هل سأعود اليك يا من كنت حبيبى ؟؟؟؟ الفصل الاول كانت تجلس على احد المقاعد فى كوريدور احدى المستشفيات وقد تحجرت الدموع فى عيناها تابى النزول لكأنها ترفض ان توافق الالم الذى يهتز له قلبها وقد تلطخت ملابسها بالدماء وكذلك حجابها الابيض الطويل حتى ان بعض قطرات الدماء لوثت وجهها الملائكى وكانت تنظر امامها ساكنة لا تابه لنظرات المارة المستغربة لحالها فقط عيناها متعلقة بأحد الابواب تريد ان تخترقة للتطمئن على الشخص الممد تحت ايدى الاطباء يحاولون جاهدين انقاذ حياتة ويتردد فى ذهنها سؤال واحد:هل سيموت؟؟؟ فى حين كانت قد جلست جوارها احدى الممرضات تبدو فى اواخر عقدها الرابع وتبدو على ملامحها الطيبة تحدثها ولكنها لا تجد منها اى التفاته او ايماءة فقط نظرها معلق بالباب . الممرضة:قومى يا بنتى اغسلى وشك كدة ونضفى هدومك ان شاء الله خير الفتاة:.................... الممرضة:يا حبيبتى ان شاء الله ربنا هينجيهولك بس انتى قومى اتوضى وصلى ركعتين لله وادعيلة الفتاة:..................... الممرضة فى نفسها:لا حول ولا قوة الا بالله دى البنت فى ملكوت تانى خااالص اما اقومها انا اغسلها وشها وانضفلها هدومها يمكن تفوق شوية وما ان همت اللمرضة بجذب يدها حتى اجفلت الفتاه شاعرة بلالم الشديد فى زراعها فأطلقت صرخة مدوية ونظرت تجاهها بسرعة وقد تجمعت الدموع فى عينيها عندها تفاجات اللمرضة بأن ذراعها مكسور .ظلت تحدق بالفتاة لبرهة ولسان حالها يقول:للدرجة دى كل حواسك معاة حتى الم دراعك المكسور مش حاسة بيه
ولكنها تداركت نفسها سريعا:اية يا بنتى دة دراعك مكسور انتى ازاى مقولتيش لدلوقتى ثوانى اندهلك دكتور يشوفك ذهبت الممرضة سريعا لتنادى على زميلة تساعدها فى اخذ الفتاه الى احد اطباء العظام بالمشفى وعادت الفتاة بنظرها الى نفس الباب الموصد الذى كتب بجانية لافتة((غرفة العمليات)) عادت الممرضة بعد فترة ومعها احدى الممرضات الشابات بالمشفى ذلك النوع من الفتيات اللواتى اخذتهم زينة الحياة وغرهم جمالها تلك اللواتى يرون ان زينة الفتاة وجمالها فى مظرها الاخاذ وفى نظرة اعجاب الشبان لهن فيما يرتدينة من ملابس ربما هى ساترة بالنسبة لهم لكنها تجسدهم كما قال عنهم نبينا صلى الله علية وسلم((كاسيات عاريات)) الممرضة بحنان وهى تحثها على النهوض:قومى يا بنتى نروح قسم العظام عشان الدكتور يجبسلك ايدك الفتاة كما هى:............. الممرضة :طب بالله عليكى يا بنتى مينفعش كدة ايدك هيحصلها مضاعفات انتى بقاله خمس ساعات قاعدة عالحال دة الممرضة الشابة بنفاذ صبر وصوت عالى نسبيا:ماتقومى ياختى احنا هنتحايل عليكى ماتقومى بدل مانتى عملالنا فيها الملاك المجروح يعنى اية اصلة الدلع دة الممرض الكبرى وقد نظرت لها شرزا:اخرصى يا عبير انا غلطانة انى ندهتلك عبير :يا ابلة رقية ما انتى شيفاها اهى قاعد متنحة لاوضة العمليات ومش معبرانا ولا اكن دراعها مكسور اصلا هو انتى متأكدة ان دراعها مكسور؟ رقية متجاهلة الرد على عبيروقد اخذت فى مساعدة الفتاة على الوقف ولو رغما عنها:قومى يا حبيبتى علي ما الدكتور يجبسلك ايدك يكون خرج من العمليات بألف سلامة ان شاء الرحمن
نظرت اليها الفتاة وكأنها تتوسلها ان يكون كلامها صحيحا وبدأت فى السير وكان لسان حالها يقول :ان كان القدوم معكم سيجعل الوقت يمضى بسرعة لاعود ثانية فأجدة وقد خرج وزال الخطر عنة فأنا سأتى فلم اعد اتحمل الانتظار جلست الفتاة على احد المقاعد المخصصة فى عيادة الكسور فى المشفى وبدأ الطبيب بمعونة مساعدة فى رد زراعها المكسور لكنة فوجئ بشئ غريب .لم يسمع صراخا وعويلا من مريضتة كما اعتاد الن يسمع من مرضاة دائما. نظر اليها فوجدها فقط تنظر باتجاة غرفة العمليات والتى كانت فى نفس الدور ودموعها تنهمر على خديها بغزارة وبصمت عندها نظر الى رقية التى احضرتها محركا شفتاة دون اصدار صوت:مالها اجابتة رقية بنفس الطريقة:جوزها فى العمليات عندها اعاد الطبيب نظرة اليها مرة اخرى ليجد دموعها تنسكب بغزارة .نعم كانت قد بدأت بالبكاء لكن حتى هى لا تدرى كيف هبطت دموعها .كانت بداخلها الكثير من المشاعر...الحزن لا بل اليأس ..الخوف لا بل الرعب....الالم لا بل هو العذاب بعينة واخيرا الامل اجل كان الامل فى الله هو الشعور الايجابى الوحيد بداخلها تعلم جيدا ان لا احد ينجية الا الله ولا احد يشعر بمدى حبها لة الا الله ولا احد يشعر بمدى معاناتها بل معاناتهما معا الا الله كما تعلم انة ماجمع قلبيهما بكل هذا الحب الا الله فهى تعلم جيدا ان القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء واخيرا انتهى الطبيب بتثبيت الجبيرة ليدها قائلا فى مرح ليحاول تلطيف الجووهو ينظر الي مريضتة:شوفتى انا شاطر ازاى خلصت الجبس فى ثوانى مش زى العالم بتوع العمليات دووول ولا كأننا واقفين فى طابونة دول.............. قاطعة صوت رقية:اى دة الدكتور طلع من العمليات ايقن الجميع بأن الفتاة ستكون امام غرفة العمليات فى اقل من ثانية لكن ردة فعلها الجمتهم فقد ظلت ساكنة قابعة مكانها فقط اتجهت بعينيها البنيتين الواسعتين المليئتان بالدموع والرجاء الى حيث تقف رقيةقائلة بصوت باكى مرتجف:هيموت؟ ...........................................................................
.......... نهاية الفصل الاول الفصل الثانى توافد الذكريات نظر الجميع بدهشة الى الفتاة ثم نظروا الى بعضهم فى تساؤل لم يعرف اى منهم كيف يجيبها لكن الطبيب تدارك الموقف سريعا قائلا لرقية:روحى يا مدام رقية اسئلى الدكتور عن حالة الاستاذ وتعالى طمينى المدام بتاعتة عندها نظرت لة الفتاة بدهشة لكنها لم تنطق بحرف فلم يكن الوقت المناسب ابدا للجدال حول هويتها.ذهبت رقية سريعا تنادى على الطبيب الذى خرج لتوة من غرفة العمليات حتى لحقت بة عند باب مكتبة وقامت الفتاة بمساعدة الممرضة عبير وخرجت من الغرفة تقدمت بضع خطوات لكنها لم تسطع ان تذهب لتسمع ما يقولة الطبيب فقد وجدت وجهه لا يبشر بخير كما لاحظت ان رقية تهز رأسها بأسى لما يقولة الطبيب .عندها دب الرعب فى اوصالها واخذ جسدها كلة بالارتجاف اخذت تهز رأسها بعنف شديد وكأنة تطرد هذة الفكرة خارج راسها اجفلت للمسات الممرضة رقية تربت على كتفيها فى اسى قائلة:معلش يا بنتى هو........... قاطعتها بعنف وصوت عالى:لا اوعى تنطقى انتو كدابين انتى والدكتور دة .ماجد مارحش انا عارفة ربنا هينجية انا عارفة انا.......... بعدها لم تستطع الفتاة ان تحتمل اكثر وسقطت مغشيا عليها .خرج الطبيب بسرعة عند سماع صراخها ووجدها ممدة على الارض ورقية وعبير يحاولان افاقتها الطبيب وهو يتقدم نحوها بسرعة:اية يا مدام رقية اية الى حصل؟؟؟ رقية:الحقنى يا دكتور عبد الرحمن دة مفيش نبض تقريبا البنت هتروح من ايدينا عبد الرحمن:طب وسعى يا رقية وروحى جهزيلى محلول بسرعة رقية:حاضر يا دكتور
قام الطبيب بحمل الفتاة واتجة الى نفس الغرفة مرة اخرى تتقدمة رقية مسرعة لتحضير المحلول وتسير خلفة عبير بدهشة لما يحدث تحدث نفسها:اية دة هو فى حب كدة معقول وتذكرت حالة هذا المصاب وهم يجهزونها لغرفة العمليات كان يبكى يا الهى كانت الدموع تتساقط من عينية وهو بين الحياة والموت يتمتم بكلمات مبهمة لم يفهمو منها سوى:منار ....حاسبى .....ممم ن ااا ر ثم اتجهت بسرعة الى الغرفة وقد جذبها ما يحدث لترى منار ممدة على السرير وقد بدأ الطبيب بتركيب الكالونا فى يدها ليصل بها المحلول محاولا افاقتها لكنها لا تستجيب فتمتمت عبير بصوت مسموع :انتى بقى منار التفت لها الطبيب:بتقولى اية عبير وقد افاقت من غفلتها:ها لا ابدا يا دكتور بقول اسمها منار عاد الطبيب ليكمل ما بدأة مرة اخرى ولم يتركها حتى انتظم نبضها حينها تنفس الصعداء ثم اراح واسة الى الوراء قائلا :اخيرا سألته رقية بقلق:بس دى لسة مفاقتش يا دكتور ابتسم الطبيب لطيبة قلب رقية قائلا بهدوء:متقلقيش يا مدام رقية هتفوق لوحدها ان شاء الله هى كدة تعتبر نايمة شكلها شافت يوم صعب اوى اهم حاجة عندى ان نبضها طبيعى ثم سألها باهتمام :هو اية الى حصل يا مدام رقية اجابتة رقية وقد بدا على ملامحها الاسى على حال منار:ابدا يا دكتور جيت اطبطب عليها عشان اقولها ان زوجها دخل فى غيبوبة ولسة بقولها معلش لقيت الى بدأت تصرخ فيا زى محضرتك سمعت ومدتنيش اى فرصة اكلمها يا حبيبة قلبى افتكرتنى هقولها البقاء لله عبد الرحمن:ااااااااة بس بصراحة ليها حق مهى اكيد لما شافت الوجة اليائس الى انا شايفة دة يا مدام رقية قالت خلاص الراجل راح فى شربة ماية هههههههههه رقية :هههه بتتريق عليا يا دكتور عبد الرحمن الله يسامحك عبد الرحمن :لا والله ابدا انتى بس عشان ست طيبة بتتاثرى بالحلات وتزعلى عشانهم يمكن اكتر من اهاليهم رقية:يا سلام يا دكتور عبد الرحمن كأنك بتوصفلى واحد معرفة كدة حتى اسمة بيبتدى بدكتور عبد الرحمن عبد الرحمن:هههههه كدة ماشى مخصوم منك يومين هه بس
رقية مكملة للمزاح متصنعة للغضب:اخس عليك يا دكتور عبد الرحمن دى اخرت تربيتى فيك والعسلية الى كنت بجبهالك وانت صغير عبد الرحمن:ههههههه قصدك لعبك معايا وانا صغيروبعدين تعالى هنا انتى بقالك كتير اوى مجبتليش عسلية لالالا انا كدة هبلغ الدكتور حسين يزود ايام الخصم همت رقية بالرد ولكن استوقفها همهمات منار النائمة بجوارهم عبد الرحمن بصوت هامس:يلا نكمل خنائتنا برة لنترفد انا وانتى بتهمة ازعاج السلطات قصدى المرضى رقيه كاتمة لصوت ضحكاتها:ماشى يلا وانا كل فترة هاجى اشئر عليها هكذا خرج الطبيب ومعة الممرضة الحنون من الغرفة تاركين منار فى الغرفة وحدها او بالاحرى مع ذكرياتها التى كانت تراود احلامها .كانت تسبح فى عالمها الخاص تتذكر كلماتة وهمساتة .حركاتة وسكناتة فرحة وحزنة هدوءة وعصبيتة حنانة وقسوتة عطاؤة وانانيتة تواضعة وغرورة .نعم فقد كان ماجد خليطا من كل هذة الصفات معا تذكرت كيف كان لقاؤهما الاول منذ خمس سنوات عندما انتقلت حديثا الى القاهرة مع والديها واختها الكبرى مى واخيها الاصغر مهند حينها كان عمرها ستة عشر ربيعا حينها كانت بالصف الثانى من المرحلة الثانوية فى احد احياء مدينة نصربعد يومين من وصولهم الى الشقة الجديدة يرن جرس الباب الام( نفين):افتحى الباب يا منار مى:سيبى منار بترتب كتبها يا ماما انا هفتح وتفتح مى الباب لتجد امامها سيدة هادئة الملامح تبدو فى مثل عمر والدتها ترتدى اسدالا انيقا للصلاة وتحمل فى يدها صنية مغطاة بغلاف انيق يعلو ثغرها ابتسامة رقيقة المراة:السلام عليكم ورحمة الله يا بنتى مى:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة يا طنط اؤمرينى المراة :الامر لله وحد يا بنتى انا جارتكو فى الشقة دى (واشارت باصبعها الى الشقة المقابلة )واسمى فوقية وجاية اسلم عليكم ها اية رايك ينفع ادخل ارتبكت مى لمداعبة المراة وما لبثت ان ابتسمت وهى تعود للورا وهى تشير بيدها بحركة مسرحية:واحنا نطول اتفضلى يا طنط
ابتسمت المراة لمى ابتسامة واسعة وهى تسير معها الى غرفة الصالون :شكلنا كدة هنبقى اصحاب اوى مى:دة شرف ليا يا طنط حيث كدة بقى انا مى طبعا تقدرى تقوليلى مى حاف بما اننا اتفقنا نبقى اصحاب المراة :هههههههه ماشى يا ستى شكلك غلاباوية وهتتعبينى امال مامتك فين اسلم عليها؟ مى :ثوانى يا طنط هندهلها من المطبخ مى تدخل على والدتها المطبخ بصورة مفاجئة :ماما ماما فى ست عثوولة اوى برة جاية تزورنا بتقول اسمها فوقية وجارتنا فى الشقة الى قدامنا وجايبة معاها صنية كدة شكلها حلويا قالتلى ينفع ادخل رحت انا قولتلها.............. قاطعتها نفين:اية اية حيلك اية الرغى دة كلة المهم دخلتيها ولا سبتيها عالباب وجيتى ترغى؟ مى :انا بردة اعمل كدة يا مامتى ما انتى عارفانى طول عمرى مزوقة وكيوت الام :مزوقة وكيوت !!مى بنتى !ما علينا قدامى عالصالون وروحى اندهلى اختك عشان نقعد مع الضيفة وانتى راجعة بقى حوديلى عا المطبخ اعمليلنا طقم عصير مى:طقم عصير ماشي يا ماما بقيتى بتعرفى تنكتى كامان القاهره غيرتك نيفين :امشي يا بت مى :حاضر حاضر رايحه اهو بس ما تزقيش اتجهت نيفين الى غرفة الصالون لترحب بجارتها بينما ذهبت مى الى غرفة منار لاستدعائها مى تفتح الباب بصورة مفاجاة :قفشتك يا مينو يا جزمه بتعملى اى منار وقد تفاجأت :اخص عليكى يا مى كده تخضينى هعمل اى يعنى ؟ بروق الزفت الكتب يكش تولع كلها بالارف اللى فيها مى :بتتفأففى من دلوقتى وانتى لسه فى سنه تانيه اومال اما تدخلى سنه تالته هتعملى فينه اى ؟ ياللا يا بنتى سيبى القرف اللى بتلعبى بيه ده وقومى معايا فى مزه بره عاوزين نسلم عليها منار مستغربه :مزههه !!! مزة اى يا بنتى هوا احنا لحقنا نعرف حد ؟ مى :ست جارتنا خبت عا الباب فتحتلها راحت قالتلى انا جارتكو فى الشقه اللى قدامكو دى وجايبه معاها صينية حلويات قالتلى انا اسمى فوقية..........
قاطعتها منار :اى يا بنتى الرغى ده كله فى اى ؟ مى بتأفف:اى البيت ده اللى كل ما اتكلم كلمتين يقولولى رغى رغى هتخلونى الجا للغسيل هوا الوحيد اللى هيرغى معايا منار :انجزى يا مى عاوزه اى دلوقتى مى :ماما قالتلى روحى اندهى اختك عشان نقعد مع المزه يووه قصدى الضيفه اللى بره منار :حاضر يا اوختشى قدامى وانا وراكى مى :روحى انتى عا الصالون وانا هحصلك بالعصير يا مينو ثم تمتمت آدى ضريبة الأخت الكبيره فى البيت ده منار :بتبرطمى بتقولى اى يا بت مى وهى تدفعها للخارج :اتبت حيلك يا منار اىش حال ما كنتش أكبر منك بأربع سنين كنتى زمانك سرحتينى بفل فى الأشارات منار وهى تتجه نحو الصالون تحاول كتم ضحكاتها على دعابات أختها :السلام عليكم ورحمة الله نيفين وفوقيه :وعليك السلام ورحمة الله فوقية :ما شاء الله يا مدام نيفين بناتك الاتنين مبتسمين دايما منار :وهوا حد يشوف القمر ده وميبقاش مبتسم طب دى مى لسه بتقول عليكى مزه نيفين بنظره معاتبه :بنت يا منار عيب كده منار مكمله مزاحها :وانا مالى يا ماما مى هيا اللى قالت انا عزراها اكيد نفسها راحت للموز فوقية وهى لا تستطيع ان تتمالك نفسها من الضحك :بس يا بنتى كفايه عليا كده انتى واختك كتير عليا منار :ولسه مهند يا طنط بيجيب طلبات وزمانه جاى ثوانى اتصل بيه أخليه يزود الموز مى وهى تدخل الصالون بالعصير :الموز باللبن وصل يا جدعاااااان وهنا فوجئت مى بتعالى الضحكات من الجميع فقالت متفاجئه :اى يا جماعه اللى بيضحك فى الموضوع الموز ولا اللبن لم يستطع احد ان يجيبها من كثرة الضحك
وهكذا انقضت الزياره بين دعابيات مى ومنار وأصوات الضحكات العاليه من فوقية ونيفين اللتى يصاحبها فىبعض الأوقات نظرات العتاب من نيفين لبناتها الثالث الفصل اسئذنت وبناتها نفين مع ممتعا وقتا فوقية قضت ان بعد شقتها الى وعادت اخرى مرة بالقاء وعد على بالذهاب وما قلق فى وايابا ذهابا الشقة يجوب الوحيد ابنها فوجدت مسرعا الية اتجة حتى الباب صوت سمع ان فين؟قلقتينى كنتى حبيبتى يا ماما يا اية:قلق فى ماجد كويسة؟ انتى.عليكى كنت بس انا اهوة كويسة قدامك اناواقفة حبيبى يا اهدا:فوقية هتيجى انك اعرف لو عليهم بسلم الجداد جيرنا عند هنا قولتلك كنت بدرى وكمان لا الرعب من موتينى امى يا :قليلا هدأ وقد ماجد شوية كنت انا تخرجى عوايدك مش وانتى موبيلك سايبة الشوارع فى عليكى ادور وهنزل لا ااااااةيانى .........الحى فى نكتة اخر وتبقى ههههه:فوقية استويتماجد خلاص انا النهاردة ونكت ضحك عليا كفاية مسرحية على اتفرجتى انتى ماما يا اية:مستفهما يبتسم وهو اية؟ ولا الجيران عند بنتين اطعم مع قاعدة كنت انا دة عم يا مين مسرحية:فوقية رب يا فيهم لمامتهم يبارك ربنا :بصدق دعت ثم الدنيا فى
اوى ظراف الله شاء ما يتلمو ما قبل نفسى الحق قلت انا اخوهم مشفتش ولسة لا كلهم عليا موجود؟ مكنش وزوجها امى يا اية قد اخوهم:ماجد وغيرتة ابنها تعرف فهى ماجد عنة يسأل ما فهمت فوقيةوقد تانية فى صغير اخوهم:بابتسامة بيتةفاجابتة اهل على راجع ومش برة مسافر اصلا معاهم مش وباباهم اعدادى .سنتين بعد غير يا الجوهناك هيحلالك كدة بقى انتى قولتيلى ااااااه:ماجد عالاخر فوفة انا بجد واودها تودنى جارة ليا بقى اخيرا لله الحمد:فوقية اوى ارتحتلهم استنى....وبعدين هوا انا ان محسسانى ؟ دة ماما يا اية:ماجد راجل؟ غير من صغير وولد وبنتين ست بتقولى انتى استنى طيب؟ قاريبهم فين ليهم ومش المنصورة من ناقلين دول حبيبى يا لا:فوقية هنا قرايب كدا عليهم مأمن ؟ازاى دة جوزها الراجل اية:غاضبا ماجد لما اصلا المنصورة من نقلهم الى اية ؟كان راجل غير من معاهم مش هو اسأل مرضتش بس بردة استغربت انا ابنى يا والله:فوقية
ميصحش عليهم اتعرف مرة اول دى ثم محرجهاش عشان يعنى محضر افتحلها تحت انا حاجة لواحتاجو حرين هما ماما يا خلاص:ماجد امرهم حبيبى يا فيك يبارك ربنا :فوقية بقليل فوقية ذهاب ان بعد مهند عاد فقد منار اماعند هبلة حاجات شوي بتشترى كدة كل انتة واد يا فين كنت:مى لو انتى ما:قابلة كرسى اول على يرتمى وهو منهكا مهند كلمة نطقتى مكنتيش دناتة انا الى الدن دنتى امك الحاجة دى؟ بيها علينا داخل الى الدندنة بنى يا اية:مى غير من تتطبخ عارفة مش المطبخ فى محتاسة واقفة الطلبات انتى مى يا مالاخر هاتى !ومحتاسة!!امك الحاجة:مهند اخر فى عندك اهو صح بتاعك اللبن ميكس عشان مستنيانى شنطة نحو مسرعة تتجة ثم بيديها تصفق وهى بطفولية قفزت فاهمنى الى انت مهند يا حبيبى :الكيس الذى مهند الى عادت حتى الخاص مشروبها اخذت ان وما بتعب يجلس مازال حبيبى يا مهند يا قوم:بحنان اخوها اسناد تحاول وهى مى كتير لفيت شكلك اوضتك فى ريح السوبر هو):انجاجية(غرفتة الى مى مع يمشى مهندوهو
بس موصلت عقبال كتير لفيت بس بعيد مش ماركت وقدود اقدها بقى اخوكى لما عالسرير قدامى فالح يا باين هو ما هههههههههه :مى هندهلك يجهز الغدا فى مى ساعدتها حتى الغداء اعداد من نفين انتهت ان وما بينما للغداء ومهند منار واستدعاء السفرة على الاطباق نقل جو فى ايضا غدائها تتناول الاخرى الصغيرة العائلة كانت العائلتين كلا افراد بين الحب و المودة يسودة بسمة العائلة كل تمنح كبرى اختا منارتملك حياة كانت هكذا وان البنات اخواتة على يخاف صغيرا واخا 0متناهيا وحنانا العطوفة الام ونفين دائما المسافر والدها منة اكبر كن صديقة تكون ان دائما تحاول التى اولادها مع المتفاهمة حضنها فى الدائم الامان تمنحهم كى ام هى مما اكثر من كلا ذهب وقد القاهرة فى تنتظم وعائلتها منار حياة بدأت كما المنزل من نسبيا القريبة منارلمدرستهما و مهند الدراسية السنة القاهرة بجامعة محاضراتها فى مى انتظمت التجارة بكلية الثانية ايام عدة وبعد وتكرارا مرارا الجرس تضغط شقتهم باب امام واقفة منار يا لية كدة واقفة منار يا اية :شقتها فوقية فتخرج رد اى بلا بنتى بس كتير بقالى الجرس برن :كالاطفال تبكى تكاد مناروهى معايا مش مفتاحى وانا خرجت ماما شكل
كتير بتحصل بنتى يا عادى :منار لحال قلبها رق وقد فوقية بيها هنحس تيجى ولما شوية عندى اقعدى بس انتى تعالى ونخرجلها هنا هستناها انا طنط يا لا :منار لا عليكى يتفرج والنازل والطالع منار فين هنا:معاتبة فوقية معايا هتدخلى يعنى معايا هتدخلى انتى طبعا طنط يا حاضر:مستسلمة منار المدرسى زيها ترتدى كانت وقد شقتها فوقية مع منار دخلت طويل ابيض حجاب يعلوها فضفاضة الزيتون بلون عباءة( ) خاصا ملائكيا طابعا ليعطية وجهها حول بعناية ملفوف على افرجك اما بقى تعالى:بفرحة دخولها تو فوقية جذبتها شقتى غرفة الى وصلت حتى الشقة انحاء فى بها تدور اخذت ثم دخولها منذ مرة منارلاول تداركت وعندها)السفرة(الطعام شعرت وقد مكانها تسمرت هنا يعيش شابا هناك ان الشقة الاحمر بلونة ليزينهمها وجنتيها علا الذى الشديد بالخجل طاولة بها افترش والتى امامة المتناثرة بالاوراق يحدق كان جبهتة ويسند بيد الوريقات احد يمسك تركيز فى الطعام الاخرى بيدة الطاولة على ماجد ما قبل السفرة اوضة المفروض دى هى:فوقية ماجد الباشمهندس ابنى ودة المكتب لاوضة يطورها مممممممممم:يسمع يكاد بصوت منار
بعض اكسبة بصوت الاوراق من نظرة يرفع ان دون ماجد انسة يا وبركاتة الله ورحمة السلام وعليكم ؟؟ ممممم؟:الحدة منورة. ومن بل بسرعة الغرفة من فخرجت بالاهانة منار شعرت عتاب نظرت ابنها الى نظرت ان بعد فوقية وتبعتها الشقة فين رايحة منار يا بس استنى:فوقية بصوت فردت دموعها اخفاء جاهدة حاولت مناروقد فين اشوفهم التليفون فى مى او ماما هكلم :مهزوز الاسانسير وصول صوت سمعا ولكن بالرد فوقية همت باستفهام اختها لدموع ناظرة منة تخرج ومى جانبى على تنهمر دموعها كانت ايضا الحين ذالك فى كانت .بالمشفى السرير على ممدة وهى سكون فى خديها .منة لا علية لكنها ايضا بسببة الدموع هذة الاخيرة الساعات فى حدث ما عقلها راجع حدث؟ ماذا مهلا بكلمة صارخة نومها من تنتفض جعلتها كبيرة بسرعة ماجد:واحدة الفصل الرابع اجفلت رقية التى كانت تجلس بجوار منار تطمئن عليها وقد رق قلبها لدموع منار التى بللت وسادتها حين وجدت منار تقوم فزعة وتصرخ بلوعة:ماجد
اسرعت رقية بالجلوس الى جانبها وهى تربت بحنان على ظهرها:اهدى يا حبيبتى والله كويس صدقينى عايش منار وقد التفتت الى رقية بكامل جسدها وامسكت كفيها فى امل:بجد ولا بتقولى كدة عشان ما اصرخش ثم بدأت فى البكاء :والله مش هصرخ عشان خاطر ميتعذبش .قوليلى الحقيقة متعشمنيش عالفاضى الله يخليكى رقية بابتسامة وعينين دامعتين:والله العظيم يا بنتى مش بكذب عليكى انتى فهمتى غلط وماادتيش حد فرصة يفهمك.صدقينى مامتش عايش منار وقد ازاحت الغطاء وهمت بالقيام:طب ودينى لية بالله عليكى اشوفو من بعيد بس. رقية :حاضر يا حبيبتى انا مسحتلك وشك وانتى نايمه بس غيرى هدومك المليانة دم دى شكلك متبهدل خالص ومينفعش تفضلى كدة
ثم اكملت رقية فى تردد:هو محدش جية من اهلكو لية لحد دلوقتى يا بنتى اكيد امانات المستشفى خدو تليفونة وطلبو اى حد من اهلكو منار فى شرود:محدش من اهلو موجودين يا طنط رقية :لاحول ولا قوة الا بالله .طب وانتى يا حبيبتى؟ منار بسرعة وقد بدا عليها الخوف:شنطتى وتليفونى فين؟ رقية :مش عارفة يا بنتى والله انا لما شوفتك مكانش معاكى حاجة خالص فى تلك الاثناء كان الدكتور عبد الرحمن يمشى فى اتجاة السلم عندما اصطدم بة رجل يسير بسرعة كبيرة ويبدو فى غاية الغضب حتى انة اكمل طريقة وكانة لم يشعر اصلا بهذا الاصطدام نظر عبد الرحمن للوراء فى استغراب شديد ثم اعاد نظرة الى الامام ليجد فتاة تعتلى بداية السلم باقصى ما يمكنها وتصرخ فية من بين شهقاتها :امسكة ....بسرعة الله يخليك .....هيعمل فيها حاجة
للوهلة الاولى لم يفهم عبد الرحمن شيئا وما لبث ان نظر خلفة ليجد الرجل الذى اصطدم بة يدفع باب الغرفة التى تقبع فيها مريضتة فى عنف تلك الغرفة الموجودة فى اخر الممر اسرع عبد الرحمن حينها بالذهاب الى الغرفة تتبعة الفتاة الاخرى على مسافة منة فى الغرفة تفزع منار ورقية لدخول ذلك الرجل الغرفة بذلك العنف مسرعا بالاتجاة بغضبة الجم ناحية منارالتى لم يتثنى لها الفرصة لتنطق بما يزيد عن:بابا.حتى اوقفها والدها وصفعها بقوة ذلك الغضب الذى يعتلية صفعة قوية اوقعت منار ارضا ولم يكتفى بل اوقفها ودفعها بقوة الى الحائط ليصطدم بة دراعها المكسور لتطلق منار صرخة مدوية بالطبع لم يلحظ والدها السبب فى تلك الصرخة فقد كان مشغولا بشئ اخر وهو معاقبتها وصب لجام غضبة عليها فقد امسكها بكلتا يدية من كتفها واخذ يهزها فى الحائط بقوة وفى كل هزة يصطدم زراعها بالحائط
ومنار لا تستطيع سوى التأوة والبكاء .كانت تعانى من الالم قدرا كبيراحتى كان صعبا عليهاان تميز المراة التى تحاول بكل جهدها ازاحتة عنها ولكن قواها الضعيفة لم تملك امام قوة غضبة ادنى فرصة .ما كانت تسمع سوى كلمات ابيها القاسية التى تمزق روحها وكيانها عصام( والدها):انا تعملى فيا كدة يا منار بتستغفلينى يا بنت ال....اخر يوم فى عمرك انهاردة بتقابلية من وراية وملبسانى العمة .عملالى فيها شيخة اهو ربنا فضحك انتى وابن ال......... دخل عبد الرحمن الغرفة بسرعة ليجد عصام يدفع منار بالحائط ويردد كلماتة :اخر يوم فى عمرك على ايدى انهاردة اسرع بلف زراعية حول والدها من الخلف ليشل حركت يديه عنها واخذ فى ابعادة بسرعة وبغضب : انت اتجننت يا جدع انتى اية الى بتعملة دة
عصام وهو يحاول فك قبضة عبد الرحمن حولة؟ سبنى اربيها بقولك بنتى اوعى سبنى بقى دخلت مى الغرفة وهى تلهث ووجدت عبد الرحمن يقيد والدها ويحاول دفعة خارجا مع مقاومة والدها وصياحة .اتجهت بسرعة الى زاوية الحائط حيث قبعت منار وقد اخذت زراعها المكسور فى حجرها وضمت نفسها بزراعها الاخروهى تشهق من البكاء وتنتفض من الخوف والذعر اخذتها مى فى حضنها بلوعة وبدات هى الاخر فى البكاء مى ببكاء:متخافيش يا منار انا معاكى يا حبيبتى انا جنبك. تشبثت منار بيدها السليمة بملابس مى وكأنها تستنجدها فزادت مى فى ضمهاالى حضنها وقالت بصوت يرتعد من شدة البكاء:ردى عليا يا منار ....انا مى ....انا اختك
اخذت مى بتقبيل راسها مرارا بينما كانت منار لا تزال ترتجف وتشهق من البكاء:حقك عليا والله ما هسيبك ولا حد هيأذيكى كان والدها لا يزال بالغرفة حينها فقال صارخا :هى لسة شافت منى حاجة؟ حينها صرخت مى بجنون تجاة والدها ولاول مرة تفعلها فى حياتها:سيبها بقى حرام عليك عايزة منها اية تانى ؟ مكفكش كل الى عملتو فيها لحد دلوقتى؟ دة حرام والله العظيم حرام اراد عصام ان يفلت من قبصة عبد الرحمن بقوة لكن عبد الرحمن استطاع فى النهاية ان يخرجة من الغرقة ويقودة نحو غرفة مكتبة ويغلقها خلفة بالمفتاح عصام:افتح الباب دة احسنلك عبد الرحمن ببرود:ولو مفتحتش ؟ عصام بصوت جهورى :هكسرة فوق دماغك عبد الرحمن وهو يشير بيدة الى الباب:اتفضل ورينى
عصام :بقولك اية انا مش فايقلك عبد الرحمن بصوت عالى نسبيا :امال فايق تموت بنتك بس عصام :اخرص خالص ملكش دعوة انت عبد الرحمن :لا لية بما انها مريضتى وتحت مسؤليتى عصام متفاجأة فقد اخبروة على الهاتف انها بخير ولم يصيبها اى مكروة فقال بشك:مريضتك ازاى يعنى؟ عبد الرحمن :انا الدكتور الى مجبسلها دراعها الى يا عالم هتعرف تحركو تانى ولا لأ عصام :دراع اية انا مش فاهم حاجة عبد الرحمن :اية الى حضرتك مش فاهمة بالظبط انى دكتور عظام ولا ان بنتك دراعها مكسور عصام وقد انتبة فجاة الى صراخها الشديد عند ارتطامها بالحائط فهب واقفا وقد يقظت بداخلة عواطف الابوة التى عماها غضبة .نعم فقد كان عصام
ذلك النوع الذى ينتمى الية الكثير من الرجال الشرقين ذلك النوع الذى يصل الى درجات كبيرة من الغضب الاعمى فتجعلهم يتصرفون بجنون وتحجب بداخلهم صوت العقل والمنطق والدين نعم انه ذلك النوع الذى يحتاج دائما وابدا الى وصية رسولنا صلى الله علية وسلم(( لا تغضب) افاق عصام من نوبة غضبة وقد ادرك المصيبة التى قام بها فقال بسرعة ورجاء :بسرعة يا دكتور بالله روح شوفها انا خبط دراعها جامد فى الحيطة روح بسرعة انا مينفعش اروح عبد الرحمن متفاجئا من تحولة السريع:اة ..اة..طبعا ثوانى هروح اشوفها واطمنك عصام وهو يدفعة خارج الغرفة بلوعة:بسرعة يا ابنى الله يكرمك روح وطمنى عليها انا سامع اهاتها من هنا اما عند مى ومنار فقد وقفت رقية تنظر للفتاتين بحنان ولم تستطع كبح دموع عينيها من منظرهما وهما جالستان على الارض تبكيان ترتجف منار من البكاء
وتتأوة من الالم بينما هى متشبسة بملابس مى كأنها تخشى ان تتركها ومى تحيطها بزراعها كالأم الحنون وتحتضنها بقوة منار بشهقات وبكاء من الالم الذى سيطر على روحها اكثر مما سببة لها كسر ذراعها :ااااه .... ااااااااه........اااااااااه مى وسط بكائها:كفاية عشان خاطرى يا منار انا بموت من اهاتك دخل عبد الرحمن الغرفة ليجدهما هكذا فنظر لهما بحنان لثوان ثم تدارك نفسة بسرعة :قومى معايا يا انسة منار من فضلك نظرت الية مى شرزا وقد زادت قبضتها حول اختها فى خوف ولوعة وقالت صارخة :اطلع برة محدش هيخدها من حضنى محدش هيلمسها عبد الرحمن :لا هخدها دة لمصلحتها
مى وقد اغمضت عينيها واسندت راسها على راس مناروصرخت ببكاء:الى هيقرب من اختى هموتة سيبوها بقى عايزين تعملو فيها اية تانى اقترب عبد الرحمن منهما ونزل الى مستواهما وقال بحنان :متخافيش يا انسة انا هخدها اعملها اشعة على دراعها عشان اعمل الازم لو سبتها ممكن متقدرش تحركو تانى فتحت منار عينيها بسرعة فلم تلحظ ذلك الى الان ونظرت الية سريعا فرات ينظر لهما بحنان والصدق فى عينية فازاحت منار عن صدرها بسرعة واخذت تتفحصها بلهفة :منار حبيبتى فيكى اية ؟فى اية بيوجعك؟ عندها شهقت مى وضعت يدها على فمها و اتسعت عيناها من المفاجأة فقد رات ملابس منار الملطخة بالدماء والتى لم تلحظها عند دخولها بسبب تكور منار حول نفسها وكذلك دراعها المكسور
عندها قال عبد الرحمن بهدوء:ممكن بقى بعد اذنك تبعدى شوية عشان اشوف شغلى استجابت مى حينها وتركت منار على مضض منها فقد كانت تتشبث بملابسها ببكاء:متسبنيش يا مى مى:مش هسيبك والله ماهسيبك الدكتور بس هيعملك اشعة عشان دراعك انا معاكى يا حبيبتى قامت مى وساعدت منار على الوقوف واسندتها بمساعدت رقية الى غرفة الاشعة التى اجراها عبد الرحمن على زراع منار والتى ما ان راها حتى قال اعطى اوامرة لرقية بسرعة :خليهم يجهزو العمليات واطلبيلى دكتور شاكر فورا الفصل الخامس صدمت مى عندما طلب الطبيب تحضير غرفة العمليات من اجل اختها فسألت بتردد:هو فى اية؟ عمليات لية؟
عبد الرحمن بهدوء :خير ان شاء الله احنا هنحاول ننقذ الموقف على قد ما نقدر. ثم وجه كلامة الى رقية التى كانت لا تزال واقفة مكانها تنظر لمنار فى اسى:اية يا مدام رقية مشوفتش التعليمات بتتنفذ يعنى! رقية بانتباة :حاضر يا دكتور. خرجت رقية بعدها من الغرفة لتقوم بواجبها اما منار فقد امسكت بزراع مى تجذبها اليها وتتحدث بصوت منخفض:عايزة اصلى الاول يا مى مصلتش حاجة من الصبح. مى وقد نظرت لها معاتبة:نعم ...يعنى مصلتيش لا ضهر ولا عصر؟ دا المغرب قرب يأذن يا منار. منار وقد تجمعت الدموع فى عينيها فهى لم تفعلها من قبل لطالما كانت تؤدى الصلاة على وقتها وتعينها مى ووالدتها على ذلك.
منار محاولة للتبرير:ما انتى عارفة اللى انا فية من الصبح يا مى. مى :خلاص يا منار قومى اوضيكى بسرعة عشان تلحقى تصلى اللى فاتك قبل المغرب ميأذن وتدخلى العملية. عبد الرحمن وقد سمع حوارهما:لو سمحتى يا انسة دراعها ميتحركش خالص امسحى عليه خفيف بالمية ويا ريت تصلى على كرسى عشان دراعاها ميتحركش خالص قدامكو حوالى نص ساعة اعتقد كفاية. مى:حاضر .طيب هو .......همت مى ان تسألة عن مكان الحمام لكنها خجلت وتراجعت فنظرت الى الارض لا تدرى ما تقول. عبد الرحمن وقد فهم ماهمت بالسؤال عنة فقد فضحها خجلها فمى كانت كالاطفال لا تستطيع ان تدارى شيئا بداخلها فوجهها دائما ما كان يفضحها.
عبد الرحمن بابتسامة خفيفة من خجلها:تقدروا تتفضلو فى مكتبى .تقدر تتوضا هناك وتصلى وانا هستنى برة. مى باحراج:بس..... عبد الرحمن مقاطعا:مبسش يا ستى انا كدة او كدة مشغول برة عشان تجهيز العملية ويلا بسرعة بقى عشان تلحقوا .....اتفضلوا. اوصلهما عبد الرحمن الى غرفة مكتبة التى نسى تماما ان والدهما مازال ينتظرفيها كالمجنون يريد بأى وسيلة ان يطمأن على ابنتة ولكنة لا يستطيع الذهاب اليها . فكيف لة ان يواجه ابنتية بعد ان سبب لفتاتة المدللة هذا الاذى ؟ لم يكن يتصور ابدا انة قد يسمح لاحد ايا كان ان يمسها بسوء فكيف يتحمل الان فكرة انه هو من تسبب فى المها؟ كانت صورتها تترائى امامة و وهو يدفعها الى الحائط وهى تبكى وتتألم .كاد صراخها يصم اذنية لكأنها مازالت تصرخ الى الان فيضع يدة بسرعة ليسد اذنية علة يمنع نفسة من تذكر صراخها والمها .
تذكر كلمات عبد الرحمن:انا اللى جبستلها دراعها الى يا عالم هتعرف تحركة تانى ولا لأ؟ لعن عصام فى هذة الحظة هذا الغضب الذى يعترية فيجعلة كالطور الهائج الذى لا يميز صديقا من عدو بل وصلت بة العصبية انة لم يميز ابنتة. نعم فهو يعرف ابنتة جيدا ما كانت لتفعل ذلك فتدينها واخلاقها سيمنعانها من الوقوع فى ذلك. لكن كيف وقد كانت معة وقت الحادث كانت معة فى سيارتة وحدها والا كيف وقع الحادث ؟ كاد عصام ان يجن :كيف قابلتة من وراء ظهرى؟ ام كيف تركب معة سيارتة وحدها ؟ هكذا كان تفكير عصام او بالاحرى هكذا صور لة شيطانة ما حدث. اجفل عصام على فتح الباب ودخول عبد الرحمن تتبعة منار التى كانت تستند على مى .
وقف الجميع للحظة فى سكون عصام ينظر لابنتة فى شوق وحنين الاب للاطمئنان عليها ومنار تنظر ارضا تتحاشى النظر الى وجة ابيها ودموعها تفيض من عينيها ومى تنظر لوالدها بعتاب شديد وكأنها تقول لة :انظر ما فعلتة بابنتك نتيجة غضبك الجامح؟ لاحظ عبد الرحمن الاجواء المشحونة بين الاب وبناتة فخرج صوتة يقطع هذا الصمت الذى حل بالالسنة دون العيون التى كانت تقول الكثير. عبد الرحمن:اتفصل معايا حضرتك عشان محتاجينك برة. عصام وقد انتبة الى كلام عبد الرحمن:ها .اة اتفضل يا دكتور. خرج عصام وعبد الرحمن من الغرفة وما ان خرجا حتى اغلق عصام الباب خلفة وامسك عبد الرحمن من ذراعة فالتفت الية عبد الرحمن بدورة عصام فى لهفة:طمنى بقى الله يخليك انت اتأخرت عليا اوى .منار كويسة؟
عبد الرحمن وهو يرفع نظارتة الطبية باصبعة:بص حضرتك هية الحال مش خطيرة اوى يعنى .بس لازم تدخل العمليات دلوقتى ساعة بالكتير اوى. عصام بقلق:يعنى ممكن زى ما قولت متعرفش تحرك دراعها تانى؟ عبد الرحمن مطمئنا :لا حضرتك .نسبة حصول الموضوع دة فى حالة الانسة منار ضئيلة متتعداش 10%. عصام بأسى وكأنة ينظر لنقطة فى الفراغ:بس نسبتة موجودة. عبد الرحمن وقد شعر بالشفقة تجاهه:اطمن صدقنى الدكتور شاكر دكتور ممتاز ونسبة الخطأ فى عملياتة تكاد تكون معدومة. نظر لة عصام متفاجئا:هو مش انت اللى هتعمل العملية ؟
عبد الرحمن:لا لأ مش انا طبعا انا لسة نائب يا فندم مينفعش اعمل عملية زى دى لوحدى .عموما انا هبقى موجود فى العملية مع الجهاز الطبى ان شاء الله .خير يا فندم هتعدى ان شاء الله عصام:يا رب.متشكر جدا يا دكتور على اللى عملتة معانا واسف على معملتى الجافة معاك. عبد الرحمن:لا شكر على واجب يا فندم وارجوك متعتذرش حضرتك فى مقام والدى. عصام :ربنا يبارك فيك يا ابنى. رن هاتف عصام فاسئذن عبد الرحمن بالذهاب. عصام :عن اذنك. عبد الرحمن :اتفضل يا فندم. ذهب عصام ليتحدث فى الهاتف وهم عبد الرحمن بالمغادرة .استدارلكن استوقفة صوت......... مى :هيه القبلة منين حضرتك؟
ضرب عبد الرحمن جبهتة ببطن يدة :اخخخخ وقال فى نفسة :اية الهبل الى انا فية دة يعنى اوديهم الاوضة يصلو من غير مقولهم مكان القبلة دة على اساس ان معاهم بوصلة ولا بيشمو على ضهر ايديهم. استدار بعدها عبد الرحمن بسرعة :اسف نسيت. ثم اردف :تجاة الشباك حضرتك. مى بابتسامة خفيفة وصوت رقيق خجلا :ولا يهمك حضرتك. عادت مى الى الغرف بينما ابتسم عبد الرحمن لنفسة وقال بصوت رقيق مقلدا ايها:ولا يهمك حضرتك .اية البت الرقيقة دى ....يا خلاثى عثل. وما لبث ان اتسم وجهه بالجدية محدثا نفسة :متتعدل يا ياض انت .لسعت ولا اية؟ مش دى اللى كانت هتكلك من شوية عشان اختها. ثم هز راسة و عاد ليرد على نفسة بابتسامة وهو يستدير ليكمل طريقة:اية العيلة دى؟كلها كدة؟
ههههه المتحولون .يا مجانييييييييييين . بينما عادت مى الى الغرفة لتجد منار تنتظرها. منار:ها يا مى عرفتى مكان القبلة؟ مى :ايوة يا حبيبتى يالا بقى عشان اوضيكى بسرعة عشان تلحقى. اسندت مى اختها الى الحمام الملحق بالغرفة وبدأت فى مساعدتها على الوضوء الذى لم يخلو من تأوهات منار عند اى حركة ولو بسيط جدا لذراعها. واخيرا انتهو من الوضوء وخرجتا من الحمام. تلفتت مى حولها بحثا عن الشباك حتى وجدتة . مى:اهو الشباك .استنى يا منار اعدلك الكرسى الى هناك دة ناحية القبلة. وبالفعل عدلت مى كرسيا بالحجرة لتجعلة فى مواجة الشباك كما اخبرها الطبيب ثم ساعدت اختها على الجلوس.
همت منار ان تبدأ بالصلاة حتى قاطعتها مى. مى:ابدأى يا منار بصلاة العصر الاول عشان تضمنيها قبل صلاة المغرب وبعدين ابقى صلى الضهر. منار بشك :تفتكرى ينفع يا مى؟ مى :ايوة يا بنتى ان شاء الله .انا سمعت شيخ قبل كدة بيقول لو كانت صلوات القضاء متراكمة وان كان الصحيح صلاتها بالترتيب بس يجوز عدم الترتيب لو كان المصلى يخشى انقضاء وقت اخر صلاة.اتوكلى على الله وابدأى بصلاة العصر يا منار. وبالفعل بدأت منار بصلاة العصر وما ان انتهت حتى سمعتا صوت اذان المغرب فرددتا الاذان ثم دعاء ختمة ثم دعاء (( اللهم هذا اقبال ليلك وادبار نهارك واصوات دعائك فاغفر لى)) ابتسمت لها مى :يلا بقى صلى الضهر عشان نصلى انا وانتى المغرب قبل الدكتور بتاعك ما يكبس علينا. منار مبتسمة لاختها :حاضر.
انهت منار صلاة الظهر ثم اخذت مى سجادة صلاة كانت موضوعة على طرف الاريكة فى مكتبة وامت منار فى صلاة المغرب. على الجانب الاخر اتجة عبد الرحمن الى مسجد المشفى حين سمع اذان المغرب فاوقفتة رقية . رقية منادية:دكتور عبد الرحمن..... التفت عبد الرحمن :نعم يا مدام رقية بتنادى عليا؟ رقية :ايوة يا دكتور .اوضة العمليات جاهزة والدكتور شاكر فى الطريق كان رجع بيتة لما سئلت عنة .يعنى قدامة عشر دقايق كدة. عبد الرحمن:كويس .طيب يا مدام رقية .انا هصلى المغرب الاول وبعدين نتوكل على الله. رقية:تقبل الله يا ابنى .انا كمان الحق اصلى فى اوضة الممرضات قبل الدكتور شاكر ما يوصل. دخل عبد الرحمن المسجد ليجدة فارغا كالعادة فى مثل هذة الساعة فهى ليست احدى ساعات الزيارة كما ان
معظم الاطباء الموجودون فى المشفى لا يحرصون على اداء الصلاة فى وقتها بحجة الانشغال بمتابعة المرضى .كان عبد الرحمن يتعجب منهم دائما .الم يسمعوا حديث رسول الله صلى الله علية وسلم((ما بورك فى عمل يلهى عن الصلاة)).؟اما سمعوا تهديده صلى الله علية وسلم لمن يتركون صلاة الجماعة فى المسجد عمدا بأنة ود لو يحرق عليهم بيوتهم؟ لكن هذة المرة كان هناك رجل يجلس فى ركن من اركان المسجد يردد ادعية ما بعد المغرب وكأنة يشغل نفسة حتى يتوافد المصلون .نعم كان ذلك الرجل هو عصام والد منار. تعرف علية عبد الرحمن فى الحال:السلام عليكم ورحمة الله. عصام:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة. ثم انتبة الى عبد الرحمن فقال بفزع :منار جرالها حاجة يا دكتور؟
عبد الرحمن بسرعة:لالا ابدا انا كنت جاى اصلى المغرب وبعدها هتدخل العمليات علطول باذن الله. عصام بارتياح:ااااااه ....انا بردة جيت اصلى المغرب بس قولت استنى شوية يمكن حد يجى نكسب سوا ثواب الجماعة. عبد الرحمن مداعبا :شبيك لبيك .انا جيت وقفلت الباب ورايا محدش جاى تانى. عصام :هههههه طب يلا اتفضل انت الامام ورينى شطارتك. عبد الرحمن:لا طبعا ميصحش حضرتك اكبر سنا اتفضل وانا هصلى وراك. عصام:ربنا يبارك فيك يا بنى. ام عصام عبد الرحمن فى صلاة المغرب وقد كان صوتة نديا وقراتة مجودة ومخارجة صحيحة وفى الركعة الثانية لم يتمالك عصام نفسة من البكاء حين كان يقرأ((يا أيُّها الَّ ِذين آمنُوا إِن جاء ُكم فا ِسق بِنبأ فتبيَّنُوا أن
تُ ِصيبُوا قوما بِجهالة فتُصبِ ُحوا على ما فعلتُم نا ِد ِمين[ الحجرات : 6 قراها عصام اكثر من مرة وهو يبكى لم يفهم عبد الرحمن ما كان يبكية لكنة جزم ان الامر يتعلق بمنار وبأن والدها نادم على ضربها دون التأكد من صحة ما دفعة الى ذلك لكنة كان على خطأ .فلم يكن ما حدث فى الثلاثون دقيقة الاخيرة هو ما جعل عصام يبكى مع هذة الايات بل ما حدث منذ ثلاثون عاما. نهاية الفصل الخامس الفصل السادس
انتهى عصام وعبد الرحمن من اداء فريضة المغرب وصليا السنة. عبد الرحمن :تقبل الله يا فندم عصام :منا ومنكم .على فكرة كلمة فندم دى مش بالعها خالص انا اسمى عصام تقدر تقولى مثلا يا عمو عصام او يا حاج .....اللى يريحك. عبد الرحمن:هههههههه بس كدة حاضر يا عمو .بالمناسبة انا اسمى عبد الرحمن فبردة بلاش دكتور دى .ممكن مثلا تقولى يا عبدو او يا عبيدة او ممكن تقولى يا عبودة عارف حضرتك بابا كان زمان بيقولى....... عصام مقاطعا:باااااااااااااس دة انت غلبت ناس اعرفها .قوم بقى يلا عشان نشوف العملية بتاعت البنت. عبد الرحمن وقد اراد ان يسأل عمن يقصدة عصام لكنه تراجع فقام مسرعا :ايوة صح زمان الدكتور شا كر وصل انا هروح اشوف اية اخر التجهيزات وحضرتك
شوف الانسة منار خليها تجهز .هية فى مكتبى وانا هبعت الممرضة ورا حضرتك عصام بحرج:معلش يا بنى ممكن تقوم انت بالمهمه دى او تبعت الممرضة علطول ..................مش هقدر اشوفها دلوقتى عبد الرحمن وهو يربت على كتفة:متشلش هم كل حاجة هتبقى تمام ان شاء الله عصام :متشكر يا بنى عبد الرحمن وهو يجذبة للقيام :قوم يا حاج قوم ابنى ومتشكر مع بعض ! !!ميكلوش عيش عصام وقد هم بالوقوف ممسكا بيد عبد الرحمن:هههههه ماشى يا سيدى ذهب عبد الرحمن لتفقد غرفة العمليات ثم اتجة الى مكتب الدكتور شاكر طرق الباب ثم دخل بعد تلقى الاذن بالدخول
شاكر متضايقا :انت يا جدع انت اعمل فيك اية ؟ بقى كدة يا عبدو تجبنى على ملى وشى وفى الاخر ادور عليك يقولولى لسة فى المسجد. بتصلى التراويح حضرتك؟ عبد الرحمن:حقك عليا بس انا والله خلصت صلاة وجيت علطول شاكر:قولى بقى يا سيدى اية الحالة؟ شرح لة عبد الرحمن حالة منار دون التطريق الى الاحاديث العائلية التى ذكرت امامة شاكر مستغربا:واية اللى حصل وصلها للشرايح يا عبد الرحمن ؟انت مش بتقول كان كسر عادى فى المرفق؟ عبد الرحمن:ما انا قولت لحضرتك انو حصل مضاعفات للكسر عشان المريضة اتخبطت فية تانى جامد شاكر:ايوة فاهم.انا بسأل اية الى خبط المريضة تانى بالقوة دى سبب المضاعفات فى الكسر بالشكل دة
عبد الرحمن محاولا للتملص :يعنى .هية جات كدة . شاكر وهو يزفر:شكلها حاجة عائلية عشان كدة مش عايزة تنطق ما انا عارفك .هاتلى الاشعة اتطلع عليها ولا هركبلها الشريحة عميانى؟ عبد الرحمن :هتلاقيها عالمكتب انا بعتها لحضرتك عشان تشوفها اول ما توصل نظر شاكر امامة :ااة ......اهى ماشى يا عبد الرحمن هشوفها حالا ونبدأ العملية عبد الرحمن وكأنما اراد تنبيهة:ان شا ءالله .....بعد اذن حضرتك شاكر مشغولا بدراسة الاشعة:ماشى يا عبد الرحمن اتفضل خرج عبد الرحمن متجها الى غرفة العمليات حيث بدأو فى تجهيز منار .ومى تنتظر بالخارج وقد بدأت فى تقطيم اظافرها قلقا.
ابتسم عبد الرحمن لمنظر مى وهى تلف احد زاعيها حول نفسها وتقطم اظافر يدها الاخر. عبد الرحمن لنفسة:انتى اية حكايتك يا مى؟لية كل ما ابصلك بشوفها فيكى؟ نفض عبد الرحمن راسة بسرعة واتجة الى غرفة العمليات مارا بجانب مى بدون كلمة واحدة انتبهت لة مى عند مرورة بجانبها .استعجبت من نفسها لما ارادت ان تحدثةعندما راتة؟لكن ماذا ستقول؟ نفضت راسها هى الاخرى واقنعت نفسها انها فقط ارادت الاطمئنان على منار. دخل عبد الرحمن غرفة العمليات ليجد منار تنظر لسقف الغرفة وتتمتم بعض الادعية فابسم بدورة ثم وجة حديثة للطاقم واليها:جاهزين يا جماعة؟جاهزة يا انسة منار؟ مناربعد تاكيد الجميع على اتمام التجهيزات:ان شاء الله ثم اردفت بعينين دامعتين وهى تنظر
لعبد الرحمن:لو سمحت يا دكتور عايزة اشوف بابا قبل العملية ؟ تفاجأ عبد الرحمن من طلبها فاجفل اما منار فتابعت ترجيهافى طلبها :ارجووووك لو دقيقة واحدة بس عبد الرحمن وقد رق لدموعها:هدخلة دقايق بس عالمدكتور شاكر يجى خرج عبد الرحمن ثانية ليخبر عصام برغبة منار فى رؤيتة فدخل معة ليراها وما ان راها حتى ذهب اليها ووقف بجوارها فبدأت منار على الفور بالحديث وكأنما تخشى نفاذ الوقت منار ببكاء:بالله يا بابا متزعل منى .والله انت فاهم غلط.صدقنى يا بابا معملتش حاجة من الى انت فاهمها صدقنى. لم يتكلم عصام بل اخذ يملس على جبهتها وحجابها بحنان ودموعة تتحدث عنة خرج صوتة اخيرا متحشرجا:مصدقك يا حبيبتى
انتى بس تخرجى بالسلامة واحنا هنتكلم كتير وتحكيلى على كل حاجة والمرة دى هسمعك يا منار صدقينى هسمعك دخل شاكر الى غرفة العمليات ليخرج صوتة مستنكرا:اية التهريج دة يا دكاترة ازاى الاستاذ هنا لدلوقتى والتخدير لسة مبدأش عبد الرحمن بسرعة :معلش يا دكتور عندى انا الغلطة دى .اتفضل يا حاج دلوقتى لو سمحت قبل عصام جبهة منار ويدها الصغيرة وخرج من غرفة العمليات وهو يتمتم ((استودعك الله الذى لا تضيع ودائعة)) خرج عصام ليجد نفين ومعها مهند يهرولان الى حيث يقف ومى تركن الى الحائط عاقدة زراعها امامها وما ان رائتهم حتى اعتدلت وذهبت تلقى بنفسها فى حضن مهند وبدأت فى البكاء بينما اكملت نفين طريقها الى عصام
نفين بقلق بالغ:منار مالها يا عصام ؟انا مفهمتش حاجة من الكلام الى قولتة فى التليفون ؟جبس اية وعملية اية؟وازاى تيجى انت ومى منغير ما حد يقولى ؟فين بنتى ؟ما تنطق يا عصام عصام وهو يضمها:شششششششش اهدى يا نفين خير ان شاء الله دى حاجة بسيطة ان شاء الله منار عملت حدثة بسيطة دراعها اتكسر بس الكسر مضاعف حبتين فبتركب شريحة.الحمد لله انها جت على قد كدة قال جملتة الاخيرة وهو ينظر الى مى نظرة فهمتها مى جيدا نفين :امتى حصل الكلام دة؟ عصام :الصبح وهى رايحة الكلية تقريبا. نفين وقد انتزعت نفسها من حضن زوجها:من الصبح يا عصام ومتقولش غير عالمغرب!!!
لا وكمان انا اللى اتصلت اطمن.يعنى لو مكنتش اتصلت مكنتش هتقولى عصام:دة على اساس انى معاها من الصبح.انا كمان مكلمونيش غير بعد العصر تقريبا.وبعدين احنا هنقف نتخانق كدة فى المستشفى واللى رايح واللى جاى يتفرج علينا نفين:خلاص يا عصام المهم دلوقتى منار ثم عادت للبكاء:استر يا رب قادها عصام الى احد المقاعد للجلوس بينما جلس مهند ومى على مقعد مقابل لكن بعيد نسبيا اما عند منار فقد غاصت مع ذكرياتها مرة اخرى بعد ان حقنت بما يسمى (البنج) مى مستغربة :انتى بتتكلمى جد يا منار؟ منار بعصبية خفيفة:لا بتبلى علية؟ مى:يا ستى مش قصدى بس انا مقبلاة انا وماما من كام يوم مع طنط فوقية والراجل اتعرف علينا بكل زوق
وادب دى ماما حتى قالت انو محترم اوى ومرفعش عينو فينا منار:وهو انا قولتلك انو رفع عينو يكش تتخلع عينو دة كلمنى ولا كأنى رايحة اشحت منة مى:هههههه بس انتى طلعتى خفيفة اوى يا منار يعنى الراجل يرد عليكى وحش تقومى تعيطى منار باندفاع:هو مين دة؟انا اصلا جاية على اخرى وهو كمل عليا فرحت مطلعة كلة على بعضة بقى مى بشك:هو فى حاجة تانية حصلت ولا اية؟ منار وقد احمر وجهها:عيل رخم معايا فى المدرسة من ساعة مطلعت من المدرسة وهو ماشى ورايا يعاكسنى لحد هنا مى بغضب:وانتى ازاى متوقفيهوش عند حدة يا منار ؟ازاى تسيبة يمشى وراكى لحد هنا؟ منار بعصبية:يعنى اعملة اية يامى ؟انا خفت ازعقلة فى حتة بعيد يقل ادبة وانا معرفش حد هنا فاستنيت لحد
موصلت تحت العمارة ورحت مديهملو اخماسا واسداسا وطلعت مى باقتناع:طيب يا منار خلاص حصل خير .تانى مرة استنى مهند وتعالى معاة منار:ماهى المشكلة انى مش بعرف استناة فين ؟مهو بردة هبقى فى الشارع ومعرضة لدة مى وهى تزفر بقوة:والله يا منار مش عارفة اقولك اية بس لو عملها تانى انا هقول ماما تروح تشتكية للمدير بتاعكو .مش انتى عارفة شكلة؟ منار:مش اوى ما انتى عارفة مش بركز فى وش حد مى وهى تضربها بخفة:قومى يا بت انتى اطلعى برة ....دى الغاز المحقق كونان ارحم منار وهى ترد الضربة بقوة اكبر :لية هية اضتك لوحدك مى وهي تتوعدها:انتى قد الضربة دى؟ منار:ايوووووووووة بالفم المليان
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 497
- 498
- 499
- 500
- 501
- 502
- 503
- 504
- 505
- 506
- 507
- 508
- 509
- 510
- 511
- 512
- 513
- 514
- 515
- 516
- 517
- 518
- 519
- 520
- 521
- 522
- 523
- 524
- 525
- 526
- 527
- 528
- 529
- 530
- 531
- 532
- 533
- 534
- 535
- 536
- 537
- 538
- 539
- 540
- 541
- 542
- 543
- 544
- 545
- 546
- 547
- 548
- 549
- 550
- 551
- 552
- 553
- 554
- 555
- 556
- 557
- 558
- 559
- 560
- 561
- 562
- 563
- 564
- 565
- 566
- 567
- 568
- 569
- 570
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 500
- 501 - 550
- 551 - 570
Pages: