Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مشروع صناعة المحاور

مشروع صناعة المحاور

Published by Eman Nairoukh, 2020-08-17 17:43:30

Description: مشروع صناعة المحاور

Search

Read the Text Version

‫ولو كانت بلاغة الكلام وفصاحته مبنية على مجرد أمور انطباعية‬ ‫‪ ‬لما أمكن للناس أن يتحاوروا في جماليات النصوص‪ ،‬ويتنافسوا في بلاغتها وفصاحتها؛ لأن‬ ‫الأمور الانطباعية أمور ذاتية محضة‪ ،‬والأمور الذاتية لا تقبل الصواب والخطأ‪ ،‬ولا تقبل‬ ‫التفاضل‪ ،‬ولكن العقلاء جميعهم يسلمون بأن الكلام متفاضل في بلاغته وفصاحته‪،‬‬ ‫ومتمايز في بيانه وجزالته‪ ،‬وحال العرب في الجاهلية أكبر دليل على ذلك‪ ،‬فإن سوق البلاغة‬ ‫كانت قائمة‪ ،‬وميادين التنافس في البيان والفصاحة عامرة في حياتهم‪ ،‬وكانوا يحاكمون بين‬ ‫النصوص ويفضلون بعضها على بعض‪ ،‬ولو كانت بلاغة الكلام وفصاحته مجرد أمور‬ ‫انطباعية ذاتية لما أمكن قيام تلك الأمور‪.‬‬ ‫‪ ‬ولا جرم أ ّن جعل فصاحة الكلام وبلاغته أمورا انطباعية‪ ،‬لا يختلف عن جعل القيم‬ ‫الجمالية في الكون أمورا انطباعية ذاتية‪ ،‬كما يذهب إلى ذلك أتباع الفلسفة الوضعية‬ ‫وغيرهم‪ ،‬وفي هذا كله قضاء على هذه العلوم‪ ،‬وإدخال لحياة الناس في العبثية والفوض ى‪،‬‬ ‫وغلق لكل أبواب الإصلاح والتطوير والتقدم في هذه المجالات المهمة في حياة الإنسان‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وأخيرا‪...‬‬ ‫‪ ‬نحن لا ننكر أن البحث البلاغي والنظر في بيان الكلام وفصاحته قد يتأثر بالأذواق‬ ‫والانطباعات ولكننا ننكر أن يكون العلم كله كذلك‪ ،‬وننفي أن تكون الأحكام المتعلقة‬ ‫بفصاحة الكلام وبلاغته جميعها قائمة على الذوق‪ ،‬كما يدعي ذلك المعترض‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫هل تعلم؟‬ ‫‪ ‬أن المعترض يدعي أن عدم المجيء بالمماثل لا يدل على أن الكلام خارج عن القوانين‬ ‫الحاكمة لكلام الناس‪ ،‬ولا يدل على أنه نازل من عند الله؛ لأن هذا الضابط‪ -‬عدم المجيء‬ ‫بالمماثل‪ -‬يمكن أن ينطبق على كل الكلام أو أكثره‪ ،‬فإن كان معيار بلاغة الكلام وفصاحته‬ ‫وبيانه عدم معارضته‪ ،‬ودليل كون الكلام نازلا من عند الله عدم المجيء بمثله‪ ،‬فإن ديوان‬ ‫المتنبي سيكون مثل القرآن‪ ،‬وستكون كتب الهندسة ومؤلفات العروض كلها مثل القرأن في‬ ‫الإعجاز‪ ،‬فإنه لم يأت أحد بمثلها‪ ،‬وإذ ثبت بطلان هذه الأحكام؛ ثبت بطلان معيار عدم‬ ‫المماثلة الذي تقوم عليه دلالة القرآن‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وهذا اعتراض من لا يعرف للكلام معنى‬ ‫‪ ‬ولا يدرك لمسالك الاستدلال مغزى‪ ،‬فنحن المسلمين لا نقول ‪ :‬إن القرآن معجزة‪ ،‬وإنه كلام‬ ‫الله‪ ،‬لمجرد عدم المجيء بمثله فقط‪ ،‬وإنما نقول بذلك بناء على دلالات مركبة‪ ،‬فالنبي ﷺ‬ ‫أتى إلى العرب بكلام من جنس كلامهم‪ ،‬مع أنه لا يعرف باشتغاله بهذا الشأن‪ ،‬ثم تحداهم‬ ‫على الإتيان بمثله‪ ،‬واستحثهم ووبخهم‪ ،‬وجعل ذلك دليله الأقوى على أنه مرسل من عند‬ ‫الله‪ ،‬ثم إن العرب تركوا ذلك كله‪ ،‬وأخذوا في مقاتلة النبي ومحاربته‪ ،‬فهذه الدلالات‬ ‫جميعها تشترك في تحديد ضابط معيار الدلالة الإعجازية للقرآن‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫ولم يتحد أحد من أصحاب الكتب الأخرى‬ ‫‪ ‬فجميع الكتب الأخرى التي ذكرت في الاعتراض لم يتحقق فيها ذلك‪ ،‬فلم يتحد أحد بكتب‬ ‫الهندسة والعروض‪ ،‬ولم يتحد المتنبي بديوان شعره‪ ،‬فعدم تشوف الناس إلى الإتيان بمثله‬ ‫ومعارضته أمر طبيعي لا إشكال فيه‪ ،‬ولكن حال القرآن مختلف عن ذلك تمام الاختلاف‪.‬‬ ‫‪ ‬ولو وجد كتاب زعم صاحبه أنه منزل من عند الله‪ ،‬ثم تحدى الناس على الإتيان بمثله‬ ‫واستحثهم على ذلك‪ ،‬وجعل عدم فعلهم لما طلبه منهم دليلا على أنه صادق‪ ،‬ثم عجز كل‬ ‫الناس عن تحقيق طلبه‪ ،‬لكان ذلك دليلا على صدقه‪ ،‬ولكن ذلك لم يقع في الوجود‪ ،‬ولا‬ ‫يعرف عن أحد من الناس أنه قام بذلك‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وأخيرا‪...‬‬ ‫‪ ‬فإن المطالبة بالإتيان بالمثل ليس المراد بها أن يؤتى بمثل تراكيب القرآن وألفاظه وجمله‬ ‫على الترتيب الموجود في القرآن‪ ،‬فإنه لو كان هذا هو المعيار‪ ،‬لكانت كل الكتب أو أكثرها‬ ‫معجزة؛ لأنه لا أحد يعجز أن يفعل ذلك‪ ،‬وإنما المراد بالمثلية التماثل في الفصاحة والبلاغة‬ ‫والبيان وقوة السبك وجمال التركيب‪ ،‬وثراء المواد‪ ،‬وعلو التشريعات والأحكام‪ ،‬وغزارة‬ ‫الأخبار الغيبية الصادقة‪ ،‬ونحوها من أوجه الإعجاز‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫هل تعلم؟‬ ‫‪ ‬أن المعترض يدعي أنه لا يوجد دليل يثبت أن النبي ﷺ تحدى العرب بالقرآن بالفعل‪ ،‬أو‬ ‫أنه أظهر ذلك لهم‪ ،‬فما الذي يمنع أن آيات التحدي أضيفت إلى القرآن بعد أن انتصر‬ ‫محمد وأتباعه على العرب؟! وما الذي يمنع أن يكون النبي أخفى آيات التحدي عن العرب‬ ‫حتى قويت دولته وكثر أتباعه؟! فلا يوجد لدينا ما يمنع وقوع هذا الاحتمال‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وهذا الاعتراض لا يعدو أن يكون تشغيبا عقليا محضا‬ ‫‪ ‬وهو لا يأتي إلا ممن لا يعرف طبيعة الصراعات الاجتماعية‪ ،‬ولا ماهية الظروف التي كانت‬ ‫محيطة بالإسلام‪ ،‬ولا طبيعة نقل النص القراني وطريقة توثيقه‪.‬‬ ‫‪ ‬فإن دعوة الإسلام كان لها ولا يزال أعداء متربصون‪ ،‬وكان يعيش في زمن النبي ﷺ في المدينة‬ ‫منافقون‪ ،‬وكان لكثير من المناوئين لدعوة الإسلام علاقة واسعة مع اليهود والنصارى خارج‬ ‫بلاد الإسلام‪ ،‬فالقيام بإضافة ش يء إلى القرآن لم يكن منه‪ ،‬أو إخفاء ش يء آخر‪ ،‬ثم إظهاره‬ ‫في الوقت المناسب عمل عظيم جدا‪ ،‬سيؤدي إلى التفات الأنظار إليه وشيوعه في العالمين‪.‬‬ ‫‪ ‬فإن الادعاء بأن النبي ﷺ تحدى العرب في مواطن كثيرة من القرآن‪ ،‬واستحثهم على ذلك‬ ‫ووبخهم‪ ،‬ثم نسبة العجز إلى جميعهم‪ ،‬بل إلى جميع الجن والإنس يعد عملا عظيما جدا‪،‬‬ ‫فلو كان كذبا لا حقيقة له؛ لما أمكن للأعداد الكبيرة من الناس أن تسلم به وتسكت عن‬ ‫بيان خطئه‪ ،‬فإن الطبائع مجبولة على نشر الأخبار إذا عرفتها الجماعة الكبيرة؛ لأن‬ ‫الدواعي إلى النشر كثيرة مختلفة‪ ،‬ولا يمكن ضبطها‪ ،‬فيخرج المكتوم لأغراض مختلفة‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫فلو كان الأمر على ما ذكر في الاعتراض‬ ‫‪ ‬لظهر ذلك للناس لا محالة‪ ،‬وكان من المتعذر إخفاؤه وكتمانه؛ لأن المجتمع كثير العدد لا‬ ‫يعدم أن يوجد فيه أحد يذكر ذلك الفعل لظنه أنه أمر حسن جميل‪ ،‬أو يوجد فيه أحد‬ ‫يذكره لفساد دينه ونفاقه‪ ،‬أو يوجد فيه أحد يذكره تقربا إلى الأعداء‪ ،‬أو لغرض من الدنيا‪،‬‬ ‫أو يوجد فيه أحد يذكره تعجبا واستغرابا‪ ،‬أو يذكره حاكيا لأولاده وخلانه‪.‬‬ ‫‪ ‬والمقصود أن مثل ذلك الفعل الذي يتعلق بجماعات كبيرة من الناس وفيه حكم عليهم‬ ‫جميعا يستحيل أن يبقى سرا‪ ،‬وان يمر الكذب فيه ويروج على كل الناس‪ ،‬فلو كان الأمر‬ ‫كما ذكر في الاعتراض لظهر ذلك واقيمت الأدلة والشواهد على كذبه لا محالة‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وأخيرا‪...‬‬ ‫‪ ‬فإن هذا الاعتراض لا يختلف في حقيقته عن قول من يقول ‪ :‬بأن القرآن الذي بين أيدينا‬ ‫ليس هو القرآن الذي أنزل على النبي‪ ،‬أو أن القرآن كان أضعاف أضعاف ما هو عليه‪ ،‬وكل‬ ‫هذه الدعاوى باطلة‪ ،‬أثبت العلماء بطلانها بأدلة علمية ظاهرة القوة والصحة‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫هل تعلم؟‬ ‫‪ ‬أن حقيقة هذا الاعتراض تقوم على التسليم بأن النبي ﷺ قد تحدى بالفعل العرب‬ ‫بالقرآن‪ ،‬ولكن لا يوجد دليل على أن ذلك التحدي بلغ كل العرب‪ ،‬فما الذي يمنع أن يكون‬ ‫في العرب أناس بلغاء يمكنهم معارضة القرآن لم يبلغهم التحدي به؟!‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وهذا الاعتراض باطل وفاسد‪..‬‬ ‫‪ ‬فإن النبي ﷺ كان يقرأ القرآن على أصحابه وعلى كفار قريش‪ ،‬وآيات التحدي بالقرآن‬ ‫أكثرها كان في السور المكية‪ ،‬وانتشر خبر الإسلام وحال النبي ﷺ مع قومه وحربه معهم‪،‬‬ ‫وطالت مدة دعوته ﷺ وبلغت أكثر من عقدين من الزمان‪ ،‬ثم توسعت دولة الإسلام في زمن‬ ‫النبي ﷺ إلى اليمن جنوبا‪ ،‬وإلى البحرين شرقا‪ ،‬وإلى حدود الشام شمالا‪ ،‬وكانت للعرب في‬ ‫زمن دعوة النبي ﷺ نواد وأسواق يتجمع فيها أعداد منهم من جميع أقطار الجزيرة العربية‪،‬‬ ‫ويتناقلون فيها الأخبار والأنباء‪ ،‬ويتفاخرون فيها بالأشعار والفصاحة والكلام البليغ‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وأخيرا‪...‬‬ ‫‪ ‬فمن المستبعد عقلا مع كل هذه القرائن والأحوال أن يسمع العرب بالقرآن وبخبر الإسلام‪،‬‬ ‫ثم لا يسمعون بأمر هو من أعظم الأمور فيه‪ ،‬وهو أن النبي تحدى قومه بالإتيان بمثل‬ ‫القرآن‪ ،‬أو لا يسمعون بأمر هو من أهم الأمور التي تتعلق بما يمتازون به ويشتغلون فيه في‬ ‫أسواقهم ونواديهم‪ ،‬فإن عدم سماعهم بذلك من أبعد ما يكون‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫هل تعلم؟‬ ‫‪ ‬أن حقيقة هذا الاعتراض تقوم على التسليم ببلوغ التحدي بالقرآن إلى جميع العرب‪،‬‬ ‫ولكن عدم إتيانهم بمثل القرآن ليس لكونهم كانوا عاجزين عن ذلك‪ ،‬وإنما يمكن أن يكون‬ ‫لاعتبارات أخرى متعددة‪ ،‬فقد يكون لأجل أنهم لم يهتموا بالأمر‪ ،‬أو لأجل أنهم كانوا‬ ‫مشغولين بشؤون حياتهم‪ ،‬أو لغير ذلك‪ ،‬فالاعتماد في إثبات العجز على مجرد عدم الإتيان‬ ‫بالمثل غير صحيح ولا دليل عليه‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وهذا الاعتراض باطل‬ ‫‪ ‬لكونه مخالفا للحال الذي كان عليه قوم النبي ﷺ‪ ،‬فإن النبي تحدى العرب جميعا‬ ‫بالقرآن‪ ،‬وفتح الطريق لمن أراد أن ينقض دعوته ويبطل ما يدعيه من الوحي الالهي بأن يأتي‬ ‫بمثل ما أتى به من القرآن‪ ،‬وتحداهم على ذلك واستحثهم ووبخهم‪ ،‬وفرق بين جماعتهم‬ ‫وسفه أحلامهم‪ ،‬وقبح ألهتهم‪ ،‬واتبعه كثير من شباب العرب ووجهائهم‪ ،‬ثم إن قريشا‬ ‫وحلفائها من العرب لم يتركوا النبي ﷺ وشأنه‪ ،‬وإنما قاموا بالتصدي لدعوته‪ ،‬وسعوا إلى‬ ‫تشويه صورته‪ ،‬وتعذيب أتباعه‪ ،‬وقتل بعضهم‪ ،‬بل أرسلوا إلى الحبشة بعضا منهم في شأن‬ ‫أصحاب النبي ﷺ‪ ،‬ولما انتقل النبي ﷺ إلى المدينة قامت بينهم ومن معهم من الحلفاء وبين‬ ‫المسلمين معارك قتل فيها كثير منهم ومن رؤسائهم‪ ،‬وخسروا فيها كثيرا من الأموال‬ ‫والأنفس‪ ،‬وطار خبر ذلك كله في جميع الأمصار‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وأخيرا‪...‬‬ ‫‪ ‬فلو كان يمكنهم معارضة القرآن؛ لفعلوا ذلك‪ ،‬واستراحوا من كل هذا العناء‪ ،‬ولو كان‬ ‫عدم معارضتهم القرآن ليس عن عجز‪ ،‬وإنما عن عدم مبالاة‪ ،‬وانشغال لبادروا إلى إظهار‬ ‫ابليمنعاارلعضرةبب‪،‬دولل أقانميبقعوموضاابلتلعركبالمبالشتابرقعكبلالهماع‪،‬اارلتضية لخأسجرلوأانفييهاحكّلثيذرال‪،‬كوالسااءشتتباسكمالعتكهبيمرب السبذبهيا‬ ‫تسبب في حصول أضرار عديدة بالناس‪.‬‬ ‫‪ ‬ولكن ذلك كله لم يقع‪ ،‬ولم يتبرع أحد من العرب بمعارضة القرآن‪ ،‬وذلك يدل على أن‬ ‫عدم مجيئهم بمثل القرآن لم يكن إلا لأنهم كانوا عاجزين عن المعارضة‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫هل تعلم؟‬ ‫‪ ‬أن حقيقة هذا الاعتراض تقوم على التسليم بأن التحدي بالقرآن قد بلغ كل العرب‪ ،‬وأنهم‬ ‫استجابوا لذلك التحدي‪ ،‬وأتوا بمثل القرآن‪ ،‬ولكن المسلمين أخفوا ذلك‪ ،‬فمن المعلوم أن‬ ‫الذي كتب تاريخ دعوة الإسلام وأحداثها هم العلماء المسلمون‪ ،‬فما الذي يمنع أن يكونوا‬ ‫أخفوا معارضات العرب للقرآن حتى لا يبطل عليهم دينهم؟!‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وهذا الاعتراض قائم على مجرد احتمالات عقلية‬ ‫‪ ‬فإنه لو أتى العرب بمثل القرآن؛ لجاءت معارضتهم مجيء القرآن‪ ،‬ولحصل لها الانتشار‬ ‫مثل ما حصل للقرآن ولكان العلم بها مثل العلم بالقرآن‪ ،‬بل أشد‪ ،‬لأنها تتعلق بأمر عظيم‬ ‫جدا‪ ،‬فهو متعلق بأفضل ما تميزت به العرب عن غيرها من الأمم‪ ،‬وبأمر تشتغل به العرب‬ ‫كثيرا وتتفاخر به‪ ،‬وقد تحداهم النبي به ونشر ذلك في العالمين‪ ،‬وكرره على أسماعهم‬ ‫ووبخهم عليه وقرعهم‪ ،‬ثم إنه تفرقت بسببه جماعات العرب‪ ،‬وقامت من أجله حروب‬ ‫وسالت دماء‪ ،‬فليس من المقبول في العقل أن يكون أمر بهذا الخطر‪ ،‬ثم لا ينتشر في‬ ‫الناس‪ ،‬أو يمكن إخفاؤه والسعي إلى إزالته‪.‬‬ ‫‪ ‬ثم إن دعوة الإسلام كانت محاطة بالأعداء من كل جانب‪ ،‬فكان اليهود والنصارى قريبين‬ ‫جدا من العرب‪ ،‬وكانت بينهم وبين العرب علاقات واتصالات‪ ،‬بل كان بعض العرب يذهب‬ ‫إليهم ويظهر لهم القدح في القرآن‪ ،‬ولو كان أحد من العرب استطاع حقا أن يأتي بمثل‬ ‫القرآن لانتشر الخبر بين أولئك الأعداء‪ ،‬ولما أمكن للمسلمين منعه حينئذ‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وأحداث التاريخ تناقض هذا الإعتراض وتنافره‬ ‫‪ ‬إذ كان كثير من المخالفين للإسلام على علم بكثير من التفاصيل المتعلقة بالدعوة‬ ‫الإسلامية‪ ،‬فإن النبي ﷺ حين أمر بهجر ثلاثة من أصحابه الذين تخلفوا عن معركة تبوك‪،‬‬ ‫أرسل إلى أحدهم ملك غسان رسالة يطلبه فيها باللحاق به‪ ،‬وهذا الحدث يدل على أن‬ ‫الأعداء المحيطين بدولة الإسلام كانوا على اطلاع كبير بتفاصيل ما كان يحدث في المجتمع‬ ‫الإسلامي‪ ،‬فلو أن أحدا من العرب استطاع حقا أن يأتي بمثل القرآن؛ لانتشر الخبر بين‬ ‫أولئك الأعداء‪ ،‬ولكان من أسرع الأخبار وصولا إليهم‪ ،‬ولما أمكن للمسلمين منعه حينئذ‪.‬‬ ‫‪ ‬بل كان المجتمع المسلم يعيش فيه كثير من المنافقين وأعداء الإسلام‪ ،‬ولم يكونوا يتوانون‬ ‫أبدا في السعي إلى محاربة الإسلام وتشويه صورته‪ ،‬حتى بلغ بهم الأمر أن يقدحوا في عرض‬ ‫النبي ﷺ‪ ،‬فلو أن أحدا من العرب استطاع حقا أن يأتي بمثل القرآن؛ لسعى أولئك الناس‬ ‫في نشر الخبر في العالمين‪ ،‬ولكن ذلك لم يقع‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫ثم إنه وجد في التاريخ الإسلامي‬ ‫‪ ‬من سعى إلى معارضة القرآن وكتب في القدح فيه‪ ،‬ولم يستطع المسلمون إخفاء خبر هذه‬ ‫المحاولات‪ ،‬ولم يقدروا على إخفائها عن العالمين‪ ،‬بل كانت أخبار تلك المؤلفات مشهورة‬ ‫معلومة لكثير من الناس من أتباع الإسلام وغيرهم‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وهذا الاعتراض لا يختلف عن ‪..‬‬ ‫‪ ‬دعوى ابن الراوندي التي ادعى فيها أن النبي ﷺ كان يتصف بصفات قبيحة‪ ،‬وكانت تظهر‬ ‫منه أعمال سيئة‪ ،‬ولكن أصحابه أخفوها عن أعين الناس‪ .‬فإنه لو كان النبي ﷺ كذلك؛ لما‬ ‫أمكن إخفاء ما ظهر منه عن الناس‪ ،‬لكونه ﷺ كان ظاهرا للناس‪ ،‬ومعاشرا لأعداد كبيرة‬ ‫منهم‪ ،‬ولبادر المنافقون إلى إعلانها في العالمين‪ ،‬ولنقلها كفار العرب إلى أصدقائهم في فارس‬ ‫والروم‬ ‫‪ ‬زعم من يدعي بأن كفار قريش لم يحاربوا النبي ﷺ ولم يعذبوا أصحابه‪ ،‬وإنما اخترع‬ ‫أتباعه هذه الأحداث لكي يستعطفوا الناس ويلفتوا إليهم أنظارهم‪ ،‬ولا يختلف عن قول‬ ‫من يدعي أن النبي ﷺ كان يريد التراجع عن دعوته في آخر عمره‪ ،‬ولكن أصحابه وأتباعه‬ ‫منعوه من ذلك‪ ،‬ولا يختلف عن قول من يدعي أن مسيلمة الكذاب أتى بمعارضة حقيقية‬ ‫للقرآن‪ ،‬ولكن المسلمين أخفوا ذلك وحرفوه ونقلوا إلينا ذلك الكلام الهزيل حتى يشوهوا‬ ‫صورة مسيلمة‪ ،‬ونحو ذلك من الادعاءات التي لا يشك أحد من العقلاء العارفين بالتاريخ‬ ‫بكذبها وبطلانها‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وأخيرا‪...‬‬ ‫‪ ‬فلا يصح أن يقال ‪ :‬إن العرب أخفوا المعارضة التي كانت لديهم خوفا من السيف‪ ،‬فإن قوة‬ ‫دولة الإسلام لم تكن من أول الأمر‪ ،‬وإنما كانت في آخر حياة النبي ﷺ بعد عقدين من‬ ‫التحدي‪ ،‬فلو وجدت المعارضة حقا؛ لانتشر خبرها في بلاد فارس والروم‪ ،‬وتللك البلاد لا‬ ‫سلطة للمسلمين عليها‪.‬‬ ‫‪ ‬ثم إن دولة الإسلام ضعفت بعد موت النبي ﷺ ‪ ،‬فلو أن ثمة معارضة للقرآن لأمكن لكثير‬ ‫من الناس نشرها أو نقلها إلى الدول الأخرى‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫هل تعلم؟‬ ‫‪ ‬أن حقيقة هذا الاعتراض تقوم على التسليم بعجز العرب عن معارضة القرآن‪ ،‬ولكن‬ ‫عجز العرب ليس دليلا على عجز غيرهم‪ ،‬فما الذي يمنع أن غيرهم يمكنه معارضة القرآن‬ ‫والمجيء بمثله؟!‪ ،‬وما الذي يمنع أن يأتي أحد في آخر الزمان يمكنه أن يأتي بمثل القرآن أو‬ ‫أعلى منه؟!‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وهذا الاعتراض متناقض مع ما يقتضيه قياس الأولى‬ ‫‪ ‬وهو دليل عقلي معتبر‪ ،‬فإن عجز الأقوى عن ش يء ما يدل بالضرورة العقلية على عجز من‬ ‫هو أضعف منه عنه من باب أولى‪ ،‬فإن عجز الرجل القوي عن حمل صخرة كبيرة‪ ،‬يدل‬ ‫بقياس الأولى على عجز حمل الطفل الضعيف عن حملها‪.‬‬ ‫‪ ‬فكذلك الحال في عجز العرب عن معارضة القرآن‪ ،‬فإن ذلك يدل بقياس الأولى على عجز‬ ‫من عداهم من الناس؛ لأن العرب هم الأقوى والأولى في معارضة القرآن؛ لكونهم أهل‬ ‫الفصاحة والبلاغة والبيان‪ ،‬وهم مشتغلون بهذا الأمر ومتفاخرون به‪ ،‬فإن تحقق منهم‬ ‫العجز عن معارضة القرآن فغيرهم سيكون أكثر عجزا وبعدا عن أن يأتي بمثل القرآن‪.‬‬ ‫‪ ‬وهذا الأمر ليس خاصا بهذه القضية‪ ،‬وإنما هو شامل في كل مجالات الحياة‪ ،‬فإن عجز‬ ‫أهل الاختصاص عن ش يء ما متعلق باختصاصهم بعد تحديهم فيه وتوبيخهم واستنفارهم‬ ‫يدل على أن غيرهم أولى بالعجز منهم‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫أما القول بأن لا مانع من أن يأتي أقوام في آخر الزمان يمكنهم معارضة القرآن‬ ‫‪ ‬فهذا القول لا يعدو أن يكون مجرد فرض عقلي لا أساس له من الصحة‪ ،‬فإن العرب في‬ ‫زمن النبي ﷺ كانوا أهل اللغة‪ ،‬وهم يتحدثون بها بالسليقة والطبع‪ ،‬ومن المستبعد في‬ ‫العقل أن يكون من تحصل على اللغة بالتعلم والتدريب أفهم لأسرار اللغة وفصاحتها من‬ ‫صاحب اللغة نفسها الذي طبع عليها‪ ،‬فشأن اللغة مختلف عن شأن المجالات الأخرى؛ لأن‬ ‫الأخذ بها عند أهلها أخذ بالطبع والسليقة‪ ،‬فمن المستبعد أن يكون المتأخر فيها أكمل من‬ ‫المتقدم‪ ،‬وأما المجالات الأخرى كالطب والكتابة والهندسة فإن الأخذ بها عند كل الناس أخذ‬ ‫بالتعلم والتدريب‪ ،‬فمن الممكن أن يكون المتأخر أكمل من المتقدم فيها‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وأخيرا‪...‬‬ ‫بب ّيأننهيلاؤدماينإعلىمالنتأشنكييأتكيفأيقكوالمالفميعاآرخرف‬ ‫القول‬ ‫العقلي ‪ -‬أي‬ ‫الفرض‬ ‫‪ ‬فإن الاعتماد على ذلك‬ ‫معرفي‬ ‫من غير قيد‬ ‫القرآن‪-‬‬ ‫الزمان يمكنهم معارضة‬ ‫والعلوم التي يصدق الناس بها‪ ،‬فإنه بناء عليه يمكن أن يقال ‪ :‬إنه لا مانع من أن يصل‬ ‫الناس إلى مرحلة من العلم يكتشفون فيها أن كل ما كانوا عليه من العلوم باطل! ولا مانع‬ ‫من أن يكشف الإنسان بأن الرجل الذي كان يعتقده أباه لم يكن كذلك!! وهكذا الأمر في‬ ‫كل المعارف الضرورية‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫ما الشبهات التي لديك حول القرآن؟‬ ‫القرآن منقول من الكتاب المقدس‬ ‫في القرآن ناسخ ومنسوخ‪ ،‬ومثل هذا لا يعقل أن يكون في كلام الله العليم المحيط بكل ش يء‬ ‫تغير النص القرآني في عصر الصحابة وبعدهم‬ ‫أخطاء في القرآن‬ ‫أخطاء نحوية في القرآن‬ ‫أخطاء بيانية في القرآن‬ ‫تناقضات في القرآن‬ ‫رجوع خروج‬

‫هل تعلم؟‬ ‫‪‬اْأول﴿ُمَأنوَثولَللَاقلىه ْدقفرَيآ۞ك َتنْقب َنيوُالصِفُهصح‪:‬ير ِاح﴿لفَبَبزُِبْإلوْبو َُِجترراْوؤِِِثهمد ُيرانَولم َتبَنَْعوشِاُْادملب َاوحَهلسَيِّباذيَْىةكنِ﴾ارل َمأا[دَْانأن َلينأااْزلعلَأْلهر۞ىا‪ََ :‬لوضلاْهلَ‪6‬يآ ِِ‪1‬عُرخث‪ََ-‬لهرُاى‪9‬ة ا‪ِ1‬لعَ]َخأبْ‪،‬ينابِرديفاََوَيءأوْبا َوحلقبيدىَةصناِل۞مالُاِمحإأ َونن َصزنلَدهه﴾َرذ[اعات َلللأِىنفسبتييلخااازتءل‪:‬ممه‪5‬صومُ‪0‬حج‪ِ]1‬ودفﷺ‪،‬‬ ‫َِإا ْمولبآ ََتترنْاي َِنشهااهيب ََددمها ُ‪َ،‬يووِإوواَاْدللسأَتَنزُمبباشيوًِاعاربياء َهل﴾ب﴿َِيإو[َِنإناهالْنمسَأا َْحسويااَكحَءْق‪:‬يوَنَان‪3‬وَي ِ‪6‬بْإعَلُق‪ْ1‬قي]د‪َ .‬وركَبمَكَاوَاميْلا َأ َشْأ ْست َوبمَاح ِْلي َطناعَلوِإَِيلعيهى َساُنلوىكتحَاوَأَيوابول َانَلِمبب ِّيقَيوَُيدنوُن ِسم َمنس ََنبو َْعه ِاحدُ ِرهقۚو َ َونوَمأ َْاوو ُبَحس َقْلي َْيني َامافِإَيَلن ۚىه‬ ‫‪ ‬لكن التشابه بين الكتابين ليس مطردا فهناك فروق في آيات يظن البعض أنها متشابهة‬ ‫مثل‪ :‬ما جاء في الإنجيل وما جاء في القرآن عن المحرومين من دخول الجنة‪ ،‬ففي الإنجيل‬ ‫كان النص عن تجريم الأغنياء وحرمانهم من الجنة‪ ،‬بينما في القرآن كان الحديث عن‬ ‫الكفار المكذبين المجرمين‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وهل تعلم؟‬ ‫‪ ‬أن آيات القرآن بلغت ‪ 6236‬آية وأن التشابه بينهما وبين النصوص الكتابية لا يزيد عن‬ ‫مائة آية‪ ،‬ونعتقد جازمين أن هذه الكتب قبل تحريفها كان فيها من صور التشابه مع القرآن‬ ‫ما هو أكثر من ذلك بكثير‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫كما يلزم العلم بالاختلاف بين موضوعات القرآن وموضوعات الكتاب المقدس‬ ‫‪ ‬فالعهد القديم (التوراة) في حقيقته هو تاريخ بني إسرائيل وأنسابهم وأعدادهم وسير‬ ‫ملوكهم وأنبيائهم وقصص حروبهم‪ ،‬فهو في الجملة كسائر كتب التاريخ المعروفة‪ ،‬كالبداية‬ ‫والنهاية لابن كثير‪ ،‬وتاريخ الأمم والملوك للطبري‪ ،‬ولا يستثنى من ذلك إلا سفران فقط‬ ‫(اللاويون والتثنية)‪ ،‬فهما معنيان بالأحكام التشريعية‪.‬‬ ‫‪ ‬وأما العهد الجديد (الإنجيل) فيتكون من أناجيل أربعة‪ ،‬تضمنت سيرة المسيح من الولادة‬ ‫إلولاربى احنللاهتصهلشمابموُأا‪،‬لمعكزجعماوبوايمتت‪،‬همفضهمويونأاصلاشيبعاهههدمماااللتمكجوودجينهدبةأإيسليىرضأةًاالصرندبسقايائئهلﷺمالتواللماتعميايريذفر‪،‬هوميوهلاهتيابوتنضحيإكحيسبحععانقضأقاولمتصفهاذصهيهيبهمما‬ ‫اللاهوتية أو لطلب بعض القضايا الشخصية‪.‬‬ ‫‪ ‬أما القرآن الكريم فهو مختلف في تكوينه وموضوعه‪ ،‬فهو يحوي (شرح حقائق الإيمان ‪-‬‬ ‫قصص السائقين ‪ -‬أحكام تشريعية ‪ -‬توجيهات للمجتمع المسلم ‪ -‬معالجة قضايا في العصر‬ ‫النبوي ‪ -‬وصف اليوم الآخر وما يتعلق به)‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وينحصر المشترك بين موضوعات القرآن وموضوعات الكتاب المقدس‬ ‫‪ ‬في ثلاثة محاور (حقائق الإيمان ‪ -‬قصص السابقين – الأحكام التشريعية)‪ ،‬وسنكشف‬ ‫التباين الكبير بين حديث القرآن وحديث الكتاب المقدس في هذه الموضوعات الثلاثة فيما‬ ‫يلي‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫ونبدأ بحقائق الإيمان بين القرآن والكتاب المقدس‬ ‫‪ ‬فمن المتوقع أن تركز الكتب التي ينزلها الله على حقائق الإيمان الرئيسة كالتعريف بالله‬ ‫وأنبيائه وملائكته وكيفية عبادته‪ ،‬ومن البديهي أن تتطابق هذه الكتب‪ ،‬لوحدة مصدرها‪،‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫َلا ِإ َل َه ِإَلا َأ َنا‬ ‫ااتَْفللاوتَ ْخعحاُحبيُِذدسدي ِورِايرلنَلنمه﴾ن۞واَابللِتلعشاّررَيل َلك َفف﴿ا َب ْوَعلهُبَقْ ْدوبد َ ُوأُكصو ِفنحاَ ّيِتم ِإهََلنْيا﴿َلَكوََمَشاوِاإَِلَكأ ْىِرريَا َلَس ْنلِ َذني﴾ا‪ِ َ.‬نم ِمننَق َْبقِلْبِلَكَك ِمَل ِئن ْنَرَأُ ْسشوَرْلك ِإََلتاَل َُني ْوحِ َبحي َط ِإََلن ْي َِعه َ َمأَُلن َُهك‬ ‫َوَل َت ُكوَن َن ِم َن‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫ولا يتشابه القرآن مع الكتاب المقدس فيما يتعلق بحقائق الإيمان‬ ‫‪ ‬وفيما يلي الاختلافات في مسألة واحدة من مسائل الإيمان وهي أهمها‪ ،‬مسألة التعريف‬ ‫بالله وصفاته‪:‬‬ ‫‪ ‬إذ يتشابه الكتابان (القرآن والكتاب المقدس) في التعريف بالله وصفاته بقدر ما يحويه الكتاب‬ ‫المقدس من الحق‪ ،‬ويفترقان بقدر ما تحويه هذه الكتب من الشوائب والتحريف بسبب التدخل‬ ‫البشري فيها‪.‬‬ ‫‪ ‬ولا ريب أن في الكتاب المقدس اليوم مجموعة من النصوص التي تعظم الله وتتحدث عن وحدانيته‪،‬‬ ‫فأصول هذه الكتب من عند الله‪ ،‬وهذه الحقائق الإيمانية الصحيحة بقايا آثار الأنبياء في هذا الكتاب‬ ‫فتطابق القرآن معها دليل على وحدة المصدر‪ ،‬وهو الله عز وجل‪ ،‬ولا يعني بالضرورة أن القرآن نقل‬ ‫منها؛ إذ التشابه لا يدل بالضرورة على النقل‪ ،‬فقد تطابق الإنجيليون الأربعة (متى ومرقس ولوقا‬ ‫ويوحنا) في الكثير من نصوصهم مع أسفار العهد القديم‪ ،‬ولم يزعم أحد من مثيري الأباطيل عن‬ ‫القرآن أنهم كانوا ينقلون من العهد القديم أو من بعضهم البعض‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫ومن الإختلافات‪..‬‬ ‫َوعُهل َىو اعلرَسش ِمهي ُاعسا ْلت َبواِءصييُلري﴾‪،‬ق‬ ‫ا ُلكقنهرآ ذنااتلهكوريلام ‪-‬كيإلفيهةعظصيفامتبهائ﴿نَل ْيم َنس َخكل ِمقْثِله ِ‪،‬همَشسْيتء ۖو‬ ‫‪ ‬أن الله ‪ -‬بحسب‬ ‫بجلاله‪ ،‬لا ندرك‬ ‫بينما هو بحسب الكتاب المقدس إله يخالط مخلوقاته‪ ،‬فيتجسد في صور بشرية‪ ،‬وينزل إلى‬ ‫خيمة‬ ‫باب‬ ‫إلى‬ ‫مرة‬ ‫نزل‬ ‫وقد‬ ‫تنقلاته‪،‬‬ ‫في‬ ‫الكروبيم‬ ‫ىويوركجه ًابلعولجىها‪.‬لملائكة‬ ‫الأرض‪ ،‬ويمش ي فيها‪،‬‬ ‫الاجتماع‪ ،‬فكلم موس‬ ‫‪ ‬وأن الله عز وجل منزه ًا ‪ -‬بحسب القرآن ‪ -‬عن الطعام والشراب والنقائص فإن الكتاب‬ ‫المقدس يزعم أن الرب زار إبراهيم وأكل عنده بعض اللحم مع اللبن ‪.‬‬ ‫‪‬أاا ْبللوَأيبذ ِنيصايض ُلروقخل﴾مرآل‪،‬قانبه﴿يسنمَوَهزلهشْماكابَليهذ ًلالُهك لكنهسبَ‪.‬لبي ُهوحاُضوكنا ُفءهص‪ً.‬وفاووت َهقأع َادحلسىمدفشعر﴾ى‪،‬ندفاافينلإيانالشهبلجفينيبهةا‪،‬لوصالكفمحاتثتايىتلباساللم﴿مإَلنْعقيآدس َداسُمنسَكوأاِملْحثِشلجوبِاهُهءس َشودمياقْيَةعيء‪ۖ،‬كخَووف ُطهن َشووباعاتالرلهإ‪.‬نَسرأ ِسمايس ُنعه‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫ومن الإختلافات أيضا ‪..‬‬ ‫‪‬األ َلن ِطايللهُف‪-‬ا ْبل َخحِبي ُسر﴾ب‪،‬الوقهرذآانخ‪-‬لالافُيارلمىفهفيومالالدتنيوارات﴿يَلاال ُتذ ْد ِيرُكي ُهزعاْلمَأْبأ َنصامُرو َسو ُهىَورآُيهْد ِور ُجكه ًااْللَأْبوجَصاه َ‪.‬ر ۖ َو ُه َو‬ ‫ايلءسقابدقيةر؛أفنإ انللهس ُفهرزمالفتيكومينصاارلعذتيه‬ ‫القرآن بأنه على كل ش‬ ‫‪ ‬وأن الله تعالى يصف نفسه في‬ ‫يزعم في قصة يعقوب‬ ‫زعموا أن القرآن منحول منه‬ ‫ليعقوب‪ ،‬وكذلك فإن سفر القضاة يذكر أن الرب عجز عن نصر بني إسرائيل على بعض‬ ‫أعدائهم‪ ،‬لأن لهم مركبات من حديد‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫أما قصص الأنبياء والأمم السابقة بين القرآن والكتاب المقدس‬ ‫‪ ‬فالمفروض أننا نتحدث عن حقائق تاريخية لن تختلف بين القرآن والكتاب المقدس بل‬ ‫والمؤرخين‪.‬‬ ‫‪ ‬لكن قراءة سريعة في هذا الموضوع في الكتابين تثبت فروق ًا هائلة بين معطيات الأحداث‬ ‫التاريخية هنا وهناك‪ ،‬علاوة على كيفية العرض وغايته‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫فمن الإختلافات‪..‬‬ ‫‪ ‬أن قصص الكتاب المقدس وردت في سياق تاريخي بحت‪ ،‬بينما وردت قصص القرآن في‬ ‫سياق الاعتبار والتدبر‪ ،‬مع الإعراض عن كافة التفاصيل التاريخية التي لم يحفل بها‬ ‫القرآن الكريم لعدم فائدتها‪ ،‬فالكتب الإلهية ينزلها الله للعظة‪ ،‬وليس للتأريخ للأمم‬ ‫والأشخاص‪.‬‬ ‫‪ ‬وأن في القرآن قصص ًا عن أنبياء وأمم لا وجود لذكرهم في كتب اليهود والنصارى‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫قصة هود وصالح وشعيب وذي القرنين وأصحاب الكهف وقصة موس ى مع الخضر‪،‬‬ ‫وغيرها كثير‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫ومن الإختلافات أيضا ‪..‬‬ ‫‪َََُ ‬أوووِِكًّإإحَله ْنْاادخسُيَراَثومَلًواهاِانََِق ِهدنعْۚعريْآيَمنََۖناولنَۚ َاكويلَََاذأووُِعنانلْ ْجبل َََوتيظي َكًاب َْحميءَسانَنَااعْلعجَُأههلِنَزَْىوبدُميْييي َانَوُخاناوْءللَمُها ََِْومحدسيْيفَِنعنَستاوِذُنبلَُليقهرَْوبْهنمكًُطل‪ِ،‬ماۖإَۚل۞أفَىوََمِعوومَُاكِزًّظَلنصمكاَمِررَاُنيذاَّاِفلرَريطَبِذتوََيِيضلهْمشلَْحةنْرََايسدإ َاتلىُوِاأوَقَع َوفيولوَِندعمىيض ََسل﴾سوابْه‪ُ،‬لهاسَىَمعلوااَْيَلفلِومَِإ﴿يميْكَلاََوتيَنَاوامن َقه ََْبابو۞سَبَأۖنإلليا َُىهَكوولِأمَُفلهنبْبيِنإِّيَماواَُْآيلَءسنب َواكاِحاُئلتِالهسلا َهْقمََتصبفَاَِعوَايلواَلُِلْذومعحُِّىمُيرَق‪.‬يق َاوِندَوتسِهَ ْبس۞مىۚ‬ ‫اإفولهدسكااتررواائوديفبنليالعاممللقينقهدرآداولنسننسكبالالياًلانمه‪،‬اعزاللننظكيبًياين‪،‬م ًاااللوتقع﴿ااوتظرل ْايًاص ِبة‪،‬مْرتفم َنجعقَزلعهدلىه َقعمبتااننَليياًُقالملواُللشئتوريع َنجكن َولوام ْاعذلنُكنذْارلبهنفبَاعليْبءاَسلدا َمنلاطععيبَندجواي ُيدولونماَ‪،‬دلن َذذوادقيواْبطل َنأنْعيااِلهد ۖلغهالِ‪.‬إل َنف ُههساَمأ َم‪،‬وارلييبقو﴾د‪،‬عمبهفداإنهمهبهنف ًرويا‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫تزعم‬ ‫حين‬ ‫في‬ ‫َأ َواب﴾‪،‬‬ ‫ِإ َن ُه‬ ‫ۖ‬ ‫ِن ْع َم ا ْل َع ْب ُد‬ ‫ُس َل ْي َما َن ۚ‬ ‫القرآن بالنبي الأواب‪َ ﴿ :‬وَو َه ْب َنا ِل َدا ُوو َد‬ ‫لزوجته ميكال‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الوثنيات‪.‬‬ ‫لزوجاته‬ ‫وصايا الله‪ ،‬وبنى معابد للأصنام إرضاء‬ ‫وسليمان يصفه‬ ‫التوراة بأنه ترك‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫أما الأحكام التشريعية بين القرآن والكتاب المقدس‬ ‫‪ ‬فيشترك القرآن مع الكتاب المقدس في الحديث في موضوع الأحكام التشريعية التي يشرعها‬ ‫ِااإا ْْولبللإ َلأِنركهاَخبتِلهايواايِعنءَببماهَلَ﴿دوااُلهَمَأورْ‪َ،‬ينومَبساَويابَالكمىاِءف ََيونسِ ِل﴿هعَهيَمِمَشَسذَوارنَنعىاَْۖرلَيلَُِّأُقبؤكْْرنماآمْنَلُأنَِِّعوقمَاأيَلَنِمُنمينب َاُوينلاوْ ِّفاَد﴾تحل‪.‬يَرِِّددنةيى ََِأمنما َ َونَصلو ُاودَ َصتلوَِت َاىنفل َِابر َُِّقشهلِلُورناا َئووَِلفعًِيحكِااهل َنإو﴾َلاتَ‪،‬له ِيْذوصاةِليدايقَلأ َْترقآويَاحَنلْأي ِنَننذاززل ِيإله ََلابْْييما ََلنلكصَهي َ َدودَْعميق ًاِلاهلىَمَوواَنتبَْصفيْجي َِاهناءصيِبب َِهﷺهل‬ ‫‪َ ‬قوواوفبلمي ِّلنس َشان﴿لرَاِأكبئَاتح ْعلبكَنِّهااس‪،‬مِّنَوعا َلملَمْنيوِتاههْالْمُشجا ُشِبرفهيروَيهةَا‪:‬عح َأةِذقَنكم َرصاحالاَمنل ْدفقصرآَ﴾س‪،‬ﷺن‪ِ:‬بافل﴿هشََنوَْرذليف ُهكع ِاْةمسل ِفاَلشويا ْقلاريْلَعِْعيقص َةان َص ِاعباصْدل‪َ ِ،‬عصلْيو ِأ َمننحهَياَناواةْاِل َلَيشألناهرُأ‪،‬عَوفِلةولِيباْاذْشلالَأَأرنْلقَعب ِهارفارِ َباهولااْل﴾ل‪.‬هُأ ُعذلللَيىنه ِأبوناْبدل ُيأ ُامذئ ِهنن‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫أما الإختلافات فمنها ‪..‬‬ ‫قواعد‬ ‫الظلشم ًارائمعحالرمت ًاي‪،‬لكمشيرذيكعرةهاك السقررآعنن‪،‬قلاال بحملاتر‪:‬تع\"اوأرماضبكمرع‬ ‫من‬ ‫‪ ‬أن في هذه الكتب الكثير‬ ‫الحمار‬ ‫فيها‬ ‫التشريع القرآني الذي يرى‬ ‫‪َ ‬االفقووللاوحكلْتلكشعزيسَمكأفبلونايرذًااالمدلأيدَبةيجصماهاكنقالبنبلُتراعقزبألخلتاوشوَلاقااجمولنالججْرةآرللَ‪،‬ةأظْشمنَازممصلاوعإالاميعاُشنأمئانحدخحكلتِرلغلررايكاْبلبممجمهركهاتنتتالإمولووفثأسات‪،‬فكلسودّىِيثسمرفهرويااقْفمقلترناقترفكمانيوَضعاءفصلَلسك‪،‬الًغمياايِقرابتلللرصعننيًعاعكاأاننجلثلسيمناقيطَدلراشميهنيةْليد‪،‬ه\"نكناه َلا‪:‬ط(كخوأاث\"اتتأِللونلثويانعخرلبالًرماتَبمفافكههولكافثيررايمْوذتنجلوَماتف﴿ِيودَلنافيآُن‪،‬بايسلقنباَصمو(أرنُموآطاهيأيَيه‪1‬لهينبح)ا﴾هم‪،‬ك‪.‬ع‪.‬اارض‪َ5‬لًلتادأ‪/‬جِذفذلمو‪3‬ياافدششيَ‪2‬ييان)فررااللهئااآق\"كلَتعبميت(لُعناااوههمللو‪.‬اابجدخكءِوإه‪،‬داَارنلنموَلشبمفوقاجريجليداتدهْعا‪9‬يلأةَو‪1‬دسسخإا‪ْ/‬تنيملايد‪ُ4‬عإرمرطع‪3‬مك َا‪-‬ىةوسرلااْ‪0‬لأبإَمهلْ‪2‬يشقوخلة)اِ‪.‬عرمبسمألهًُرىةوسارا‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وأخيرا‪...‬‬ ‫من ِدي َن ِي اليهود‬ ‫‪ ‬نختم بذكر شهادتين لمستشرقين منصفين‪:‬‬ ‫ريب في ذلك\"‪.‬‬ ‫كتاب ًا‬ ‫‪‬ويالقنولصاالرمىسأتقشورلقبأالنإنماجليعلزميهلاميتحنرم فديليكتاسباهقت(بدايسنًاا‪،‬لبإلسلقادم)أ‪:‬و\"بحىق إدلريهماربأهع‪،‬رولاف‬ ‫محمد ًا‬ ‫يقرأ‬ ‫لم‬ ‫أن‬ ‫\"ثبت‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫فهي لهنري دو كاستري‪ ،‬وفيها‬ ‫‪‬موأقمدا اس ًلا‪،‬شوهلامدةي اسلتثارنيشةد‬ ‫في دينه بمذهب متقدم عليه\"‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫هل تعلم؟‬ ‫‪ ‬أن المستنكرين لوقوع النسخ في القرآن الكريم تمتلئ كتبهم المقدسة به‪ ،‬ومع ذلك لا يرون‬ ‫في ذلك قدحا في كتبهم‪ .‬وشواهد ذلك كثيرة‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪ ‬أن الله حرم عليهم في التوراة الكثير من الحيوانات واعتبرها نجسة‪ ،‬كالخنازير والإبل والأرانب ومع‬ ‫بولس أخبرهم بنسخ نجاستها ونسخ‬ ‫تذلحركيملهاايأيمتنض ًاع‪،‬اإلمذسزيعحميبوولن اسليأونمالمعسنيوحابحددمهمنالهما‪،‬سلفأونحمنقسدخسكهلم‬ ‫المحرمات من طعام وشراب وسبت‪.‬‬ ‫بعد مرة‪ ،‬فالطلاق‬ ‫مرة‬ ‫فحيرامم ًاسأفليةزمحنك آمدالم‪،‬طلثامقأعحلنهتابللدهللبوننيسإخسارلائحيكلمفايلإألياهمي‬ ‫اإلنكجتيالبما ّلتمىقكدانس‬ ‫ويحكي‬ ‫‪‬‬ ‫ى‪ ،‬فجاءت شرائع‬ ‫موس‬ ‫حسب‬ ‫التوراة ببيان أحكامه‪ ،‬ثم حرمه المسيح عليه السلام إلا لعلة الزنا‪.‬‬ ‫يؤمنون بقدسيتها‪،‬‬ ‫األبقطدليهام‪،‬جوالستُدي‬ ‫في العهد‬ ‫كل الشرائع التوراتية الموجودة‬ ‫اليوم‬ ‫كما يبطل النصارى‬ ‫‪‬‬ ‫المسيح المعلق على‬ ‫ويقولون‪:‬‬ ‫منسوخة من جهة العمل بها‪،‬‬ ‫يرونها‬ ‫وأنها من الله لكنهم‬ ‫الصليب‪ .‬كقتل القاتل ورجم الزاني والختان والسبت وتحريم الخنزير‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وقول أهل الكتاب بالنسخ مختلف تماما عن قول المسلمين‬ ‫‪‬آفاخلمر أسنلفمعولنل يعبعادظممنوهن املمرانعساةو لختمغينراألقحرآوالنه‪،‬مو‪،‬يرفوننهس ُخحاكللمهًالإبلهعي ًاضصآايالتح ًهاإنونماافعهًاورفمعنهتاملالهمبعحلكمهم‬ ‫بما يصلح أحوال خلقه‪.‬‬ ‫‪ ‬أما كتب أهل الكتاب فتنتقص المنسوخ منها‪ ،‬وتجعل علة نسخه ضعفه وعدم نفعه‪ ،‬لا‬ ‫مراعاة المستجدات في أحوال الناس‪ .‬فالنسخ عندهم سببه طروء العلم على الله بعد الجهل‬ ‫‪ -‬وحاشا لله العظيم العليم ‪ ،-‬وهو ما يسميه علماء الفلسفة بـ (البداء)‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وقد حكى الله لنا في القرآن استنكار المشركين للنسخ‬ ‫‪ُِ ‬ايبيب َنلاوْكّعِتلزذوَُدويلحل ِنهّىنَاققباِاللُعللُايعل َرلوثياِّدمبة ِعاإَلَلانعتللَلممهيات َاهلوبالَِمأمذندنييببطََبلنلتمي‪،‬اعآا َُممينُْوعنأففَلتنوعىارهسلۚ َمعوهَابمُةهاْيرًلالدقلعَعأهلاوىْلكمةََثوهوُُهمبرلُاا‪،‬هتْلبشْيموَجأرقداَنلىدلهاه ِلرل َْأيلوعُْعمعحَنزلل‪ُْ.‬ويمساِولهو‪ِ:‬لجمَيناَل﴿لن﴾َنيوِإا﴾ب َذ[د[اااسلَ‪:‬لبلننَد ْوحل﴿حَفنُقلال‪ْ:‬ق‪:‬لآ َي َ‪21‬عنًةلَ‪َ00‬زلَممُ‪11‬هَه]]ك‪،‬اُارفَلونتوعُبقآحيَيظدانيةْلبُامقيَلوُنآاديرَّغةلتُِلسمأاَألِنممآْعيَاعلنلةاُنمرَارِِّبلبضَستَمخةكيا‬ ‫األنأذههباعندم َتثحل اسلنعلمحااءلهلهسبيفعصلفاللطهبيدوبا ًءالبحدايذل ًاق‬ ‫الذي يصف‬ ‫النسخ إلى‬ ‫فهم‬ ‫‪ ‬ولتقريب‬ ‫يناسب حاله‬ ‫وهو يعلم‬ ‫دواء‪،‬‬ ‫للمريض‬ ‫الجديد‪ ،‬فتبديله للدواء عن علم وحذق‪ ،‬وإن استنكر صنيعه بعض الذين لا يعلمون‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫ولم يقع ش يء من نسخ القرآن في الأخبار‬ ‫‪ ‬لأن النسخ فيها ضعف علم وقلة معرفة وتكذيب لخبر سابق‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫وقع نسخ القرآن في الأحكام مراعاة لأحوال العباد‬ ‫‪َ ‬اابن ْلل﴿وفعَنيمهِعَدثْاِصَاهسلرََأأ ُام‪،‬للَاةنلوََنأ﴾ذاوَلنأ‪َ،‬همنكاُتتفكنا‪ْ:‬تمَلععت ِشخُانسحلغم َكركاريلاْثَليرمفَخعيرىْهامالن ِلَعرحهام َلتننَااىوالْفلمصَتمَ ْلخعيعْعااَمِلةمُقسرم ِرروح ۖوتةباادفلاَُوقمتلداسْدلخةَدترمُي(قهِفكراجياوُِ‪،‬لهلنَتمموزواَلرجانلاِمإعْ﴾رثاقةي‪،‬ة)مول‪،‬جفلاهَلأدكمِبكحوتتاينعونرالاعلهملَاىا‪:‬و َاجموَلفنمقي﴿اعهيتًِفاَايرعُاعإمابَللأِ‪،‬مالنيَله َانامسفلاالأإا َوثملبِييِسلمذنين َوَموِانإالْعثصُآنمَنل ُمضهازُنتَةرلمنرواااالأفوََلأليععْهاهكاَابَشظتُراْققمءسَ‪.‬ورُِابلمإثئلهوىنرم‪:‬ا‬ ‫الفجر‪ ،‬وهو وقت نومهم وراحتهم‪ ،‬وما بين الفجر والظهر‪ ،‬وهو وقت أعمالهم‪ .‬وقد أحس‬ ‫ََأااَفوللاَْهلنل َأهُْنليصمَأوحَنِصقُابتَاّبيعمُةَنببلْيممََلننوا َاتُْنُلنكهاَأُْزَوزمللفَانايُْلمت﴾َِاعر‪،‬هَلْدجافذخَُهودمَةساعرلَِّآيموايبْْلينَةعباأْمَغعن َرنم َ‪ِ،‬ضااللشَفلءاُهفقلِفايَرئيءش ْ‪،‬يشا ْتل َدطفَاخندع ِْلزملنيِعرَلهفيتَا‪:،‬هواْْلفجمَمَْتي﴿قفَِنياُِيباسلاِو‪َُ:‬رألهي(َََلهخاوَانيَعمتَلهارَُُيصلك‪،‬نَِْدذامفُي ُاكتَندْْنتفمِهعلياآَُ َعحنماُعنون)‪َ.‬مونِاذر ِْكإ۞َرِنِرإََمضنااَمَّيالِا ْلُايللََِرلخويهَُْعمد ُِعراننل َاهَولاشْلْيَمف َْيصقََطِلاااس ُُِلة ۖ‪:‬رن‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫ومن حكم النسخ‪ ،‬ابتلاء الله واختباره امتثال العباد لأوامره‬ ‫‪‬ابَعقومكِامقتبَبثلْني ِلتشه ۚ ُهإعأ َباِلوِذمإرااىر‪:‬ناهإليَبك﴿ناََمرناووَمعهْواإتيأَلَيمسجَكبَمِعبْاضليذَاَنبعرًاةيا ِحباإَْللتله ِلاق‪،‬أاْبمََءلعوَبَرلةاىذلاّرللَبالهَِهلت ِكمليذاإينبُ‪َ،‬كنرناسو َ َرههختأَيادلَمىعلَىلهاْيَالهاحلّياَلهلأُِلإنمَلارأص﴾ ِبلمد[َنارذلْهبقع َبلاحاَقلمالرسلَهةتم‪:‬اببنس‪3‬نذَليب‪َ4‬ابت ِمأب‪1‬ح ُه]مع‪.‬امرباانل َهجوراُنداسيبقوتيدَلالادو ِءمههَمووماان؛ذخَبيتانبحفَاقتِالًرلاد ُ‪،‬اكببهفَالع َللشملىه‪،‬ا‬ ‫لا لعلم جديد علمه الله‪ ،‬بل هو العليم الذي علم كل ش يء قبل أن يخلقه‪ ،‬وكما قال ﷺ‪:‬‬ ‫\"كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة\"‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫ومن الحكم أيضا‪ ..‬عقوبة من الله لعصاة بني آدم‬ ‫‪َ َ ‬وَعأكَلْْكيمِِلهاِهْم ْمح َأَرطْ ِّممي ََبوااال َللهتا ُلأعَنِلاح َىل ِبْستن ِبيَالْلُإهَب ْامس ِطَراِوِئبليۚ ََصلوَأِّبدْعِ َعهت ْْمد َناض َ ِعل ْملناَكاكَِافس ِِبرنيي َِنلح ِلماْانُّلهَلًِاْلمعََعكل َِيثذهياًًربماا َأِ﴿ل۞َيف ًَِبموَأا ُظ ْْل﴾خ ِم[ذاِِّلهمنَُمنساااَللءِِّ‪:‬رَذبيا‪َ َ0‬ن‪6‬و َ َق‪1‬هْ‪-‬اد ُ‪1‬دُنُو‪6‬ها‪1‬وا]َ‪.‬ح َ َرعْمْنَنُاه‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫والنسخ بعض كمال قوة الله وقدرته وعلمه بما يصلح لعباده‬ ‫َت ْع َل ْم‬ ‫﴿ َما َنن َس ْخ ِم ْن آ َية َأ ْو ُنن ِس َها َن ْأ ِت ِب َخ ْير ِّم ْنَها َأ ْو ِم ْثِل َها ۗ َأ َل ْم‬ ‫ُمكاِ ّلي َششاْيءء‪َ ،‬قوِيدبيدرله﴾ب[املابقشراةء‪:‬‬ ‫َأفَنهاوَّليَلن َع َسلخى‬ ‫‪‬‬ ‫يشاء‬ ‫‪ ،]106‬فالآية صريحة بكمال صفات الله‪ ،‬وأنه ينسخ ما‬ ‫‪ ‬اإب َلثل﴿حمشقَأِبنمْههدتوُيلدَريتسظووماْهجارت َحلأاَفعَلمأمزاَْتللمننينضيِاا‪:‬السّةَلااُللكُل﴿لفهيآُويَقيلفُاُهحْهيلقََدآنتَنويمِلهفااالاََميهيس‪:‬نُِتشابكْليًُسوب﴿ليَُسُياوونءاوِولل﴾َخرِوليينةةتالَِأتال ْزَليحنمونَصُتَنأيَْاجوبفىأ ِِّرتَايديديلََانلتَتتلاَُنهنوترَبففاقِيْمييلاهَُقفهاهبنا َِإ‪-‬تِنلْلضححأىَا ْقلَكَمأاحشتِْ َيءموةبناَنُناًِْتجامجفللَ‪-‬أنِسْدندويم َِّنااسييدلۖ َيخِْيسجإزانفاَِْنشعئنزييَُعَكألالَةتلْراِ‪،‬مبمّقبَُبلَع ُفكرنآِلادإ ََولاللْنًُلااهسنلَلتََهممانْاهتيشُنَِيذعهقساااُِوبلدلعاَيىحًوللحام‪،‬ىاحِكإَنَولع﴾كَمَلقايْي[ِلامهادلن﴾ملَمتبننن[ييَؤأحسسْقورَاقنبتوًاءَﷺع‪:‬خق‪،ً ،‬سة(‪5:‬بهك ِّمح‪1‬مذ‪5‬لنب]اا ُ‪،1‬كفاه]سلْيفمهو ۖاقس)فحَ‪.‬بفوِلإيعكهن‪:‬لمل‬ ‫‪ ‬ولم تنسخ الآية من التلاوة؛ لأن الله نسخ حكمها‪ ،‬وأبقاها متلوة إلى قيام الساعة؛ يؤجر المسلمون‬ ‫على قراءتها‪ ،‬ويرون فيها بعض رحمة الله وتخفيفه على عباده حين نسخها بحكم آخر أيسر منه‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬

‫أما نسخ التلاوة‬ ‫‪‬ايمولفلعهشنهلاومءقمنهرمآنونالعنآهأيآزماللتييحخهاكل﴿لَصبميق ْوةلرآسُههنصَنووب﴿أَآُسقويَيلْعاِائرلآن ًانتمن‪َِ ،‬بممهشوِْائلنجَانياا﴿لَلَيدل َْغقنميْرذُ۞آرحَِهفه َنوبي َمناَنلّمَْزِلبلاوُال َحلي َتِمَذماطعَْييرحأل ََُأفىْشوعااو َُللءح ْنىيظَ َبونُيااي﴾ْلثِ‪ِ،‬إببَل ُْفيشﷺتهَۖ‪،‬ركوَ‪،‬ووت﴾ِ‪.‬بعقبنارلَأرد ُهههكا ُأواولمتمواع ْلفاسلِلكىقَمتاقو ِاحنبدك‪،‬ر﴾مث‪،‬تعمهفلىرموافنمعيهمشسايخحائلتوملهاهه‬ ‫‪ ‬والحكمة الإلهية في نسخ بعص الآيات تلاوة أن بعض هذه الآيات نزل في معالجة أحداث‬ ‫مخصوصة فلما علم ربنا عز وجل حاجة المسلمين إلى تلكم الآيات في ذلك الزمان؛ أنزلها‪،‬‬ ‫وعلم ربنا أن الحاجة إليها مؤقتة‪ ،‬وأن البشرية لا تحتاجها في أجيالها القادمة؛ فنسخها بما‬ ‫هو خير منها أو مثلها‪ ،‬ورفع تلاوتها من المصاحف‪.‬‬ ‫رجوع تابع خروج‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook