﺳت ﺳﺎﯾد أﺣد أﻛﺛر اﻷﻣﻛﻧﺔ ﺟذﺑﺎً ﻟﻠﻧﺎس ﺑﻔﺿل ﻣﻘﺎھﯾﮫ اﻟﺻﻐﯾرة وﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣطﺎﻋﻣﮫ اﻟﻌﺻرﯾﺔ .دﻓﻊ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺎب ﻣﻘﮭﻰ ﺑﯾﻠز ،اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻔ ّﺿل ﻟدﯾﮫ ﻟﺗﻧﺎول ﻓطوره وﻏداﺋﮫ .ﻛﺎن اﻟﻣﻛﺎن ﯾﻧ ّم ﻋن أﺻﺎﻟ ٍﺔ وﯾﺷﻊ ﺑدف ٍء ﺣﻘﯾﻘﻲ وﯾزدﺣم ﺑﺎﻟﻧﺎس ﺑﯾن اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺣﺎدﯾﺔ ﻋﺷرة واﻟواﺣدة ظﮭراً ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾ ّﺗﺳم ﺑﮭدو ٍء أﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح. ﺑﺣث ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻋن ﻣﺎدﻟﯾن ﻓﻲ اﻟﺻﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﺎرة ﺑﺎﻷﺿواء .ﺣول طﺎوﻟﺔ ﺷرا ٍب ﻣن اﻟﺧﺷب اﻟﻛﺎﺷف اﻟﻠون ،ﻛﺎن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﺑوھﯾﻣﯾﯾن واﻟﻌﺻرﯾﯾن ﯾﻠﺗﮭﻣون ﺷطﺎﺋر اﻟﺑﺎﻧﻛﯾك ﺑﺎﻟﻣوز وﯾﺷرﺑون اﻟﻛﺎﺑﺗﺷﯾﻧو. 385
ﻟم ﺗﻛن ﻣﺎدﻟﯾن ﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن ﻓﺎﻧﺗﺎﺑﮫ اﻟﻘﻠق .أﺗﻛون ﻗد ﻧدﻣت ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﻗﮭﻣﺎ اﻟﻠﯾﻠﻲ؟ أﺗﻛون ﻗد ﻏﺎدرت ﺑﻣزاﺟﯾﺔ وﻻ ﻣﺑﺎﻻة؟ أﺗﻛون ﻗد ... ر ّن ھﺎﺗﻔﮫ ،ﺟﺎءﺗﮫ رﺳﺎﻟﺔ ﻗﺻﯾرة ﺗﻘول\" :أﻧﺎ ﻓﻲ اﻟطﺎﺑق اﻟﻌﻠوي\" .رﻓﻊ رأﺳﮫ ﻓرآھﺎ ﻣﻧﺣﻧﯾﺔ ﻓوق اﻟﺳﻼﻟم ﺗوﻣﺊ إﻟﯾﮫ ﺑﺈﺷﺎر ٍة ﻣن ﯾدھﺎ. ﺑﻌد أن اطﻣﺋ ّن ،ﺻﻌد اﻟﺳﻼﻟم ﻟﻛﻲ ﯾﻧﺿ ّم إﻟﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺗﮭﺎ .ﻛﺎﻧت ﺟدران اﻟﻣﺣ ّل ﺑﯾﺿﺎء وطﺎوﻻﺗﮫ اﻟﺻﻐﯾرة ﻣﺳﺗدﯾرة وﻓﯾﮭﺎ ﻧواﻓذ زﺟﺎﺟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة وﻣﺻﺎﺑﯾﺢ ﻣزﺧرﻓﺔ :ﻛﺎﻧت اﻟﺻﺎﻟﺔ ﻣرﯾﺣﺔ وﻟطﯾﻔﺔ. -ھل أﻧ ِت ھﻧﺎ ﻣﻧذ وﻗ ٍت طوﯾل؟ ﻟم ﯾﺟرؤ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﻘﺗﮭﺎ وﺗﻘﺑﯾﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن رﻏﺑﺗﮫ اﻟﺷدﯾدة ﻓﻲ ذﻟك. ﻛﺎﻧت ﺗرﺗدي ﺑﻧطﺎل ﺟﯾﻧز وﺳﺗرة ﺟﻠدﯾﺔ ﻟم ﯾﺳﺑق أن ﺷﺎھدھﺎ ﺗرﺗدﯾﮭﻣﺎ واﻟﺗﻲ أظﮭرت ﻧﺣﺎﻓﺗﮭﺎ. -ﻟﻘد وﺻﻠ ُت ﻟﻠﺗ ّو .ھذا ﻣﻛﺎ ٌن ﻟطﯾف .أﯾن ﻛﻧت؟ ﻗﺎل وھو ﯾﺟﻠس ﻗﺑﺎﻟﺗﮭﺎ: -ﻛﻧت ﻓﻲ ﺑﯾت زوﺟﺗﻲ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ .ﺳوف أروي ﻟك. ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﻟﯾن ﺗﺑدو ﻣرﺗﺎﺣﺔ وﻣﻊ ذﻟك ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺄ ّﻣﻠﮫ ﺑﺣزن ﻛﻣﺎ ﻟو أ ّﻧﮭﻣﺎ ﻗد ﺳﺑق ﻟﮭﻣﺎ وأﺿﺎﻋﺎ ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ. ﺣﺎول ﺟوﻧﺎﺛﺎن أن ُﯾﻣﺳك ﺑﯾدھﺎ وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﺳﺣﺑﺗﮭﺎ .اﻟﺗﻘت ﻧظراﺗﮭﻣﺎ ،وﺳﺎد اﻟﺻﻣت ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ طوﯾﻼً .وﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ،ﻣ ّررت ﻣﺎدﻟﯾن أﺻﺎﺑﻌﮭﺎ ﺑرﻓق ﺑﯾن أﺻﺎﺑﻌﮫ .اﻵن ﺑﺎت واﺿﺣﺎً أ ّﻧﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﯾﺷﻌران ﻣن ﺟدﯾد ﺑرﻏﺑﺔ ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺗﺟﺎه ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ ﺣﺗﻰ وإن ﻟم ﯾﻛوﻧﺎ ﻣﺳﺗﻌ ّدﯾن ﺑﻌد ﻟﻛﻲ ﺗوﺻف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﮭﻣﺎ ﺑﻌﻼﻗﺔ \"ﻏراﻣﯾﺔ\". اﻗﺗرب ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻧﺎد ٌل ﯾﺿﻊ ﻧظﺎرة ﻣن ﻣﺎرﻛﺔ ﻏﯾك وﯾرﺗدي ﻗﻣﯾﺻﺎً ذا 386
ﻣر ّﺑﻌﺎت وﻟﮫ ﺷﺎرﺑﺎن ﺷﺑﯾﮭﺎن ﺑﺷوارب اﻟﻐﺎﻟ ﱢﯾﯾن ﺑﺣﯾث ﺑدا ﻓﻲ ھﯾﺋﺔ ﻋﺎزف ھﺎ ٍو ﻟﻠﺟﺎز وذﻟك ﻟﻛﻲ ﯾﺄﺧذ طﻠﺑﮭﻣﺎ. ﺗﺻ ّﻔﺢ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟطﻌﺎم واﺧﺗﺎر ﻓﻧﺟﺎﻧﺎً ﻣن ﻗﮭوة اﻹﺳﺑرﯾﺳو وطﺑﻘﺎً ﻣن اﻟﻛﯾك اﻷﻓرﯾﻘﻲ اﻟﻣﺣ ّﺿر ﺑﺎﻟﻘﮭوة )ﻣوﻧﻛﻲ ﺑرﯾد( .اﺧﺗﺎرت ﻣﺎدﻟﯾن طﺑﻘﺎً ن ﺑﯾﺗﻲ ﻓور )ﺑﻠوﺑﯾري ﻛرﯾم ﻛوﻛﻲ( وﻗﺎرورة ﻣن اﻟﺣﻠﯾب. -ﻟﻘد اﺳﺗﻌر ُت ﺑﻌض اﻟﺛﯾﺎب ﻣن ﺻﺎﺣﺑﺗك .إ ّﻧﮭﺎ ﺿ ّﯾﻘﺔ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ،وﻟﻛن... -ﺳوف ﺗﻧﺎﺳﺑك .ﺛ ّم إ ّﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت \"ﺻﺎﺣﺑﺗﻲ\" ...ھل ھﻧﺎك أﺧﺑﺎ ٌر ﻋن ﺟﯾم؟ أﺟﺎﺑت وﻗد ﺗﺟ ّﮭﻣت: -ﻻ ﺟدﯾد .ﻻ ﯾزال ھﺎﺗﻔﮫ اﻟﻣﺣﻣول ﻋﻠﻰ وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺟﯾب اﻵﻟﻲ .ﺳوف أ ّﺗﺻل ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻣﻔوﺿﯾﺔ اﻟﺷرطﺔ. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗدرج رﻗم اﻟﮭﺎﺗف ،أﻟﻘﻰ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻧظرة ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺧﺔ ﺻﺣﯾﻔﺔ ﻧﯾوﯾورك ﺑوﺳت اﻟﺗﻲ ﺗرﻛﮭﺎ أﺣد اﻟزﺑﺎﺋن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﻌد .ﻛﺎﻧت اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﺗﺗﺣ ّدث ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺗﮭﺎ اﻷوﻟﻰ ﻋن اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻣﻊ اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﮭﺎ ﻣن اﻟرادﯾو: ﻓﺗﺢ ﻗﺿﯾﺔ ورﯾﺛﺔ ﻛﺎرﺗل ﻣﺧ ّدرات ُﻓ ِﺗﺣت ﻗﺿﯾﺔ ﺟﯾزﯾﺑﯾل ﻛورت اﻟﯾوم أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺧﺎ ّﺻﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ .اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺗﻲ ُﺗﻠ ّﻘب ﺑﺎﺳم ﻣوﻧﯾﻛﺎ ،ھﻲ اﺑﻧﺔ اﻟراﺣل أﻟﻔوﻧﺳو ﻛورت ،أﺣد اﻟزﻋﻣﺎء اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﯾن ﻟﻛﺎرﺗ ٍل ﻣﻛﺳﯾﻛﻲ ﻗو ّيُ ،ﻗ ِﺗل ﻋﻠﻰ ﯾد ﻋﺻﺎﺑﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ آذار \\ ﻣﺎرس .٢٠٠١ﻛﺎﻧت ﺟﯾزﯾﺑﯾل ﻛورت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘﯾم ﻓﻲ ﻟوس أﻧﺟﻠوس ﺑﺎﺳﺗﺧدام ھو ّﯾﺔ زاﺋﻔﺔ ﻗد أو ِﻗ َﻔت ﻗﺑل ﺛﻼﺛﺔ أﻋوام ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺳ ّوق ﻓﻲ ﺣﻲ رودﯾو دراﯾف ﻟﻠﺗﺳ ّوق .ﻛﺎن ﻗرار 387
اﻻﺗﮭﺎم ﯾﺄﺧذ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﺧﺎص ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ ﺑﺎﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺷﺣﻧﺎت اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن اﻟﻣﺻ ّدرة إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣ ّﺗﺣدة اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ وﻛذﻟك إﻗﺎﻣﺔ ﺷﺑﻛﺔ واﺳﻌﺔ ﻟﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال .وﻛﺎﻧت ﻗﺿ ّﯾﺗﮭﺎ ﻗد أُ ﱢﺟ َﻠت ﻟﻣ ّرا ٍت ﻋدﯾدة ،ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻐﻼل ﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣوﻧﯾﻛﺎ أﺻﻐر ﺛﻐرة ﻓﻲ اﻷﺻول اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ. ﺗو ّﻗف ﻋن اﻟﻘراءة ﻣذ ﻧﺟﺣت ﻣﺎدﻟﯾن ﻓﻲ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﻣﻔوﺿﯾﺔ ﺷرطﺔ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر. ا ّﺗﺻﻠت ﺑﺷرﯾﻛﮭﺎ اﻟﺳﺎﺑق ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ وﻟﻛ ّن رﺟل اﻟﺗﺣ ّري ﺗرﯾﻔور ﻛوﻧراد ھو ﻣن ر ّد ﻋﻠﯾﮭﺎ: -ﻣﺎدﻟﯾن؟ ُﯾﺳﻌدﻧﻲ أن أﺳﻣﻊ ﺻو ِﺗك... -أﺣﺎول اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺟﯾم ﻣﻧذ اﻟﺑﺎرﺣﺔ ﻣﺳﺎ ًء .ھل ھو ﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﻣﻔوﺿ ّﯾﺔ؟ ﻓﻲ اﻟطرف اﻵﺧر ﻣن اﻟﺧ ّط ،ﻟزم اﻟﺷرطﻲ اﻟﺻﻣت طوﯾﻼً ﻗﺑل أن ُﯾﻔ ِﺻﺢ: -ﻟﻘد ﻣﺎت ﺟﯾم ،ﯾﺎ ﻣﺎدﻟﯾن. -ﻛﯾف ﺣﺻل ذﻟك؟ ﻟﻘد ا ّﺗﺻل ﺑﻲ ﻗﺑل ﯾوﻣﯾن! -أﻧﺎ ﻣﺗﺄ ّﺳف :ﻟﻘد ُﻋ ِﺛ َر ﻋﻠﯾﮫ ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﮫ .ﻟﻘد اﻧﺗﺣر. رﻓﻌت ﻣﺎدﻟﯾن ﻋﯾﻧﯾن ﻏﯾر ﻣﺻ ّدﻗﺗﯾن ﻧﺣو ﺟوﻧﺎﺛﺎن وھﻲ ﺗﻠﻔظ ﺑﺻﻣت ﻛﻠﻣﺔ: \"ﻣﺎت!\" اﻗﺗرب ﻣﻧﮭﺎ ﻣذھوﻻً ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺎﺑﻊ اﻟﻣﺣﺎدﺛﺔ .ﺣﺎوﻟت اﻟﻣرأة أن ﺗﻌرف اﻟﻣزﯾد ﺣول اﻷﻣر: -ﻣﮭ ًﻼ ،ﺟﯾم اﻟذي أﻋرﻓﮫ ﻟﯾس ﻣن ﻧﻣط اﻟرﺟل اﻟذي ﯾﻘﺗل ﻧﻔﺳﮫ ھﺑﺎ ًء ﻣﻧﺛوراً .ھل ﻛﺎﻧت ﻟدﯾﮫ ﻣﺷﺎﻛل ﺷﺧﺻﯾﺔ؟ -ﻻ أﻋﺗﻘد. 388
-ﻛﯾف ﺣﺻل اﻷﻣر ،ﯾﺎ ﻛوﻧراد؟ ﺗر ّدد اﻟﺷرطﻲ اﺑن ﻣدﯾﻧﺔ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر ﻓﻲ اﻟر ّد ﻋﻠﻰ ﺳؤاﻟﮭﺎ. -ﻻ ﯾزال اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺟﺎرﯾﺎً ﻓﻲ اﻟﺣﺎدﺛﺔ .ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن أﻛﺷف ﻟ ِك اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل. -ﻻ ﺗﻣ ّﺛل دور اﻟﻣﻐ ّﻔل :ﻛﺎن ﺟﯾم زﻣﯾﻠﻲ ﻓﻲ ﻓرﯾق اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﻣ ّدة ﺳ ّﺗﺔ أﻋوام! ﺳﺎد اﻟﺻﻣت ﻣن ﺟدﯾد. ﻗﺑل أن ﯾﻐﻠق اﻟﺳ ّﻣﺎﻋﺔ ،ﻗﺎل اﻟﺷرطﻲ: -ﺳوف أﻋﺎود اﻻﺗﺻﺎل ﺑ ِك ﺑﻌد ﺧﻣس دﻗﺎﺋق. * ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺻدﻣﺔ ،أﻣﺳﻛت ﻣﺎدﻟﯾن ﺑرأﺳﮭﺎ ﺑﯾن ﯾدﯾﮭﺎ .أﺛﺎر ﻣوت ﺟﯾم اﻟﺻﺎﻋق ﺑﺎﻗﺔ ﻣن اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﺟراح .أزاﺣت ﺳرﯾﻌﺎً ﺗﻠك اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ﻟﺋﻼ ﺗﻔﻘد ﺻﻼﺑﺗﮭﺎ وﺗﻣﺎﺳﻛﮭﺎ .ﻣذھوﻻً ﻟﻠﺧﺑر ،ﺷﻌر ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺎﻟﺣﯾرة واﻻرﺗﺑﺎك .ﺣﺎول أن ﯾﻘوم ﺑﺣرﻛﺔ ﻟطﯾﻔﺔ وﻟﻛ ّن ﻣﺎدﻟﯾن ﻛﺎﻧت ﻗد أﻏﻠﻘت اﻟﺳ ّﻣﺎﻋﺔ. -ﻣن اﻟﻣؤ ّﻛد أ ّن ﻛوﻧراد ﺳوف ﯾ ّﺗﺻل ﻣن ھﺎﺗﻔﮫ اﻟﻣﺣﻣول أو ﻣن ﻣﻘﺻورة ھﺎﺗف. ﻛ ّل ﻣﻛﺎﻟﻣﺎت اﻟﻣﻔوﺿﯾﺔ ﻣﻌ ّرﺿﺔ ﻟﻠ ُﻣراﻗﺑﺔ .أﺗﺻ ّور أ ّﻧﮫ ﻟن ﯾﻌ ّرض ﻧﻔﺳﮫ ﻟﻠﻣﺧﺎطر. -أﻻ ﺗﺻ ّدﻗﯾن ﻓرﺿﯾﺔ اﻻﻧﺗﺣﺎر؟ اﻋﺗرﻓت ﻗﺎﺋﻠ ًﺔ: -ﻻ أدري .ﻋﻠﻰ ﻛ ﱟل ،أﻧت ﻗﺎﺑﻠﺗﮫ ﺑﻌد أن ﻗﺎﺑﻠﺗﮫ أﻧﺎ. اﺳﺗﻌﺎد ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓﻲ ذھﻧﮫ ﻟﻘﺎءه ﻣﻊ اﻟﺷرطﻲ وﺣﺎول أن ُﯾراﺟﻊ اﻧطﺑﺎﻋﺎﺗﮫ ﻋﻧﮫ. -ﻛﺎن ﻣﺗﻌﺑﺎً وﻏﺿوﺑﺎً وﺷﻐوﻓﺎً ﺗﻣﺎﻣﺎً ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ آﻟﯾس 389
دﯾﻛﺳون وﻣﺳﺗﻌﺟﻼً ﻟﻠﺷروع ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﺎت ﺟدﯾدة .وﻟﻛ ّن اﻻﻧﺗﺣﺎر ﺣرﻛﺔ ﻏﺎﻣﺿﺔ، ﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﺗﻧﺑ ّؤ ﺑﮭﺎ أو ﻣﻼﺣظﺗﮭﺎ... وأﻧﺎ ﻓﻲ وﺿ ٍﻊ ﯾﻣ ﱢﻛﻧﻧﻲ ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ ذﻟك... ر ّن اﻟﮭﺎﺗف اﻟﻣﺣﻣول ،ﻛﺎن ﻛوﻧراد ھو ﻣن ﯾ ّﺗﺻل .ﺳﺄل اﻟﺷرطﻲ: -ﺣﺳﻧﺎً ،ﻣﺎ اﻟذي ﺗرﯾدﯾن ﻣﻌرﻓﺗﮫ؟ -ﻛﯾف ﺣﺻل ھذا اﻷﻣر؟ -أطﻠق ﺟﯾم رﺻﺎﺻ ًﺔ ﻋﻠﻰ رأﺳﮫ ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﮫ ،ﻧﺣو اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟراﺑﻌﺔ واﻟﻧﺻف ﺻﺑﺎﺣﺎً. -ﻣن ﺳﻼح ﺧدﻣﺗﮫ؟ -ﻛ ّﻼ ﻣن ﻣﺳ ّد ٍس ﻏﯾر ﻣﺳ ّﺟل. -أوﻟَم ﺗﺟد ھذا اﻷﻣر ﻏرﯾﺑﺎً؟ -أﻧت ﺗزﻋﺟﯾﻧﻲ ،ﯾﺎ ﻣﺎدﻟﯾن. -ﻛ ّل رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ اﻟذﯾن ﯾﻧﺗﺣرون ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﺳﻼح ﺧدﻣﺗﮭم! ﻋ ّﻠق ﻛوﻧراد ﻗﺎﺋﻼً: -ﻟﯾس اﻟﺟﻣﯾﻊ .أﻋرف أﺣدھم ﺷﻧق ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﺻﺎﻟون ﻣﻧزﻟﮫ. ﻟم ﺗﻛن اﻟﺿرﺑﺔ ﻣﺗو ّﻗﻌﺔ وﻟﻛن ﻣﺎدﻟﯾن ﻟم ﺗرﺗﺑك. -أﺧﺑرﻧﻲ اﻟﻣزﯾد ﻋن ھذا اﻟﺳﻼح. -ﻣﺳ ّدس ﺑرﯾﺗﺎ ٩٢ﻣز ّود ﺑﻛﺎﺗم ﺻوت. -ھذا أﻣ ٌر ﺳورﯾﺎﻟﻲ! ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﻘ ّرر أن ﺗطﻠق رﺻﺎﺻ ًﺔ ﻋﻠﻰ رأﺳك ﻟن ﺗﺑﺎﻟﻲ ﺑﺈﯾﻘﺎظ اﻟﺟﯾران! ﻛﺎدت أن ﺗﺿﯾف :وأﻧﺎ ﻓﻲ ﻣوﺿ ٍﻊ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ ذﻟك. أﻓﺻﺢ اﻟﺷرطﻲ: -إذا ذھﺑﻧﺎ ﻓﻲ ھذا اﻻﺗﺟﺎه ،ھﻧﺎك ﺗﻔﺻﯾ ٌل آﺧر ﯾﺛﯾر اﻟﺷ ّك. 390
-أﺧﺑرﻧﻲ ﺑﮫ. -ﻛﺎن ﺟﯾم ﯾﺣﻣل ﺳﻼﺣﮫ ﻓﻲ ﯾده اﻟﯾﻣﻧﻰ. -اﻟﻠﻌﻧﺔ! ﻛﺎن ﻓﻼھﯾرﺗﻲ أﻋﺳراً. ﻗﺎل اﻟﺷرطﻲ: -ھذا أﻣ ٌر ﻣﺷ ﱢوش وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻻ ﯾﺑرھن ﻋﻠﻰ ﺷﻲء. -أﺗﺳﺧر ﻣ ّﻧﻲ؟ -ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺿﻊ ﺳﺑطﺎﻧﺔ اﻟﺳﻼح ﻋﻠﻰ ﺻد ِﻏك ،ﻻ ﺗﻘ ّررﯾن ﺑﺄ ّي ﯾ ٍد ﺳﺗطﻠﻘﯾن اﻟﻧﺎر .ﻣن اﻟﺻﻌب أن ﺗﺧطﺋﻲ اﻟﮭدف أ ّﯾﺎً ﻛﺎﻧت اﻟﯾد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدﻣﯾﻧﮭﺎ. اﻟﺗﻘطت ﻣﺎدﻟﯾن أﻧﻔﺎﺳﮭﺎ. -ﻋﻠﻰ ﻣﺎذا ﻛﺎن ﯾﺷﺗﻐل ﺟﯾم ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ؟ وﻟﻛ ّن ﻛوﻧراد ﻟم ﯾﻛن ﻣﺳﺗﻌ ّداً ﻟﻛﻲ ﯾﻔﺷﻲ ﻛ ّل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﯾﻘ ّدم ﻛ ّل اﻻﻋﺗراﻓﺎت. -ﻟﻘد أﺧﺑرﺗ ِك ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮫ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ ﺣول اﻟﺣﺎدﺛﺔ .ﯾﺟب أن أﺗرﻛ ِك اﻵن. -ﻣﮭﻼً! ھل ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﺣ ّول إﻟ ّﻲ آﺧر اﻟرﺳﺎﺋل اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠ ّﻘﺎھﺎ ﺟﯾم ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘت ﻣوﺗﮫ؟ -ھل ﺗﻣزﺣﯾن؟ ﻟم ﺗﻌودي ﻣن أھل اﻟﺑﯾت ،ﯾﺎ ﻣﺎدﻟﯾن! -ﻛﺎن ﺟﯾم ﺻدﯾﻘﻲ! -ﻣن اﻟﻌﺑث أن ﺗﻠ ّﺣﻲ ﻋﻠ ّﻲ .وﺣﺗﻰ إن أرد ُت ذﻟك ،ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ. -ﻟﻣﺎذا؟ 391
-ﻣﻧذ ھذا اﻟﺻﺑﺎح ،ﺿرب ﻓﯾروس ﻣﺳﺗﺧدﻣﻧﺎ وأﺻﺎب ﻛ ّل ﺣواﺳﯾﺑﻧﺎ اﻟﻘدﯾﻣﺔ .ﻟم ﯾﺻل أﺣ ٌد إﻟﻰ ﻣﻠ ّﻔﺎت ﺣﺎﺳوﺑﮫ. -اﺑﺣث ﻋن ﻋذ ٍر آﺧر. -ھذه ھﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،اﻋﺗ ِن ﺑﻧﻔﺳ ِك ،ﯾﺎ ﻣﺎدﻟﯾن. * دﻓﻌت ﻛﺄس اﻟﺣﻠﯾب اﻟذي و ِﺿﻊ أﻣﺎﻣﮭﺎ ﻟﻠﺗ ّو وطﻠﺑت ﻋوﺿﺎً ﻋﻧﮫ ﻓﻧﺟﺎﻧﺎً ﻣن اﻟﻘﮭوة. ﺛ ّم أﺧرﺟت ﻣن ﺣﻘﯾﺑﺗﮭﺎ اﻟظﮭرﯾﺔ دﻓﺗر ﻣﻼﺣظﺎت ﺟوﻧﺎﺛﺎن. -ﻟﻘد ﺟﻠﺑت ﺣﺎﺳوﺑك .أرﯾد أن أرى ﻣن ﺟدﯾد ﻣﻠ ّف دﯾﻛﺳون .ھل أﺧﺑرﺗﻧﻲ ﺑﺄ ّﻧك ﻗد ﺣ ّﻣﻠﺗﮫ؟ ﺳﯾﻛون ﺗﺻﻔّﺣﮫ أﺳﮭل ﻣﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ھﺎﺗﻔﻲ. ﺷ ّﻐل ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺣﺎﺳوﺑﮫ. -أﺗﻌﺗﻘدﯾن أ ّن ﺟﯾم ﻗد ُﻗ ِﺗل؟ -ﻻ أﻋرف أ ّي ﺷﻲ ٍء ﻋن ذﻟك. -أ ّﻣﺎ أﻧﺎ ،ﻓﺄﻋﺗﻘد ﺑﺄ ّﻧﮫ ﻗد اﻏﺗﯾل وأ ّن ﻣوﺗﮫ ﻣرﺗﺑط ﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﻗد اﻛﺗﺷﻔﮫ ﺣول ﻗﺿﯾﺔ آﻟﯾس. -ﻻ ﺗﺗﺣ ّﻣس .ﻻ ﯾزال ھﻧﺎك أﺳﺑو ٌع ،ﻟم ﯾﺳﺑق ﻟك ﻗط أن ﺳﻣﻌت ﺣدﯾﺛﺎً ﻋن ھذه اﻟﻘﺿﯾﺔ. -ھذا ھو ﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻲ أن أﻟﻘﻲ ﻧظرة ﺟدﯾدة ﻋﻠﯾﮭﺎ. -واﻟﺗﻲ ﺳﺗﻘودك إﻟﻰ أ ّي ﻧﺗﯾﺟﺔ؟... -أﻧﺎ أﻋﺗﻘد أ ّن اﻟﺷرطﺔ أو اﻷﺟﮭزة اﻟﺳرﯾﺔ ﻗد ﻗﺎﻣت ﺑﻛ ّل ﺷﻲء ﻟﻛﻲ ﺗﺧﻔﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺧطف ھذه. -أﻧت ﺗﺧ ّرف! -ھل ﺗرﯾدﯾن وﻗﺎﺋﻊ ﻣﻘﻠﻘﺔ وﻣﺛﯾرة؟ ﻛﺎﻣﯾرات اﻟﻣراﻗﺑﺔ! ﻟﻘد ﻗرأ ُت 392
اﻟﻣﻠ ّف :آﻧذاك ،اﺛﻧﺗﺎ ﻋﺷرة ﻛﺎﻣﯾرا ﻛﺎﻧت ﺗﺻ ّور اﻟﺷوارع اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻛﻠ ّﯾﺔ آﻟﯾس .اﺛﺗﻧﺎ ﻋﺷرة! وﻛﺄ ّﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺻدﻓﺔ ،ﻛﺎﻧت ﻛﻠّﮭﺎ ﻣﻌ ّطﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﯾوم .أﻻ ﯾﺑدو ﻟ ِك ذﻟك ﻏرﯾﺑﺎً؟ -ھذه ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣؤاﻣرة اﻟﻛﺑرى. -ﻟﻘد ﻗﺎﺑﻠ ُت آﻟﯾس ﺳ ّت ﻣرات ﺑﻌد أن ﺗﻠ ّﻘﯾ ِت ﻗﻠﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻓظﺔ ﺛﻠﺞ! -ﺳوف ﻟن ﻧﻌرف ﻗ ّط إن ﻛﺎﻧت ﺣ ّﻘﺎً ھﻲ. -ﻛﺎﻧت ھﻲ! وﻗد ُﻗ ِﺗ َل ﺟﯾم ﻷ ّﻧﮫ ﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك! -ھذا ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗﺄﻛﯾد اﻷﻣور .ﯾﺟب ﺗﻘدﯾم اﻟﺑرھﺎن ﻋﻠﻰ ﺻ ّﺣﺗﮭﺎ. -آﻟﯾس ﻟم ﺗﻣت ،ﺛﻘﻲ ﺑﻲ. -ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻸﻣر ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ ھﻧﺎ. أﻋﺎد اﻟﻘول: -آﻟﯾس ﻟم ﺗﻣت .وإذا ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗزال ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة ،ﻓذﻟك ﻷ ّﻧﮭﺎ اﺳﺗﻔﺎدت ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ زرع ﻗﻠب .ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺟراﺣﯾﺔ ﻻ ﺗظﮭر ﻓﻲ ﺳﺟ ّل أي ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ .ھل ﺗﺗﺧ ّﯾﻠﯾن ﺷﺑﻛﺔ اﻟﺗواطؤ واﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺿرورﯾﯾن ﻟﺗﻧﻔﯾذ ھذا اﻷﻣر؟ ﻣن ﺑوﺳﻌﮫ أن ﯾد ّﺑر ھﻛذا ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺳوى وﻛﺎﻟﺔ ﺣﻛوﻣﯾﺔ؟ -أﻧت ُﺗﻔرط ﻓﻲ ﻣﺷﺎھدة اﻟﻣﺳﻠﺳﻼت اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ .اﺳﻣﻊ ،ﻛﺎن اﻟﺟﻣﯾﻊ ﯾﮭﻣل آﻟﯾس دﯾﻛﺳون ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧ ُت أﺟري اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺗﮭﺎ :وأ ّﻣﮭﺎ أ ّوﻻً ،وھﻲ اﻣرأة ﺑﺎﺋﻌﺔ ﻟﻠﻣﺧ ّدرات ﻛﺎﻧت ﺗﻌﯾش ﻓﻲ ﺣ ّﻲ ﻓﺎﺳد .ھذه اﻟﺻﺑ ّﯾﺔ ھﻲ اﺑﻧﺗﮭﺎ وﻻ أرى أن ھﻧﺎك ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﮫ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﮭذا اﻟﻣووع. ازدردت ﻣﺎدﻟﯾن ﻓﻧﺟﺎﻧﺎً ﻣن اﻟﻘﮭوة وﻣن ﺛ ّم ،وﻣﺛﻠﻣﺎ ﻓﻌﻠت ذﻟك 393
ﻟﻣﺋﺎت اﻟﻣ ّرات ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،اﻧﮭﻣﻛت ﻓﻲ ﻣﻠ ّف آﻟﯾس ﻟﻛﻲ ﺗﻧﻌش ذاﻛرﺗﮭﺎ. ظﮭر ﻋرض اﻻﺳﺗﻣﺎع اﻷ ّول ﻟﻠﻘﺎﺗل ﻓﻲ ﻣﺳﻠﺳل ﺑﯾﺷوب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ وﻛذﻟك ﺻور ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ :ﺻور اﻟﺑﯾت اﻟﺑﺎﺋس ﻹﯾرن اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ ﺻور ﻏرﻓﺔ آﻟﯾس اﻟﻣر ّﺗﺑﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً وﻛﺗﺑﮭﺎ وإﻋﻼﻧﺎت ﺣﻔﻠﺗﮭﺎ اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ وﻋﻠب ﺑﺳﻛوﯾﺗﮭﺎ ﻣن ﻣﺎرﻛﺔ أورﯾو وﻗواﻟﺑﮭﺎ ﻣن اﻟﺣﻠﯾب ﺑﺎﻟﻔراوﻟﺔ. وﻟﻛ ّن ﺻورة ﺟﯾم ظﻠّت ﻣﻠﺗﺻﻘﺔ ﺑذھن ﻣﺎدﻟﯾن .ﻣﺎذا ﻓﻌل ﺑﻌد ﻟﻘﺎﺋﮫ ﺑﺟوﻧﺎﺛﺎن؟ ﻣﺎذا ﻛﺎﻧت ﺳﺗﻔﻌل ،ھﻲ؟ ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷ ّك ﻓﯾﮫ أ ّﻧﮫ ﻗد طﻠب ﺗﺣﻠﯾﻼً ﺗﺧطﯾط ّﯾﺎً ورﻓﻌﺎً ﻟﻠﺑﺻﻣﺎت. ور ّﺑﻣﺎ أﯾﺿﺎً ﺗﺣﻘﯾﻘﺎً ﺟﯾﻧ ّﯾﺎً ...وھﻲ ﺗﻧﺑش ﻓﻲ ﻣﺣﺗوﯾﺎت ھﺎﺗﻔﮭﺎ اﻟﻣﺣﻣول ،ﻋﺛرت ﻋﻠﻰ رﻗم ھﺎﺗف ﺗﺎﺷﺎ ﻣﯾدﯾروس ،وھﻲ ﺧﺑﯾرة ﻓﻲ ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺣﻣض اﻟﻧووي DNAﻓﻲ ﻣﺧﺗﺑر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﺑﯾرﻣﻧﻐﮭﺎم .ﻛﺎﻧت ﻋﺎﻟﻣﺔ ﺑﯾوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺗﺄﻟّﻘﺔ وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ ﻣﺗﺳﺎﻣﺣﺔ ﻣﻊ اﻹﺟراءات .ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ھﻲ وﺟﯾم ﯾﻠﻔﺗﺎن اﻧﺗﺑﺎھﮭﺎ ﻷ ّﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗواﻓق ﻋﻠﻰ إﺟراء ﺗﺣﺎﻟﯾل طﺎرﺋﺔ دون اﻟﻣرور اﺿطراراً ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎدر اﻟﺷرﻋﻲ .ﻻ ﺑ ّد ﻣن اﻟﻘول أ ّن ﺗﺎﺷﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﮭﻠك \"ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻣﻧﺿﺑط\" ﺑﻌض اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن وأ ّن ﺟﯾم وﺣرﺻﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺗﮭﻣﺎ اﻟﺣﺳﻧﺔ ﻛﺎن ﯾﻌطﯾﮭﺎ ﺑﺎﻧﺗظﺎم ﺑﻌض اﻟﺟرﻋﺎت اﻟﻣﺻﺎ َدرة أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗوﻗﯾف ﺻﻐﺎر اﻟﻣو ّزﻋﯾن. ﻋﻠق ﺟوﻧﺎﺛﺎن: -ﻗﺻﺔ ﻏرﯾﺑﺔ. ر ّدت ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺎدﻟﯾن وھﻲ ﺗدرج رﻗم اﻟﮭﺎﺗف: -اﻟﺷرطﺔ ﻟﯾﺳت ﻋﺎﻟم ﻟﻌب أطﻔﺎل! ﻛﺎﻧت ﺗﺎﺷﺎ ﻓﻲ ﻋطﻠﺔ ھذا اﻟﯾوم ،ﻓﻲ ﺑﯾﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﺑﻧﺗﮭﺎ ،وﻟﻛ ّﻧﮭﺎ أ ّﻛدت ﺑﺄ ّن ﺟﯾم طﻠب ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل إﺟراء ﺗﺣﻠﯾ ٍل .ﻛﺎﻧت ﻣﻧﺎوﺑﺔ ﻓﻲ 394
اﻟﻠﯾﻠﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ وأرﺳﻠت إﻟﯾﮫ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﺑر اﻟﺑرﯾد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺑﺎﻛر. -أﻻ ﺗﺗذ ّﻛرﯾن ﺑﻌد ﺑﻣﺎذا ﻛﺎن ﯾﺗﻌﻠّق اﻟﺗﺣﻠﯾل؟ -ﻛﺎن ﺗﺣﻠﯾﻼً ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﺣﻣﺿﯾن ﻧووﯾﯾن. -ھل ﯾﻣﻛﻧ ِك أن ﺗرﺳﻠﻲ إﻟ ّﻲ اﻟﺑرﯾد ،ﻣن ﻓﺿﻠك؟ -اﻟﯾوم ،ﺳﯾﻛون اﻷﻣر ﺻﻌﺑﺎً. -اﻷﻣر ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷھﻣﯾﺔ ،ﯾﺎ ﺗﺎﺷﺎ .ﻟﻘد ﻣﺎت ﺟﯾم .أﺣﺎول أن أﻋرف ﺳﺑب ﻣوﺗﮫ. -اﻟﻠﻌﻧﺔ... -ﺳوف أرﺳل إﻟﯾ ِك ﻋﻧوان ﺑرﯾدي اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ. -ﺣﺳﻧﺎً ،ﺳوف أذھب إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗب ﻣﻊ ﺑﺎوﻻ .ﺳوف ﺗﻛون اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﺣوزﺗ ِك ﻓﻲ أﻗ ّل ﻣن ﺳﺎﻋﺔ. * ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺳوب ،ﻛﺎن ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﯾﻔﺣص ﺻور ﻣﺟﺎزر ﺑﯾﺷوبُ .ﯾطﺎﻟب ﺑﻘﺎﺗل آﻟﯾس دون أن ﯾﺣﻣل أدﻧﻰ دﻟﯾل .وﺳط ﺗﻠك اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟدم واﻟﻌﻧف ،أدرك ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓﺟﺄ ًة ﺑﺄ ّﻧﮫ ﺑﻔﺿل ھذه اﻟﻔظﺎﺋﻊ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺎدﻟﯾن وھو ﻣﻌﺎً ھذا اﻟﺻﺑﺎح .ﻣن دون اﺧﺗﻔﺎء آﻟﯾس، ﻟﻣﺎ اﻟﺗﻘﯾﺎ أﺑداً... ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻌ ّدل ھﺎﺗﻔﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﺗﺄ ّﻛد ﻣن أ ّﻧﮫ ﻗد ا ّﺗﺻل ﺑﺎﻟﺷﺑﻛﺔ ،ﺑﺎﺷرت ﻣﺎدﻟﯾن ﺑﺈﻓراغ ﻣﻠف اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ .ﻛﺎن ھذا اﻟﻣﻠف ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﺛﻼﺛﯾن راﺑطﺎً ﻣﺷﺑوھﺎً ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻓﯾروﺳﺎت ﻣن أﻧوا ٍع ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺗﺣ ّﺛﮭﺎ ﻋﻠﻰ طﻠب ﺳﺎﻋﺎت ﻓﺎﺧرة ،أو أﻗراص ﻟﺗﻘوﯾﺔ طﺎﻗﺗﮭﺎ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ أو ﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻋﺟﯾﺑﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺗﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﻔﻘد ﻋﺷرة ﻛﯾﻠوﻏراﻣﺎت ﻣن وزﻧﮭﺎ ﺧﻼل ﻋﺷرة أﯾﺎم. 395
-اﻧظر إﻟﻰ ھذا! وﺳط ﺗﻠك اﻟرﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﻣﺛﯾرة ﻟﻼﻧﺗﺑﺎه ،ﺟذﺑت رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻧﺗﺑﺎھﮭﺎ .ﻛﺎﻧت ﻗد أُر ِﺳﻠت إﻟﯾﮭﺎ ﻗﺑل أرﺑﻊ وﻋﺷرﯾن ﺳﺎﻋﺔ ﻣن ﻗﺑل ...ﺟﯾم ﻓﻼھﯾرﺗﻲ! ﺗﺳﺎرﻋت د ّﻗﺎت ﻗﻠﺑﮫ .ﻟﻣﺎذا ﺗ ّﻣت ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻟﺟﯾم ﺑوﺳﺎطﺔ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻣﺿﺎد ﻟﻠﻔﯾروﺳﺎت؟ أﺗﻛون ﺑﺳﺑب اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ اﻟﻌدﯾدة واﻟﺛﻘﯾﻠﺔ؟ ا ّطﻠﻌت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﺿطرا ٍب وﻋﺻﺑﯾﺔ: ﻣن :ﺟﯾم ﻓﻼھﯾرﺗﻲ إﻟﻰ :ﻣﺎدﻟﯾن ﻏرﯾن اﻟﻣوﺿوع :ﺗﺷرﯾﺢ ﺟ ّﺛﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ٢٢ :ﻛﺎﻧون اﻷول \\ دﯾﺳﻣﺑر ١٨:٣٦ ،٢٠١١ ﻋزﯾزﺗﻲ ﻣﺎدﻟﯾن، أﻟم ﺗﺟدي أ ّي ﺷﻲ ٍء ﻏرﯾ ٍب ﻓﻲ اﻟﺑﻌض ﻣن ھذه اﻟﺻور؟ ا ّﺗﺻﻠﻲ ﺑﻲ إن وﺟد ِت ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺎ ھو ﻏرﯾب. ﺻدﯾﻘ ِك ،ﺟﯾم. ﻛﺎن ﯾﺗﺑﻊ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻧ ّص وﺛﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻠف PDFوﻛذﻟك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻور. ﺣ ّوﻟت ﻣﺎدﻟﯾن اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺎﺳوب ﻟﻛﻲ ﺗﺷﺎھد اﻟوﺛﺎﺋق ﻣلء اﻟﺷﺎﺷﺔ. ﻛﺎﻧت اﻟوﺛﺎﺋق ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﺗرﺗﺑط ﺑﺗﺷرﯾﺢ ﺟ ّﺛﺔ داﻧﻲ دوﯾل ،ﻋ ّراب ﺷﯾﺗﺎم ﺑرﯾدج. ﺳﺄل ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺻو ٍت ﻋﺎل: -ﻣﺎ اﻟذي ﯾﻔﻌﻠﮫ ھذا ﻓﻲ ھذه اﻟوﺛﯾﻘﺔ؟ اﻧﺣﻧﻰ ﻟﻛﻲ ﯾﻘرأ ﺗﻘرﯾر ﺗﺷرﯾﺢ اﻟﺟ ّﺛﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ اﻟذي ﺗﻘرأه 396
ﻣﺎدﻟﯾن .وﺑﻣﺎ أ ّﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﻌرﻓﮫ ﻣن ﻗﺑل ،ﻛﺎن ﻗد ﺗ ّم اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ ﺟ ّﺛﺔ داﻧﻲ ﻓﻲ ﺑور ٍة وﻗد أُ ِط َﻠﻘت رﺻﺎﺻ ٌﺔ ﻋﻠﻰ رأﺳﮫ ،وﻗد ُﺑ ِﺗرت ﯾداه وﻗدﻣﺎه واﻗ ُﺗ ِﻠ َﻌت أﺳﻧﺎﻧﮫ .ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻗﺗل ﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﻰ ﻋﺻﺎﺑﺔ أوﻛراﻧﯾﺔ ﻛﺎن زﻋﯾﻣﮭﺎ ﻗد ﺗﻌر ّض ﻟﻠﻔظﺎﺋﻊ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻗﺑل ذﻟك ﺑﺑﺿﻌﺔ أﺷﮭر .ﻛﺎن ﺗﻘرﯾر اﻟطﺑﯾب اﻟﺷرﻋﻲ ﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺎً :ﺗﺣدﯾد ﺳﺎﻋﺔ اﻟوﻓﺎة ﺣﺳب ﻗﺳﺎوة اﻟﺟ ّﺛﺔ، ﺗوﺿﯾﺢ آﺛﺎر اﻟﻣﺳﺣوق ﺣول اﻟﺟرح ،ﺗﺣﻠﯾل أﻋﺿﺎء وﺑﻌض ﻋ ّﯾﻧﺎت اﻟدم ،ﻣﺣﺗوى اﻟﻣﻌدة ،اﻟﺣﻣض اﻟﻧووي . DNAوھﻲ ﻋﻧﺎﺻر ﻛﺛﯾرة أ ّﻛدت ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾدع ﻣﺟﺎﻻً ﻷدﻧﻰ ﺷ ّك ھو ّﯾﺔ داﻧﻲ دوﯾل. ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﺷرﯾﺢ اﻟﺟﺛث ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻌﻧﯾﻔﺔ ،ﻛﺎﻧت اﻟﺻور ﺗﺛﯾر اﻟﻐﺛﯾﺎن واﻟﻧﻔور :وﺟﮫ ﻣزر ّق وﻣﺷ ّوه ﻣن ﺟراء اﻟﺗﻌذﯾب ،ﻗﻔص ﺻدري ﻣﺧﺿ ّر ﻣﺷﻘوق ﺣﺗﻰ اﻟﺑطن ،أورام دﻣوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﺷرات اﻟﺗﻲ ﺗﺑ ّﻘﻊ ﻛ ّل اﻟﺟﺳم .ﻛﺎن داﻧﻲ ﻗد ﺗﻌ ّرض ﻟﻠﺗﻌذﯾب وﻟم ﯾرﺣل ﺑﮭدو ٍء وﺳﻼم .وﻟﻛن ﻣﺎ اﻟذي وﺟده ﺟﯾم \"ﻏرﯾﺑﺎً\" ﻓﻲ ھذه اﻟﺻور؟ ﺗﻼﻋﺑت ﻣﺎدﻟﯾن ﺑﻌﯾﺎر اﻟﺗﻛﺑﯾر ﻟﻛﻲ ﺗﻛ ّﺑر ﺣﺟم ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎطق ﻣن اﻟﺟﺳم. ﻗﺎل ﺟوﻧﺎﺛﺎن: -ﻟﻘد اﻧﺗزﻋوا ﺣﺗﻰ ﻗطﻌ ًﺔ ﻣن أذﻧﮫ. ﻗ ّطﺑت ﻣﺎدﻟﯾن ﺟﺑﯾﻧﮭﺎ وﺗﻔ ّﺣﺻت اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ أﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﺑﺈﺻﺑﻌﮫ. ﻛﺎن ذﻟك ﺻﺣﯾﺣﺎً :ﻛﺎﻧت ﻗطﻌﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ﺷﺣﻣﺔ اﻷذن اﻟﯾﻣﻧﻰ ﻟﻠﺟ ّﺛﺔ ﻗد اﻧﺗُ ِز َﻋت. وﻟﻛ ّن ھذا اﻟﺟرح ﻛﺎن ﯾﺑدو ﻗدﯾﻣﺎً .واﻟﺣﺎل أ ّن داﻧﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻟدﯾﮫ ﻗ ّط أذ ٌن ﻣﻘطوﻋﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ...ﺟوﻧﻲ ،ﺗوأﻣﮫ. 397
ﺻرﺧت: -ھذا ﻟﯾس داﻧﻲ ،ھذا ﺷﻘﯾﻘﮫ! ﺷرﺣت اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ ﻟﺟوﻧﺎﺛﺎن :ﺧرج اﻟوﻟﯾدان ﻣن ﺑطن أ ّﻣﮭﻣﺎ ﺑﻔﺎرق ﺧﻣس دﻗﺎﺋق، ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻷﺧوﯾن ،ﻋﻧف وﻗﺳوة ﺟوﻧﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺷﯾزوﻓرﯾﻧﯾﺎ واﻟذي اﻋ ُﺗ ِﻘل ﻋ ّدة ﻣ ّرات ﻗﺑل أن ﯾﻧﻐﻣس ﻓﻲ اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺣول .اﻧﻛ ّﺑت ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر ﺗﺷرﯾﺢ اﻟﺟ ّﺛﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﻌﯾد ﻗراءة اﻟﻣﻘطﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻷﻋﺿﺎء .ﻛﺎن ﻛﺑد اﻟﺟ ّﺛﺔ ﻣﺻﺎﺑﺎً \"ﺑﺎﻧﺣﻼل أﻧﺳﺟﺔ ﻧﺎﺟم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺑدو ﻋن اﺳﺗﮭﻼك اﻟﻛﺣول\". إ ّﻧﮫ ﺗﺷ ّﻣ ٌﻊ ﻓﻲ اﻟﻛﺑد. -ﻛﺎن داﻧﻲ ﯾﺷرب ﻣن ﺣﯾ ٍن إﻟﻰ آﺧر ﻛﺄﺳﺎً ﻣن اﻟﻛﺣول وﻟﻛ ّﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﻗ ّط ﻣدﻣﻧﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺣول. -ﻛﯾف أﻣﻛن ﻟرﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ أن ﯾﻘوﻣوا ﺑﮭذا اﻟﺧﻠط؟ \"-اﻟﺗوأﻣﺎن اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺎن\" ﻟﮭﻣﺎ اﻹرث اﻟوراﺛﻲ ﻧﻔﺳﮫ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺣﻣﺿﮭﻣﺎ اﻟﻧووي. -ھل أﻧ ِت ﻣﺗﺄ ّﻛدة ﻣن ھذا اﻷﻣر؟ -ﺣﺻﻠت ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻋدﯾدة ﻣن ھذا اﻟﻧوع .ﺧﺎ ّﺻﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺳرﻗﺔ ﺣدﺛت ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ وﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﮭرﯾب ﻣﺧ ّدرات ﻓﻲ ﻣﺎﻟﯾزﯾﺎ .ﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ،ﻛﺎن ﻟﻠﻣﺷﺗﺑﮫ ﺑﮫ ﺗوأم واﺿط ّر اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻺﻓراج ﻋﻧﮫ ،ﻟﻌدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ھو ّﯾﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﺣ ٍو ﻣؤ ّﻛد. -وﻟﻛن إذا ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺟ ّﺛﺔ ﺗﻌود ﻟﺟوﻧﻲ... أ ّﻛدت ﻣﺎدﻟﯾن ،وھﻲ ﺳﺎھﯾﺔ: ...-ھذا ﯾﻌﻧﻲ أ ّن داﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة. 398
طﻠﺑﺎ ﻓﻧﺟﺎﻧﯾن ﺟدﯾدﯾن ﻣن اﻟﻘﮭوة .ﺧﻼل ﻋ ّدة دﻗﺎﺋق ،اﺳﺗﻐرﻗﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻣﯾﻧﺎت إﻟﻰ أن ﺗﻠ ّﻘت ﻣﺎدﻟﯾن ﺑرﯾ َد ﺗﺎﺷﺎ ﻣﯾدﯾروس ،ﺧﺑﯾرة اﻟﺣﻣض اﻟﻧووي DNAﻓﻲ ﻣﺧﺑر ﺑﯾرﻣﯾﻧﻐﮭﺎم. ﻣن :ﺗﺎﺷﺎ ﻣﯾدﯾروس إﻟﻰ :ﻣﺎدﻟﯾن ﻏرﯾن اﻟﻣوﺿوع: ﻣﺎدﻟﯾن، ھذه ھﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟذي ﻛﺎن ﺟﯾم ﻗد طﻠب ﻣﻧﻲ إﺟراءه دون اﻟﻣرور ﻓﻲ اﻟﻘﻧوات اﻟرﺳﻣﯾﺔ. أﻧﺎ ﺣزﯾﻧﺔ ﺟ ّداً ﻋﻠﯾﮫ. ﻛﻠّﻲ أﻣل أن ﯾﺳﺎﻋدك ھذا اﻟﺗﺣﻠﯾل. ﺗﺎﺷﺎ ﺣﺎﺋرة ﺟ ّداً ،ﻧﻘرت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠ ّف اﻟﻣرﻓق ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﯾﻣﯾل ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻔﮭﺎ ﻟﯾﻛﺗﺷف اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻣﻌﮭﺎ :ﻛﺎﻧت اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻟوﺣﺔ ﻣﻌ ّﻘدة ﺗﺗﻛ ّون ﻣن ﺣواﻟﻲ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﺧ ّطﺎً ﻓﻲ ﺳ ّﺗﺔ أﻋﻣدة .ﺗﺿ ّم ﻛ ّل ﺧﺎﻧﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷرﻗﺎم .اﺣﺗﺎﺟﺎ إﻟﻰ ﺑﺿﻊ ﺛوا ٍن ﻟﯾدرﻛﺎ ﺑﺄ ّن اﻟﺗﺣﻠﯾل ﯾﺗﻌ ّﻠق ﺑﺎﺧﺗﺑﺎ ٍر ﻟﻸﺑ ّوة .ﻓﻘﻔزا إﻟﻰ آﺧر ﻓﻘرة ﻓﻲ اﻟوﺛﯾﻘﺔ واﻟﺗﻲ ﺗذﻛر اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،وﻣﺎ اﻛﺗﺷﻔﺎه ﺟﻌﻠﮭﻣﺎ ﯾﺻﻣﺗﺎن: اﺧﺗﺑﺎر أﺑ ّوة أﺟري ﻣن دون وﺟود اﻟﻣﺎدة اﻟوراﺛﯾﺔ ﻟﻸم ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺣﻣض اﻟﻧووي DNA اﻷب اﻟﻣزﻋوم :داﻧﯾﯾل دوﯾل. اﻟوﻟﯾد :آﻟﯾس دﯾﻛﺳون. 399
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 497
- 498
- 499
- 500
- 501
- 502
- 503
- 504
- 505
- 506
- 507
- 508
- 509
- 510
- 511
- 512
- 513
- 514
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 500
- 501 - 514
Pages: